المصادر:  


سلخ (لسان العرب) [266]


السَّلْخُ: كُشْطُ الإِهابِ عنِ ذيهِ. سَلَخَ الإِهابَ يَسْلُخه ويَسْلَخه سَلْخاً: كَشَطه. ما سُلِخَ عنه.
وفي حديث سليمان، عليه السلام، والهُدْهُدِ: فَسَلَخوا موضعَ الماءِ كما يُسْلَخُ الإِهابُ فخرج الماء أَي حفروا حتى وجدوا الماء.
وشاة سَلِيخٌ: كَشِطَ عنها جلدُها فلا يزال ذلك اسمَها حتى يُوءكل منها، فإِذا أُكل منها سمي ما بقيَ منها شِلْواً قلَّ أَو كثر.
والمَسْلوخ: الشاة سُلِخَ عنها الجلد.
والمَسْلوخة: اسم يَلْتَزِمُ الشاة المسلوخة بلا بُطونٍ ولا جُزارة.
والمِسْلاخُ: الجِلْد.
والسَّلِيخة: قضيب القوس إِذا جُرِّدَتْ من نَحْتِها لأَنها اسْتُخْرِجَتْ من سَلْخِها؛ عن أَبي حنيفة.
وكل شيء يُفْلَقُ عن قِشْر، فقد انْسَلَخَ. . . . أكمل المادة الحية وسَلْخَتها: جِلْدَتها التي تَنْسَلِخُ عنها؛ وقد سَلَخَتِ الحيةُ تسلَخُ سَلْخاً، وكذلك كل دابة تَنْسَرِي من جِلْدَتها كاليُسْرُوعِ ونحوه.
وفي حديث عائشة: ما رأَيت امرأَة أَحبُّ إِليَّ أَن أَكونَ في مِسْلاخها من سَوْدةَ تمنت أَن تكون مثل هَدْيها وطريقتها. بالكسر: الجِلْد.
والسالخُ: الأَسْوَدُ من الحيات شديدُ السواد وأَقْتَلُ ما يكون من الحيات إِذا سَلَخَت جِلْدَها؛ قال الكميت يصف قَرْنَ ثور طعن به كلباً: فَكَرَّ بأَسْحَمَ مثلِ السِّنانِ، شَوَى ما أَصابَ به مَقْتَلُ كأَنْ مُخَّ رِيقَتِه في الغُطَاطْ، به سالخُ الجِلْدِ مُسْتَبْدَلُ ابن بُزُرْج: ذلك أَسودُ سالِخاً جعله معرفة ابتداء من غير مسأَلة.
وأَسْوَدُ سالخٌ: غيرَ مضاف لأَنه يَسْلَخ جلده كلَّ عام، ولا يقال للأُنثى سالخة، ويقال لها أَسْوَدَةُ ولا توصف بسالخة، وأَسْوَدانِ سالخٌ لا تثنى الصفة في قول الأصمعي وأَبي زيد، وقد حكى ابن دريد تثنيتها، والأَول أَعرف، وأَساوِدُ سالخةٌ وسَوالخُ وسُلَّخٌ وسُلَّخةٌ، الأَخيرة نادرة. الحَرُّ جلدَ الإِنسان وسَلَّخه فانْسَلَخ وتَسَلَّخ. المرأَة عنها دِرْعَها: نزعته؛ قال الفرزدق: إِذا سَلَخَتْ عنها أُمامةُ دِرْعَها، وأَعْجَبها رابي المَجَسَّةِ مُشْرِفُ والسالخُ: جَرَبٌ يكون بالجمل يُسْلَخُ منه وقد سُلِخَ، وكذلك الظليم إِذا أَصاب ريشَه داءٌ. الرجل إِذا اضطجع.
وقد اسْلَخَخْتُ أَي اضطجعت؛ وأَنشد: إِذا غَدا القومُ أَبى فاسْلَخَّا وانْسَلَخَ النهار من الليل: خرج منه خروجاً لا يبقى معه شيء من ضوئه لأَن النهار مُكَوَّر على الليل، فإِذا زال ضوؤه بقي الليل غاسقاً قد غَشِيَ الناسَ؛ وقد سَلَخ اللهُ النهارَ من الليل يَسْلخُه. التنزيل: وآية لهم الليل نَسْلَخُ منه النهار فإِذا هم مظلمون. الشهرَ نَسْلَخُه ونَسْلُخُه سَلْخاً وسلوخاً: خرجنا منه وصِرْنا في آخر يومه؛ وسَلَخَ هو وانسَلخ. سَلْخَ الشهر أَي مُنْسَلَخَه. التهذيب: يقال سَلَخْنا الشهر أَي خرجنا منه فسَلَخْنا كل ليلة عن أَنفسنا كلَّه. قال: وأَهْلَلْنا هِلالَ شهر كذا أَي دخلنا فيه ولبسناه فنحن نزداد كل ليلة إِلى مضيِّ نصفه لِباساً منه ثم نَسْلَخُه عن أَنفسنا جزءاً من ثلاثين جزءاً حتى تكاملت ليليه فسلَخناه عن أنفسنا كلَّه؛ ومنه قوله: إِذا ما سَلَخْتُ الشهرَ أَهْلَلْتُ مثلَه، كَفَى قاتِلاً سَلْخِي الشُّهورَ وإِهْلالي وقال لبيد: حتى إِذا سَلَخا جُمادَى ستَّةً، جَزْءاً فطالَ صيامُه وصيامُها قال: وجمادى ستة هو جمادى الآخرة وهي تمام ستة أَشهر من أَول السنة. الشهر إِذا أَمضيته وصرت في آخره؛ وانسلَخَ الشهرُ من سَنته والرجلُ من ثيابه والحيةُ من قشرها والنهارُ من الليل.
والنبات إِذا سَلَخ ثم عاد فاخْضَرَّ كلُّه، فهو سالخٌ من الحَمْض وغيره؛ ابن سيده: سَلَخَ النباتُ عاد بعد الهَيْج واخْضَرَّ.
وسَلِيخ العَرْفَج: ما ضَخُمَ من يَبِيسه.
وسَلِيخةُ الرِّمْثِ والعَرْفَج: ما ليس فيه مَرْعىً إِنما هو خشب يابس.
والعرب تقول للرِِّمْث والعَرْفَج إِذا لم يبق فيهما مَرْعىً للماشية: ما بقي منهما إِلا سَلِيخة.
وسَلِيخةُ البانِ: دُهْنُ ثَمره قبل أَن يُربَّبَ بأفاويه الطِّيب، فإِذا رُبِّبَ ثمره بالمسك والطيب ثم اعْتُصِر، فهو مَنْشُوشٌ؛ وقد نُشَّ نَشّاً أَي اختلط الدهنُ بروائح الطيب.
والسَّلِيخة: شيء من العِطْر تراه كأَنه قِشْرٌ مُنْسَلخ ذو شُعَبٍ. الأَصْلَعُ، وهو بالجيم أَكثر.
والمِسْلاخُ: النخلة التي يَنْتَثِر بُسْرُها وهو أَخضر.
وفي حديث ما يَشْتَرِطُه المشتري على البائع: إِنه ليس له مِسْلاخ ولا مِحْضار؛ المِسْلاخ: الذي ينتثر بُسْرُه.
وسَلِيخٌ مَلِيخٌ: لا طعم له؛ وفيه سَلاخَة ومَلاخة إِذا كان كذلك؛ عن ثعلب.

سَلَخَ (القاموس المحيط) [225]


سَلَخَ، كَنَصَرَ ومَنَعَ: كَشَطَ، ونزعَ.
والمَسْلُوخُ: شاةٌ سُلِخَ جِلْدُها،
و~ الشَّهْرُ: مضى،
كانْسَلَخَ،
و~ فلانٌ شَهْرَه: أمْضَاهُ وصارَ في آخِرِه،
و~ النباتُ: اخْضَرَّ بعدَ الهَيْجِ،
و~ الله النهارَ من الليلِ: اسْتَلَّهُ فانْسَلَخَ،
و~ الحَيَّةُ، انْسَرى عن سَلْخَتِها. والسَّلْخُ: آخِرُ الشَّهْرِ،
كمُنْسَلَخِه، واسمُ ما سُلِخَ عن الشاةِ.
والسالخُ: جَرَبٌ يُسْلَخُ منها الجَمَلُ، واسمُ الأَسْوَدِ من الحَيَّاتِ، والأُنْثَى: أسْوَدَةٌ، ولا تُوصَفْ بسالِخَةٍ، وأسْوَدُ وأسْوَدَانِ سالِخٌ، وأساوِدُ سالِخَةٌ وسوالِخُ وسُلَّخٌ وسُلَّخَةٌ. والأَسْلَخُ: الأَصْلَعُ، والشديدُ الحُمْرَةِ.
والسليخَةُ: عِطْرٌ كأنَّهُ قِشْرٌ مُنْسَلِخٌ، والوَلَدُ، ودُهْنُ ثَمرِ البانِ قبْلَ أن يُرَبَّبَ،
و~ . . . أكمل المادة من الرِّمْثِ: ما ليسَ مَرْعًى.
والمِسْلاَخُ: جِلْدُ الحَيَّةِ، ونَخْلَةٌ يَنْتَثِرُ بُسْرها أخْضَرَ، والإِهابُ.
وسَلِيخٌ مَليخٌ: شديدُ الجِماعِ ولا يُلْقِحُ، ومن لا طَعْمَ له.
وفيه سَلاَخَةٌ وملاخَةٌ.
والسَّلَخُ، محركةً: ما على المِغْزَلِ من الغَزْلِ.
واسْلَخَّ اسْلِخاخاً: اضْطَجَعَ.
والإِسليخُ، كإِزمِيل: نباتٌ.

س ل خ (المصباح المنير) [217]


 سَلَخْتُ: الشاة "سَلْخًا" من بابي قتل وضرب قالوا ولا يقال في البعير "سَلَخْتُ" جلده وإنما يقال كشطته ونجوته وأنجيته، و "الْمَسْلَخُ" موضع سلخ الجلد، و "سَلَخْتُ" الشهر "سَلْخًا" من باب نفع و "سُلُوخًا" صرت في آخره "فَانْسَلَخَ" أي مضى. و  آخره. 

سلخ (الصّحّاح في اللغة) [217]


سَلَخْتُ جلد الشاة أَسْلَخُها وأَسْلُخُها سَلخاً. الشاةُ سُلِخَ عنها جلدُها. المرأة دِرْعها: نزعتْه.
والمِسْلاخُ: الإهابُ.
ومِسْلاخُ الحَيّةِ: قِشرها الذي تَنْسَلِخ منه.
والمِسْلاخُ: النخلة التي ينتثر بُسرُها أخضر. الشهرَ، إذا أمضيته وصرتَ في آخره. قال لبيد:
جَزآ فَطالَ صِيامُهُ وصِيامُها      حتَّى إذا سَلَخا جُمادى سِـتَّةً

وانْسَلَخَ الشهرُ من سنته، والرجلُ من ثِيابه، والحيَّةُ من قشرها، والنهار من الليل.
والسالخُ: الأسوَدُ من الحيّات. يقال أسودُ سالِخٌ، غير مضافٍ، لأنه يَسْلَخُ جلدَه كلَّ عام.
والأنثى أَسْوَدَة، ولا توصف بسالِخَةٍ.
والسَليخةُ: سَليخة الرِمْثِ والعَرْفَجِ الذي ليس فيه مرعى، إنَّما هو خشبٌ يابس.

سلخ (مقاييس اللغة) [216]



السين واللام والخاء أصلٌ واحد، وهو إخراج الشيء عن جلده. ثم يُحْمَل عليه.
والأصل سلخْتُ جلدةَ الشاةِ سلخاً. جلد الحية تنسلخ. أسود سالخ لأنَّه يسلخ جلده كلَّ عام فيما يقال.
وحكى بعضُهم سلختِ المرأة دِرْعَها: نزعَتْهُ.
ومن قياس الباب: سلخت الشَّهرَ، إذا صرتَ في آخر يومه.
وهذا مجاز. الشَّهرُ، وانسلخ النَّهارُ من الليل المقْبِل.
ومن الباب نخلة مِسْلاخٌ، وهي التي تنثُر بُسرَها أخضر.

خ - س - ل (جمهرة اللغة) [213]


والخَلْس: أخذُك الشيء اختلاساً، خلست الشيءَ أخلِسه خَلْساً واختلسته اختلاساً، وخالست الرجل مخالسةً وخِلاساً. وفي الحديث: " ليس على المختلِس قَطْعٌ " . ومثل من أمثالهم: " بين الحُذَبّا والخُلْسَة " ، وهي الحُذْيا أيضاً بسكون الذال، فالحُذَيّا أن تعطيه الشيء بطِيبة من نفسك. وأخْلَسَ شعرُ الرأس، إذا كثر شَمَطُه، والشعر مُخْلِس وخَليس. قال: لمّا رَأيْنَ لِمَّتي خَلِيسا رأَينَ سُوداً ورأينَ عِيسا وقال الآخر: أعلاقةً أمَّ الوُلَيِّد بعدما ... أفنانُ رأسكَ كالثغام المُخْلِسِ ويقال: أخلس النبتُ، إذا خالط خضرتَه اليبيسُ، والنبت مُخْلِس تشبيهاً بالشَمَط، والشَمَط مثله به. وقد سمَّت العرب خِلاساً ومُخالِساً. وأخلستِ الأرضُ، إذا خالط يبيسُها رَطْبَها. وسَلَخْتُ الشاةَ وغيرَها أسلَخها . . . أكمل المادة class="baheth_marked">سَلْخاً، إذا كشطت عنها جلدها، والشاة سليخ ومسلوخ. قال الأصمعي: تقول العرب: جلدت البعيرَ وسلخت الشاةَ، ولا يكادون يقولون: سلخت البعير. وكل شيء خرج من شيء فقد انسلخ منه. وفي التنزيل: " فانسلخَ منها " . وجئتك في سَلْخ شهر رمضان وغيره من الشهور، أي في آخر ليلة منه. والأَسْلَخ في بعض اللغات، قالوا: الأصلع، وقالوا: الأصمّ. فأما الأَصْلَج، بالجيم والصاد، فالأصلع لا غير. قال: حُيِّيتِ يا بنتَ الشُّيَيْخ الأَسْلَخِ وذكر أبو زيد أن قيساً تقول: رجل أَصلَجُ للأصمّ. وأَسْوَد سالِخ: معروف، وأسودان سالِخ، وقد قالوا سالخان والأول أعلى، وسُود سَوالخ.

سلخ (المعجم الوسيط) [50]


 الطَّعَام وَالشرَاب سلاخة لم يكن لَهُ طعم فَهُوَ سليخ 

السلخة (المعجم الوسيط) [14]


 الْمرة من السلخ والقطعة تسلخ من الشَّيْء وَمِنْه السلخة (فِي اصْطِلَاح المطبعة) الْجُزْء من الصفحة قبل الطَّبْع (محدثة) السلخة:  هَيْئَة السلخ 

السلخ (المعجم الوسيط) [11]


 الْجلد المسلوخ وَآخر الشَّهْر السلخ:  الْجلد المسلوخ (ج) سلوخ وأسلاخ السلخ:  مَا على المغزل من الْغَزل 

زقق (لسان العرب) [11]


الزَّقّ: مصدر زَقَّ الطائرُ الفَرخَ يزُقُّه زَقّاً وزَقْزَقَه غَرّه، وزَقَّه: أَطعمه بفِيه، وزَقَّ بسَلْحه يَزُقُّ زَقّاً وزَقْزَقَ: حذَف، وأَكثر ذلك في الطائر؛ قال: يزُقّ زَقّ الكَرَوانِ الأَوْرق والزَّقُّ: رَمْيُ الطائر بذَرْقِه. الأَصمعي: الزِّقّ الذي يُسَوَّى سِقاءً أَو وَطْباً أَو حَمِيتاً.
والزِّقّ: السِّقاءُ، وجمع القلّة أَزْقاق، والكثير زِقاقٌ وزُقّان مثل ذِئْب وذُؤْبان.
والزِّقّ من الأُهُبِ: كلُّ وعاء اتخذ لشراب ونحوه.
وقيل: لا يسمى زِقّاً حتى يُسْلَخ من قِبَل عنُقِه، وتَزْقِيقُه سَلْخُه من قِبَل رأْسه على خلاف ما يَسْلُخُ الناس اليوم؛ وقال أَبو حنيفة: الزِّقُّ هو الذي يُنْقَل فيه، وفي بعض النسخ تُنْقل فيه أَي الذي تنقل فيه الخمر، والجمع . . . أكمل المادة أَزْقاقٌ وأَزُقٌّ؛ عن الهجري،. كنِطْع وأَنْطُع؛ قال: سَقِيّ يُسَقِّي الخمرَ من دَنِّ قَهْوةٍ، بِجَنْب أَزُقٍّ شاصِيات الأَكارِع وزِقاقٌ وزُقَّان؛ عن سيبويه.
وزقَّقْت الإِهابَ إِذا سَلَخْته من قِبَل رأْسِه لتجعل منه زِقّاً. اللحياني: كَبْشٌ مَزْقوقٌ ومُزَقَّقٌ للَّذي يُسْلَخ من رأْسه إِلى رِجلِه، فإِذا سلخ من رجله فهو مَرْجول. الفراء: الجلد المُرَجِّل الذي يسلخ من رِجْل واحدةٍ، والمُزَقَّق الذي يُسْلخ من قِبَل رأْسه. ابن الأَعرابي: الزَّقَقَة المائِلُون برَحماتِهم إِلى صَنانيرهم وهم الصبيان الصغار.
والزَّقَقةُ أَيضاً: الصَّلاصِل التي تَزُقُّ زُكَّها أَي فراخَها وهي الفواخت، واحدها صُلْصُل. النضر: من الإِبل المُزَقَّقةُ وهي التي امتلأَ جلدُها بعد لحمها شحماً.
وقال سلام: أَرسلني أَهلي وأَنا غلام إِلى عليّ فدخلت عليه فقال: ما لي أَراك مُزَقَّقاً؟ أَي محذوفَ شعر الرأْس كله، وهو من الزِّقّ: الجلد يُجَزُّ شعره ولا ينتف نتف الأَديم، يعني ما لي أَراك مطمومَ الرأْس كما يُطَمُّ الزِّقُّ؟ وقال بعضهم: رجل مُزَقَّقٌ طُمَّ رأْسُهُ طَمَّ الزِّقّ، وهو التَّزْقيق؛ قال الأَزهري: المعنى أَنه حذف شعره كله من رأْسه كما يُزَقَقُ الجلد إِذا سُلِخ من الرأْس كله.
وفي حديث سلمان: أَنه رُؤيَ مَطمومَ الرأْس مُزَقَّقاً.
وفي حديث بعضهم: أَنه حلق رأْسه زُقِّيّة أَي حَلْقة منسوبة إِلى التَّزْقِيق، ويروى بالطاء، وهو مذكور في موضعه.
وقال أَبو حاتم: السِّقاء والوطب ما تُرِكَ فلم يحرك بشيء، والزِّقُّ ما زُفِّتَ أو قُيِّرَ؛ يقال: زِقُّ مُزَفَّتٌ ومُقَيَّرٌ والنِّحْيُ ما رُبَّ، يقال: نِحْيٌ مَرْبوب، والحَمِيت المُمَتَّنُ بالرُّبّ.
والزُّقاقُ: السِّكَّة، يذكر ويؤنث؛ قال الأَخفش: أَهل الحجاز يؤنِّثون الطريق والسراط والسبيل والسُّوق والزُّقاقَ والكَلاَّء، وهو سُوق البصرة، وبنو تميم يذكِّرون هذا كله؛ وقيل: الزُّقاق الطريق الضيِّق دون السِّكَّة، والجمع أَزِقَّة وزُقَّان؛ الأَخيرة عن سيبويه، مثل حُوار وحُوران.
والزُّقاقُ: طريق نافذ وغير نافذ ضيّق دون السِّكة؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:فلم تَرَ عَيْني مثلَ سِرْبٍ رأَيتُه، خَرَجْنَ علينا من زُقاقِ ابنِ واقِف وفي الحديث: من مَنَح مِنْحة لبَنٍ أَو هدى زُقاقاً؛ الزُّقاق، بالضم: الطريق، يريد مَنْ دلَّ الضالّ أَو الأَعمى على طريقه، وقيل: أَراد من تصدَّق بزُقاقٍ من النَّخْل وهي السِّكّة منها، والأَول أَشبه لأَن هدى من الهداية لا من الهديّة.
والزُّقَّةُ: طائر صغير من طير الماء يُمْكِنُ حتى يكاد يُقْبَضُ عليه ثم يغوص فيخرج بعيداً، وهي الزُّقُّ.
والزَّقْزَقةُ: حكاية صوت الطائر.
والزَّقْزَقةُ والزِّقْزاقُ: تَرْقِيصُ الصبي.

سلخه (المعجم الوسيط) [10]


 سلخه 

السلاخ (المعجم الوسيط) [7]


 الْكثير السلخ وَمن حرفته سلخ الْجُلُود 

جلد (لسان العرب) [7]


الجِلْدُ والجَلَد: المَسْك من جميع الحيوان مثل شِبْه وشَبَه؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، حكاها ابن السكيت عنه؛ قال: وليست بالمشهورة، والجمع أَجلاد وجُلود والجِلْدَة أَخص من الجلد؛ وأَما قول عبد مناف بن ربع الهذلي: إِذا تَجاوَبَ نَوْحٌ قامتا معه، ضرباً أَليماً بِسِبْتٍ يَلْعَجُ الجِلِدا فإِنما كسر اللام ضرورة لأَن للشاعر أَن يحرك الساكن في القافية بحركة ما قبله؛ كما قال: علَّمنا إِخوانُنا بنو عَجِلْ شُربَ النبيذ، واعتقالاً بالرِّجِلْ.
وكان ابن الأَعرابي يرويه بالفتح ويقول: الجِلْد والجَلَد مِثْلُ مِثْلٍ ومَثَلٍ وشِبْه وشَبَه؛ قال ابن السكيت: وهذا لا يُعرف، وقوله تعالى ذاكراً لأَهل النار: حين تشهد عليهم جوارحهم وقالوا لجلُودهم؛ قيل: . . . أكمل المادة معناه لفروجهم كنى عنها بالجُلود؛ قال ابن سيده: وعندي أَن الجلود هنا مُسوكهم التي تباشر المعاصي؛ وقال الفرّاءُ: الجِلْدُ ههنا الذكر كنى الله عز وجل عنه بالجلد كما قال عز وجل: أَو جاءَ أَحد منكم من الغائط؛ والغائط: الصحراء، والمراد من ذلك: أَو قضى أَحد منكم حاجته.
والجِلْدة: الطائفة من الجِلْد.
وأَجلاد الإِنسان وتَجالِيده: جماعة شخصه؛ وقيل: جسمه وبدنه وذلك لأَن الجلد محيط بهما؛ قال الأَسود بن يعفر:أَما تَرَيْني قد فَنِيتُ، وغاضني ما نِيلَ من بَصَري، ومن أَجْلادي؟ غاضني: نقصني.
ويقال: فلان عظيم الأَجْلاد والتجاليد إِذا كان ضخماً قوي الأَعضاءِ والجسم، وجمع الأَجلاد أَجالد وهي الأَجسام والأَشخاص.
ويقال: فلان عظيم الأَجلاد وضئيل الأَجلاد، وما أَشبه أَجلادَه بأَجلادِ أَبيه أَي شخصه وجسمه؛ وفي حديث القسامة أَنه استحلف خمسة نفر فدخل رجل من غيرهم فقال: ردُّوا الإِيمان على أَجالِدِهم أَي عليهم أَنفسهم، وكذلك التجاليد؛ وقال الشاعر: يَنْبي، تَجالِيدي وأَقتادَها، ناوٍ كرأْسِ الفَدَنِ المُؤيَدِ وفي حديث ابن سيرين: كان أَبو مسعود تُشْبه تجاليدُه تجاليدَ عمر أَي جسمُه جسمَه.
وفي الحديث: قوم من جِلْدتنا أَي من أَنفسنا وعشريتنا؛ وقول الأَعشى: وبَيْداءَ تَحْسَبُ آرامَها رجالَ إِيادٍ بأَجلادِها قال الأَزهري: هكذا رواه الأَصمعي، قال: ويقال ما أَشبه أَجلادَه بأَجلاد أَبيه أَي شخصه بشخوصهم أَي بأَنفسهم، ومن رواه بأَجيادها أَراد الجودياء بالفارسية الكساءَ.
وعظم مُجَلَّد: لم يبق عليه إِلا الجلد؛ قال: أَقول لِحَرْفٍ أَذْهَبَ السَّيْرُ نَحْضَها، فلم يُبْق منها غير عظم مُجَلَّد: خِدي بي ابتلاكِ اللَّهُ بالشَّوْقِ والهَوَى، وشاقَكِ تَحْنانُ الحَمام المُغَرِّدِ وجَلَّدَ الجزور: نزع عنها جلدها كما تسلخ الشاة، وخص بعضهم به البعير. التهذيب: التجليد للإِبل بمنزلة السلخ للشاءِ.
وتجليد الجزور مثل سلخ الشاة؛ يقال جَلَّدَ جزوره، وقلما يقال: سلخ. ابن الأَعرابي: أَحزرت (* قوله «أحزرت» كذا بالأصل بحاء فراء مهملتين بينهما معجمة، وفي شرح القاموس أجرزت بمعجمتين بينهما مهملة.) الضأْن وحَلَقْتُ المعزى وجلَّدت الجمل، لا تقول العرب غير ذلك.
والجَلَدُ: أَن يُسلَخَ جلد البعير أَو غيره من الدواب فيُلْبَسَه غيره من الدواب؛ قال العجاج يصف أَسداً: كأَنه في جَلَدٍ مُرَفَّل والجَلَد: جِلْد البوّ يحشى ثُماماً ويخيل به للناقة فتحسبه ولدها إِذا شمته فترأَم بذلك على ولد غيرها. غيره: الجَلَد أَن يسلخ جِلْد الحوار ثم يحشى ثماماً أَو غيره من الشجر وتعطف عليه أُمه فترأَمه. الجوهري: الجَلَد جِلْد حوار يسلخ فيلبس حواراً آخر لتشمه أُم المسلوخ فترأَمه؛ قال العجاج: وقد أَراني للغَواني مِصْيَدا مُلاوَةً، كأَنَّ فوقي جَلَدا أَي يرأَمنني ويعطفن عليَّ كما ترأَم الناقة الجَلَدَ.
وجلَّد البوَّ: أَلبسه الجِلْد. التهذيب: الجِلْد غشاءُ جسد الحيوان، ويقال: جِلْدة العين.
والمِجْلدة: قطعة من جِلْد تمسكها النائحة بيدها وتلْطِم بها وجهها وخدها، والجمع مجاليد؛ عن كراع؛ قال ابن سيده: وعندي أَن المجاليد جمع مِجلاد لأَن مِفْعلاً ومِفْعالاً يعتقبان على هذا النحو كثيراً. التهذيب: ويقال لميلاء النائحة مِجْلَد، وجمعه مجالد؛ قال أَبو عبيد: وهي خرق تمسكها النوائح إِذا نحنَ بأَيديهنّ؛ وقال عدي بن زيد: إِذا ما تكرّهْتَ الخليقةَ لامْرئٍ، فلا تَغْشَها، واجْلِدْ سِواها بِمِجْلَد أَي خذ طريقاً غير طريقها ومذهباً آخر عنها، واضرب في الأَرض لسواها.
والجَلْد: مصدر جَلَده بالسوط يَجْلِدُه جَلْداً ضربه.
وامرأَة جَلِيد وجليدة؛ كلتاهما عن اللحياني، أَي مجلودة من نسوة جَلْدى وجلائد؛ قال ابن سيده: وعندي أَن جَلْدى جمع جَليد، وجلائد جمع جليدة.
وجَلَدَه الحدّ جلداً أَي ضربه وأَصاب جِلْده كقولك رأَسَه وبَطَنَه.
وفرس مُجَلَّد: لا يجزع من ضرب السوط.
وجَلَدْتُ به الأَرضَ أَي صرعته.
وجَلَد به الأَرض: ضربها.
وفي الحديث: أَن رجلاً طَلَبَ إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن يُصَلِّي معه بالليل فأَطال النبي، صلى الله عليه وسلم، في الصلاة فجُلِدَ بالرجل نوماً أَي سقط من شدة النوم. يقال: جُلِدَ به أَي رُميَ إِلى الأَرض؛ ومنه حديث الزبير: كنت أَتشدّد فيُجلَدُ بي أَي يغلبني النوم حتى أَقع.
ويقال: جَلَدْته بالسيف والسوط جَلْداً إِذا ضربت جِلْدَه.
والمُجالَدَة: المبالطة، وتجالد القوم بالسيوف واجْتَلدوا.
وفي الحديث: فنظر إِلى مُجْتَلَدِ القوم فقال: الآن حَمِيَ الوَطِيسُ، أَي إِلى موضع الجِلاد، وهو الضرب بالسيف في القتال.
وفي حديث أَبي هريرة في بعض الروايات: أَيُّما رجُلٍ من المسلمين سَبَبْتُه أَو لعنته أَو جَلَدُّه، هكذا رواه بإِدغام التاءِ في الدال، وهي لغة.
وجالَدْناهم بالسيوف مُجالدة وجِلاداً: ضاربناهم.
وجَلَدَتْه الحية: لدغته، وخص بعضهم به الأَسود من الحيات، قالوا: والأَسود يَجْلِدُ بذنبه.
والجَلَد: القوة والشدة.
وفي حديث الطواف: لِيَرى المشركون جَلَدَهم؛ الجَلَد القوّة والصبر؛ ومنه حديث عمر: كان أَخْوفَ جَلْداً أَي قوياً في نفسه وجسده.
والجَلَدُ: الصلابة والجَلادة؛ تقول منه: جَلُد الرجل، بالضم، فهو جَلْد جَلِيد وبَيِّنُ الجَلَدِ والجَلادَة والجُلودة.
والمَجْلود، وهو مصدر: مثل المحلوف والمعقول؛ قال الشاعر: واصبِر فإِنَّ أَخا المَجْلودِ من صَبَرا قال: وربما قالوا رجل جَضْد، يجعلون اللام مع الجيم ضاداً إِذا سكنت.
وقوم جُلْد وجُلَداءُ وأَجلاد وجِلاد، وقد جَلُدَ جَلادَة وجُلودة، والاسم الجَلَدُ والجُلودُ.
والتَّجَلُّد: تكلف الجَلادة.
وتَجَلَّدَ: أَظهر الجَلَدَ؛ وقوله: وكيف تَجَلُّدُ الأَقوامِ عنه، ولم يُقْتَلْ به الثَّأْرُ المُنِيم؟ عداه بعن لأَن فيه معنى تصبر. أَبو عمرو: أَحْرَجْتُهُ لكذا وكذا وأَوْجَيْتُهُ وأَجْلَدْتُه وأَدْمَغْتُهُ وأَدْغَمْتُه إِذا أَحوجته إِليه.
والجَلَد: الغليظ من الأَرض.
والجَلَد: الأَرض الصُّلْبَة؛ قال النابغة: إِلاَّ الأَواريَ لأْياً ما أُبَيِّنُها، والنُّؤيُ كالحوض بالمظلومةِ الجَلَدِ وكذلك الأَجْلَد؛ قال جرير: أَجالتْ عليهنَّ الروامِسُ بَعْدَنا دُقاقَ الحصى، من كلِّ سَهْلٍ، وأَجْلَدا وفي حديث الهجرة: حتى إِذا كنا بأَرض جَلْدة أَي صُلْبة؛ ومنه حديث سراقة: وحل بي فرسي وإِني لفي جَلَد من الأَرض.
وأَرض جَلَد: صلبة مستوية المتن غليظة، والجمع أَجلاد؛ قاله أَبو حنيفة: أَرض جَلَدٌ، بفتح اللام، وجَلْدة، بتسكين اللام، وقال مرة: هي الأَجالد، واحدها جَلَد؛ قال ذو الرمة:فلما تَقَضَّى ذاك من ذاك، واكتَسَت مُلاءً من الآلِ المِتانُ الأَجالِدُ الليث: هذه أَرض جَلْدَة ومكان جَلَدَةٌ (* قوله «ومكان جلدة» كذا بالأصل وعبارة شرح القاموس؛ وقال الليث هذه أرض جلدة وجلدة ومكان جلد.) ومكان جَلَد، والجمع الجلَدات.
والجلاد من النخل: الغزيرة، وقيل هي التي لا تبالي بالجَدْب؛ قال سويد بن الصامت الأَنصاري: أَدِينُ وما دَيْني عليكم بِمَغْرَم، ولكن على الجُرْدِ الجِلادِ القَراوِح قال ابن سيده: كذا رواه أَبو حنيفة، قال: ورواه ابن قتيبة على الشم، واحدتها جَلْدَة.
والجِلادُ من النخل: الكبار الصِّلاب، وفي حديث عليّ، كرَّم الله تعالى وجهه: كنت أَدْلُوا بتَمْرة اشترطها جَلْدة؛ الجَلْدة، بالفتح والكسر: هي اليابسة اللحاءِ الجيدة.
وتمرة جَلْدَة: صُلْبة مكتنزة؛ وأَنشد: وكنتُ، إِذا ما قُرِّب الزادُ، مولَعاً بكلّ كُمَيْتٍ جَلْدَةٍ لم تُوَسَّفِ والجِلادُ من الإِبِلِ: الغزيرات اللبن، وهي المَجاليد، وقيل: الجِلادُ التي لا لبن لها ولا نِتاح؛ قال: وحارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ، ولم يكنْ لِعُقْبَةَ قِدْرُ المسْتَعير بن مُعْقِب والجَلَد: الكبار من النوق التي لا أَولاد لها ولا أَلبان، الواحدة بالهاءِ؛ قال محمد بن المكرم: قوله لا أَولاد لها الظاهر منه أَن غرضه لا أَولاد لها صغار تدر عليها، ولا يدخل في ذلك الأَولاد الكبار، والله أَعلم.
والجَلْد، بالتسكين: واحدة الجِلاد وهي أَدسم الإِبل لبناً.
وناقة جَلْدة: مِدْرار؛ عن ثعلب، والمعروف أَنها الصلبة الشديدة.
وناقة جَلْدة ونوق جَلَدات، وهي القوية على العمل والسير.
ويقال للناقة الناجية: جَلْدَة وإِنها لذات مَجْلود أَي فيها جَلادَة؛ وأَنشد: من اللواتي إِذا لانَتْ عريكَتُها، يَبْقى لها بعدَها أَلٌّ ومَجْلود قال أَبو الدقيش: يعني بقية جلدها.
والجَلَد من الغنم والإِبِل: التي لا أَولاد لها ولا أَلبان لها كأَنه اسم للجمع؛ وقيل: إِذا مات ولد الشاة فهي جَلَدٌ وجمعها جِلاد وجَلَدَة، وجمعها جَلَد؛ وقيل: الجَلَدُ والجلَدة الشاة التي يموت ولدها حين تضعه. الفراء: إِذا ولدت الشاة فمات ولدها فهي شاة جَلَد، ويقال لها أَيضاً جَلَدَة، وجمع جَلَدَة جَلَد وجَلَدات.
وشاة جَلَدة إِذا لم يكن لها لبن ولا ولد.
والجَلَد من الإِبل: الكبار التي لا صغار فيها؛ قال: تَواكَلَها الأَزْمانُ حتى أَجاءَها إِلى جَلَدٍ منها قليلِ الأَسافِل قال الفراء: الجَلَدُ من الإِبل التي لا أَولاد معها فتصبر على الحر والبرد؛ قال الأَزهري: الجَلَد التي لا أَلبان لها وقد ولى عنها أَولادها، ويدخل في الجَلَدِ بنات اللبون فما فوقها من السن، ويجمع الجَلَدَ أَجْلادٌ وأَجاليدُ، ويدخل فيها المخاض والعشار والحيال فإِذا وضعت أَولادها زال عنها اسم الجَلَدِ وقيل لها العشار واللقاح، وناقة جَلْدة: لا تُبالي البرد؛ قال رؤبة: ولم يُدِرُّوا جَلْدَةً بِرْعِيسا وقال العجاج: كأَنَّ جَلْداتِ المِخاضِ الأُبَّال، يَنْضَحْنَ في حَمْأَتِهِ بالأَبوال، من صفرة الماءِ وعهد محتال أَي متغير من قولك حال عن العهد أَي تغير عنه.
ويقال: جَلَدات المخاض شدادها وصلابها.
والجَليد: ما يسقط من السماءِ على الأَرض من الندى فيجمد.
وأَرض مَجْلُودة: أَصابها الجليد.
وجُلِدَتِ الأَرضُ من الجَلِيد، وأُجْلِد الناسُ وجَلِدَ البَقْلُ، ويقال في الصّقِيعَ والضَّريب مِثْله.
والجليد: ما جَمَد من الماء وسقط على الأَرض من الصقيع فجمد. الجوهري: الجليد الضَّريب والسَّقيطُ، وهو ندى يسقط من السماء فيَجْمُد على الأَرض.
وفي الحديث: حُسْنُ الخُلُق يُذيبُ الخطايا كما تُذيبُ الشمس الجليدَ؛ هو الماء الجامد من البرد.
وإِنه ليُجْلَدُ بكل خير أَي يُظَن به، ورواه أَبو حاتم يُجْلَذُ، بالذال المعجمة.
وفي حديث الشافعي: كان مُجالد يُجْلَد أَي كان يتهم ويرمى بالكذب فكأَنه وضع الظن موضع التهمة.
واجْتَلَد ما في الإِناء: شربه كله. أَبو زيد: حملت الإِناء فاجتلدته واجْتَلَدْتُ ما فيه إِذا شربت كل ما فيه. سلمة: القُلْفَة والقَلَفَة والرُّغْلَة والرَّغَلَة والغُرْلَة (* قوله «والغرلة» كذا بالأصل والمناسب حذفه كما هو ظاهر.) والجُلْدَة: كله الغُرْلة؛ قال الفرزدق: مِنْ آلِ حَوْرانَ، لم تَمْسَسْ أُيورَهُمُ مُوسَى، فَتُطْلِعْ عليها يابِسَ الْجُلَد قال: وقد ذكر الأُرْلَة؛ قال: ولا أَدري بالراء أَو بالدال كله الغرلة؛ قال: وهو عندي بالراء.
والمُجلَّدُ: مقدار من الحمل معلوم المكيلة والوزن.
وصرحت بِجِلْدان وجِلْداء؛ يقال ذلك في الأَمر إِذا بان.
وقال اللحياني: صرحت بِجِلْدان أَي بِجدٍّ.
وبنو جَلْد: حيّ.
وجَلْدٌ وجُلَيْدٌ ومُجالِدٌ: أَسماء؛ قال: نَكَهْتُ مُجالداً وشَمِمْتُ منه كَريح الكلب، مات قَريبَ عَهْدِ فقلت له: متى استَحْدَثْتَ هذا؟ فقال: أَصابني في جَوْفِ مَهْدِي وجَلُود: موضع بأَفْريقيَّة؛ ومنه: فلان الجَلوديّ، بفتح الجيم، هو منسوب إِلى جَلود قرية من قرى أَفريقية، ولا تقل الجُلودي، بضم الجيم، والعامة تقول الجُلُودي.
وبعير مُجْلَنْدٌ: صلب شديد.
وجْلَنْدى: اسم رجل؛ وقوله: وجْلَنْداء في عُمان مقيما (قوله «وجلنداء إلخ» كذا في الأصل بهذا الضبط.
وفي القاموس وجلنداء، بضم أَوله وفتح ثانيه ممدودة وبضم ثانيه مقصورة: اسم ملك عمان، ووهم الجوهري فقصره مع فتح ثانيه، قال الأعشى وجلنداء اهـ بل سيأتي للمؤلف في جلند نقلاً عن ابن دريد انه يمد ويقصر.) إِنما مده للضرورة، وقد روي: وجْلَنْدى لَدى عُمانَ مُقيما الجوهري: وجُلَنْدى، بضم الجيم مقصور، اسم ملك عمان.

الشرانق (المعجم الوسيط) [6]


 سلخ الْحَيَّة وَهُوَ جلدهَا الَّذِي يَنْسَلِخ عَنْهَا 

الأسلخ (المعجم الوسيط) [5]


 الأصلع والشديد الْحمرَة (ج) سلخ 

المسلخ (المعجم الوسيط) [5]


 مَكَان سلخ الْجُلُود (ج) مسالخ 

أغل (المعجم الوسيط) [5]


 الرجل خَان فِي الْمغنم وَغَيره والضيعة أَعْطَتْ الْغلَّة وعَلى عِيَاله أَتَاهُم بالغلة والجازر فِي الْجلد سلخ فَترك شَيْئا من اللَّحْم والشحم ملتزقا بِالْجلدِ وَفُلَانًا خونه 

زقق (الصّحّاح في اللغة) [5]


الزِقُّ: السِقاءُ.
وجمع القِلّةِ أَزْقاقٌ، والكثير زِقاقٌ وزُقَّانٌ.
وتَزْقيقُ الجِلد: سلخُه من قِبَلِ رأسِه على خلاف ما يَسلخ الناسُ اليومَ.
والزُقاقُ: السِكَّة، يذكَّر ويؤنث والجمع الأَزِقَّةُ.
وزَقَّ الطائرُ فرخه يَزُقُّهُ، أي أطعمَه بفيه.

السالخ (المعجم الوسيط) [6]


 من الْحَيَّات الْأسود الشَّديد السوَاد يُقَال أسود سالخ (وَلَا يُقَال للْأُنْثَى سالخة وَإِنَّمَا يُقَال أَسْوِدَة) وَهُوَ أقتل مَا يكون من الْحَيَّات سمي بذلك لِأَنَّهُ يسلخ جلده كل عَام (ج) سوالخ وسلخ وجرب يسلخ جُلُود الْجمال وَنَحْوهَا 

شَرْنَقَ (القاموس المحيط) [5]


شَرْنَقَ: قَطَعَ.
والشَّرانِقُ: سَلْخُ الحَيَّةِ إذا ألْقَتْه،
و~ من الثيابِ: المُتَخَرِّقَةُ.

الحرصيان (المعجم الوسيط) [5]


 بَاطِن الْجلد وقشرة رقيقَة بَين الْجلد وَاللَّحم تقشر بعد السلخ 

زق (المعجم الوسيط) [5]


 الطَّائِر فرخه زقا أطْعمهُ بفمه والذبيحة سلخها من قبل رَأسهَا إِلَى رجلهَا 

زقق (المعجم الوسيط) [5]


 الْجلد سلخه من قبل الرَّأْس ليجعل مِنْهُ زقا وَفُلَانًا جز شعر رَأسه كُله 

المرقة (المعجم الوسيط) [5]


 الصوفة أول مَا تنتف وَمَا يبْقى فِي الْجلد من اللَّحْم إِذا سلخ وَالْجَلد إِذا دبغ 

جلفه (المعجم الوسيط) [5]


 جلفا جرفه وقشره وكشطه وقلعه واستأصله والذبيحة سلخها والجلاف عَن رَأس الدن نَزعه 

درع (المعجم الوسيط) [5]


 الذَّبِيحَة درعا سلخها من قبل عُنُقهَا والرقبة أزالها من قبل الْمفصل من غير كسر وَفِي عُنُقه حبلا شده عَلَيْهِ فاختنق 

ملعت (المعجم الوسيط) [5]


 الدَّابَّة وَنَحْوهَا ملعا وملعانا أسرعت وَخفت وَالشَّاة سلخها من قبل عُنُقهَا والفصيل أمه رضعها 

تقوبت (المعجم الوسيط) [5]


 الأَرْض أَو الْبَيْضَة انقابت وَمن رَأسه مَوَاضِع تقشرت وَالشَّيْء انْفَلق من أَصله وَالْأسود من الْحَيَّات سلخ جلده 

دعسه (المعجم الوسيط) [5]


 دعسا طعنه بالمدعس وَيُقَال دعسه بِهِ وَالشَّيْء داسه دوسا شَدِيدا والوعاء حشاه والقصاب الشَّاة أَدخل يَده بَين جلدهَا ولحمها عِنْد السلخ 

نجا (المعجم الوسيط) [5]


 مِنْهُ نجاء وَنَجَاة خلص من أَذَاهُ ونجاء أسْرع والغصن قطعه وَالْجَلد عَن الْجَزُور كشطه وسلخه وَفُلَانًا نَجوا ونجوى أسر إِلَيْهِ الحَدِيث 

نشنش (الصّحّاح في اللغة) [5]


نَشْنَشْتُ الجلد، إذا أسرعتَ سلْخَه وقطعه عن اللحم. قال الشاعر:
كما يُنَشْنِشُ كَفَّا فاتِلٍ سَلَـبـا      يُنَشْنِشُ الجِلْدَ عنها وهي بارِكَةٌ

ويروى: قاتل.

مشن (مقاييس اللغة) [4]



الميم والشين والنون أصلٌ يدلُّ على تناوُل الشّيءِ بضربٍ واستلالٍ وما أشبَهَ ذلك. فالمَشْن: الضَّرب بالسَّوط، ومَشَنه.
وامتشَنَ السَّيفَ: استلَّه.
وامتشَنَ الشَّيء: اقتَطَعه.
ومشَنَ الجِلدَ: سلخه. يحمل على هذا مَشَّنَت النّاقةُ: دَرَّتْ كارهةً.

الْمرجل (المعجم الوسيط) [4]


 يُقَال ثوب مرجل فِيهِ صور الرِّجَال وَجلد مرجل سلخ من رجل وَاحِدَة الْمرجل:  الْقدر من الطين الْمَطْبُوخ أَو النّحاس والمشط (ج) مراجل وَيُقَال جَاشَتْ مراجله اشْتَدَّ غَضَبه و (فِي علم الميكانيكا) الجهاز الَّذِي تتمّ بِهِ عملية توليد البخار من المَاء أَو من غَيره (مج) 

سَبَأَ (القاموس المحيط) [5]


سَبَأَ الخَمْرَ، كَجَعَلَ، سَبْئاً وسِباءً ومَسْبَأً: شَراها،
كاسْتَبَأَها، وبَيَّاعُها: السَّبَّاءُ،
و~ الجِلْدَ: أحْرَقَهُ، وجَلَدَ، وسَلَخَ، وصَافَحَ،
و~ النَّارُ الجِلْدَ: لَذَعَتْهُ، وغَيَّرَتْهُ،
وسَبَأٌ، كَجَبَلٍ ويُمْنَعُ: بَلْدَةُ بِلْقِيسَ، ولَقَبُ ابنِ يَشْجُبَ بنِ يَعْرُبَ، واسْمُهُ: عَبْدُ شَمْسٍ يَجْمَعُ قَبائِلَ اليَمَنِ عامَّةً، ووالِدُ عَبْدِ اللّهِ المَنْسُوبِ إليه" السَّبَئِيَّةُ" من الغُلاةِ.
والسِّبَاءُ، كَكتابٍ،
والسَّبِيئَةُ، كَكَرِيمَةٍ: الخَمْرُ.
وأَسْبَأَ لأَمْرِ الله: أَخْبَتَ،
و~ على الشَّيءَ: خَبَتَ له قَلْبُهُ.
والمَسْبَأ، كَمَقْعَدٍ: الطَّرِيقُ.
وسَبيءُ الحَيَّةِ: سَلْخُهَا.
و"تَفَرَّقوا أَيْدِي سَبَأ" و "أيادي سَبَأ" (سبا): تَبَدَّدُوا، بَنَوْهُ على السُّكُونِ، وليس بِتَخْفِيفٍ عن سَبَأٍ وإنما هو بَدَلٌ، ضُرِبَ المَثَلُ بهم لأنَّهُ لما غَرِقَ مَكَانُهُمْ، وذَهَبَتْ جَنَّاتُهُم، تَبدَّدُوا . . . أكمل المادة في البِلادِ.
وتُرِيدُ سُبْأَةً، بالضم: سَفَراً بعيداً.

سلق (المعجم الوسيط) [5]


 سلقا عدا وَصَاح وَرفع صَوته وَاللَّحم الْخضر بِالْمَاءِ الْحَار وَفِيه أغلاه دون أَن يضيف إِلَيْهِ شَيْء من دهن وأفاويه وَفُلَانًا بِكَلَامِهِ أَو بِلِسَانِهِ آذاه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَإِذا ذهب الْخَوْف سلقوكم بألسنة حداد} وضربه وطعنه فَأَلْقَاهُ على جنبه وصرعه على قَفاهُ والطبيب فلَانا مده على ظَهره والذبيحة بِالْمَاءِ الْحَار سمطها وأذهب شعرهَا أَو وبرها وَاللَّحم عَن الْعظم نحاه وقشره وَيُقَال ركب الدَّابَّة فسلقت بَاطِن فَخذيهِ أَو أليتيه وبالسوط وَغَيره سلخ جلده وَظهر الدَّابَّة أدبره وسلخه وَالْبرد أَو الْحر النَّبَات أحرقه وَالْجَلد دهنه والحائط وَغَيره صعد عَلَيْهِ وَالْعود وَنَحْوه فِي العروة أدخلهُ والجوالق وَنَحْوه أَدخل إِحْدَى عروتيه فِي الْأُخْرَى فَهُوَ . . . أكمل المادة مسلوق وسليق سلق:  فلَان على هَذِه السليقة وسلقها فطر عَلَيْهَا 

سلخت (المعجم الوسيط) [5]


 الْحَيَّة سلوخا انكشفت عَن جلدهَا والشهر وَنَحْوه مضى والنبات اخضر بعد اليبس وَالْجَلد سلخا كشطه ونزعه وَيُقَال سلخ الْحر أَو الجرب الْجلد كشطه أَو أحرقه وثيابه خلعها ونزعها وَالله النَّهَار من اللَّيْل أَو اللَّيْل من النَّهَار كشفه وفصله وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَآيَة لَهُم اللَّيْل نسلخ مِنْهُ النَّهَار فَإِذا هم مظلمون} وَفُلَانًا آذاه بِكَلَامِهِ وَفُلَان شهره وَنَحْوه أَمْضَاهُ وَصَارَ فِي آخِره وَالرِّيح مَا مرت بِهِ جرفته وَالْكَلَام أَزَال بعضه وَأحل مَكَانَهُ مرادفا لَهُ فِي الْمَعْنى وَمَوْضِع المَاء حفره 

جلد (الصّحّاح في اللغة) [5]


الجِلْدُ: واحد الجُلودِ.
والجِلْدَةُ أخصُّ منه. وتَجْليدُ الجَزورِ مثل سلخِ الشاةِ. يقال: جَلَّدَ جَزورَوُ؛ وقلّما يقال: سَلَخَ. وفرسٌ مُجَلَّدٌ، إذا كان لا يجزع من الضرب. وجَلَدَهُ الحَدَّ جَلْداً، أي ضربه وأصاب جِلْدَهُ؛ كقولك: رَأَسَهُ وبَطَنَهُ. والمِجْلَدُ: قطعةٌ من جِلْدٍ تكون في يد النائحة تلطِم به وجهَها. والجَلَدُ: جِلْدٌ حُوار يُسْلَخُ فيُلبَس حُواراً آخر لتشَمَّه أمُّ المسلوخ فَترْأَمَهُ. والجَلَدُ: الكبارُ من النوقِ التي لا أولادَ لها ولا ألبانَ، الواحدة بالهاء.
والجَلَدُ أيضاً: الأرضُ الصُلْبَةُ.
وكذلك الأَجْلَدُ: قال جرير:
دُقاقَ الحصى من كُلِّ سَهْلٍ وأَجْلَدا      أَجالَتْ عليهنَّ الرَوامِيسُ بَـعْـدَنـا

والجمع الأَجْلادُ والأجالِدُ. والجَلَدُ: الصلابةُ والجَلادَةُ. تقول منه: جَلُدَ الرجلُ بالضم، فهو جَلْدٌ وجَليدٌ، بيِّن الجَلَدِ، والجَلادَةِ، والجُلودَةِ، والمَجْلودِ، . . . أكمل المادة وهو مصدرٌ مثل المحلوفِ والمعقولِ. قال الشاعر:
      واصْبِرْ فإنَّ أَخا المَجْلودِ مَنْ صَبَرا

والتَجَلُّدَ: تَكَلُّفُ الجلادَة. والمُجالَدَةُ: المباطَلةُ.
وتَجالَد القومُ بالسيوف واجْتَلَدوا. وأَجْلادُ الرجلِ: جسمه وبدنه، وكذلك تَجاليدُهُ. والجَلْدَةُ: بالتسكين: واحدة الجِلادِ، وهي أدسمُ الإبلِ لبناً.
والجِلادُ من النخلِ: الكبارُ الصلابُ. وشاةٌ جِلْدَةٌ، إذا لم يكن لها لبنٌ ولا ولدٌ. والجَليدُ: الضريبُ والسقيطُ، وهو ندىً يسقُط من السماءِ فيجمُدُ على الأرض. تقول منه: جُلِدَتِ الأرضُ، فهي مَجْلودَةٌ.

حمر (المعجم الوسيط) [4]


 الشَّيْء حمرا قشره فَهُوَ محمور وحمير وَيُقَال حمر الأَرْض وحمر السّير من الْجلد وَالرَّأْس وَالشعر وَالصُّوف والوبر حلقه وَالشَّاة وَنَحْوهَا سلخها حمر:  الْفرس وَنَحْوه حمرا اتخم من أكل الشّعير وتغيرت رَائِحَة فَمه مِنْهُ وَالدَّابَّة صَارَت من السّمن كالحمار بلادة وَفُلَان تحرق غَضبا وغيظا وَيُقَال حمر عَلَيْهِ فَهُوَ حمر 

خمط (المعجم الوسيط) [4]


 اللَّبن وَالْخمر والوعاء وَنَحْوهَا خمطا وخموطا طابت رِيحه فَهُوَ خامط وخميط وَاللَّبن وَالْخمر وَنَحْوهمَا جعله فِي وعَاء وَاللَّحم شواه وشواه وَلم ينضجه وَالْحمل والجدي وَنَحْوهمَا سلخه وشواه فَهُوَ خميط (بِمَعْنى مفعول) خمط: اللَّبن وَالْخمر والوعاء وَنَحْوهَا خمطا خمط وَيُقَال خمطت الأَرْض طابت رِيحهَا وَالرجل تكبر وَغَضب 

غمن (لسان العرب) [4]


غَمَنَ الجِلْدَ يَغْمُنُه، بالضم، وغَمَلَهُ إذا جَمَعه بعد سَلْخِه وتركه مَغْموماً حتى يَسْتَرْخِيَ صُوفُه؛ وقيل: غَمِّه لِيَلِينَ للدباغ ويَنْفَسِخَ عنه صُوفه، فهو غَمِينٌ وغَميل.
وغَمَنَ البُسْرَ: غَمَّه ليُدْرِكَ.
وغَمنَ الرجلَ: أَلْقى عليه الثياب ليَعْرَق.
ونَخْل مَغْمُونٌ: تَقارَبَ بعضه من بعض ولم يَنْفَسِخ كمَغْمول.
والغُمْنَة: الغُمْرَة التي تَطْلِي بها المرأَة وجْهَها؛ قال الأَغلب: لَيْسَتْ من اللاَّئي تُسَوَّى بالغُمَنْ.
ويقال: الغُمْنة السَّبيذاجُ.

الشِّصْبُ (القاموس المحيط) [4]


الشِّصْبُ، بالكسرِ: الشِّدَّةُ والجَدْبُ،
ج: أشْصابٌ، كالشَّصيبَةِ، والنَّصيبُ، والحَظُّ،
كالشَّصيبِ، وبالفَتْحِ: السَّمْطُ، والسَّلْخُ، واليُبْسُ، ويُحَرَّكُ.
والشَّصَّابُ: القَصَّابُ.
وكَعُنُقٍ: الشَّاةُ المَسْلوخَةُ.
وعَيْشٌ شاصِبٌ: شاقٌّ.
وقد شَصَبَ شُصوباً، وأشْصَبَ اللَّهُ عَيْشَهُ.
وشَصَبَتِ النَّاقَةُ على الفَحْلِ: كَثُرَ ضِرابُها، ولم تَلْقَحْ.
والشَّصِيبُ: الغَرِيبُ، وبِهاءٍ: قَعْرُ البِئْرِ.
والشَّيْصَبانُ: ذَكَرُ النَّمْلِ، أو جُحْرُهُ، وقَبيلَةٌ مِنَ الجِنِّ، واسْمُ الشَّيْطانِ.
والشَّصائِبُ: عيدانُ الرَّحْلِ.

الزَّقُّ (القاموس المحيط) [5]


الزَّقُّ: رَمْيُ الطائِرِ بِذَرْقِهِ، وإطْعامُهُ فَرْخَهُ،
كالزَّقْزَقَةِ فيهما، وبالضم: الخَمْرُ،
ج: زَقَقَةٌ مُحرَّكةً.
وبالكسرِ: السِّقاءُ، أو جِلْدٌ يُجَزُّ ولا يُنْتَفُ للشَّرابِ وغَيْرِهِ،
ج: أزْقاقٌ وزِقاقٌ وزُقَّانٌ، كَذِئَابٍ وذُؤْبانٍ.
وكَبْشٌ مَزْقوقٌ: سُلِخَ من رأسه إلى رِجْلِهِ، فإذا سُلِخَ من رِجْلِهِ إلى رأسِهِ: فَمَرْجولٌ.
ويَزيدُ بنُ محمدِ بنِ زُقَيْقٍ، كزُبَيْرٍ: مُحَدِّثٌ.
وكسَحابٍ: مَنْ يَشْرَبُ الماءَ على المائِدَةِ وفي فيهِ طَعامٌ.
وكغُرابٍ: السِّكَّةُ، ويُؤَنَّثُ،
ج: زُقَّانٌ وأزِقَّةٌ، ومَجازُ البَحْرِ بَيْنَ طَنْجَةَ والجَزِيرَة الخَضْراءِ بالمغَرْبِ.
والزَّقَقَةُ، مُحرَّكةً: الفَواخِتُ.
والزُّقَّةُ، بالضم: طائِرٌ صَغيرٌ.
والزِقْزِقُ، كزِبْرِجٍ: ضَرْبٌ مِن النَّمْلِ.
والزَّقْزاقَةُ: الخَفيفَةُ المَشْي.
وزَقَوْقى، كَشَرَوْرَى: ع بَيْنَ . . . أكمل المادة فارِسَ وكِرْمانَ.
وكمُعَظَّمَةٍ مِنَ النوقِ: العَظيمَةُ.
ورَأسٌ مُزَقَّقٌ: مَطْمومٌ شَبيهٌ بالجِلْدِ
المُزَقَّقِ، وهو الذي يُجَزُّ شَعَرُهُ ولا يُنْتَفُ.
وحَلَقَ رَأسَهُ زُقِّيَّةً، بالضم: مَنْسوبٌ إلى ذلك.
والزَّقْزَقَةُ: الضَّحِكُ الضَّعيفُ، والخِفَّةُ، وصَوْتُ طائِرٍ عِنْدَ الصُّبْحِ، وتَرْقيصُ الصَّبِيِّ،
كالزِّقْزاقِ، بالكسرِ، ولُغَةٌ لِكَلْبٍ كَأَنَّها في سُرْعَةِ كَلامِهِمْ.
والمُزَقْزَقُ: كُلُّ عَمَلٍ يُقْضَى سَريعاً.
وكجُهَيْنَةَ: محمودُ بنُ عُمَرَ النَّسائيُّ المَعْرُوفُ بابنِ زُقَيْقَةَ الطبيبُ الشاعِرُ.

نجل (لسان العرب) [5]


النَّجْل: النَّسْل. المحكم: النَّجْل الولد، وقد نَجَل به أَبوه يَنْجُل نَجْلاً ونَجَلَه أَي ولَدَه؛ قال الأَعشى: أَنْجَبَ أَيَّامَ والِداهُ به، إِذ نَجَلاهُ فَنِعْم ما نَجَلا قال الفارسي: معنى والداه به كما تقول أَنا بالله وبِكَ.
والناجِلُ: الكريم النَّجْل، وأَنشد البيت، وقال: أَنْجَب والداه به إِذ نَجَلاه في زمانه، والكلام مقدَّم ومؤخَّر.
والانْتِجالُ: اختيار النَّجْل؛ قال: وانْتَجَلُوا من خير فَحْلٍ يُنْتَجَلْ والنَّجْل: الوالد أَيضاً، ضدّ؛ حكى ذلك أَبو القاسم الزجاجي في نوادره. يقال: قَبَحَ اللهُ ناجِلَيْه.
وفي حديث الزهري: كان له كَلْب صائد يطلب لها الفُحُولة يطلب نَجْلَه أَي ولدها.
والنَّجْل: الرمي بالشيء، وقد نَجَل به ونَجَله؛ قال امرؤ القيس: كأَنَّ الحَصَى من . . . أكمل المادة خَلْفها وأَمامِها، إِذا أَنْجَلَتْه رِجْلُها، خَذْفُ أَعْسَرَا وقد نجَل الشيءَ أَي رمَى به.
والناقة تَنْجُل الحَصَى مَناسِمُها نَجْلاً أَي ترمِي به وتدفعه.
ونَجَلْت الرجلَ نَجْلَةً إِذا ضربته بمقدَّم رجلك فتدحرج. يقال: من نَجَل الناس نَجَلوه أَي من شارَّهم شارُّوه.
وفي الحديث: من نَجَل الناس نَجَلوه أَي مَنْ عاب الناس عابوه ومَنْ سَبَّهم سبُّوه وقَطَع أَعْراضَهم بالشَّتْم كما يَقْطع المِنْجَل الحشيشَ، وقد صُحِّف هذا الحرف فقيل فيه: نَحَل فلان فلاناً إِذا سابَّه، فهو ينْحَله يُسابُّه؛ وأَنشد لطرفة: فَذَرْ ذَا، وَانْحَل النُّعْمان قَوْلاً، كنَحْتِ الفَأْسِ، يُنْجِد أَو يَغُور قال الأَزهري: قوله نَحَل فلان فلاناً إِذا سابَّه باطل وهو تصحيف لِنَجَل فلان فلاناً إِذا قَطَعه بالغيبةِ؛ قال الأَزهري: قاله لليث بالحاء وهو تصحيف.
والنَّجْل والفَرْض معناهما القَطْع؛ ومنه قيل للحديدة ذات الأَسنان: مِنْجَل، والمِنْجَل ما يُحْصَد به.
وفي الحديث: وتُتَّخَذ السُّيوف مَناجِل؛ أَراد أَن الناس يتركون الجهاد ويشتغلون بالحَرْث والزِّراعة، والميم زائدة.
والمِنْجَل: المِطْرَد؛ قال مسعود بن وكيع: قد حَشَّها الليل بِحادٍ مِنْجَلِ أَي مِطْرَد يَنْجلها أَي يسرع بها.
والمِنْجَل: الذي يقضَب به العود من الشجر فيُنْجَل به أَي يرمَى به؛ قال سيبويه: وهذا الضرب مما يُعتمل به مكسور الأَول، كانت فيه الهاء أَو لم تكن؛ واستعاره بعض الشعراء لأَسْنان الإِبل فقال: إِذا لم يكن إِلاَّ القَتادُ، تَنَزَّعت مَناجِلُها أَصلَ القَتاد المُكالِب ابن الأَعرابي: النَّجَل نَقَّالو الجَعْوِ في السابِل، وهو مِحْمَل الطيَّانين، إِلى البَنَّاء.
ونَجَل الشيءَ يَنْجُله نَجْلاً: شقَّه.
والمَنْجُول من الجلود: الذي يُشق من عُرْقوبَيْه جميعاً ثم يسلَخ كما تسلخ الناس اليوم؛ قال المُخَبَّل:وأَنْكَحْتُمُ رَهْواً كأَنَّ عِجانَها مَشَقُّ إِهاب، أَوْسَع السَّلْخَ ناجِلُهْ يعني بالرَّهْو هنا خُلَيدة بنت الزِّبْرقان، ولها حديث مذكور في موضعه.
وقد نَجَلْت الإِهاب وهو إِهابٌ مَنْجول؛ اللحياني: المَرْجُول والمَنْجول الذي يُسلخ من رجليه إِلى رأْسه. أَبو السَّمَيْدع: المَنْجول الذي يُشقّ من رجله إِلى مذبحه، والمَرْجُول الذي يُشقّ من رجله ثم يقلَب إِهابه.
ونَجَله بالرُّمْح يَنْجُله نَجْلاً: طَعَنه وأَوسع شَقَّه.
وطَعْنة نَجْلاء أَي واسعة بَيِّنة النَّجَل.
وسِنان مِنْجَل واسع الجُرْح.
وطَعْنة نجلاء: واسعة.
وبئر نَجْلاء المَجَمِّ: واسِعَته؛ أَنشد ابن الأَعرابي: إِنَّ لها بئراً بِشَرْقِيِّ العَلَمْ، واسعةَ الشُّقّة، نَجْلاءَ المَجَمْ والنَّجَل، بالتحريك: سعة شقِّ العين مع حُسْنٍ، نَجِل نَجَلاً وهو أَنْجَل، والجمع نُجْل ونِجال، وعين نَجْلاء، والأَسد أَنْجَل.
وفي حديث الزبير: عينين نَجْلاويْن؛ عين نجلاء أَي واسعة.
وسنان مِنْجَل إِذا كان يُوسِّع خرق الطعنة؛ وقال أَبو النجم: سِنانُها مثل القُدامَى مِنْجَل ومَزاد أَنْجَلُ: واسع عريض.
وليل أَنْجَل: واسع طويل قد علا كلَّ شيء وأَلبَسَه، وليلة نَجْلاء.
والنَّجْل: الماء السائل.
والنَّجْل: الماءُ المُستنقِع، والولَد، والنَّزُّ، والجمع الكثير من الناس، والمَحَجَّة الواضحة، وسلْخ الجِلْد من قَفاه.
والنَّجْل أَيضاً: إِثارة أَخفافِ الإِبل الكَمْأَة وإِظهارها.
والنَّجْل: السير الشديد والجماعة أَيضاً تَجتمع في الخير.
وروي عن عائشة، رضي الله عنها، أَنها قالت: قَدِم رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، المدينةَ وهي أَوْبأُ أَرض الله وكان واديها يَجْري نَجْلاً؛ أَرادت أَنه كان نَزًّا وهو الماء القليل، تعني واديَ المدينة، ويجمع على أَنْجال؛ ومنه حديث الحرث بن كَلْدة: قال لعمر البلادُ الوَبِئَة ذاتُ الأَنْجال والبَعوض أَي النُّزُوز والبَقِّ.
ويقال: استَنْجلَ الموضع أَي كثُر به النَّجْل وهو الماء يظهر من الأَرض. المحكم: النَّجْل النزّ الذي يخرج من الأَرض والوادي، والجمع نِجال.
واستَنْجلَتِ الأَرض: كثرت فيها النِّجال.
واستنجَل النزَّ: استخرجه.
واستنْجَل الوادي إِذا ظهرَ نُزُوزه. الأَصمعي: النَّجْل ماء يُستَنْجل من الأَرض أَي يستخرج. أَبو عمرو: النجْل الجمع الكثير من الناس، والنَّجْل المَحَجَّة.
ويقال للجَمَّال إِذا كان حاذقاً: مِنْجَل؛ قال لبيد: بِجَسْرَة تنجُل الظِّرَّانَ ناجيةٍ، إِذا توقَّد في الدَّيْمُومة الظُّرَر أَي تثيرُها بخفها فترمي بها.
والنَّجْل: مَحْوُ الصبيّ اللوح. يقال: نَجَل لوحَه إِذا محاه.
وفحل ناجِل: وهو الكريم الكثير النَّجْل؛ وأَنشد:فزَوَّجُوه ماجِداً أَعْراقُها، وانْتَجَلُوا من خير فحل يُنْتَجَل وفرس ناجِل إِذا كان كريم النَّجْل. أَبو عمرو: التَّناجُل تنازع الناس بينهم.
وقد تناجَل القومُ بينهم إِذا تنازعوا.
وانْتَجَلَ الأَمرُ انتِجالاً إِذا استبان ومضى.
ونَجَلْت الأَرض نَجْلاً: شقَقْتها للزراعة.
والإِنْجِيل: كتاب عيسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، يؤَنث ويذكَّر، فمَن أَنث أَراد الصحيفة، ومن ذكَّر أَراد الكتاب.
وفي صفة الصحابة، رضي الله عنهم: معه قومٌ صُدورُهم أَناجِيلُهم؛ هو جمع إِنجيل، وهو اسم كتاب الله المنزَّلِ على عيسى، عليه السلام، وهو اسم عِبرانيّ أَو سُرْيانيّ، وقيل: هو عربي، يريد أَنهم يقرؤون كتاب الله عن ظهر قلوبهم ويجمعونه في صدورهم حِفظاً، وكان أَهل الكتاب إِنما يقرؤون كتبهم في الصحف ولا يكاد أَحدهم يجمعها حفظاً إِلا القليل، وفي رواية: وأَناجِيلهم في صدورهم أَي أَن كتُبَهم محفوظة فيه.
والإِنْجيل: مثل الإِكْلِيل والإِخْرِيط، وقيل اشتقاقه من النَّجْل الذي هو الأَصل، يقال: هو كريم النَّجْل أَي الأَصل والطَّبْع، وهو من الفِعل إِفْعِيل.
وقرأَ الحسن: وليحكُم أَهل الأَنْجِيل، بفتح الهمزة، وليس هذا المثال من كلام العرب. قال الزجاج: وللقائل أَن يقول هو اسم أَعجمي فلا يُنكَر أَن يقع بفتح الهمزة لأَن كثيراً من الأَمثلة العجمية يخالف الأَمثلةَ العربية نحو آجَر وإِبراهيم وهابِيل وقابِيل.
والنَّجِيل: ضرب من دِقِّ الحَمْض معروف، والجمع نُجُل. قال أَبو حنيفة: هو خير الحَمْض كله وأَلْيَنُه على السائمة.
وأَنْجَلوا دوابَّهم: أَرسلوها في النَّجِيل.
والنَّواجِلُ من الإِبل: التي ترعَى النجيل، وهو الهَرْم من الحَمْض.
ونَجَلَتِ الأَرض: اخْضرَّتْ.
والنَّجِيل: ما تكسَّر من ورَق الهَرْم، وهو ضرْب من الحَمْض؛ قال أَبو خراش يصف ماءً آجِناً: يُفَجِّين بالأَيْدي على ظهر آجِنٍ، له عَرْمَضٌ مُسْتَأْسِدٌ ونَجِيلُ (* قوله «يفجين إلخ» هكذا في الأصل بالجيم، وتقدم في مادة أسد يفحين بالحاء، والصواب ما هنا). ابن الأَعرابي: المِنْجَل السائق الحاذِق، والمِنْجَل الذي يمحو أَلْواح الصِّبْيان، والمِنْجَل الزرع الملتفُّ المُزْدَجُّ، والمِنْجَل الرجل الكثير الأَولاد، والمِنْجَل البعير الذي يَنْجُلُ الكَمْأَةَ بِخُفِّه.
والصَّحْصَحانُ الأَنْجل: هو الواسع.
ونَجَلْت الشيء أَي استخرجْته.
ومَناجِلُ: اسم موضع؛ قال لبيد: وجادَ رَهْوَى إِلى مَناجِلَ فالـ ـصَّحْراء أَمْسَتْ نِعاجُه عُصَبا

خَمَطَ (القاموس المحيط) [3]


خَمَطَ اللحمَ يَخْمِطُهُ: شَواهُ، أو فَلَمْ يُنْضِجْهُ،
و~ الجَدْيَ: سَلَخَهُ، فَشَوَاهُ، فهو خَميطٌ، فإن نَزَعَ شَعَرَهُ وشَواهُ، فَسَمِيطٌ،
و~ اللبَنَ يَخْمِطُهُ ويَخْمُطُهُ: جَعَلَهُ في سقاء.
والخَمَّاطُ: الشَّوَّاء.
والخَمْطَةُ: ريحُ نَوْرِ العِنَبِ وشِبْهِهِ، والخَمْرُ التي أخَذَتْ ريحاً، أو الحامِضَةُ مع ريحٍ.
ولبَنٌ خَمْطٌ وخَمْطَةٌ وخامِطٌ: طَيِّبُ الريحِ، أو أخذَ ريحاً كريحِ النَّبِقِ، والتُّفَّاحِ، وكذا سقاءٌ خامِطٌ.
وخَمَطَ، كنصَرَ وفَرِحَ، خَمطاً وخُموطاً وخَمَطاً: طابَ ريحُهُ، وتَغَيَّرَتْ، ضِدٌّ.
وخَمْطَتُهُ، ويحرك: رائحَتُهُ.
والخَمْطُ: الحامِضُ، أو المُرُّ من كلِّ شيء، وكلُّ نَبْتٍ أخَذَ طَعْماً من مَرارَةِ، والحَمْلُ القليلُ من كلِّ شجرٍ، وشجرٌ كالسِّدْرِ، وشجرٌ . . . أكمل المادة قاتِلٌ، أو كلُّ شجرٍ لا شَوْكَ له، وثَمَرُ الأَراكِ، وثَمَرُ فَسْوَةِ الضَّبُعِ.
وتَخَمَّطَ: تَكَبَّرَ، وغَضِبَ،
كخَمِطَ، بالكسر،
و~ الفَحْلُ: هَدَرَ،
و~ البَحْرُ: الْتَطَمَ.
والمُتَخَمِّطُ: القَهَّارُ الغَلاَّبُ، والشديدُ الغَضَبِ له جَلَبَةٌ من شِدَّةِ غَضَبِهِ.
وأرضٌ خَمْطَةٌ، وتُكْسَرُ ميمُهُ: طَيِّبَةُ الريحِ.
وبَحْرٌ خَمِطُ الأمواجِ، ككتِفٍ: مُلْتَطِمُها.

خرش (مقاييس اللغة) [3]



الخاء والراء والشين أصلٌ واحدٌ، يدل على انتفاخٍ في الشيء وخُرُوق.الأصلُ الخِرشاءُ، وهو سَلْخُ الحيّة، ثم يشبَّه به كلُّ شيءٍ يكون فيه تلك الصِّفة، فيقال للرُِّغوة: الخِرشاء. قال مزرِّد:
إذا مَسَّ خِرشَاءَ الثُّمَالةِ أنفُه      ثَنَى مِشْفَريه للصَّريح فأقْنَعَا

ويقال طلعت الشَّمسُ في خِرْشَاءَ، أي في غَبَرَة.
وألَقى الرّجُل خَراشِيَّ صدرِه، أي بُصاقاً خاثراً. فهذا هو الأَصل.فأمّا قولهم كلبُ خِرَاشٍ، فهو عندنا من باب الإبدال، قال الراجز:
كأنّ طُبْيَيْهَا إذا ما دَرَّا      كَلْبَا خِرَاشٍ خُورِشا فَهَرَّا

ويجوز أن يكون من خَرَشْتُ الشيءَ، إذا خدشْتَه؛ وهو من الأوّل كأنّه إذا خُرِش نَفَر ورَبَا وتخرّق*. فأمّا قولهم اخترشت الشيءَ، إذا كسَبْته، فهو . . . أكمل المادة عندنا أيضاً من باب الإبدال، إنّما هو اقترش.
وقد ذُكِر في بابه.
وكان ابنُ الأعرابيّ يقول: اختَرَش كَسَبَ.
وكان يروي كلاماً تلك: "رُبَّ ثَدْيٍ افترش، ونهب اخْتَرَش، وضبٍّ احتَرَش".
وغيره يَروِي: "ونهبٍ اقترش".
والخِراش: سِمَةٌ خفيفة.
والخَرَشة: ضربٌ من الذُّباب، ولعلّه مِن بعض ما مضى ذكرُه.

خرط (مقاييس اللغة) [4]



الخاء والراء والطاء أصلٌ واحدٌ منقاسٌ مطَّرد، وهو مُضيُّ الشَّيء، وانسلاله.
وإليه يرجعُ فروع الباب، فيقال اخترطْتُ السيفَ مِن غِمْده، وخَرَطت عن الشَّجرةِ ورقَها، وذلك أنّك إذا فعلْتَ ذلك فكأنَّ الشجرةَ قدانسلَّت منه.
وقال قومٌ: الخَرْط قشْر العُود؛ وهو من ذلك.
والخَرُوط من الدوابّ: الذي يَجْتَذِبُ رَسَنَه من يد مُمْسِكه ويمضي.
ويقال اخروَّط بهم السَّير، إذا امتدَّ.
والمخروط: الرجل الطَّويل الوجْه.
واستخْرَط الرجل [في] البكاء، وذلك إذا ألحَّ ولجَّ فيه مستمرَّا.
والخَرَط: داءٌ يصيب ضَرْع الشاة فيخرُج لبنُها متعقِّداً كأنه قِطَع الأوتار.
وهي شاةٌ مُخْرِطٌ، فإنْ كان ذلك عادتَها فهي مِخْراط.
ويقال المخَاريط الحيّاتُ إذا انسلخَتْ جلودُها. قال:
إنّي كسانِي أبو قابُوسَ مُرْفَلَةً      كأنّها سَلْخُ . . . أكمل المادة أبْكارِ المخاريطِ

[و] رجلٌ خَرُوطٌ: مُتَهَوِّرٌ يركبُ رأسَه، وهو القياس.
ويقال انخرَط علينا، إذا انْدرَأ بالقول السَّيِّئ، وانخرَط جسمُ فلانٍ، إذا دَقَّ، وذلك كأنّه انسلَّ من لحمه انسلالاً.
ويقال خرَطْتُ الفحل في الشَّول، إذا أرسلتَه فيها.

النَّشُّ (القاموس المحيط) [3]


النَّشُّ: السَّوْقُ الرَّفيقُ، والخَلْطُ، ونِصْفُ أوقِيَّةٍ عِشرونَ دِرْهَماً.
ودُهْنٌ مَنْشُوشٌ: مُربَّبٌ بالطِّيبِ.
ونَشَّ الغَدِيرُ يَنِشُّ نَشيشاً: أخَذَ ماؤُهُ في النُّضوبِ.
وسَبَخَةٌ نَشَّاشَةٌ: لا يَجِفُّ ثَراها، ولا يَنْبُتُ مَرْعاها.
والنَّشيشُ: صَوْتُ الماء وغيرِهِ إذا غَلَى.
وككَتَّانٍ: وادٍ لِبَنِي نُمَيْرٍ كثيرُ الحَمْضِ، كانت به وقْعَةٌ بينَ بني عامِرٍ وأهْلِ اليمامَةِ.
وأبو النَّشْنَاشِ: شاعرٌ.
ورجلٌ نَشْناشٌ ونَشْنَشِيُّ الذِّرَاعِ: خَفيفٌ في عَمَلِهِ ومراسِهِ.
وأرضٌ نَشنشَةٌ؟؟ ونَشْناشَةٌ: مِلْحَةٌ لا تُنْبِتُ.
والنِّشْنِشَةُ، بالكسر: الشِّنْشنَةُ، والحَجَرُ.
و"نِشْنِشَةٌ من أخْشَنَ"، أي: حَجَرٌ من جَبَلٍ، وبالفتح: السَّلْخُ في سُرْعَةٍ، وصَوْتُ غَلَيَانِ القِدْرِ،
كالنَّشيشِ، والدَّفْعُ، والتحريك شديداً، والسَّوْقُ، والطَّرْدُ، والنكاحُ، وحَلُّ السَّراوِيلِ، وخَلْعُ الثَّوْبِ، ونَفْضُ ما في الوعاء.
ونَشْنَشَ الطائِرُ . . . أكمل المادة ريشَه بمِنْقَارِهِ: أهْوَى له إِهواءً خَفيفاً، فَنَتَفَ منه وطَيَّرَهُ،
و~ اللَّحْمَ: أكَلَهُ بِعَجَلَةٍ وسُرْعَةٍ،
و~ الدِّرْعُ: صَوَّتَ.
وقولُ ابنِ عَبَّادٍ: انْتَشَّتِ الشجرةُ: طالَتْ، تصحيفٌ. صَوابُهُ: أنْتَشَتْ، كأكْرَمَتْ، وذُكِرَ في ن ت ش.

قوب (الصّحّاح في اللغة) [3]


قُبْتُ الأرضَ أقوبها، إذا حفرت فيها حُفرةً مُقَوَّرَةً، فانقابت هي.
وقَوَّبْتُ الأرضَ تقويباً مثله.
وتَقَوَّبَ الشيء، إذا انقلع من أصله.
وقابَ الطائرُ بيضَتَه، أي فلقها؛ فانقابت البيضة وتَقَوَّبَتْ بمعنًى.
وتَقَوَّبَ من رأسه مواضعُ، أي تَقَشَّرَ.
والأسود المُتَقَوِّبُ، هو الذي سَلَخَ جلدَه من الحيّات.
وقولهم في المثل: بَرِئَتْ قائبةٌ من قوبٍ. فالقائبة: البيضة؛ والقوبُ، بالضم: الفَرخ. قال أعرابيٌّ من بني أسد لتاجرٍ استَخفَره: إذا بلغْتُ بك مكان كذا فبَرِئَتْ قائبةٌ من قُوبٍ، أي أنا بريءٌ من خِفارتك.
والقُوَباءَ: داءٌ معروف يتقشّر ويتّسع، يُعالج بالريق؛ وهي مؤنَّثة لا تنصرف، وجمعها قُوَبٌ.
وقد تسكَّن الواو منها استثقالاً للحركة على الواو؛ فإن سكَّنتها ذكَّرْتَ وصرفت.
وتقول: بينهما قابُ قوسٍ وقيبُ قوس، . . . أكمل المادة وقادُ قوس وقيدُ قوس، أي قدر قوس.
والقابُ: ما بين المَقْبِضِ والسِيَةِ.
ولكلِّ قوسٍ قابان.
وقال بعضهم في قوله تعالى: "فكان قابَ قَوْسَيْنِ أو أدْنى": أراد قابا قَوْسٍ فقلبَه.
وقولهم: فلان مَليءٌ قُوَبَةٌ، مثال هُمَزَةٍ، أي ثابتُ الدارِ مقيم. يقال ذلك للذي لا يبرح من المنزل.

خرط (الصّحّاح في اللغة) [4]


خَرَطْتُ العودَ أَخْرُطُهُ وأَخْرِطُهُ خَرْطاً: قشرته.
وخَرَطْتُ الورق: حَتَتُّهُ، وهو أن تقبضَ على أعلاه ثم تُمِرَّ يدكَ عليه إلى أسفله.
وفي المثل: دونَه خَرْطُ القَتادِ.
وخَرَطَهُ الدواءُ أيضاً، أي أمشاه.
وكذلك خَرَّطَهُ تَخْريطاً.
والخَرَطُ، بالتحريك: داءٌ يصيب الضَرعَ فيخرجُ اللبنُ متعقّداً كقِطَعِ الأوتار. يقال: قد أَخْرَطَتِ الناقةُ فهي مُخْرِطٌ. فإذا كان ذلك عادةً لها فهي مِخْراطٌ.
والمِخْراطُ أيضاً: الحيّة التي من عادتها أن تسلخَ جلدَها في كلِّ سنةٍ. قال الشاعر:
كأنَّها سَلْخُ أَبْكارِ المَخاريطِ      إنِّي كَساني أبو قابوسَ مُزْفَلةً

وفرسٌ خَروطٌ، أي جَموحٌ. يقول البائع: بَرِئْتُ إليك من الخِراطِ، أي الجِماحِ.
وانْخَرَطَ الفرسُ في سيره، أي لَجَّ.
وانْخَرَطَ علينا فلانٌ، إذ اانْدَرَأَ، إذا انْدَرَأَ بالقول . . . أكمل المادة السيِّءِ.
وانْخَرَطَ جسمُه، أي دَقَّ.
والإخْريطُ: ضَربٌ من الحَمْضِ.
وخَرَطْتُ الحديدَ خَرْطاً، أي طوَّلتُه كالعمود.
ورجلٌ مَخْروطُ اللحيةِ ومخروطُ الوجهِ، أي فيهما طولٌ من غير عِرضٍ.
واخْتَرَطَ سيفَه، أي سَلَّهُ.
والخَريطَةُ: وعاءٌ من أَدَمٍ وغيرهِ يُشْرَجُ على ما فيها.
وقد أَخْرَطْتُ الخَريطَةَ، أي أَشْرَجْتُها.
واخْرَوَّطَ بهم السيرُ اخْرِوَّاطاً، أي امتدَّ. قال العجاج:
      مُخْرَوِّطاً جاء من الأَقْطارِ

حرص (لسان العرب) [4]


الحِرْصُ: شدّةُ الإِرادة والشَّرَه إِلى المطلوب.
وقال الجوهري: الحِرْصُ الجَشَعُ، وقد حَرَصَ عليه يَحْرِصُ ويَحْرُصُ حِرْصاً وحَرْصاً وحَرِصَ حَرَصاً؛ وقول أَبي ذؤيب: ولقد حَرَِِصْت بأَن أُدافعَ عنهمُ، فإِذا المَنيّةُ أَقْبَلَتْ لا تُدْفَعُ عدَّاه بالباء لأَنه في معنى هَمَمْتُ، والمعروف حَرَصْتُ عليه. الأَزهري: قول العرب حَرِيصٌ عليك معناه حَرِيصٌ على نَفْعِك، قال: واللغة العالية حَرَصَ يَحْرِصُ وأَما حَرِصَ يَحْرَصُ فلغة رديئة، قال: والقُراء مُجْمِعون على: ولو حَرَصْت بمؤمنين؛ ورجل حَرِيصٌ من قوم حُرَصاءَ وحِرَاصٍ وامرأَة حَريصةٌ من نسوة حِرَاصٍ وحَرائِصَ.
والحَرْصُ: الشَّقُّ.
وحَرَصَ الثوبَ يَحْرُصُهُ حَرْصاً: خَرَقَه، وقيل: هو أَن يَدُقَّه حتى يجعل فيه ثُقَباً وشُقوقاً.
والحَرْصةُ من الشِّجاج: التي حَرَصَت من وراء . . . أكمل المادة الجِلْد ولم تُخَرِّقه، وقد ذُكرت في الحديث؛ قال الراجز: وحَرْصة يُغْفِلُها المأْمُومُ والحارِصةُ والحَرِيصةُ: أَولُ الشجاج، وهي التي تَحْرِصُ الجلد أَي تشقُه قليلاً؛ ومنه قيل: حَرَصَ القَصّارُ الثوبَ يَحْرُصُهُ شقَّه وخرقه بالدَّقّ.
وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي: الحَرْصةُ والشَّقْفة والرَّعْلة والسَّلْعَة الشّجَّة، والحَريصةُ والحارِصةُ السحابةُ التي تَحْرِصُ وجه الأَرض بقَشْرِه وتُؤَثِّرُ فيه بمطرها من شدة وَقعها؛ قال الحُوَيْدرة: ظَلَمَ البِطاحَ، له انْهِلالُ حَرِيصة، فصَفا النِّطافُ له بَعِيدَ المُقْلَعِ يعني مَطَرتْ في غير وقت مَطَرِها فلذلك ظَلَم. قال الأَزهري: أَصلُ الحَرْصِ القَشْرُ، وبه سميت الشَّجّة حارِصةً، وقد ورد في الحديث كما فسرناه، وقيل للشَّرِه حَرِيصٌ لأَنه يَقْشِرُ بِحرْصِه وُجُوه الناس.
والحِرْصِيَان: فِعْلِيانٌ من الحَرْصِ وهو القَشْر، وعلى مثاله حِذْرِيان وصِلِّيان. قال ابن الأَعرابي: يقال لِباطنِ جِلْد الفِيل حِرْصِيان، وقيل في قوله تعالى: في ظُلُمات ثلاث؛ هي الحِرْصِيانُ والغِرْسُ والبَطْن، قال: والحِرصِيان باطنُ جلْد البطْن، والغِرْسُ ما يكون فيه الولد؛ وقال في قول الطِّرِمَّاح: وقد ضُمِّرتْ حتى انْطَوَى ذُو ثَلاثِها، إِلى أَبْهَرَيْ دَرْماءَ شَعْبِ السنَّاسِن قال: ذُو ثلاثها أَراد الحِرْصِيانَ والغِرْس والبطْن.
وقال ابن السكيت: الحِرْصِيانُ جلدةٌ حمراءُ بين الجلد الأَعْلى واللحمِ تُقْشَر بعد السَّلْخ. قال ابن سيده: والحِرْصِيانُ قشْرة رقيقة بين الجلد واللحم يَقْشِرها القَصّاب بعد السَّلْخ، وجمعُها حِرْصِياناتٌ ولا يُكَسَّر، وقيل في قوله ذو ثلاثها في بيت الطرماح عَنى به بطْنَها، والثلاثُ: الحِرْصِيانُ والرَّحِم والسابِياءُ.
وأَرض مَحْروصةٌ: مَرْعِيّة مُدَعْثرة. ابن سيده.
والحَرْصَةُ كالعَرْصة، زاد الأَزهري: إِلا أَن الحَرْصةُ مُسْتَقِرّ وسطِ كل شيء والعَرْصةُ الدارُ؛ وقال الأَزهري: لم أَسمع حَرْصة بمعنى العَرْصة لغير الليث، وأَما الصَّرْحةُ فمعروفة.

أرن (لسان العرب) [4]


الأَرَنُ: النشاطُ، أَرِنَ يأْرَنُ أَرَناً وإرِاناً وأَرِيناً؛ أَنشد ثعلب للحَذْلميّ: مَتى يُنازِعْهُنَّ في الأَرِينِ، يَذْرَعْنَ أَو يُعْطِينَ بالماعونِ وهو أَرِنٌ وأَرُونٌ، مثل مَرِحٍ ومروحٍ؛ قال حُميد الأَرْقَط: أقَبَّ ميفاءٍ على الرُّزون، حدّ الرَّبيع أَرِنٍ أَرُونِ والجمع آرانٌ. التهذيب: الأَرَنُ البطَرُ، وجمعه آرانٌ.
والإرانُ: النَّشاطُ؛ وأَنشد ابن بري لابن أَحمر يصف ثَوْراً: فانْقَضَّ مُنْحَدِباً، كأَنَّ إرانَه قَبَسٌ تَقَطَّع دون كفِّ المُوقِد وجمعه أُرُنٌ.
وأَرِنَ البعيرُ، بالكسر، يأْرَنُ أَرَناً إذا مَرِحَ مَرَحاً، فهو أَرِنٌ أَي نشيطٌ.
والإرانُ: الثورُ، وجمعه أُرُنٌ. غيره: الإرانُ الثورُ الوحشيُّ لأنه يُؤارِنُ البقرةَ أَي يطلبُها؛ قال الشاعر: وكم من إرانٍ قد سَلَبْتُ مقِيلَه، إذا ضَنَّ بالوَحْشِ العِتاقِ مَعاقِلُه وآرَنَ . . . أكمل المادة الثورُ البقرةَ مُؤارَنَةً وإراناً: طلبَها، وبه سُمِّي الرجل إراناً، وشاةُ إرانٍ: الثورُ لذلك؛ قال لبيد: فكأَنها هي، بعدَ غِبِّ كلالِها أَو أَسْفعِ الخَدَّيْنِ، شاةُ إرانِ وقيل: إرانٌ موضعٌ ينسب إليه البقرُ كما قالوا: ليْثُ خفيَّةٍ وجنُّ عَبْقَر.
والمِئْرانُ: كِناسُ الثورِ الوحشيّ، وجمعُه الميَارينُ والمآرينُ. الجوهري: الإرانُ كِناسُ الوحش؛ قال الشاعر: كأَنه تَيْسُ إرانِ مُنْبَتِلْ أَي مُنْبَتّ؛ وشاهد الجمع قول جرير: قد بُدِّلَتْ ساكن الآرام بَعْدهم، والباقِر الخِيس يَنْحينَ المَآرِينا وقال سُؤْرُ الذِّئب: قَطَعْتُها، إذا المَها تَجَوَّفَتْ، مآرِناً إلى ذُراها أَهْدَفَتْ.
والإرانُ: الجنازةُ، وجمعه أُرُنٌ.
وقال أَبو عبيد: الإرانُ خشبٌ يُشدُّ بعضه إلى بعض تُحْمَل فيه الموتى؛ قال الأَعشى: أثَّرَتْ في جَناجِنٍ كإرانِ الـ ـمَيتِ عُولِينَ فوقَ عُوجٍ رِسالِ وقيل: الإران تابوت الموتى. أَبو عمرو: الإرانُ تابوتُ خشب؛ قال طرفة: أَمُونٍ كأَلواحِ الإرانِ نَسَأْتُها على لاحبٍ، كأَنه ظَهْرُ بُرْجُدِ ابن سيده: الإرانُ سرير الميت؛ وقول الراجز: إذا ظُبَيُّ الكُنُساتِ انْغَلاَّ تحتَ الإرانِ، سَلَبَتْه الظِّلاَّ يجوز أَن يعني به شجرةً شِبْه النعْش، وأَن يعني به النشاط أَي أَن هذه المرأَة سريعة خفيفة، وذلك فيهن مذموم.
والأُرْنةُ: الجُبن الرَّطْب، وجمعها أُرَنٌ، وقيل: حبٌّ يُلقى في اللبن فينتفخُ ويسمّى ذلك البياضُ الأُرْنةَ؛ وأَنشد: هِدانٌ كشَحْمِ الأُرْنةِ المُتَرَجْرِج وحكي الأُرنى أَيضاً (* قوله «وحكي الأرنى أيضاً» هكذا في الأصل هنا وفيما بعد مع نقط النون، وفي القاموس بالباء مضبوطاً بضم الهمزة وفتح الراء والباء).
والأُرانى: الجُبن الرَّطبُ، على وزن فُعالى، وجمعه أَرانيّ. قال: ويقال للرجل إنما أَنتَ كالأُرْنةِ وكالأُرْنى.
والأُرانى: حبُّ بقْلٍ يُطرَح في اللبن فيُجبِّنُه؛ وقول ابن أَحمر: وتَقَنَّعَ الحِرْباءُ أُرْنَتَه قيل: يعني السَّرابَ والشمس؛ عن ابن الأَعرابي.
وقال ثعلب: يعني شعرَ رأْسه، وفي التهذيب: وتقنَّع الحرباء أُرْتَته، بتاءَين، قال: وهي الشَّعرات التي في رأْسه.
وقوله: هِدانٌ نَوَّامٌ لا يُصلِّي ولا يُبكِّر لحاجته وقد تَهَدَّن، ويقال: هو مَهْدونٌ؛ قال: ولم يُعَوَّدْ نَوْمةَ المَهْدُونِ الجوهري: وأُرْنةُ الحِرباء، بالضم، موضعه من العود إذا انتصب عليه؛ وأَنشد بيت ابن أَحمر: وتَعَلَّلَ الحِرْباءُ أُرْنَتَه مُتَشاوِساً لِوَريدِهِ نَقْرُ وكنى بالأُرْنة عن السَّراب لأَنه أَبيض، ويروى: أُرْبَته، بالباء، وأُرْبَتُه: قِلادته، وأَراد سَلْخَه لأَن الحِرْباء يُسْلَخ كما يُسلخ الحيّة، فإذا سُلخ بقي في عُنُقِهِ منه شيء كأَنه قلادة، وقيل: الأُرْنة ما لُفَّ على الرأْس.
والأَرُون: السّمُّ، وقيل: هو دماغُ الفيل وهو سمٌّ؛ أَنشد ثعلب: وأَنتَ الغَيْثُ ينفعُ ما يَليه، وأَنتَ السَّمُّ خالَطه الأَرُونُ أَي خالطه دماغُ الفيل، وجمعه أُرُنٌ.
وقال ابن الأَعرابي: هو حبُّ بقْلةٍ يقال له الأُراني، والأُراني أُصول ثمر الضَّعة؛ وقال أَبو حنيفة: هي جناتُها.
والأَرانيةُ: ما يطول ساقُه من شجر الحَمْض وغيره، وفي نسخة: ما لا يطول ساقُه من شجر الحمض وغيره.
وفي حديث اسْتسقاء عمر، رضي الله عنه: حتى رأَيت الأَرِينةَ تأْكلها صغارُ الإبل؛ الأَرينةُ: نبتٌ معروف يُشْبه الخِطميّ، وقد روي هذا الحديث: حتى رأَيْتُ الأَرْنبةَ. قال شمر: قال بعضهم: سأَلت الأَصمعي عن الأَرينة فقال: نبتٌ، قال: وهي عندي الأَرْنبة، قال: وسمعت في الفصيح من أَعراب سَعْد بن بكر ببطن مُرٍّ قال: ورأَيتُه نباتاً يُشبَّه بالخطميّ عريض الورق. قال شمر: وسمعت غيره من أَعراب كنانة يقولون: هو الأَرِين، وقالت أَعرابيَّة من بطن مُرٍّ: هي الأَرينةُ، وهي خِطْمِيُّنا وغَسولُ الرأْس؛ قال أَبو منصور: والذي حكاه شمر صحيحٌ والذي روي عن الأَصمعي أَنه الأَرْنَبة من الأَرانب غيرُ صحيح، وشمر مُتْقِن، وقد عُنِيَ بهذا الحرف وسأَل عنه غيرَ واحدٍ من الأَعراب حتى أَحكمه، والرُّواة ربما صحَّفوا وغيَّروا، قال: ولم أَسمع الأَرينةَ في باب النبات من واحد ولا رأَيته في نُبوت البادية، قال: وهو خطأ عندي، قال: وأحسب القتيبي ذكرَ عن الأَصمعي أَيضاً الأَرْنبة، وهو غير صحيح، وحكى ابن بري: الأَرين، على فَعِيل، نبتٌ بالحجاز له ورق كالخِيريّ، قال: ويقال أَرَنَ يأْرُنُ أُروناً دنا للحج. النهاية: وفي حديث الذبيحة أَرِنْ أَو اعْجَلْ ما أَنَهَر الدمَ؛ قال ابن الأَثير: هذه اللفظة قد اختُلف في ضبطها ومعناها، قال الخطابي: هذا حرف طال ما اسْتَثْبَتُّ فيه الرُّواةَ وسأَلتُ عنه أَهلَ العلم فلم أَجدْ عند واحد منهم شيئاً يُقْطعُ بصحته، وقد طلبت له مَخْرَجاً فرأَيته يتجه لوجوه: أَحدها أَن يكون من قولهم أَرانَ القوم فهم مُرينون إذا هلكت مواشيهم، فيكون معناه أَهلِكْها ذَبحاً وأَزْهِقْ نفْسَها بكل ما أَنَهَرَ الدمَ غير السنّ والظفر، على ما رواه أَبو داود في السُّنن، بفتح الهمزة وكسر الراء وسكون النون، والثاني أَن يكون إئْرَنْ، بوزن أَعْرَبْ، من أَرِنَ يأْرَنُ إذا نَشِط وخَفَّ، يقول: خِفَّ واعْجَلْ لئلا تقتُلَها خَنْقاً، وذلك أَن غير الحديد لا يمورُ في الذكاة مَوْرَه، والثالث أَن يكون بمعنى أَدِمِ الحَزَّ ولا تَفْتُرْ من قولك رَنَوْتُ النظرَ إلى الشيء إذا أَدَمْتَه، أَو يكون أَراد أَدِمِ النظرَ إليه وراعِه ببصرِك لئلا يَزلَّ عن المذبح، وتكون الكلمة بكسر الهمزة (* قوله «وتكون الكلمة بكسر الهمزة إلخ» كذا في الأصل والنهاية وتأمله مع قولهما قبل من قولك رنوت النظر إلخ، فإن مقتضى ذلك أن يكون بضم الهمزة والنون مع سكون الراء بوزن اغز إلا أن يكون ورد يائياً أيضاً).
والنون وسكون الراء بوزن ارْمِ. قال الزمخشري: كلُّ مَن علاكَ وغَلَبكَ فقد رانَ بك.
ورِينَ بفلان: ذهبَ به الموتُ وأَرانَ القومُ إذا رِينَ بمواشيهم أَي هلكت وصاروا ذَوي رَيْنٍ في مواشيهم، فمعنى أَرِنْ أَي صِرْ ذا رَيْنٍ في ذبيحتك، قال: ويجوز أَن يكون أَرانَ تَعْدِيةَ رانَ أَي أَزْهِقْ نَفْسَها؛ ومنه حديث الشعبي: اجتمع جوارٍ فأَرِنَّ أَي نَشِطْنَ، من الأَرَنِ النَّشاطِ.
وذكر ابن الأَثير في حديث عبد الرحمن النخعي: لو كان رأْيُ الناسِ مثلَ رأْيك ما ادِّيَ الأَرْيانُ، وهو الخراجُ والإتاوةُ، وهو اسم واحدٌ كالشيْطان. قال الخطابي: الأَشْبَهُ بكلام العرب أَن يكون الأُرْبانَ، بضم الهمزة والباء المعجمة بواحدة، وهو الزيادة على الحقّ، يقال فيه أُرْبانٌ وعُرْبانٌ، فإن كانت معجمة باثنتين فهو من التأْرية لأَنه شيء قُرّر على الناس وأُلْزِموه.

سلب (لسان العرب) [4]


سَلَبَه الشيءَ يَسْلُبُه سَلْباً وسَلَباً، واسْتَلَبَه إِياه.
وسَلَبُوتٌ، فَعَلوتٌ: مِنه.
وقال اللحياني: رجل سَلَبوتٌ، وامرأَةٌ سَلَبوتٌ كالرجل؛ وكذلك رجلٌ سَـلاَّبةٌ، بالهاءِ، والأُنثى سَـلاَّبة أَيضاً.
والاسْتِلابُ: الاختِلاس.
والسَّلَب: ما يُسْلَبُ؛ وفي التهذيب: ما يُسْلَبُ به، والجمع أَسلابٌ.
وكل شيءٍ على الإِنسانِ من اللباسِ فهو سَلَبٌ، والفعل سَلَبْتُه أَسْلُبُه سَلْباً إِذا أَخَذْتَ سَلَبَه، وسُلِبَ الرجلُ ثيابه؛ قال رؤْبة: يراع سير كاليراع للأَسلاب(1) (1 قوله «يراع سير إلخ» هو هكذا في الأصل.) اليَراعُ: القَصَب.
والأَسْلابُ: التي قد قُشِرَتْ، وواحدُ الأَسْلابِ سَلَبٌ.
وفي الحديث: مَن قَتَل قَتيلاً، فله سَلَبُه.
وقد تكرر ذكر السَّلَب، وهو ما يأْخُذُه أَحدُ القِرْنَيْن في الحربِ من قِرْنِه، مما يكونُ عليه ومعه من ثِـيابٍ وسلاحٍ ودابَّةٍ، . . . أكمل المادة وهو فَعَلٌ بمعنى مفعولٍ أَي مَسْلُوب.
والسَّلَبُ، بالتحريك: الـمَسْلُوب، وكذلك السَّلِـيبُ.
ورجلٌ سَلِـيبٌ : مُسْتَلَب العقل، والجمع سَلْبـى. وناقة سالِبٌ وسَلُوبٌ: ماتَ وَلَدُها، أَو أَلْقَتْهُ لغير تَمامٍ؛ وكذلك المرأَة، والجمع سُلُبٌ وسَلائبُ، وربما قالوا :امرأَة سُلُب؛ قال الراجز: ما بالُ أَصْحابِكَ يُنْذِرُونَكا؟ أَأَنْ رَأَوْكَ سُلُباً، يَرْمُونَكا؟ وهذا كقولهم: ناقةٌ عُلُطٌ بلا خِطامٍ، وفَرس فُرُطٌ متَقَدِّمة.
وقد عَمِلَ أَبو عبيد في هذا باباً، فأَكْثَرَ فيه من فُعُلٍ، بغير هاءٍ للـمُؤَنَّث.
والسَّلُوب، من النُّوق: التي أَلْقَتْ ولدها لغير تَمامٍ.
والسَّلُوب، من النُّوق: التي تَرْمي وَلَدها.
وأَسْلَبت النَّاقَةُ فهي مُسْلِبٌ: أَلْقَتْ وَلَدَها من غيرِ أَن يَتِـمَّ، والجمع السَّلائِبُ؛ وقيل أَسْلَبَت: سُلِبَتْ وَلَدَها بِمَوتٍ أَو غير ذلك.
وظَبيةٌ سَلُوبٌ وسالِبٌ: سُلِـبَتْ وَلَدَها؛ قال صخر الغيِّ: فَصادَتْ غَزالاً جاثماً، بَصُرَتْ بِهِ * لدى سَلَماتٍ، عِنْدَ أَدْماءَ، سالِبِ وشَجَرةٌ سَلِـيبٌ: سُلِـبَتْ وَرَقَها وأَغصانَها.
وفي حديث صِلَةَ: خَرَجْتُ إِلى جَشَرٍ لَنا، والنخلُ سُلُبٌ أَي لا حَمْلَ عليها، وهو جمعُ سَلِـيبٍ. الأَزهري: شَجَرَةٌ سُلُبٌ إِذا تَناثَرَ ورقُها؛ وقال ذو الرمة: أَو هَيْشَرٌ سُلُبُ قال شمر: هَيْشَرٌ سُلُبٌ، لا قِشْرَ عليه.
ويقال: اسْلُبْ هذه القصبة أَي قَشِّرْها.
وسَلَبَ القَصَبَةَ والشَّجَرَة: قشرها.
وفي حديث صفة مكة، شرَّفها اللّه تعالى: وأَسْلَب ثُمامُها أَي أَخْرَجَ خُوصَه.
وسَلَبُ الذَّبيحَةِ: إِهابُها، وأَكراعُها، وبطْنُهَا.
وفَرَسٌ سَلْبُ القَوائم(1) (1 قوله «سلب القوائم» هو بسكون اللام في القاموس، وفي المحكم بفتحها.): خَفيفُها في النَّقل؛ وقيل: فَرَسٌ سَلِب القَوائم أَي طَويلُها؛ قال الأَزهري: وهذا صحيحٌ.
والسَّلْبُ: السيرُ الخفيفُ السريعُ؛ قال رؤْبة: قَدْ قَدَحَتْ، مِنْ سَلْبِهِنَّ سَلْبا، * قارُورَةُ العينِ، فصارت وَقْبَا وانْسَلَبَتِ الناقَة إِذا أَسْرَعَت في سيرها حتى كأَنها تَخْرُج من جِلْدِها.
وثَوْرٌ سَلِبُ الطَّعْنِ بِالقَرْنِ، ورجُلٌ سَلِبُ اليَدَيْنِ بالضَّرْبِ والطَّعْنِ: خَفيفُهما.
ورُمْحٌ سَلِبٌ: طَويلٌ؛ وكذلك الرجلُ، والجمعُ سُلُب؛ قال: ومَنْ رَبَطَ الجِحاشَ، فإِنَّ فِـينا * قَـناً سُلُباً، وأَفْراساً حِسانا وقال ابن الأَعرابي: السُّلْبَةُ الجُرْدَةُ، يقال: ما أَحْسَنَ سُلْبَتَها وجُرْدَتَها.
والسَّلِبُ، بكسر اللام: الطويل؛ قال ذو الرمة يصف فراخ النعامة: كأَنَّ أَعناقَها كُرّاتُ سائِفَةٍ، * طارَتْ لفائِفُه، أَو هَيْشَرٌ سَلِبُ ويروى سُلُب، بالضم، من قولهم نَخْلٌ سُلُب: لا حَمْلَ عليه.
وشَجَرٌ سُلُبٌ: لا وَرَق عليه، وهو جمع سَلِـيبٍ، فعيلٌ بمعنى مفعول.
والسِّلابُ والسُّلُب: ثِـيابٌ سودٌ تَلْبَسُها النساءُ في المأْتَمِ، واحدَتُها سَلَبة.
وسَلَّبَتِ المرأَةُ، وهي مُسَلِّبٌ إِذا كانت مُحِدًّا، تَلْبَس الثِّيابَ السُّودَ للـحِدادِ.
وتَسَلَّبت: لَبِسَتِ السِّلابَ، وهي ثِـيابُ الـمأْتَمِ السُّودُ؛ قال لبيد: يَخْمِشْنَ حُرَّ أَوجُهٍ صِحاحِ، * في السُّلُبِ السودِ، وفي الأَمساحِ وفي الحديث عن أَسْماءَ بِنْتِ عُمَيْس: أَنها قالت لـمَّا أُصيبَ جعفرٌ: أَمَرَني رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، فقال: تَسَلَّبـي ثلاثاً، ثم اصْنَعِـي بعدُ ما شِئْتِ؛ تَسَلَّبـي أَي الْبَسِـي ثِـيابَ الـحِدادِ السُّودَ، وهي السِّلاب.
وتَسَلَّبَتِ المرأَةُ إِذا لَبِسَتْهُ، وهو ثَوْبٌ أَسودُ، تُغَطِّي به الـمُحِدُّ رَأْسَها.
وفي حديث أُمِّ سلمة: أَنها بَكَتْ على حَمْزَةَ ثلاثة أَيامٍ، وتَسَلَّبَتْ.
وقال اللحياني: الـمُسَلِّب، والسَّلِـيبُ، والسَّلُوبُ: التي يموتُ زَوجُها أَو حَمِـيمُها، فتَسَلَّبُ عليه.
وتَسَلَّبَتِ المرأَة إِذا أَحدّتْ.
وقيل: الإِحدادُ على الزَّوْجِ، والتَّسَلُّبُ قد يكون على غيرِ زَوجٍ. أَبو زيدٍ: يقال للرجل ما لي أَراكَ مُسْلَباً؟ وذلك إِذا لم يَـأْلَفْ أَحداً، ولا يَسْكُن إِليه أَحد، وإِنما شبِّه بالوَحْش؛ ويقال: إِنه لوَحْشِـيٌّ مُسْلَبٌ أَي لا يأْلفُ، ولا تَسْكُنُ نفسُه.
والسلبة: خَيْطٌ يُشَدُّ على خَطْمِ البعيرِ دونَ الخِطامِ.
والسلبة: عَقَبَةٌ تُشَدُّ على السهم.
والسِّلْبُ: خَشَبَةٌ تُجْمَع إِلى أَصلِ اللُّؤَمةِ، طَرَفُها في ثَقْبِ اللُّؤَمةِ. قال أَبو حنيفة: السِّلْبُ أَطْوَلُ أَداةِ الفَدَّانِ؛ وأَنشد: يا لَيْتَ شعْري، هلْ أَتى الحسانا، أَنـَّى اتَّخَذْتُ اليَفَنَيْنِ شانـــــــــــــا؟ السِّلْبَ، واللُّؤْمةَ، والعيانـــــــــــــــا ويقال للسَّطْر من النخيل: أُسْلوبٌ.
وكلُّ طريقٍ ممتدٍّ، فهو أُسلوبٌ. قال: والأُسْلوبُ الطريق، والوجهُ، والـمَذْهَبُ؛ يقال: أَنتم في أُسْلُوبِ سُوءٍ، ويُجمَعُ أَسالِـيبَ.
والأُسْلُوبُ: الطريقُ تأْخذ فيه.
والأُسْلوبُ، بالضم: الفَنُّ؛ يقال: أَخَذ فلانٌ في أَسالِـيبَ من القول أَي أَفانِـينَ منه؛ وإِنَّ أَنْفَه لفي أُسْلُوبٍ إِذا كان مُتكبِّراً؛ قال: أُنوفُهُمْ، بالفَخْرِ، في أُسْلُوبِ، * وشَعَرُ الأَسْتاهِ بالجَبوبِ يقول: يتكبَّرون وهم أَخِسَّاء، كما يقال: أَنْفٌ في السماءِ واسْتٌ في الماءِ.
والجَبوبُ: وجهُ الأَرضِ، ويروى: أُنوفُهُمْ، مِلفَخْرِ، في أُسْلُوبِ أَراد مِنَ الفَخْرِ، فحَذف النونَ. والسَّلَبُ: ضَرْبٌ من الشجر ينبُتُ مُتَناسقاً، ويَطولُ فيُؤخَذُ ويُمَلُّ، ثم يُشَقَّقُ، فتخرجُ منه مُشاقةٌ بيضاءُ كالليفِ، واحدتُه سَلَبةٌ، وهو منْ أَجودِ ما يُتخذ منه الحبال.
وقيل: السَّلَبُ لِـيفُ الـمُقْلِ، وهو يُؤْتى به من مكة. الليث: السَّلَبُ ليفُ الـمُقْل، وهو أَبيض؛ قال الأَزهري: غَلِطَ الليث فيه؛ وقال أَبو حنيفة: السَّلَبُ نباتٌ ينبتُ أَمثالَ الشَّمَع الذي يُسْتَصْبَحُ به في خِلْقَتِه، إِلاَّ أَنه أَعظمُ وأَطولُ، يُتَّخَذ منه الحبالُ على كلّ ضَرب.
والسَّلَبُ: لِحاءُ شجرٍ معروف باليمن، تعمل منه الحبالُ، وهو أَجفَى من ليفِ الـمُقْلِ وأَصْلَبُ.
وفي حديث ابن عمر: أن سعيد بن جبير دخل عليه، وهو مُتوسِّدٌ مِرْفَقَةَ أَدَم، حَشْوُها لِـيفٌ أَو سَلَبٌ، بالتحريك. قال أَبو عبيد: سأَلتُ عن السَّلَبِ، فقيل: ليس بلِـيفِ الـمُقْلِ، ولكنه شجر معروفٌ باليمن، تُعْمَلُ منه الحبالُ، وهو أَجفى من لِـيفِ الـمُقْلِ وأَصْلَبُ؛ وقيل هو ليفُ الـمُقْل؛ وقيل: هو خُوصُ الثُّمام.
وبالـمَدينة سُوقٌ يقال له: سوقُ السَّلاَّبِـين؛ قال مُرَّة بن مَحْكان التَّميمي: فنَشْنَشَ الجِلدَ عَنْها، وهْيَ بارِكةٌ، * كما تُنَشْنِشُ كفَّا فاتِلٍ سَلَبا تُنَشْنِشُ: تحرِّكُ. قال شمر: والسَّلَب قِشْرٌ من قُشورِ الشَّجَر، تُعْمَلُ منهُ السِّلالُ، يقال لسُوقِهِ سُوقُ السَّلاَّبِـينَ، وهي بمكَّة معروفَةٌ.
ورواه الأَصْمعي: فَاتِل، بالفاءِ؛ وابن الأَعرابي: قَاتِل، بالقافِ. قال ثعلب: والصحيح ما رواه الأَصمعي، ومنه قَولُهم أَسْلَبَ الثُّمامُ. قال: ومن رواه بالفاءِ، فإِنه يريدُ السَّلَب الذي تُعْمَلُ منه الـحِبال لا غير؛ ومن رواه بالقاف، فإِنه يريد سَلَبَ القَتِـيل؛ شَبَّه نَزْع الجازِرِ جِلْدَها عنها بأَخْذِ القاتِل سَلَبَ الـمَقْتُول، وإِنما قال: بارِكَة، ولم يَقُلْ: مُضْطَجِعَة، كما يُسْلَخُ الـحَيوانُ مُضْطَجِعاً، لأَن العرب إِذا نَحَرَتْ جَزُوراً، تركُوها باركة على حالها، ويُرْدِفُها الرجالُ من جانِـبَيْها، خوفاً أَن تَضْطَجِعَ حين تموت؛ كلُّ ذلك حرصاً على أَن يَسْلُخوا سَنامَها وهي باركة، فيأْتي رجلٌ من جانِبٍ، وآخَرُ من الجانب الآخر؛ وكذلك يفعلون في الكَتِفَين والفَخِذَين، ولهذا كان سَلْخُها باركةً خيراً عندهم من سَلْخِها مضطجعةً.
والأُسْلُوبةُ: لُعْبَةٌ للأَعراب، أَو فَعْلَةٌ يفعلونها بينهم، حكاها اللحياني، وقال: بينهم أُسْلُوبة.

شرع (لسان العرب) [4]


شَرَعَ الوارِدُ يَشْرَعُ شَرْعاً وشُروعاً: تناول الماءَ بفِيه.
وشَرَعَتِ الدوابُّ في الماء تَشْرَعُ شَرْعاً وشُرُوعاً أَي دخلت.
ودوابُّ شُروعٌ وشُرَّعٌ: شَرَعَتْ نحو الماء.
والشَّريعةُ والشِّراعُ والمَشْرَعةُ: المواضعُ التي يُنْحَدر إِلى الماء منها، قال الليث: وبها سمي ما شَرَعَ الله للعبادِ شَريعةً من الصوم والصلاةِ والحج والنكاح وغيره.
والشِّرْعةُ والشَّريعةُ في كلام العرب: مَشْرَعةُ الماء وهي مَوْرِدُ الشاربةِ التي يَشْرَعُها الناس فيشربون منها ويَسْتَقُونَ، وربما شَرَّعوها دوابَّهم حتى تَشْرَعها وتشرَب منها، والعرب لا تسميها شَريعةً حتى يكون الماء عِدًّا لا انقطاع له، ويكون ظاهراً مَعِيناً لا يُسْقى بالرِّشاءِ، وإِذا كان من السماء والأَمطار فهو الكَرَعُ، وقد أَكْرَعُوه إِبلهم فكَرَعَتْ فيه وسقَوْها بالكَرْع وهو . . . أكمل المادة مذكور في موضعه.
وشَرَعَ إِبله وشَرَّعها: أَوْرَدَها شريعةَ الماء فشربت ولم يَسْتَقِ لها.
وفي المثل: أَهْوَنُ السَّقْيِ التَّشْريعُ، وذلك لأَن مُورِدَ الإِبل إِذا وَرَدَ بها الشريعة لم يَتْعَبْ في إِسْقاءِ الماء لها كما يتعب إِذا كان الماء بعيداً؛ ورُفِعَ إِلى عليّ، رضي الله عنه، أَمْرُ رجل سافر مع أَصحاب له فلم يَرْجِعْ حين قفَلوا إِلى أَهاليهم، فاتَّهَمَ أَهلُه أَصحابَه فرَفَعُوهم إِلى شُرَيْح، فسأَلَ الأَولياءَ البينةَ فعَجَزُوا عن إِقامتها وأَخبروا عليّاً بحكم شريح فتمثَّل بقوله: أَوْرَدَها سَعْدٌ، وسَعْدٌ مُشْتَمِلْ، يا سَعْدُ لا تَرْوى بِهذاكَ الإِبِلْ (* ويروى: ما هكذا توردُ، يا سعدُ، الإبل.) ثم قال: إِن أَهْوَنَ السَّقْيِ التَّشْريعُ، ثم فَرَّقَ بينهم وسأَلهم واحداً واحداً، فاعترَفوا بقتله فقَتَلَهم به؛ أَراد علي: أَن هذا الذي فعله كان يسِيراً هيِّناً وكان نَوْلُه أَن يَحْتاطَ ويَمْتَحِنَ بأَيْسَر ما يُحْتاطُ في الدِّماءِ كما أَن أَهْوَنَ السَّقْيِ للإِبلِ تشرِيعُها الماء، وهو أَن يُورِدَ رَبُّ الإِبلِ إِبله شريعةً لا تحتاج مع ظهور مائها إِلى نَزْع بالعَلَق من البئر ولا حَثْيٍ في الحوض، أَراد أَن الذي فعله شريح من طلب البينة كان هيِّناً فأَتَى الأَهْوَنَ وترك الأَحْوَطَ كما أَن أَهون السَّقْيِ التشريعُ.
وإِبلٌ شُرُوعٌ، وقد شَرَعَتِ الماءَ فشَرِبت؛ قال الشماخ: يَسُدُّ به نَوائِبَ تَعْتَرِيهِ من الأَيامِ كالنَّهَلِ الشُّرُوعِ وشَرَعْتُ في هذا الأَمر شُرُوعاً أَي خُضْتُ.
وأَشْرَعَ يدَه في المِطْهَرةِ إِذا أَدخَلَها فيها إِشْراعاً. قال: وشَرَعْتُ فيها وشَرَعَتِ الإِبلُ الماءَ وأَشرعْناها.
وفي الحديث: فأَشرَعَ ناقتَه أَي أَدخَلها في شرِيعةِ الماء.
وفي حديث الوضوء: حتى أَشرَعَ في العضُد أَي أَدخَل الماءَ إِليه.
وشَرَّعَتِ الدابةُ: صارت على شَرِيعةِ الماء؛ قال الشماخ: فلمّا شَرَّعَتْ قَصَعَتْ غَليلاً فأَعْجَلَها، وقد شَرِبَتْ غِمارا والشريعةُ موضع على شاطئ البحر تَشْرَعُ فيه الدوابُّ.
والشريعةُ والشِّرْعةُ: ما سنَّ الله من الدِّين وأَمَر به كالصوم والصلاة والحج والزكاة وسائر أَعمال البرِّ مشتقٌّ من شاطئ البحر؛ عن كراع؛ ومنه قوله تعالى: ثم جعلناك على شريعةٍ من الأَمْر، وقوله تعالى: لكلٍّ جعلنا منكم شِرْعةً ومِنهاجاً؛ قيل في تفسيره: الشِّرْعةُ الدِّين، والمِنهاجُ الطريقُ، وقيل: الشرعة والمنهاج جميعاً الطريق، والطريقُ ههنا الدِّين، ولكن اللفظ إِذا اختلف أَتى به بأَلفاظ يؤَكِّدُ بها القِصة والأَمر كما قال عنترة: أَقوَى وأَقْفَرَ بعد أُمِّ الهَيْثَمِ فمعنى أَقْوَى وأَقْفَرَ واحد على الخَلْوَة إِلا أَن اللفظين أَوْكَدُ في الخلوة.
وقال محمد بن يزيد: شِرْعةً معناها ابتِداءُ الطريق، والمِنهاجُ الطريق المستقيم.
وقال ابن عباس: شرعة ومنهاجاً سَبيلاً وسُنَّة، وقال قتادة: شرعة ومنهاجاً، الدِّين واحد والشريعة مختلفة.
وقال الفراء في قوله تعالى ثم جعلناك على شريعة: على دين ومِلَّة ومنهاج، وكلُّ ذلك يقال.
وقال القتيبي: على شريعة، على مِثال ومَذْهبٍ.
ومنه يقال: شَرَعَ فلان في كذا وكذا إِذا أَخذ فيه؛ ومنه مَشارِعُ الماء وهي الفُرَضُ التي تَشْرَعُ فيها الواردةُ.
ويقال: فلان يَشْتَرعُ شِرْعَتَهُ ويَفْتَطِرُ فِطْرَتَه ويَمْتَلُّ مِلَّتَه، كل ذلك من شِرْعةِ الدِّين وفِطْرتِه ومِلِّتِه.
وشَرَعَ الدِّينَ يَشْرَعُه شَرْعاً: سَنَّه.
وفي التنزيل: شَرَعَ لكم من الدِّين ما وصَّى به نوحاً؛ قال ابن الأَعرابي: شَرَعَ أَي أَظهر.
وقال في قوله: شَرَعوا لهم من الدِّين ما لم يأْذن به الله، قال: أَظهَرُوا لهم.
والشارعُ الرَّبّاني: وهو العالم العاملُ المعَلِّم.
وشَرَعَ فلان إِذا أَظْهَرَ الحَقَّ وقمَعَ الباطِلَ. قال الأَزهري: معنى شَرَعَ بَيَّنَ وأَوضَح مأْخوذ من شُرِعَ الإِهابُ إِذا شُقَّ ولم يُزَقَّقْ أَي يجعل زِقًّا ولم يُرَجَّلْ، وهذه ضُرُوبٌ من السَّلْخِ مَعْرُوفة أَوسعها وأَبينها الشَّرْعُ، قال: وإِذا أَرادوا أَن يجعلوها زِقًّا سلَخُوها من قِبَل قَفاها ولا يَشُقُّوها شَقّاً، وقيل في قوله: شَرَع لكم من الدِّين ما وصَّى به نوحاً: إِنَّ نوحاً أَول من أَتَى بتحريم البَناتِ والأَخَواتِ والأُمَّهات.
وقوله عز وجل: والذي أَوحينا إِليك وما وصَّينا به إِبراهيم وموسى؛ أَي وشرع لكم ما أَوحينا إِليك وما وصَّيْنا به الأَنبياء قبْلك.
والشِّرْعةُ: العادةُ.
وهذا شِرْعةُ ذلك أَي مِثاله؛ وأَنشد الخليل يذمُّ رجلاً: كَفّاكَ لم تُخْلَقا للنَّدَى، ولم يَكُ لُؤْمُهما بِدْعَهْ فَكَفٌّ عن الخَيرِ مَقْبُوضةٌ، كما حُطَّ عن مائَةٍ سَبْعهْ وأُخْرَى ثَلاثَةُ آلافِها، وتِسْعُمِئيها لها شِرْعهْ وهذا شِرْعُ هذا، وهما شِرْعانِ أَي مِثْلانِ.
والشارِعُ: الطريقُ الأَعظم الذي يَشْرَعُ فيه الناس عامّة وهو على هذا المعنى ذُو شَرْعٍ من الخَلْق يَشْرَعُون فيه.
ودُورٌ شارِعةٌ إِذا كانت أَبوابها شارِعةً في الطريق.
وقال ابن دريد: دُورٌ شَوارِعُ على نَهْجٍ واحد.
وشَرَعَ المَنْزِلُ إِذا كان على طريق نافذ.
وفي الحديث: كانت الأَبوابُ شارِعةً إِلى المَسْجِدِ أَي مَفْتُوحةً إِليه. يقال: شَرَعْتُ البابَ إِلى الطريق أَي أَنْفَذْتُه إِليه.
وشَرَعَ البابُ والدارُ شُرُوعاً أَفْضَى إِلى الطريقِ، وأَشْرَعَه إِليه.
والشَّوارِعُ من النجوم: الدَّانِيةُ من المَغِيبِ.
وكلُّ دانٍ من شيء، فهو شارِعٌ.
وقد شَرَعَ له ذلك، وكذلك الدارُ الشارِعةُ التي قد دنت من الطريق وقَرُبَتْ من الناسِ، وهذا كله راجع إِلى شيء واحد، إِلى القُرْب من الشيء والإِشْرافِ عليه.
وأَشْرَعَ نَحْوَه الرُّمْحَ والسيْفَ وشَرَعَهُما: أَقْبَلَهُما إِياه وسَدَّدَهُما له، فَشَرَعَتْ وهيَ شَوارِعُ؛ وأَنشد: أَفاجُوا مِنْ رِماحِ الخَطِّ لَمّا رَأَوْنا قَدْ شَرَعْناها نِهالا وشَرَعَ الرُّمْحُ والسَّيْفُ أَنْفُسُهُما؛ قال: غَداةَ تَعاوَرَتْه ثَمَّ بِيضٌ، شَرَعْنَ إِليهِ في الرَّهْجِ المُكِنِّ (* هذا البيت من قصيدة للنابغة.
وفي ديوانه: دُفعن اليه مكان شرعن اليه.)وقال عبد الله بن أَبي أَوْفَى يهجو امرأَة: ولَيْسَتْ بِتارِكةٍ مُحْرَماً، ولَوْ حُفَّ بالأَسَلِ الشُّرَّعِ ورمح شُراعِيٌ أَي طويلٌ وهو مَنْسُوب.
والشِّرْعةُ (* قوله «والشرعة» في القاموس: هو بالكسر ويفتح، الجمع شرع بالكسر ويفتح وشرع كعنب، وجمع الجمع شراع.): الوَتَرُ الرقيقُ، وقيل: هو الوَتَرُ ما دام مَشْدوداً على القَوْس، وقيل: هو الوتر، مَشْدوداً كان على القَوْس أَو غير مشدود، وقيل: ما دامت مشدودة على قوس أَو عُود، وجمعه شِرَعٌ على التكسير، وشِرْعٌ على الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء، وشِراعٌ جمع الجمع؛ قال الشاعر: كما أَزْهَرَتْ قَيْنَةٌ بالشِّراع لإِسْوارِها عَلَّ منه اصْطِباحَا (* قوله «كما أزهرت إلخ» أنشده في مادة زهر: ازدهرت.
وقوله «عل منه» تقدم عل منها.) وقال ساعدة بن جؤية: وعاوَدَني دَيْني، فَبِتُّ كأَنما خِلالَ ضُلوعِ الصَّدْرِ شِرْعٌ مُمَدَّدُ ذكَّر لأَن الجمع الذي لا يُفارِقُ واحده إِلا بالهاء لك تذكيره وتأْنيثه؛ يقول: بِتُّ كأَنّ في صَدْري عُوداً من الدَّوِيِّ الذي فيه من الهُموم، وقيل: شِرْعةٌ وثلاثُ شِرَعٍ، والكثير شُرْعٌ؛ قال ابن سيده: ولا يعجبني على أَن أَبا عبيد قد قاله.
والشِّراعُ: كالشِّرْعة، وجمعه شُرُعٌ؛ قال كثير: إِلا الظِّباءَ بها، كأَنَّ تَرِيبَها ضَرْبُ الشِّراعِ نَواحيَ الشِّرْيانِ يعني ضَرْب الوَتَرِ سِيَتَيِ القَوْسِ.
وفي الحديث: قال رجل: إِني أُحِبُّ الجَمالَ حتى في شِرْعِ نَعْلِي أَي شِراكِها تشبيه بالشِّرْعِ، وهو وَترُ العُود لأَنه مُمْتَدٌّ على وجهِ النعل كامتِدادِ الوَترِ على العُود، والشِّرْعةُ أَخَصّ منه، وجمعهما شِرْعٌ؛ وقول النابغة: كَقَوْسِ الماسِخِيِّ يَرِنُّ فيها، من الشِّرْعِيِّ، مَرْبُوعٌ مَتِينُ أَراد الشِّرْعَ فأَضافه إَلى نفسه ومثله كثير؛ قال ابن سيده: هذا قول أَهل اللغة وعندي أَنه أَراد الشِّرْعةَ لا الشِّرْعَ لأَنَّ العَرَبَ إِذا أَرادت الإِضافة إِلى الجمع فإِنما تردُّ ذلك إِلى الواحد.
والشَّريعُ: الكَتَّانُ وهو الأَبَقُ والزِّيرُ والرازِقيُّ، ومُشاقَتُه السَّبِيخةُ.
وقال ابن الأَعرابي: الشَّرَّاعُ الذي يبيع الشَّريعَ، وهو الكتَّانُ الجَيِّدُ.
وشَرَّعَ فلان الحَبْلَ أَي أَنْشَطه وأَدْخَلَ قُطْرَيْه في العُرْوة.
والأَشْرَعُ الأَنْفِ: الذي امْتَدَّت أَرْنَبَتُه.
وفي حديث صُوَرِ الأَنبياء، عليهم السلام: شِراعُ الأَنفِ أَي مُمْتَدُّ الأَنْفِ طويله.
والأَشْرعُ: السَّقائفُ، واحدتها شَرَعة؛ قال ابن خشرم: كأَنَّ حَوْطاً جَزاه اللهُ مَغْفِرةً، وجَنَّةً ذاتَ عِلِّيٍّ وأَشْراعِ والشِّراعُ: شِراعُ السفينةِ وهي جُلُولُها وقِلاعُها، والجمع أَشْرِعةٌ وشُرُعٌ؛ قال الطِّرِمّاح: كأَشْرِعةِ السَّفِينِ وفي حديث أَبي موسى: بينا نحن نَسِيرُ في البحر والريحُ طَيِّبةٌ والشِّراعُ مرفوعٌ؛ شِراعُ السفينة: ما يرفع فوقها من ثوب لِتَدْخُلَ فيه الريح فيُجْريها.
وشَرّعَ السفينةَ: جعل لها شِراعاً.
وأَشرَعَ الشيءَ: رَفَعَه جدّاً.
وحِيتانٌ شُرُوعٌ: رافعةٌ رُؤُوسَها.
وقوله تعالى: إِذ تأْتِيهم حِيتانُهم يوم سَبْتِهم شُرَّعاً ويوم لا يَسْبِتُون لا تأْتيهم؛ قيل: معناه راعفةٌ رُؤُوسَها، وقيل: خافضة لها للشرب، وقيل: معناه أَن حِيتانَ البحر كانت تَرِدُ يوم السبت عَنَقاً من البحر يُتاخِمُ أَيْلةَ أَلهَمَها الله تعالى أَنها لا تصاد يوم السبت لنَهْيِه اليهودَ عن صَيْدِها، فلما عَتَوْا وصادُوها بحيلة توَجَّهَتْ لهم مُسِخُوا قِرَدةً.
وحِيتانٌ شُرَّعٌ أَي شارِعاتٌ من غَمْرةِ الماءِ إِلى الجُدِّ.
والشِّراعُ: العُنُق، وربما قيل للبعير إِذا رَفَع عُنُقه: رَفَع شِراعَه.
والشُّراعيّة والشِّراعيّةُ: الناقةُ الطويلةُ العُنُقِ؛ وأَنشد: شُِراعِيّة الأَعْناقِ تَلْقَى قَلُوصَها، قد اسْتَلأَتْ في مَسْك كَوْماءَ بادِنِ قال الأَزهري: لا أَدري شُراعِيّةٌ أَو شِراعِيّةٌ، والكَسْر عندي أَقرب، شُبِّهت أَعناقُها بشِراع السفينة لطولها يعني الإِبل.
ويقال للنبْتِ إِذا اعْتَمَّ وشَبِعَتْ منه الإِبلُ: قد أَشرَعَتْ، وهذا نَبْتٌ شُراعٌ، ونحن في هذا شَرَعٌ سواءٌ وشَرْعٌ واحدٌ أَي سواءٌ لا يفوقُ بعضُنا بعضاً، يُحَرَّكُ ويُسَكَّنُ.
والجمع والتثنية والمذكر والمؤنث فيه سواء. قال الأَزهري: كأَنه جمع شارِعٍ أَي يَشْرَعُون فيه معاً.
وفي الحديث: أَنتم فيه شَرعٌ سواءٌ أَي متساوون لا فَضْل لأَحدِكم فيه على الآخر، وهو مصدر بفتح الراء وسكونها.
وشَرْعُك هذا أَي حَسْبُك؛ وقوله أَنشده ثعلب: وكانَ ابنَ أَجمالٍ، إِذا ما تَقَطَّعَتْ صُدُورُ السِّياطِ، شَرْعُهُنَّ المُخَوِّفُ فسّره فقال: إِذا قطَّع الناسُ السِّياط على إِبلهم كفى هذه أَن تُخَوَّفَ.
ورجل شَرْعُك من رجل: كاف، يجري على النكرة وصفاً لأَنه في نية الانفصال. قال سيبويه: مررت برجل شِرْعِكَ فهو نعت له بِكمالِه وبَذِّه، غيره: ولا يثنَّى ولا يجمع ولا يؤنَّث، والمعنى أَنه من النحو الذي تَشْرَعُ فيه وتَطْلُبُه.
وأَشرَعَني الرجلُ: أَحْسَبَني.
ويقال: شَرْعُكَ هذا أَي حَسْبُك.
وفي حديث ابن مغفل: سأَله غَزْوانُ عما حُرِّمَ من الشَّرابِ فَعَرَّفَه، قال: فقلت شَرْعي أَي حَسْبي؛ وفي المثل: شَرْعُكَ مل بَلَّغَكَ المَحَلاَّ أَي حَسْبُكَ وكافِيكَ، يُضْرَبُ في التبليغ باليسير.
والشَّرْعُ: مصدر شَرَعَ الإهابَ يَشْرَعُه شَرْعاً سَلَخَه، وقال يعقوب: إِذا شَقَّ ما بين رِجْلَيْه وسَلَخَه؛ قال: وسمعته من أُمِّ الحُمارِسِ البَكْرِيّةِ.
والشِّرْعةُ: حِبالةٌ من العَقَبِ تُجْعَلُ شَرَكاً يصاد به القَطا ويجمع شِرَعاً؛ وقال الراعي: من آجِنِ الماءِ مَحْفُوفاً به الشِّرَعُ وقال أَبو زبيد: أَبَنَّ عِرِّيسةً عَنانُها أَشِبٌ، وعِنْدَ غابَتِها مُسْتَوْرَدٌ شَرَعُ الشِّرَعُ: ما يُشْرَعُ فيه، والشَّراعةُ: الجُرْأَةُ.
والشَّرِيعُ: الرجل الشُّجاعُ؛ وقال أَبو وجْزةَ: وإِذا خَبَرْتَهُمُ خَبَرْتَ سَماحةً وشَراعةً، تَحْتَ الوَشِيجِ المُورِدِ والشِّرْعُ: موضع (* قوله «والشرع موضع» في معجم ياقوت: شرع، بالفتح، قرية على شرقي ذرة فيها مزارع ونخيل على عيون، ثم قال: شرع، بالكسر، موضع، واستشهد على كليهما.)، وكذلك الشّوارِعُ.
وشَرِيعةُ: ماءٌ بعينه قريب من ضَرِيّةَ؛ قال الراعي: غَدا قَلِقاً تَخَلَّى الجُزْءُ منه، فَيَمَّمَها شَرِيعةَ أَو سَوارَا وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: وأَسْمَر عاتِك فيه سِنانٌ شُراعِيٌّ، كَساطِعةِ الشُّعاعِ قال: شُراعِيٌّ نسبة إِلى رجل كان يعمل الأَسِنَّة كأَن اسمه كان شُراعاً، فيكون هذا على قياس النسب، أَو كان اسمه غير ذلك من أَبْنِية شَرَعَ، فهو إِذاً من نادِرِ مَعْدُول النسب.
والأَسْمَرُ: الرُّمح.
والعاتِكُ: المُحْمَرُّ من قِدَمِه.
والشَّرِيعُ من الليف: ما اشتَدَّ شَوْكُه وصلَحَ لِغِلَظِه أَنْ يُخْرَزَ به؛ قال الأَزهري: سمعت ذلك من الهجريين النَّخْلِيِّين.
وفي جبال الدَّهْناءِ جبلٌ يقال له شارعٌ، ذكره ذو الرمّة في شعره.

نجا (لسان العرب) [5]


النَّجاءُ: الخَلاص من الشيء، نَجا يَنْجُو نَجْواً ونَجاءً، ممدود، ونَجاةً، مقصور، ونَجَّى واسْتنجى كنَجا؛ قال الراعي: فإِلاَّ تَنَلْني منْ يَزيدَ كَرامةٌ، أُنَجِّ وأُصْبحْ من قُرى الشام خالِيا وقال أَبو زُبيد الطائي: أَمِ اللَّيْثُ فاسْتَنْجُوا، وأَينَ نَجاؤُكُمْ؟فَهذا، ورَبِّ الرَّاقِصاتِ، المُزَعْفَرُ ونَجَوْت من كذا.
والصِّدْقُ مَنْجاةٌ.
وأَنْجَيْتُ غيري ونجَّيْته، وقرئَ بهما قوله تعالى: فاليوم نُنَجِّيك ببَدَنِكَ؛ المعنى نُنَجِّيك لا بفِعْل بل نُهْلِكُكَ، فأَضْمَر قوله لا بفِعْل؛ قال ابن بري: قوله لا بفعل يريد أَنه إِذا نجا الإِنسان ببدنه على الماء بلا فعل فإِنه هالك، لأَنه لم يَفعل طَفْوَه على الماء، وإِنما يطفُو على الماءِ حيّاً بفعله إِذا كان حاذقاً بالعَوْم، ونَجَّاهُ الله . . . أكمل المادة وأَنْجاه.
وفي التنزيل العزيز: وكذلك نُنْجِي المؤمنين، وأَما قراءَة من قرأَ: وكذلك نُجِّي المؤْمِنين، فليس على إِقامة المصدر موضع الفاعل ونصب المفعول الصريح، لأَنه على حذف أَحد نوني تُنْجِي، كما حذف ما بعد حرف المضارعة في قول الله عز وجل: تذَكَّرُون، أَي تَتَذَكَّرون، ويشهد بذلك أَيضاً سكون لام نُجِّي، ولو كان ماضياً لانفتحت اللام إِلا في الضرورة؛ وعليه قول المُثَقَّب: لِمَنْ ظُعُنٌ تَطالَعُ مِن صُنَيْبٍ؟ فما خَرَجتْ مِن الوادي لِحِينِ (* قوله«صنيب» هو هكذا في الأصل والمحكم مضبوطاً) أَي تتَطالَع، فحذف الثانية على ما مضى، ونجَوْت به ونَجَوْتُه؛ وقول الهذلي: نَجا عامِرٌ والنَّفْسُ مِنه بشِدْقِه، ولم يَنْجُ إِلاَّ جَفْنَ سَيْفٍ ومِئْزَرا أَراد: إِلاَّ بجَفْنِ سَيفٍ، فحذف وأَوْصل. أَبو العباس في قوله تعالى: إِنّا مُنَجُّوكَ وأَهْلَك؛ أَي نُخَلِّصُك من العذاب وأَهْلَك.
واستَنْجى منه حاجته: تخَلَّصها؛ عن ابن الأَعرابي.
وانتَجى مَتاعَه: تَخلَّصه وسَلبَه؛ عن ثعلب.
ومعنى نجَوْت الشيء في اللغة: خَلَّصته وأَلْقَيْته.
والنَّجْوةُ والنَّجاةُ: ما ارتفَع من الأَرض فلم يَعْلُه السَّيلُ فظننته نَجاءَك، والجمع نِجاءٌ.
وقوله تعالى: فاليوم نُنَجِّيك ببَدَنِك؛ أَي نجعلك فوق نَجْوةٍ من الأَرض فنُظْهِرك أَو نُلْقِيك عليها لتُعْرَفَ، لأَنه قال ببدنك ولم يقل برُوحِك؛ قال الزجاج: معناه نُلْقِيكَ عُرياناً لتكون لمن خَلْفَك عِبْرَةً. أَبو زيد: والنَّجْوةُ المَكان المُرْتَفِع الذي تَظُنُّ أَنه نجاؤك. ابن شميل: يقال للوادِي نَجْوة وللجبل نَجْوةٌ، فأَما نَجْوة الوادي فسَنداه جميعاً مُستَقِيماً ومُسْتَلْقِياً، كلُّ سَنَدٍ نَجْوةٌ، وكذلك هو من الأَكَمةِ، وكلُّ سَنَدٍ مُشْرِفٍ لا يعلوه السيل فهو نَجْوة لأَنه لا يكون فيه سَيْل أَبداً، ونَجْوةُ الجبَل مَنْبِتُ البَقْل.
والنَّجاةُ: هي النَّجْوة من الأَرض لا يَعلوها السيل؛ قال الشاعر: فأَصُونُ عِرْضِي أَنْ يُنالَ بنَجْوةٍ، إِنَّ البَرِيَّ مِن الهَناةِ سَعِيدُ وقال زُهَير بن أَبي سُلْمى: أَلم تَرَيا النُّعمانَ كان بنَجْوةٍ، مِنَ الشَّرِّ، لو أَنَّ امْرَأً كان ناجِيا؟ ويقال: نَجَّى فلان أَرضَه تَنْجِيةً إِذا كبَسها مخافة الغَرَقِ. ابن الأَعرابي: أَنْجى عَرِقَ، وأَنْجى إِذا شَلَّح، يقال للِّصِّ مُشَلِّح لأَنه يُعَرِّي الإِنسانَ من ثيابه.
وأَنْجى: كشَفَ الجُلَّ عن ظهر فرسه. أَبو حنيفة: المَنْجى المَوْضع الذي لا يَبْلُغه السيلُ.
والنَّجاء: السُّرْعةُ في السير، وقد نَجا نَجاء، ممدود، وهو يَنْجُو في السُّرْعة نَجاء، وهو ناجٍ: سَريعٌ.
ونَجَوْتُ نَجاء أَي أَسرَعْتُ وسَبَقْتُ.
وقالوا: النَّجاء النَّجاء والنَّجا النَّجا، فمدّوا وقَضَرُوا؛ قال الشاعر: إِذا أَخَذْتَ النَّهْبَ فالنَّجا النَّجا وقالوا: النَّجاكَ فأَدخلوا الكاف للتخصيص بالخطاب، ولا موضع لها من الإِعراب لأَن الأَلف واللام مُعاقِبة للإِضافة، فثبت أَنها ككاف ذلك وأَرَيْتُك زيداً أَبو من هو.
وفي الحديث: وأَنا النَّذِيرُ العُرْيان فالنَّجاء النَّجاء أَي انْجُوا بأَنفسكم، وهو مصدر منصوب بفعل مضمر أَي انْجُوا النَّجاء.
والنَّجاءُ: السُّرعة.
وفي الحديث: إِنما يأْخذ الذِّئْبُ القاصِيةَ والشاذَّة الناجِيةَ أَي السريعة؛ قال ابن الأَثير: هكذا روي عن الحربي بالجيم.
وفي الحديث: أَتَوْكَ على قُلُصٍ نَواجٍ أَي مُسْرِعاتٍ.
وناقة ناجِيةٌ ونَجاة: سريعة، وقيل: تَقطع الأَرض بسيرها، ولا يُوصف بذلك البعير. الجوهري: الناجِيةُ والنَّجاة الناقة السريعة تنجو بمن ركبها؛ قال: والبَعير ناجٍ؛ وقال: أَيّ قَلُوصِ راكِبٍ تَراها ناجِيةً وناجِياً أَباها وقول الأَعشى: تَقْطَعُ الأَمْعَزَ المُكَوْكِبَ وخْداً بِنَواجٍ سَرِيعةِ الإِيغالِ أَي بقوائمَ سِراعٍ.
واسْتَنْجَى أَي أَسْرَعَ.
وفي الحديث: إِذا سافَرْتُمْ في الجَدْب فاسْتَنْجُوا؛ معناه أَسْرِعُوا السيرَ وانْجُوا.
ويقال للقوم إِذا انهزموا: قد اسْتَنْجَوْا؛ ومنه قول لقمان بن عاد: أَوَّلُنا إِذا نَجَوْنا وآخِرُنا إِذا اسْتَنْجَيْنا أَي هو حامِيَتُنا إِذا انْهَزَمْنا يَدفع عنَّا.
والنَّجْوُ: السَّحاب الذي قد هَراقَ ماءه ثم مَضَى، وقيل: هو السحاب أَوَّل ما يَنشأُ، والجمع نِجاء ونُجُوٌّ؛ قال جميل: أَليسَ مِنَ الشَّقاءِ وَجِيبُ قَلْبي، وإِيضاعي الهُمُومَ مع النُّجُوِّ فأَحْزَنُ أَنْ تَكُونَ على صَدِيقٍ، وأَفْرَحُ أَن تكون على عَدُوِّ يقول: نحن نَنْتَجِعُ الغَيْثَ، فإِذا كانت على صدِيقٍ حَزِنْت لأَني لا أُصيب ثَمَّ بُثَيْنَة، دعا لها بالسُّقْيا.
وأَنْجَتِ السحابةُ: وَلَّتْ.
وحكي عن أَبي عبيد: أَين أَنْجَتْكَ السماء أَي أَينَ أَمطَرَتْكَ.
وأُنْجِيناها بمكان كذا وكذا أَي أُمْطِرْناها.
ونَجْوُ السبُع: جَعْره.
والنَّجُوُ: ما يخرج من البطن من ريح وغائط، وقد نَجا الإِنسانُ والكلبُ نَجْواً.
والاسْتِنْجاء: الاغتسال بالماء من النَّجْوِ والتَّمَسُّحُ بالحجارة منه؛ وقال كراع: هو قطع الأَذَى بأَيِّهما كان.
واسْتَنْجَيْتُ بالماءِ والحجارة أَي تَطَهَّرْت بها. الكسائي: جلَست على الغائط فما أَنْجَيْتُ. الزجاج: يقال ما أَنْجَى فلان شيئاً، وما نَجا منذ أَيام أَي لم يأْتِ الغائطَ.
والاسْتِنجاء: التَّنَظُّف بمدَر أَو ماء.
واسْتَنجَى أَي مسح موضع النَّجْو أَو غَسَله.
ويقال: أَنْجَى أَي أَحدَث.
وشرب دَواء فما أَنْجاه أَي ما أَقامه. الأَصمعي: أَنْجَى فلان إِذا جلس على الغائط يَتَغَوَّط.
ويقال: أَنْجَى الغائطُ نَفْسُه يَنجُو، وفي الصحاح: نَجا الغائطُ نَفْسُه.
وقال بعض العرب: أَقلُّ الطعامِ نَجْواً اللَّحم.
والنَّجْوُ: العَذِرة نَفْسُه.
واسْتَنْجَيتُ النخلةَ إِذا أَلقَطْتَها؛ وفي الصحاح: إِذا لقطتَ رُطبَها.
وفي حديث ابن سلام: وإِني لَفِي عَذْقٍ أُنْجِي منه رُطَباً أَي أَلتَقِطُ، وفي رواية: أَسْتَنجِي منه بمعناه.
وأَنْجَيْت قَضِيباً من الشجرة فَقَطَعْتُه، واسْتَنْجَيْت الشجرةَ: قَطَعْتُها من أَصلها.
ونَجا غُصونَ الشجرة نَجْواً واسْتَنجاها: قَطَعها. قال شمر: وأُرى الاسْتِنْجاءَ في الوُضوء من هذا لِقَطْعِه العَذِرةَ بالماءِ؛ وأَنْجَيت غيري.
واسْتَنجَيت الشجر: قطعته من أُصوله.
وأَنْجَيْتُ قضيباً من الشجر أَي قطعت.
وشجرة جَيِّدة النَّجا أَي العود.
والنَّجا: العصا، وكله من القطع.
وقال أَبو حنيفة: النَّجا الغُصونُ، واحدته نَجاةٌ.
وفُلان في أَرضِ نَجاةٍ: يَسْتَنجِي من شجرها العِصِيَّ والقِسِيَّ.
وأَنْجِني غُصناً من هذه الشجرة أَي اقْطَعْ لي منها غُصْناً.
والنَّجا: عِيدانُ الهَوْدَج.
ونَجَوْتُ الوَتَر واسْتَنجَيتُه إِذا خَلَّصته.
واسْتَنجَى الجازِرُ وتَرَ المَتْنِ: قَطَعه؛ قال عبد الرحمن بن حسان: فَتَبازَتْ فَتَبازَخْتُ لهَا، جِلْسةَ الجازِرِ يَسْتَنْجِي الوَتَرْ ويروى: جِلْسةَ الأَعْسَرِ. الجوهري: اسْتَنجَى الوَتَر أَي مدّ القوس، وأَنشد بيت عبد الرحمن بن حسان، قال: وأَصله الذي يَتَّخذ أَوْتارَ القِسِيّ لأَنه يُخرج ما في المَصارِين من النَّجْو.
وفي حديث بئر بُضاعةَ: تُلقَى فيها المَحايِضُ وما يُنْجِي الناسُ أَي يُلقُونه من العذرة؛ قال ابن الأَثير: يقال منه أَنْجَى يُنْجِي إِذا أَلقَى نَجْوه، ونَجا وأَنْجَى إِذا قَضَى حاجته منه.
والاسْتِنجاءُ: اسْتِخْراج النَّجْو من البطن، وقيل: هو إِزالته عن بدنه بالغَسْل والمَسْح، وقيل: هو من نَجَوْت الشجرة وأَنْجَيتها إِذا قطعتها، كأَنه قَطَعَ الأَذَى عن نفسه، وقيل: هو من النَّجوة، وهو ما ارْتَفع من الأَرض كأَنه يَطلُبها ليجلس تحتها.
ومنه حديث عمرو بن العاص: قيل له في مرضه كيفَ تجِدُك؟ قال: أَجِدُ نَجْوِي أَكثرَ مِن رُزْئى أَي ما يخرج مني أَكثَرَ مما يدخل.
والنَّجا، مقصور: من قولك نَجَوْتُ جِلدَ البعير عنه وأَنْجَيتُه إِذا سَلَخْتَه. جِلدَ البعير والناقةِ نَجْواً ونَجاً وأَنْجاه: كشَطَه عنه.
والنَّجْوُ والنَّجا: اسم المَنْجُوّ؛ قال يخاطب ضَيْفَينِ طَرَقاه: فقُلْتُ: انْجُوَا عنها نَجا الجِلدِ، إِنَّه سَيُرْضِيكما مِنها سَنامٌ وغارِبُهْ قال الفراء: أَضافَ النَّجا إِلى الجِلد لأَن العرب تُضيف الشيء إِلى نفسه إِذا اختلف اللفظان، كقوله تعالى: حَقُّ اليَقِينِ ولدارُ الآخرةِ.
والجِلدُ نَجاً، مقصور أَيضاً؛ قال ابن بري: ومثله ليزيد بن الحكم: تُفاوضُ مَنْ أَطْوِي طَوَى الكَشْحِ دُونه، ومِنْ دُونِ مَنْ صافَيْتُه أَنتَ مُنْطَوِي قال: ويُقَوِّي قول الفراء بعد البيت قولهم عِرْقُ النَّسا وحَبْل الوَرِيد وثابت قُطْنةَ وسعِيد كُرْزٍ.
وقال علي بن حمزة: يقال نَجَوْت جِلدَ البعير، ولا يقال سَلَخته، وكذلك قال أَبو زيد؛ قال: ولا يقال سَلَخته إِلا في عُنُقه خاصة دون سائر جسده، وقال ابن السكيت في آخر كتابه إِصلاح المنطق: جَلَّدَ جَزُوره ولا يقال سَلَخه. الزجاجي: النَّجا ما سُلخ عن الشاة أَو البعير، والنَّجا أَيضاً ما أُلقي عن الرَّجل من اللباس. التهذيب: يقال نَجَوْت الجِلد إِذا أَلقَيْته عن البعير وغيره، وقيل: أَصل هذا كله من النَّجْوة، وهو ما ارْتَفع من الأَرض، وقيل: إِن الاستِنْجاء من الحَدث مأْخوذ من هذا لأَنه إِذا أَراد قضاء الحاجة استتر بنَجْوةٍ من الأَرض؛ قال عبيد: فَمَنْ بِنَجْوَتِه كمَنْ بِعَقْوته، والمُستَكِنُّ كمَنْ يَمْشِي بقِرواحِ ابن الأَعرابي: بَيْني وبين فلان نَجاوةٌ من الأَرض أَي سَعة. الفراء: نَجَوْتُ الدَّواءَ شَربته، وقال: إِنما كنت أَسمع من الدواء ما أَنْجَيْته، ونَجَوْتُ الجِلد وأَنْجَيْتُه. ابن الأَعرابي: أَنْجاني الدَّواءُ أَقْعدَني.
ونَجا فلان يَنْجُو إِذا أَحْدَث ذَنْباً أَو غير ذلك.
ونَجاهُ نَجْواً ونَجْوى: سارَّه.
والنَّجْوى والنَّجِيُّ: السِّرُّ.
والنَّجْوُ: السِّرُّ بين اثنين، يقال: نَجَوْتُه نَجْواً أَي سارَرْته، وكذلك ناجَيْتُه، والاسم النَّجْوى؛ وقال: فبِتُّ أَنْجُو بها نَفْساً تُكَلِّفُني ما لا يَهُمُّ به الجَثَّامةُ الوَرَعُ وفي التنزيل العزيز: وإِذ هُم نَجْوَى؛ فجعلهم هم النَّجْوى، وإِنما النَّجْوى فِعلهم، كما تقول قوم رِضاً، وإِنما رِضاً فِعْلهم.
والنَّجِيُّ، على فَعِيل: الذي تُسارُّه، والجمع الأَنْجِيَة. قال الأَخفش: وقد يكون النَّجِيُّ جَماعة مثل الصدِيق، قال الله تعالى: خَلَصُوا نَجِيّاً. قال الفراء: وقد يكون النَّجِيُّ والنَّجْوى اسماً ومصدراً.
وفي حديث الدُّعاء: اللهم بمُحمد نبيِّك وبمُوسى نَجِيَّك؛ هو المُناجِي المُخاطِب للإِنسان والمحدِّث له، وقد تنَاجَيا مُناجاة وانْتِجاء.
وفي الحديث: لا يَتناجى اثنان دون الثالث، وفي رواية: لا يَنْتَجِي اثنان دون صاحبهما أَي لا يَتَسارَران مُنْفَردَيْن عنه لأَن ذلك يَسوءُه.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: دعاهُ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، يومَ الطائف فانْتَجاه فقال الناسُ: لقد طالَ نَجْواهُ فقال: ما انْتَجَيْتُه ولكنَّ اللهَ انْتَجاه أَي أَمَرَني أَن أُناجِيه.
وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: قيل له ما سمعت من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في النَّجْوى؟ يُريد مناجاةَ الله تعالى للعبد يوم القيامة.
وفي حديث الشعبي: إِذا عَظُمت الحَلْقة فهي بِذاء ونِجاء أَي مُناجاة، يعني يكثر فيها ذلك.
والنَّجْوى والنَّجِيُّ: المُتسارُّون.
وفي التنزيل العزيز: وإِذ هم نَجْوى؛ قال: هذا في معنى المصدر، وإِذْ هم ذوو نَجْوى، والنَّجْوى اسم للمصدر.
وقوله تعالى: ما يكون من نَجْوى ثلاثة؛ يكون على الصفة والإِضافة.
وناجى الرجلَ مُناجاةً ونِجاءً: سارَّه.
وانْتَجى القومُ وتَناجَوْا: تَسارُّوا؛ وأَنشد ابن بري:قالت جَواري الحَيِّ لَمَّا جِينا، وهنَّ يَلْعَبْنَ ويَنْتَجِينا: ما لِمَطايا القَوْمِ قد وَجِينا؟والنَّجِيُّ: المُتناجون.
وفلان نجِيُّ فلان أَي يناجيه دون من سواه.
وفي التزيل العزيز: فلما استَيْأَسُوا منه خَلَصُوا نَجِيّاً؛ أَي اعتزلوا مُتَناجين، والجمع أَنْجِيةٌ؛ قال: وما نَطَقُوا بأَنْجِيةِ الخُصومِ وقال سُحَيْم بن وَثِيل اليَرْبُوعِي: إِني إِذا ما القَوْمُ كانوا أَنْجِيَهْ، واضْطرب القَوْمُ اضْطرابَ الأَرْشِيَهْ، هُناكِ أَوْصِيني ولا تُوصي بِيَهْ قال ابن بري: حكى القاضي الجرجاني عن الأَصمعي وغيره أَنه يصف قوماً أَتعبهم السير والسفر، فرقدوا على رِكابهم واضطربوا عليها وشُدَّ بعضهم على ناقته حِذارَ سقوطه من عليها، وقيل: إِنما ضربه مثلاً لنزول الأَمر المهمّ، وبخط علي بن حمزة: هُناكِ، بكسر الكاف، وبخطه أَيضاً: أَوْصِيني ولا تُوصِي، بإِثبات الياء، لأَنه يخاطب مؤنثاً؛ وروي عن أَبي العباس أَنه يرويه: واخْتَلَفَ القومُ اخْتلافَ الأَرْشِيَهْ قال: وهو الأَشهر في الرواية؛ وروي أَيضاً: والتَبَسَ القومُ التِباسَ الأرشيه ورواه الزجاج: واختلف القول؛ وأَنشد ابن بري لسحيم أَيضاً: قالتْ نِساؤُهم، والقومُ أَنْجيةٌ يُعْدَى عليها، كما يُعْدى على النّعَمِ قال أَبو إِسحق: نجِيُّ لفظ واحد في معنى جميع، وكذلك قوله تعالى: وإِذ هم نَجْوَى؛ ويجوز: قومٌ نَجِيٌّ وقومٌ أَنْجِيةٌ وقومٌ نَجْوى.
وانْتَجاه إِذا اختصَّه بمُناجاته.
ونَجَوْتُ الرجل أَنْجُوه إِذا ناجَيْتَه.
وفي التنزيل العزيز: لا خَيْرَ في كثير من نَجْواهم؛ قال أَبو إِسحق: معنى النَّجْوى في الكلام ما يَنْفَرِد به الجماعة والاثنان، سِرّاً كان أَو ظاهراً؛ وقوله أَنشده ثعلب: يَخْرُجْنَ منْ نَجِيِّه للشاطي فسره فقال: نجِيُّه هنا صوته، وإِنما يصف حادياً سَوَّاقاً مُصَوِّتاً.
ونَجاه: نكَهه.
ونجوْت فلاناً إِذا استَنْكَهْته؛ قال: نَجَوْتُ مُجالِداً، فوَجَدْتُ منه كريح الكلب ماتَ حَديثَ عَهْدِ فقُلْتُ له: مَتى استَحْدَثْتَ هذا؟ فقال: أَصابَني في جَوْفِ مَهْدي وروى الفراء أَن الكسائي أَنشده: أَقولُ لِصاحِبَيَّ وقد بَدا لي مَعالمُ مِنْهُما، وهُما نَجِيَّا أَراد نَجِيَّانِ فحذف النون؛ قال الفراء: أَي هما بموضع نَجْوَى، فنصب نَجِيّاً على مذهب الصفة.
وأَنْجَت النخلة فأَجْنَتْ؛ حكاه أَبو حنيفة.
واستَنْجى الناسُ في كل وجه: أَصابُوا الرُّطب، وقيل: أَكلوا الرطب. قال: وقال غير الأَصمعي كل اجْتِناءٍ استِنْجاءٌ، يقال: نَجوْتُك إِياه؛ وأَنشد: ولقَدْ نَجَوْتُك أَكْمُؤاً وعَساقِلاً، ولقد نَهَيْتُك عن بَناتِ الأَوْبَرِ والرواية المعروفة جَنيْتُك، وهو مذكور في موضعه.
والنُّجَواءُ: التَّمَطِّي مثل المُطَواء؛ وقال شبيب بن البرْصاء: وهَمٌّ تأْخُذُ النجَواء مِنه، يُعَلُّ بصالِبٍ أَو بالمُلالِ قال ابن بري: صوابه النُّحَواء، بحاء غير معجمة، وهي الرِّعْدة، قال: وكذلك ذكره ابن السكيت عن أَبي عمرو بن العلاء وابن ولاَّد وأَبو عمرو الشيباني وغيره، والمُلالُ: حرارة الحمَّى التي ليست بصالبٍ، وقال المُهَلَّبي: يروى يُعَكُّ بصالِبٍ.
وناجِيةُ: اسم.
وبنو ناجيةَ: قبيلة؛ حكاها سيبويه. الجوهري: بنو ناجيةَ قوم من العرب، والنسبة إِليهم ناجِيٌّ، حذف منه الهاء والياء، والله أَعلم.

الدَّعْسُ (القاموس المحيط) [4]


الدَّعْسُ، كالمَنْعِ: حَشْوُ الوِعاء، وشِدَّةُ الوَطْءِ، وكالدَّحْسِ في السَّلْخِ، والأثَرُ، والطَّعْنُ،
كالتَّدْعِيسِ.
وطريقٌ دَعْسٌ: كثيرُ الآثارِ، وبالكسر: القُطْنُ، ولُغَةٌ في الدِّعْصِ.
والمِدْعَاسُ: فَرَسُ الأقْرَعِ بنِ حابِسٍ، رضي اللّهُ تعالى عنه، والرُّمْحُ الذي لا يَنْثَنِي، والطريقُ لَيَّنَتْهُ المارَّةُ،
كالمِدْعَسِ، وهو الرُّمْحُ يُدْعَسُ به، والطَّعَّانُ.
وكمَقْعَدٍ: المَطْمَعُ، والجِمَاعُ.
والمُدَّعَسُ، كمُدَّخَرٍ: مُخْتَبَزُ القَوْمِ في البادِيَةِ، وحَيْثُ تُوضَعُ المَلَّةُ، ويُشْوَى اللَّحْمُ.
والمُدَاعَسَةُ: المُطَاعَنَةُ.
ورجُلٌ دَعوسٌ عَطوسٌ: مِقْدَامٌ.

ع - ف - ع - ف (جمهرة اللغة) [3]


واستُعمل من معكوسه: الفَعْفَعَة، وهو زجر من زجر الغنم. قال الراجز: مِثْليَ لا يُحْسِن قولًا فعْفَع ... والشاةُ لا تمشي على الهَمَلَّع الهَمَلَّع: الذئب. وقوله: لا تمشي، أي لا تَنْمي مع الذئب. يقال: مشى الرجلُ وأمشى، إذا كثرت ماشيته، لغتان فصيحتان. وفي التنزيل: " أنِ امْشُوا واصْبِروا على آلهتكم " ، كأنه دعاء لهم بالنَّماء، واللّه أعلم. قال الشاعر: وكل فتىً وإن أثْرَى وأمشَى ... ستَخْلِجُه عن الدُنيا مَنُونُ ورجل فعْفَع وفَعْفَعان وفَعْفَعانيّ: حديد اللسان. والفَعْفَعانيّ: القصّاب في لغة هذيل. وفَعْفع القصَابُ جلدَ الشاة، إذا أساء سَلْخَها.

الحِرْصُ (القاموس المحيط) [3]


الحِرْصُ، بالكسر: الجَشَعُ، وقد حَرَصَ، كضَرَبَ وسمِعَ، فَهو حَريصٌ من حُرَّاصٍ وحُرَصاءَ.
والحَرَصةُ، محرَّكةً: مُسْتَقِرُّ وسَطِ كلِّ شيءٍ.
والحارِصةُ: السَّحابَةُ تَقْشِرُ وجْهَ الأرضِ بِمَطَرِها، كالحَريصةِ، والشَّجَّةُ تَشُقُّ الجِلْدَ قليلاً،
كالحَرْصةِ، بالفتح،
والحَرْصُ: الشَّقُّ، وثَوْبٌ حَريصٌ.
والحَرْصةُ: تَفَرُّقُ الشُّخْبِ في الإِناءِ لاِتِّساعِ خَرْقٍ في الطُّبيِ، من جَرْحٍ يَحْصُلُ من الصِّرارِ.
والحِرْصِيانُ، بالكسر: باطِنُ جِلْدِ البَطْنِ، وباطِنُ جِلْدِ الفيلِ، وجِلْدَةٌ حَمْراءُ تُقْشَرُ بعدَ السَّلْخِ
ج: حِرْصِياناتُ، فِعلِيانٌ،
من الحَرْصِ: القَشْرِ.
وحُرِصَ المَرْعَى، كعُنِي: لم يُتْرَكْ منه شيءٌ.
وإنه لَيَتَحَرَّصُ غَداءَهُم وعَشاءَهُم: يَتَحَيَّنُهُما.
واحْتَرَصَ: حَرَصَ، وجَهِدَ.

الحَوْسُ (القاموس المحيط) [3]


الحَوْسُ: الجَوْسُ، وسَحْبُ الذَّيْلِ، والكَشْطُ في سَلْخِ الإِهابِ أوَّلاً فَأَوَّلاً.
وتَرَكْتُ فُلاناً حَوْسَ بني فُلانٍ، أي: يَتَخَلَّلُهُمْ، ويَطْلُبُ فيهم.
وإنَّهُ لحَوَّاسٌ غَوَّاسٌ: طَلاَّبٌ باللَّيْلِ.
والخُطوبُ الحُوَّسُ، كرُكَّعِ: الأمورُ تَنْزِلُ بالقومِ فَتَغْشَاهُمْ، وتَتَخَلَّلُ دِيارَهم.
والحَوْساءُ: الناقةُ الكثيرةُ الأَكْلِ، والشديدةُ النَّفْسِ.
وإبِلٌ حُوسٌ، بالضم: بَطيآتُ التَّحَرُّكِ من مَرْعاها.
والأَحْوَسُ: الجَريءُ، والذِّئْبُ.
والحُواسَةُ، بالضم: القَرابَةُ،
كالحُوَيْساءِ، والطَّلِبَةُ بالدمِ، والغارَةُ، والجَماعةُ من الناسِ المُخْتَلِطَةُ، ومُجْتَمَعُهُمْ.
والحُواساتُ، بالضم: الإِبِلُ المُجْتَمِعَةُ، والكثيراتُ الأَكْلِ.
والتَّحَوُّسُ: التَّشَجُّعُ، والتَّوَجُّعُ للشيءِ، والإِقامةُ مع إرادَةِ السَّفَرِ.
وحَوْسَى، كسَكْرَى: الإِبِلُ الكثيرَةُ.
وما زالَ يَسْتَحْوِسُ، أي: يَتَحَبَّسُ، ويُبْطِئُ.

نَخَعَ (القاموس المحيط) [3]


نَخَعَ لِي بحَقِّي، كمنَع: أقَرَّ،
و~ الشاةَ: سَلَخَها، ثم وَجَأها في نَحْرِها ليَخْرُجَ دَمُ القَلْبِ،
و~ الذَّبيحةَ: جاوزَ مُنْتَهَى الذَّبْحِ فأصابَ نُخاعَها،
و~ فلاناً الوُدَّ والنصيحةَ: أخْلَصَهُما له.
والناخِعُ: العالِمُ.
والنُّخاعةُ، بالضم: النُّخامةُ، أو ما يَخْرُجُ من الصَّدْرِ، أو ما يَخْرُجُ من الخَيْشُومِ.
والنُّخاعُ، مُثَلَّثَةً: الخَيْطُ الأبيَضُ في جَوْفِ الفَقارِ، يَنْحَدِرُ من الدِماغِ، وتَتَشَعَّبُ منه شُعَبٌ في الجِسمِ.
وأنْخَعُ الأسماءِ، أي: أذَلُّها وأقْهَرُها.
وكمَقْعَدٍ: مَفْصِلُ الفَهْقَةِ بين العُنُق والرأسِ.
وكيَمْنَعُ: ع.
ونَخِعَ العُودُ، كفرِحَ: جَرَى فيه الماءُ.
والنَّخَعُ، محرَّكةً: قبيلةٌ باليَمنِ، وهو ابنُ عَمْرِو بنِ عُلَةَ بنِ جَلْدِ . . . أكمل المادة ابنِ مالِك بن أُدَدٍ.
وتَنَخَّعَ: رَمَى نُخامَتَه.
وانْتَخَعَ السحابُ: قاءَ ما فيه من المَطَرِ،
كتَنَخَّعَ،
و~ الرجلُ عن أرْضِه: بَعُدَ.

الْهلَال (المعجم الوسيط) [3]


 أول الْمَطَر الْهلَال:  الْهلَال وغرة الْقَمَر إِلَى سبع لَيَال من الشَّهْر وَالْقَمَر فِي أَوَاخِر الشَّهْر من لَيْلَة السَّادِس وَالْعِشْرين مِنْهُ إِلَى آخِره وَالْمَاء الْقَلِيل فِي أَسْفَل الْبِئْر والدفعة من الْمَطَر وَالْغُبَار والجمل المهزول وَالْحِجَارَة المرصوفة والحية أَو ذكر الْحَيَّات أَو سلخها وَالشَّيْء كالهلال فِي حسن طلعته كالغلام الْحسن الْوَجْه أَو فِي شكله كالبياض فِي أصل الأظافر وطرف الرَّحَى إِذا تكسر والحديدة أَو الْخَشَبَة تضم بَين شقي الرحل والسنان لَهُ شعبتان يصاد بِهِ الْوَحْش وسمة للدواب هلالية الشكل والقطعة من الْخبز أَو الْبِطِّيخ تكون على هَيْئَة الْهلَال وشعار لبَعض الدول الإسلامية مُنْذُ دولة بني عُثْمَان وَهُوَ شعار إسلامي يُقَابل شعار . . . أكمل المادة الصَّلِيب عِنْد الدول المسيحية (محدثة) (ج) أهلة 

القَوْبُ (القاموس المحيط) [3]


القَوْبُ: حَفْرُ الأرضِ،
كالتَّقْويبِ، وفَلْقُ الطَّيْرِ بَيْضَهُ، وبالضم: الفَرْخُ،
كالقائِبَةِ والقابَةِ،
ج: أقْوابٌ.
و"تَخَلَّصَتْ قائِبَةٌ من قُوبٍ"، أو قابَةٌ من قُوبٍ، أي: بَيْضَةُ من فَرْخٍ، يُضْرَبُ لمَنِ انْفَصَلَ من صاحِبِه،
والمُتَقَوِّبُ: المُتَقَشِّرُ، والذي سَلَخَ جِلْدَه من الحَيَّاتِ، ومَنْ تَقَلَّعَ عن جِلْدِهِ الجَرَبُ، وانْحَلَقَ شَعَرُهُ، وهي القُوْبَةُ والقُوَبَةُ والقُوْباءُ والقُوَباءُ.
وقَوَّبَه تَقْويباً: قَلَعَهُ فَتَقَوَّبَ.
والقُوْبَاءُ والقُوَبَاءُ: الذي يَظْهَرُ في الجَسَدِ، ويَخْرُجُ عليه، وليس فُعْلاءُ ساكِنةَ العَيْنِ غيرَها والخُشَّاءِ.
والقُوبِيُّ: المُوْلَعُ بأَكْلِ الفِراخِ.
وأُمُّ قُوبٍ: الدَّاهِيَةُ.
والقُوَبُ، كصُرَدٍ: قُشُورُ البَيْضِ.
وكهُمَزَةٍ: المُقيمُ الثَّابتُ الدَّارِ.
والقابُ: ما بينَ المَقْبِضِ والسِّيَةِ، ولكُلِّ قَوْسٍ قابانِ، والمِقْدارُ،
كالقِيبِ.
وقابَ: هَرَبَ، وقَرُبَ، ضِدُّ.
واقْتَابَهُ: اخْتاره.
. . . أكمل المادة وقَوَّبْتُ الأرضَ: أثَّرْتُ فيها.
وتَقَوَّبَتِ البَيْضةُ: انْقابَتْ.

المَلِيعُ (القاموس المحيط) [3]


المَلِيعُ، كأميرٍ: الأرضُ الواسعةُ، أو التي لا نَباتَ بها، أو البعيدةُ المُسْتَوِيَةُ ؟؟ ذاهِبٌ في الأرضِ ضَيِّقٌ، قَعْرُهُ أقَلُّ من قامَةٍ، ثم لا يَلْبَثُ أن يَنْقَطِعَ، ثم يَضْمَحِلَّ، وإنما يكونُ فيما اسْتَوَى من الصَّحارِي ومُتُونِ الأرضِ،
ج: مُلُعٌ، ككُتُبٍ،
و~ : الناقَةُ والفَرَسُ السَّريعتانِ،
كالمَيْلَعِ، وبِلا لامٍ: اسْمُ طَريقٍ.
والمَيْلَعُ: الطويلُ، والمُتَحَرِّكَ هكذا وهكذا، وبِلا لامٍ: اسمُ ناقةٍ.
والمَلاعُ، كسَحابٍ: المَفازَةُ لا نَباتَ بها.
وكقَطامِ وكسَحابٍ، وقد يُمْنَعُ: أرضٌ أُضِيفَتْ إليها عُقابٌ في قَوْلِهِم: أوْدَتْ بِهِم عُقابُ مَلاعٍ، أو مَلاعٌ من نَعْتِ العُقاب، أو عُقابُ مَلاعٍ: هي العُقَيِّبُ التي تَصيدُ الجُرْذانَ، فارِسِيَّتُهُ: مُوشْ خُوار.
. . . أكمل المادة وهُم عليه مَلْعٌ واحِدٌ: تَجَمَّعُوا عليه بالعَداوَةِ.
وأمْلَعَتِ الناقةُ،
وامْتَلَعَتْ: مَرَّتْ مُسْرِعَةٌ، أو هُما سُرْعَةُ عَنَقِها.
ومَلَعَ الشاةَ، كمنَعَ: سَلَخَها من قِبَلِ عُنُقِها،
كامْتَلَعَها.
وامْتَلَعَه: اخْتَلَسَه.

النَّجْلُ (القاموس المحيط) [2]


النَّجْلُ: الوَلَدُ، والوالِدُ، ضِدٌّ، والرَّمْيُ بالشيءِ، والعَمَلُ، والجَمْعُ الكثيرُ، والسَّيْرُ الشَّديدُ، والمَحَجَّةُ، ومَحْوُ الصَّبِيِّ لَوْحَهُ، والطَّعْنُ، والشَّقُّ، والنَّزُّ يَخْرُج من الأَرْضِ ومن الوادي،
واسْتَنْجَلَتِ الأَرْضُ: كَثُرَ نَجْلُهَا، والماءُ السائِلُ،
وبالضم: ة أسْفَلَ صُفَيْنَةَ، وبالتحريكِ: سَعَةُ العَيْنِ.
نَجِلَ، كَفَرِحَ،
فهو أنْجَلُ ج: نُجْلٌ ونِجَالٌ.
ونَقَّالو الجَعْوِ لِطينِ اللَّبِنِ.
والأَنْجَلُ: الواسِعُ العَرِيضُ الطَّويلُ.
ونَجَلَهُ أبوهُ: وَلَدَهُ،
و~ الإِهابَ: شَقَّهُ عن عرقوبَيْه ثم سَلَخَهُ،
و~ فُلاناً: ضَرَبَهُ بِمُقَدَّمِ رِجْلِهِ،
و~ الأرْضُ: اخْضَرَّتْ،
و~ الناسَ: شارَّهُمْ،
و~ الشيءَ: أظْهَرَهُ.
والناجِلُ: الكَريمُ النَّسْلِ.
وكمنْبَرٍ: حَديدَةٌ يُقْضَبُ بها الزَّرْعُ، والواسِعُ الجُرْح من الأَسِنَّة، . . . أكمل المادة والزَّرْعُ المُلْتَفُّ، والرَّجُلُ الكَثيرُ الوَلَدِ، والبَعِيرُ الذي يَنْجُلُ الكَمْأَةَ بخُفِّهِ، وشيءٌ تُمْحَى به ألواحُ الصِّبْيَانِ.
وكَمَقْعَدٍ: جَبَلٌ.
والإِنْجيلُ ويُفْتَحُ ويُؤَنَّثُ: كِتابُ عيسَى عليه السلامُ.
وتَناجَلوا: تَنازَعوا.
وانتَجَلَ الأَمْرُ: اسْتَبَانَ، ومَضَى.
والنَّجيلُ، كأميرٍ: ضَرْبٌ من الحَمْضِ، أَو ما تَكَسَّرَ من وَرَقِهِ
ج: نُجُلٌ.
وأنْجَلَ دابَّتَهُ: أرْسَلَها فيه.
وكزُبَيْرٍ: ع بالمَدِينَةِ، أَو من أعْراضِ يَنْبُعَ.
وكأميرٍ: قاعٌ قُرْبَ المَسْلَحِ.
وكجُهَيْنَةَ: ماء بوادي النَّشْناشِ بين اليمَامَةِ وضَرِيَّةَ.
وانْتَجَلَ: صَفَّى ماءَ النَّجْلِ من أصْلِ حائِطِهِ.
ومَناجِلُ: ع.

جلد (مقاييس اللغة) [3]



الجيم واللام والدال أصلٌ واحد وهو يدلُّ على قوّةٍ وصلابة. فالجِلْدُ معروفٌ، وهو أقوى وأصلَبُ ممّا تحته من اللحم.
والجَلَد صلابة الجِلد.
والأجلاد: الجسم؛ يقال لجِسم الرّجُل أجلادُهُ وتجاليده.
والمِجْلَد: جِلدٌ يكون مع النّادبة تضرِب [به] وجْهَها عند المناحة. قال:
خرجْنَ جريراتٍ وأبدَيْنَ مِجْلَداً      وجالَتْ عليهن المكتَّبةُ الصُّفْرُ

والجَلَدُ فيه قولان: أحدهما أن يُسلخ جِلدُ البعير وغيرُه فيُلْبَسُهُ غَيرَه من الدّوابّ. قال:والقول الثاني أن يُحشَى جِلد الحُِوار ثُماماً أو غيرَه، وتُعطَفَ عليه أمُّه فتَرأمَه.
وقال العجّاج:
وقد أُراني للغَواني مِصْيَدا      مُلاوَةً كأنَّ فَوقِي جَلَدَا

يقول: إنَّهنّ يرأمْنَني ويعطِفْن عليَّ كما تَرأمُ الناقة الجَلَد.وكان ابنُ الأعرابيّ يقول: الجِلْد والجَلَد واحد، كما يقال شِبْه وشَبَه.
وقال . . . أكمل المادة ابن السكيت: ليس هذا معروفاً.
ويقال جَلَّدَ الرّجُلُ جزوره إذا نَزَع عنها جِلدَها. لا يقال سَلَخَ جَزوره.
ويقال فرس مجلَّد إذا كان لا يجزع من ضرب السَّوط.
ويقال ناقةٌ ذات مجلودٍ إذا كانت قويّةً. قال:
مِن اللَّواتي إذا لانَتْ عريكتُها      يبقى لها بعدها آلٌ ومَجْلُودُ

ويقال إنّ الجَلَد من البُعْران الكبار لا صِـغارَ فيها.
والجَلَد: الأرض الغليظة الصلبة.
والجِلاد من الإبل تكون أقلَّ لبَناً من الخُور، الواحدة جلدة.

رقب (الصّحّاح في اللغة) [2]


الرقيبُ: الحافظُ.
والرقيبُ: المُنْتَظِرُ. تقول: رَقَبْتُ الشيءَ أَرْقُبُهُ رُقوباً، ورِقْبَةً ورِقْباناً بالكسر فيهما، إذا رَصَدْتَهُ.
والرقيبُ: المُوَكِّلُ بالضَريب.
ورقيبُ النَجْمِ: الذي يغيب بطلوعه، مثل الثُرَيَّا رَقيبُها الإكليلُ، إذا طَلَعَتِ الثُرَيَّا عِشاءً غاب الإكليلُ، وإذا طلع الإكليلُ عِشاءً غابت الثُرَيَّا.
والرقيبُ: الثالثُ من سِهام الميسر.
والمَرْقَبُ والمَرْقَبَةُ: الموضعُ المُشْرِفُ يرتفع عليه الرقيبُ.
وراقَبَ اللهَ في أمره، أي خافه.
والترَقُّبُ: الانتظار، وكذلك الارتقاب.
وأَرْقَبْتُهُ داراً أو أرضاً، إذا أعطَيته إياها فكانت للباقي منكما، وقلتَ: إن مُتُّ قبلك فهي لك وإن مُتَّ قبلي فهي لي.
والاسم منه الرُقْبى، وهي من المراقبة، لأنّ كل واحد منهما يرقب موت صاحبه.
والرَقَبَةُ: مؤخَّرُ أصلِ العنقِ؛ والجمع رَقَبُ ورَقَباتٌ ورِقابٌ.
ورَجُلٌ أَرْقَبُ بَيِّنُ الرَقَبِ، أي غليظ الرقبة؛ . . . أكمل المادة ورَقَبانيٌّ أيضاً على غير قياس.
والعرب تلقِّب العجم برقاب المزاود، لأنّهم حُمرٌ.
والرقَبة: المملوكُ.
والرَقوبُ: المرأة التي لا يعيش لها ولد.
وكذلك الرجل. قال الشاعر:
ولا كأَبينا عاشَ وهوَ رَقوبُ      فلم يَرَ خَلْقٌ قبلنا مِثْلَ أُمِّنـا

والرَقوبُ: المرأة التي تَرْقُبُ موتَ زوجها لِتَرِثّهُ.
والرَقوبُ من الإِبل: التي لا تدنو من الحوض مع الزِحامِ، وذلك لِكَرَمها.
والمُرَقّب: الجِلدُ الذي سُلِخَ من قِبَلَ رأسه ورقبته.
والرَقَّابَةُ: الرجل الوَغْد الذي يَرْقُبُ للقوم رَحْلَهُمْ إذا غابوا.

دَحَسَ (القاموس المحيط) [2]


دَحَسَ بينهم، كمنع: أفْسَدَ، وأدْخَلَ اليَدَ بَيْنَ جِلْدِ الشَّاةِ وصِفَاقِها لِلسَّلْخِ،
و~ الشيءَ: مَلأَهُ.
و~ السُّنْبُلُ: امْتَلأَتْ أكِمَّتُهُ من الحَبِّ،
كأدْحَسَ،
و~ بِرِجْلِهِ: دَحَصَ،
و~ الحديثَ: غَيَّبَهُ،
و~ بالشَّرِّ: دَسَّهُ من حيثُ لا يُعْلَمُ.
والدَّحْسُ: الزَّرْعُ إذا امتلأَ حَبّاً.
وداحِسٌ: فَرَسٌ لِقَيْسِ بنِ زُهَيْرٍ، ومنه: حَرْبُ دَاحِسٍ: تَرَاهَنَ قَيْسٌ وحُذَيْفَةُ بنُ بَدْرٍ على عِشرينَ بَعيراً، وجَعَلاَ الغايَةَ مِئةَ غَلْوَةٍ، والمِضْمَارَ أربَعِينَ لَيْلَةً. فأجْرَى قَيْسٌ داحِساً والغَبْراءَ، وحُذَيْفَةُ الخَطَّارَ والحَنْفَاءَ، فَوَضَعَتْ بَنُو فَزَارَةَ رَهْطُ حُذَيْفَةَ كَمِيناً في الطريقِ، فَرَدُّوا الغَبْراء، ولَطَموهَا، وكانَتْ سَابِقَةً. فَهَاجَتِ الحَرْبُ بينَ عَبْسٍ وذُبْيَانَ أربعينَ سنةً.
وسُمِّيَ داحِساً لأنَّ أُمَّهُ جَلْوَى الكُبْرَى مَرَّتْ بِذِي العُقَّالِ، . . . أكمل المادة وكان ذو العقال مع جارِيَتَيْنِ من الحَيِّ، فلما رأى جَلْوَى، وَدَى، فَضَحِكَ شَبَابٌ من الحَيِّ، فاسْتَحْيَتَا، فأرسَلَتَاهُ، فَنَزَا عليها، فَوافَقَ قَبُولَها، فَعَرَفَ حَوْطٌ صاحِبُ ذي العُقَّالِ ذلك، حِينَ رَأى عَيْنَ فَرَسِهِ وكان شِرِّيراً، فَطَلَبَ منهم ماء فَحْلِهِ. فلما عَظُمَ الخَطْبُ بينهم، قالوا له: دُونَكَ ماءَ فَرَسِكَ، فَسَطَا عليها حَوْطٌ، وَجَعَلَ يَدَهُ في ماء وتُرابٍ، فأدْخَلَ يَدَهُ في رحمها حتى ظَنَّ أنه قد أخرَجَ الماء.
واشْتَمَلَتِ الرَّحِمُ على ما فيها، فَنَتَجَها قِرْواشٌ مُهْراً، فَسُمِّيَ داحِساً من ذلك، وخَرَجَ كأنه ذو العُقَّالِ أبوهُ، وضُرِبَ به المَثَلُ، فقيل: "أشْأمُ من داحِسٍ".
والدَّحَّاسُ، كرُمَّانٍ وشَدادٍ: دُوَيبَّةٌ صَفْراءُ، تَشُدُّها الصِّبْيَانُ في الفِخَاخِ لِصَيْدِ العَصَافِيرِ.
والداحِسُ والداحُوسُ: قَرْحَةٌ، أو بَثْرَةٌ تَظْهَرُ بَيْنَ الظُّفُرِ واللحْمِ، فَيَنْقَلِعُ منها الظُّفُرُ.
والإِصْبَعُ مَدْحُوسَةٌ.
وبيتٌ مَدْحُوسٌ ودِحَاسٌ، بالكسر: ممْلُوءٌ كثيرُ الأهْلِ.
والدَّيْحَسُ: الكثيرُ من كلِّ شيءٍ.

سبأ (العباب الزاخر) [3]


سَبَأْتُ الخمر سَبْأً ومَسْبَأً: إذا اشتريتها لِتشربها، قال إبراهيم بن علي ابن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة:
كأساً بِفِيْها صَهْباءَ مُعْـرَقةً      يَغْلُو بأيدي التِّجَارِ مَسْبَؤُها


أي: إنها من جَودتها يغلو اشتراؤها، ولا يقال ذلك إلاّ في الخمر خاصة، والاسم السِّبَاء مثال الكساء، ومنه سُمِّيت الخمر سِبِيْئَةً، قال حسان بن ثابت -رضي الله عنه-:
على أنْيابِها أو طَعْمَ غَضٍّ      من التُّفّاحِ هَصَّرَهُ اجْتِناءُ


ويُروى: كأنَّ خَبيْئةً.
ويسمون الخمّار: السَّبّاء، فأما إذا اشتريتها لتحملها إلى بلد آخر قلت: سَبَيْتُ الخمر؛ بلا همز. وسَبَأَ على يمين كاذبة: إذا مرَّ عليها غير مُكترث. وسَبَأْتُ الرجل: جَلَدْتُه. أبو زيد: سَبَأْتُه بالنار: أحرقته.
وسَبَأْتُه: صافحته. وسَبَأُ بن يشجب بن . . . أكمل المادة يعرب بن قحطان ولد عامة قبائل اليمن، وقال ابن دريد في كتاب الاشتقاق: سَبَأٌ لقب واسمه عبد شمس.
وقال الزجاج في قوله تعالى: (وجِئْتُك من سَبَأ) هي مدينة تعرف بمأرب من صنعاء على مسيرة ثلاث ليال، فمن لم يصرف فلأنه اسم مدينة، ومن صرف فلأنه اسم للبلد فيكون مُذكرا سمي به مُذكر. والسَّبَئيَّةُ: من الغلاة؛ يُنسبون إلى عبد الله بن سبأ. والمَسْبَأُ: الطريق. وسَبِيءُ الحية وسَبِيُّها: سِلْخُها. وقال ابن الأعرابي: يقال إنك تريد سُبْأة -بالضم-: أي إنك تريد سفرا بعيدا، سميت سُبْأَةً لأن الإنسان إذا طال سفره سَبَأَتْه الشمس ولَوَّحَتْه.
وإذا كان السفر قريباً قيل: تريد سُرْبَةً. ويقال: أسْبَأْتُ لأمر الله؛ وذلك إذا أخْبَتَ له قلبك. واسْتَبَأْتُ الخمر: مثل سَبَأْتُها.
وأنْسَبَأَ الجلد: انسلخ.

غلل (لسان العرب) [4]


الغُلُّ والغُلّة والغَلَلُ والغَلِيلُ، كله: شدّة العطش وحرارته، قلَّ أَو كثر؛ رجل مَغْلول وغَلِيل ومُغْتَلّ بيّن الغُلّة.
وبعير غالٌّ وغَلاَّنُ، بالفتح: عطشان شديد العطش. غُلَّ يُغَلٌّ غَلَلاً، فهو مَغْلول، على ما لم يسم فاعله؛ ابن سيده: غَلَّ يَغَلّ غُلّة واغْتَلّ، وربما سميت حرارة الحزن والحبّ غَلِيلاً.
وأَغَلّ إِبلَه: أَساءَ سَقْيَها فصدَرَت ولم تَرْوَ.
وغَلَّ البعيرُ أَيضاً يَغَلُّ غُلّة إِذا لم يَقْضِ رِيَّه. أَبو عبيد عن أَبي زيد: أَعْلَلْتُ الإِبلَ إِذا أَصْدَرْتها ولم تروها فهي عالَّة، بالعين غير معجمة؛ قال أَبو منصور: هذا تصحيف والصواب أَغْلَلْت الإِبل إِذا أَصدرتها ولم تروها، بالغين، من الغُلَّة وهي حرارة العطش، وهي إِبل غالَّة؛ وقال نصر . . . أكمل المادة الرازي: إِذا صدَرَت الإِبلُ عِطاشاً قلت صدرت غالَّة وغَوالَّ، وقد أَغْلَلْتَها أَنت إِغْلالاً إِذا أَسَأْتَ سَقْيَها فأَصدرتها ولم تروها وصدرت غَوالَّ، الواحدة غالَّة؛ وكأَن الراوي عن أَبي عبيد غلط في روايته.
والغَلِيلُ: حَرُّ الجوف لَوْحاً وامْتِعاضاً.
والغِلُّ، بالكسر، والغَلِيلُ: الغِشُّ والعَداوة والضِّغْنُ والحقْد والحسد.
وفي التنزيل العزيز: ونزعنا ما في صدورهم من غِلٍّ ؛ قال الزجاج: حقيقته، والله أَعلم، أَنه لا يَحْسُدُ بعض أَهل الجنة بعضاً في عُلُوِّ المرتبة لأَن الحسد غِلٌّ وهو أَيضاً كَدر، والجنة مبرّأَة من ذلك، غَلَّ صدرُه يَغِلُّ، بالكسر، غِلاًّ إِذا كان ذا غِشٍّ أَو ضِغْن وحقد.
ورجل مُغِلٌّ: مُضِبٌّ على حقد وغِلٍّ.
وغَلَّ يَغُلُّ غُلولاً وأَغَلَّ: خانَ؛ قال النمر: جزَى اللهُ عنَّا حَمْزة ابنة نَوْفَلٍ جزاءَ مُغِلٍّ بالأَمانةِ كاذبِ وخص بعضهم به الخون في الفَيء والمَغْنم.
وأَغَلَّه: خَوّنه.
وفي التنزيل العزيز: وما كان لنبي أَنْ يَغُلَّ؛ قال ابن السكيت: لم نسمع في المَغْنم إِلا غَلَّ غُلُولاً، وقرئ: وما كان لنبي أَن يُغَلَّ، فمن قرأَ يَغُلّ فمعناه يَخُون، ومن قرأَ يُغَلّ فهو يحتمل معنيين: أَحدهما يُخان يعني أَن يؤخذ من غنيمته، والآخر يخوَّن أَي ينسب إِلى الغُلول، وهي قراءة أَصحاب عبد الله، يريدون يسرَّق؛ قال أَبو العباس: جعل يُغَل بمعنى يُغَلَّل، قال: وكلام العرب على غير ذلك في فَعَّلْت وأَفْعَلْت، وأَفْعَلْت أَدخلت ذلك فيه، وفَعَّلْت كثَّرت ذلك فيه؛ وقال الفراء: جائز أَن يكون يُغَلّ من أَغْلَلْت بمعنى يُغَلَّل أَي يُخوَّن كقوله فإِنهم لا يكذِّبونك، وقال الزجاج: قُرِئا جميعاً أَن يَغُلّ وأَن يُغَلّ، فمن قال أَن يَغُل فالمعنى ما كان لنبيّ أَن يَخُون أُمّته، وتفسير ذلك أَن الغَنائم جمعها سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في غَزَاة فجاءه جماعة من المسلمين فقالوا: لا تقسم غنائمنا، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: لو أَفاء الله عليّ مثل أُحُد ذهباً ما منعتكم درهماً، أَترَوْنني أَغُلُّكم مَغْنَمكم؟ قال: ومن قرأَ أَن يُغَل فهو جائز على ضرْبين: أَحدهما ما كان لنبي أَن يَغُله أَصحابه أَي يخونوه، وجاء عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: لأَعْرِفَنّ أَحدكم يجيء يوم القيامة ومعه شاة قد غَلَّها، لها ثُغاءٌ، ثم قال أَدّوا الخِياطَ والمِخْيَط، والوجه الثاني أَن يكون يُغَل يخوَّن، وكان أَبو عمرو بن العَلاء ويونس يختاران: وما كان لنبي أَن يَغُل، قال يونس: كيف لا يُغَل؟ بلى ويقتل؛ وقال أَبو عبيد: الغُلول من المَغْنَم خاصة ولا نراه من الخيانة ولا من الحِقْد، ومما يبين ذلك أَنه يقال من الخيانة أَغَلّ يُغِلّ، ومن الحِقْد غَلّ يَغِلّ، بالكسر، ومن الغُلول غَلّ يَغُلّ، بالضم؛ قال ابن بري: قلّ أَن نجد في كلام العرب ما كان لفلان أَن يُضْرَب على أَن يكون الفعل مبنيّاً للمفعول، وإِنما نجده مبنيّاً للفاعل، كقولك ما كان لمؤمن أَن يَكْذِب، وما كان لنبي أَن يَخُون، وما كان لمُحرِم أَن يلبَس، قال: وبهذا تعلم صحة قراءة من قرأَ: وما كان لنبي أَن يَغُل، على إِسناد الفعل للفاعل دون المفعول؛ قال: والشاهد على قوله يُقال من الخيانة أَغَلَّ يُغِل قول الشاعر: حَدَّثْتَ نَفسَكَ بالوَفاء، ولم تكن للغَدْر خائنة مُعِلّ الإِصبع وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، أَمْلى في صُلْح الحُدَيْبية: أَن لا إِغْلال ولا إِسْلال؛ قال أَبو عبيد: الإِغْلال الخِيانة والإِسْلال السَّرِقة، وقيل: الإِغلال السرقة، أَي لا خيانة ولا سرقة، ويقال: لا رِشْوة. قال ابن الأَثير: وقد تكرر ذكر الغُلول في الحديث، وهو الخيانة في المَغْنم والسرقة من الغَنيمة؛ وكلُّ من خان في شيء خُفْية فقد غل، وسميت غُلولاً لأَن الأَيدي فيها مَغْلولة أَي ممنوعة مجعول فيها غُلّ، وهو الحديدة التي تجمع يد الأَسير إِلى عُنقه، ويقال لها جامِعَة أَيضاً، وأَحاديث الغُلول في الغنيمة كثيرة. أَبو عبيدة: رجل مُغِلّ مُسِلّ أَي صاحب خيانة وسَلَّةٍ؛ ومنه قول شريح: ليس على المُستعير غير المُغِلّ ولا على المُستودَع غير المُغِلّ ضَمان، إِذا لم يَخُن في العارِيَّة والوَدِيعة فلا ضمان عليه، من الإِغْلال الخِيانةِ، يعني الخائن، وقيل: المُغِل ههنا المُسْتَغِلّ وأَراد به القابض لأَنه بالقَبْض يكون مُسْتَغِلاًّ، قال ابن الأَثير: والأَوَّل الوَجْه؛ وقيل: الإِغْلال الخيانة والسرقة الخفيّة، والإِسْلال من سَلّ البعيرَ وغيرَه في جوف الليل إِذا انتزعه من الإِبل وهي السَّلَّة، وقيل: هو الغارة الظاهرة، يقال: غَلّ يَغُلّ وسَلّ يَسُلّ، فأَما أَغَلَّ وأَسَلَّ فمعناه صار ذا غُلول وسَلَّة، ويكون أَيضاً أَن يُعِينَ غيره عليهما، وقيل: الإِغْلال لُبْس الدُّروع، والإِسْلال سَلّ السيوف؛ وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: ثلاث لا يُغِل عليهنّ قلبُ مؤمن: إِخْلاصُ العمل لله، ومُناصَحة ذوي الأَمْر، ولزوم جماعة المسلمين فإِنَّ دعوتهم تُحيط من ورائهم؛ قيل: معنى قوله لا يُغِل عليهنّ قلب مؤمن أَي لا يكون معها في قلبه غَشّ ودَغَل ونِفاق، ولكن يكون معها الإِخلاص في ذات الله عز وجل، وروي: لا يَغِلّ ولا يُغِلّ، فمن قال يَغِلّ، بالفتح للياء وكسر الغين، فإِنه يجعل ذلك من الضَّغْن والغِلّ وهو الضِّغْن والشَّحْناء، أَي لا يدخله حِقْد يُزيله عن الحق، ومن قال يُغِل، بضم الياء، جعله من الخيانة؛ وأَما غَلَّ يَغُلّ غُلولاً فإِنه الخيانة في المَغْنَم خاصة، والإِغْلال: الخيانة في المَغانم وغيرها.
ويقال من الغِلّ: غَلّ يَغِلّ، ومن الغُلول: غَلّ يَغُلّ.
وقال الزجاج: غَلّ الرجلُ يَغُلّ إِذا خان لأَنه أَخْذ شيء في خَفاء، وكل من خان في شيء في خفاء فقد غَلّ يَغُلّ غُلولاً، وكل ما كان في هذا الباب راجع إِلى هذا، من ذلك الغالّ، وهو الوادي المطمئن الكثير الشجر، وجمعه غُلاَّن، ومن ذلك الغِلّ وهو الحِقْد الكامِن؛ وقال ابن الأَثير في تفسير لا يُغِلّ عليهنّ قلب مؤمن، قال: ويروى يَغِلُ، بالتخفيف، من الوُغول الدخول في الشيء، قال: والمعنى أَن هذه الخِلال الثلاث تُستصلَح بها القلوب، فمن تمسك بها طهُر قلبه من الدَّغَل والخيانة والشرّ، قال: وعليهنّ في موضع الحال تقديره لا يَغِلُ كائناً عليهن.
وفي حديث أَبي ذر: غَلَلْتم والله أَي خُنْتم في القول والعمل ولم تَصْدُقوه. ابن الأَعرابي في النوادر: غُلّ بصرُ فلان حاد عن الصواب من غَلَّ يَغِلُّ، وهو معنى قوله ثلاث لا يَغِلّ عليهن قلبُ امرئ أَي لا يحيد عن الصواب غاشًّا.
وأَغَلَّ الخطيب إِذا لم يصب في كلامه؛ قال أَبو وجزة: خُطباء لا خُرْق ولا غُلل، إِذا خطباء غيرهمُ أَغَلَّ شِرارُها وأَغَلَّ في الجِلْد: أَخذ بعض اللحم والإِهابَ. يقال: أَغْلَلْت الجلد إِذا سلخته وأَبقيت فيه شيئاً من الشَّحم، وأَغْلَلْت في الإِهاب سلخته فتركت على الجلد اللحم.
والغَلَل: اللحم الذي ترك على الإِهاب حين سلخ. الجازر في الإِهاب إِذا سلَخ فترك من اللحم ملتزِقاً بالإِهاب.
والغَلَل: داء في الإِحليل مثل الرَّفَقِ، وذلك أَن لا يَنْفُض الحالب الضَّرْع فيترك فيه شيئاً من اللبن فيعود دماً أَو خَرَطاً.
وغَلّ في الشيء يَغُلّ غُلولاً وانْغَلَّ وتَغَلَّل وتَغَلْغَلَ: دخل فيه، يكون ذلك في الجواهر والأَعراض؛ قال ذو الرمة يصف الثور والكِناس: يُحَفِّرُه عن كلِّ ساقٍ دَقِيقةٍ، وعن كل عِرْقٍ في الثَّرى مُتَغَلْغِل (* قوله «يحفره» هكذا في الأصل»).
وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود في العَرَض رواه ثعلب عن شيوخه: تَغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمةَ في فُؤادي، فَبادِيه مع الخافي يَسِيرُ وغَلَّه يَغُلّه غَلاًّ: أَدخله؛ قال ذو الرمة: غَلَلْت المَهَارى بينها كلّ ليلة، وبين الدُّجَى حتى أَراها تمزَّق وغَلَّه فانغَلّ أَي أَدخله فدخل؛ قال بعض العرب: ومنها ما يُغِلّ يعني من الكِباش أَي يُدْخِل قضيبه من غير أَن يرفع الأَلْية.
وغَلّ أَيضاً: دخل، يتعدّى ولا يتعدّى.
ويقال: غَلّ فلان المَفاوِز أَي دخلها وتوسّطها.
وغَلْغَله: كغَلَّه.
والغُلَّة: ما تواريت فيه؛ عن ابن الأَعرابي.
والغَلْغَلة: كالغَرْغَرة في معنى الكسر.
والغَلَلُ: الماء الذي يَتَغَلَّل بين الشجر، والجمع الأَغْلال؛ قال دُكين: يُنْجِيه مِنْ مِثْل حَمام الأَغْلال وَقْعُ يَدٍ عَجْلى، ورِجْلٍ شِمْلال ظَمْأَى النَّسا من تَحت رَيَّا مِن عال يقول: يُنْجي هذا الفرسَ من سِراع (* قوله «من سراع» عبارة الصحاح: من خيل سراع) في الغارة كالحَمام الواردة؛ وفي التهذيب قال: أَراد يُنْجي هذا الفرسَ من خيل مثل حمام يرد غَلَلاً من الماء وهو ما يجري في أُصول الشجر، وقيل: الغَلَل الماء الظاهر الجاري، وقيل: هو الظاهر على وجه الأَرض ظُهوراً قليلاً وليس له جِرْية فيخفى مرّة ويظهر مرة، وقيل: الغَلَل الماء الذي يجري بين الشجر؛ قال الحُوَيْدِرة: لَعِب السُّيُول به، فأَصبح ماؤه غَلَلاً يُقَطِّع في أُصول الخِرْوَع وقال أَبو حنيفة: الغَلَل السيل الضعيف يَسِيل من بطن الوادي أَو التِّلَع في الشجرَ وهو في بطن الوادي، وقيل: أَن يأْتي الشجر غَلَلٌ من قَبْل ضِعْفِه واتّباعِه كلَّ ما تَواطأَ من بطن الوادي فلا يكاد يرى ولا يتبع إِلاَّ الوَطاء.
وغَلَّ الماءُ بين الأَشجار إِذا جرى فيها يَغُلُّ، بالضم في جميع ذلك.
وتَغَلْغَل الماء في الشجر: تخلَّلها.
وقال أَبو سعيد: لا يذهب كلامُنا غَلَلاً أَي لا ينبغي أَن يَنْطوي عن الناس بل يجب أَن يظهر.
ويقال لعرق الشجر إِذا أَمعن في الأَرض غَلْغَلٌ، وجمعه غَلاغَلُ؛ قال كعب: وتَفْتَرّ عن غُرِّ الثَّنايا، كأَنها أَقاحيّ تُرْوى عن عُرُوق غُلاغِل والغِلالة: شِعار يلبَس تحت الثوب لأَنه يُتَغَلَّل فيها أَي يُدْخَل.
وفي التهذيب: الغِلالة الثوب الذي يلبس تحت الثياب أَو تحت دِرْع الحديد.
واغْتَلَلْت الثوبَ: لَبِسته تحت الثياب، ومنه الغَلَل الماء الذي يجري في أُصول الشجر.
وغَلَّلَ الغِلالة: لبسها تحت ثيابه؛ هذه عن ابن الأَعرابي.
والغُلَّة: الغِلالة، وقيل هي كالغِلالة تُغَلّ تحت الدِّرْع أَي تدخَل.
والغَلائل: الدرُوع، وقيل: بَطائن تلبَس تحت الدُّروع، وقيل: هي مَسامير الدُّروع التي تَجمع بين رؤوس الحَلَق لأَنها تُغَلّ فيها أَي تدخَل، واحدتها غَلِيلَة؛ وقول النابغة: عُلِينَ بِكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنّ كُرَّةً، فهنّ وِضاءٌ صافياتُ الغَلائِل (* في ديوان النابغة: القلائل بدل الغلائل، ولعل الصواب ما هنا). خَصّ الغَلائل بالصَّفاء لأَنها آخر ما يَصْدَأُ من الدُّروع، ومن جعلها البَطائن جعل الدُّروع نقيّة لم يُصْدِئن الغَلائل.
وغَلائل الدُّروع: مساميرها المُدخَلة فيها، الواحد غَلِيل؛ قال لبيد: وأَحْكَم أَضْغان القَتِير الغَلائِل وقال ابن السكيت في قوله فهنّ وِضاء صافيات الغَلائل، قال: الغِلالة المِسمار الذي يَجمع بين رأْسَي الحَلَقَة، وإِنما وَصف الغَلائل بالصَّفاء لأَنها أَسرع شيء صَدأَ من الدُّروع. ابن الأَعرابي: العُظْمَة والغِلالة والرُّفاعة والأُضْخُومَة والحَشِيّة الثوب الذي تشدّه المرأَة على عَجيزتها تحت إِزارها تضخّم به عجيزتها؛ وأَنشد: تَغْتال عَرْض النُّقْبة المُذالة، ولم تَنَطّقْها على غِلاله، إِلاَّ لحسْن الخَلْق والنَّباله قال ابن بري: وكذلك الغُلَّة، وجمعها غُلَل؛ قال الشاعر: كَفاها الشَّبابُ وتَقْوِيمُه، وحُسْن الرُّواءِ ولُبْسُ الغُلَلْ وغَلَّ الدهنَ في رأْسه: أَدخله في أُصول الشعر.
وغَلَّ شعرَه بالطيب: أَدخَله فيه.
وتَغَلَّل بالغالِية، شدد للكثرة، واغْتَلَّ وتَغَلْغَل: تَغَلَّف؛ أَبو صخر: سِراج الدُّجى تَغْتَلّ بالمِسْك طِفْلَة، فلا هي مِتْفال، ولا اللَّوْن أَكْهَب وغَلَّله بها.
وحكى اللحياني: تَغَلَّى بالغالِية، فإِما أَن يكون من لفظ الغالِية، وإِما أَن يكون أَراد تَغَلَّل فأَبدل من اللام الأَخيرة ياء، كما قالوا تظنَّيْت في تَظَنَّنْت، قال: والأَول أَقيس. غيره: ويقال تَغَلَّيْتٍّ من الغالية، وقال الفراء: يقال تَغَلَّلْت بالغالية، قال: وكل شيء أَلْصقته بجِلدك وأُصول شعرك فقد تَغَلَّلْته، قال: وتَغَلَّيْت مولّدة.
وقال أَبو نصر: سأَلت الأَصمعي هل يجوز تَغَلَّلْت من الغالِية؟ فقال: إِن أَردت أَنك أَدخلته في لحيتك أَو شارِبك فجائز. الليث: ويقال من الغالِية غَلَّلْت وغَلَّفْت وغَلَّيْت.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كنت أُغَلِّل لحيةَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالغالِية أَي أُلطّخها وأُلبِسها بها؛ قال ابن الأَثير: قال الفراء يقال تَغَلَّلْت بالغالِية ولا يقال تَغَلَّيْت، قال: وأَجازه الجوهري.
وفي حديث المخنَّث هِيتِ قال: إِذا قامت تَثَنَّتْ وإِذا تَكَلَّمَتْ تَغَنَّتْ، فقال له: قد تَغَلْغَلْت يا عدوّ الله الغَلْغَلَة: إِدخال الشيء في الشيء حتى يلتبِس به ويصير من جملته، أَي يلغْت بنظرك من محاسن هذه المرأَة حيث لا يبلغ ناظر ولا يَصِل واصِل ولا يَصِف واصِف.
وغَلَّ المرأَةَ: حَشاها، ولا يكون إِلاَّ من ضخم؛ حكاه ابن الأَعرابي. السلمي: غَشَّ له الخَنْجَر والسِّنَانَ وغَلَّه له أَي دَسَّه له وهو لا يشعر به.
والغُلاَّن، بالضم: مَنابت الطَّلْح، وهي أَودية غامضة في الأَرض ذات شجر، واحدها غالّ وغلِيلٌ.
وأَغَلَّ الوادي إِذا أَنبت الغُلاّن؛ قال أَبو حنيفة: هو بطن غامض في الأَرض، وقد انْغَلَّ.
والغالُّ: أَرض مطمئنة ذات شجر.
ومنابت السَّلَم والطَّلْح يقال لها غالّ من سَلَم، كما يقال عِيصٌ من سِدْر وقَصِيمة من غَضاً.
والغالّ: نبت، والجمع غُلاَّن، بالضم؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمة: وأَظْهَرَ في غُلاَّن رَقْدٍ وسَيْلُهُ عَلاجِيمُ، لا ضُحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ (* قوله «وأظهر في غلان رقد إلخ» تقدم هذا البيت في مادة ضحح ورقد وظهر على غير هذه الصورة والصواب ما هنا). أَظْهَرَ صار في وقت الظهيرة، وقيل: إِنه بمعنى ظهر مثل تَبِع وأَتْبَع؛ وقال مضرِّس الأَسدي: تَعَرُّضَ حَوْراء المَدافِع، تَرْتَعي تِلاعاً وغُلاَّناً سَوائل من رَمَمْ (* قوله «تعرض إلخ» قبله كما في ياقوت: ولم أنس من ربا غداة تعرضت * لنا دون أبواب الطراف من الادم) الغُلاَّن: بطون الأَودية، ورَمَم: موضع.
والغالَّة: ما ينقطع من ساحل البحر فيجتمع في موضع.
والغُلّ: جامِعة توضع في العُنق أَو اليد، والجمع أَغْلال لا يكسَّر على غير ذلك؛ ويقال: في رقبته غُلّ من حديد، وقد غُلّ بالغُلّ الجامِعة يُغَلّ بها، فهو مَغْلول.
وقوله عز وجل في صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ويَضَعُ عنهم إِصْرَهم والأَغْلال التي كانت عليهم؛ قال الزجاج: كان عليهم أَنه من قَتَل قُتِل لا يقبَل في ذلك دِيَة، وكان عليهم إِذا أَصاب جُلودهم شيء من البول أَن يقرِضوه، وكان عليهم أَن لا يَعلموا في السَّبْت؛ هذه الأَغلال التي كانت عليهم، وهذا على المَثل كما تقول جعلت هذا طَوْقاً في عُنقك وليس هناك طوق، وتأْويله ولَّيْتُك هذا وأَلزمتك القيام به فجعلت لزومه لك كالطَّوْق في عنُقك.
وقوله تعالى: إِذ الأَغْلال في أَعناقهم؛ أَراد بالأَغْلال الأَعمال التي هي كالأَغْلال، وهي أَيضاً مؤدِّية إِلى كون الأَغْلال في أَعناقهم يوم القيامة، لأَن قولك للرجل هذا غُلّ في عُنقك للشيء يعمله إِنما معناه أَنه لازم لك وأَنك مجازى عليه بالعذاب، وقد غَلَّه يَغُلّه.
وقوله تعالى وتقدَّس: إِنا جعلنا في أَعناقهم أَغْلالاً؛ هي الجَوامِع تجمَع أَيديهم إِلى أَعناقهم.
وغُلَّتْ يدُه إِلى عنُقه، وقد غُلّ، فهو مَغْلول.
وفي حديث الإِمارة: فكَّه عَدْله وغَلَّه جَوْره (* قوله «وغله جوره» هكذا في الأصل، والذي في النهاية: أو غله جوره) أَي جعل في يده وعنقه الغُلّ وهو القيد المختص بهما.
وقوله تعالى: وقالت اليهود يَدُ الله مَغْلولة، غُلَّت أَيديهم؛ قيل: ممنوعة عن الإِنفاق، وقيل: أَرادوا نعمتُه مقبوضة عنَّا، وقيل: معناه يَدُه مقبوضة عن عذابنا، وقيل: يدُ الله ممسكة عن الاتساع علينا.
وقوله تعالى: ولا تجعلْ يدَك مغْلولة إِلى عنُقك؛ تأْويله لا تُمْسِكها عن الإِنفاق، وقد غَلَّه يَغُلُّه.
وقولهم في المرأَة السَّيِّئة الخُلُق: غُلٌّ قَمِلٌ: أَصله أَن العرب كانوا إِذا أَسَروا أَسيراً غَلُّوه بغُلّ من قِدّ وعليه شعر، فربما قَمِلَ في عُنقه إِذا قَبّ ويبس فتجتمع عليه مِحْنَتان الغُلّ والقَمْل، ضربه مثلاً للمرأَة السيئة الخُلق الكثيرة المَهْر لا يجد بَعْلها منها مخلصاً، والعرب تكني عن المرأَة بالغُلّ.
وفي الحديث: وإِن من النساء غُلاًّ قَمِلاً يقذِفه الله في عُنق من يشاء ثم لا يخرجه إِلا هو. ابن السكيت: به غُلّ من العطش وفي رقبته غُلّ من حديد وفي صدره غِلّ.
وقولها: ما له أُلَّ وغُلَّ؛ أُلَّ دُفِع في قضاء، وغُلّ: جُنّ فوضع في عُنقه الغُلّ.
والغَلّة: الدَّخْل من كِراءِ دار وأَجْر غلام وفائدة أَرض.
والغَلَّة: واحدة الغَلاَّت.
واستَغَلّ عبدَه أَي كلَّفه أَن يُغِلّ عليه.
واسْتِغْلال المُسْتَغَلاَّت: أَخْذُ غَلّتها.
وأَغَلَّت الضَّيْعة: أَعطت الغَلَّة، فهي مُغِلَّة إِذا أَتت بشيء وأَصلها باقٍ؛ قال زهير: فتُغْلِلْ لكم ما لا تُغِلّ لأَهْلِها قُرىً بالعراق، من قَفِيزٍ ودِرْهَم وأَغَلَّت الضِّياع أَيضاً: من الغَلَّة؛ قال الراجز: أَقْبَل سَيْلٌ، جاء من عِند الله يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّهْ وأَغَلَّ القومُ إِذا بلغت غَلّتهم.
وفي الحديث: الغَلَّة بالضَّمان؛ قال ابن الأَثير: هو كحديثه الآخر: الخَراجُ بالضَّمان.
والغَلَّة: الدَّخْل الذي يحصل من الزرع والثمر واللبن والإِجارة والنِّتاج ونحو ذلك.
وفلان يُغِلّ على عِياله أَي يأْتيهم بالغَلَّة.
ويقال: نِعْم الغَلول شَراب شَرِبْتُه أَو طعام إِذا وافقني.
ويقال: اغْتَلَلْت الشرابَ شربتُه، وأَنا مُغْتَلّ إِليه أَي مشتاق إِليه.
ونِعْم غَلول الشيخ هذا الطعام يعني التَّغْذِية التي تَغَذَّاها أَو الطعام الذي يُدخله جوفه، على فَعُول، بفتح الفاء.
وغَلّ بصَرُه: حاد عن الصواب.
وأَغَلَّ بصرَه إِذا شدَّد نظره.
والغُلَّة: خِرْقة تشدّ على رأْس الإِبريق؛ عن ابن الأَعرابي، والجمع غُلَل.
والغَلَلُ: المِصْفاة؛ وقول لبيد: لها غَلَلٌ من رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ، بأَيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفونَ المَقاوِلا يعني الفِدام الذي على رأْس الأَباريق، وبعضهم يرويه غُلَل بالضم، جمع غُلَّة.
والغَلِيل: القَتّ والنوى والعجيم تعلفه الدوابّ.
والغَلِيل: النوى يخلَط بالقَتِّ تعلفه الناقة؛ قال علقمة: سُلاَّءَة، كعَصا النَّهْدِيِّ، غُلّ لها ذو فَيْئة من نَوى قُرّانَ مَعْجُوم ويروى: سُلاَّءة، كعصا النهديِّ، غُلّ لها مُنَظَّم من نوى قرّان معجوم قوله: ذو فَيئة أَي ذو رَجعة، يريد أَن النوى عُلِفته الإِبل ثم بَعَرته فهو أَصلب، شبّه نسورَها وامّلاسها بالنوَى الذي بَعَرته الإِبل، والنَّهْدِيّ: الشيخ المُسِنّ فعصاه ملساء، ومَعْجُوم: مَعْضُوض أَي عضَّته الناقة فرمته لصلابته.
والغَلْغَلة: سرعة السير، وقد تغَلْغَل.
ويقال: تغَلْغَلوا فمضوا.
والمُغَلْغَلة: الرِّسالة.
ورِسالة مُغَلْغَلة: محمولة من بلدٍ إِلى بلد؛ وأَنشد ابن بري: أَبْلِغْ أَبا مالكٍ عنِّي مُغَلْغَلةٍ، وفي العِتاب حَياةٌ بين أَقوام وفي حديث ابن ذي يَزَن: مُغَلْغَلة مَغالِقُها، تُغَالي إِلى صَنْعاء من فَجٍّ عَمِيق المُغَلْغَلة، بفتح الغينين: الرِّسالة المحمولة من بلدٍ إِلى بلد، وبكسر الغين الثانية: المسرِعة، من الغَلْغَلةِ سرعة السير.
وغَلْغَلَة: موضع؛ قال: هنالِك لا أَخْشى تنالُ مَقادَتي، إِذا حَلَّ بيتي بين شُوطٍ وغَلْغَله

صَحِبَه (القاموس المحيط) [3]


صَحِبَه، كسَمِعَه، صَحابَةً، ويُكْسَرُ، وصُحْبَةً: عاشَرَهُ.
وهُم: أصحابٌ وأصاحِيبُ وصُحْبانٌ وصِحابٌ وصَحابَةٌ وصِحابَةٌ وصَحْبٌ.
واسْتَصْحَبَهُ: دَعاهُ إلى الصُّحْبَةِ، ولازَمَه.
والمُصْحِبُ، كمُحْسِنٍ: الذَّليلُ المُنْقادُ بعدَ صُعوبةٍ،
كالمُصاحِبِ، والمُسْتَقيمُ الذَّاهِبُ لا يَتَلَبَّثُ، والماءُ عَلاه الطُّحْلُبُ، والرَّجُلُ بَلَغَ ابْنُه فصارَ مِثْلَه، والرَّجُلُ الذي يُحَدِّثُ نَفْسَهُ، وقد تُفْتَحُ حاؤُه، وبفتح الحاءِ: المَجْنُونُ، وأديمٌ بَقِيَ عليه صوفُه وشَعَرُه ووبَرُه، ومنه: قِرْبَةٌ مُصْحَبَةٌ.
وصَحَبَ المَذْبُوحَ، كمنَعَ: سَلَخَه. وأصْحَبْتُه الشيء: جَعَلْتُه له صاحِباً،
و~ فلاناً: حَفِظَه،
كاصْطَحَبه، ومَنَعَه،
و~ الرَّجُلُ: صارَ ذا صاحِبٍ.
وصَحْبُ بنُ سَعْدٍ، بالفتح: قَبيلَةٌ، منها: الأَشْعَثُ الصَّحْبِيُّ الشاعِرُ.
وبَنو صُحْبٍ، بالضم: بَطْنان.
وصَحْبانُ: رَجُلٌ.
والأَصْحَبُ: الأَصْحَرُ.
واصْطَحَبوا: صحِبَ بعضُهُم بعضاً.
ويَتَصَحَّبُ مِنَّا: . . . أكمل المادة يَسْتَحي.
والصاحِبُ: فَرَسٌ من نَسْلِ الحَرُونِ.
والمَصْحَبِيَّةُ: ماءٌ لِقُشَيْرٍ،
وهو مِصْحابٌ لنا بما نُحِبُّ، بالكسر كمِحْرابٍ: مُنْقَادٌ.

دِرْعُ (القاموس المحيط) [2]


دِرْعُ الحديدِ، بالكسرِ، قد تُذَكَّرُ،
ج: أدْرُعٌ وأدْراعٌ ودُروعٌ،
تَصْغِيرُهَا: دُرَيْعٌ، شاذٌّ،
و~ من المرأةِ: قَمِيصُهَا مُذَكَّرٌ،
ج: أدْراعٌ.
ورجلٌ دارِعٌ: عليهِ دِرْعٌ.
والدِّرْعِيَّةُ، بالكسر، من النِّصالِ: النافِذَةُ في الدِّرْعِ،
ج: دَراعِيُّ.
وذُو الدُّروعِ: فُرْعَانُ الكِنْدِيُّ من بَلْحارِثِ بن عَمْرٍو.
والمِدْرَعَةُ، كَمِكْنَسَةٍ: ثَوْبٌ،
كالدُّرَّاعَةِ، ولا يكونُ إلاَّ من صُوفٍ،
وتَمَدْرَعَ: لَبِسَه، وصُفَّةُ الرَّحْلِ إذا بَدَا منها رُؤُوسُ الواسِطَةِ والآخِرَةِ.
والأَدْرَعُ من الخَيْلِ والشاءِ: ما اسْوَدَّ رأسُه وابْيَضَّ سائرُه، والهَجينُ، ووالِدُ جُحْرٍ السُّلَمِيِّ، ولَقَبُ محمدِ بنِ عُبيدِ اللهِ الكوفِيِّ، لأنه قَتَلَ أسَداً أدْرَعَ، وإليه يُنْسَبُ الأدْرَعِيُّونَ من العَلَوِيَّةِ.
. . . أكمل المادة والدَّرَعُ، محركةً: بَياضٌ في صَدْرِ الشاءِ ونَحْرِهَا، وسوادٌ في فَخِذِهَا، وهي دَرْعَاءُ،
ولَيْلَةٌ دَرْعاءُ: يَطْلُعُ قَمَرُهَا عند الصُّبْحِ،
ولَيالٍ دُرْعٌ، بالضم، وكصُرَدٍ: للثَّلاثِ تَلِي البِيضَ لاِسْودَادِ أوائِلِها وابْيِضَاضِ سائِرِها.
ودُرَعُ النَّخْلِ، كصُرَدٍ: ما اكْتَسَى الليفَ من الجُمَّارِ، الواحِدُ: دُرْعَةٌ، بالضم.
وبنَو الدَّرْعاءِ: قَبِيلةٌ.
وَدَرَعَ الشاةَ، كمنَعَ: سَلَخَها من قِبَلِ عُنُقِهَا،
و~ رَقَبَتَه: فَسَخَهَا من المَفْصِلِ من غيرِ كسرٍ.
ودَرْعَةُ: د بالمَغْرِب قربَ سِجِلْماسَةَ أكثَرُ تُجَّارِهَا اليهودُ.
وكجُهَيْنَة: ة باليمن.
وكحُمَيْراءَ: ة بِزَبيدَ.
ودُرِعَ الزرْعُ، كعُنِيَ: أُكِلَ بعضُهُ.
وعُشْبٌ دَرِعٌ، ككتِفٍ: غَضٌّ.
وهُم في دُرْعَةٍ، بالضم: إذا حَسَرَ كَلَؤُهُم عن حوَالَيْ مِياهِهِم، وقد أدْرَعُوا.
وماءٌ مُدْرِعٌ، كمُحْسِنٍ ومُعَظَّمٍ: أُكِلَ ما حَوْلَه من المَرْعَى فَتَباعَدَ قليلاً.
وأدْرَعَ الشَّهْرُ: جاوَزَ نِصْفَه،
و~ النَّعْلَ في يَدِه: أدْخَلَ شِراكَها في يَدِهِ من قِبَلِ عَقِبِها، وكُلُّ ما أدْخَلْتَ في جَوْفِ شيءٍ: فقد أدْرَعْتَه.
ودَرَّعَهُ تَدْرِيعاً: ألْبَسَهُ الدِّرْعَ،
و~ المرأةَ القَميصَ،
و~ الرجُلُ: تَقدَّمَ،
كانْدَرَعَ، وخَنَقَ، وبَيَّنَ.
وادَّرَعَتْ: لَبِسَتِ الدِّرْعَ،
و~ الرجُلُ: لَبِسَ دِرْعَ الحَدِيدِ،
كَتَدَرَّعَ،
و~ فلانٌ الليلَ: دَخَلَ في ظُلْمَتِهِ يَسْرِي.
وانْدَرَعَ يَفْعَلُ كذَا: انْدَفَعَ،
و~ العَظْمُ: انْخَلَعَ،
و~ بَطْنُه: امْتَلأ،
و~ القَمَرُ من السَّحابِ: خَرَجَ.

شصب (لسان العرب) [2]


الشِّصْب، بالكسر: الشِّدَّةُ والجَدْبُ، والجمع أَشْصابٌ، وهي الشَّصِـيبةُ؛ وكَسَّر كُراع الشَّصِـيبةَ، الشِّدَّةَ، على أَشصابٍ في أَدنَى العدد، قال: والكثير شَصائِبُ؛ قال ابن سيده: وهذا منه خطأٌ واختلاط.وشَصِبَ الأَمْرُ، بالكسر: اشْتَدَّ. ابن هانئ: إِنه لَشَصِبٌ لَصِبٌ وَصِبٌ إِذا أُكـِّدَ النَّصِب.
وشَصِبَ الـمَكانُ شَصَباً: أَجْدَبَ.
والشَّصِـيبةُ: شِدَّةُ العيش.
وعيْش شاصِبٌ وشِصْبٌ؛ وشَصِبَ عَيْشُه شَصَباً وشَصْباً، وشَصَبَ، بالفتح، يَشْصُبُ، بالضم، شُصُوباً، فهو شَصِبٌ وشاصِبٌ، وأَشْصَبَهُ اللّهُ، وأَشْصَبَ اللّهُ عَيْشَه؛ قال جرير: كِرامٌ يَـأْمَنُ الجِـيرانُ فِـيهِمْ، * إِذا شَصَبَتْ بِهِمْ إِحدى الليالي وشَصَبَ الشَّاةَ: سَلَخَها. أَبو العباس: الـمَشْصُوبةُ الشاةُ الـمَسْمُوطَةُ.
ويقال للقَصَّاب: شَصَّابٌ.
والشَّصْبُ: السَّمْطُ.
والشَّصائِبُ: عِـيدانُ الرَّحْلِ، ولم يُسمع لها بواحد؛ قال أَبو زبيد: وذا . . . أكمل المادة شَصَائِبَ، في أَحْنائِهِ شَمَمٌ، * رِخْوَ الـمِلاطِ، رَبِـيطاً فَوقَ صُرْصورِ ورجل شَصِـيبٌ أَي غَريبٌ. الليث: الشَّيْصَبانُ الذَّكَرُ مِن النَّمْلِ؛ ويقال: هو جُحْرُ النَّمل. الفراء عن الدُّبَيْرِيِّـين: قالوا هو الشَّيْطانُ الرَّجِـيمُ.
والشَّيْصَبانُ، والبَـْلأَزُ، والجَـْلأَزُ، والجَانُّ، والقازُّ، والخَيْتَعُورُ: كلها من أَسماءِ الشيطان.
والشَّيْصَبان: أَبو حَيّ من الجِنِّ؛ قال حسان بن ثابت: وكانتِ السِّعْلاةُ لَقِـيَتْه، في بَعْضِ أَزِقَّةِ الـمَدينةِ، فَصَرَعَتْهُ وقَعَدَت على صَدْرِه، وقالت له: أَنتَ الذي يأْمُل قَوْمُكَ أَن تكون شاعِرَهم؟ فقال: نَعَم؛ قالت: واللّهِ لا يُنْجِـيكَ مني إِلاَّ أَن تقول ثلاثة أَبيات، على رَوِيٍّ واحد؛ فقال حسان: إِذا ما تَرَعْرَعَ، فينا، الغُلامْ، * فما إِنْ يقالُ له: مَنْ هُوَهْ؟ فقالت: ثَنِّه؛ فقال: إِذا لم يَسُدْ، قبلَ شَدِّ الإِزارْ، * فذلك فِـينا الذي لا هُوَهْ فقالت: ثلِّثْه؛ فقال: ولي صاحِبٌ، من بَني الشَّيْصَبان، * فَطَوْراً أَقُولُ، وطَوْراً هُوَهْ هذا قول ابن الكلبي، وحكى الأَثرم فقال: أَخبرني علماء الأَنصار، أَنَّ حَسَّانَ بن ثابت، بعدما ضُرَّ بَصَرُه، مَرَّ بابنِ الزِّبَعْرَى، وعبدِاللّه بن أَبي طلحة ابن سهلِ بن الأَسود بن حَرام، ومعه ولدُه يَقُوده، فَصاحَ به ابن الزِّبَعْرَى، بعدما وَلَّى: يا أَبا الوليد، مَن هذا الغُلامُ؟ فقال حَسَّانُ بن ثابِتٍ الأَبيات.

هل (مقاييس اللغة) [2]



الهاء واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على رَفْع صَوت، ثم يُتَوسَّع فيه فيسمَّى الشيءُ الذي يصوَّت عنده ببعض ألفاظِ الهاء واللام. ثم يشبَّه بهذا المسمَّى غيرُه فيسمَّى به.والأصل قولهم أهَلَّ بالحجِّ: رفَعَ صوته بالتَّلبِيَة واستهلَّ الصَّبيُّ صارخاً: صوَّت عند وِلادِه. قال ابنُ أحمر في الإهلال:
يُهِلُّ بالفَرْقدِ رُكبانُها      كما يُهِلُّ الرَّاكِبُ المُعْتَمِرْ

ويقال: انهلَّ المطرُ في شِدَّة صوبِه وصوته انهلالاً.وأمَّا الذي يُحمَلُ على هذا للقُرْب والجِوار فالهِلالُ الذي في السَّماء، سمِّي به لإهْلاَلِ النّاس عند نظرِهم إليه مكبِّرين وداعين.
ويسمَّى هلالاً أول ليلةٍ والثّانية والثالثة، ثم هو قمرٌ بعد ذلك. يقال أهَلَّ الهِلالُ واستُهِلَّ. ثم قيل على مَعنى التَّشبيه تَهَلَّلَ السَّحابُ . . . أكمل المادة ببرقه: تلألأ، كأنّ البرق شُبِّه بالهلال.وممَّا حمل على التَّشبيه أيضاً الهِلال: سِنانٌ له شُعبتان.
والهلالُ: الماء القليل في أسفل الرَّكِيِّ.
والهِلال أيضاً: ضَربٌ من الحيَّاتِ. قال ذو الرُّمَّة:
إليك ابتَذَلْنَا كلَّ وهمٍ كأنَّه      هلالٌ بدا في رمضةٍ يتقلَّبُ

ويقولون: الهلال: سَلْخ الحيّة.
والهِلال: طرَف الرَّحَى إذا انكسَرَ منها.
ويقولون: ثوبٌ هَلْهَلٌ: سخيف النّسج، كأنَّه في رِقَّتِهِ ضوءُ الهلال.
وشِعْرٌ هَلْهَلٌ: رقيق.
وسمِّي امرؤ القيس بن ربيعة مُهلهِلاً لأنَّه أوَّلُ من رقّق الشِّعر، وقال قومٌ: بل سمِّيَ مُهلهِلاً بقوله:
لمَّا تَوَعَّرَ في الكُراعِ هجينُهم      هَلْهَلْتُ أثْأَرُ جابراً أو صِنْبِلاَ

وذلك أنَّه إذا أراد إدراكه صوَّت متدارِكاً.
ويقال الهُلاهِل: الماء الكثير، وهذا لأنَّ له في جَرَيانِهِ صوتاً؛ وهو [في] الأصل هُراهِر.
والهلال: ما يَضُمُّ بين حِنْوَي الرَّحْل، والجمع أهِلّة.ومما شذّ عن هذا الأصل قولهم: حَمَل فلانٌ على قِرْنه ثمَّ هَلَّل، إذا أحْجم. فأمّا قول القائل:
وليس لها ريحٌ ولكنْ وَديقةٌ      يظلُّ بها السَّاري يُهِلُّ وينْقَعُ

ويقال للخَيل: هَلاَ: قِرِي، صوتٌ يصوَّتُ به لها.

الغُلُّ (القاموس المحيط) [2]


الغُلُّ والغُلَّةُ، بضمهما،
والغَلَلُ، محرَّكةً، وكأَميرٍ: العَطَشُ، أو شِدَّتُه، أو حَرارةُ الجَوْفِ، وقد غُلَّ، بالضم، فهو غَليلٌ ومَغْلولٌ ومُغْتَلٌّ.
وبعيرٌ غالٌّ وغَلاَّنُ، وقد غَلَّ يَغَلُّ، بفتحهما، واغْتَلَّ.
والغَليلُ: الحِقْدُ،
كالغِلِّ، بالكسر، والضِّغْنُ، وقد غَلَّ صَدْرُه يَغِلُّ، والنَّوَى يُخْلَطُ بالقَتِّ للناقةِ، وحَرارةُ الحُبِّ والحُزْن.
وأغَلَّ: خانَ،
و~ إبِلَهُ: أساءَ سَقْيَها فلم تَرْوَ، وقد غَلَّتْ هي.
و~ في الجلْد: أخَذَ بعضَ اللَّحْمِ والشَّحْمِ في السَّلْخِ. و~ فلانٌ: اغْتَلَّتْ غَنَمُه،
و~ الوادي: أنْبَتَ الغُلاَّنَ،
و~ القومُ: بَلَغَتْ غَلَّتُهم،
و~ البَصَرُ: شَدَّدَ النَّظَرَ،
و~ الضِّياعُ: أعْطَتِ الغَلَّةَ،
و~ فلاناً: نَسَبَه . . . أكمل المادة إلى الغُلولِ والخِيانةِ.
وغَلَّ غُلولاً: خانَ،
كأَغَلَّ، أو خاصٌّ بالفَيْءِ،
و~ في الشيءِ غَلاًّ: أُدْخِلَ،
كغَلْغَلَ، ودَخَلَ،
كانْغَلَّ وتَغَلَّلَ وتَغَلْغَلَ،
و~ الغِلالَةَ: لَبِسها، وهي بالكسر شِعارٌ تحتَ الثوبِ،
كالغُلَّةِ، بالضم،
و~ الدُّهْنَ في رأسِه: أدْخَلَهُ في أُصولِ شَعَرِه،
و~ بَصَرُه: حادَ عن الصواب،
و~ الماءُ بين الأَشْجارِ: جَرَى،
و~ المرأةَ: حَشاها،
و~ فلاناً: وضَعَ في عُنُقِه أو يده الغُلَّ وهو م،
ج: أغلالٌ.
والغَلّةُ: الدَّخْلُ من كِراءِ دارٍ، وأجْرِ غُلامٍ، وفائدةِ أرضٍ.
وأغَلَّتِ الضَّيْعَةَ: أعْطَتْها.
والغَلْغَلَةُ: السُّرْعَةُ، وبِلا لامٍ: شِعابٌ تَسيلُ من جَبلِ الرَّيَّانِ.
وتَغَلْغَلَ: أسْرَعَ.
ورِسالَةٌ مُغَلْغَلَةٌ: مَحْمولَةٌ من بَلَدٍ إلى بَلَدٍ.
والغُلاَّنُ، بالضم: مَنابِتُ الطَّلْحِ، أو أوْدِيَةٌ غامِضَةٌ في الأرضِ، الواحدُ: غالٌّ،
وغليلٌ.
ونباتٌ م، الواحدُ: غالٌّ أيضاً.
وتَغَلَّلَ بالغالِيَةِ،
وتَغَلْغَلَ،
واغْتَلَّ: تَطَيَّبَ، وغَلَّلَهُ بها تَغْليلاً.
والغلائلُ: الدُّروعُ، أو مَساميرُها الجامعةُ بين رُؤوسِ الحَلَقِ، أو بطائِنُ تُلْبَسُ تَحْتَها،
الواحِدُ غَليلةٌ.
وغَلْغَلةُ: ع.
ومالَهُ أُلَّ وغُلَّ، بضمهما: دعاءٌ عليه.
واغْتَلَلْتُ الشَّرابَ: شَرِبْتُه،
و~ الثوبَ: لبِسْتُه تحتَ الثيابِ،
و~ الغَنَمُ: أخَذَته الغَلَلُ والغُلالَةُ، وهُما داءٌ للغَنَمِ.
والغِلالَةُ، ككتابَةٍ: العُظَّامةُ، والمِسْمارُ الذي يَجْمَعُ بين رأسَيِ الحَلْقةِ.
وكهُدْهُدٍ: جَبَلٌ بنَواحي البَحْرَيْنِ.
وغُلائِلُ، بالضم: من بلادِ خُزاعةَ.
وأنا مُغْتَلٌّ إليه: مُشْتاقٌ.
واسْتَغَلَّ عبدَه: كلَّفَه أن يُغِلَّ عليه.
و~ المُسْتَغِلاَّتِ: أخَذَ غَلَّتَها.
ونِعْمَ غَلولُ الشيخِ هذا، كصَبورٍ، أي: الطعامُ الذي يُدْخِلُه جَوْفَه.

دعس (العباب الزاخر) [2]


الدَّعْسُ: الأثر، يقال: رأيتُ طريقاً دَعْساً: أي كثير الآثار، قال الحارث بن حِلزَة اليَشْكُريُّ يَصِف آثارَ الدِّيارِ:
وغيرُ آثارِ الـجِـيادِ بـأعْ      راضِ الجَمادِ وآيَةِ الدَّعْسِ

والمِدعاس: الطريق الذي ليّنَتْهُ المارّة، قال رؤبة يَصِف الحَميرَ:
في رَسْمِ آثارٍ ومِدْعاسٍ دَعَـقْ      يَرِدْنَ تحتَ الليلِ سَيّاحَ الدَّسَق

والمِدعاس -أيضاً-: فَرَسُ الأقرع بن حابِسٍ -رضي الله عنه-، قال الفرزدق:
يُفَدّي عُلالاتِ العَـبَـاءَةِ إذْ دَنَـا      له فارِسُ المِدْعاسِ غَيْرَ المُغَمَّرِ

والمِدْعاس من الرماح: الذي لا ينثني. والدَّعْس: الطَّعن، قال الشَّنْفَري:
دَعسْتُ على غَطْشٍ وبَغْشٍ وصُحْبَتي      سُعارٌ وإرْزِيْرٌ ووَجْـرٌ وأفـكَـل

ورجل مِدْعَس: طعّان، وأنشد ابنُ دُرَيد:
إذا غُطَيْفُ السُّلَميُّ فَرّا     


والمِدْعَس -أيضاً-: الرمح الذي يُدعَس . . . أكمل المادة به. وطريقٌ مِدْعَس: دَعَسَه شِدَّة الوَطْءِ. والمَدْعَسُ -بالفتح-: المَطْمَع، وقد يُكنّى به عن الجِماع. ودَعَسْتُ الوِعاءَ: حَشَوْتُه. والدَّعْسُ: شِدَّة الوَطْءِ. والدَّعْسُ والدَّحْسُ في سلخِ الشّاةِ: أن يُدخِلَ اليَدَ بين البَدَنِ والإهاب. ورجُلٌ دَعُوسٌ وغَطوسٌ: أي مقدام في الغَمَراتِ والحُرُوب. وقال ابن عبّاد: الدِّعْس -بالكسر-: القُطن. وقال بعضهم: الدِّعْس: لُغَةٌ في الدِّعْص. والتَّدعيس: مبالغةُ الدَّعْس أي الطَّعن، قال امرؤ القيس:
فَظَلَّ لِثيرانِ الصَّرِيْمِ غَماغِمٌ      يُدَعِّسُها بالسَّمُهَرِيِّ المُعَلَّبِ

والمُداعَسَة: المُطاعَنَة.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنَّه قال ليلة بدرٍ لِمَنْ كان معه: كيفَ تُقاتِلون؟ قال عاصِم حَمِيُّ الدَّبْرِ -رضي الله عنه-: إذا دنا القومُ حتى تنالُنا وتنالُهم الرِّماحُ كانت المُداعَسَة بالرِّماح حتى تَقَصَّفَ. وقال أبو عُبَيد: المُدَّعَس -على مُفْتَعَل-: مُخْتَبَز القوم في البادِيَة، وحيثُ تُوضَع المَلَّة ويُشْتَوى اللَّحم؛ وهو الحَشْوُ، قال أبو ذؤيْبٍ الهُذَليُّ يَرْثي نُشْبَةَ بن مُحَرِّث:
ومُدَّعَسٍ فيه الأنِيْضُ اخْتَفَيْتَـهُ      بِجَرْداءَ يَنْتابُ الثَّميلَ حِمَارُها

والتركيب يدل على دَفْعٍ وتأثير.

دخس (لسان العرب) [2]


الدَّخَسُ: داءٌ يأْخذ في قوائم الدابة، وهو وَرَمٌ يكون في أُطْرَةِ حافر الدابة، وقد دَخِسَ، فهو دَخِسٌ.
وفرس دَخِسٌ: به عيبٌ.
والدَّخِيسٌ: اللحم الصُّلْبُ المُكْتَنِزُ.
والدَّخِيسُ: باطن الكف.
والدَّخِيسُ من الحافر: ما بين اللحم والعَصَب، وقيل: هو عظم الحَوْشَبِ، وهو مَوْصِل الوَظِيفِ في رُسْغِ الدابة. ابن شميل: الدَّخِيسُ عظم في جوف الحافر كأَنه ظِهارَة له، والحَوْشَبُ عُظَيْم الرسغ.
والدَّخْسُ والدَّخِيس: الإِنسان التارُّ المكتنز غيرَ جدّ جسيمٍ.
وامرأَة مُدْخِسَةٌ: سمينة كأَنها دَخْسٌ.
وكل ذي سِمَنٍ دَخِيسٌ. قال: ودَخِيسُ اللحم مُكْتَنِزه؛ وأَنشد: مَقْذُوفَةٍ بِدَّخِيسِ النَّحْضِ بازِلُها، له صَريفٌ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ والدَّخِيسُ: اللحم المكتنز.
ودَخَسُ اللحم: اكتنازه.
والدَّخَسُ: امتلاء العظم من السمن.
ودَخَسُ العظمِ: امتلاؤه.
والدَّخْسُ: الكثير اللحم الممتلئ العظم، والجمع . . . أكمل المادة أَدْخاسٌ؛ وجمل مُداخِسٌ كذلك.
وفي التهذيب: جمل مُدْخِسٌ، والجمع مُدْخِسات.
والدَّخِيسُ من الناس: العَدَدُ الكثير المجتمع؛ قال العجاجُ: وقد تَرَى بالدار يوماً أَنَسا، جَمَّ الدَّخِيسِ بالثُّغُور أَحْوَسا والدَّخِيسُ: العدد الجَمُّ.
وعددٌ دَخِيسٌ ودِخاسٌ: كثير، وكذلك نَعَم دِخاسٌ.
ودِرْعٌ دِخاسٌ: متقاربة الحَلَقِ.
وبيتٌ دِخاسٌ: ملآنُ، وقد قيل بالحاء.
والدَّخْسُ: انْدِساسُ الشيء تحت الأَرض، والدَّواخِسُ والدُّخَّسُ: الأَثافي، من ذلك.
ويقال: دَخَسَ فيه أَي دخل فيه؛ وقال الطِّرِمَّاحُ: فكُنْ دُخَساً في البحرِ أَو جُزْ وَراءَهُ إِلى الهِنْدِ، إِن لم تَلْقَ قَحْطانَ بالهِنْدِ (* قوله «فكن دخساً إلخ» أَي مثل هذه الدابة في الدخول في البحر.
ولو أَخر هذا البيت بعد قوله: والدخس مثال الصرد إلخ كما فعل شارح القاموس حيث استشهد به على هذه الدابة لكان أَولى.) الليث: الدَّخْسُ انْدساسُ شيء تحت التراب كما تُدْخَسُ الأُثْفِيَّة في الرماد، وكذلك يقال للأَثافيّ دَواخِسُ؛ قال العجاج: دَواخِساً في الأَرضِ إِلا شَعَفا والدَّخْسُ: الفَتِيُّ من الدَّبَبَةِ.
والدَّخْسُ: ضرب من السمك.
وكَلأٌ دَيْخَسٌ: كَثُرَ والتفَّ؛ قال: يَرْعى حَلِيّاً ونَصِيّاً دَيْخَسا قال أَبو حنيفة: وقد يكون الدَّيْخَس في اليبيس.
والدَّخِيسُ من أَنْقاء الرمل: الكثير.
والدُّخَسُ، مثال الصُّرَدِ: دابة في البحر تنجي الغريق تمكنه من ظهرها ليستعين على السباحة وتسمى الدُّلْفِينَ.
وفي حديث سلخ الشاة: فَدَخَسَ بيده حتى توارت إِلى الإِبط، ويروى بالخاء، وهو مذكور في موضعه.

غلل (الصّحّاح في اللغة) [2]


الغَلَّةُ: واحد الغَلاَّت.
والغَلَلُ: الماء بين الأشجار والجمع الأغلالُ.
وقال أبو عمرو: الغلل الماء الذي ليس له جِريَةٌ، وإنَّما يظهر على وجه الأرض ظهوراً قليلاً، فيخفى مرّةً ويظهر مرّةً.
والغَلَلُ: المِصفاةُ.
والغالُّ: أرضٌ مطمئنّة ذات شجر، ومنابتُ السَلَمِ والطَلْحِ.
والغالُّ أيضاً: نبتٌ، والجمع غُلاَّنٌ بالضم.
وبعيرٌ غَلاَّنُ بالفتح: شديد العطش، وكذلك المُغْتَلُّ.
ويقال: نِعْمَ غَلولُ الشيخ هذا، أي الطعام الذي يدخِلُه جوفَه، على فَعولٍ بفتح الفاء.
والغِلالَةُ: شِعارٌ يلبس تحت الثوب وتحت الدِرع أيضاً.
والغِلُّ بالكسر: الغشُّ والحِقدُ أيضاً.
وقد غلّ صدره يَغِلُّ بالكسر غِلاًّ، إذا كان ذا غش أو ضِغْنٍ وحقدٍ.
والغُلُّ بالضم: واحد الأغْلال. يقال: في رقبته غُلٌّ من حديد.
ومنه قيل للمرأة السيِّئة الخلق: غُلٌّ قَمِلٌ.
وأصله أن الغُلَّ . . . أكمل المادة كان يكون من قِدٍّ، وعليه شعرٌ، فَيَقْمَلُ.
وغَلَلْتُ يده إلى عنقه، وقد غُلَّ فهو مَغْلولٌ. يقال: ما له أُلَّ وغُلَّ.
والغُلُّ أيضاً والغُلَّةُ: حرارة العطش، وكذلك الغَليلُ. تقول منه: غُلَّ الرجلُ يُغَلُّ غَلَلاً، فهو مَغْلولٌ، على ما لم يسمّ فاعله.
والغَليلُ: الضِغْنُ والحقدُ، مثل الغُلِّ.
والغَليلُ: النوى يخلط بالقَتِّ، تعلُفه الناقة.
وغَلَّهُ فانْغَلَّ، أي أدخله فدخل. قال بعض العرب: ومنها ما يُغَلُّ، يعني من الكباش، أي يدخل قضيبه من غير أن يرفع الألْيَةَ.
وغَلَّ أيضاً: دخل، يتعدَّى ولا يتعدَّى. يقال: غَلَّ فلانٌ المفاوزَ، أي دخلها وتوسّطها.
وغلَّ من المَغْنَمِ غُلولاً، أي خان.
وأغَلَّ مثله.
وغَلَّ الماء بين الأشجار، إذا جرى فيها، يَغُلُّ بالضم في جميع ذلك. قال أبو عبيد: الغُلولُ في المغنمِ خاصَّةً، ولا نراه من الخيانة ولا من الحقد، وممَّا يبيِّن ذلك أنَّه يقال من الخيانة أغَلَّ يُغِلُّ، ومن الحقد غَلَّ يَغِلُّ بالكسر، ومن الغُلولِ غَلَّ يَغُلُّ بالضم.
وغَلَّ البعير أيضاً: إذا لم يقض رِيَّه.
وأغَلَّ الرجلُ: خان. قال النمر:
جزاءَ مُغِلٍّ بالأمانة كـاذبِ      جزى الله عنا حمزَةَ ابنةَ نوفلٍ

وفي الحديث: "لا إغْلالَ ولا إسْلالَ"، أي لا خيانة ولا سرقة، ويقال: ولا رشوة.
وأغَلَّتِ الضياع: من الغلةِ.
وأغَلَّ القومُ: إذا بلغتْ غَلَّتُهُمْ.
وفلان يُغِلُّ على عياله، أي يأتيهم بالغَلَّةِ.
وأغَلَّ الجازرُ في الإهاب، إذا سلخ فترك من اللحم ملتزِقاً بالإهاب.
وأغَلَّ الوادي، إذا أنبت الغُلاَّنَ.
وأغَلَّ الرجل بصره، إذا شدَّد النظر.
واسْتَغَلَّ عبدَه، أي كلَّفه أن يُغِلَّ عليه.
واسْتِغلالُ المُسْتَغَلاَّتِ: أخْذُ غَلَّتِها.

الشَّريعَةُ (القاموس المحيط) [2]


الشَّريعَةُ: ما شَرَعَ اللّهُ تعالى لعبادِهِ، والظاهرُ المُسْتَقيمُ من المَذاهِبِ،
كالشِّرْعَةِ، بالكسر فيهما، والعَتَبَةُ، ومَوْرِدُ الشارِبَةِ،
كالمَشْرَعَةِ، (وتُضَمُّ راؤُها).
والشِّرْعُ، بالكسر: ع، وشِراكُ النَّعْلِ، وأوتارُ البَرْبَطِ، وبهاءٍ: حِبالَةٌ للقَطا، والوَتَرُ، ويُفْتَحُ، ومِثْلُ الشيءِ،
كالشِّرْعِ،
ج: شِرْعٌ أيضاً، ويُفْتَحُ، وشِرَعٌ، كعِنَبٍ،
جج: شِراعٌ.
وككِتابٍ: الوَتَرُ ما دامَ مَشْدوداً على القَوْسِ،
و~ من البَعيرِ: عُنُقُهُ، وكالمُلاءَة الواسِعَةِ فَوْقَ خَشَبَةٍ، تُصَفِّقُهُ الرِيحُ فَيَمْضي بالسَّفينَةِ،
ج: أشْرِعَةٌ وشُرُعٌ، بضمتين.
وكغُرابٍ: رجُلٌ كان يَعْمَلُ الأسِنَّةَ والرِّماحَ،
و~ من النَّبْتِ: المعْتَمُّ.
والشُّراعِيَّةُ، بالضم ويُكسرُ: الناقةُ الطَّويلَةُ العُنُقِ.
وشَرَعَ لهم، كمنَعَ: سَنَّ،
و~ المنْزِلُ: صارَ . . . أكمل المادة على طَريقٍ نافِذٍ، وهي دارٌ شارِعَةٌ، ومَنْزِلٌ شارِعٌ،
و~ الدَّوابُّ في الماءِ شَرْعاً وشُروعاً: دَخَلَتْ، وهي إِبلٌ شُروعٌ، بالضم، وشُرَّعٌ، كركَّعٍ،
و~ في الأَمْرِ: خاضَ،
و~ الْحَبْلَ: أنْشَطَه وأدخَلَ قُطْرَيْهِ في العُرْوَةِ،
و~ الإِهابَ: سَلَخَهُ،
و~ الشيءَ: رَفَعه جدّاً،
و~ الرِّماحُ: تَسَدّدَتْ، فهي شارِعَةٌ وشَوارِعُ، وشَرَعْناها وأشْرعْناها فهي مَشْروعَةٌ ومُشْرَعَةٌ.
و"شَرْعُكَ ما بَلَّغَكَ المَحَلَّ"، أي: حَسْبُكَ من الزادِ ما بَلَّغَكَ مَقْصِدَكَ؛ يُضْرَبُ في التَّبَلُّغ باليَسيرِ.
ومَرَرْتُ بِرَجُلٍ شَرْعُكَ من رَجُلٍ، أي: حَسْبكَ، يَسْتَوِي فيه الواحِدُ والجَميعُ.
والناسُ شَرْعٌ واحِدٌ، ويُحَرَّكُ، أي: باجٌ واحدٌ.
والناسُ في هذا شَرْعٌ، ويُحَرَّكُ، أي: سواءٌ.
وحِيتانٌ شُرَّعٌ، كرُكَّعٍ: رافِعَةٌ رُؤوُسَها.
والشارِعُ: العالِمُ الرَّبَّانِيُّ العامِلُ المُعَلِّمُ، وكلُّ قَريبٍ.
وشارِعٌ: جَبَلٌ بالدَّهْناءِ،
وة.
وشارِعُ الأنْبارِ والْمَيْدانِ: مَحلَّتانِ ببغْدَادَ.
والشَّوارِعُ من النُّجومِ: الدانِيَةُ من المغيبِ.
وكأَميرٍ: الشُّجاعُ بَيِّنُ الشَّراعَةٍ، كسحابةٍ، والكَتَّانُ الجَيِّدُ، وكشَدّادٍ: بائِعهُ.
والأشْرَعُ: الأنْفُ الذي امْتَدّتْ أرْنَبَتهُ.
وشُراعةُ، كثُمامةٍ: د لهُذَيْلٍ، ورجلٌ.
والشَّرَعةُ، محرَّكةً: السَّقيفَةُ،
ج: أشْراعٌ.
وأشْرَعَ باباً إلى الطريقِ: فَتَحَه،
و~ الطريقَ: بَيَّنه،
كشَرَّعهُ تَشْريعاً.
والتَّشْريعُ: إيرادُ الإِبِلِ شَريعَةً لا يُحْتاجُ مَعَها إلى نَزْعٍ بالعَلَقِ، ولا سَقْيٍ في الحَوْضِ، وفي حَديثِ عَلِيٍّ رضي الله تعالى عنه: أنَّ رَجُلاً سافَرَ في صَحْبٍ له، فَلَمْ يَرْجِعْ بِرُجوعِهِم، فاتُّهِمَ أصْحابُهُ، فَرُفِعُوا إلى شُرَيْحٍ، فَسَألَ أولياءَ المَقْتولِ البَيِّنَةَ، فَلَمَّا عَجَزُوا، ألْزَمَ القَوْمَ الأَيْمانَ، فأَخْبَروا عَلِيّاً بِحُكْم شُرَيْحٍ، فقال:
أوْرَدَها سَعْدٌ وسَعْدٌ مُشْتَمِلْ **** ياسَعْدُ لا تَرْوَى بهذاكَ الإِبِل
ويُرْوَى: ما هكذا تورَدُ يا سَعْدُ الإِبِلُ، ثُمَّ قال: إنَّ أهْوَنَ السَّقْيِ التَّشْريعُ، ثُم فَرَّقَ عَلِيٌّ بَيْنَهُمْ وسأَلَهُمْ، فأَقَرّوا فَقَتَلَهُم، أي: ما فَعَلَهُ شُرَيْحٌ كان هَيِّناً، وكان نَوْلُهُ أنْ يَحْتاطَ ويَسْتَبْرِئَ الحالَ بأَيْسرِ ما يُحْتاطُ بِمثْلِهِ في الدِّماءِ.

دحس (لسان العرب) [3]


دَحَسَ بين القوم دَحْساً: أَفسد بينهم، وكذلك مَأَسَ وأَرَّشَ. قال الأَزهري: وأَنشد أَبو بكر الإِيادي لأَبي العلاء الحَضْرَميّ أَنشده للنبي، صلى اللَّه عليه وسلم: وإِن دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعْفُ تَكَرُّماً، وإِن خَنَسُوا عنك الحديثَ فلا تَسَلْ قال ابن الأَثير: يروى بالحاء والخاء، يريد: إِن فعلوا الشر من حيث لا تعلمه.
ودَحَسَ ما في الإِناء دَحْساً: حَساه.
والدَّحْسُ: التَدْسِيسُ للأُمور تَسْتَبْطِنُها وتطلبها أَخفى ما تقدر عليه، ولذلك سميت دُودَةٌ تحت التراب: دَحَّاسَةً. قال ابن سيده: الدَّحَّاسَة دودة تحت التراب صفراء صافية لها رأْس مُشَعَّب دقيقة تشدّها الصبيان في الفخاخ لصيد العصافير لا تؤْذي، وهي في الصحاح الدَّحَّاسُ، والجمع الدَّحاحِيسُ؛ وأَنشد في الدَحْسِ . . . أكمل المادة بمعنى الاستبطان للعجاج يصف الحُلَفاءَ: ويَعْتِلُونَ مَن مَأَى في الدَّحْسِ وقال بعض بني سُلَيم: وِعاء مَدْحُوس ومَدْكُوسٌ ومَكْبُوسٌ بمعنى واحد. قال الأَزهري: وهذا يدل على أَن الدَّيْحَسَ مثلُ الدَّيْكَسِ، وهو الشي الكثير.
والدَّحْسُ: أَن تدخل يدك بين جلد الشاة وصِفاقها فتَسْلَخَها. حديث سَلْخِ الشاة: فَدَحَسَ بيده حتى توارت إِلى الإِبط ثم مضى وصلى ولم يتوضأْ؛ أَي دَسَّها بين الجلد واللحم كما يفعل السَّلاَّخُ.
ودَحَسَ الثوبَ في الوعاء يَدْحَسُه دَحْساً: أَدخله؛ قال: يَؤُرُّها بِمُسْمَعِدِّ الجَنْبَيْنْ، كما دَحَسْتَ الثوبَ في الوِعاءَيْنْ والدَّحْسُ: امتِلاء أَكِمَّةِ السُّنْبُل من الحَبِّ، وقد أَدْحَسَ.
وبيتٌ دِحاسٌ: ممتلئ.
وفي حديث جرير: أَنه جاء إِلى النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، وهو في بيت مَدْحُوسٍ من الناس فقام بالباب، أَي مملوء.
وكل شيء ملأْته، فقد دَحَسْتَه. قال ابن الأَثير: والدَّحْسُ والدَّسُّ متقاربان.
وفي حديث طلحة: أَنه دخل عليه داره وهي دِحاسٌ أَي ذاتِ دِحاسٍ، وهو الامتلاء والزحام.
وفي حديث عطاء: حَقٌّ على الناس أَن يَدْحَسُوا الصفوف حتى لا يكون بينهم فُرَجٌ أَي يَزْدَحِمُوا ويَدُسُّوا أَنفسهم بين فُرَجِها، ويروى بالخاء، وهو بمعناه.
والدَّاحِسُ: من الوَرَم ولم يُحَدِّدُوه؛ وأَنشد أَبو عليّ وبعض أَهل اللغة: تَشاخَصَ إِبْهاماكَ، إِن كنتَ كاذِباً، ولا بَرِئا من داحِسٍ وكُناعِ وسئل الأَزهري عن الدَّاحِسِ فقال: قَرْحَةٌ تخرج باليد تسمى بالفارسية بَرْوَرَهْ.
وداحِسٌ: موضع.
وداحِسٌ: اسم فرس معروف مشهور، قال الجوهري: هو لقَيْسِ بن زُهَير بن جَذِيمة العَبْسي ومنه حرب داحِسٍ، وذلك أَنَّ قَيْساً هذا وحُذَيْفَةَ بنَ بدرٍ الذُّبْياني ثم الفَزاري تراهَنا على خَطَرٍ عشرين بعيراً، وجعلا الغابة مائة غَلْوَةٍ، والمِضْمارَ أَربعين ليلة، والمَجْرى من ذات الإِصادِ، فأَجرى قَيْسٌ داحِساً والغَبْراءَ (* وفي رواية أخرى: أَنَّ داحساً لقيس، والغبراء لحمل بن بدر.)، وأَجرى حذيفة الخَطَّارَ والحَنْفاء فوضعت بنو فزارَة رَهْطُ حذيفة. كَمِيناً على الطريق فردوا الغبراء ولَطَمُوها، وكانت سابقة، فهاجت الحرب بين عَبْس وذُبْيان أَربعين سنة.

دحس (العباب الزاخر) [2]


دَحَسْتُ بين القوم: أي أفْسَدْتُ، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان:
ويَعْتَلُونَ مَنْ مَأى في الدَّحْسِ      بالمَأْسِ يَرْقى فوقَ كُلِّ مَأسِ

والدَّحس -أيضاً-: إدخال اليد بين جلد الشاة وصِفاقها للسَّلخ. حديث النبي -صلى الله عليه وسلَم-: أنَّه مَرَّ بغلام يسلَخ شاة فقال له: تَنَحَّ حتّى أُريكَ، فدَحَسَ بيدِه حتى توارت إلى الإبط، ثمَّ مضى فصلّى ولم يتوضَّأ. وفي حديث عطاءٍ: حَقٌّ على الناس أن يدحسوا الصفوف حتى لا يكون بينهم فُرَج. أراد: أن يَرُصُّوها ويَدُسُّوا أنفُسَهُم بين فُرَجِها، ويروى: "أن يَدْخَسُوا" بالخاء المعجمة؛ من الدَّخيس وهو اللحم المكتنز.
وكل شيء ملأته فقد دَحَسْتَه. وداحِس: اسم فرس مشهور لقيس بن . . . أكمل المادة زهير بن جَذيمَة العَبْسي.
ومنه حرب داحِس، وذلك أنَّ قيساً وحذيفة بن بدر الذبياني ثُمَّ الفَزارِيَّ تراهنا على خَطَرِ عشرين بعيراً؛ وجعل الغاية مائة غَلوة والمِضمار أربعين ليلة والمُجرى من ذات الإصاد، فأجرى قيس داحِساً والغبراء، وأجرى حذيفة الخطّارَ والحَنُفاء، فوضعت بنو فَزازة رَهْطُ حذيفة كميناً على الطريق فَرَدُّوا الغبراءَ ولَطَموها وكانَت سابقة، فهاجَت الحرب بين عبسٍ وذبيان أربعين سنة.
وقال أبو عبيدة: كان داحِس لبَني ثعلبة بن يربوع فأغار عليهم قيس بن زَهُير فأخذه، قال بشير بن أُبَيٍّ العبسيّ:
جَلَبْنَ بإذنِ اللهِ مقتـل مـالِـكٍ      وطَرَّحْنَ قيساً من وراء عُمانِ


وقال لبيد رضي الله عنه:
وغَنيتُ سَبتاً قبلَ مجرى داحِسٍ      لو كان للنفسِ اللَّجوجِ خُلُودُ


وقال الأزهريّ: إنَّما سُمِّيَ داحِساً لأنَّ أُمَّهُ جَلْوى فرس قِرواش مَرَّت -قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: جَلْوى هذه هي جَلْوى الكبرى، وقِرواش هو قِرواش بن عوف من بني ثعلبة بن يربوع- بذي العُقّال فرسِ حَوْطِ بن أبي جابر، وكان ذو العُقال مع جاريتين من الحَيِّ، فلمّا رأى جَلْوى وَدى، فضحِكَ شبابٌ من الحيِّ، فاستحيت الجاريتان فأرسَلَتاهُ فنَزا على جَلْوى فوافقَ قبولها، فَعَرَفَ حَوْط صاحب ذي العُقّال بذلك حين رأى عين فرَسِه، وكان شرّيراً، فطّلّبّ من القوم ماءَ فَحْلِه، فلم يَزَلِ الخطبُ بينهم حتى عَظُمَ، فحينئذٍ قالوا له: دونَكَ ماءَ فرسِكَ، فسَطا عليها حَوْطٌ وجعل يده في ماءٍ وتُراب وأدخل يده في رحمها حتى ظنَّ أنّه أخرج الماءَ، واشتمَلَت الرحم على ما فيها، فَنَتَجَها قِرواشُ مُهراً فسَمِّيَ داحِساً من ذلك، وخرج كأنَّه ذو العُقّالِ أبوه.
ويضرب به المثل فيُقال: أشأمُ من داحِس. والدَّحّاس والدُّحّاس: دوَيبة تغيب في التُّراب، والضمُّ أعلى، والجمع: الدَّحاحيس، وهي صفراء صافية لها رأسٌ مُشَعَّث، دقيقة، يَشُدُّها الصبيان في الفِخاخ لصيد العصافير. والدّاحِس: قَرحَة تَخرُج باليد، ويقال له: الدّاحوس أيضاً، وهو بثرة تظهر بين الظُّفُرِ واللحم فينقلع منها الظُّفُر، يقال: إصبَعٌ مَدْحوسَة. والدَّحس: المَلءُ من كل شيء، يقال: وَطْبٌ مَدْحوس وعُسٌ مَدْحوس. وبيتٌ مَدْحوس ودِحاس -بالكسر-: أي مملوء كثير الأهل. وقال ابن عبّاد: الدَّحْسُ: الزرع إذا امتلأَ حبُّه، يُقال: دَحَسَتِ السنبلة تَدْحَسُ، وقيل: إذا امتلأتْ أكِمَّتُه من الحَبِّ فهو الدَّحْسُ. وقال ابن الأعرابي: دَحَسَ بِرِجْلِه: مثل دَحَصَ.
وقال أبو عمرو: الدَّيْحَسُ والدَّيْكِسُ: الكثير من كل شيء، وأنشد:
تَرعى حَلِيّاً ونَصيّاً دَيْحَسا     

ودَحَسوا عنك الحديث: أي غَيَّبوه. والدَّحْسُ بالشَّرِّ: دَسُّه من حيث لا يُعلَم، قال العلاء بن الحَضْرَميِّ رضي الله عنه:
وإنْ دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعْفُ تَكَـرُّمـا      وإن خَنَسوا عنك الحديث فلا تَسَلْ

وأدْحَسَ السنبُلُ: إذا غَلُظَ؛ مثل دَحَسَ. والتركيب يدل على تخلل الشيء للشيء في خفاءٍ ورِفق.

قشر (لسان العرب) [1]


القَشْرُ: سَحْقُك الشيء عن ذيه. الجوهري: القِشْرُ واحد القُشُور، والقِشْرَة أَخص منه. قَشَرَ الشيءَ يَقْشِرُه ويَقْشُره قَشْراً فانْقَشَر وقَشَّرَهُ تَقْشيراً فَتَقَشَّر: سَحَا لحاءَه أَو جِلْدَه، وفي الصحاح: نَزَعْتُ عنه قِشْرَه، واسم ما سُحي منه القُشارة.
وشيء مُقَشَّر وفُسْتُقٌ مُقَشَّر، وقِشْرُ كل شيء غشاؤه خِلْقَةً أَو عَرَضاً.
وانْقَشَر العُودُ وتَقَشَّر بمعنًى.
والقُشارة: ما تَقْشِرُه عن شجرة من شيء رقيق.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: إِذا أَنا حركته ثارَ لي قُشارٌ أَي قِشْرٌ.
والقُشارة: ما يَنْقَشِرُ عن الشيء الرقيق.
والقِشْرةُ: الثوب الذي يُلْبَسُ.
ولباسُ الرجل: قِشْره، وكل ملبوس: قَشْرٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:مُنِعتْ حَنيفةُ واللَّهازِمُ منكمُ قِشْرَ العِراقِ، وما يَلَذُّ الحَنْجَرُ قال ابن الأَعرابي: يعني نبات العراق، . . . أكمل المادة ورواه ابن دريد: ثمر العراق، والجمع من كل ذلك قُشورٌ.
وفي حديث قَيْلَةَ: كنت إِذا رأَيت رجلاً ذا رُواء أَو ذا قِشْرٍ طَمَحَ بَصَرِي إِليه.
وفي حديث معاذ ابن عَفْراء: أَن عمر أَرسل إِليه بحُلَّةٍ فباعها فاشترى بها خمسة أَرْؤس من الرقيق فأَعتقهم ثم قال: إِن رجلاً آثر قِشْرَتَيْنِ يَلْبَسُهما على عِتْقِ خمسة أَعْبُدٍ لغَبِينُ الرأْي؛ أَراد بالقشرتين الحُلَّةَ لأَن الحلة ثوبان إِزار ورداء.
وإِذا عُرِّيَ الرجلُ عن ثيابه، فهو مُقْتَشِر؛ قال أَبو النجم يصف نساء: يَقُلْنَ للأَهْتَمِ منا المُقْتَشِرْ: وَيْحَك وارِ اسْتَكَ منا واسْتَتِرْ ويقال للشيخ الكبير: مُقْتَشِرٌ لأَنه حين كَبِرَ ثَقُلَتْ عليه ثيابه فأَلقاها عنه.
وفي الحديث: إِن المَلَك يقول للصبي المنفوش خرجت إِلى الدنيا وليس عليك قِشْرٌ.
وفي حديث ابن مسعود ليلةَ الجنّ: لا أَرى عَوْرةً ولا قِشْراً أَي لا أَرى منهم عورة منكشفة ولا أَرى عليهم ثياباً.
وتَمْرٌ قَشِرٌ أَي كثير القِشْر.
وقِشْرَةُ الهُبْرَةِ وقُشْرَتُها: جلدها إِذا مص ماؤها وبقيت هي.
وتمر قَشِير وقَشِرٌ: كثير القِشْرِ.
والأَقْشَرُ: الذي انْقَشَر سِحاؤُه.
والأَقْشَرُ: الذي يَنْقَشِرُ أَنفه من شدة الحر، وقيل: هو الشديد الحمرة كأَنَّ بَشَرته مُتَقَشِّرَة، وبه سمي الأُقَيْشِرُ أَحد شعراء العرب كان يقال له ذلك فيغضب؛ وقد قَشِرَ قَشَراً.
ورجل أَقْشَرُ بَيِّنُ القَشرِ، بالتحريك، أَي شديد الحمْرة.
ويقال للأَبرص الأَبْقَعُ والأَسْلَعُ والأَقْشَرُ والأَعْرَمُ والمُلَمَّع والأَصْلَخُ والأَذْمَلُ.
وشجرة قَشْراءُ: مُنْقَشِرَة، وقيل: هي التي كأَنَّ بعضَها قد قُشِرَ وبعض لم يُقْشَرْ.
ورجل أَقْشَرُ إِذا كان كثير السؤال مُلِحًّا.
وحية قَشْراء: سالِخٌ، وقيل: كأَنها قد قُشِرَ بعضُ سَلْخِها وبعضٌ لَمَّا.
والقُشْرةُ والقُشَرةُ: مَطْرَةٌ شديدة تَقْشِرُ وجهَ الأَرضِ والحصى عن الأَرض، ومَطَرةٌ قاشِرةٌ منه: ذات قَشْرٍ.
وفي.
وفي حديث عبد الملك بن عُمَيْر: قُرْصٌ بلَبَنٍ قِشْرِيٍّ، هو منسوب إِلى القِشْرة، وهي التي تكون فوق رأْس اللبن، وقيل: إِلى القُشْرَة والقاشِرةِ، وهي مطرة شديدة تَقْشِرُ وجه الأَرض، يريد لبناً أَدَرَّه المَرْعَى الذي يُنْبِتُه مثلُ هذه المطرة.
وعام أَقْشَفُ أَقْشَرُ أَي شديد.
وسنة قاشُور وقاشُورة: مُجْدِبة تَقْشِرُ كلَّ شيء، وقيل: تَقْشِرُ الناسَ؛ قال: فابْعَثْ عليهم سَنَةً قاشُورَه، تَحْتَلِقُ المالَ احْتِلاقَ النُّورَه والقَشُورُ: دواء يُقْشَرُ به الوجه ليَصْفُوَ لونُه.
وفي الحديث: لُعِنَتِ القاشرةُ والمَقْشُورة؛ هي التي تَقْشِرُ بالدواء بشرة وجهها ليصفو لونه وتعالج وجهها أَو وجه غيرها بالغُمْرة.
والمَقْشُورة: التي يفعل بها ذلك كأَنها تَقْشِرُ أَعلى الجلد.
والقاشورُ والقُشَرةُ: المَشْؤوم، وقَشَرَهم قَشْراً: شَأَمَهم.
وقولُهم: أَشأَم من قاشر؛ هو اسم فحل كان لبني عُوَافةَ بن سعد بن زيد مَناةَ بن تميم، وكانت لقومه إِبل تُذْكِرُ فاستطرقوه رجاء أَن تُؤْنِثَ إِبلُهم فماتت الأُمهات والنسل.
والقاشورُ: المَشْؤوم.
والقاشورُ: الذي يجيء في الحَلْبة آخر الليل، وهو الفِسْكِلُ والسُّكَيْتُ أَيضاً.
والقَشْوَرُ: المرأَة التي لا تحيض.
والقُشْرانِ: جناحا الجرادة الرقيقانِ.
والقاشِرة: أَول الشِّجاج لأَنها تَقْشِرُ الجلد.
وبنو قَيْشَرٍ: من عُكْلٍ.
وقُشَيْرٌ: أَبو قبيلة، وهو قُشَيْرُ بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صَعْصَعة ابن مُعَاوية بن بكر بن هوزان. غيره: وبنو قُشَير من قيس.

حمط (العباب الزاخر) [1]


الدّينْوَرِيُك من الشّجَرِ حَماطَ ومن العُشْبِ حَماطَ، فأمّا الحَاطُ من الشّجرِ فَشجَرُ التّيْنِ الجَبَلي، قال أبو زِيادٍ: هو شَبيهً بالتّيْنِ خَشَبُه وجَناَهُ وريِنُحه؛ إلاّ أن جَناه هو أصفرُ وأشدُ حُمْرةً من التّينْ، ومنَابتُه في أجوْافِ الجبَالِ، وقد يَستوَقَدُ بحَطبه ويتّخذُ خَشَبهُ لماَ ينْتَفعُ به النّاسُ يَنْنْون عليه البُيُوْتَ والخيِامَ.
وأنْشَدَ غيرُ الدّينْوَرِيّ للمتُنخلِ الهذَليّ:
وأبُواْ بالّسيوفِ بها فُـلُـول      حَوَانٍ كالعِصً من الحَمَاط

حَوَانٍ: مُنْحنَية، وقيل: سُوْدّ من الدّماء، ويُروْى: كالحنّي.
ومن احْتاَجَ إلى زَنْدَةٍ اتّخَذ منه زَنْدَةً، وتأكُلُ منه الماشِية وَرَقَة رَطْباً ويابِساً، وليس من شَجَرةٍ أحَبَ إلى الحضياتِ من الحَماطِ، قال: ولما وصَفَ أبو زَيادٍ من ألف الحياتِ من الحمَاطِ، . . . أكمل المادة قيل؛ شَيْطانُ الحَماط،،فَجَرَى مثلا، قال: "18-ب
ثُمتَ لا أدْري لَعَلى أُرْجَـمْ      بمثْلِ شَيطْانِ الحمَاط الأعْرَمْ

الشيْطانُ: الحية، والأعْرمُ: الأرْقط، وكذلك الشاةُ العرْماءُ وقال آخرُ:
ثُمت لا أدْري لَعَـلـي أقْـذف      بمثل شيطان الحماطِ الأعْراف

الأعْرفُ: الذي له عُرف، وهو أيضاً الأقرنُ:
عنْجرد تحْلُف حين أحْـلْـفِ      كَمِثْلِ شَيْطانِ الحمَاطِ أعْرفْ


وقال حميد بن ثور -رضي الله عنه- في تشبيه الزمام بالحيةّ:
فلماّ أتَتْهُ أنْشَبتْ في خَشـاشِـهِ      زِماماً كثُعْبانِ الحماَطةِ مُحْكما

قال: ومن أمثالِ العَرَب: ذئب الخمرِ وشيْطان الحماطةِ وأرْنَبُ الخلة وتَيسُ الريلِ وضبّ السحَاء وقُنْفذُ برقَةٍ قال: وأماّ الحماطُ من العُشبْ فإنّ أبا عمروٍ قال:يقُال لِيبسِ الأفانيْ: الحماطُ، وقال أبو نَصر: إذا يبستِ الحلمة فهي حَماطة.
وقولُ أبى عمرو أعْرف. قال: وأخْبرني أعْرَابي من خَشنُالمس والصليان لين.
والذي عليه العلماءُ ما قاله الأصمعي وأبو عمرو، ولا أعْلم أحَداً منهم وافق أبا نصرٍ على ما قاله؛ وأحْسبه سهواً، لأن الحلمة ليستْ من جنس الأفاني والصليان ولا من شبههما في شيءٍ.
وقال غيرُ الدينوري: شَجرُ الحماط شجر الجميز. وقولهم: أصبتُ حماطة قلبه: أي حبة قلبه، وقال ابنُ دريدٍ: حماطة القلب: دمُ القلب وهو خالصه وصمْيِمهُ، قال:
لَيتْ الغرابَ رَمى حَماطة قلْبِه      عمرو بأسهمه التي لم تلْغب

والحماطةُ -أيضاً-: حُرْقة وخُشُونة يجدُها الرّجُلُ في حَلْقه، حَكاها أبو عُبيدٍ وغيرهُ.
والحماط -أيضاً-: تبْنُ الذّرِة.
وقال الجرِميّ: حَماطان: موضه، وقال ابنُ دُريدٍ: أرّض،وقال غيرُهما: حَماطَانُ: من حبالِ الدّهْناءِ: وقال:
يا دار سَلْمى في حَماطَانَ اسْلَمِي     

"19-أ" وَحَماطّ: موْضعَ، قال ذو الرمّة:
فلماً لَقْنا بالُحـدُوجِ وقـد عَـلـتْ      حَماطاً وحِرْباءُ الضّحى مُتشاوِسُ

وقال أبو عمرو: الحمْطَةٌ: الكِنّ.وقال ابنُ دريدٍ: الحُمْطُوطُ -مِثالُ غُمْلُولٍ-: دُوْدَة رَقشاءُ تكون في الكلاٍ، قال المتُلمس:
إني كَساني أبو قابُوْس مُرْفلـو      كأنها ظرْف أطلاءِ الحماطْيِط

أطلاءً: صِغَار، وُيرْوى:"سِلْخُ أوْلادِ المخارِيط"، والمخارِيط: أوْلادُ الحباتِ. وقال أبو عمرو: هي الحَنطْيطُ -مثالُ حَمصيْص-، والجمعُ: حَماطِيْطُ، قال:
كأنّما لَونها والصبْحُ منُقشـعَ      قبل الغَزَالةِ ألْوانُ الحماطْيِط

وقال أبو سعيدٍ الضّريرُ: الحماطْيطُ -هاهنا-: جمعُ حَمطَيط وهي دُوْدَة تكون في البقلِ أيامَ الربيْعِ مُفَصلة بحمرةٍ، ويشبهُ بها تَفْصيلُ البنانِ بالحناءِ، شبهَ المتلمس وشي الحللِ بألوانِ الحماطْيط.
وقال اللْيث: الحَمطَيْطُ: نَبْتَ، وجَمْعُه الحماَطْيُط.
وقال ابنُ دريدٍ: الحمْطَاطُ: دُويبةّ تكون في العُشْبِ منَقُوْشة.
وقال كَعْبُ الأحْبارِ: من أسماءِ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في الكتبِ السالفةِ: محمدّ وأحمد والمتوّكُلُ والمخْتارُ وِحْياَطى -ومعناه عن ابنِ الأعْرابي: حامي الحرَمِ- وفاَرِقْلْيطي -أي: يفرقُ بين الحَق والباطلِ-.
وحُميطُ: رَمْلةّ من الدهنْاءِ.
وقال ابنُ دُرَيدٍ: الحمط: من قولهم حَمطتُ الشيءَ أحَمطهُ إذا قَشرتهَ، قال: وهذا فَعْلَ قد أمِيتْ. وقال أبو عمرو: يقالُ حَمطُوا على كَرِمْكُم: أي اجْعَلوا عليه شجَراً يُكنه من الشمْس. وقال يونسُ: العربُ تقولُ: إذا ضرَبْتَ فاوْجِعْ ولا تحمط فإن التحمْيطَ ليس بشيء، قال: والتّحْمِيطُ: التّصغِيِرُ؛ وهو أن يضُربَ الرّجُلُ فيقول: ما أوْجََعني ضَربةَ:"19-ب" أي لم يباُلغْ وقال ابنُ فارسٍ:الحاءُ والميمُ والطاءُ ليس أصْلاً ولا فضرْعاً ولا فيه لُغَة صحيحة إلا شيء من النبتِ أو الشّجرِ.

سبأ (لسان العرب) [2]


سَبَأَ الخَمْرَ يَسْبَؤُها سَبْأً وسِباءً ومَسْبَأً واستَبَأَها: شَراها.
وفي الصحاح: اشتراها لِيَشْرَبَها. قال ابراهيم بن هَرْمةَ: خَوْدٌ تُعاطِيكَ، بعد رَقْدَتِها، * إِذا يُلاقِي العُيونَ مَهْدَؤُها كأْساً بِفِيها صَهْباء، مُعْرَقة، * يَغْلُو بأَيدي التِّجارِ مَسْبَؤُها مُعْرَقةٌ أَي قليلةُ المِزاجِ أَي إِنها من جَوْدَتِها يَغْلُو اشتِراؤُها.
واسْتَبَأَها: مِثله.
ولا يقال ذلك إِلاَّ في الخَمرِ خاصة. قال مالك بن أَبي كعب: بَعَثْتُ إِلى حانُوتِها، فاسْتَبَأْتُها * بغيرِ مِكاسٍ في السِّوام، ولا غَصْبِ والاسم السِّباءُ، على فِعالٍ بكسر الفاءِ.
ومنه سميت الخمر سَبِيئةً. قال حَسَّانُ بن ثابِتٍ رضي اللّه تعالى عنه: كأَنَّ سَبِيئةً من بَيْتِ رأس، * يكونُ مِزاجَها عسلٌ وماءُ وخبر . . . أكمل المادة كأَنَّ في البيت الثاني وهو: على أَنْيابها، أَو طَعْمُ غَضٍّ * مِنَ التُّفَّاحِ، هَصَّرَه اجْتِناءُ وهذا البيت في الصحاح: كأَنَّ سَبِيئةً في بيت رأْسٍ قال ابن بري: وصوابه مِن بَيْتِ رأْسٍ، وهو موضع بالشام.
والسَّبَّاءُ: بَيَّاعُها. قال خالد بن عبداللّه لعُمر بن يوسف الثَّقفي: يا ابن السَّبَّاءِ، حكى ذلك أَبو حنيفة.
وهي السِّباءُ والسَّبِيئةُ، ويسمى الخَمَّار سَبَّاءً. ابن الأَنباري: حكى الكسائي: السَّبَأُ الخَمْرُ، واللَّظَأُ: الشيءُ الثَّقيل(1) (1 قوله «اللظأ الشيء الثقيل» كذا في التهذيب بالظاء المشالة أيضاً والذي في مادة لظأ من القاموس الشيء القليل.)، حكاهما مهموزين مقصورين. قال: ولم يحكهما غيره. قال: والمعروف في الخَمْرِ السِّباءُ، بكسر السين والمدّ، وإِذا اشتريت الخمر لتحملها إِلى بلد آخر قلت: سَبَيْتُها، بلا همز.
وفي حديث عمر رضي اللّه عنه: أَنه دَعا بالجِفانِ فسَبَأَ الشَّرابَ فيها. قال أبو موسى: المعنى في هذا الحديث، فيما قيل: جَمَعَها وخَبَأَها.
وسَبَأَتْه السِّياطُ والنارُ سَبْأً: لَذَعَتْه، وقيل غَيَّرتْه ولَوَّحَتْه، وكذلك الشمسُ والسَّيْرُ والحُمَّى كلهن يَسْبَأُ الإِنسانَ أَي يُغَيِّره.
وسَبَأْتُ الرجلَ سَبْأً: جَلَدْتُه.
وسَبَأَ جِلْدَه سَبْأً: أَحْرَقَه، وقيل سلَخَه. هو وسَبَأْتُه بالنار سَبْأً إِذا أَحْرَقْته بها.
وانْسَبَأَ الجِلْد: انْسَلَخَ. جلْدُه إِذا تَقَشَّر.
وقال: وقد نَصَلَ الأَظفارُ وانْسَبَأَ الجِلْدُ وإِنك لتريدُ سُبْأَةً أَي تُرِيد سَفَراً بَعِيداً يُغَيِّرُك. التهذيب: السُّبْأَةُ: السَّفَر البعيد، سمي سُبْأَةً لأَن الإِنسان إِذا طال سَفَرُه سَبَأَتْهُ الشمسُ ولَوَّحَتْه، وإِذا كان السفر قريباً قيل: تريد سَرْبةً.والـمَسْبَأُ: الطريقُ في الجبل. وسَبَأَ على يَمِينٍ كاذبة يَسْبَأُ سَبْأً: حَلَف، وقيل: سبَأَ على يَمِينٍ يَسْبَأُ سَبْأً مَرَّ عليها كاذباً غير مُكْتَرِثٍ بها.
وأَسْبَأَ لأَمر اللّه: أَخْبَتَ.
وأَسْبَأَ على الشيءِ: خَبَتَ له قَلْبُه.
وسَبَأُ: اسم رجل يَجْمع عامَّةَ قَبائل اليَمن، يُصْرَفُ على إِرادة الحَيِّ ويُتْرَك صرْفُه على إرادة القَبِيلة.
وفي التنزيل: «لقَدْ كانَ لِسَبَإٍ في مَساكِنِهم» وكان أَبو عمرو يَقرأُ لِسَبَأَ. قال: مَنْ سَبَأَ الحاضِرِينَ مَأْرِبَ، إِذْ * يَبْنُونَ، مِنْ دُونِ سَيْلِها، العَرِما وقال: أَضْحَتْ يُنَفِّرُها الوِلدانُ مِنْ سَبَإٍ، * كأَنهم، تَحتَ دَفَّيْها، دَحارِيجُ وهو سَبَأُ بن يَشْجُبَ بن يَعْرُبَ بن قَحْطانَ، يُصرف ولا يُصرف، ويمدُّ ولا يمدّ.
وقيل: اسم بلدة كانت تَسْكُنها بِلْقِيسُ.
وقوله تعالى: وجِئْتُك مِنْ سَبَإٍ بنَبَإٍ يقين. القُرَّاءُ على إِجْراءِ سَبَإٍ، وإِن لم يُجْروه كان صواباً. قال: ولم يُجْرِه أَبو عمرو بن العَلاءِ.
وقال الزجاج: سَبَأٌ هي مدينة تُعرَف بِمَأْرِب مِن صَنْعاءَ على مَسِيرةِ ثلاثِ ليالٍ، ومن لم يَصْرِفْ فلأَنه اسم مدينة، ومن صرفه فلأَنه اسم البلَد، فيكون مذكراً سمي به مذكر.
وفي الحديث ذكر سَبَأ قال: هو اسم مدينة بلقيس باليمن.
وقالوا: تَفَرَّقُوا أَيْدِي سَبا وأَيادِي سَبا، فبنوه.
وليس بتخفيف عن سَبَإٍ لأَن صورة تحقيقه ليست على ذلك، وإِنما هو بدل وذلك لكثرته في كلامهم، قال: مِنْ صادِرٍ، أَو وارِدٍ أَيْدِي سَبَا وقال كثير: أَيادِي سَبَا، يا عَزَّ، ما كُنْتُ بَعْدَكُمْ، * فَلَمْ يَحْلَ للعَيْنَيْنِ، بَعْدَكِ، مَنْزِلُ وضَرَبَتِ العَرَبُ بِهِم الـمَثَلَ في الفُرْقة لأَنه لـمَّا أَذْهَبَ اللّهُ عنهم جَنَّتَهم وغَرَّقَ مكانَهُم تَبَدَّدُوا في البلاد. التهذيب: وقولهم ذَهَبُوا أَيْدِي سَبَا أَي مُتَفَرِّقين، شُبِّهُوا بأَهلِ سَبأ لـمَّا مَزَّقهم اللّه في الأَرض كلَّ مُمَزَّقٍ، فأَخذ كلُّ طائفةٍ منهم طريقاً على حِدةٍ.
واليَدُ: الطَّرِيق، يقال: أَخَذَ القَومُ يَدَ بَحْرٍ. فقيل للقوم، إِذا تَفَرَّقوا في جهاتٍ مختلفة: ذَهَبوا أَيدي سَبَا أَي فَرَّقَتْهم طُرُقُهم التي سَلَكُوها كما تَفَرَّقَ أَهل سَبأ في مذاهبَ شَتَّى.
والعرب لا تهمز سبا في هذا الموضع لأَنه كثر في كلامهم، فاسْتَثْقَلوا فيه الهمزة، وإِن كان أَصله مهموزاً.
وقيل: سَبَأٌ اسم رجل ولَدَ عشرة بَنِينَ، فسميت القَرْية باسم أَبِيهم.
والسَّبائِيَّةُ والسَّبَئِيةُ من الغُلاةِ ويُنْسَبُون إِلى عبداللّه ابن سَبَإٍ.

قرر (لسان العرب) [3]


القُرُّ: البَرْدُ عامةً، بالضم، وقال بعضهم: القُرُّ في الشتاء والبرد في الشتاء والصيف، يقال: هذا يومٌ ذو قُرٍّ أَي ذو بَرْدٍ.
والقِرَّةُ: ما أَصاب الإِنسانَ وغيره من القُرِّ.
والقِرَّةُ أَيضاً: البرد. يقال: أَشدُّ العطش حِرَّةٌ على قِرَّةٍ، وربما قالوا: أَجِدُ حِرَّةً على قِرَّةٍ، ويقال أَيضاً: ذهبت قِرَّتُها أَي الوقتُ الذي يأْتي فيه المرض، والهاء للعلة، ومَثَلُ العرب للذي يُظهر خلاف ما يُضْمِرُ: حِرَّةٌ تحت قِرَّةٍ، وجعلوا الحارّ الشديدَ من قولهم اسْتَنحَرَّ القتلُ أَي اشتدّ، وقالوا: أَسْخَنَ اللهُ عينه والقَرُّ: اليوم البارد.
وكلُّ باردٍ: قَرُّ. ابن السكيت: القَرُورُ الماء البارد يغسل به. يقال: قد اقْتَرَرْتُ به وهو البَرُودُ، وقرَّ يومنا، من القُرّ.
وقُرَّ . . . أكمل المادة الرجلُ: أَصابه القُرُّ.
وأَقَرَّه اللهُ: من القُرِّ، فهو مَقْرُورٌ على غير قياس كأَنه بني على قُرٍّ، ولا يقال قَرَّه.
وأَقَرَّ القومُ: دخلوا في القُرِّ.
ويوم مقرورٌ وقَرٌّ وقارٌّ: بارد.
وليلة قَرَّةٌ وقارَّةٌ أَي باردة؛ وقد قَرَّتْ تَقَرّ وتَقِرُّ قَرًّا.
وليلة ذاتُ قَرَّةٍ أَي ليلة ذات برد؛ وأَصابنا قَرَّةٌ وقِرَّةٌ، وطعام قارٌّ.
وروي عن عمر أَنه قال لابن مسعود البدري: بلغني أَنك تُفْتي، وَلِّ حارَّها من تَوَلَّى قارَّها؛ قال شمر: معناه وَلِّ شَرَّها من تَولَّى خَيْرَها ووَلِّ شديدَتها من تولى هَيِّنَتها، جعل الحرّ كناية عن الشر، والشدّةَ والبردَ كناية عن الخير والهَيْنِ.
والقارُّ: فاعل من القُرِّ البرد؛ ومنه قول الحسن بن علي في جَلْدِ الوليد بن عُقْبة: وَلِّ حارَّها من تولَّى قارَّها، وامتنعَ من جَلْدِه. ابن الأَعرابي: يوم قَرٌّ ولا أَقول قارٌّ ولا أَقول يوم حَرٌّ.
وقال: تَحَرَّقت الأَرضُ واليوم قَرٌّ.
وقيل لرجل: ما نَثَرَ أَسنانَك؟ فقال: أَكلُ الحارّ وشُرْبُ القارِّ.
وفي حديث أُم زَرْعٍ: لا حَرٌّ ولا قُرٌّ؛ القُرُّ: البَرْدُ، أَرادت أَنه لا ذو حر ولا ذو برد فهو معتدل، أَرادت بالحر والبرد الكناية عن الأَذى، فالحرّ عن قليله والبرد عن كثيره؛ ومنه حديث حُذَيفة في غزوة الخَنْدَق: فلما أَخبرتُه خَبَرَ القوم وقَرَرْتُ قَرِرْتُ، أَي لما سكنتُ وجَدْتُ مَسَّ البرد.
وفي حديث عبد الملك بن عُمَيْر:لَقُرْصٌ بُرِّيٌّ بأَبْطَحَ قُرِّيٍّ؛ قال ابن الأَثير: سئل شمر عن هذا فقال: لا أَعرفه إِلا أَن يكون من القُرِّ البرد.
وقال اللحياني: قَرَّ يومُنا يَقُرُّ، ويَقَرُّ لغة قليلة.والقُرارة: ما بقي في القِدْرِ بعد الغَرْفِ منها.
وقَرَّ القِدْرَ يَقُرُّها قَرًّا: فَرَّغَ ما فيها من الطبيخ وصب فيها ماء بارداً كيلا تحترق.
والقَرَرَةُ والقُرَرَة والقَرارة والقِرارة والقُرورةُ، كلّه: اسم ذلك الماء.
وكلُّ ما لَزِقَ بأَسفل القِدْر من مَرَقٍ أَو حُطامِ تابِلٍ محترق أَو سمن أَو غيره: قُرّة وقُرارة وقُرُرَة، بضم القاف والراء، وقُرَرة، وتَقَرَّرَها واقْتَرَّها: أَخذها وائْتَدَمَ بها. يقال: قد اقْتَرَّتِ القِدْرُ وقد قَرَرْتُها إِذا طبخت فيها حتى يَلْصَقَ بأَسفلها، وأَقْرَرْتها إِذا نزعت ما فيها مما لَصِقَ بها؛ عن أَبي زيد.
والقَرُّ: صبُّ الماء دَفْعَة واحدة.
وتَقَرَّرتِ الإِبلُ: صَبَّتْ بولها على أَرجلها.
وتَقَرَّرَت: أَكلت اليَبِسَ فتَخَثَّرت أَبوالُها.
والاقْتِرار: أَي تأْكل الناقةُ اليبيسَ والحِبَّةَ فَيَتَعَقَّدَ عليها الشحمُ فتبول في رجليها من خُثُورة بولها.
ويقال: تَقَرَّرت الإِبل في أَسْؤُقها، وقَرّت تَقِرُّ: نَهِلَتْ ولم تَعُلَّ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: حتى إِذا قَرَّتْ ولمّا تَقْرِرِ، وجَهَرَت آجِنَةً، لم تَجْهَرِ ويروى أَجِنَّةً.
وجَهَرَتْ: كَسَحَتْ.
وآجنة: متغيرة، ومن رواه أَجِنَّةَ أَراد أَمْواهاً مندفنة، على التشبيه بأَجنَّة الحوامل.
وقَرَّرت الناقةُ ببولها تَقْريراً إِذا رمت به قُرَّةً بعد قُرَّةٍ أَي دُفْعَةً بعد دُفْعة خاثراً من أَكل الحِبّة؛ قال الراجز: يُنْشِقْنَه فَضْفاضَ بَوْلٍ كالصَّبَرْ، في مُنْخُرَيْه، قُرَراً بَعْدَ قُرَرْ قرراً بعد قرر أَي حُسْوَة بعد حُسْوَة ونَشْقَةً بعد نَشْقة. ابن الأَعرابي: إِذا لَقِحَت الناقة فهي مُقِرٌّ وقارِحٌ، وقيل: إِن الاقْترارَ السِّمنُ، تقول: اقْتَرَّتِ الناقةُ سَمِنَتْ؛ وأَنشد لأَبي ذؤيب الهذلي يصف ظبية: به أَبِلَتْ شَهْرَي رَبيعٍ كلاهما، فقد مارَ فيها نَسْؤُها واقترارُها نسؤها: بَدْءُ سمنها، وذلك إِنما يكون في أَوّل الربيع إِذا أَكلت الرُّطْبَ، واقترارُها: نهاية سمنها، وذلك إِنما يكون إِذا أَكلت اليبيس وبُزُور الصحراء فعَقَّدَتْ عليها الشحم.
وقَرَّ الكلامَ والحديث في أُذنه يَقُرُّه قَرّاً: فَرَّغه وصَبَّه فيها، وقيل هو إِذا سارَّه. ابن الأَعرابي: القَرُّ تَرْدِيدُك الكلام في أُذن الأَبكم حتى يفهمه. شمر: قَرَرْتُ الكلامَ في أُذنه أَقُرُّه قَرّاً، وهو أَن تضع فاك على أُذنه فتجهر بكلامك كما يُفعل بالأَصم، والأَمر: قُرَّ.
ويقال: أَقْرَرْتُ الكلامَ لفلان إِقراراً أَي بينته حتى عرفه.
وفي حديث استراق السمع: يأْتي الشيطانُ فَيَتَسَمَّعُ الكلمةَ فيأْتي بها إِلى الكاهن فَيُقِرُّها في أُذنه كما تُقَرُّ القارورةُ إِذا أُفرغ فيها، وفي رواية: فيَقْذفها في أُذن وَلِيِّه كقَرِّ الدجاجة؛ القَرُّ: ترديدك الكلام في أُذن المخاطَب حتى يفهمه.
وقَرُّ الدجاجة: صوتُها إِذا قطعته، يقال: قَرَّتْ تَقِرُّ قَرّاً وقَرِيراً، فإِن رَدَّدَتْه قلت: قَرْقَرَتْ قَرْقَرَةً، ويروى: كقَزِّ الزجاجة، بالزاي، أَي كصوتها إِذا صُبَّ فيها الماء.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: أَن النبي،صلى الله عليه وسلم، قال: تنزل الملائكة في العَنانِ وهي السحابُ فيتحدثون ما علموا به مما لم ينزل من الأَمر، فيأْتي الشيطان فيستمع فيسمع الكلمة فيأْتي بها إِلى الكاهن فيُقِرُّها في أُذنه كما تُقَرُّ القارورةُ إِذا أُفرغ فيها مائة كِذْبةٍ.
والقَرُّ: الفَرُّوج.
واقْتَرَّ بالماء البارد: اغتسل.
والقَرُورُ: الماء البارد يُغْتَسل به.
واقْتَرَرْتُ بالقَرُور: اغتسلت به.
وقَرَّ عليه الماءَ يَقُرُّه: صبه.
والقَرُّ: مصدر قَرَّ عليه دَلْوَ ماء يَقُرُّها قَرّاً، وقَرَرْتُ على رأْسه دلواً من ماء بارد أَي صببته.
والقُرّ، بالضم: القَرار في المكان، تقول منه قَرِرْتُ بالمكان، بالكسر، أَقَرُّ قَراراً وقَرَرْتُ أَيضاً، بالفتح، أَقِرُّ قراراً وقُروراً، وقَرَّ بالمكان يَقِرُّ ويَقَرُّ، والأُولى أَعلى؛ قال ابن سيده: أَعني أَن فَعَلَ يَفْعِلُ ههنا أَكثر من فَعَلَ يَفْعَلُ قَراراً وقُروراً وقَرّاً وتَقْرارةً وتَقِرَّة، والأَخيرة شاذة؛ واسْتَقَرَّ وتَقارَّ واقْتَرَّه فيه وعليه وقَرَّره وأَقَرَّه في مكانه فاستقرَّ.
وفلان ما يَتَقارُّ في مكانه أَي ما يستقرّ.
وفي حديث أَبي موسى: أُقِرَّت الصلاة بالبر والزكاة؟، وروي: قَرَّتْ أَي اسْتَقَرَّت معهما وقُرِنت بهما، يعني أَن الصلاة مقرونة بالبر، وهو الصدق وجماع الخير، وأَنها مقرونة بالزكاة في القرآن مذكورة معها.
وفي حديث أَبي ذر: فلم أَتَقارَّ أَن قمتُ أَي لم أَلْبَثْ، وأَصله أَتَقارَر، فأُدغمت الراء في الراء.
وفي حديث نائل مولى عثمان: قلنا لرَباح ابن المُغْتَرِف: غَنِّنا غِناءَ أَهل القَرارِ أَي أَهل الحَضَر المستقرِّين في منازلهم لا غِناءَ أَهل البَدْو الذين لا يزالون متنقلين. الليث: أَقْرَرْتُ الشيء في مَقَرِّه ليَقِرّ.
وفلان قارٌّ: ساكنٌ، وما يَتَقَارُّ في مكانه.
وقوله تعالى: ولكم في الأَرض مُسْتَقَرّ؛ أَي قَرار وثبوت.
وقوله تعالى: لكل نَبَإِ مُسْتَقَرّ؛ أَي لكل ما أُنبأْتكم عن الله عز وجل غاية ونهاية ترونه في الدنيا والآخرة.
والشمسُ تجري لمُسْتَقَرٍّ لها؛ أَي لمكان لا تجاوزه وقتاً ومحلاًّ وقيل لأَجَلٍ قُدِّر لها.
وقوله تعالى: وقَرْنَ وقِرْنَ، هو كقولك ظَلْنَ وظِلْنَ؛ فقَرْنَ على أَقْرَرْنَ كظَلْنَ على أَظْلَلْنَ وقِرنَ على أَقْرَرنَ كظِلْنَ على أَظْلَلنَ.
وقال الفراء: قِرْنَ في بيوتكنَّ؛ هو من الوَقار.
وقرأَ عاصم وأَهل المدينة: وقَرْن في بيوتكن؛ قال ولا يكون ذلك من الوَقار ولكن يُرَى أَنهم إِنما أَرادوا: واقْرَرْنَ في بيوتكن، فحذف الراء الأُولى وحُوّلت فتحتها في القاف، كما قالوا: هل أَحَسْتَ صاحِبَك، وكما يقال فَظِلْتم، يريد فَظَلِلْتُمْ؛ قال: ومن العرب من يقول: واقْرِرْنَ في بيوتكن، فإِن قال قائل: وقِرْن، يريد واقْرِرْنَ فتُحَوَّلُ كسرة الراء إِذا أُسقطت إِلى القاف، كان وجهاً؛ قال: ولم نجد ذلك في الوجهين مستعملاً في كلام العرب إِلا في فعَلْتم وفَعَلْتَ وفَعَلْنَ، فأَما في الأَمر والنهي والمستقبل فلا، إِلا أَنه جوّز ذلك لأَن اللام في النسوة ساكنة في فَعَلْن ويَفْعَلن فجاز ذلك؛ قال: وقد قال أَعرابي من بني نُمَيْر: يَنْحِطْنَ من الجبل، يريد ينْحَطِطْنَ، فهذا يُقَوِّي ذلك.
وقال أَبو الهيثم: وقِرْنَ في بيوتكن، عندي من القَرارِ، وكذلك من قرأَ: وقَرْنَ، فهو من القَرارِ، وقال: قَرَرْتُ بالمكان أَقِرُّ وقَرَرْتُ أَقَرُّ.
وقارّه مُقارَّةً أَي قَرّ معه وسَكَنَ.
وفي حديث ابن مسعود: قارُّوا الصلاةَ،هو من القَرارِ لا من الوَقارِ، ومعناه السكون، أَي اسكنوا فيها ولا تتحرّكوا ولا تَعْبَثُوا، وهو تَفَاعُلٌ، من القَرارِ.
وتَقْرِيرُ الإِنسان بالشيء: جعلُه في قَراره؛ وقَرَّرْتُ عنده الخبر حتى اسْتَقَرَّ.والقَرُور من النساء: التي تَقَِرّ لما يُصْنَعُ بها لا تَرُدّ المُقَبِّلَ والمُراوِِدَ؛ عن اللحياني، كأَنها تَقِرُّ وتسكن ولا تَنْفِرُ من الرِّيبَة.
والقَرْقَرُ: القاعُ الأَمْلَسُ، وقيل: المستوي الأَملس الذي لا شيء فيه.والقَرارة والقَرارُ: ما قَرَّ فيه الماء.
والقَرارُ والقَرارةُ من الأَرض: المطمئن المستقرّ، وقيل: هو القاعُ المستدير، وقال أَبو حنيفة: القَرارة كل مطمئن اندفع إِليه الماء فاستقَرّ فيه، قال: وهي من مكارم الأَرض إِذا كانت سُهولةٌ.
وفي حديث ابن عباس وذكر علّياً فقال: عِلْمِي إِلى علمه كالقَرارة في المُثْعَنْجَرِ؛ القَرارةُ المطمئن من الأَرض وما يستقرّ فيه ماء المطر، وجمعها القَرارُ.
وفي حديث يحيى بن يَعْمَر: ولحقت طائفةٌ بقَرارِ الأَودية.
وفي حديث الزكاة: بُطِحَ له بِقاعٍ قَرْقَرٍ؛ هو المكان المستوي.
وفي حديث عمر: كنت زَميلَه في غَزْوة قَرقَرةِِ الكُدْرِ؛ هي غزوة معروفة، والكُدْرُ: ماء لبني سليم: والقَرْقَرُ: الأَرض المستوية، وقيل: إِن أَصل الكُدْرِ طير غُبْرٌ سمي الموضعُ أَو الماء بها؛ وقول أَبي ذؤيب: بقَرارِ قِيعانٍ سقَاها وابلٌ واهٍ، فأَثْجَمَ بُرْهَةً لا يُقْلِعُ قال الأَصمعي: القَرارُ ههنا جمع قَرارةٍ؛ قال ابن سيده: وإِنما حمل الأَصمعي على هذا قولُه قِيعان ليضيف الجمع إِلى الجمع، أَلا ترى أَن قراراً ههنا لو كان واحداً فيكون من باب سَلٍّ وسَلَّة لأَضاف مفرداً إِلى جمعف وهذا فيه ضرب من التناكر والتنافر. ابن شميل: بُطونُ الأَرض قَرارُها لأَن الماء يستقرّ فيها.
ويقال: القَرار مُسْتَقَرُّ الماء في الروضة. ابن الأَعرابي: المَقَرَّةُ الحوض الكبير يجمع فيه الماء، والقَرارة القاعُ المستدير، والقَرْقَرة الأَرض الملساء ليست بجِدِّ واسعةٍ، فإِذا اتسعت غلب عليها اسم التذكير فقالوا قَرْقَرٌ؛ وقال عبيد: تُرْخِي مَرابِعَها في قَرْقَرٍ ضاحِي قال: والقَرَِقُ مثل القَرْقَرِ سواء.
وقال ابن أَحمر: القَرْقَرة وسطُ القاع ووسطُ الغائط المكانُ الأَجْرَدُ منه لا شجر فيه ولا دَفَّ ولا حجارة، إِنما هي طين ليست بجبل ولا قُفٍّ، وعَرْضُها نحو من عشرة أَذراع أَو أَقل، وكذلك طولها؛ وقوله عز وجل: ذاتِ قَرارٍ ومَعِينٍ؛ هو المكان المطمئن الذي يستقرّ فيه الماء.
ويقال للروضة المنخفضة: القَرارة.
وصار الأَمر إِلى قَراره ومُسْتَقَرِّه: تَناهَى وثبت.
وقولهم عند شدّة تصيبهم: صابتْ بقُرٍّ أَي صارت الشدّةُ إِلى قَرارها، وربما قالوا: وَقَعَت بقُرٍّ، وقال ثعلب: معناه وقعت في الموضع الذي ينبغي. أَبو عبيد في باب الشدّة: صابتْ بقُرٍّ إِذا نزلت بهم شدّة، قال: وإِنما هو مَثَل. الأَصمعي: وقع الأَمرُ بقُرِّه أَي بمُسْتَقَرّه؛ وأَنشد:لعَمْرُكَ، ما قَلْبي على أَهله بحُرّ، ولا مُقْصِرٍ، يوماً، فيأْتيَني بقُرّْ أَي بمُسْتَقَرّه؛ وقال عَدِيُّ بنُ زيد: تُرَجِّيها، وقد وقَعَتْ بقُرٍّ، كما تَرْجُو أَصاغِرَها عَتِيبُ ويقال للثائر إِذا صادفَ ثَأْرَه: وقَعْتَ بقُرِّكَ أَي صادَفَ فؤادُك ما كان مُتَطَلِّعاً إِليه فتَقَرّ؛ قال الشَّمَّاخ: كأَنها وابنَ أَيامٍ تُؤَبِّنُه، من قُرَّةِ العَْنِ، مُجْتابا دَيابُوذِ أَي كأَنهما من رضاهما بمرتعهما وترك الاستبدال به مُجتابا ثوبٍ فاخِرٍ فهما مسروران به؛ قال المنذريّ: فعُرِضَ هذا القولُ على ثعلب فقال هذا الكلام أَي سَكَّنَ اللهُ عينَه بالنظر إِلى ما يحب.
ويقال للرجل: قَرْقارِ أَي قِرَّ واسكنْ. قال ابن سيده: وقَرَّتْ عينُه تَقَرّ؛ هذه أَعلى عن ثعلب، أَعني فَعِلَتْ تَفْعَلُ، وقَرَّت تَقِرُّ قَرَّة وقُرَّةً؛ الأَخيرة عن ثعلب، وقال: هي مصدر، وقُرُوراً، وهي ضدُّ سَخِنتْ، قال: ولذلك اختار بعضهم أَن يكون قَرَّت فَعِلَت ليجيء بها على بناء ضدّها، قال: واختلفوا في اشتقاق ذلك فقال بعضهم: معناه بَرَدَتْ وانقطع بكاؤها واستحرارُها بالدمع فإِن للسرور دَمْعَةً باردةً وللحزن دمعة حارة، وقيل: هو من القَرارِ، أَي رأَت ما كانت متشوّقة إِليه فقَرَّتْ ونامت.
وأَقَرَّ اللهُ عينَه وبعينه، وقيل: أَعطاه حتى تَقَرَّ فلا تَطْمَحَ إِلى من هو فوقه، ويقال: حتى تَبْرُدَ ولا تَسْخَنَ، وقال بعضهم: قَرَّت عينُه مأْخوذ من القَرُور، وهو الدمع البارد يخرج مع الفرح، وقيل: هو من القَرارِ، وهو الهُدُوءُ، وقال الأَصمعي: أَبرد اللهُ دَمْعَتَه لأَن دَمْعَة السرور باردة.
وأَقَرَّ الله عينه: مشتق من القَرُور، وهو الماء البارد، وقيل: أَقَرَّ اللهُ عينك أَي صادفت ما يرضيك فتقرّ عينك من النظر إِلى غيره، ورضي أَبو العباس هذا القول واختاره، وقال أَبو طالب: أَقرَّ الله عينه أَنام الله عينه، والمعنى صادف سروراً يذهب سهره فينام؛ وأَنشد: أَقَرَّ به مواليك العُيونا أَي نامت عيونهم لما ظَفِرُوا بما أَرادوا.
وقوله تعالى: فكلي واشربي وقَرِّي عَيناً؛ قال الفراء: جاء في التفسير أَي طيبي نفساً، قال: وإِنما نصبت العين لأَن الفعل كان لها فصيرته للمرأَة، معناه لِتَقَرَّ عينُك، فإِذا حُوِّل الفعلُ عن صاحبه نصب صاحب الفعل على التفسير.
وعين قَرِيرةٌ: قارَّة، وقُرَّتُها: ما قَرَّت به.
والقُرَّةُ: كل شيء قَرَّت به عينك، والقُرَّةُ: مصدر قَرَّت العين قُرَّةً.
وفي التنزيل العزيز: فلا تعلم نفسٌ ما أُخفِيَ لهم من قُرَّةِ أَعْيُنٍ؛ وقرأَ أَبو هريرة: من قُرَّاتِ أَعْيُن، ورواه عن النبي،صلى الله عليه وسلم.
وفي حديث الاستسقاء: لو رآك لقَرَّتْ عيناه أَي لَسُرَّ بذلك وفَرِحَ، قال: وحقيقته أَبْرَدَ اللهُ دَمْعَةَ عينيه لأَن دمعة الفرح باردة، وقيل: أَقَرَّ الله عينك أَي بَلَّغَك أُمْنِيَّتك حتى تَرْضَى نَفْسُك وتَسْكُنَ عَيْنُك فلا تَسْتَشْرِفَ إِلى غيره؛ ورجل قَرِيرُ العين وقَرِرْتُ به عيناً فأَنا أَقَرُّ وقَرَرْتُ أَقِرُّ وقَرِرْتُ في الموضع مثلها.
ويومُ القَرِّ: اليوم الذي يلي عيد النحر لأَن الناس يَقِرُّونَ في منازلهم، وقيل: لأَنهم يَقِرُّون بمنًى؛ عن كراع، أَي يسكنون ويقيمون.
وفي الحديث: أَفضلُ الأَيام عند الله يومُ النحر ثم يوم القَرِّ؛ قال أَبو عبيد: أَراد بيوم القَرِّ الغَدَ من يوم النحر، وهو حادي عشر ذي الحجة، سمي يومَ القَرِّ لأَن أَهل المَوْسِمِ يوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر في تعب من الحج، فإِذا كان الغدُ من يوم النحر قَرُّوا بمنًى فسمي يومَ القَرِّ؛ ومنه حديث عثمان: أَقِرُّوا الأَنفس حتى تَزْهَقَ أَي سَكِّنوا الذبائح حتى تُفارقها أَرواحها ولا تُعْجِلُوا سَلْخها وتقطيعها.
وفي حديث البُراق: أَنه استصعبَ ثم ارْفَضَّ وأَقَرَّ أَي سكن وانقاد.
ومَقَرُّ الرحم: آخِرُها، ومُسْتَقَرُّ الحَمْل منه.
وقوله تعالى: فمستقرٌّ ومستودع؛ أَي فلكم في الأَرحام مستقر ولكم في الأَصلاب مستودع، وقرئ: فمستقِرٌّ ومُسْتَوْدَعٌ؛ أَي مستقرّ في الرحم، وقيل: مستقرّ في الدنيا موجود، ومستودعَ في الأَصلاب لم يخلق بَعْدُ؛ وقال الليث: المستقر ما ولد من الخلق وظهر على الأَرض، والمستودَع ما في الأَرحام، وقيل: مستقرّها في الأَصلاب ومستودعها في الأَرحام، وسيأْتي ذكر ذلك مستوفى في حرف العين، إِن شاءَ الله تعالى، وقيل: مُسْتَقِرٌّ في الأَحياء ومستودَع في الثَّرَى.
والقارورة: واحدة القَوارير من الزُّجاج، والعرب تسمي المرأَة القارورة وتكني عنها بها.والقارُورُ: ما قَرَّ فيه الشرابُ وغيره، وقيل: لا يكون إِلا من الزجاج خاصة.
وقوله تعالى: قَوارِيرَ قواريرَ من فضة؛ قال بعض أَهل العلم: معناه أَوانيَ زُجاج في بياض الفضة وصفاء القوارير. قال ابن سيده: وهذا حسن، فأَما من أَلحق الأَلف في قوارير الأَخيرة فإِنه زاد الأَلف لتَعْدِلَ رؤوس الآي.
والقارورة: حَدَقة العين، على التشبيه بالقارورة من الزجاج لصفائها وأَن المتأَمّل يرى شخصه فيها؛ قال رؤبة: قد قَدَحَتْ من سَلْبِهِنَّ سَلْبا قارورةُ العينِ، فصارتْ وَقْبا ابن الأَعرابي: القَوارِيرُ شجر يشبه الدُّلْبَ تُعمل منه الرِّحالُ والموائد.
وفي الحديث: أَن النبي،صلى الله عليه وسلم، قال لأَنْجَشةَ وهو يَحْدُو بالنساء: رِفْقاً بالقَوارير؛ أَراد،صلى الله عليه وسلم، بالقوارير النساء، شبههن بالقوارير لضعف عزائمهن وقلة دوامهن على العهد، والقواريرُ من الزُّجاج يُسْرِع إِليها الكسر ولا تقبل الجَبْرَ، وكان أَنْجَشَةُ يحدو بهن رِكابَهُنَّ ويرتجز بنسيب الشعر والرجز وراءهن، فلم يُؤْمَنْ أَن يصيبهن ما يسمعن من رقيق الشعر فيهن أَو يَقَعَ في قلوبهن حُداؤه، فأَمر أَنجشَةَ بالكف عن نشيده وحُدائه حِذارَ صَبْوَتِهن إِلى غير الجميل، وقيل: أَراد أَن الإِبل إِذا سمعت الحُداء أَسرعت في المشي واشتدت فأَزعجت الراكبَ فأَتعبته فنهاه عن ذلك لأَن النساء يضعفن عن شدة الحركة.
وواحدةُ القوارير: قارورةٌ، سميت بها لاستقرار الشراب فيها.
وفي حديث عليّ: ما أَصَبْتُ مُنْذُ وَلِيتُ عملي إِلا هذه القُوَيْرِيرةَ أَهداها إِليّ الدِّهْقانُ؛ هي تصغير قارورة.
وروي عن الحُطَيْئة أَنه نزل بقوم من العرب في أَهله فسمع شُبَّانَهم يَتَغَنَّوْنَ فقال: أَغْنُوا أَغانيَّ شُبَّانِكم فإِن الغِناء رُقْيَةُ الزنا.
وسمع سليمانُ ابن عبد الملك غِناءَ راكب ليلاً، وهو في مِضْرَبٍ له، فبعث إِليه من يُحْضِرُه وأَمر أَن يُخْصَى وقال: ما تسمع أُنثى غِناءه إِلا صَبَتْ إِليه؛ قال: وما شَبَّهْتُه إِلا بالفحل يُرْسَلُ في الإِبل يُهَدِّرُ فيهن فيَضْبَعُهنّ.
والاقْترارُ: تتبع ما في بطن الوادي من باقي الرُّطْبِ، وذلك إِذا هاجت الأَرض ويَبِستْ مُتونُها.
والاقترارُ: استقرارُ ماء الفحل في رحم الناقة؛ قال أَبو ذؤيب: فقد مار فيها نسؤها واقترارها قال ابن سيده: ولا أَعرف مثل هذا، اللهم إِلا أَن يكون مصدراً وإِلا فهو غريب ظريف، وإِنما عبر بذلك عنه أَبو عبيد ولم يكن له بمثل هذا علم، والصحيح أَن الاقترار تَتَبُّعُها في بطون الأَوْدِية النباتَ الذي لم تصبه الشمس.
والاقترارُ: الشِّبَعُ.
وأَقَرَّت الناقةُ: ثبت حملها.
واقْتَرَّ ماءُ الفحل في الرحم أَي استقرَّ. أَبو زيد: اقترارُ ماء الفحل في الرحم أَن تبولَ في رجليها، وذلك من خُثورة البول بما جرى في لحمها. تقول: قد اقْتَرَّت، وقد اقْتَرَّ المالُ إثذا شَبِعَ. يقال ذلك في الناس وغيرهم.
وناقة مُقِرٌّ: عَقَّدَتْ ماء الفحل فأَمسكته في رحمها ولم تُلْقِه.
والإِقرارُ: الإِذعانُ للحق والاعترافُ به. أَقَرَّ بالحق أَي اعترف به.
وقد قَرَّرَه عليه وقَرَّره بالحق غيرُه حتى أَقَرَّ.
والقَرُّ: مَرْكَبٌ للرجال بين الرَّحْل والسَّرْج، وقيل: القَرُّ الهَوْدَجُ؛ وأَنشد: كالقَرِّ ناسَتْ فوقَه الجَزاجِزُ وقال امرؤ القيس: فإِمَّا تَرَيْني في رِحالةِ جابرٍ على حَرَجٍ كالقَرِّ، تَخْفِقُ أَكفاني وقيل: القَرُّ مَرْكَبٌ للنساء.
والقَرارُ: الغنم عامَّةً؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: أَسْرَعْت في قَرارِ، كأَنما ضِرارِي أَرَدْتِ يا جَعارِ وخصَّ ثعلبٌ به الضأْنَ.
وقال الأَصمعي: القَرارُ والقَرارةُ النَّقَدُ، وهو ضربٌ من الغَنَمِ قصار الأَرْجُل قِباح الوجوه. الأَصمعي: القَرار النَّقَدُ من الشاء وهي صغارٌ، وأَجودُ الصوف صوف النَّقَدِ؛ وأَنشد لعلقمة بن عبدة: والمالُ صُوفُ قَرارٍ يَلْعَبونَ به، على نِقادَتِه، وافٍ ومَجْلُومُ أَي يقل عند ذا ويكثر عند ذا.
والقُرَرُ: الحَسا، واحدتها قُرَّة؛ حكاها أَبو حنيفة؛ قال ابن سيده: ولا أَدري أَيَّ الحَسا عنى أَحَسَا الماء أَم غيره من الشراب.
وطَوَى الثَّوْبَ على قَرِّه: كقولك على غَرّه أَي على كَسْرِه، والقَرُّ والغَرُّ والمَقَرُّ: كَسْرُ طَيِّ الثوب.
والمَقَرّ: موضعٌ وسطَ كاظمةَ،وبه قبر غالب أَبي الفرزدق وقبر امرأَة جرير؛ قال الراعي: فصَبَّحْنَ المَقَرَّ، وهنّ خُوصٌ، على رَوَحٍ يُقَلِّبْنَ المَحارا وقيل: المَقَرُّ ثنيةُ كاظِمةَ.
وقال خالدُ بن جَبَلَة: زعم النُّمَيْرِي أَن المَقَرّ جبل لبني تميم.
وقَرَّتِ الدَّجاجةُ تَقِرّ قَرًّا وقَرِيراً: قَطَعتْ صوتَها وقَرْقَرَتْ رَدَّدَتْ صوتَها؛ حكاه ابن سيده عن الهروي في الغريبين.
والقِرِّيَّة: الحَوْصلة مثل الجِرِّيَّة.
والقَرُّ: الفَرُّوجةُ؛ قال ابن أَحمر: كالقَرِّ بين قَوادِمٍ زُعْرِ قال ابن بري: هذا العَجُزُ مُغَيَّر، قال: وصواب إِنشاد البيت على ما روته الرواة في شعره: حَلَقَتْ بنو غَزْوانَ جُؤْجُؤَه والرأْسَ، غيرَ قَنازِعٍ زُعْرِ فَيَظَلُّ دَفَّاه له حَرَساً، ويَظَلُّ يُلْجِئُه إِلى النَّحْرِ قال هذا يصف ظليماً.
وبنو غزوان: حيّ من الجن، يريد أَن جُؤْجُؤَ هذا الظليم أَجربُ وأَن رأْسه أَقرع، والزُّعْرُ: القليلة الشعر.
ودَفَّاه: جناحاه، والهاء في له ضمير البيض، أَي يجعل جناجيه حرساً لبيضه ويضمه إِلى نحره، وهو معنى قوله يلجئه إِلى النحر.
وقُرَّى وقُرَّانُ: موضعان.
والقَرْقَرة: الضحك إِذا اسْتُغْرِبَ فيه ورُجِّعَ.
والقَرْقَرة: الهدير، والجمع القَراقِرُ.
والقَرْقَرة: دُعاء الإِبل، والإِنْقاضُ: دعاء الشاء والحمير؛ قال شِظَاظٌ: رُبَّ عَجُوزٍ من نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ، عَلَّمْتُها الإِنْقاضَ بعد القَرْقَره أَي سبيتها فحوّلتها إِلى ما لم تعرفه.
وقَرْقَر البعيرُ قَرْقَرة: هَدَر، وذلك إِذا هَدَلَ صوتَه ورَجَّع، والاسم القَرْقارُ. يقال: بعير قَرْقارُ الهَدِير صافي الصوت في هَديرِه؛ قال حُمَيدٌ: جاءت بها الوُرَّادُ يَحْجِزُ بينَها سُدًى، بين قَرْقارِ الهَدِير، وأَعْجَما وقولهم: قَرْقارِ، بُنِيَ على الكسر وهو معدول، قال: ولم يسمع العدل من الرباعي إِلا في عَرْعارِ وقَرْقارِ؛ قال أَبو النجم العِجْلِيُّ: حتى إِذا كان على مَطارِ يُمناه، واليُسْرى على الثَّرْثارِ قالت له ريحُ الصَّبا: قَرْقارِ، واخْتَلَطَ المعروفُ بالإِنْكارِ يريد: قالت لسحاب قَرْقارِ كأَنه يأْمر السحاب بذلك.
ومَطارِ والثَّرْثارُ: موضعان؛ يقول: حتى إِذا صار يُمْنى السحاب على مَطارِ ويُسْراه على الثَّرْثارِ قالت له ريح الصَّبا: صُبَّ ما عندك من الماء مقترناً بصوت الرعد، وهو قَرْقَرَته، والمعنى ضربته ريح الصَّبا فدَرَّ لها، فكأَنها قالت له وإِن كانت لا تقول.
وقوله: واختلط المعروف بالإِنكار أَي اختلط ما عرف من الدار بما أُنكر أَي جَلَّلَ الأَرضَ كلَّها المطرُ فلم يعرف منها المكان المعروف من غيره.
والقَرْقَرة: نوع من الضحك، وجعلوا حكاية صوت الريح قَرْقاراً.
وفي الحديث: لا بأْس بالتبسم ما لم يُقَرْقِرْ؛ القَرْقَرة: الضحك لعالي.
والقَرْقَرة: لقب سعد الذي كان يضحك منه النعمان بن المنذر.
والقَرْقَرة: من أَصوات الحمام، وقد قَرْقَرَتْ قَرْقَرَةً وقَرْقَرِيراً نادرٌ؛ قال ابن جني: القَرْقِيرُ فَعْلِيلٌ، جعله رُباعيّاً، والقَرْقارَة: إِناء، سيت بذلك لقَرْقَرَتها.
وقَرْقَرَ الشرابُ في حلقه: صَوَّت.
وقَرْقَرَ بطنُه صَوَّت. قال شمر: القَرْقَرة قَرْقَرةُ البطن، والقَرْقَرة نحو القَهْقهة، والقَرْقَرة قَرْقَرةُ الحمام إِذا هَدَر، والقَرْقَر قَرْقَرة الفحل إِذا هَدَر، وهو القَرْقَرِيرُ.
ورجل قُرارِيٌّ: جَهيرُ الصوت؛ وأَنشد: قد كان هَدَّاراً قُراقِرِيَّا والقُراقِرُ والقُراقِرِيّ: الحَسَنُ الصوت؛ قال: فيها عِشاشُ الهُدْهُدِ القُراقِر ومنه: حادٍ قُراقِرٌ وقُراقِرِيٌّ جيد الصوت من القَرْقَرة؛ قال الراجز: أَصْبَح صَوْتُ عامِرٍ صَئِيَّا، من بعدِ ما كان قُراقِرِيّا، فمن يُنادي بعدَك المَطِيّاف والقُراقِرُ: فرس عامر بن قيس؛ قال: وكانَ حدَّاءً قُراقِرِيَّا والقَرارِيُّ: الحَضَريّ الذي لا يَنْتَجِعُ يكون من أَهل الأَمصار، وقيل: إِن كل صانع عند العرب قَرارِيّ.
والقَرارِيُّ: الخَيَّاط؛ قال الأَعشى: يَشُقُّ الأُمُورَ ويَجْتابُها كشَقِّ القَرارِيِّ ثوبَ الرَّدَنْ قال: يريد الخَيَّاطَ؛ وقد جعله الراعي قَصَّاباً فقال: ودَارِيٍّ سَلَخْتُ الجِلْدَ عنه، كما سَلَخ القَرارِيُّ الإِهابا ابن الأَعرابي: يقال للخياط القَرارِيُّ والفُضُولِيُّ، وهو البَيطَرُ والشَّاصِرُ.
والقُرْقُورُ: ضرب من السفن، وقيل: هي السفينة العظيمة أَو الطويلة، والقُرْقُورُ من أَطول السفن، وجمعه قَراقير؛ ومنه قول النابغة: قَراقِيرُ النَّبيطِ على التِّلالِ وفي حديث صاحب الأُخْدُودِ: اذْهَبُوا فاحْمِلُوه في قُرْقُورٍ؛ قال: هو السفينة العظيمة.
وفي الحديث: فإِذا دَخَلَ أَهل الجنةِ الجنةَ ركب شهداءُ البحر في قَراقيرَ من دُرّ.
وفي حديث موسى، عليه السلام: رَكِبُوا القَراقِيرَ حتى أَتوا آسِيَةَ امرأَة فرعون بتابُوتِ موسى.
وقُراقِرُ وقَرْقَرى وقَرَوْرى وقُرَّان وقُراقِريّ: مواضع كلها بأَعيانها معروفة.
وقُرَّانُ: قرية باليمامة ذات نخل وسُيُوحٍ جاريةٍ؛ قال علقمة:سُلاءَة كَعصَا النَّهْدِيِّ غُلَّ لَها ذُو فِيئَةٍ، من نَوى قُرَّانَ، مَعْجومُ ابن سيده: قُراقِرُ وقَرْقَرى، على فَعْلَلى، موضعان، وقيل: قُراقِرُ، على فُعالل، بضم القاف، اسم ماء بعينه، ومنه غَزَاةُ قُراقِر؛ قال الشاعر:وَهُمْ ضَرَبُوا بالحِنْوِ، حِنْوِ قُراقِرٍ، مُقَدِّمَةَ الهامُرْزِ حَتَّى تَوَلَّتِ قال ابن بري: البيت للأَعشى، وصواب إِنشاده: هُمُ ضربوا؛ وقبله: فِدًى لبني دُهْلِ بنِ شَيْبانَ ناقَتِي، وراكبُها يومَ اللقاء، وقَلَّتِ قال: هذا يذكِّر فعل بني ذهل يوم ذي قار وجعل النصر لهم خاصة دون بني بكر بن وائل.
والهامُرْزُ: رجل من العجم، وهو قائد من قُوَّاد كِسْرى.
وقُراقِرُ: خلف البصرة ودون الكوفة قريب من ذي قار، والضمير في قلت يعود على الفدية أَي قَلَّ لهم أَن أَفديهم بنفسي وناقتي.
وفي الحديث ذكر قُراقِرَ، بضم القاف الأُولى، وهي مفازة في طريق اليمامة قطعها خالد بن الوليد، وهي بفتح القاف، موضع من أَعراض المدينة لآل الحسن بن عليّ، عليهما السلام.
والقَرْقَرُ: الظهر.
وفي الحديث: ركب أَتاناً عليها قَرْصَف لم يبق منه إِلا قَرْقَرُها أَي ظهرها.
والقَرْقَرَةُ: جلدة الوجه.
وفي الحديث: فإِذا قُرِّبُ المُهْلُ منه سَقَطَتْ قَرْقَرَةُ وجهه؛ حكاه ابن سيده عن الغريبين للهروي. قَرقَرَةُ وجهه أَي جلدته.
والقَرْقَرُ من لباس النساء، شبهت بشرة الوجه به، وقيل: إِنما هي رَقْرَقَةُ وجهه، وهو ما تَرَقْرَقَ من محاسنه.
ويروى: فَرْوَةُ وجهه، بالفاء؛ وقال الزمخشري: أَراد ظاهر وجهه وما بدا منه، ومنه قيل للصحراء البارزة: قَرْقَرٌ.
والقَرْقَرُ والقَرْقَرَةُ: أَرض مطمئنة لينة.والقَرَّتانِ: الغَداةُ والعَشِيُّ؛ قال لبيد: وجَوارِنٌ بيضٌ وكلُّ طِمِرَّةٍ، يَعْدُو عليها، القَرَّتَيْنِ، غُلامُ الجَوارِنُ: الدروع. ابن السكيت: فلان يأْتي فلاناً القَرَّتين أَي يأْتيه بالغداة والعَشِيّ.
وأَيوب بن القِرِّيَّةِ: أَحدُ الفصحاء.
والقُرَّةُ: الضِّفْدَعَة وقُرَّانُ: اسم رجل.
وقُرَّانُ في شعر أَبي ذؤيب: اسم وادٍ. ابن الأَعرابي: القُرَيْرَةُ تصغير القُرَّة، وهي ناقة تؤْخذ من المَغْنَم قبل قسمة الغنائم فتنحر وتُصْلَح ويأْكلها الناس يقال لها قُرَّة العين. يقال ابن الكلبي: عُيِّرَتْ هَوازِنُ وبنو أَسد بأَكل القُرَّة، وذلك أَن أَهل اليمن كانوا إِذا حلقوا رؤوسهم بمنًى وَضَع كلُّ رجل على رأْسه قُبْضَةَ دقيق فإِذا حلقوا رؤوسهم سقط الشعر مع ذلك الدقيق ويجعلون ذلك الدقيق صدقة فكان ناس من أَسد وقيس يأْخذون ذلك الشعر بدقيقة فيرمون الشعر وينتفعون بالدقيق؛ وأَنشد لمعاوية بن أَبي معاوية الجَرْمي: أَلم تَرَ جَرْماً أَنْجَدَتْ وأَبوكُمُ، مع الشَّعْرِ، في قَصِّ المُلَبّدِ، سارِعُ إِذا قُرَّةٌ جاءت يقولُ: أُصِبْ بها سِوى القَمْلِ، إِني من هَوازِنَ ضارِعُ التهذيب: الليث: العرب تخرج من آخر حروف من الكلمة حرفاً مثلها، كما قالوا: رَمادٌ رَمْدَدٌ، ورجل رَعِشٌ رِعْشِيشٌ، وفلان دَخيلُ فلان ودُخْلُله، والياء في رِعْشِيشٍ مَدَّة، فإِن جعلتَ مكانها أَلفاً أَو واواً جاز؛ وأَنشد يصف إِبلاً وشُرْبَها: كأَنَّ صَوْتَ جَرْعِهِنّ المُنْحَدِرْ صَوْتُ شِقِرَّاقٍ، إِذا قال: قِرِرْ فأَظهر حرفي التضعيف، فإِذا صَرَّفوا ذلك في الفعل قالوا: قَرْقَرَ فيظهرون حرف المضاعف لظهور الراءين في قَرْقَر، كما قالوا صَرَّ يَصِرُّ صَرِيراً، وإِذا خفف الراء وأَظهر الحرفين جميعاً تحوّل الصوت من المد إِلى الترجيع فضوعف، لأَن الترجيع يُضاعَفُ كله في تصريف الفعل إِذا رجع الصائت، قالوا: صَرْصَر وصَلْصَل، على توهم المدّ في حال، والترجيع في حال. التهذيب: واد قَرِقٌ وقَرْقَرٌ وقَرَقُوْسٌ أَي أَملس، والقَرَق المصدر.
ويقال للسفينة: القُرْقُور والصُّرْصُور.

خرط (العباب الزاخر) [3]


خرطتُ العود أخرطه وأخرطه خرطاً، والصانع: خراط، وحرفتهُ: الخراطة كالكتابة. وخرطتُ الورق: حتته، وهو أن تقبض على أعلاه ثم تمُر يدك عليه إلى أسفله، وفي المثل: دونه خرط القتاد، وسمع كليب جساساً يقول لخالته: ليُقتلن غدا فحل هو أعظم شأناً من ناقتك -وظنَّ أنه يتعرض لفحل كان يسمى عليان- فقال: دون عليان القتادة والخرطُ، قال:
إنَّ دُوْنَ الذي هَمَمَتَ بـه ل      مِثْلَ خَرطِ القَتَادِ في الظُّلُمَهْ

وقال المرار بن منقذ الهلالي:
ويَرى دُوْني فلا يسْطيْعُـنـي      خَرْط شَوكٍ من قَتَادٍ مُسْمهر

وقال عمرو بن كلثوم:
ومن دُونِ ذلك خَرًّط القَتَـاد      وضَرْبُ وطَعْنُ يِقُرُّ العُيُونا

يضرب الأول لأمر دونه مانع؛ والثاني للأمر . . . أكمل المادة الشاق.
وخرطه الدواء: أي أمشاه. وخَرَطَ الفرس: إذا اجتنب رسنه من يد ممسكه ومضى هائما، ومنه حديث علي رضي الله عنه-: أنه أتاه قوم برجل فقالوا: إن هذا يؤمنا ونحن له كارهون، فقال له علي -رضي الله عنه-: انك لخروط أتومُ قوماً وهم لك كارهون.
والاسم منه الخراط؛ وهو الجماح، ويقول بائع الفرس: برئت إليك من الخراط. والخراط أيضاً: الفجور، وامرأة خروط: أي فاجرة. وخرطت الحديد خرطاً: أي طولته كالعمود.
ورجل مخروط اللحية ومخروط الوجه: أي فيهما طول من غير عرض. والخرُْط: النكاح، يقال: خرط جاريته.
وخرطت الفحل في الشول: أي أرسلته فيها.
وخرطت البازي: أي أرسلته من سيره. ويقال للرجل إذا أذن لعبده في إيذاء قوم: قد خرط عليهم عبده، شبه بالدابة يفسخ رسنه ويرسل مهملاً، ومنه حديث عمر -رضي الله عنه-: أنه رأى في ثوبه جنابة فقال: خرط علينا الاحتلام، قال ابن شميل: أي أرسل. ويقال: خرط العُنْقُوْد: إذا وضعه في فيه وأخرج عمُشوشه عارياً، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأكلُ العنب خرطاً. وخرط بها: أي حبق. وحمار خارط: وهو الذي لا يستقر العلف في بطنه. وناقةُ خراطةُ: تخترط فتذهب على وجهها.
وقال ابن عبادٍ: الخرط -بالكسر-: اليعقوب. والخرطة: الرجل الأحمق الشديد الحمق.
وقال ابن دريد: الخرط: اللبن الذي يتعقد ويعلوه ماء أصفر.
وناقة مخراط: إذا كان من عادتها أن تحلب خرطاً. والإخريط؛ ضرب من الحمض، الواحدة: إخريطة، وقال أبو زيادٍ: من الحمض: الإخريط؛ أصفر اللون دقيق العيدان وله أصول وخشب، وقال أبو نصر: من الحمض الإخريط، وهو ضخم وله أصول ويخرط من قضبانه فينخرط؛ ولذلك سمي إخريطاً، وهو حمض، قال الرماح:  
بِحيْث يُكنُ إخْرِيطاً وسدْراً      وحيْثُ عن التَّفَرُّق يلْتَقِنا

وقال ابن عبادٍ: الخراطة: ماء قليل في المصران. وقال الليْثُ: الخراط -والواحدة خراطة-: شحمةُ بيضاء تمتصخ من أصل البردي، ويقال: هو الخراطي -مثال ذنابي- والخريطي.
وقال الدينوري: خراط وخراطي؛ ذكر بعض الرواة أن الخراطة واحدة والجميع خراط وأنها شحمة بيضاء تمتصخ من أصل البردي، قال: ويقال لها أيضاً الخراطي والخريطي. وقال ابن دريدٍ: الخراط -مثال قلام- نبت يشبه البردي. قال: والمخاريط: الحيات التي سلخت جلودها، وقال غيره: المخراط: الحية التي من عادتها أن تسلخ جلدها في كل سنة، قال المتلمس:
إنَّي كَساني أبو قابُوْس مُرْفَلَةَّ      كأنَّها سلْخُ أولادِ المخَاريِط

والخِرْطِيْطُ: فراشة منقوشة الجناحين، وأنشد الليث:
عَجِبْتُ لخِرْطِيْطٍ ورَقْم جَنَـاحِـه      ورُمَّة طِخْمِيلٍ ورَعْث الضَّغَادر

قال: الطَّخْميلُ: الديك.
والضغادر: الدجاج، الواحدة: ضغدرة، قال الأزْهري: لا أعرف شيئاً مما في هذا البيت. والخريطة وعاء من أدم وغيره يشرج على ما فيه، وقال الليث: الخريطة مثل الكيس مشرج من أدم أوخرقٍ، ويتخذ ما شبه به لكتب العمال فيبعث بها، ويتخذ مثل أيضاً فيجعل في رأس البلية وهي الناقة التي تحبس عند قبر الميت. وأخرطت الناقة فهي مخرط بلا هاء-: إذا كان من عادتها أن يخرج لبنها متقطعاً كقطع الأوتار من داء يصيب ضرعها. وأخرطت الخريطة: أي أشْرجتها. وخرطه الدواء تخريطاً: أي أمشاه؛ مثل خرطه خرطاً. وانخرط الفرس في سيره: أي لج، قال العجاج يصف ثوراً.
فَثَارَ يَرْمَدُّ من الـنَّـشـاطِ      كالبَربريَّ لَجَّ في انْخرِاطِ

ويروى: يرقد. وانخرط علينا فلان: إذا اندرأ بالقول السيئ والفعل. وانْخَرَط جِسْمُهُ: أي دقَّّ. واخْتَرَطَ سيفه: أي سله، منه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أن هذا اخترط على سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا فقال: من يمنعك مني؟ فقلت: الله؛ ثلاثاً، يعني: غورث بن الحارث واخترط العنقود: مثل خرطه. واخروط بهم السير: أي امتد، قال العجاج يصف جمله مسحولاً:
مخروطاً جاء من الأطرارِ     


وقال أعشى باهلة:
لا تأمن البازلُ الكوماءَ عـدوتـهَ      ولا الأمونَ إذا ما أخروطَ السفرُ

وكذلك قربٌ مُخروطٌ: أي ممتدٌ، قال رؤبةُ:
ما كاد ليلُ القربِ المخـروط      بالعيس تمطوها فيافٍ تمتطي

والمخروطةُ من النوقِ: السريعةُ. وقال الليثُ: اخْروطتِ اللحيةُ: أي امتدتْ. قال: ويقال للشركة إذا انقلبت على الصيد فاعتلتْ رجله: اخروطَتْ في رجلهِ.
واخْرِواطُها: امتدادُ أنشوطتها. قال: واستخرط الرجلُ في البكاء: إذا اشتد بكاؤه ولج فيه. قال: وإذا أخذ الطائرُ الدهنَ من مدهنة بزِمكاه قيل: يتخرطُ تخرطاً وينضدُ تنضيداً. والتركيب يدل على مضي الشيء وانسلاله. خطط: الخط: واحدُ الخطوط.
والخط: الكتابة، يقال: خطه فُلانٌ، قال امرؤ القيس:
بلى ربُ يومٍ قد لهوْت وليلةٍ      بانسةٍ كأنها خطُ تمـثـالِ

وقال امرؤ القيس أيضاً:
لمنْ طَلَلٌ أبصرْتُه فشجـانـي      كخط الزبورِ في عسِيْبِ يمانِ

والمَطُ -بالكسر-: عودٌ يُخَطُ به. والمخْطَاطُ: عُودٌ يسوى عليه الخطوطُ. والخَطُ: موضع باليمامة، وهو خطٌ هجرٍ، وقال الليثُ: الخَطُ ارض ينسب إليها الرماحُ: تقول: رماحٌ خطية، فإذا جعلت النسبة اسماً لازماً قلت: خِطَيةٌ ولم تذكر الرماح، كما قالوا ثيابٌ قبيطيةً: فاذا جعلوها اسماً قالوا: قُبطيةٌ بتغيير اللفظ: وامرأةٌ قبطيةٌ لا يقال الا هكذا، قال:
ذَكَرْتُكِ والخطِيٌ يَخْطِرٌ بيننـا      وقد نَهِلَتْ منا المٌثَقَفَةٌ السمرٌ

وقال عمرو بن كلثوم:
بِسٌمْرٍ من قنا الخَطِيّ لَدْنٍ      ذَوَابلَ أو بِبِيْضٍ يَخْتَلِيْنا

وقال القٌحيفٌ العٌقيلي:
أخذنَ اغتِصاباً خٌطةً عَجْرَفـيةً      وأمهرنَ أرماحاً من الخط ذٌبلا


بخط ابن حبيب في شعر القٌحيف: "خٌطةً"، وفي نوادرِ أبى زيدٍ: "خِطبةً". ويقال: خط عٌمان، وقال الأزهري: ذلك السيفُ كله يسمى الخط، ومن قرى الخط: القَطِيْفُ والعُقَيرُ وقَطَرُ. وقيل في قول امرئ القيس
فإنْ تمنعوا منا المشقرَ والصفا      فإنا وجدنا الخط جماً نخيلُها

هو خط عبد القيس بالبحرين وهو كثيرُ النخيلِِ. وقال الليثُ: الخطوطُ من بقرِ الوحشِ: الذي يخطُ بأطرافِ ظُلُوْفه، وكذلك كل دابةٍ. وتقولُ: خط وجهه: أي اختط، وخططتُ بالسيف وجهه ووسطه، وتقول: يخطه بالسيف نصفين. والخَطُ: أن يخط الزاجر في الرملِ ويزجرَ، قال أبو حاتمٍ: قال أبو زيدٍ: يَخُط خطينِ في الأرض يسميهما ابني عيانٍ؛ إذا زجر قال: ابني عيان أسرعا البيان. قال: وحلبسٌ الخَطاطُ، وهو الذي أتاه الثوري وسأله فخبرهُ بكل ما عرف، وقال الثوري: سهل علي ذلك الحديث الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم-: كان نبي من الأنبياء يخط، كذا قاله الليث، قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: أما الحديث فَراويهْ معاويةُ بنُ الحكم السلميَ -رضي الله عنه-. وقال ابنُ عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: (أو أثارةٍ من علم) إنه الخط الذي يخطه الحازيٍ، قال: وهو علم قد ترَكهَ الناسُ، قال: يأتي صاحبُ الحاجة إلى الحازي فيعْطه حلواناً فيقول له: اقعد حتى أخط لك، قال: وبين يدي الحازِي غلام له معهَ ميلّ، ثم يأتي إلى أرِض رِخوة فَيُخطّ الأستاذ خطوطاً كثيرة بالعجلة لئلاِ يلحقها العدد، ثم يرجع فيمحوا على مهلِ خًطَين، فإن بقي خطانِ فهما علامة النجح؛ وغلامةُ يقول للتفول: ابني عيان أسرعا البيان، وإن بقي خط واحد فهو عَلامةُ الخيبَة؛ والعرب تسميهُ الأشخَمَ وهو مشّؤومّ. ويقال: فلان يخط في الأرض: إذا فكر في أمره ودبر وقدره، قال ذو الرمةّ
أخُطُّ وأمْحُـوْ الـخَـطّ ثُـمَ أعِـيْدُهُ      بِكلإفَي والغْرِباَنُ في الـدّارِ وُقّـعُ


وقال اللَّيْث: الخَطُ: ضرْبُ من البُضعِ يقال: خَط بها قُساحاً، والقسحُ: بقاءُ النعاظِ. والخَط: الطريق الخفيفُ في السهلِ. وخط في نومه خَطْيِطاً" 26-ب": أي غَطْ غَطْيِطاً ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه أوْترَ بِسْبعٍ أو تِسْعٍ ثم اضْطَجَعَ ونام حتى سُمعَ خَطَيطهُ؛ ويرْى: غَطْيَطْه: ويُروْى: فَخِيْخُه؛ ويُرْوى: ضَفْيرُه؛ وًيرْى: صَفيُره، وَعْنى الخَمْسَةِ واحد وهو نَخيرُ الناّئم. والخَطْيَطة: الأرْض التي لم تُمطر بين أرْضين ممَطورْتين، وأنشدَ أبو عبيدة:
على قِلاصٍ تَخْتَطِي الخَطَائطا     

وذكر الليث هذا المعنى وقال: والخطْيَطةُ: أرْض يُصيبُ بعضها الأمطارُ، وبعضها لا يصيبها، وفي حَديث عبد الله بن عَمْروٍ -رضي الله عنهما-: أنه ذكر الأرضيْنَ السبع فوصفها فقال في صفة الخامسة: فيها حيات كسلاسلِ الرّملِ وكالخطائط بين الشّقائق. الخَطائط: الخطوط؛ جمع خَطيْطة.
وقال ابن الأعرابي: الأخط: الدقيق المحاسن.
وفلان ما يخط غباره: أي ما يشق. والخط بالكسر، عن ابن دُرَيْدٍ- والخطة: الأرْض يختطها الرجلُ لنفْسِه، وهو أن يعلم عليها علامة بالخط ليعلم أنه قد احتازها لينيها داراً، ومنه خطِطط الكوفةِ والبصرةَ. والخطة -بالضم-: الحجةُ. والخطة -أيضاً-:الأمْرُ والقّصةُ، قال تأبط شرّا:
خّطَّتا إمـا إسـاَرّ ومِـنَّةُ      وإما دَمّ والقَتْلُ بالحْرُ أجْدَرُ

أراد: خُطّتانِ؛ فَحَذّف النّوْن اسْتِخْفافاً. ويقال: جاءَ وفي رَأسه خُطّة: إذا جاءَ وفي نفسه حاجة قد عَزمَ عليها، والعامّة تقولُ: خُطّبةُ، وفي حَديث النبيّ صلى الله عليه وسلم- الذي تَرْويهُ قبله بنت مَخرمة التميمية رضي الله عنها-: أيلامُ ابنُ هذه أن يفصلَ الخطة وينتصر من وراء الحجزة، أي انه إذا نزل به أمر ملتبس مشكلّ لا يهتدى له إنه لا يعياْ به ولكنه يفصلهُ حتى" 27-أ" يبرُمه ويخرجَ منه، وقد كتب الحديثُ بتمامه في ترْكيب س ب ج. وقولهم: خطة نائيةْ: أي مقصدُ بعيد.
وقولهم: خذْ خُطّةَ: أي خُذْ خُطة الأنتصافِ؛ أي انْتَصف.
وفي المثل: قَبح الله معزى خيرها خطة، قال الأصمعي: خُطة: اسمْ عنز؛ وكانت عنز سوءِ، قال:
يا قوم منْ يحْلُبُ شاةً مَيتـهْ      قد حلُبِتْ خُطّة جَنْباً مُسْفَتهْ

الميتة: السّاكِتةُ عند الحَلبَ.
والجَنْبُ: جمعُ جنَبةٍ وهي العلُبة.
والمُسْفَتةُ: المدْبُوغَةُ بالربَ. يضرْبُ لقومٍ أشرارٍ ينسبُ بَعضهمُ إلى أدْنى فَضيلةٍ.
والخطة -أيضا-: من الخط، كالنقطة من النقطِ.
وقال الفراء: الخطة: لعبة للأعراب. قال ومن لعبهم: تيس عماء خطخوط: ولم يفسرها. وقال أبو عمرو: الخط: موضع الحي.
والخط -أيضاً-: الطريق.
ويقال بالفتح.
وبالوجهين يروى قول أبي صخر الهدلي:
صدُودَ القٍلاَص الدْمِ في لَيْلةِ الدّجـى      عن الخطُ لم يَسْرُبْ لك الخّط سارِبُ


وجبل الخط: من جبال مكة -حرَسها الله تعالى-.
وهو أحَدْ الأخْشَيِنْ. وفي حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: وسئل عن رجل جعل أمر امرأته بيدها فقالت فأنت طالق ثلاثاً: فقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: خط الله نوئها ألا طلقت نفسها ثلاثاً. أي جعله مخطئاً لها لا يصيبها مطره.
ويروى: خطأ ويروى: خطى.
والأول من الخطيطة وهي الأرض غير الممطورة.
وأصل خطى: خطط: فقلبت الطاء الثالثة حرف لين: كقول العجاج:
تَقَضُي البازي إذا البازي كسُر     

وكقولهم: التَّظني وما أملاه. "وخط الله نوءها" أضعف الروايات. وخططنا في الطعام: أكلنا منه قليلاً. ومخطط -بكسر الطاء المشددة- موضع. قال أمرؤ القيس: وقد عمر الروضات حول مخطط إلى اللج مرأى من سعاد ومسمعا وقال عبد الله بن أنيس -رضي الله عنه-: ذهب بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى منزله فدعا بطعام قليل فجعلت أخطط ليشبع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كأنه أراد أنه يخط الطعام يري أنه يأكلُ وليس يأكلُ. وكساء مخطط: فيه خطوط. قال رؤية يصف منهلاً:
باكَرتُه قبل الغطاط اللَّغـط      وقبل جُوْني القَطا المَخطَط

وخطخطت الإبل في سيرها: تمايلت كلالاً. وخطخط ببوله: رمى بهم خالفاً كما يفعل الصبي واختط الغلام: أي نبت عذاره. واختط الرجل الخطة: اتخذها لنفسه وأعلم عليها علامة بالخط ليعلم أنه قد احتازها ليبنيها داراً.
والتركيب يدل على أثر يمتد امتداداً.

الهِلالُ (القاموس المحيط) [2]


الهِلالُ: غُرَّةُ القَمَرِ أو لِلَيْلَتَيْنِ أو إلى ثلاثٍ أو إلى سبعٍ، ولِلَيْلَتَيْنِ من آخِرِ الشهرِ، سِتٍّ وعشرينَ وسبعٍ وعشرينَ، وفي غيرِ ذلك قَمَرٌ، والماءُ القليلُ، والسِنانُ، والحَيَّةُ، أو الذَّكَرُ منها، وسِلْخُها، والجَمَلُ المَهْزولُ، وحديدَةٌ تَضُمُّ بين حِنْوَي الرحْلِ، وذُؤابَةُ النَّعْلِ، والغُبارُ، وشيءٌ يُعَرْقَبُ به الحَميرُ، وما اسْتَقْوَسَ من النُّؤْيِ، وسِمَةٌ للإِبِلِ، والغلامُ الجميلُ، وحَيٌّ من هَوازِنَ، وطَرَفُ الرَّحَى إذا انْكَسَرَ، والحِجارةُ المَرْصوفَةُ، والبياضُ يَظْهَرُ في أُصولِ الأَظْفارِ، والدُّفْعَةُ من المَطَرِ
ج: أهِلَّةٌ وأهالِيلُ،
ومَصْدَرُ هالَّ الأجيرَ، وبِلا لامٍ: ستةَ عَشَرَ صحابياً.
وأبو هِلالٍ التَّيْمِيُّ: صحابيُّ، وبالفتح: أوَّلُ المَطَرِ، ويُكْسَرُ، وبالضمِ: شِعْبٌ بِتهامَةَ يَجِيْءُ من . . . أكمل المادة السَّراةِ من ناحيةِ يَسومَ.
وهَلَّ المَطَرُ: اشْتَدَّ انْصِبابُهُ،
كانْهَلَّ واسْتَهَلَّ،
و~ الهِلالُ: ظَهَرَ،
كأَهَلَّ وأُهِلَّ واسْتُهِلَّ، بضمهما،
و~ الشَّهْرُ: ظَهَرَ هِلالُه، ولا تَقُلْ أهَلَّ،
و~ الرجُلُ: فَرِح، وصاحَ.
وتَهَلَّلَ الوجْهُ،
و~ السحابُ: تَلَأْلَأَ،
كاهْتَلَّ،
و~ العينُ: سالَتْ بالدَّمعِ،
كانْهَلَّتْ.
واسْتَهَلَّ الصبيُّ: رفَعَ صَوْتَهُ بالبُكاءِ،
كأَهَلَّ، وكذا كلُّ مُتَكَلِّمٍ رَفَعَ صَوْتَهُ أو خَفَضَ.
والهَلِيلةُ: الأرضُ المَمْطورةُ دُونَ ما حَوالَيْها.
وهَلَّلَ: قال لا إله إلا الله، ونَكَصَ، وجَبُنَ، وفَرَّ، وكتَبَ الكِتابَ،
و~ عن شَتْمِهِ: تأخَّرَ.
والهَلَلُ، محرَّكةً: الفَرَقُ، وأوَّلُ المَطَرِ، ونَسْجُ العَنْكبوتِ، والأَمْطارُ،
الواحِدُ: هَلَّةٌ، ودِماغُ الفِيلِ سُمُّ ساعةٍ.
وأهَلَّ: نَظَرَ إلى الهِلالِ،
و~ السيفُ بفلانٍ: قَطَعَ منه،
و~ العَطْشانُ: رَفَعَ لسانَه إلى لَهاته ليَجْتَمِعَ له ريقُه،
و~ الشَّهْرَ: رأى هلالَه،
و~ الهِلالَ: رآهُ،
و~ المُلَبِّي: رَفَعَ صَوْتَه بالتَّلْبِيَةِ.
والهُلْهُلُ، بالضم: الثَّلْجُ، وبالفتح: سَمٌّ، والثَّوْبُ السخيفُ النَّسْجِ،
وقد هَلْهَلَه النَّسَّاجُ، والرقيقُ من الشَّعَر والثوبِ،
كالهَلِّ والهَلْهالِ والهُلاهِلِ والمُهلْهَلِ، بالفتح.
وهَلْهَلَ يُدْرِكُه: كادَ،
و~ الصَّوْتَ: رَجَّعَهُ، وانْتَظَرَ وتأنَّى،
و~ الطَّحينَ: نَخَلَه بشيءٍ سَخيفٍ،
و~ بفَرَسِه: زَجَرَهُ بِهَلا.
وذَهَبوا بِهِلِيَّانٍ وبِذي هِلِيَّانٍ، كبِلِيَّانٍ.
والهُلاهِلُ، بالضم: الماءُ الكثيرُ الصافي.
وذو هُلاهِلٍ أو ذو هُلاهِلَةٍ: من أذْواءِ اليَمَنِ.
والأَهاليلُ: الأَمْطَارُ بلا واحِدٍ أو أُهْلولٌ.
وتَهْلَلَ، كَتَفْعَلُ: اسمٌ للباطِل.
وأتَيْتُهُ في هَلَّةِ الشَّهْرِ وهِلِّهِ، بالكسر،
وإهْلالِهِ، أي: اسْتِهْلالِهِ.
وهالَّه مُهالَّةً وهِلالاً: اسْتَأْجَرَه كُلَّ شَهْرٍ بشيءٍ.
والمُهَلِّلَةُ من الإِبِلِ: الضامِرَةُ المُتَقَوِّسَةُ.
وكمُعَظَّمٍ: المُتَقَوِّس.
وامرأةٌ هِلٌّ، بالكسر: مُتَفَضِّلَةٌ في ثَوْبٍ واحِدٍ.
ومُهَلْهِلٌ الشاعِرُ، واسمُهُ: عَدِيٌّ أو رَبيعَةُ، لُقِّبَ لأَنَّهُ أوَّلُ من أرَقَّ الشِعْرَ، أو بقولِه:
لَمَّا تَوَغَّلَ في الكُراعِ هَجِينُهُم **** هَلْهَلْتُ أثْأرُ مالِكاً أو صِنْبِلاَ
والهَلَّةُ: المِسْرَجَةُ.
وما أصابَ هَلَّةً: شيئاً.
والهُلَّى، كَرُبَّى: الفَرْجَةُ بعدَ الغَمِّ.
واهْتَلَّ: افْتَرَّ عن أسْنانِهِ.
واسْتُهِلَّ السَّيفُ: اسْتُلَّ.
وذو الهِلالَيْنِ: زيدُ بنُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، أُمُّهُ أُمُّ كُلْثومٍ بنتُ عليّ بنِ أبي طالِبٍ، لُقِّبَ بِجَدَّيْهِ.

حوس (العباب الزاخر) [2]


الأصمعي: يقال تَرَكتُ فلاناً يَحوسُ بَني فلانٍ: أي يتخلَّلَهُم ويطلب فيهم.
وانَّه لَحَوَّاس عَوّاس: أي طَلاّبٌ باللَّيلِ.
والذئب يحوس الغنم: أي يتخلّلها ويفرِّقُها.
وحَمَل فلان على القوم فَحَاسَهُم.
وفي ذِكْر أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلّم-: أنَّهم حاسُوا العدوَّ يوم أُحُدٍ ضرباً حتى أجهضوهم عن أثقالهم؛ وأنَّ رجلاً من المشركين جميع الأمة كان يحوز المسلمين ويقول: استَوْسِقُوا كما تَسْتَوْسِق جُرْب الغنم، فضربه أبو دُجانَة رضي الله عنه- على حَبْلٍ عاتِقِه ضربةً بلغت وِركَه.
وفي حديث عُمَرَ رضي الله عنه-: أنَّه ذَكَرَ فلان شيئاً فقال له عمر -رضي الله عنه-: بل تَحوسُكَ فِتْنَةٌ. قال العَدَبَّسُ الأعرابي الكِنانيُّ: أي تخالط قلبك وتحثُّكَ على ركوبها، قال العجّاج: . . . أكمل المادة
بالخَيفِ من مكَّةَ ناسا نُوَّما     




ويَروى: "بالجِزْعِ من يَثْرِبَ". وحاسُوا خلال الديارِ وجاسوا. والخُطوب الحوَّس: هي الأمور التي تنزل بالقوم وتَغشاهم وتتخلل ديارَهم، قال الحُطَيئَة يهجو أباه وأُمَّه وبني بجاد:
بالهَمْزِ من طولِ الثَّقـافِ وجـارُهُـم      يُعطى الظُّلامَةَ في الخُطُوبِ الحُوَّسِ


وحاسَتِ المرأةُ ذيلها حَوساً: إذا سَحَبَتْهُ، وامرأة حَوساء الذيل، وأنشد شَمِرٌ:
قد عَلِمَت صفراءُ حَوْساءُ الذَّيل     

والمُحْثَلُ بن الحَوْساء: شاعر. وقال ابن الأعرابي: الحَوْساء: الناقة الكثيرة الأكل، وابِلٌ حُوْسٌ. ويقال إبِلٌ حوسٌ: بطيئات التحرُّك من مرعاها. وقال ابن دريد: ناقة حوساء: شديدة النَّفْسِ. والأحوَس: الجريء الذي لا يهوله شيء، أنشد أبو زياد الكلابيُّ في نوادِرِهِ لجُنْدَب:
طبّاخِ ساعات الكَرى زادِ الكَـسِـل      أحْوَسَ يومَ الرَوْعِ بالرُّمْحِ الخَطِـلْ

أحْوَسَ يومَ الرَوْعِ بالرُّمْحِ الخَطِـلْ

ويُروى: "أحْوَسَ في الظَّلْماءِ".
وقال العجّاج:
وقد ترى بالدار يوماً أنَسـا      جَمَّ الدَّخِيْسِ بالثُّغُورِ أحْوَسا

والأحوَس -أيضاً-: الذَّئب. والحَوْسُ في سَلخِ الإهَابِ: الكَشْطُ أوَّلاً فأوَّلاً. وإذا كَثُرَ يبيسُ النَّبتِ: فهو الحائِس. والحُواسة والحُوَيسَاء: القرابة، قال ابن عبّاد: يقال: لي في بني فلان حُوَاسَة: أي قرابة، وقيل: بِغيَةُ مُتَأنٍّ مُتَثَبَّتٍ. ويقال: وقعت بين القوم حُوَاسَة: أي طَلِبَة بِدَم أو غارة. قال: وحُواسَةُ القوم: مُجتَمعُهُم. والحُواسَة: الجماعة من الناس المختلِطة. والحُوَاسات: الإبلُ المُجْتَمِعَة؛ والكثيرات الأكل -أيضاً-، من الحَوْسِ وهو الأكل، قال الفرزدق:
حُوَاساتِ العِشاءِ خُبَعْثِنـاتٍ      إذا النكباءُ راوَحَتِ الشَّمالا


وقال ابن الأعرابي: الإبِلُ الكثيرة يقال لها: حَوْسى -مثال سَكْرى-، وأنشد:
تبدَّلَت بعـد أنـيسٍ رُغْـبٍ      وبَعْدَ حَوْسى جامِلٍ وسَرْبِ

وتَحَوَّسْتُ له: أي توجَّعْتُ. والتَّحَوُّس: التشجُّع. والتَّحَوُّس -أيضاً-: الإقامة مع إرادَةِ السفر؛ وذلك إذا عَرَضَ له ما يشغلُه، قال المتلَمِّس:
سِرْ قد أنى لك أيُّها المُتَحَـوِّسُ      فالدّارُ قد كادَت لِعَهدِكَ تَدْرُسُ

وقال ابن السكِّيت: يقال للرجل إذا تَحَبَّسَ وأبطأ: ما زال يَتَحَوَّس. والتركيب يدل على مُخالطَة الشيء ووَطْئه.

خرش (لسان العرب) [1]


الخَرْشُ: الخَدْشُ في الجسد كلِّه، وقال الليث: الخَرْشُ بالأَظفار في الجسد كلِّه، خَرَشَه يَخْرِشُه خَرْشاً واخْتَرَشَه وخَرَّشَه وخارَشَه مُخارَشَةً وخِراشاً.
وجَرْوٌ نَخْوَرِشٌ: قد تحرَّك وخَدَشَ؛ قال ابن سيده: ليس في الكلام نَفْوَعِلٌ غيره.
واخْتَرَشَ الجَرْوُ: تحرَّكَ وخَدَشَ.
وتخارَشَتِ الكلاب والسنانير: تخادَشَت ومزق بعضها بعضاً.
وكلبُ خِراشٍ أَي هِراشٍ.
والخِراشُ: سِمةٌ مستطيلة كاللذعة الخفية تكون في جوف البعير، والجمع أَخْرِشةٌ، وبعير مَخْروشٌ.
والمِخْرَشُ والمِخْراشُ: خشبةٌ يَخُطٌّ بها الإِسكافُ.
والمِخْرَشةُ والمِخْرَشُ: خشبة يُخُطُّ بها الخَرَّازُ أَي ينقش الجلد ويسمى المِخَطَّ.
والمِخْرَشُ والمِخْراشُ أَيضاً: عَصاً مُعْوَجَّةُ الرأْس كالصَّوْلجَانِ؛ ومنه الحديث: ضَرَبَ رأَسَه بِمِخْرَشٍ.
وخَرَشَ الغصنَ وخَرَّشَه: ضربه بالمِحْجَن يجتذبه إِليه. في حديث أَبي بكر، رضي اللَّه عنه: أَنه أَفاض وهو . . . أكمل المادة يَخْرِش بعيرَهُ بمِحْجَنِه. قال الأَصمعي: الخَرْشُ أَن يضربه بمِحْجَنه ثم يجتذبُه إِليه يريد بذلك تحريكه للإسراع، وهو شبيه بالخدْشِ والنخسِ؛ وأَنشد: إِنَّ الجِراءَ تَخْتَرِشُ في بطْنِ أُمِّ الهَمَّرِشْ وخرَشَ البعيرَ بالمِحْجَن: ضربه بطرفه في عَرْض رقبته أَو في جلدِه حتى يُحثّ عنه وبَرُه.
وخَرَشْت البعير إِذا اجتذبته إِليك بالمخْراش، وهو المحْجَنُ، وربما جاء بالحاء.
وخَرَشَه الذباب وحَرَشَه إِذا عضَّه.
والخَرَشَةُ، بالتحريك: ذبابة.
والخَرَشَةُ: الذباب، وبها سمي الرجلُ.
وما به خَرَشة أَي قَلَبَةٌ، وما خَرَشَ شيئاً أَي ما أَخذ.
والخَرْشُ: الكسب، وجمعه خُرُوشٌ؛ قال رؤبة: قَرْضي وما جَمَّعْتُ من خُروشي وخرَشَ لأَهله يخْرِشُ خَرْشاً واخْتَرََش: جمع وكسب واحتال.
وهو يَخرِش لعياله ويخْتَرِشُ أَي يكتسب لهم ويجمع، وكذلك يقْتَرِشُ ويقْرِشُ يطلب الرزق.
وفي حديث أَبي هريرة: لو رأَيتُ العَيْرَ يَخْرِشُ ما بين لابَتَيْها يعني المدينة؛ قيل: معناه من اخْتَرَشْت الشيء إِذا أَخذته وحصلته، ويروى بالجيم والشين، وهو مذكور في موضعه من الجَرْشِ الأَكلِ.
وخَرَشَ من الشيء: أَخذ.
وفي حديث قيس بن صيفي: كان أَبو موسى يَسْمعُنا ونحن نُخارِشُهم فلا ينهانا، يعني أَهل السواد.
والمُخارَشةُ: الأَخذ على كره؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: أَصْدَرَها، عن طَثْرةِ الدِّئاثِ، صاحِبُ ليلٍ خَرِشُ التَّبْعاثِ الخَرِشُ: الذي يهيجها ويحركها. الخَرِشُ والخَرْشُ: الرجل الذي لا ينام، ولم يعرفه شمرٌ؛ قال أَبو منصور: أَظنه مع الجوع.
والخِرْشاءُ: قشرة البيضة العليا اليابِسةُ، وإِنما يقال لها خِرْشاءُ بعدما تُنْقَف فيُخْرَجُ ما فيها من البلل.
وفي التهذيب: الخِرْشاءُ جلدةُ البيضة الداخلة، وجمعه خَراشِيّ وهو الغِرْقِئُ.
والخِرْشاءُ: قشرة البيضة العليا بعد أَن تكسر ويخرجَ ما فيها.
وخِرْشاءُ الصدر: ما يرمى به من لزِج النخامة، قال: وقد يسمى البلغم خِرْشاءَ.
ويقال: أَلقى فلان خَراشِيَ صدره، أَراد النخامةَ.
وخِرْشاءُ الحية: سَلخُها وجلدها. أَبو زيد: الخِرْشاءُ مثل الحِرْباء جلد الحية وقشرُه، وكذلك كل شيء فيه انتفاخ وتَفَتُّقٌ.
وخِرْشاءُ اللبن: رغْوتُه، وقيل: جُلَيْدةٌ تعلوه؛ قال مزرد:إِذا مَسَّ خِرْشاءَ الثُّمالَةِ أَنْفُه، ثَنى مِشْفَرَيه للصَّرِيحِ فأَقْنَعا يعني الرغوةَ فيها انتفاخ وتَفَتُّقٌ وخُرُوقٌ.
وخِرْشاءُ الثُّمالةٍ: الجلدة التي تعلو اللبن، فإِذا أَراد الشارب شربه ثنى مِشفريه حتى يَخْلُص له اللبنُ.
وخِرْشاءُ العسل: شمعه وما فيه من ميت نحله.
وكلُّ شيء أَجوف فيه انتفاخٌ وخروقُ وتفتّقٌ خِرْشاءُ.
وطلعت الشمسُ في خِرْشاءَ أَي في غَبَرَةٍ، واستعار أَبو حنيفة الخراشِيَّ للحَشَرات كلّها.
وخَرَشَةُ وخُراشةُ وخِراشٌ ومُخارِشٌ، كلُّها: أَسماء وسِماك بنُ خَرَشةَ الأَنصاري وأَبو خِراشٍ الهُذلي، بكسر الخاء؛ وأَبو خُراشةَ، بالضم، في قول الشاعر: أَبا خُراشةَ أَمَّا كُنتَ ذا نَفَرٍ، فإِنَّ قوميَ لم تأْكلْهمُ الضَّبُع قال ابن بري: البيت لعبّاس بن مرْداسٍ السُّلَمي، وأَبو خُراشةَ كُنْيةُ خُفَاف بنِ نُدْبَةَ، ونجبةُ أُمه، فقال يُخاطِبُه: إِن كنت ذا نَفرٍ وعددٍ قليلٍ فإِنَّ قومي عددٌ كثير لم تأْكلهم الضبُع، وهي السَّنةُ المُجْدِبةُ؛ ورَوَى هذا البيتَ سيبويه: أَمَّا أَنتَ ذا نفر، فَجَعَل أَنت اسمَ كان المحذوفة وأَمَّا عوضٌ منها وذا نفر خبرُها وأَن مصدرية (* أَمّا: هي أَن وما، فأن مصدرية وما زائدة.)، وكذلك تقول في قولهم أَمّا أَنت منطلقاً انطلقتُ معك بفتح أَن فتقديره عنده لأَن كنتَ منطلقاً انطلقتُ معك، فأُسْقِطَت لام الجرّ كما أُسقطت في قوله عز وجل: وأَنّ هذه ُامَّتُكم أُمَّةً واحدة وأَنا ربكم فاتَّقُون، والعاملُ في هذه اللام ما بعدها وهو قول فاتقون، قال: وكذلك الكلام في قولك لأَن كنت منطلقاً، العامل في هذه اللام ما بعدها وهو انطلقْتُ معَك؛ وبعد البيت: وكلُّ قَوْمِك يُخْشى منه بائِقَةٌ، فارْعُدْ قَليلاً، وأَبْصِرْها بمَنْ تَقَعُ إِن تكُ جُلْمودَ بِصْرٍ لا أُؤَبِّسُه، أُوقِدْ عليه فأَحْمِيه فَيَنْصَدِع قال أَبو تراب: سمعت رافعاً يقول لي عنده خُراشةٌ وخُماشَةٌ أَي حُقٌّ صغِيرٌ.
وخُرُوشُ البيتِ: سُعُوفُه من جُوالِقٍ خَلَقٍ أَو ثوبٍ خلَقٍ، الواحد سَعْفٌ وخَرْشٌ.

خمط (لسان العرب) [1]


قال اللّه عزّ وجلّ في قصة أَهل سبإٍ: وبدَّلْناهم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وأَثْلٍ؛ قال الليث: الخَمْطُ ضرب من الأَراكِ له حَمْل يؤْكل، وقال الزجاج: يقال لكل نبت قد أَخَذَ طَعْماً من مَرارة حتى لا يمكن أَكلُه خَمْطٌ، وقال الفراء: الخمط في التفسير ثَمَرُ الأَراكِ وهو البَرِيرُ، وقيل: شجر له شوْكٌ، وقيل: الخَمْطُ في الآية شجر قاتل أَو سمّ قاتِل، وقيل: الخَمْط الحَمْل القليل من كل شجرة، والخمط شجر مثل السِّدْرِ وحمله كالتُّوت، وقرئ: ذواتي أُكُلِ خَمْطٍ، بالإِضافة. قال ابن بري: من جعل الخمْط الأَراكَ فحقُّ القراءَةِ بالإضافة لأَن الأَكل للجني فأَضافه إِلى الخمْط، ومن جعل الخمط . . . أكمل المادة ثَمَرَ الأَراك فحق القراءَة أَن تكون بالتنوين، ويكون الخمط بدلاً من الأُكُل، وبكلٍّ قرأَتْه القرَّاءُ. ابن الأَعرابيّ: الخَمْطُ ثمر يقال له فَسْوةُ الضَّبُع على صورة الخَشْخاش، يَتَفَرَّكُ ولا يُنْتفَعُ به.
وقد خَمَط اللحمَ يَخْمِطُه خَمْطاً، فهو خَمِيطٌ: شواه، وقيل: شواه فلم يُنْضِجْه.
وخَمط الحَمَلَ والشاةَ والجَدْيَ يَخْمِطُه خَمْطاً، وهو خَمِيطٌ: سلَخَه ونزع جِلْده وشَواه، فإِذا نزَع عنه شَعَره وشواه فهو السَّمِيطُ، وقيل: الخَمْطُ بالنار، والسَّمْطُ بالماء.
والخَمِيطُ: المَشْوِيُّ، والسَّمِيط: الذي نُزع عنه شعرُه.
والخَمّاطُ: الشَّوَّاء؛ قال رؤْبة: شاكٍ يَشُكُّ خَلَلَ الآباطِ، شَكَّ المَشاوِي نَقَدَ الخَمَّاطِ أَراد بالمَشاوي: السفافِيدَ تدخل في خَلَل الآباطِ، قال: والخُمَّاطُ السُّمَّاطُ، الواحد خامِطٌ وسامِط.
والخَمْطةُ: رِيحٌ نَوْرِ الكَرم وما أَشْبَهه مما له ريح طيبة وليست بشديدة الذّكاءِ طِيباً.
والخَمْطة: الخمر التي أَخَذَت ريِحاً، وقال اللحياني: الخمْطة التي قد أَخذت شيئاً من الرِّيح كريح النَّبِق والتفَّاح. يقال: خَمِطَتِ الخَمْرُ، وقيل: الخمْطةُ الحامضةُ مع ريح؛ قال أَبو ذؤَيب: عُقارٌ كماءِ النِّيِّ لَيْسَتْ بخَمْطةٍ، ولا خَلّةٍ، يَكْوِي الوُجوهَ شِهابُها ويروى: يَكْوِي الشُّروبَ شِهابُها.
وقيل: إِذا أُعْجِلَت عن الاسْتِحكام في دَنِّها فهي خَمْطةٌ.
وكلُّ طَرِيّ أَخَذ طعْماً ولم يَسْتَحْكِم، فهو خَمْطٌ؛ وقال خالد بن زهير الهذلي: ولا تَسْبِقَنْ للناسِ منّي بخَمْطةٍ، من السُّمِّ، مَذْرورٍ عليها ذُرُورُها يعني طريّة حديثة كأَنها عنده أَحَدُّ؛ وقال المتنخل: مُشَعْشَعَةٌ كعَيْنِ الدِّيك، فيها حُمَيّاها من الصُّهْبِ الخِماطِ اختارها حَدِيثةً، واختارها أَبو ذُؤَيب عَتِيقةً، ولذلك قال: ليست بخَمْطَةٍ.
وقال أَبو حنيفة: الخَمْطَةُ الخمرة التي أُعجلت عن استحكام ريحها فأَخذت ريح الإِدْراكِ كريح التُّفَّاح ولم تُدْرِكْ بعد، ويقال: هي الحامضةُ، وقال أَبو زيد: الخَمْطةُ أَوّلُ ما تَبْتَدئُ في الحُموضة قبل أَن تشتدَّ، وقال السكّري في بيت خالد بن زهير الهذلي: عَنى بالخمْطةِ اللَّوْمَ والكلامَ القَبيحَ.
ولبن خَمْطٌ وخامِطٌ: طَيِّبُ الرِّيح، وقيل: هو الذي قد أَخذ شيئاً من الرِّيح كريح النبق أَو التُّفَّاح، وكذلك سِقاء خامِطٌ، خَمَطَ يَخْمُطُ خَمْطاً وخُموطاً وخَمِطَ خَمَطاً، وخَمْطَتُه وخَمَطَتُه رائحتُه، وقيل: خَمَطُه أَن يَصِير كالخِطْمِيِّ إِذا لَجَّنَه وأَوْخَفَه، وقيل: الخَمْطُ الحامضُ، وقيل: هو المُرّ من كل شيء؛ وذكر أَبو عبيدة أَن اللبن إِذا ذهب عنه حَلاوة الحَلب ولم يتغير طعمه فهو سامِطٌ، فإِن أَخذ شيئاً من الرِّيح فهو خامِطٌ، فإِن أَخذ شيئاً من طعْم فهو مُمَحَّلٌ، فإِذا كان فيه طَعْمُ الحَلاوةِ فهو فُوّهةٌ. اليزيدي: الخامِطُ الذي يُشبه ريحُه ريحَ التُّفّاحِ، وكذلك الخَمْطُ أَيضاً؛ قال ابن أَحمر: وما كنتُ أَخْشَى أَن تكونَ مَنِيَّتِي ضَرِيبَ جِلادِ الشَّوْلِ، خَمْطاً وصافِيا التهذيب: لبن خَمْطٌ وهو الذي يُحْقَنُ في سِقاء ثم يوضَع على حشيش حتى يأْخُذَ من ريحه فَيكون خَمْطاً طَيِّبَ الريح طيبَ الطعم.
والخَمْطُ من اللبن: الحامِضُ.
وأَرض خَمْطةٌ وخَمِطةٌ: طيبةُ الرائحة، وقد خَمِطَتْ وخَمَطَتْ.
وخَمَط السِّقاءُ وخَمِطَ خَمْطاً وخَمَطاً، فهو خَمِطٌ: تغيرت رائحتُه، ضدّ. سيبويه: وهي الخَمْطةُ.
وتَخَمَّطَ الفحلُ: هَدَرَ.
وخَمِطَ الرجلُ وتَخَمَّطَ: غَضِبَ وتَكبَّرَ وثارَ؛ قال: إِذا تَخَمَّطَ جَبّارٌ ثَنَوْه إِلى ما يَشْتَهُونَ، ولا يُثْنَوْن إِنْ خَمِطُوا والتَّخَمُّطُ: التَّكَبُّرُ، قال: إِذا رأَوْا مِنْ مَلِكٍ تَخَمُّطا أَو خُنْزُواناً، ضَرَبُوهُ ما خَطا ومنه قول الكميت: إِذا ما تَسامَتْ للتخمطِ صِيدُها الأَصمعي: التخمُّط الأَخذُ والقهْرُ بغَلبةٍ؛ وأَنشد: إِذا مُقْرَمٌ مِنّا ذَرَا حَدُّ نابِه، تَخَمَّطَ فِينا نابُ آخَرَ مُقْرَمِ ورجل مُتَخَمِّطٌ: شديدُ الغَضَبِ له ثَوْرةٌ وجَلَبة.
وفي حديث رِفاعةَ قال: الماءُ من الماء، فتخمَّطَ عمر أَي غَضِبَ.
ويقال للبحر إِذا التَطَمَتْ أَمواجُه: إِنه لَخَمِطُ الأَمْواجِ.
وبحر خَمِطُ الأَمواج: مُضْطَرِبُها؛ قال سويد بن أَبي كاهل: ذُو عُبابٍ زَبَدٍ آذِيَّه، خَمِطُ التَّيّارِ يَرْمي بالقَلَعْ يعني بالقِلَعِ الصخْرَ أَي يرمي بالصخْرة العظيمةِ.
وتَخَمَّطَ البحرُ: التطَم أَيضاً.

الأَحْمَرُ (القاموس المحيط) [1]


الأَحْمَرُ: ما لَوْنُهُ الحُمْرةُ، ومن لا سِلاحَ معه، جَمْعُهُما حُمْرٌ وحُمْرانٌ، وتَمْرٌ، والأَبْيَضُ، ضِدُّ، ومنه الحديثُ: "يا حُمَيْراءُ" والذَّهَبُ، والزَّعْفَرانُ، واللَّحْمُ، والخَمْرُ.
والأَحَامِرَةُ: قومٌ من العَجَمِ نَزلوا بالبَصْرَةِ، واللَّحْمُ، والخمرُ، والخَلوقُ.
والموتُ الأَحْمَرُ: القَتْلُ أو الموتُ الشَّديدُ.
وقولُهُم: الحُسْنُ أحمرُ، أي: يَلْقَى العاشِقُ منه ما يَلْقَى من الحَرْبِ.
والحَمْراءُ: العَجَمُ، والسَّنَةُ الشديدَةُ، وشِدَّةُ الظَّهيرَةِ، ومَدينةُ لَبْلَةَ،
وع بِفُسْطاطِ مِصْرَ، وبالقُدْسِ،
وة باليَمَنِ.
وحَمْراءُ الأَسَدِ: ع ثَمانِيَةِ أميالٍ من المَدِينةِ، وثَلاثُ قُرًى بِمِصْرَ.
والحِمارُ: م، ويكونُ وحْشِيًّا
ج: أحْمِرَةٌ وحُمُرٌ وحَمِيرٌ وحُمورٌ وحُمُرَاتٌ ومَحْمُوراءُ،
و= : خَشَبَةٌ في مُقَدَّمِ الرَّحْلِ، والخَشَبَةُ يَعْمَلَ عليها الصَّيْقَلُ، وثلاثُ خَشَباتٍ تُعَرَّضُ عليها خَشَبَةٌ وتُؤْسَرُ . . . أكمل المادة بها، ووادٍ باليَمَنِ، وبِهاءٍ: الأَتَانُ، وحَجَرٌ يُنْصَبُ حَوْلَ بَيْتِ الصائِدِ، والصَّخْرَةُ العظيمَةُ، وخَشَبَةٌ في الهَوْدَجِ، وحَجَرٌ عَريضٌ يُوضَعُ على اللَّحْدِ
ج: حَمائِرُ، وحَرَّةٌ،
و~ من القَدَمِ: المُشْرِفَةُ فَوْقَ أصابِعِها، والفَريضَةُ المُشَرَّكَةُ الحِمارِيَّةُ.
وحِمارُ قَبَّانَ: دُوَيْبَّةٌ.
والحِمارانِ: حَجَرانِ يُطْرَحُ عليهما آخَرُ، يُجَفَّفُ عليه الأَقِطُ.
و"هو أكفَرُ من حِمارٍ" هو ابنُ مالِكٍ، أو مُوَيْلِعٍ، كان مُسْلِماً أربعينَ سنةً في كَرَمٍ وجُودٍ، فَخَرَجَ بَنُوهُ عَشَرَةً للصَّيْدِ، فأصابَتْهُمْ صاعِقَةٌ، فَهَلَكُوا، فَكَفَرَ وقال: لا أعْبُدُ من فَعَلَ بِبَنِيَّ هذا، فَأَهْلَكَهُ اللّهُ تعالى، وأخْرَبَ وادِيَهُ، فَضُرِبَ بِكُفْرِهِ المَثَلُ.
وذو الحِمارِ: الأَسْودُ العَنْسِيُّ الكَذَّابُ المُتَنَبِّئُ، كانَ له حمارٌ أسْودُ مُعَلَّمُ، يقولُ له: اسْجُدْ لرَبِّكَ، فَيَسْجُدُ له، ويقولُ له: ابْرُكْ، فَيَبْرُكُ.
وأذُنُ الحمارِ: نَبْتٌ.
والحُمَرُ، كصُرَدٍ: التَّمْرُ الهِنْدِيُّ،
كالحَوْمَرِ، وطائِرٌ، وتُشَدَّدُ الميمُ واحِدَتُهُما: بهاءٍ.
وابنُ لِسانِ الحُمَّرَةِ، كسُكَّرَةٍ: خَطيبٌ بليغٌ نَسَّابَةٌ، اسْمُهُ عبدُ اللهِ بنُ حُصَيْنٍ، أو ورْقاءُ بنُ الأَشْعَرِ.
واليَحْمُورُ: الأَحْمَرُ، ودابَّةٌ، وطائِرٌ، وحِمارُ الوَحْشِ.
والحَمَّارَةُ، كجَبَّانَةٍ: الفَرَسُ الهَجِينُ،
كالمُحَمَّرِ، فارِسِيَّتُهُ: بالانِي، وأصحابُ الحَمِيرِ،
كالحامِرَةِ، وبتخفيفِ الميمِ وتشديدِ الراءِ وقد تُخَفَّفُ في الشِّعْرِ: شِدَّةُ الحرِّ.
وأحْمَرُ: مَوْلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ومَوْلًى لأُمِّ سَلَمَةَ، وابنُ مُعاويَةَ بنِ سُلَيْمٍ، وابنُ سَواءِ بنِ عَدِيٍّ، وابنُ قَطَنٍ الهَمَذانِيُّ، والأَحْمَريُّ المَدَنِيُّ: صحابيُّونَ.
والحَمِيرُ والحَمِيرَةُ الأُشْكُزُّ: لسَيْرٍ في السَّرْجِ،
وحَمَرَ السَّيْرَ: سَحَا قِشْرَهُ،
و~ الشاةَ: سَلَخَها،
و~ الرَّأسَ: حَلَقَه.
وغَيْثٌ حِمِرٌّ، كفِلِزٍّ: يَقْشِرُ الأرضَ.
والحِمِرُّ من حَرِّ القَيْظِ: أشدُّه،
و~ من الرجلِ: شَرُّهُ.
وبنُو حمِرَّى، كزِمِكَّى: قبيلةٌ.
والمِحْمَرُ، كمِنبرٍ: المِحْلأُ، والذي لا يُعْطِي إلاَّ على الكَدِّ، واللئيمُ.
وحَمِرَ الفرسُ، كفَرِحَ: سَنِقَ من أكْلِ الشَّعِيرِ، أو تَغَيَّرَتْ رائِحةُ فيه،
و~ الرجلُ: تَحَرَّقَ غَضَباً،
و~ الدابَّةُ: صارَتْ من السِّمَنِ كالحِمارِ بَلادَةً.
وأُحامِرُ، بالضم: جبلٌ،
وع بالمدينةِ، يُضافُ إلى البُغَيْبِغَةِ، وبهاءٍ: رَدْهَةٌ.
والحُمْرَةُ: اللَّوْنُ المَعْرُوفُ، وشجرةٌ تُحِبُّها الحُمُرُ، وورَمٌ من جِنْسِ الطَّواعِينِ.
وحُمْرَةُ بنُ يَشْرَحَ بنِ عبدِ كُلالٍ: تابِعيٌّ، وابنُ مالكٍ في هَمْدانَ، وابنُ جَعْفَرِ بنِ ثَعْلَبَةَ في تَميمٍ.
ومالكُ بنُ حُمْرَةَ: صَحابِيٌّ.
ومالكُ بنُ أبي حُمْرَةَ الكُوفِيُّ، والضَّحَّاكُ بنُ حُمْرَةَ، وعبدُ اللهِ بنُ علِيِّ بنِ نَصْرِ بنِ حُمْرَةَ، وهو ضعيفٌ: محدِّثونَ.
وحُمَيِّرٌ، كمُصَغَّرِ حمارٍ: ابنُ عَدِيٍّ، وابنُ أشْجَعَ: صحابيَّانِ.
وحُمَيِّرُ بنُ عَدِيٍّ العابِدُ: محدِّثٌ.
وكزُبَيْرٍ: عبدُ اللهِ، وعبدُ الرحمنِ: ابنا حُمَيْرِ بنِ عمرٍو، قُتلا مع عائِشَةَ.
ورُطَبٌ ذُو حُمْرَةٍ: حُلْوَةٌ.
وحُمْرانُ، بالضم: ماءٌ بِديارِ الرَّبابِ،
وع بالرَّقَّةِ، وقَصْرُ حُمْرانَ بالبادِيَةِ،
وة قُرْبَ تَكْريتَ.
وحامِرٌ: ع على الفُراتِ، ووادٍ في طَرَفِ السماوَةِ، ووادٍ وراءَ يَبْرِينَ، ووادٍ لبني زُهَيْرِ بنِ جَنابٍ،
وع لِغَطَفانَ.
وأحْمَرَ: وُلِدَ له ولَدٌ أحْمَرُ،
و~ الدابَّةَ: عَلَفَها حتى تَغَيَّرَ فُوها.
وحَمَّرَهُ تَحْمِيراً: قال له: يا حِمارُ، وقَطَعَ كَهَيْئَةِ الهَبْرِ، وتَكَلَّمَ بالحِمْيَرِيَّةِ،
كتَحَمْيَرَ، ودَخَلَ أعْرابِيٌّ على مَلِكٍ لِحِمْيَرَ، فقال له وكان على مكانٍ عالٍ ثِبْ، أي: اجْلِسْ بالحِمْيَرِيَّةِ، فوثَبَ الأَعْرابِيُّ، فَتَكَسَّرَ، فسألَ المَلِك عنه، فأخْبِرَ بلُغَةِ العَرَبِ، فقالَ: ليسَ عندنا عَرَبِيَّتْ، مَنْ دَخَلَ ظَفارِ حَمَّرَ، أي: فَلْيُحَمِّرْ.
والتَّحْمِيرُ أيضاً: دَبْغٌ رَدِيءٌ.
وتَحَمْيَرَ: ساءَ خُلُقُهُ.
واحْمَرَّ احْمِراراً: صارَ أحْمَرَ،
كاحْمارَّ،
و~ البأسُ: اشْتَدَّ.
والمُحْمِرُ: الناقةُ يَلْتَوِي في بَطْنها ولدُها، فلا يَخْرُجُ حتى تَمُوتَ.
والمُحَمِّرَةُ، مشدَّدةً: فِرْقَةٌ من الخُرَّمِيَّةِ يُخالِفونَ المُبَيِّضَةَ، واحِدُهُمْ: مُحَمِّرٌ.
وحِمْيَرٌ، كدِرْهَمٍ: ع غَربيَّ صَنْعاءِ اليَمنِ، وابنُ سَبَأ بنِ يَشْجُبَ: أبو قبيلةٍ.
وخارِجَةُ بنُ حِمْيَرٍ: صحابِيٌّ، أو هو كتَصْغِيرِ حِمارٍ، أو هو بالجيمِ، وتقدَّمَ.
وسَمَّوْا حِماراً وحُمْرانَ وحَمْراءَ وحُمَيْراءَ.
والحُمَيراءُ: ع قُرْبَ المدينةِ.
ومُضَرُ الحَمْراءِ: لأَنَّهُ أُعْطِيَ الذَّهَبَ من ميراثِ أبيه، ورَبيعةُ أُعْطِيَ الخَيْلَ، أو لأَنَّ شعارَهُم كانَ في الحَرْبِ الرَّاياتِ الحُمْرَ.

مرق (لسان العرب) [1]


المَرَقُ الذي يؤتدم به: معروف، واحدته مَرَقة، والمَرَقة أَخص منه.
ومَرَق القِدْرَ يَمْرُقُها ويَمْرِقُها مَرْقاً وأَمْرَقَها يُمْرقها إمْراقاً: أَكثر مَرَقَها. الفراء: سمعت بعض العرب يقول أَطعمنا فلان مَرَقة مَرَقَيْن؛ يريد اللحم إذا طبخ ثم طبخ لحم آخر بذلك الماء، وكذا قال ابن الأَعرابي.
ومَرِقتِ البيضةُ مَرَقاً ومَذِرتْ مَذَراً إذا فسدت فصارت ماء.
وفي حديث علي: إن من البيض ما يكون مارقاً أَي فاسداً.
وقد مرقت البيضة إذا فسدت.
ومَرَقَ الصوفَ والشعر يَمْرقه مَرْقاً: نتفه.
والمُراقة، بالضم: ما انتتف منهما، وخص بعضهم به ما ينتتف من الجلد المَعْطُونِ إذا دفن ليسترخي، وربما قيل لما تنتفه من الكَلاءِ القليل لبعيرك مُرَاقة؛ وقال اللحياني: وكذلك الشيء يسقط . . . أكمل المادة من الشيء، والشيء يفنى منه فيَبْقى منه الشيءُ.
وفي الحديث: أنَّ امرأَة قالت: يا رسول الله، إن بنتاً لي عَروُساً تمرَّق شعرُها، وفي حديث آخر: مَرِضَتْ فامَّرَقَ شعرها. يقال: مَرَقَ شَعْرُه وتَمَرَّق وامَّرق إذا انتثر وتساقط من مرض أَو غيره.
والمَرْقة: الصوفة أَول ما تنتف، وقيل: هو ما يبقى في الجلد من اللحم إذا سلخ، وقيل: هو الجلد إذا دبغ.
والمَرْقُ، بالتسكين: الإهابُ المُنْتِنُ. تقول مَرَقْتُ الإهَابَ أَي نتفت عن الجلد المعطون صوفه.
وأَمْرَق الجلدُ أَي حان له أن ينتف.
ويقال: أَنْتَنُ من مَرْقَاتِ الغنمِ، الواحدة مَرْقة؛ وقال الحرث بن خالد: ساكناتُ العَقِيقِ أَشْهَى إلى القلـ ب من الساكناتِ دُورَ دِمَشْقِ يَتَضَوَّعْنَ، لو تضَمَّخْنَ بالمسـ ك، ضِماخاً كأنه ريح مَرْقِ قال ابن الأَعرابي: المَرْقُ صُوف العِجافِ والمَرْضى، وأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من البيت الأَخير من قوله: كأَنه ريح مَرْق، ففسره هو بأَنه جمع المَرْقة التي هي من صوف المهازيل والمَرْضى، وقد يجوز أَن يكون يعني به الصوف أَول ما يُنْتف، لأَنه حينئذ مُنْتِنٌ. تقول العرب: أَنتَنُ من مرْقات الغنم، فيكون المَرْقُ على هذا واحداً لا جمع مَرْقة، ويكون من المذكر المجموع بالتاء، وقد يكون يعني به الجلد الذي يُدْفن ليسترخي.
وأَمْرَق الشعرُ: حان له أَن يُمْرَقَ. ابن الأَعرابي: المَرْقُ الطعن بالعجلة.
والمُرْقُ: الذئاب المُمَعَّطة.
والمَرْق: الصوف المُنَفَّش. يقال: أَعطني مَرْقة أَي صوفة.
والمَرْق: الإهابُ الذي عُطِنَ في الدباغ وترك حتى أَنتن وامَّرط عنه صوفه؛ ومَرَقْتُ الإهابَ مَرْقاً فامَّرق امِّراقاً؛ والمُرَاقة والمْرَاطة: ما سقط من الشعر.
والمُراقة من النبات: ما يُشْبِعُ المال؛ وقال أَبو حنيفة: هو الكلأُ الضعيف القليل.
ومَرِقَت النخلةُ وأَمْرقَتْ، وهي مُمْرِقٌ: سقط حملها بعدما كبر، والاسم المَرْقُ.
ومَرَقَ السهمُ من الرَّمِيَّة يَمْرُقُ مَرْقاً ومُرُوقاً: خرج من الجانب الآخر.
وفي الحديث وذكر الخوارج: يَمْرْقُونَ من الدِّين كما يَمْرُق السهم من الرميّة أَي يَجُوزونَهُ ويخرقونَهُ ويتعدّونه كما يخرق السهم المَرْميّ به ويخرج منه.
وفي حديث علي، عليه السلام: أُمِرْتُ بقتال المارِقينَ، يعني الخوارج، وأَمْرقْتُ السهم إمْراقاً، ومنه سميت الخوارج مارِقةً، وقد أَمْرَقهُ هو.
والمُرُوق: الخروج من شيء من غير مدخله.
والمارِقةُ: الذين مرقوا من الدِّين لغُلُوّهم فيه.
والمُرُوق: سرعة الخروج من الشيء، مَرَق الرجلُ من دِينه ومَرَقَ من بيته، وقيل: المُروق أَن يُنْفِذ السهم الرميّة فيخرج طرفه من الجانب الآخر وسائره في جوفها.
والامْتِراق: سرعة المَرْقِ.
وامْتَرَق وامَّرق الولد من بطن أُمه وامْتَرقت الحمامة من وَكْرِها: خرجت.
ومَرَق في الأرض مُروقاً: ذهب.
ومَرَق الطائر مَرْقاً: ذَرَقَ.
والمَرْق والمُرق؛ الأخيرة عن أَبي حنيفة عن الأعراب: سَفا السنبل، والجمع أَمراق.
والتَّمْرِيقُ: الغناء، وقيل: هو رفع الصوت به؛ قال:ذَهَبَتْ مَعَدّ بالعَلاء ونَهْشل، من بين تالي شِعره ومُمَرِّق والمَرْق، بالسكون: غِنَاء الإماء والسَّفِلة، وهو اسم.
والمُمَرَّق أَيضاً من الغِناء: الذي تغنيه السَّفِلةُ والإماء.
ويقال للمُغَنّي نفسه المُمَرِّق، وقد مَرَّق يُمَرِّقُ تَمْرِيقاً إذا غنى.
وحكى ابن الأَعرابي: مَرَّق بالغناء؛ وأَنشد: أفي كلّ عامٍ أَنت مُهْدِي قَصِيدةٍ، يُمَرّق مَذْعور بها فالنَّهابلُ؟ فإن كنتَ فاتَتْكَ العُلى، يا ابن دَيْسقَ، فدَعْها، ولكن لا تَفُتْك الأَسافِلُ قال ابن بري: قال ابن خالويه ليس أَحد فسر التَّمْريقَ إلا أَبو عمرو الزاهد، قال: هو غناء السفلة والساسة، والنَّصْبُ غناء الركبان.
وفي الحديث ذكر المُمَرِّق، هو المغنّي.
واهْتلَبَ السيفَ من غمده وامْتَرقهُ واخْتلطهُ واعْتَقَّهُ إذا استله.
ويقال للذي يُبْدِي عورته: امَّرَقَ يَمَّرِقُ.
وامَّرَقَ الرجلُ: بدت عورته.
وقولهم في المثل: رُوَيْدَ الغَزْوَ يَنْمَرِق، وأَصله أَن امرأَة كانت تغزو فحبِلت، فذُكِرَ لها الغزو، فقال: رُوَيْدَ الغَزْوَ يَنْمَرِقُ أَي أَمهلوا الغزو حتى يخرج الولد؛ قال ابن بري: وقال المفضل هي رَقَاشِ الكِنانيَّة، وجمع المَارِقِ مُرَّاق؛ قال حميد الأَرقط: ما فتِئَتْ مُرَّاقُ أَهل المِصْرَيْن سَقْطَ عُمَانَ، ولصوصَ الجُفَّيْن وقال أَبو حنيفة: المُمْرِقُ اللحم الذي فيه سمن قليل.
ومَرَق حَبُّ العنب يَمْرُق مُرُوقاً: انتشر من ريح أَو غيره؛ هذه عن أَبي حنيفة.
والمُرِّيقُ: حب العصفر، وفي التهذيب: شحم العصفر، وبعضهم يقول هي عربية محضة، وبعض يقول ليست بعربية. قال ابن سيده: المُرِّيقُ حب العصفر، قال: وقال سيبويه حكاه أَبو الخطاب عن العرب، قال أَبو العباس: هو أَعجمي وقد غلط أَبو العباس لأن سيبويه يحكيه عن العرب، فكيف يكون عجميّاً؟ وثوب مُمَرَّق: صبغ بالمُرّيق؛ وتَمَرَّق الثوب: قَبِلَ ذلك؛ وأنشد الباهلي: يا ليتَني لكِ مِئْزر مُتَمرَّق بالزَّعْفران، لبِسْتِه أَياما قوله مُتَمرَّق: مصبوغ بالعُصْفر، وقال بالزعفران ضرورة، وكان حقه أَن يقول بالعصفر.
ورجل مِمْراق: دَخّال في الأُمور.
والمَارِقُ: العلم النافذ في كل شيء لا يتعوج فيه.
ومَرَقَا الأَنفِ: حَرْفاه. قال ثعلب: كذا رواه ابن الأعرابي بالتخفيف، والصواب عنده مَرَقَّا الأنف.
وفي الحديث ذكر مَرَق، بفتح الميم والراء، وقد تسكن، بئر مَرَق بالمدينة لها ذكر في حديث أَول الهجرة.
والمَرَق أَيضاً: آفة تصيب الزرع.
وفي الحديث: أَنه اطّلى حتى بلغ المَرَاقّ؛ هو، بتشديد القاف، ما رق من أَسفل البطن ولان لا واحد له، وميمه زائدة، وقد تقدم في الراء.

صحب (لسان العرب) [1]


صَحِـبَه يَصْحَبُه صُحْبة، بالضم، وصَحابة، بالفتح، وصاحبه: عاشره.
والصَّحْب: جمع الصاحب مثل راكب وركب.
والأَصْحاب: جماعة الصَّحْب مثل فَرْخ وأَفْراخ.
والصاحب: الـمُعاشر؛ لا يتعدَّى تَعَدِّيَ الفعل، أَعني أَنك لا تقول: زيد صاحِبٌ عَمْراً، لأَنهم إِنما استعملوه استعمال الأَسماء، نحو غلام زيد؛ ولو استعملوه استعمال الصفة لقالوا: زيد صاحِبٌ عمراً، أَو زيد صاحبُ عَمْرو، على إِرادة التنوين، كما تقول: زيد ضاربٌ عمراً، وزيد ضاربُ عمْرٍو؛ تريد بغير التنوين ما تريد بالتنوين؛ والجمع أَصحاب، وأَصاحيبُ، وصُحْبان، مثل شابّ وشُبّان، وصِحاب مثل جائع وجِـياع، وصَحْب وصَحابة وصِحابة، حكاها جميعاً الأَخفش، وأَكثر الناس على الكسر دون الهاءِ، وعلى الفتح معها، والكسر معها عن الفراء خاصة.
ولا . . . أكمل المادة يمتنع أَن تكون الهاء مع الكسر من جهة القياس، على أَن تزاد الهاء لتأْنيث الجمع.
وفي حديث قيلة: خرجت أَبتغي الصَّحابة إِلى رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم؛ هو بالفتح جمع صاحب،ولم يجمع فاعِل على فَعالة إِلا هذا؛ قال امرؤُ القيس: فكانَ تَدانِـينا وعَقْدُ عِذارهِ، * وقال صِحابي: قَدْ شَـأَونَك، فاطْلُب قال ابن بري: أَغنى عن خبر كان الواو التي في معنى مع، كأَنه قال: فكان تدانينا مع عقد عذاره، كما قالوا: كل رجل وضَيْعَتُه؛ فكل مبتدأ، وضيعته معطوف على كل، ولم يأْت له بخبر، وإِنما أَغنى عن الخبر كون الواو في معنى مع، والضيعة هنا: الحرفة، كأَنه قال: كل رجل مع حرفته.
وكذلك قولهم: كل رجل وشأْنه.
وقال الجوهري: الصَّحابة، بالفتح: الأَصْحاب، وهو في الأَصل مصدر، وجمع الأَصْحاب أَصاحِـيب.
وأَما الصُّحْبة والصَّحْب فاسمان للجمع.
وقال الأَخفش: الصَّحْبُ جمع، خلافاً لمذهب سيبويه، ويقال: صاحب وأَصْحاب، كما يقال: شاهِد وأَشهاد، وناصِر وأَنْصار.
ومن قال: صاحب وصُحْبة، فهو كقولك فارِه وفُرْهَة، وغلامٌ رائِق، والجمع رُوقَة؛ والصُّحْبَةُ مصدر قولك: صَحِبَ يَصْحَبُ صُحْبَةً.
وقالوا في النساءِ: هنَّ صواحِبُ يوسف.
وحكى الفارسي عن أَبي الحسن: هنّ صواحبات يوسف، جمعوا صَواحِبَ جمع السلامة، كقوله: فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائِداتِها وقوله: جَذْب الصَّرارِيِّـين بالكُرور والصِّحابَة: مصدر قولك صاحبَك اللّهُ وأَحْسَن صحابَتَك.
وتقول للرجل عند التوديع: مُعاناً مُصاحَـباً.
ومن قال: مُعانٌ مَصاحَبٌ، فمعناه: أَنت معان مُصاحَب.
ويقال: إِنه لَـمِصْحاب لنا بما يُحَبّ؛ وقال الأَعشى: فقد أَراكَ لنا بالوُدِّ مصْحابا وفُلانٌ صاحِبُ صِدْقٍ.
واصْطَحَب الرجلان، وتصاحبا، واصْطَحَبَ القوم: صَحِبَ بعضهم بعضاً؛ وأَصله اصْتَحَب، لأَن تاء الافتعال تتغير عند الصاد مثل اصطحب، وعند الضاد مثل اضْطَربَ، وعند الطاء مثل اطَّلَب، وعند الظاء مثل اظَّلَم، وعند الدال مثل ادَّعى، وعند الذال مثل اذّخَر، وعند الزاي مثل ازْدَجَر، لأَن التاء لانَ مَخْرَجُها فلم توافق هذه الحروف لشدة مخارجها، فأُبْدِلَ منها ما يوافقها، لتخفّ على اللسان، ويَعْذُبَ اللفظ به.
وحمارٌ أَصْحَبُ أَي أَصْحَر يضرب لونه إِلى الحمرة.
وأَصْحَبَ: صار ذا صاحب وكان ذا أَصحاب.
وأَصْحَبَ: بلغ ابنه مبلغ الرجال، فصار مثله، فكأَنه صاحبه.
واسْتَصْحَبَ الرجُلَ: دَعاه إِلى الصُّحْبة؛ وكل ما لازم شيئاً فقد استصحبه؛ قال: إِنّ لك الفَضْلَ على صُحْبَتي، * والـمِسْكُ قدْ يَسْتَصْحِبُ الرّامِكا الرامِك: نوع من الطيب رديء خسيس.
وأَصْحَبْتُه الشيء: جعلته له صاحباً، واستصحبته الكتاب وغيره.
وأَصْحَبَ الرجلَ واصْطَحَبه: حفظه.
وفي الحديث: اللهم اصْحَبْنا بِصُحْبَةٍ واقلِبْنا بذمة؛ أَي احفظنا بحفظك في سَفَرنا، وأَرجِعنا بأَمانتك وعَهْدِك إِلى بلدنا.
وفي التنزيل: ولا هم منا يُصْحَبون ؛ قال: يعني الآلهة لا تمنع أَنفسنا، ولا هم منا يُصْحَبون: يجارون أَي الكفار؛ أَلا ترى أَن العرب تقول: أَنا جارٌ لك؛ ومعناه: أُجِـيرُك وأَمْنَعُك. فقال: يُصْحَبون بالإِجارة.
وقال قتادة: لا يُصْحَبُون من اللّهِ بخير؛ وقال أَبو عثمان المازنيّ: أَصْحَبْتُ الرجلَ أَي مَنَعْتُه؛ وأَنشد قَوْلَ الـهُذَليّ: يَرْعَى بِرَوْضِ الـحَزْنِ، من أَبِّه، * قُرْبانَه، في عابِه، يُصْحِبُ يُصْحِبُ: يَمْنَعُ ويَحْفَظُ وهو من قوله تعالى: ولا هم منا يُصْحَبون أَي يُمْنعون.
وقال غيره: هو من قوله صَحِبَك اللّه أَي حَفِظَكَ وكان لك جاراً؛ وقال: جارِي وَمَوْلايَ لا يَزْني حَريمُهُما، * وصاحِـبي منْ دَواعي السُّوءِ مُصْطَحَبُ وأَصْحبَ البعيرُ والدابةُ: انقادا.
ومنهم مَن عَمَّ فقال: وأَصْحَبَ ذلَّ وانقاد من بعد صُعوبة؛ قال امرؤ القيس: ولَسْتُ بِذِي رَثْيَةٍ إِمَّرٍ، * إِذا قِـيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحبا الإِمَّرُ: الذي يأْتَمِرُ لكل أَحد لضَعْفِه، والرَّثْيَةُ: وجَع المفاصل.
وفي الحديث: فأَصْحَبَت الناقةُ أَي انقادت، واسترسلت، وتبعت صاحبها. قال أَبو عبيد: صحِـبْتُ الرجُلَ من الصُّحْبة، وأَصْحَبْتُ أَي انقدت له؛ وأَنشد: تَوالى بِرِبْعِـيِّ السّقابُ، فأَصْحَبا والـمُصْحِبُ الـمُستَقِـيمُ الذَّاهِبُ لا يَتَلَبَّث؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: يا ابن شهابٍ، لَسْتَ لي بِصاحِب، * مع الـمُماري ومَعَ الـمُصاحِب فسره فقال: الـمُمارِي الـمُخالِفُ، والـمُصاحِبُ الـمُنْقاد، من الإِصْحابِ.
وأَصْحَبَ الماءُ: علاه الطُّحْلُب والعَرْمَضُ، فهو ماءٌ مُصْحِبٌ.
وأَدِيمٌ مُصْحِبٌ عليه صُوفُه أَو شَعره أَو وبَرُه، وقد أَصْحَبْته: تركت ذلك عليه.
وقِربَةٌ مُصْحِـبَة: بقي فيها من صوفها شيء ولم تُعْطَنْهُ.
والـحَمِـيتُ: ما ليس عليه شعر.
ورجل مُصْحِب: مجنون.
وصَحَبَ الـمَذْبوحَ: سلَخه في بعض اللغات.
وتَصَحَّب من مُجالَسَتِنا: استَحْيا.
وقال ابن برزح (1) (1 قوله «برزح» هكذا في النسخ المعتمدة بيدنا.) إِنه يَتَصَحَّبُ من مجالستنا أَي يستَحْيِـي منها.
وإِذا قيل: فلان يتسَحَّب علينا، بالسين، فمعناه: أَنه يَتمادَحُ ويَتَدَلَّل.
وقولهم في النداءِ: يا صاحِ، معناه يا صاحبي؛ ولا يجوز ترخيم المضاف إِلاّ في هذا وحده، سُمِـعَ من العرب مُرخَّماً.
وبنو صُحْب: بَطْنان، واحدٌ في باهِلَة، وآخر في كلْب.
وصَحْبانُ: اسم رجلٍ.

قوب (لسان العرب) [1]


القَوْبُ: أَن تُقَوِّبَ أَرْضاً أَو حُفْرةً شِـبْهَ التَّقْوير. قُبْتُ الأَرضَ أَقُوبُها إِذا حَفَرْتَ فيها حُفْرة مُقَوَّرة، فانْقَابَتْ هي. ابن سيده: قابَ الأَرضَ قَوْباً، وقَوَّبَها تَقْويباً: حَفَر فيها شِـبْهَ التَّقْويرِ.
وقد انْقَابَتْ، وتَقَوَّبَتْ، وتَقَوَّبَ من رأْسه مواضعُ أَي تَقَشَّرَ.
والأَسْوَدُ الـمُتَقَوِّبُ: هو الذي سَلخَ جِلْدَه من الـحَيَّات. الليث: الجَرَبُ يُقَوِّبُ جِلْدَ البعير، فتَرى فيه قُوباً قد انْجَرَدَتْ من الوَبَر، ولذلك سميت القُوَباءُ التي تَخْرُجُ في جلد الإِنسان، فتُداوَى بالرِّيق؛ قال: وهل تُدَاوَى القُوَبا بالرِّيقَهْ وقال الفراء: القُوباء تؤَنث، وتذكر، وتُحرَّك، وتسكَّن، فيقال: هذه قُوَباءُ، فلا تصرف في معرفة ولا نكرة، وتلحق بباب فُقَهاءَ، وهو نادر.
وتقول في التخفيف: هذه قُوباءُ، فلا . . . أكمل المادة تصرف في المعرفة، وتصرف في النكرة.
وتقول: هذه قُوباءٌ، تَنْصَرِفُ في المعرفة والنكرة، وتُلْحقُ بباب طُومارٍ؛ وأَنشد: به عَرَصاتُ الـحَيِّ قَوَّبْنَ مَتْنَه، * وجَرَّدَ، أَثْباجَ الجَراثِـيم، حاطِـبُه قَوَّبْنَ مَتْنَه أَي أَثـَّرْنَ فيه بمَوْطئِهم ومَحَلِّهم؛ قال العجاج: من عَرَصاتِ الـحَيِّ أَمْسَتْ قُوبا أَي أَمْسَتْ مُقَوَّبة.
وتَقَوَّبَ جِلْدُه: تَقَلَّعَ عنه الجَرَبُ، وانْحَلَق عنه الشَّعَرُ، وهي القُوبةُ والقُوَبةُ والقُوباءُ والقُوَباءُ.
وقال ابن الأَعرابي: القُوباء واحدةُ القُوبةِ والقُوَبةِ؛ قال ابن سيده: ولا أَدْري كيف هذا؟ لأَن فُعْلَة وفُعَلَةً لا يكونان جمعاً لفُعْلاء، ولا هما من أَبنية الجمع، قال: والقُوَبُ جمع قُوبةٍ وقُوَبة؛ قال: وهذا بَيِّن، لأَن فُعَلاً جمع لفُعْلة وفُعَلَةٍ.
والقُوباءُ والقُوَباءُ: الذي يَظْهَر في الجسد ويخرُج عليه، وهو داءٌ معروف، يَتَقَشَّر ويتسعُ، يعالج ويُدَاوى بالريق؛ وهي مؤَنثة لا تنصرف، وجمعها قُوَبٌ؛ وقال ابن قَنَانٍ الراجز: يا عَجَبَا لهذه الفَلِـيقَهْ ! هَلْ تَغْلِـبَنَّ القُوَباءُ الريقَهْ؟ الفليقةُ: الداهية.
ويروى: يا عَجَباً، بالتنوين، على تأْويل يا قوم اعْجَبُوا عَجَباً؛ وإِن شئتَ جعلته مُنادى منكوراً، ويروى: يا عَجَبَا، بغير تنوين، يريد يا عَجَبـي، فأَبدَل من الياءِ أَلِفاً؛ عل حدّ قول الآخر: يا ابْنَةَ عَمَّا لا تَلُومي واهْجَعِـي ومعنى رجز ابن قَنانٍ: أَنه تَعَجَّبَ من هذا الـحُزاز الخَبيث، كيف يُزيلُه الريقُ، ويقال: إِنه مختص بريق الصائِم، أَو الجائِع؛ وقد تُسَكَّنُ الواو منها استثقالاً للحركة على الواو، فإِن سكنتها، ذَكَّرْتَ وصَرَفْتَ، والياء فيه للإِلحاق بقِرْطاس، والهمزة مُنْقلبة منها. قال ابن السكيت: وليس في الكلام فُعْلاء، مضمومة الفاء ساكنة العين، ممدودةَ الآخر، إِلاَّ الخُشَّاءَ وهو العظمُ الناتئ وراء الأُذن وقُوباءَ؛ قال: والأَصل فيهما تحريك العين، خُشَشَاءُ وقَوَباءُ. قال الجوهري: والـمُزَّاءُ عندي مثلُهما (1) (1 قوله «والمزاء عندي مثلهما إلخ» تصرف في المزاء في بابه تصرفاً آخر فارجع اليه.) ؛ فمن قال: قُوَباء، بالتحريك، قال في تصغيره: قُوَيْباء، ومن سَكَّنَ، قال: قُوَيْبـيٌّ؛ وأَما قول رؤبة: من ساحرٍ يُلْقي الـحَصى في الأَكْوابْ، * بنُشْرَةٍ أَثـَّارةٍ كالأَقْوابْ فإِنه جمع قُوباءَ، على اعتِقادِ حذف الزيادة ،على أَقوابٍ. الأَزهري: قابَ الرجلُ: تَقَوَّب جِلْدُه، وقابَ يَقُوبُ قَوْباً إِذا هَرَبَ.
وقابَ الرجل إِذا قَرُبَ.
وتقول: بينهما قابُ قَوْسٍ، وقِـيبُ قَوْسٍ، وقادُ قَوْسٍ، وقِـيدُ قَوس أَي قَدْرُ قَوْسٍ.
والقابُ: ما بين الـمَقْبِضِ والسِّـيَة.
ولكل قَوْس قابانِ، وهما ما بين الـمَقْبِضِ والسِّـيَةِ.
وقال بعضهم في قوله عز وجل: فكان قابَ قَوْسَيْن؛ أَراد قابَيْ قوْس، فَقَلَبَه.
وقيل: قابَ قَوْسَيْن، طُولَ قَوْسَين. الفراء: قابَ قَوْسَين أَي قَدْرَ قَوْسين، عربيتين.
وفي الحديث: لَقابُ قَوسِ أَحدكم، أَو موضعُ قِدِّه من الجنة، خيرٌ من الدنيا وما فيها. قال ابن الأَثير: القابُ والقِـيبُ بمعنى القَدْرِ، وعينُها واو مِن قولهم: قَوَّبوا في الأَرض أَي أَثـَّروا فيها بوَطْئِهم، وجعَلوا في مَساقيها علامات.
وقَوَّبَ الشيءَ: قَلَعَه من أَصله.
وتَقَوَّبَ الشيءُ إِذا انْقَلَعَ من أَصله.
وقابَ الطائرُ بيضَتَه أَي فَلَقَها، فانْقابت البيضةُ؛ وتَقَوَّبَتْ بمعنًى. والقائبةُ والقابَةُ: البَيْضة.
والقُوبُ، بالضم: الفَرْخُ.
والقُوبِـيُّ: الـمُولَعُ بأَكل الأَقْوابِ، وهي الفِراخُ؛ وأَنشد: لـهُنَّ وللـمَشِـيبِ ومَنْ عَلاهُ، * من الأَمْثالِ، قائِـبَةٌ وقُوبُ مَثَّلَ هَرَبَ النساءِ من الشيوخ بهَرَبِ القُوبِ، وهو الفَرْخُ، من القائبةِ، وهي البَيْضة، فيقول: لا تَرْجِـعُ الـحَسْناءُ إِلى الشيخ، كما لا يَرْجِـعُ الفرخُ إِلى البيضة.
وفي المثل: تَخَلَّصَتْ قائبةٌ من قُوبٍ، يُضْرَبُ مثلاً للرجل إِذا انْفَصَلَ من صاحبه. قال أَعرابي من بني أَسَدٍ لتاجرٍ اسْتَخْفَره: إِذا بَلَغْتُ بك مكان كذا، فَبَرِئَتْ قائِـبةٌ من قُوبٍ أَي أَنا بريءٌ من خِـُفارَتِكَ.
وتَقَوَّبَتِ البيضةُ إِذا تَفَلَّقَتْ عن فَرْخها. يقال: انْقَضَتْ قائبةٌ من قُوبِها، وانْقَضَى قُوبِـيٌّ من قاوِبَةٍ؛ معناه: أَن الفَرْخ إِذا فارقَ بيضَتَه، لم يَعُدْ إِليها؛ وقال: فقائِـبةٌ ما نَحْنُ يوماً، وأَنْتُمُ، * بَني مالكٍ، إِن لم تَفيئوا وقُوبُها يُعاتِـبُهم على تَحَوُّلِهم بنسَبهم إِلى اليمن؛ يقول: إِن لم ترجعوا إِلى نسبكم، لم تعودوا إِليه أَبداً. فكانت ثلْبةَ ما بيننا وبينكم.
وسُمِّيَ الفَرْخُ قُوباً لانقِـيابِ البيضةِ عنه. شمر: قِـيبَتِ البيضةُ، فهي مَقُوبة إِذا خَرَجَ فرْخُها.
ويقال: قَابَةٌ وقُوبٌ، بمعنى قائبةٍ وقُوبٍ.
وقال ابن هانئ: القُوَبُ قُشْوُرُ البيض؛ قال الكميت يصِف بيضَ النَّعامِ: على تَوائِم أَصْغَى من أَجِنَّتِها، * إِلى وَساوِس، عنها قابتِ القُوَبُ قال: القُوَبُ: قشور البيض. أَصْغَى من أَجنتها، يقول: لما تحرَّك الولد في البيض، تَسَمَّع إِلى وسْواس؛ جَعَلَ تلك الحركة وسوسةً. قال: وقابَتْ تَفَلَّقَت.
والقُوبُ: البَيْضُ.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، أَنه نهى عن التَّمَتُّع بالعمرة إِلى الحج، وقال: إِنكم إِن اعتمرتم في أَشهر الحج، رأَيتموها مُجْزئةً من حجكم، فَفَرَغَ حَجكم، وكانت قائِـبةً من قُوبٍ؛ ضرب هذا مثلاً لخَلاء مكة من المعتمرين سائر السنة.
والمعنى: أَن الفرخ إِذا فارق بيضته لم يعد إِليها، وكذا إِذا اعْتَمروا في أَشهر الحج، لم يعودوا إِلى مكة.
ويقال: قُبْتُ البَيْضة أَقُوبُها قَوْباً، فانْقابَتِ انقِـياباً. قال الأَزهري: وقيل للبيضة قائِـبةٌ، وهي مَقُوبة، أَراد أَنها ذاتُ فَرْخٍ؛ ويقال لها قاوِبةٌ إِذا خَرَجَ منها الفَرْخُ، والفرخُ الخارج يقال له: قُوبٌ وقُوبيّ؛ قال الكميت: وأَفْرَخَ منْ بيضِ الأَنوقِ مَقُوبُها ويقال: انْقابَ المكانُ، وتَقَوَّبَ إِذا جُرِّدَ فيه مواضعُ من الشجر والكلإِ.
ورجل مَليءٌ قُوَبَةٌ، مثل هُمَزة: ثابتُ الدارِ مُقِـيمٌ؛ يقال ذلك للذي لا يبرح من المنزل.
وقَوِبَ من الغُبار أَي اغْبرَّ؛ عن ثعلب.
والـمُقَوَّبةُ من الأَرضين: التي يُصِـيبُها المطرُ فيبقَى في أَماكِنَ منها شجرٌ كان بها قديماً؛ حكاه أَبو حنيفة.

نشش (لسان العرب) [1]


نَشَّ الماءُ يَنِشُّ نَشًّا ونَشِيشاً ونَشَّشَ: صَوَّتَ عند الغلَيان أَو الصبِّ، وكذلك كل ما سُمع له كَتِيت كالنَّبِيد وما أَشبهه، وقيل: النَّشِيش أَولُ أَخْذِ العصير في الغليان، والخَمرُ تَنِشُّ إِذا أَخذَت في الغليات.
وفي الحديث: إِذا نَشَّ فلا تَشرَبُ.
ونَشَّ اللحمُ نَشًّا ونَشِيشاً: سُمع له صوت على المِقْلى أَو في القِدْر.
ونَشِيشُ اللحمِ: صوْتُه إِذا غلى.
والقِدرُ تَنِشُّ إِذا أَخذت تَغْلي.
ونَشَّ الماءُ إِذا صبَبْته من صاخِرةٍ طال عهدُها بالماء.
والنَّشِيشُ: صوْتُ الماء وغيرِه إِذا غَلى.
وفي حديث النبيذ: إِذا نَشَّ فلا تَشْربْ أَي إِذا غلى؛ يقال: نَشَّت الخمرُ تَنِشُّ نَشِيشاً؛ ومنه حديث الزهري: أَنه كرِه للمتوفى عنها زوجُها الدُّهْنَ الذي يُنَشُّ بالريْحان أَي يُطيَّب . . . أكمل المادة بأَن يُغلى في القدر مع الريحان حتى يَنِشَّ.
وسَبَخَةٌ نَشَّاشةٌ ونَشْناشةٌ: لا يَجِفُّ ثَراها ولا ينبت مَرْعاها، وقد نَشَّت بالنَّزِّ تَنِشُّ.
وسَبَخَةٌ نَشَّاشةٌ: تَنِشُّ من النَّزّ، وقيل: سَبَخَةٌ نَشَّاشةٌ وهو ما يظهر من ماء السباخ فيَنِشُّ فيها حتى يعود مِلْحاً؛ ومنه حديث الأَحنف: نَزَلْنا سَبَخَةً نَشَّاشةً، يعني البَصْرة، أَي نَزَّارةً تَنِزٌّ بالماء لأَن السبَخَةَ يَنِزُّ ماؤُها فيَنِشُّ ويعود مِلْحاً، وقيل: النَّشَّاشةُ التي لا يجِفُّ تُرْبُها ولا ينبُت مرعاها. بعض الكِلابيّين: أَشَّت الشَّجَّةُ ونَشَّت؛ قال: أَشَّت إِذا أَخذت تَحَلَّبُ، ونَشَّت إِذا قطَرت، ونَشَّ الغَدِيرُ والحَوْضُ يَنِشُّ نَشّاً ونَشِيشاً: يَبِسَ ماؤُهما ونَضَبَ، وقيل: نَشَّ الماءُ على وجه الأَرض نَشِفَ وجفَّ، ونَشَّ الرُّطَبُ وذَوِيَ ذهب ماؤُه؛ قال ذو الرمة: حتى إِذا مَعْمَعانُ الصَّيْفِ هَبَّ له بأَجَّةٍ، نَشَّ عنها الماءُ والرُّطَبُ والنَّشُّ: وزنُ نَواة من ذهب، وقيل: هو وزن عشرين درهماً، وقيل: وزن خمسة دراهم، وقيل: هو ربع أُوقيَّة والأُوقية أَربعون درهماً.
ونَشَّ الشيء: نِصْفُه.
وفي الحديث: أشن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، لم يُصْدِق امرأَةً من نسائه أَكْثرَ من ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّة ونَشٍّ؛ الأُوقِيَّةُ أَربعون والنَّشُّ عشرون فيكون الجميعُ خَمْسَمائة درهم؛ قال الأَزهري: وتصديقُه ما رُوي عن عبد الرحمن قال: سأَلت عائشة، رضي اللَّه عنها: كم كان صَداقُ النبي، صلى اللَّه عليه وسلم؟ قالت: ان صَداقُه اثنتَيْ عشرة ونَشّاً، قالت: والنَّشُّ نصفُ أُوقية. ابن الأَعرابي: النَّشُّ النصف من كل شيء؛ وأَنشد: من نِسوةٍ مُهورُهنَّ النَّشُّ الجوهري: النَّشُّ عشرون درهماً وهو نصف أُوقية لأَنهم يُسَمُّون الأَربعين درهماً أُوقيةً، ويسمون العشرين نَشّاً، ويسمون الخمسة نَواةً.ونَشْنَشَ الطائرُ رِيشَه بمِنْقارِه إِذا أَهْوى له إِهْواءً خفيفاً فنَتَف منه وطَيَّر به، وقيل: نتَفَه فأَلقاه؛ قال: رأَيتُ غُراباً واقِعاً فوقَ بانةٍ، يُنَشْنِشُ أَعلى رِيشِه ويُطايِرهْ وكذلك وضعْتُ له لَحْماً فنَشْنَشَ منه إِذا أَكل بعَجَلة وسرعة؛ وقال أَبو الدرداء لبَلْعَنْبر يصف حية نشَطَتْ فِرْسِنَ بَعِير: فنَشْنَشَ إِحدى فِرْسِنَيْها بِنَشْطةٍ، رَغَتْ رَغْوَةً منها، وكادَتْ تُقَرْطِبُ ونَشْنَشُوه: تَعْتَعُوه؛ عن ابن الأَعرابي.
وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَنه كان يَنُشُّ الناس بعد العِشاء بالدِّرَّة أُ يَسُوقُهم إِلى بيوتهم.
والنَّشُّ: السَّوْقُ الرَّفيق، ويروى بالسين، وهو السَّوْق الشديد؛ قال شمر: صحّ الشين عن شعبة في حديث عمر وما أَراه إِلاَّ صحيحاً؛ وكان أَبو عبيد يقول: إِنما هو يَنُسُّ أَو يَنُوش.
وقال شمر: نَشْنَشَ الرجلُ الرجلَ إِذا دفعه وحَرَّكه.
ونَشْنَش ما في الوِعاء إِذا نَتَرَه وتناوَلَه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: الأُقْحُوَانةُ إِذ يُثْنىَ بجانِبِها كالشَّيخ، نَشْنَشَ عنه الفارِسُ السِّلبَا وقال الكميت: فغادَرْتُها تَحْبُو عَقِيراً ونَشْنَشُوا حَقِيبَتها، بين التَّوَزُّع والنَّتْرِ والنَّشْنَشَةُ: النَّقْض والنَّتْرُ.
ونَشْنَشَ الشجرَ: أخذ من لِحائه.
ونَشْنَشَ السَّلَب: أَخذه.
ونَشَّشْت الجلد إِذا أَسرعْت سلْخَه وقطَعْته عن اللحم؛ قال مرة بن مَحْكان: أَمْطَيْتُ جازِرَها أَعْلة سَناسِنها، فَخِلْتُ جازِرَنا من فوقِها قَتَبا يُنَشْنِشُ الجِلْدَ عنها وهي بارِكةٌ، كما يُنَشْنِشُ كفَّا قاتِلٍ سَلَبا أَمْطَيْتُه أَي أَمْكَنْتُه من مَطاها وهو ظَهْرُها أَي عَلا عليها ليَنْتَزِع عنها جلْدَها لمَّا نُحِرَت.
والسَّناسِنُ: رؤُوسُ الفَقارٍ، الواحدُ سِنْسِنٌ.
والقتَبُ: رَحْلُ الهَوْدج، ويروى: كفَّا فاتِلٍ سَلَبا، بالسَّلَبُ على هذا ضرْبٌ من الشجر يُمَدُّ فَيَلِينُ بذلك ثم يُقْتل منه الحُزُم.
ورجل نَشْنَشِيُّ الذِّراعِ: خفيفُها رَحْبُها، وقيل: خفيف في عمله ومِرَاسِه؛ قال: فقامَ فَتًى نَشْنَشيُّ الذِّراع، فلَم يَتَلَبَّثُ ولم يَهْمُمِ وغلام نَشْنَشٌ: خفيفٌ في السفر. ابن الأَعرابي: النَّشُّ السَوْق الرفيق، والنَشُّ الخَلْط؛ ومنه زَعْفرانٌ مَنْشُوش.
ورَوَى عبدُ الرزاق عن ابن جريج: قلت لعطاء الفَأْرَةُ تَمُوت في السَّمْنِ الذائبِ أَو الدُّهْن، قال: أَما الدُّهن فيُنَشُّ ويُدْهَنُ به إِن لم تَقْذَرْه نفسُك؛ قلتُ: ليس في نفسك من أَن يأْثمَ إِذا نشَّ؟ قال: لا، قال: قلتُ فالسَّمْنُ يُنَشُّ ثم يؤْكل، قال: ليس ما يؤْكل به كهيئة شيءٍ في الرأْس يُدَّهَنُ به، وقوله يُنَشُّ ويدهن به إَن لم تَقذَره نفسُك أَي يُخلط ويُداف.
ورجل نَشْناشٌ: وهو الكَمِيشةُ يَداه في عمَله.
ويقال: نَشْنَشَه إِذا عَمِلَ عَملاً فأَسرع فيه.
والنَّشْنَشةُ: صوت حركةِ الدُّرُوع والقرْطاسِ والثوبِ الجديد، والمَشْمَشةُ: تفريقُ القُمَاش.
والنِّشْنِشةُ: لغةٌ في الشِّنْشِنَةِ ما كانت؛ قال الشاعر: بَاكَ حُيَيٌّ أُمَّه بَوكَ الفَرَسْ، نَشْنَشَها أَرْبعةً ثم جَلَسْ رأَيت في حواشي بعض الأُصول: البَوْكُ للحمار والنَّيْك للإِنسان.
ونَشْنَشَ المرأَةَ ومَشْمَشها إِذا نكحَها.
وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه، أَنه قال لابن عباس في شيءٍ شاوَرَه فيه فأَعْجَبه كلامُه فقال: نِشْنِشةٌ أَعرِفُها من أَخْشَن؛ قال أَبو عبيد: هكذا حدَّثَ به سفيان وأَما أَهل العربية فيقولون غيرَه، قال الأَصمعي إِنما هو: شِنْشِنةٌ أَعْرِفُها من أَخْزَم قال: والنِّشْنِشةُ قد تكون كالمُضْغة أَو كالقِطْعة تقطع من اللحم، وقال أَبو عبيدة: شِنْشِنة ونِشْنشة، قال ابن الأَثير: نِشْنشةٌ من أَخْشَن أَي حجَرٌ من جبل، ومعناه أَنه شبَّهه بأَبيه العباس في شَهامتِه ورأْيِه وجُرْأَتِه على القول، وقيل: أَراد أَن كلمته منه حجرٌ من جبل أَي أَن مثلها يجيءُ من مثله، وقال الحربي: أَراد شِنشِنةٌ أَي غَريزة وطبيعة.
ونَشْنَشَ ونشَّ: ساقَ وطَرَدَ.
والنَشْنَشةُ: كالخَشْخَشة؛ قال: للدِّرْع فوق مَنْكِبيه نَشْنَشَهْ وروى الأَزهري عن الشافعي قال: الأَدْهان دُهْنانِ: دُهْنٌ طيِّب مثل الْبانِ المَنْشُوشِ بالطِّيب، ودُهْنٌ ليس بالطَّيِّب مثل سَلِيخة الْبان غير مَنْشُوشٍ ومثل الشِّبْرِق. قال الأَزهري: المَنْشوشُ المُرَيَّبُ بالطيْب إِذا رُبِّب بالطِّيب فهو مَنْشُوش، والسَّلِيخةُ ما اعْتُصر من ثمَر البان ولم يُرَبَّبْ بالطِّيب. قال ابن الأَعرابي: النَّشّ الخَلْط.ونَشَّةُ ونَشْناشٌ: اسمان.
وأَبو النَّشْناش: كنية؛ قال: ونائِية الأَرْجاءِ طامِية الصُّوى، خَدَتْ بأَبي النَّشْناشِ فيها ركائبُهْ والنَّشْناشُ: موضع بعينه؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد: بِأَوْدِيَةِ النَّشْناشِ حتى تتابَعَتْ رِهامُ الحَيا، واعْتَمَّ بالزهَرِ البَقْلُ

علب (لسان العرب) [1]


عَلِبَ النباتُ عَلَباً، فهو عَلِبٌ: جَسَـأَ؛ وفي الصحاح: عَلِبَ، بالكسر.
واسْتَعْلَبَ البَقْلَ: وجَدَه عَلِـباً.
واسْتَعْلَبَتِ الماشيةُ البَقْلَ إِذا ذَوَى، فأَجَمَتْهُ واسْتَغْلَظَته.
وعَلِبَ اللحمُ عَلَباً، واسْتَعْلَب: اشْتَدَّ وغَلُظَ.
وعَلَبَ أَيضاً، بالفتح، يَعْلُبُ: غَلُظَ وصَلُبَ، ولم يكن رَخْصاً.
ولحمٌ عَلِبٌ وعَلْبٌ: وهو الصُّلْبُ.
وعَلِبَ عَلَباً تَغَيَّرَتْ رائحتُه، بعد اشتداده.
وعَلِـبَتْ يَدُه: غَلُظَتْ.
واسْتَعْلَبَ الجلدُ: غَلُظَ واشْتدَّ.
والعَلِبُ: المكانُ الغليظُ الشَّديدُ الذي لا يُنْبِتُ البَتَّةَ.
وفي التهذيب: العِلْبُ من الأَرض المكانُ الغليظُ الذي لو مُطِرَ دهراً، لم يُنْبِتْ خَضراء.
وكلّ موضع صُلْبٍ خَشنٍ من الأَرض: فهو عِلْبٌ.
والاعْلِنْباءُ: أَن يُشرِفَ الرَّجُلُ، ويُشْخِصَ نفسَه، كما يفعلُ عند الخُصومة والشَّتم. يقال: اعْلَنْبَـى الديكُ والكلبُ والـهِرُّ وغيرُها إِذا انتَفَشَ شَعَرُه، وتَهَيَّـأَ للشَّرِّ والقتال.
وقد يُهْمزُ، وأَصله من . . . أكمل المادة عِلْباءِ العُنُق، وهو مُلحَقٌ بافْعَنْلَلَ، بياء.
والعُلْبُ والعَلِبُ: الضَّبُّ الضَّخْمُ الـمُسِنُّ لشدَّته.
وتيْسٌ عَلِبٌ، ووَعْلٌ عَلِبٌ أَي مُسِنٌّ جاسِـئٌ.
ورجل عِلْبٌ: جافٍ غَليظٌ.
ورجل عِلْبٌ: لا يُطْمَع فيما عنده من كلمة أَو غيرها.
وإِنه لَعِلْبُ شَرٍّ أَي قويّ عليه، كقولك: إِنه لَحِكُّ شَرٍّ.
ويقال: تَشَنَّجَ عِلْباءُ الرجُل إِذا أَسنَّ؛ والعِلباءُ، ممدود: عَصَبُ العُنُق؛ قال الأَزهري: الغليظُ، خاصة؛ قال ابن سيده: وهو العَقَبُ.
وقال اللحياني: العِلْباءُ مذكر لا غير.
وهما عِلْباوانِ، يميناً وشمالاً، بينهما مَنْبِتُ العُنُق؛ وإِن شئت قلت: عِلْباءَان، لأَنهما همزة مُلحقةٌ شُبهت بهمزة التأْنيث التي في حمراء، أَو بالأَصلية التي في كساء، والجمع: العَلابيُّ.
وعَلَبَ السيفَ والسِّكِّينَ والرُّمْحَ، يَعْلُبه ويَعْلِـبُه عَلْباً، فهو مَعْلُوبٌ، وعَلَّبَه: حَزَمَ مَقْبِضَه بعِلْباءِ البعير، فهو مُعَلَّبٌ.
ومنه الحديث: لقد فَتَحَ الفُتُوحَ قومٌ، ما كانتْ حِلْية سُيُوفِهم الذَّهَبَ والفضةَ، إِنما كانت حِلْيتُها العَلابيَّ والآنكَ؛ هو جمعُ العِلْباء، وهو العَصَبُ؛ قال: وبه سُمِّي الرجلُ عِلْباءً. ابن الأَثير: هو عَصَبٌ في العُنق، يأْخذ إِلى الكاهل، وكانت العربُ تَشُدُّ على أَجْفانِ سُيوفها العَلابيَّ الرَّطْبةَ، فَتَجِفُّ عليها وتَشُدُّ بها الرِّماح إِذا تَصَدَّعَتْ فَتَيْبَسُ، وتَقْوَى عليه؛ ومنه قول الشاعر: فظَلَّ، لثِـيرانِ الصَّرِيم، غَماغِمٌ * يُدَعِّسُها بالسَّمْهَرِيِّ الـمُعَلَّبِ ورمح مُعَلَّبٌ: إِذا جُلِزَ ولُوِيَ بعَصَبِ العِلْباء. قال القُتَيْبي: وبلغني أَن العَلابيَّ الرَّصاصُ؛ قال: ولستُ منه على يقين. قال الجوهري: العَلابيُّ الرَّصاصُ أَو جنس منه؛ قال الأَزهري: ما علمت أَحداً قاله، وليس بصحيح.
وفي حديث عُتْبة: كنت أَعْمِدُ إِلى البَضْعَةِ أَحْسِـبُها سَناماً، فإِذا هي عِلْباءُ عُنُقٍ.
وعَلِبَ البعيرُ عَلَباً، وهو أَعْلَبُ وعَلِبٌ: وهو داءٌ يأْخذه في عِلْباوَيِ العُنُقِ، فتَرِمُ منه الرَّقَبةُ، وتَنْحنِـي.
والعِلابُ: سمة في طُول العُنق على العِلْباءِ؛ وناقة مُعَلَّبة.
وعَلْبَـى عَبْدَه إِذا ثَقَبَ عِلْباءَه، وجَعَل فيه خيطاً.
وعَلْبَـى الرجلُ: انْحَطَّ عِلْباواهُ كِبَراً؛ قال: إِذا الـمَرْءُ عَلْبَـى ثم أَصبَح جِلْدُه * كرَحْضِ غَسيلٍ، فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ التَّيَمُّنُ: أَن يُوضَع على يمينه في القبر.
وعِلْباء: اسم رجل، سُمِّيَ بِعِلْباءِ العُنُق؛ قال: إِنّي، لِـمَنْ أَنْكرنِـي، ابنُ اليَثْرِبِ قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَملِ، وابْناً لِصَوْحانَ على دِينِ علِـي أَراد: ابنَ اليَثْرِبِـيِّ، والجَمَلِـيِّ، وعلِـيّ، فخفف بحذف الياءِ الأَخيرة.
والعُلْبةُ: قَدَحٌ ضخْم من جلود الإِبل.
وقيل: العُلْبة من خشب، كالقَدَحِ الضَّخْمِ يُحْلَبُ فيها.
وقيل: إِنها كهيئةِ القَصْعَةِ مِن جِلد، ولها طَوْق من خشب.
وقيل: مِحْلَبٌ من جلد.
وفي حديث وفاة النبي، صلى اللّه عليه وسلم: وبين يديه رَكْوَة أَو عُلْبةٌ فيها ماءٌ؛ العُلْبة: قدحٌ من خشب؛ وقيل: من جلدٍ وخشبٍ يُحْلَبُ فيه.
ومنه حديث خالد: أَعطاهم عُلْبَةَ الحالبِ أَي القَدَحَ الذي يُحْلَبُ فيه؛ والجمعُ: عُلَبٌ وعِلابٌ.
وقيل: العِلابُ جِفانٌ تُحْلَبُ فيها الناقةُ؛ قال: صاحِ، يا صاحِ! هل سمعْتَ بِراعٍ * ردَّ في الضَّرْعِ ما قَرَى في العِلابِ؟ ويُرْوى: في الـحِلاب.
والـمُعَلِّب: الذي يَتَّخِذُ العُلْبة؛ قال الكُمَيْتُ، يصف خيلاً: سَقَتْنا دِماءَ القَوْمِ طَوْراً، وتارةً * صَبُوحاً، له أَقتارُ الجلُودِ الـمُعَلَّبِ(1) (1 قوله «له أقتار الجلود المعلب» كذا أنشده في المحكم وضبط لام المعلب بالفتح والكسر.) قال الأَزهري: العُلْبةُ جِلدة تُؤْخَذُ من جَنْبِ جِلْدِ البعير إِذا سُلِخَ وهو فَطِـيرٌ، فتُسَوَّى مستديرةً، ثم تُمْلأُ رَمْلاً سهلاً، ثم تُضَمُّ أَطرافُها، وتُخَلّ بخلالٍ، ويُوكَى عليها مقبوضةً بحَبْل، وتُتْرَكُ حتى تَجِفَّ وتَيْبَسَ، ثم يُقْطَعُ رأْسُها، وقد قامت قائمةً لجَفافِها، تُشْبِه قصعةً مُدَوَّرَةً، كأَنها نُحِتَتْ نَحْتاً، أَو خُرِطَتْ خَرْطاً، ويُعَلِّقُها الراعي والراكبُ فَيَحْلُب فيها، ويَشْرَبُ بها، وللبَدَوِيِّ فيها رِفْقُ خِفَّتِها، وأَنها لا تنكسر إِذا حَرَّكها البعيرُ أَو طاحت إِلى الأَرض.
وعَلَبَ الشيءَ يَعْلُبه، بالضم، عَلْباً وعُلُوباً: أَثـَّرَ فيه ووسَمَه، أَو خَدَشَه.
والعَلْبُ: أَثَرُ الضَّرْبِ وغيره، والجمع عُلُوبٌ. يقال ذلك في أَثر الـمِـيسَمِ وغيره؛ قال ابن الرِّقاعِ يصف الرِّكاب: يَتْبَعْنَ ناجِـيةً، كأَنَّ بدَفِّها * من غَرْضِ نَسْعَتِها، عُلُوبَ مَواسِمِ وقال طَرَفة: كأَنَّ عُلُوبَ النِّسْعِ في دَأَياتِها * مَوارِدُ، من خَلْقاءَ، في ظَهر قَرْدَدِ وكذلك التَّعْلِـيبُ. قال الأَزهَري: العَلْبُ تأْثير كأَثرِ العِلابِ. قال وقال شمر: أَقْرَأَني ابن الأَعرابي لطُفَيْلٍ الغَنَوِيّ: نهُوضٌ بأَشْناقِ الدِّياتِ وحَمْلِها، * وثِقْلُ الذي يَجْنِـي بمَنْكِـبِه لَعْبُ قال ابن الأَعرابي: لَعْبٌ أَراد به عَلْبٌ، وهو الأَثَرُ.
وقال أَبو نصر: يقول الأَمْرُ الذي يَجنِـي عليه، وهو بمنكبه، خَفيفٌ.
وفي حديث ابن عمر: أَنه رأَى رجُلاً بأَنْفه أَثر السُّجود، فقال: لا تَعْلُبْ صُورتَك؛ يقول: لا تُؤَثر فيها أَثراً، بشِدّةِ اتِّكائِك على أَنفِك في السُّجود.
وطريقٌ مَعْلوبٌ: لاحِبٌ؛ وقيل: أَثـَّرَ فيه السابلةُ؛ قال بشر: نَقَلْناهُمُ نَقْلَ الكِلابِ جِراءَها * على كُلِّ مَعْلُوبٍ، يَثُورُ عَكُوبُها العَكوب، بالفتح: الغُبارُ. يقول: كنا مقتدرين عليهم، وهم لنا أَذِلاَّء، كاقتدار الكلاب على جرائها.
والـمَعْلوبُ: الطريق الذي يُعْلَبُ بجَنْبَتَيْه، ومثله الـمَلْحُوبُ.
والعِلْبةُ: غُصنٌ عظيم تُتَّخَذ منه مِقْطَرةٌ؛ قال: في رِجْلِهِ عِلْبةٌ خَشْناءُ من قَرَظٍ، * قد تَيَّمَتْه، فَبالُ الـمَرْءِ مَتْبُولُ ابن الأَعرابي: العُلَبُ جمع عُلْبة، وهي الجَنْبة والدَّسْماءُ والسَّمْراءُ. قال: والعِلْبة، والجمع عِلَبٌ، أُبْنَةٌ غليظة من الشجر، تُتَّخَذ منها الـمِقْطرة.
وقال أَبو زيد: العُلُوبُ مَنابِتُ السِّدْرِ، والواحِدُ عِلْبٌ.
وقال شمر: يقال هؤُلاء عُلْبُوبةُ القومِ أَي خِـيارُهم.
وعَلِبَ السيفُ عَلَباً: تَثَلَّمَ حَدُّه.
والـمَعْلُوب: اسمُ سَيْفِ الـحَرِثِ بن ظالم الـمُرِّيِّ، صفةٌ لازمَة. فإِما أَن يكون من العَلْبِ الذي هو الشَّدُّ، وإِما أَن يكون من التَّثَلُّم، كأَنه عُلِبَ؛ قال الكميت: وسَيْفُ الـحَرِث الـمَعْلُوبُ أَرْدَى * حُصَيْناً في الجَبابِرة الرَّدِينا ويقال: إِنما سماه مَعْلُوباً لآثار كانت في مَتْنِه؛ وقيل: لأَنه كان انْحَنَى من كثرة ما ضَرَبَ به، وفيه يقول: أَنا أَبو لَيْلى، وسَيْفِـي الـمَعْلُوبْ وعِلْباءٌ: اسم رجل؛ قال امرؤُ القيس: وأَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَرِيضاً، * ولو أَدْرَكْتُه صَفِرَ الوِطابُ وعُلَيْبٌ وعِلْيَبٌ: وادٍ معروفٌ، على طريق اليمن؛ وقيل: موضع، والضم أَعلى، وهو الذي حكاه سيبويه.
وليس في الكلام فُعْيَلٌ، بضم الفاءِ وتسكين العين وفتح الياء غيره؛ قال ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ: والأَثْل من سَعْيَا وحَلْيةَ مَنْزِلٍ * والدَّوْمَ جاءَ به الشُّجُونُ فَعُلْيَبُ واشْتَقَّه ابنُ جني من العَلْبِ الذي هو الأَثَرُ والـحَزُّ، وقال: أَلا ترى أَن الوادِيَ له أَثَرٌ؟

رها (لسان العرب) [1]


رَها الشيءُ رَهْواً: سَكَن.
وعَيْشٌ راهٍ: خصيبٌ ساكنٌ رافِهٌ.
وخِمْسٌ راهٍ إذا كان سهْلاً.
وكلُّ ساكِنٍ لا يتحَرَّكُ راهٍ ورَهْوٌ.
وأَرْهى على نفسه: رفقَ بها وسَكَّنها، والأَمرُ منه أَرْهِ على نفسِك أَي ارْفُق بها.
ويقال: افْعَلْ ذلك رَهْواً أَي ساكِناً على هِينِتك، الأَصمعي: يقال لكل ساكن لا يتحرك ساجٍ وراهٍ وزاءٍ. اللحياني: يقال ما أَرْهَيْتُ ذاك أَي ما تَركْتُه ساكناً. الأَصمعي: يقال أَرْهِ ذلك أَي دَعْهُ حتى يسكُن، قال: والإِرْهاءُ الإِسْكان.
والرَّهْوُ: المَطَر الساكن.
ويقال: ما أَرْهَيْتَ إِلا على نفْسِك أَي ما رَفَقْتَ إِلا بها.
ورَها البحرُ أَي سكَن.
وفي التنزيل العزيز: واتْرُكِ البحْرَ رَهْواً؛ يعني تَفَرُّق الماء منه، وقيل: أَي ساكناً على هِينتِك، وقال الزجاج: رَهْواً . . . أكمل المادة هنا يَبَساً، وكذلك جاء في التفسير، كما قال: فاضْرب لهم طريقاً في البحر يَبَساً؛ قال المثقب: كالأَجْدَلِ الطالِب رَهْوَ القَطا، مُسْتَنْشطاً في العُنُقِ الأَصْيَدِ الأَجْدَل: الصَّقْر.
وقال أَبو سعيد: يقول دَعْه كما فلَقْته لك لأَن الطريق في البحر كان رَهْواً بين فِلْقي البحر، قال: ومن قال ساكناً فليس بشيء، ولكن الرَّهْو في السير هو اللين مع دوامِه. قال ابن الأَعرابي: واترك البحر رَهْواً، قال: واسعاً ما بين الطاقات؛ قال الأَزهري: رَهْواً ساكناً من نعتِ موسى أَي على هِينَتِك، قال: وأَجْود منه أَن تَجْعَل رهواً من نعت البحر، وذلك أَنه قام فِرْقاهُ ساكنين فقال لموسى دع البحر قائماً ماؤه ساكناً واعْبُر أَنت البحر، وقال خالد بن جَنبة: رَهْواً أَي دَمِثاً، وهو السَّهْل الذي ليس برَمْلٍ ولا حَزْنٍ.
والرَّهْوُ أَيضاً: الكثير الحركة، ضدٌّ، وقيل: الرَّهْوُ الحركة نفسها.
والرَّهْوُ أَيضاً: السريع؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: فإِنْ أَهْلِكْ، عُمَيْرُ، فَرُبَّ زَحْفٍ يُشَبَّه نَقْعُه رَهْواً ضَبابا قال: وهذا قد يكون للساكن ويكون للسريع.
وجاءت الخيلُ والإِبِلُ رَهْواً أَي ساكنةً، وقيل: متتابعة.
وغارَةٌ رَهْوٌ متتابعة.
ويقال: الناس رَهْوٌ واحدٌ ما بين كذا وكذا أَي متقاطرون. أَبو عبيد في قوله: يَمْشِينَ رَهْواً قال: هو سيرٌ سَهْل مستقيم.
وفي حديث رافِع بن خَدِيجٍ: أَنه اشتَرى من رجلُ بَعِيراً بِبَعِيرَيْنِ دَفع إِليه أَحَدهما وقال آتيكَ بالآخَرِ غَداً رَهْواً؛ يقول: آتيكَ به عَفْواً سَهلاً لا احْتباسَ فيه؛ وأَنشد: يَمْشِينَ رَهْواً، فلا الأَعجازُ خاذِلةٌ، ولا الصُّدورُ عَلَى الأَعْجازِ تَتَّكِلُ وامرأَةٌ رَهْوٌ ورَهْوَى: لا تمتنع من الفُجور، وقيل: هي التي ليست بمحمودة عند الجماع من غير أَن يُعَين ذلك، وقيل: هي الواسعة الْهَنِ؛ وأَنشد ابن بري لشاعر: لقدْ وَلَدَتْ أَبا قابُوسَ رَهْوٌ نَؤُومُ الفَرْجِ، حَمْراءُ العِجانِ قال ابن الأَعرابي وغيره: نزَلَ المخَبَّل السَّعْديّ، وهو في بعض أَسفاره، على خُلَيْدة ابْنةِ الزِّبْرِقانِ ابن بَدْرٍ وكان يُهاجِي أَباها فعرَفته ولم يعرفها، فأَتته بغَسُولٍ فغَسَلَتْ رأْسَه وأَحسَنَت قِراهُ وزَوَّدته عند الرِّحْلة فقال لها: من أَنتِ؟ فقالت: وما تُرِيدُ إِلى اسمِي؟ قال: أُريد أَن أَمدحك فما رأَيت امرأَة من العرب أَكرم منك قالت: اسمي رَهْوٌ قال: تالله ما رأَيت امرأَةً شريفة سُمِّيَت بهذا الاسْم غيرَكِ، قالت: أَنت سَمَّيْتَني به، قال: وكيف ذلك؟ قالت: أَنا خُلَيْدةُ بنتُ الزِّبْرِقان، وقد كان هَجَاها وزوجَها هَزَّالاً في شعره فسماها رَهْواً؛ وذلك قوله: وأَنْكَحْتَ هَزَّالاً خُلَيْدةً، بَعْدَما زَعَمْتَ برأْسِ العَيْنِ أَنك قاتِلُهْ فأَنْكَحْتُمُ رَهْواً، كأَنَّ عِجانَها مَشَقُّ إِهابٍ أَوْسَعَ السَّلْخَ ناجِلُهْ فجعَل على نَفْسِه أَن لا يَهْجُوَها ولا يهجُوَ أَباها أَبداً، واسْتَحَى وأَنشأَ يقول: لقدْ زَلَّ رَأْيِي في خُلَيْدة زَلَّةً، سأُعْتِبُ قَوْمِي بَعْدَها فأَتُوبُ وأَشْهَدُ، والمُسْتَغْفَرُ اللهُ، أَنَّني كذَبْتُ عليها، والهِجاءُ كَذُوبُ وقوله في حديث عليّ، كرم الله وجهه، يصفُ السماءَ: ونَظَمَ رَهَواتِ فُرَجِها أَي المواضعَ المُتَفَتِّحَةَ منها، وهي جمع رَهْوة. أَبو عمرو: أَرْهَى الرجلُ إِذا تَزَوَّج بالرَّهاء، وهي الخِجامُ الواسعة العَفْلَق.
وأَرْهَى: دامَ على أَكْلِ الرَّهْوِ، وهو الكُرْكِيُّ.
وأَرْهَى: أَدامَ لضِيفانِه الطَّعامَ سَخاءً.
وأَرْهَى: صادَفَ مَوْضِعاً رَهَاءً أَي واسِعاً.
وبِئرٌ رَهْوٌ: واسِعَة الفَمِ.
والرَّهْوُ: مُسْتَنْقَع الماء، وقيل: هو مُسْتَنْقَع الماء من الجُوَبِ خاصَّة. أَبو سعيد: الرَّهْوُ مَا اطْمَأَنَّ من الأَرض وارْتَفَع ما حَوْلَه.
والرَّهْوُ: الجَوْبَةُ تكون في مَحَلَّةِ القَوْمِ يسيلُ إِليها المَطَر، وفي الصحاح: يَسِيلُ فيها المَطَر أَو غيرُه.
وفي الحديث: أَنَّه قَضَى أَنْ لا شُفْعَة في فِناءٍ ولا طَريقٍ ولا مَنْقَبَةٍ ولا رُكْحٍ ولا رَهْوٍ، والجمع رِهاءٌ. قال ابن بري: الفِنَاءُ فِنَاءُ الدار وهو ما امْتَدَّ مَعَها من جَوانِبها، والمَنْقَبةُ الطريقُ بينَ الدارَيْنِ، والرُّكْحُ ناحِيةُ البَيْتِ من وَرائِهِ ورُبَّما كانَ فَضَاءً لا بِناءَ فيه.
والرَّهْوُ: الجَوْبَةُ التي تكون في مَحَلَّة القَوْم يسيلُ إِليها مِياهُهُم، قال: والمعنى في الحديث أَنَّ من لَمْ يكُن مشاركاً إِلاَّ في واحدٍ من هؤلاء الخَمْسةِ لم يَسْتَحِقَّ بهذهِ المشارَكة شُفْعَة حتى يكون شريكاً في عَيْن العَقَار والدُّورِ والمَنازِلِ التي هذه الأَشْيَاءُ من حُقُوقِها، وأَنّ واحداً من هذه الأَشْياء لا يوجب له شُفْعة، وهذا قولُ أَهلِ المدينة لأَنَّهم لا يوجِبُون الشُّفْعَة إِلاَّ للشَّرِيك المُخالِطِ، وأَما قوله، عليه السلام: لا يُمْنَعُ نَقْعُ البئرِ ولا رَهْوُ الماءِ، ويُرْوى: لا يُباعُ، فإِن الرَّهْو هنا المُستَنْقَع، وقد يجوز أَن يكون الماءَ الواسِعَ المُتَفَجِّر، والحديث نَهَى أَن يُباعَ رَهْوُ الماءِ أَو يُمْنع رَهْوُ الماء؛ قال ابن الأَثير: أَراد مُجْتَمِعَه، سُمِّيَ رَهْواً باسمِ الموضعِ الذي هو فيه لانْخِفاضِه.
والرَّهْوُ: حَفِيرٌ يُجْمَع فيه الماءُ.
والرَّهْو: الواسِعُ.
والرَّهَاءُ: الواسِعُ من الأََرضِ المُسْتَوِي قَلَّما تَخلُو منَ السَّرابِ.
ورَهاءُ كلِّ شيء: مُسْتَواهُ.
وطريقٌ رَهَاءٌ: واسع، والرَّهاءُ شبيهٌ بالدُّخانِ والغَبَرة؛ قال: وتَحْرَجُ الأَبْصار في رَهائِهِ أَي تَحَارُ.
والأَرْهاء: الجَوانِبُ؛ عن أَبي حنيفة، قال: وقيل لابْنَةِ الخُسِّ أَيُّ البِلادِ أَمْرَأُ؟ قالت: أَرْهاءُ أَجَإِ أَنَّى شَاءَتْ. قال ابن سيده: وإِنما قضينا أَن همزة الرَّهاء والأَرْهاءِ واوٌ لا ياءٌ لأَن رهـ و أَكثر من ر هـ ي، ولولا ذلك لكانت الياء أَمْلَكَ بها لأَنها لام.
ورَهَتْ ترْهُو رَهْواً: مَشَتْ مَشْياً خَفِيفاً في رِفْق؛ قال القطامي في نعت الركاب: يَمْشِينَ رَهْواً، فَلا الأَعْجازُ خاذِلَةٌ، ولا الصُّدُورُ عَلَى الأَعْجازِ تَتَّكِلُ والرَّهْوُ: سَيْرٌ خَفِيفٌ حكاه أَبو عبيد في سير الإِبل. الجوهري: الرَّهْوُ السَّيْرُ السَّهْلُ. يقال: جاءَت الخَيْلُ رَهْواً أَي متتابعة.
وقوله في حديث ابن مسعود: إِذْ مَرَّتْ به عَنانَةٌ تَرَهْيَأَتْ أَي سحابةٌ تَهَيَّأَتْ للمطر فهي تريده ولم تَفْعَل.
والرَّهْو: شدّة السير؛ عن ابن الأَعرابي؛ وقوله: إِذا ما دَعا داعِي الصَّباحِ أَجابَهُ بَنُو الحَرْب مِنَّا، والمَراهِي الضَّوابِعُ فسره ابن الأَعرابي فقال: المراهي الخيل السراع، واحدها مُرْهٍ، وقال ثعلب: لو كان مِرْهىً كان أَجود، فهذا يدل على أَنه لم يعرف أَرْهَى الفَرَسُ وإِنما مِرْهىً عنده على رَها أَو على النسب. الأَزهري: قال العُكْلِيّ المُرْهِي من الخيل الذي تراه كأَنَّه لا يُسْرِع وإِذا طُلِبَ لم يُدْرَكْ، قال: وقال ابن الأَعرابي: الرَّهْوُ من الطَّيْرِ والخيلِ السِّراعُ؛ وقال لبيد: يُرَيْنَ عَصائباً يَرْكُضْنَ رَهْواً، سَوابِقُهُنَّ كالحِدَإِ التُّؤامِ ويقال: رَهْواً يَتْبَعُ بعضُها بعضاً: وقال الأَخطل: بَني مهْرَةٍ، والخَيْلُ رَهْوٌ كأَنها قِداحٌ على كَفِّي مُجيلٍ يُفيضُها أَي متتابعةٌ.
والرَّهْوُ: من الأَضداد، يكون السَّيْرَ السَّهْلَ ويكون السَّريعَ؛ قال الشاعر في السَّريع: فأَرْسَلَها رَهْواً رِعالاً، كأَنَّها جَرادٌ زهَتْهُ ريحُ نَجْدٍ فأَتْهَما وقال ابن الأَعرابي: رَها يَرْهو في السير أَي رَفَقَ.
وشيء رَهْوٌ: رقيق، وقيل مُتَفَرِّق.
ورَها بين رجليه يَرْهو رَهْواً: فَتَح؛ قال ابن بري: وأَنشد أَبو زياد: تَبيتُ، من شَفّانِ إِسْكَتَيْها وحِرِها، راهِيَةً رِجْلَيْها ويقال: رَها ما بين رِجْلَيْه إِذا فَتَحَ ما بين رِجليه. الأَصمعي: ونظر أَعرابي إِلى بعير فالِجٍ فقال سبحان الله رَهْوٌ بَيْنَ سَنامَيْن أَيْ فَجْوَةٌ بينَ سَنامَيْن، وهذا من الانْهِباط.
والرَّهْوُ: مَشْيٌ في سُكونٍ.
ويقال: افْعَلْ ذلك سَهْواً رَهْواً أَي ساكناً بغير تَشَدُّدٍ.
وثوبٌ رَهْوٌ: رَقيقٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد لأَبي عطاء: وما ضَرَّ أَثْوابي سَوادي، وتَحْتَه قَميصٌ من القوهِيِّ، رَهْوٌ بَنائقُهْ ويروى: مَهْوٌ ورَخْفٌ، وكلُّ ذلك سَواءٌ.
وخِمارٌ رَهْوٌ: رَقيقٌ، وقيل: هو الذي يَلي الرأْسََ وهو أَسْرَعُهُ وسَخاً.
والرَّهْوُ والرَّهْوَةُ: المَكانُ المُرْتَفِعُ والمُنْخَفِضُ أَيضاً يَجتَمِع فيه الماءُ، وهو من الأَضداد. ابن سيده: والرَّهْوة الارْتِفاعُ والانْحِدارُ ضدّ؛ قال أَبو العباس النُّمَيْري: دَلَّيْتُ رِجْلَيَّ في رَهْوَةٍ، فَما نالَتا عندَ ذاكَ القَرارا وأَنشده أَبو حاتم عن أُمّ الهَيْثم؛ وأَنشد أَيضاً: تَظَلُّ النساءُ المُرْضِعاتُ بِرَهْوةٍ تَزَعْزَعُ، من رَوْعِ الجَبانِ، قُلوبُها فهذا انْحِدار وانْخِفاض؛ وقال عمرو بن كُلثوم: نَصَبْنا مِثْلَ رَهْوَةً ذَاتَ حَدٍّ مُحافَظةً، وكُنّا السابِقينا وفي التهذيب: وكنا المُسْنِفينا، وفي الصحاح: وكنا الأَيْمَنينا، كأَنَّ رَهْوَةَ ههنا اسم أَو قارةٌ بعينها، فهذا ارتفاع. قال ابن بري: رَهْوَةُ اسم جبل بعينه، وذاتُ حَدٍّ: من نعت المحذوف، أَراد نَصَبْنا كَتيبَةً مِثلَ رَهْوَة ذاتَ حدّ، ومُحافظة: مفعول له، والحدّ: السلاح والشوكة؛ قال: وكان حق الشاهد الذي استشهد به أَن تكون الرهوة فيه تقع على كلّ موضع مرتفع من الأَرض فلا تكون اسم شيء بعينه، قال: وعُذْره في هذا أَنه إِنما سمي الجبل رَهْوَةٍ لارْتِفاعه فيكون شاهداً على المعنى.
وشاهدُ الرَّهوة للمرتفع قوله في الحديث: وسُئل عن غَطَفان فقال رَهْوَةٌ تَنْبَع ماءً، فَرَهْوَةٌ هنا جبل يَنْبَعُ منه ماء، وأَراد أَنَّ فيهم خُشونةً وتَوَعُّراً وتَمْنُّعاً، وأَنهم جبل ينبع منه الماء، ضربه مثلاً. قال: والرَّهْوُ والرَّهْوَةُ شبه تَلٍّ صغير يكون في مُتون الأَرض وعلى رؤوس الجبال، وهي مَواقِع الصُّقور والعِقبان؛ الأُولى عن اللحياني؛ قال ذو الرمة: نَظَرْتُ، كما جَلّى على رأْسِ رَهْوَةٍ مِن الطَّيْرِ أَقْنى، يَنْفُضُ الطَّلِّ أَزْرَقُ الأَصمعي وابن شميل: الرَّهْوَةُ والرَّهْوُ ما ارتفعَ من الأَرض. ابن شميل: الرَّهْوَةُ الرَّابِية تضْرِبُ إِلى اللِّين وطولُها في السماء ذراعان أَو ثلاثة، ولا تكون إِلا في سهولِ الأَرض وجَلَدِها ما كان طيناً ولا تكون في الجِبال. الأَصمعي: الرِّهاءُ أَماكنُ مرتفعة، الواحد رَهْوٌ.
والرَّهاءُ: ما اتَّسع من الأَرض؛ وأَنشد: بِشُعْثٍ على أَكْواْرِ شُدْفٍ رَمى بهم رَهاء الفَلا نابي الهُمومِ القَواذِف والرَّهاء: أَرض مُسْتَوِيةٌ قَلَّما تخلو من السراب. الجوهري: ورَهْوَةٌ في شِعر أَبي ذُؤَيب عَقَبة بمكان معروف؛ قال ابن بري بيت أَبي ذؤيب هو قوله: فإِنْ تُمْسِ في قَبْرٍ برَهْوَةَ ثاوِياً، أَنيسُك أَصْداءُ القُبور تَصيحُ قال ابن سيده: رَهْوى موضع وكذلك رَهْوَةُ؛ أَنشد سيبويه لأَبي ذؤيب: فإِن تمسِ في قبر برهوة ثاوياً وقال ثعلب: رَهْوَةُ جبل؛ وأَنشد: يوعِدُ خَيْراً، وهْوَ بالرَّحْراحِ أَبْعَدُ مِن رَهْوةَ مِن نُباحِ نُباحٌ: جبل. ابن بزرج: يقولون للرامي وغيره إِذا أَساء أَرْهِهْ أَي أَحْسِنْ.
وأَرْهَيْت: أَحْسَنْت.
والرَّهْو: طائر معروف يقال له الكُرْكِيُّ، وقيل: هو من طَيْر الماء يُشْبِهُهُ وليس به، وفي التهذيب: والرَّهْوُ طائر. قال ابن بري: ويقال هو طائر غير الكركي يَتزوَّد الماء في استه؛ قال: وإِياه أَراد طَرَفة بقوله:أَبا كَرِبٍ، أَبْلِغْ لَدَيْكَ رِسالةً أَبا جابِرٍ عَنِّي، ولا تَدَعَنْ عَمْرا هُمُ سَوَّدوا رَهْواً تَزَوَّدَ في اسْتِه، مِنَ الماءِ، خالَ الطَّيْرَ وارِدةً عَشْرا وأَرْهى لك الشيءُ: أَمْكَنَكَ؛ عن ابن الأََعرابي.
وأَرْهَيْتُه أَنا لك أَي مَكَّنْتُكَ منه .
وأَرْهَيْتُ لَهُمُ الطَّعامَ والشرابَ إِذا أَدَمْتَه لَهُم؛ حكاه يعقوب مثل أَرْهَنْتُ، وهو طعام راهِنٌ وراهٍ أَي دائمٌ؛ قال الأََعشى: لا يَسْتَفِيقونَ مِنْها، وهْيَ راهِيةٌ، إِلاَّ بِهاتِ، وإِنْ عَلُّوا وإِن نَهِلُوا ويروى: راهِنةٌ، يعني الخَمْر.
والرَّهِيَّةُ: بُرٌّ يُطحَن بين حجرين ويُصَبُّ عليه لَبَن، وقد ارْتَهَى.
والرُّها (* قوله «والرها إلخ» هو بالمدّ والقصر كما في ياقوت): بلد بالجزيرة ينسب إِليه ورَق المَصاحف، والنسبة إِليه رُهاوِيٌّ.
وبَنُو رُهاء، بالضم (* قوله «وبنو رهاء بالضم» تبع المؤلف الجوهري، والذي في القاموس كسماء): قبيلة من مَذْحجٍ والنسبة إِليهم رُهاوِيٌّ. التهذيب في ترجمة هرا: ابن الأَعرابي هاراه إِذا طانَزه، وراهاهُ إِذا حامقه.

صفق (لسان العرب) [2]


الصَّفْق: الضرب الذي يسمع له صوت، وكذلك التَّصْفِيقُ.
ويقال: صَفَّقَ بيديه وصفَّح سواء.
وفي الحديث: التسبيحُ للرجال والتَّصْفِيقُ للنساء؛ المعنى إِذا ناب المصلي شيء في صلاته فأَراد تنبيه مَنْ بحذائه صَفَّقَت المرأَة بيديها وسبَّح الرجل بلسانه.
وصفَقَ رأْسَه يَصفِقه صفْقاً: ضربه، وصَفَقَ عينه كذلك أَي ردَّها وغمَّضها.
وصفَقه بالسيف إِذا ضربه؛ قال الراجز: كأَنها بَصْرِية صوافق واصْطَفَقَ القومُ: اضطربوا.
وتصافَقُوا: تبايعوا.
وصَفَقَ يَده بالبيعة والبيع وعلى يده صَفْقاً: ضرب بيده على يده، وذلك عند وجوب البيع، والاسم منها الصَّفْقُ والصِّفِقَّى؛ حكاه سيبويه اسْماً؛ قال السيرافي: يجوز أَن يكون من صَفْقِ الكفِّ على الأُخرى، وهو التَّصْفاقُ يذهب به إِلى التكثير؛ قال سيبويه: هذا باب ما . . . أكمل المادة يكثر فيه المصدر من فَعَلْت فتُلْحِق الزوائد وتَبْنيه بناء آخر، كما أَنك قلت في فَعَلت فَعَّلت حين كثَّرت الفعل ثم ذكرت المصادر التي جاءت على التَّفْعال كالتَّصْفاقِ وأَخواتها، قال: وليس هو مصدر فَعَلْت ولكن لما أَردت التكثير بنيت المصدر على هذا كما بنيت فَعَلت على فَعَّلت، وتَصافَقَ القومُ عند البَيعة.
ويقال: رَبِحَت صَفْقَتُك، للشِّراء، وصَفْقةٌ رابحةٌ وصَفْقةٌ خاسِرةٌ.
وصَفَقْت له بالبيع والبيعة صَفْقاً أَي ضربت يدي على يده.
وفي حديث ابن مسعود: صَفْقَتانِ في صَفْقةٍ رِباً؛ أَراد بَيْعتانِ في بيعة، وهو مثل حديث بيعتين في بيعة وهو مذكور في موضعه، وهو على وجهين: أَحدهما أَن يقول البائع للمشتري بِعْتُك عبدي هذا بمائة درهم على أَن تشتري مني هذا الثوبَ بعشرة دراهم، والوجه الثاني أَن يقول بِعْتُك هذا الثوبَ بعشرين درْهَماً على أَن تَبِيعني سِلعة بعينها بكذا وكذا درهماً، وإِنما قيل للبيعة صفقة لأَنهم كانوا إِذا تبايَعوا تَصافَقُوا بالأَيدي.
ويقال: إِنه لَمُبارَكُ الصَّفْقةِ أَي لا يشتري شيئاً إِلاَّ رَبِحَ فيه؛ وققد اشتريت اليوم صَفْقةً صالحة.
والصَّفْقةُ تكون للبائع والمشتري.
وفي حديث أَبي هريرة: أَلْهاهُم الصَّفْقُ بالأَسواق أَي التبايُعُ.
وفي الحديث: إِن أَكْبَرَ الكبائِر أَن تقاتِلَ أَهلَ صَفْقَتِكَ؛ هو أَن يُعْطِيَ الرجلَ عهدَه وميثاقَه ثم يقاتله، لأَن المتعاهدين يضع أَحدهما يده في يد الآخر كما يفعل المتبايعان، وهي المرَّة من التَّصْفِيق باليدين.
ومنه حديث ابن عمر: أَعْطاه صَفْقَة يدِه وثمرةَ قَلَبه.
والتَّصْفِيقُ باليد: التصويت بها.
وفي الحديث: أَنه نهى عن الصَّفْقِ والصفير؛ كأَنه أَراد معنى قوله تعالى: وما كان صَلاتُهم عند البيت إِلاَّ مُكاءً وتَصْدِيةً؛ كانوا يُصَفِّقونَ ويُصفِّرونَ ليَشْغَلوا النبي، صلى الله عليه وسلم، والمسلمين في القراءة والصلاة، ويجوز أَن يكون أَراد الصَّفْقَ على وجه اللهو واللعب.
وأَصْفَقَتْ يدُه بكذا أَي صادَقَتْه ووافَقَتْه؛ قال النمر بن تولب يصف جزّاراً: حتى إِذا طُرِحَ النَّصِيبُ، وأَصْفَقَتْ يدُه بِجِلْدةِ ضَرْعِها وحُوارِها وأَنشد أَبو عمرو: يَنْضَحْنَ ماءَ البَدَنِ المُسَرّى، نَضْحَ الأَداوَى الصَّفَقَ المُصْفَرّا أَي كأَنّ عَرَقَها الصَّفَقُ المُسَرّى المنضوحُ. يقال: هو يُسَرِّي العَرَقَ عن نفسه؛ وقال أَبو كبير الهذلي: أَحَلا وإِن يُصْفَقْ لأَهل حَظِيرة، فيها المُجَهْجهُ والمنَارةُ تُرزِمُ إِن يُصْفَق أَي يُقْدَر ويُتاح. يقال: أُصْفِقَ لي أَي أُتِيحَ لي؛ يقول: إِن قُدِرَ لأَهل حَظِيرة متَحَرِّزين الأَسد كان المقدور كائناً، وأَراد بالمنارة تَوَقُّد عيني الأَسد كالنار، أَراد وذو المنارة يُرْزِمُ.
وصَفَق الطائرُ بجناحيه يَصْفِقُ وصَفَّق: ضرب بهما.
وانْصَفَقَ الثوبُ: ضربَتْه الريح فَنَاسَ . الليث: يقال الثوب المعلق تُصَفِّقه الريح كل مُصَفَّق فيَنْصَفِقُ؛ وأَنشد: وأُخْرَى تُصَفِّقُها كلُّ رِيحٍ سَرِيعٍ، لدَى الجَوْرِ، إِرْغانُها والصَّفْقةُ: الاجتماعُ عى الشيء.
وأَصْفَقُوا على الأَمر: اجتمعوا عليه، وأَصْفَقُوا على الرجلِ كذلك؛ قال زهير: رأَيت بني آلِ امرِئِ القَيْس أَصْفَقُوا علينا، وقالوا: إِنَّنا نَحْنُ أَكثرُ وفي حديث عائشة، رضوان الله عليها: فأَصْفَقَتْ له نِسْوانُ مكة أَي اجتمعت إِليه، وروي فانْصَفَقَتْ له.
وفي حديث جابر: فنَزَعْنا في الحَوْضِ حتى أَصْفَقْناه أَي جَمَعْناه فيه الماء؛ هكذا جاء في رواية والمحفوظ أَفْهَقْناه أَي ملأْناه.
وأَصْفَقُوا له: حَشَدُوا.
وصَفَقَتْ علينا صافِقةٌ من الناس أَي قومٌ.
وانْصَفَقوا عليه يميناً وشمالاً: أَقبلوا.
وأَصْفَقُوا على كذا أَي أَطبقوا عليه؛ قال يزيد بن الطَّثَرِيّة: أَثِيبي أَخا ضارُورة أَصْفَقَ العِدى عليه، وقَلَّتْ في الصَّديقِ أَواصِرُهْ ويقال: اصْفِقْهُم عنك أَي اصْرِفْهُم عنك؛ وقال رؤبة: فما اشْتَلاها صَفْقَةً في المُنْصَفَق، حتى تردَّى أَربعٌ في المُنْعَفَق وانصَفَقُوا: رجعوا.
ويقال: صَفَق ماشيتَه يَصْفِقُها صَفْقاً إِذا صرفها.
والصَّفْقُ والصَّفَقُ: الجانبُ والناحية؛ قال: لا يَكْدَحُ الناسُ لهنَّ صَفْقا وجاء أَهل ذلك الصَّفَق أَي أَهل ذلك الجانب.
وصَفْقُ الجبلِ: صَفْحُه وناحِيَتُه؛ قال أَبو صَعْترةَ البَوْلاني: وما نُطْفَةٌ في رأْسِ نيقٍ تمنَّعتْ بعَنْقاءَ من صَعْب، حَمَتْها صُفُوقُها وصَفَقَ عينَه أَي ردَّها وغمضها.
وصافَقَت الناقةُ: نامت على جانب مرة وعلى جانب أُخرى، فاعَلَتْ من الصفْق الذي هو الجانب.
وتَصَفَّقَ الرجلُ: تقلَّب وتردد من جانب إِلى جانب؛ قال القطامي: وأَبَيْنَ شَيْمَتَهُنَّ أَولَ مَرّةٍ، وأَبَى تَقَلُّبُ دهرِك المُتَصَفِّقَ وتَصَفَّقَتِ الناقة إِذا انقلبت ظهراً لبطن عن المخاض.
وتَصَفَّقَ فلان للأَمر أَي تعرض له؛ قال رؤبة: لَمّا رأَيْتُ الشَّعرَّ قد تَأَلَّقا، وفِتْنَةً تَرْمي بِمَنْ تَصَفَّقَا، هَنَّا وهَنَّا عن قِذافٍ أَخْلَقا قال شمر: تصفَّق أَي تعرَّض وتردَّد.
والمُصَافِقُ من الإِبل: الذي ينام على جنبه مرة وعلى الآخر مرة، وإِذا مخَضَت الناقة صافَقَت؛ قال الشاعر يصف الدجاجة وبيضها: وحامِلة حَياًًّ، ولَيْسَتْ بِحيَّةٍ إِذا مخَضَتْ يوماً به لم تُصَافِق وصَفْقَا العُنُقِ: ناحيتاه.
وصفقا الفرس: خدّاه.
وصَفْقُ الجبل: وجهه في أَعلاه.
وهو فوق الحضيض.
وصَفَّقَ الشرابَ: مزجَه، فهو مُصَفَّقٌ.
وصَفَقَه وصَفَّقَه وأَصْفَقَه: حوَّله من إِناء إِلى إِناء لِيَصْفُو؛ قال حسان: يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَريصَ عَلَيْهِمُ، بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ وقال الأَعشى: وشَمول تَحْسَبُ العَيْنُ، إِذا صُفِّقَتْ، وَرْدَتَها نَوْرَ الذُّبَحْ الفراء: صَفَقْتُ القدحَ وصَفَّقْتُه وأَصْفَقْتُه إِذا مَلأْته.
والتَّصْفِيقُ: تحويلُ الشراب من دَنٍّ إِلى دَنٍّ في قول الأَصمعي؛ وأَنشد:إِذا صُفِّقَتْ بَعْدَ إِزْبادِها وصَفَقَت الريحُ الماءَ: ضرَبَتْه فصَفَّتْه، والرِّيحُ تَصْفِقُ الأَشجارَ فتَصْطَفِقُ أَي تضطرب.
وصَفَّقَت الرِّيحُ الشيء إِذا قَلَبَتْه يميناً وشمالاً وردَّدَتْه. يقال: صَفَقَتْه الريحُ وصَفَّقَتْه.
وصَفَّقَت الريحُ السحابَ إِذا صَرَمَتْه واختلفت عليه؛ قال ابن مقبل: وكأَنما اعْتَنَقَتْ صَبِيرَ غَمامةٍ، بُعْدَى تُصَفِّقُه الرِّياحُ زُلالِ قال ابن بري: وهذا البيت في آخر كتاب سيبويه من باب الإِدغام بنصب زُلال، وهو غلط لأَن القصيدة مخفوضة الروي.
وفي حديث أَبي هريرة: إِذا اصْطَفَقَ الآفاقُ بالبيَاضِ أَي اضطرب وانْتَشَر الضَّوءُ، وهو افْتَعَل من الصَّفْق، كما تقول اضطرب المجلس بالقوم.
وصِفاقُ البطنِ: الجلدةُ الباطنة التي تلي السواد سوادَ البطن وهو حيث ينقب البيطار من الدابة؛ قال زهير: أَمين صَفاة لم يُخَرَّق صِفاقه بِمِنْقَبِه، ولم تُقَطَّعْ أَباجِلُهْ والجمع صُفُقٌ، لا يُكسَّر على غير ذلك؛ قال زهير: حتى يَؤُوبَ بها عُوجاً مُعَطَّلةً، تَشْكُو الدَّوابرَ والأَنْساءَ والصُّفُقا وبعض يقول: جلد البطن كله صِفاقٌ. ابن شميل: الصِّفاقُ ما بين الجلد والمُصْرانِ، ومَراقُّ البطن: صفاقٌ أَجمع ما تحت الجلد نمه إِلى سواد البطن، قال: ومَراقُّ البطن كل ما لم ينحن عليه عظم.
وقال الأَصمعي: الصِّفاقُ الجلد الأَسْفل الذي دون الجلد الذي يُسْلخ، فإِذا سلخ المَسْك بقي ذلك مُمْسِكَ البطن، وهو الذي إِذا انْشَقَّ كان منه الفَتْقُِ.
وقال أَبو عمرو: الصِّفاقُ ما حول السرّة حيث يَنْقُبُ البَيْطارُ؛ وقال بشر: مُذَكَّرة كأَنّ الرَّحْلَ منها، على ذي عانةٍ، وافي الصِّفاقِ وافي الصفاق أَراد أَن ضلوعَه طِوالٌ.
وقال الأَصمعي في كتاب الفرس: الصِّفاقُ الجلد الأَسفل الذي تحت الجلد الذي عليه الشعر؛ وأَنشد للجعدي:لُطِمْنَ بِتُرْسٍ شَديدِ الصِّفا ق من خَشَبِ الجَوْزِ لم يُثْقَب يقول: ذلك الموضع منه كأَنه تُرْس وهو شديد الصِّفاق.
وفي حديث عمر: أَنه سئل عن امرأَة أَخذَت بأُنْثَيَيْ زَوْجِها فَخَرَقَتِ الجِلْدَ ولم تَخْرِقِ الصِّفاقَ، فقضى بنصف ثلث الدية؛ الصِّفاقُ: جِلدة رقيقة تحت الجلد الأَعلى وفوق اللحم.
والصَّفَقُ: الأَدِيمُ الجديد يُصَبُّ عليه الماء فيخرج منه ماء أَصفر واسم ذلك الماء الصَّفْقُ والصَّفَقُ.
والصَّفَقُ، بالتحريك: الماء الذي يُصَبُّ في القربة الجديدة فيحرك فيها فيصفرّ؛ قال ابن بري: شاهده قول أَبي محمد الفقعسي: يَنْضَحْنَ ماءَ البَدَنِ ا لمُسَرَّى، نَضْحَ البَدِيعِ الصَّفَقَ المُصْفَرّا والمُسَرّى: المُسْتَسِرُّ في البدن.
ويقال: وردنا ماءَ كأَنَّه صَفَقٌ، وهو أَول ما يُصَبُّ في القربة الجديدة فيخرج الماء أَصفر؛ وصَفَّق القربة: فعل بها ذلك.
وقال أَبو حنيفة: الصَّفَقُ رِيحُ الدباغ وطعمه.
وصَفَقَ الكأْسَ وأَصْفَقَها: ملأَها؛ عن اللحياني.
وصَفَقَ البابَ يَصْفِقْه صَفْقاً وأَصْفَقَه، كلاهما: أَغْلَقَه وردّه مثل بَلَقْتُه وأَبْلَقْتُه؛ قال عدي بن زيد: متَّكِئاً تُصْفَقُ أَبْوابُه، يسْعَى عليه العبْدُ بالكُوبِ قال أَبو منصور: وهما بمعنى الفتح.
وقال النضر: سَفَقْت الباب وصَفَقْته، قال: وقال أَبو الدقيش صَفَقْت البابَ أَصْفِقُه صَفْقاً إِذا فتحته؛ وتركت بابَه مَصْفوقاً أَي مفتوحاً، قال: والناس يقولون صَفَقْت البَاب وأَصْفَقْته أَي رَدَدْته، قال: وقال أَبو الخطاب يقال هذا كله.
وباب مَبْلوقٌ أَي مفتوح.
وروى أَبو تراب عن بعض الأَعراب: أَصْفَقْتُ البابَ وأَصْمَقْته بمعنى أَغْلَقْته، وقال غيره: هي الإِجافةُ دون الإغْلاق. الأَصمعي: صَفَقْت الباب أَصْفِقُه صَفْقاً، ولم يذكر أَصْفَقْته.
ومِصْراعا الباب: صَفْقاه.
والصَّفْقُ: الرَّدُّ والصَّرْفُ، وقد صَفَقْته فانْصَفَقَ.وفي كتاب معاوية إِلى ملك الروم: لأَنْزِعَنَّكَ من المُلْكِ نَزْعَ الأَصْفَقانِيّة؛ هم الخَولُ بلغة اليمن. يقال: صَفَقَهم من بلد إِلى بلد أَي أَخرجهم منه قَهْراً وذُلاً.
وصَفَقَهم عن كذا أَي صرَفَهم.
والتَّصْفيق: أَن يكون نوى نِيَّة عزم عليها ثم ردّ نيّته؛ ومنه قوله: وزَللِ النِّيَّةِ والتَّصْفِيقِ وفي النوادر: والصَّفُوق الحجاب الممتنع من الجِبال، والصُّفُقُ الجمع.
والخَريقُ من الوادي: شاطئُه، والجمع خُرُقٌ.
وناقة خَرِيقٌ: غزيرة.
وثوب صَفِيق: مَتِين بيّن الصَّفاقة، وقد صَفُقَ صَقاقةً: كثُف نسجه، وأَصْفَقَه الحائك.
وثوب صَفِيق وسَفِيق: جيّدُ النسج.
والصَّفِيقُ: الجَلْدُ.
والصَّفُوق: الصَّعُود المُنْكرة، وجمعها صَفائِقُ وصُفُقٌ.
وصافَقَ بين قميصين: لَبِس أَحدَهما فوق الآخر.
والدِّيكُ الصَّفّاقُ: الذي يضرب بجناحيه إِذا صوّت.
وصَفَقَ ماشِيَته صَفْقاً: صرَفها.
وصَفَقَ الرجلُ صَفْقاً: ذهب.
وفي حديث لقمان بن عاد أَنه قال: خذِي منّي أَخِي ذا العِفاقِ صَفّاقاً أَفّاقاً؛ قال الأَصمعي: الصَّفّاق الذي يَصْفِقُ على الأَمر العظيم، والأَفّاق الذي يتصرف ويضرِب إِلى الآفاق؛ قال أَبو منصور: روى هذا ابن قتيبة عن أَبي سفيان عن الأَصمعي، قال: والذي أَراه في تفسير الأَفّاق الصّفّاقِ غيرُ ما حكاه، إِنَّما الصَّفّاق الكثير الأَسفار والتصرّف في التجارات، والصَّفْقُ والأَفْقُ قريبان من السَّواء، وكذلك الصَّفّاقُ والأَفّاقُ معناهما متقارب، وقيل: الأَفّاقُ من أُفُقِ الأَرض أَي ناحيتها.
وانْصَفَقَ القومُ إِذا انصرفوا.
وصَفَقَ القومُ في البلاد إِذا أَبْعَدُوا في طلب المرعى؛ وبه فسر ابن الأَعرابي قول أَبي محمد الحَذلِمِيّ: إِنّ لها في العامِ ذي الفُتُوقِ، وزَلَلِ النِّيَّةِ والتَّصْفِيقِ، رِعْيةَ مَوْلىً ناصِحٍ شَفيقِ وتَصفِيقُ الإِبل: أَن تحوْلَها مِن مرعى قد رَعَتْه إِلى مكان فيه مَرْعىً.
وأَصْفَقَ الغَنَمَ إِصْفاقاً: حلبها في اليوم مرّة؛ قال: أَوْدَى بنو غَنْمٍ بأَلْبانِ العُصُمْ بالمُصْفقاتِ ورَضوعاتِ البَهَمْ وأَنشد ابن الأَعرابي: وقالوا: عليكم عاصِماً يُعْتَصَمْ به، رُوَيْدَك حتى يُصْفِقَ البَهْمَ عاصِمُ أَراد أَنه لا خير عنده وأَنه مشغول بغنمه؛ والأِصْفاق: أَن يحلُبَها مرّة واحدة في اليوم والليلة.
وفي الصحاح: أَصْفَقْتُ الغنمَ إِذا لم تَحْلُبْها في اليوم إِلا مرة.
والصافِقةُ: الداهيةُ؛ قال أَبو الرُّبَيْس التَّغْلبِي: قِفِي تُخْبِرينا، أَو تَعُلِّي تَحِيّةً لنا، أَو تُشِيبي قَبْلَ إحْدَى الصَّوافق والصَّفائِقُ: صَوارِفُ الخطوب وحوادثها، الواحدة صَفيقة؛ وقال كثيِّر: وأَنْتِ المُنَى، يا أُمَّ عَمْروا، لو انَّنا نَنالُك، أَو تُدْنِي نَواكِ الصَّفائِقُ وهي الصَّوافِقُ أَيضاً؛ قال أَبو ذؤيب: أَخ لكَ مَأْمون السَّجِيّاتِ خِضْرِم، إِذا صَفَقَتْه في الحُروب الصَّوافِقُ وصَفَقْتُ العود إِذا حرّكت أَوْتارَه فاصْطَفَقَ.
واصْطَفَقَت المَزاهِرُ إِذا أَجابَ بعضها بعضاً؛ قال ابن الطَّثَرِيّة: ويوم كظِلِّ الرُّمْحِ قَصَّرَ طُولَه دَمُ الزِّقِّ عنّا، واصْطفاقُ المَزاهِرِ قال ابن بري: نسب الجوهري هذا البيت ليزيد بن الطَّثريّة، وصوابه لِشُبْرُمة بن الطفيل.

ثلث (لسان العرب) [1]


الثَّلاثة: مِن العدد، في عدد المذكر، معروف، والمؤَنث ثلاث.
وثَلَثَ الاثنينِ يَثْلِثُهما ثَلْثاً: صار لهما ثالثاً.
وفي التهذيب: ثَلَثْتُ القومَ أَثْلِثُهم إِذا كنتَ ثالِثَهم.
وكَمَّلْتَهم ثلاثةً بنفسك، وكذلك إِلى العشرة، إِلاَّ أَنك تفتح أَرْبَعُهم وأَسْبَعُهم وأَتْسَعُهم فيها جميعاً، لمكان العين، وتقول: كانوا تسعة وعشرين فثَلَثْتُهم أَي صِرْتُ بهم تمامَ ثلاثين، وكانوا تسعة وثلاثين فربَعْتُهم، مثل لفظ الثلاثة والأَربعة، كذلك إِلى المائة.
وأَثْلَثَ القومُ: صاروا ثلاثة؛ وكانوا ثلاثة فأَرْبَعُوا؛ كذلك إِلى العشرة. ابن السكيت: يقال هو ثالث ثلاثة، مضاف إِلى العشرة، ولا ينوّن، فإِن اختلفا، فإِن شئت نوَّنت، وإِن شئت أَضفت، قلت: هو رابعُ ثلاثةٍ، ورابعٌ ثلاثةً، كما تقول: ضاربُ زيدٍ، وضاربٌ زيداً، . . . أكمل المادة لأَن معناه الوقوع أَي كَمَّلَهم بنفسه أَربعة؛ وإِذا اتفقا فالإِضافة لا غير لأَنه في مذهب الأَسماء، لأَنك لم ترِد معنى الفعل، وإِنما أَردت: هو أَحد الثلاثة وبعضُ الثلاثة، وهذا ما لا يكون إِلا مضافاً، وتقول: هذا ثالثُ اثنين، وثالثٌ اثنين، بمعنى هذا ثَلَّثَ اثنين أَي صَيَّرهما ثلاثة بنفسه؛ وكذلك هو ثالثُ عَشَر، وثالثَ عَشَرَ، بالرفع والنصب إِلى تسعة عشر، فمن رفع، قال: أَردتُ ثالثٌ ثلاثة عَشر؛ فحذفتُ الثلاثة، وتركتُ ثالثاً على إِعرابه؛ ومن نصب قال: أَردت ثالثٌ ثلاثةَ عَشَر، فلما أَسقطتُ منها الثلاثة أَلزمت إِعرابها الأَوّل ليُعْلَم أَن ههنا شيئاً محذوفاً.
وتقول: هذا الحادي عَشَرَ، والثاني عَشَرَ، إِلى العشرين مفتوح كله، لِما ذكرناه.
وفي المؤَنث: هذه الحاديةَ عَشْرَة، وكذلك إِلى العشرين، تدخل الهاء فيهما جميعاً، وأَهل الحجاز يقولون: أَتَوْني ثلاثَتَهم وأَرْبَعَتَهم إِلى العشرة، فينصبون على كل حال، وكذلك المؤنث أَتَيْنَني ثلاثَهنَّ وأَرْبَعَهنَّ؛ وغيرُهم يُعْربه بالحركات الثلاث، يجعله مثلَ كُلّهم، فإِذا جاوزتَ العشرةَ لم يكن إِلا النصبَ، تقول: أَتوني أَحَدَ عَشرَهُم، وتسعةَ عشرَهُم، وللنساء أَتَيْنَني إِحدى عَشْرَتَهنَّ، وثمانيَ عَشْرَتَهنَّ. قال ابن بري، رحمه الله: قول الجوهري آنفاً: هذا ثالثُ اثْنين، وثالثٌ اثنين، ويالمعنى هذا ثَلَّثَ اثنين أَي صَيَّرهما ثلاثةً بنفسه؛ وقوله أَيضاً: هذا ثالثُ عَشَر وثالثَ عَشَر، بضم الثاء وفتحها، إِلى تسعة عشر وَهَمٌ، والصواب: ثالثُ اثنينِ، بالرفع، وكذلك قوله: ثَلَّثَ اثْنين وَهَمٌ، وصوابه: ثَلَثَ، بتخفيف اللام، وكذلك قوله: هو ثالثُ عَشَر، بضم الثاء، وَهَمٌ لا يُجيزه البصريون إِلاَّ بالفتح، لأَنه مركب؛ وأَهل الكوفة يُجيزونه، وهو عند البصريين غلط، قال ابن سيده وأَما قول الشاعر: يَفْديكِ يا زُرْعَ أَبي وخالي، قد مَرَّ يومانِ، وهذا الثالي وأَنتِ بالهِجْرانِ لا تُبالي فإِنه أَراد الثالث، فأَبدل الياء من الثاء.
وأَثْلَثَ القومُ: صاروا ثلاثة، عن ثعلب.
وفي الحديث: دِيةُ شِبْهِ العَمْد أَثلاثاً؛ أَي ثلاثٌ وثلاثون حقةً، وثلاثٌ وثلاثون جذعةً، وأربعٌ وثلاثون ثَنِيَّةً.
وفي الحديث: قل هو ا لله أَحد، والذي نفسي بيده، إِنها لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القرآن؛ جعلها تَعْدِلُ ثُلُثَ القرآن، لأَن القرآن العزيز لا يَتَجاوز ثلاثةَ أَقسام، وهي: الإِرْشاد إِلى معرفة ذات ا لله، عز وجل، وتقديسه أَو معرفة صفاته وأَسمائه، أَو معرفة أَفعاله، وسُنَّته في عباده، ولما اشتملت سورة الإِخلاص على أَحد هذه الأَقسام الثلاثة، وهو التقديس، وازَنَها سيدُنا رسولُ ا لله، صلى ا لله عليه وسلم، بثُلُثِ القرآن، لأَن مُنْتَهى التقديس أَن يكون واحداً في ثلاثة أُمور، لا يكون حاصلاً منه من هو من نوعه وشِبْهه، ودَلَّ عليه قولُه: لم يلد؛ ولا يكون هو حاصلاً ممن هو نظيره وشبهه، ودلَّ عليه قوله: ولم يولد؛ ولا يكون في درجته وإِن لم يكن أَصلاً له ولا فرعاً مَن هو مثله، ودل عليه قوله: ولم يكن له كفواً أَحد.
ويجمع جميع ذلك قوله: قل هو ا لله أَحد؛ وجُمْلَتُه تفصيلُ قولك: لا إِله إِلا الله؛ فهذه أَسرار القرآن، ولا تَتناهَى أَمثالُها فيه، فلا رَطْب ولا يابس إِلا في كتاب مبين.
وقولهم: فلان لا يَثْني ولا يَثْلِثُ أَي هو رجل كبير، فإِذا أَراد النُّهوضَ لم يقدر في مرَّة، ولا مرتين، ولا في ثلاث.
والثلاثون من العدد: ليس على تضعيف الثلاثة، ولكن على تضعيف العشرة، ولذلك إِذا سميت رجلاً ثلاثين، لم تقل ثُلَيِّثُون، ثُلَيْثُونَ؛ عَلَّل ذلك سيبويه.
وقالوا: كانوا تسعة وعشرين فثَلَثْتُهم أَثْلِثُهم أَي صِرْتُ لهم مَقام الثلاثين.
وأَثْلَثوا: صاروا ثلاثين، كل ذلك على لفظ الثلاثة، وكذلك جميعُ العُقود إِلى المائة، تصريفُ فعلها كتصريف الآحاد.
والثَّلاثاء: من الأَيام؛ كان حَقُّه الثالث، ولكنَّه صيغ له هذا البناء ليَتَفَرَّد به، كما فُعِلَ ذلك بالدَّبَرانِ.
وحكي عن ثعلب: مَضَت الثَّلاثاءُ بما فيها فأَنَّث.
وكان أَبو الجرّاح يقول: مَضَت الثلاثاءُ بما فيهن، يُخْرِجُها مُخْرَج العدد، والجمع ثَلاثاواتُ وأَثالِثُ؛ حكى الأَخيرَة المُطَرِّزِيُّ، عن ثعلب.
وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي: لا تكن ثَلاثاوِيّاً أَي ممن يصوم الثَّلاثاءَ وحده. التهذيب: والثَّلاثاء لمَّا جُعِلَ اسماً، جُعلت الهاء التي كانت في العدد مَدَّة فرقاً بين الحالين، وكذلك الأَرْبِعاء من الأَرْبعة؛ فهذه الأَسماء جُعلت بالمدّ توكيداً للاسم، كما قالوا: حَسَنةٌ وحَسْناء، وقَصَبة وقَصْباء، حيث أَلْزَمُوا النعتَ إِلزام الاسم، وكذلك الشَّجْراء والطَّرْفاء، والواحدُ من كل ذلك بوزن فعلة.
وقول الشاعر، أَنشده ابن الأَعرابي؛ قال ابن بري: وهو لعبد ا لله بن الزبير يهجو طَيِّئاً: فإِنْ تَثْلِثُوا نَرْبَعْ، وإِن يَكُ خامِسٌ، يكنْ سادِسٌ، حتى يُبِيرَكم القَتْلُ أَراد بقوله: تَثْلِثُوا أَي تَقْتُلوا ثالثاً؛ وبعده: وإِن تَسْبَعُوا نَثْمِنْ، وإِن يَكُ تاسِعٌ، يكنْ عاشرٌ، حتى يكونَ لنا الفَضْلُ يقول: إِن صرْتم ثلاثة صِرْنا أَربعة، وإِن صِرْتم أَربعةً صِرْنا خمسة، فلا نَبْرَحُ نَزيد عليكم أَبداً.
ويقال: فلانٌ ثالثُ ثلاثةٍ، مضاف.
وفي التنزيل العزيز: لقد كفر الذين قالوا إِن ا لله ثالثُ ثلاثةٍ. قال الفراء: لا يكون إِلا مضافاً، ولا يجوز ثلاثةٍ. قال الفراء: لا يكون إِلا مضافاً، ولا يجوز التنوين في ثالث، فتنصب الثلاثةَ؛ وكذلك قوله: ثانيَ اثْنَين، لا يكون إِلا مضافاً، لأَنه في مذهب الاسم، كأَنك قلت واحد من اثنين، وواحد من ثلاثة، أَلا ترى أَنه لا يكون ثانياً لنفسه، ولا ثالثاً لنفسه؟ ولو قلت: أَنت ثالثُ اثنين، جاز أَن يقال ثالثٌ اثنين، بالإِضافة والتنوين ونَصْب الاثنين؛ وكذلك لو قلت: أَنت رابعُ ثلاثةٍ، ورابعٌ ثلاثةً، جاز ذلك لأَنه فِعْلٌ واقع.
وقال الفراء. كانوا اثنين فثَلَثْتُهما، قال: وهذا مما كان النحويون يَخْتارونه.
وكانوا أَحد عشر فثَنَيْتُهم، ومعي عشرةٌ فأَحِّدْهُنَّ لِيَهْ، واثْنِيهِنَّ، واثْلِِثْهُنَّ؛ هذا فيما بين اثني عشر إِلى العشرين. ابن السكيت: تقول هو ثالثُ ثلاثةٍ، وهي ثالثةُ ثلاثٍ، فإِذا كان فيه مذكر، قلت: هي ثالثُ ثلاثةٍ، فيَغْلِبُ المذكرُ المؤَنثَ.
وتقول: هو ثالثُ ثلاثةَ عَشَرَ؛ يعني هو أَحدهم، وقي المؤَنث: هو ثالثُ ثلاثَ عَشْرَة لا غير، الرفع في الأَوّل.
وأَرضٌ مُثَلَّثة: لها ثلاثةُ أَطرافٍ؛ فمنها المُثَلَّثُ الحادُّ، ومنها المُثَلَّثُ القائم.
وشيء مُثَلَّثٌ: موضوع على ثلاثِ طاقاتٍ.
ومَثْلُوثٌ: مَفْتُولٌ على ثلاثِ قُوًى؛ وكذلك في جميع ما بين الثلاثة إِلى العشرة، إِلا الثمانية والعشرة. الجوهري: شيء مُثَلَّث أَي ذو أَركان ثلاثة. الليث: المُثَلَّثُ ما كان من الأَشياء على ثلاثةِ أَثْناءِ.
والمَثْلُوثُ من الحبال: ما فُتِلَ على ثلاثِ قُوًى، وكذلك ما يُنْسَجُ أَو يُضْفَر.
وإِذا أَرْسَلْتَ الخيلَ في الرِّهان، فالأَوّل: السابقُ، والثاني: المُصَلِّي، ثم بعد ذلك: ثِلْثٌ، ورِبْعٌ، وخِمْسٌ. ابن سيده: وثَلَّثَ الفرسُ: جاء بعد المُصَّلِّي، ثم رَبَّعَ، ثم خَمَّسَ.
وقال علي بن أَبي طالب، عليه السلام: سَبَقَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وثَنَّى أَبو بكر، وثَلَّثَ عمرُ، وخَبَطَتْنا فتنةٌ مما شاء الله. قال أَبو عبيد: ولم أَسمع في سوابق الخيل ممن يُوثَقُ بعلمه اسماً لشيء منها، إِلاَّ الثانيَ والعاشِرَ، فإِن الثانيَ اسمه المُصَلِّي، والعاشرَ السُّكَيْتُ، وما سوى ذَيْنِكَ إِنما يقال: الثالثُ والرابعُ وكذلك إِلى التاسع.
وقال ابن الأَنباري: أَسماءُ السُّبَّقِ من الخيل: المُجَلِّي، والمُصَلِّي، والمُسَلِّي، والتالي، والحَظِيُّ، والمُؤمِّلُ، والمُرْتاحُ، والعاطِفُ، واللَّطِيمُ، والسُّكَيْتُ؛ قال أَبو منصور: ولم أَحفظها عن ثقة، وقد ذكرها ابن الأَنباري، ولم ينسبها إِلى أَحد؛ قال: فلا أَدري أَحَفِظَها لِثِقةٍ أَم لا؟ والتَّثْلِيثُ: أَنْ تَسْقِيَ الزَّرْعَ سَقْيةً أُخْرى، بعد الثُّنْيا.
والثِّلاثيُّ: منسوب إِلى الثَّلاثة على غير قياس. التهذيب: الثُّلاثيُّ يُنْسَبُ إِلى ثلاثة أَشياء، أَو كان طُولُه ثلاثةَ أَذْرُع: ثوبٌ ثُلاثيٌّ ورُباعِيٌّ، وكذلك الغلام، يقال: غلام خُماسِيٌّ، ولا يقال سُداسِيٌّ، لأَنه إِذا تَمَّتْ له خَمْسٌ، صار رجلاً.
والحروفُ الثُّلاثيَّة: التي اجتمع فيها ثلاثة أَحرف.
وناقة ثَلُوثٌ: يَبِسَتْ ثلاثةٌ من أَخْلافها، وذلك أَن تُكْوَى بنار حتى ينقطع خِلْفُها ويكون وَسْماً لها، هذه عن ابن الأَعرابي.
ويقال: رماه اللهُ بثالِثةِ الأَثافي، وهي الداهيةُ العظيمة، والأَمْرُ العظيم، وأَصلُها أَن الرجل إِذا وَجَدَ أُثْفِيَّتَيْن لقِدْرهِ، ولم يجد الثالثةَ، جعل رُكْنَ الجبل ثالثةَ الأُثْفِيَّتَيْن.
وثالثةُ الأَثافي: الحَيْدُ النادِرُ من الجبل، يُجْمَعُ إِليه صَخْرتان، ثم يُنْصَبُ عليها القِدْرُ.
والثَّلُوثُ من النُّوق: التي تَمْلأُ ثلاثةَ أَقداح إِذا حُلِبَتْ، ولا يكون أَكثر من ذلك، عن ابن الأَعرابي؛ يعني لا يكون المَلْءُ أَكثَر من ثلاثة.ويقال للناقة التي صُرِمَ خِلْفٌ من أَخْلافها، وتَحْلُب من ثلاثة أَخْلافٍ: ثَلُوثٌ أَيضاً؛ وأَنشد الهُذَلي: أَلا قُولا لعَبدِ الجَهْل: إِنَّ الـ ـصَّحِيحةَ لا تُحالِبها الثَّلُوثُ وقال ابن الأَعرابي: الصحيحة التي لها أَربعة أَخْلاف؛ والثَّلُوث: التي لها ثَلاثةُ أَخْلاف.
وقال ابن السكيت: ناقة ثَلُوثُ إِذا أَصاب أَحد أَخْلافها شيءٌ فيَبِسَ، وأَنشد بيت الهذلي أَيضاً.
والمُثَلَّثُ من الشراب: الذي طُبِخَ حتى ذهب ثُلُثاه؛ وكذلك أَيضاً ثَلَّثَ بناقته إِذا صَرَّ منها ثلاثةَ أَخْلاف؛ فإِن صَرَّ خِلْفين، قيل: شَطَّرَ بها؛ فإِن صَرَّ خِلْفاً واحداً، قيل: خَلَّفَ بها؛ فإِن صَرَّ أَخلافَها جَمَعَ، قيل: أَجْمَعَ بناقته وأَكْمَش. التهذيب: الناقة إِذا يَبِسَ ثلاثةُ أَخلافٍ منها، فهي ثَلُوثٌ.
وناقةٌ مُثَلَّثَة: لها ثلاثة أَخْلافٍ؛ قال الشاعر: فتَقْنَعُ بالقليل، تَراه غُنْماً، وتَكْفيكَ المُثَلَّثَةُ الرَّغُوثُ ومَزادة مَثْلُوثة: من ثلاثة آدِمةٍ؛ الجوهري: المَثْلُوثة مَزادة تكون من ثلاثة جلود. ابن الأَعرابي: إِذا مَلأَتِ الناقةُ ثلاثةً آنيةٍ، فهي ثَلُوثٌ.
وجاؤُوا ثُلاثَ ثُلاثَ، ومَثْلَثَ مَثْلَثَ أَي ثَلاثةً ثلاثةً.
والثُّلاثةُ، بالضم: الثَّلاثة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: فما حَلَبَتْ إِلاّ الثُّلاثةَ والثُّنَى، ولا قُيِّلَتْ إِلاَّ قَريباً مَقالُها هكذا أَنشده بضم الثاء: الثُّلاثة، وفسره بأَنه ثَلاثةُ آنيةٍ، وكذلك رواه قُيِّلَتْ، بضم القاف، ولم يفسره؛ وقال ثعلب: إِنما هو قَيَّلَتْ، بفتحها، وفسره بأَنها التي تُقَيِّلُ الناسَ أَي تَسْقيهم لبنَ القَيل، وهو شُرْبُ النهار فالمفعول، على هذا محذوف.
وقال الزجاج في قوله تعالى: فانْكِحُوا ما طابَ لكم من النساء مَثْنى وثُلاثَ ورُباعَ؛ معناه: اثنين اثنين، وثَلاثاً ثَلاثاً، إِلا أَنه لم ينصرف لجهتين، وذلك أَنه اجتمع علتان: إِحداهما أَنه معدول عن اثنين اثنين، وثَلاثٍ ثَلاثٍ، والثانية أَنه عُدِلَ عن تأْنيثٍ. الجوهري: وثُلاثُ ومَثْلَثُ غير مصروف للعدل والصفة، لأَنه عُدِلَ من ثلاثةٍ إِلى ثُلاثَ ومَثْلَث، وهو صفة، لأَنك تقول: مررت بقوم مَثْنَى وثُلاثَ. قال تعالى: أُولي أَجْنِحةٍ مَثْنَى وثُلاثَ ورُباعَ؛ فوُصِفَ به؛ وهذا قول سيبويه.
وقال غيره: إِنما لم يَنْصرِفْ لتَكَرُّر العَدْل فيه في اللفظ والمعنى، لأَنه عُدِلَ عن لفظ اثنين إِلى لفظ مَثْنى وثُناء، عن معنى اثنين إِلى معنى اثنين اثنين، إِذا قلت جاءت الخيلُ مَثْنَى؛ فالمعنى اثنين اثنين أَي جاؤُوا مُزدَوجِين؛ وكذلك جميعُ معدولِ العددِ، فإِن صَغَّرته صَرَفْته فقلت: أَحَيِّدٌ وثُنَيٌّ وثُلَيِّثٌ ورُبَيِّعٌ، لأَنه مثلُ حَمَيِّرٍ، فخرج إِلى مثال ما ينصرف، وليس كذلك أَحمد وأَحْسَن، لأَنه لا يخرج بالتصغير عن وزن الفعل، لأَنهم قد قالوا في التعجب: ما أُمَيْلِحَ زيداً وما أُحَيْسِنَهُ وفي الحديث: لكن اشْرَبُوا مَثْنَى وثُلاثَ، وسَمُّوا الله تعالى. يقال: فَعَلْتُ الشيء مَثْنَى وثُلاثَ ورُباعَ، غير مصروفات، إِذا فعلته مرتين مرتين، وثلاثاً ثلاثاً، وأَربعاً أَربعاً.والمُثَلِّثُ: الساعي بأَخيه.
وفي حديث كعب أَنه قال لعمر: أَنْبِئْني ما المُثَلِّثُ؟ فقال: وما المُثَلِّثُ؟ لا أَبا لكَ فقال: شَرُّ الناسِ المُثَلِّثُ؛ يعني الساعي بأَخيه إِلى السلطان يُهْلِك ثلاثةً: نفسَه، وأَخاه، وإِمامه بالسعي فيه إِليه.
وفي حديث أَبي هريرة؛ دعاه عمرُ إِلى العمل بعد أَن كان عَزَلَه، فقال: إِني أَخاف ثلاثاً واثنتين. قال: أَفلا تقول خمساً؟ قال: أَخاف أَن أَقولَ بغير حُكم، وأَقْضِيَ بغير عِلْم، وأَخافُ أَن يُضْربَ ظَهْري، وأَن يُشْتَمِ عِرْضي، وأَن يُؤْخَذَ مالي، الثَّلاثُ والاثنتان؛ هذه الخلال التي ذكرها، إِنما لم يقل خمساً، لأَن الخَلَّتين الأَوَّلَتَين من الحقِّ عليه، فخاف أَن يُضِيعَه، والخِلالُ الثلاثُ من الحَقِّ له، فَخاف أَن يُظْلَم، فلذلك فَرَّقَها.
وثِلْثُ الناقةِ: وَلدُها الثالثُ، وأَطْرَده ثعلب في وَلَد كل أُنثى.
وقد أَثْلَثَتْ، فهي مُثْلِثٌ، ولا يقال: ناقةٌ ثِلْث.
والثُّلُثُ والثَّلِيثُ من الأَجزاء: معروف، يَطَّرِدُ ذلك، عند بعضهم، في هذه الكسور، وجمعُهما أَثلاثٌ. الأَصمعي: الثَّلِيثُ بمعنى الثُّلُثِ، ولم يَعْرِفْه أَبو زيد؛ وأَنشد شمر: تُوفي الثَّلِيثَ، إِذا ماكانَ في رَجَبٍ، والحَيُّ في خائِرٍ منها، وإِيقَاعِ قال: ومَثْلَثَ مَثْلَثَ، ومَوْحَدَ مَوْحَدَ، ومَثْنَى مَثْنى، مِثْلُ ثُلاثَ ثُلاثَ. الجوهري: الثُّلُثُ سهم من ثَلاثةٍ، فإِذا فتحت الثاء زادت ياء، فقلت: ثَلِيث مثلُ ثَمِين وسَبيع وسَدِيسٍ وخَمِيسٍ ونَصِيفٍ؛ وأَنكر أَبو زيد منها خَمِيساً وثَلِيثاً.
وثَلَثَهم يَثْلُثهم ثَلْثاً: أَخَذَ ثُلُثَ أَموالِهم، وكذلك جميعٌ الكسور إِلى العَشْرِ.
والمَثْلُوثُ: ما أُخِذَ ثُلُثه؛ وكلُّ مَثْلُوثٍ مَنْهُوك؛ وقيل: المَثْلُوثُ ما أُخِذَ ثُلُثه، والمَنْهوكُ ما أُخِذَ ثُلُثاه، وهو رَأْيُ العَروضِيِّين في الرجز والمنسرح.
والمَثْلُوثُ من الشعر: الذي ذهب جُزْآنِ من ستة أَجزائه.
والمِثْلاثُ من الثُّلُثِ: كالمِرْباع من الرُّبُع.
وأَثْلَثَ الكَرْمُ: فَضَلَ ثُلُثُه، وأُكِلَ ثُلُثاه.
وثَلَّثَ البُسْرُ: أَرْطَبَ ثُلُثه.
وإِناءٌ ثَلْثانُ: بَلَغ الكيلُ ثُلُثَه، وكذلك هو في الشراب وغيره.
والثَّلِثانُ: شجرة عِنبِ الثَّعْلب. الفراء: كِساءٌ مَثْلُوثُ مَنْسُوجٌ من صُوف وَوَبَرٍ وشَعَرٍ؛ وأَنشد: مَدْرَعَةٌ كِساؤُها مَثْلُوثُ ويقال لوَضِين البَعير: ذو ثُلاثٍ؛ قال: وقد ضُمِّرَتْ، حتى انْطَوَى ذو ثَلاثِها، إِلى أَبْهَرَيْ دَرْماءِ شَعْبِ السَّناسِنِ ويقال ذو ثُلاثها: بَطْنُها والجِلدتانِ العُلْيا والجِلدة التي تُقْشَر بعد السَّلْخ. الجوهري: والثِّلْثُ، بالكسر، من قولهم: هو يَسْقِي نَخْله الثِّلْثَ؛ ولا يُستعمل الثِّلْثُ إِلاَّ في هذا الموضع؛ وليس في الوِرْدِ ثِلْثٌ لأَن أَقصَرَ الوِرْدِ الرِّفْهُ، وهو أَن تَشْربَ الإِبلُ كلَّ يوم؛ ثم الغِبُّ، وهو أَن تَرِدَ يوماً وتَدعَ يوماً؛ فإِذا ارْتَفَعَ من الغِبّ فالظِّمْءُ الرِّبْعُ ثم الخِمْسُ، وكذلك إِلى العِشْر؛ قاله الأَصمعي.
وتَثْلِيثُ: اسم موضع؛ وقيل: تَثْلِيثُ وادٍ عظيمٌ مشهور؛ قال الأَعشى: كخَذُولٍ تَرْعَى التَّواصِفَ، مِن تَثْـ لِيثَ، قَفْراً خَلا لَها الأَسْلاقُ

جرد (لسان العرب) [2]


جَرَدَ الشيءَ يجرُدُهُ جَرْداً وجَرَّدَهُ: قشَره؛ قال: كأَنَّ فداءَها، إِذْ جَرَّدُوهُ وطافوا حَوْله، سُلَكٌ يَتِيمُ ويروى حَرَّدُوهُ، بالحاء المهملة وسيأْتي ذكره.
واسمُ ما جُرِدَ منه: الجُرادَةُ.
وجَرَدَ الجِلْدَ يَجْرُدُه جَرْداً: نزع عنه الشعر، وكذلك جَرَّدَه؛ قال طَرَفَةُ: كسِبْتِ اليماني قِدُّهُ لم يُجَرَّدِ ويقال: رجل أَجْرَدُ لا شعر عليه.
وثَوْبٌ جَرْدٌ: خَلَقٌ قد سَقَطَ زِئْبِرُهُ، وقيل: هو الذي بين الجديد والخَلَق؛ قال الشاعر: أَجَعَلْتَ أَسْعَدَ للرِّماحِ دَرِيئَةً؟ هَبِلَتْكَ أُمُّكَ أَيَّ جَرْدٍ تَرْقَعُ؟ أَي لا تَرْقَع الأَخْلاق وتَتركْ أَسعدَ قد خَرَّقته الرماح فأَيُّ. تُصِلحُ (* قوله «فأيِّ تصلح» كذا بنسخة الأصل المنسوبة إلى المؤلف ببياض بين أيّ وتصلح ولعل المراد فأي أمر أو . . . أكمل المادة شأن أو شعب أو نحو ذلك.) بَعْدَهُ.
والجَرْدُ: الخَلَقُ من الثياب، وأَثْوابٌ جُرُودٌ؛ قال كُثَيِّرُ عزة:فلا تَبْعَدَنْ تَحْتَ الضَّريحةِ أَعْظُمٌ رَميمٌ، وأَثوابٌ هُناكَ جُرودُ وشَمْلَةٌ جَرْدَةٌ كذلك؛ قال الهذلي: وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ، شَفَيْنا أُحاحَهُ غَدَاتَئِذٍ، في جَرْدَةٍ، مُتَماحِلِ بَوْشِيٌّ: كثير العيال. متماحِلٌ: طويل: شفينا أُحاحَهُ أَي قَتَلْناه.
والجَرْدَةُ، بالفتح: البُرْدَةُ المُنْجَرِدَةُ الخَلَقُ.
وانْجَرَدَ الثوبُ أَي انسَحَق ولانَ، وقد جَرِدَ وانْجَرَدَ؛ وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: ليس عندنا من مال المسلمين إِلاَّ جَرْدُ هذه القَطِيفَةِ أَي التي انجَرَدَ خَمَلُها وخَلَقَتْ.
وفي حديث عائشة، رضوان الله عليها: قالت لها امرأَة: رأَيتُ أُمي في المنام وفي يدها شَحْمَةٌ وعلى فَرْجِها جُرَيْدَةٌ، تصغير جَرْدَة، وهي الخِرْقة البالية.
والجَرَدُ من الأَرض: ما لا يُنْبِتُ، والجمع الأَجاردُ.
والجَرَدُ: فضاءٌ لا نَبْتَ فيه، وهذا الاسم للفضاء؛ قال أَبو ذؤيب يصف حمار وحش وأَنه يأْتي الماء ليلاً فيشرب: يَقْضِي لُبَانَتَهُ بالليلِ، ثم إِذا أَضْحَى، تَيَمَّمَ حَزْماً حَوْلهُ جَرَدُ والجُرْدَةُ، بالضم: أَرض مسْتوية متجرِّدة.
ومكانٌ جَرْدٌ وأَجْرَدُ وجَرِدٌ، لا نبات به، وفضاءٌ أَجْرَدُ.
وأَرض جَرْداءُ وجَرِدَةٌ، كذلك، وقد جَرِدَتْ جَرَداً وجَرَّدَها القحطُ تَجْريداً.
والسماءُ جَرْداءُ إِذا لم يكن فيها غَيْم من صَلَع.
وفي حديث أَبي موسى: وكانت فيها أَجارِدُ أَمْسَكَتِ الماءَ أَي مواضعُ منْجَرِدَة من النبات؛ ومنه الحديث: تُفْتَتحُ الأَريافُ فيخرج إِليها الناسُ، ثم يَبْعَثُون إِلى أَهاليهم إِنكم في أَرض جَرَديَّة؛ قيل: هي منسوبة إِلى الجَرَدِ، بالتحريك، وهي كل أَرض لا نبات بها.
وفي حديث أَبي حَدْرَدٍ: فرميته على جُرَيداءِ مَتْنِهِ أَي وسطه، وهو موضع القفا المنْجَرِد عن اللحم تصغيرُ الجَرْداء.
وسنة جارودٌ: مُقْحِطَةٌ شديدة المَحْلِ.
ورجلٌ جارُودٌ: مَشْو ومٌ، منه، كأَنه يَقْشِر قَوْمَهُ.
وجَرَدَ القومَ يجرُدُهُم جَرْداً: سأَلهم فمنعوه أَو أَعطَوْه كارهين.
والجَرْدُ، مخفف: أَخذُك الشيءَ عن الشيءِ حَرْقاً وسَحْفاً، ولذلك سمي المشؤوم جاروداً، والجارودُ العَبْدِيُّ: رجلٌ من الصحابة واسمه بِشْرُ بنُ عمرو من عبد القيس، وسمي الجارودَ لأَنه فَرَّ بِإِبِلِه إِلى أَخواله من بني شيبان وبإِبله داء، ففشا ذلك الداء في إِبل أَخواله فأَهلكها؛ وفيه يقول الشاعر: لقد جَرَدَ الجارودُ بكرَ بنَ وائِلِ ومعناه: شُئِمَ عليهم، وقيل: استأْصل ما عندهم.
وللجارود حديث، وقد صحب النبي، صلى الله عليه وسلم، وقتل بفارس في عقبة الطين.
وأَرض جَرْداءُ: فضاء واسعة مع قلة نبت.
ورجل أَجْرَدُ: لا شعر على جسده.
وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: أَنه أَجرَدُ ذو مَسْرَبةٍ؛ قال ابن الأَثير: الأَجرد الذي ليس على بدنه شعر ولم يكن، صلى الله عليه وسلم، كذلك وإِنما أَراد به أَن الشعر كان في أَماكن من بدنه كالمسربة والساعدين والساقين، فإِن ضدَّ الأَجْرَد الأَشعرُ، وهو الذي على جميع بدنه شعر.
وفي حديث صفة أَهل الجنة: جُرْذ مُرْدٌ مُتَكَحِّلون، وخَدٌّ أَجْرَدُ، كذلك.
وفي حديث أَنس: أَنه أَخرج نعلين جَرْداوَيْن فقال: هاتان نعلا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَي لا شعر عليهما.
والأَجْرَدُ من الخيلِ والدوابِّ كلِّها: القصيرُ الشعرِ حتى يقال إِنه لأَجْرَدُ القوائم.
وفرس أَجْرَدُ: قصير الشعر، وقد جَرِدَ وانْجَرَدَ، وكذلك غيره من الدواب وذلك من علامات العِتْق والكَرَم؛ وقولهم: أَجردُ القوائم إِنما يريدون أَجردُ شعر القوائم؛ قال:كأَنَّ قتودِي، والقِيانُ هَوَتْ به من الحَقْبِ، جَردَاءُ اليدين وثيقُ وقيل: الأَجردُ الذي رقَّ شعره وقصر، وهو مدح.
وتَجَرَّد من ثوبه وانجَرَدَ: تَعرَّى. سيبويه: انجرد ليست للمطاوعة إِنما هي كَفَعَلْتُ كما أَنَّ افتَقَرَ كضَعُفَ، وقد جَرَّده من ثوبه؛ وحكى الفارسيُّ عن ثعلب: جَرَّدهُ من ثوبه وجرَّده إِياه.
ويقال أَيضاً: فلان حسنُ الجُرْدةِ والمجرَّدِ والمتجرَّدِ كقولك حَسَنُ العُريةِ والمعَرّى، وهما بمعنى.
والتجريدُ: التعرية من الثياب.
وتجريدُ السيف: انتضاؤه.
والتجريدُ: التشذيبُ.
والتجرُّدُ: التعرِّي.
وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان أَنورَ المتجرِّدِ أَي ما جُرِّدَ عنه الثياب من جسده وكُشِف؛ يريد أَنه كان مشرق الجسد.
وامرأَة بَضَّةُ الجُرْدةِ والمتجرَّدِ والمتجرَّدِ، والفتح أَكثر، أَي بَضَّةٌ عند التجرُّدِ، فالمتجرَّدِ على هذا مصدر؛ ومثل هذا فلان رجلُ حرب أَي عند الحرب، ومن قال بضة المتجرِّد، بالكسر، أَراد الجسمَ. التهذيب: امرأَةٌ بَضَّةُ المتجرَّدِ إِذا كانت بَضَّةَ البَشَرَةِ إِذا جُرِّدَتْ من ثوبها. أَبو زيد: يقال للرجل إِذا كان مُسْتَحْيياً ولم يكن بالمنبسِطِ في الظهور: ما أَنتَ بمنجَرِدِ السِّلْكِ.
والمتجرِّدةُ: اسم امرأَةِ النعمانِ بن المنذِر ملك الحَيرةِ.
وفي حديث الشُّراةِ: فإِذا ظهروا بين النَّهْرَينِ لم يُطاقوا ثم يَقِلُّون حتى يكون آخرهُم لُصوصاً جرَّادين أَي يُعْرُون الناسَ ثيابهم ويَنْهَبونها؛ ومنه حديث الحجاج؛ قال الأَنس: لأُجَرِّدَنَّك كما يُجَرِّدُ الضبُّ أَي لأَسْلُخَنَّك سلخَ الضبِّ، لأَنه إِذا شوي جُرَّدَ من جلده، ويروى: لأَجْرُدَنَّك، بتخفيف الراء.
والجَرْدُ: أَخذ الشيء عن الشيء عَسْفاً وجَرْفاً؛ ومنه سمي الجارودُ وهي السنة الشديدة المَحْل كأَنها تهلك الناس؛ ومنه الحديث: وبها سَرْحةٌ سُرَّ تحتَها سبعون نبيّاً لم تُقْتَلْ ولم تُجَرَّدْ أَي لم تصبها آفة تهلك ثَمرها ولا ورقها؛ وقيل: هو من قولهم جُرِدَتِ الأَرضُ، فهي مجرودة إِذا أَكلها الجرادُ.
وجَرَّدَ السيفَ من غِمْدِهِ: سَلَّهُ.
وتجرَّدَتِ السنبلة وانجَرَدَتْ: خرجت من لفائفها، وكذلك النَّورُ عن كِمامِهِ.
وانجردت الإِبِلُ من أَوبارها إِذا سقطت عنها.
وجَرَّدَ الكتابَ والمصحفَ: عَرَّاه من الضبط والزيادات والفواتح؛ ومنه قول عبدالله بن مسعود وقد قرأَ عنده رجل فقال أَستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، فقال: جَرِّدوا القرآنَ لِيَرْبُوَ فيه صغيركم ولا يَنْأَى عنه كبيركم، ولا تَلبِسوا به شيئاً ليس منه؛ قال ابن عيينة: معناه لا تقرنوا به شيئاً من الأَحاديث التي يرويها أَهل الكتاب ليكون وحده مفرداً، كأَنه حثَّهم على أَن لا يتعلم أَحد منهم شيئاً من كتب الله غيره، لأَن ما خلا القرآن من كتب الله تعالى إِنما يؤخذ عن اليهود والنصارى وهم غير مأْمونين عليها؛ وكان إِبراهيم يقول: أَراد بقوله جَرِّدوا القرآنَ من النَّقْط والإِعراب والتعجيم وما أَشبهها، واللام في ليَرْبُوَ من صلة جَرِّدوا، والمعنى اجعلوا القرآن لهذا وخُصُّوه به واقْصُروه عليه، دون النسيان والإِعراض عنه لينشأَ على تعليمه صغاركم ولا يبعد عن تلاوته وتدبره كباركم.
وتجرَّدَ الحِمارُ: تقدَّمَ الأُتُنَ فخرج عنها.
وتجَرَّدَ الفرسُ وانجرَدَ: تقدَّم الحَلْبَةَ فخرج منها ولذلك قيل: نَضَا الفرسُ الخيلَ إِذا تقدّمها، كأَنه أَلقاها عن نفسه كما ينضو الإِنسانُ ثوبَه عنه.
والأَجْرَدُ: الذي يسبق الخيلَ ويَنْجَرِدُ عنها لسرعته؛ عن ابن جني.
ورجلٌ مُجْرَد، بتخفيف الراء: أُخْرِجَ من ماله؛ عن ابن الأَعرابي.
وتجَرَّدَ العصير: سكن غَلَيانُه.
وخمرٌ جَرداءُ: منجردةٌ من خُثاراتها وأَثفالها؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد للطرماح: فلما فُتَّ عنها الطينُ فاحَتْ، وصَرَّح أَجْرَدُ الحَجَراتِ صافي وتجَرَّدَ للأَمر: جَدَّ فيه، وكذلك تجَرَّد في سيره وانجَرَدَ، ولذلك قالوا: شَمَّرَ في سيره.
وانجرَدَ به السيرُ: امتَدَّ وطال؛ وإِذا جَدَّ الرجل في سيره فمضى يقال: انجرَدَ فذهب، وإِذا أَجَدَّ في القيام بأَمر قيل: تجَرَّد لأَمر كذا، وتجَردَّ للعبادة؛ وروي عن عمر: تجرَّدُوا بالحج وإِن لم تُحرِموا. قال إِسحق بن منصور: قلت لأَحمد ما قوله تجَرَّدوا بالحج؟ قال: تَشَبَّهوا بالحاج وإِن لم تكونوا حُجَّاجاً، وقال إِسحق بن إِبراهيم كما قال؛ وقال ابن شميل: جَرَّدَ فُلانٌ الحَجَّ وتجَرَّدَ بالحج إِذا أَفرده ولم يُقْرِنْ.
والجرادُ: معروف، الواحدةُ جَرادة تقع على الذكر والأُنثى. قال الجوهري: وليس الجرادُ بذكر للجرادة وإِنما هو اسم للجنس كالبقر والبقرة والتمر والتمرة والحمام والحمامة وما أَشبه ذلك، فحقُّ مذكره أَن لا يكون مؤنثُه من لفظه لئلا يلتبس الواحدُ المذكرُ بالجمع؛ قال أَبو عبيد: قيل هو سِرْوَةٌ ثم دبى ثم غَوْغاءُ ثم خَيْفانٌ ثم كُتْفانُ ثم جَراد، وقيل: الجراد الذكر والجرادة الأُنثى؛ ومن كلامهم: رأَيت جَراداً على جَرادةٍ كقولهم: رأَيت نعاماً على نعامة؛ قال الفارسي: وذلك موضوعٌ على ما يحافظون عليه، ويتركون غيرَه بالغالب إِليه من إِلزام المؤَنث العلامةَ المشعرةَ بالتأْنيث، وإِن كان أَيضاً غير ذلك من كلامهم واسعاً كثيراً، يعني المؤَنث الذي لا علامة فيه كالعين والقدْر والعَناق والمذكر الذي فيه علامةُ التأْنيث كالحمامة والحَيَّة؛ قال أَبو حنيفة: قال الأَصمعي إِذا اصفَرَّت الذكورُ واسودت الإِناثُ ذهب عنه الأَسماء إِلا الجرادَ يعني أَنه اسم لا يفارقها؛ وذهب أَبو عبيد في الجراد إِلى أَنه آخر أَسمائه كما تقدم.
وقال أَعرابي: تركت جراداً كأَنه نعامة جاثمة.
وجُردت الأَرضُ، فهي مجرودةٌ إِذا أَكل الجرادُ نَبْتَها.
وجَرَدَ الجرادُ الأَرضَ يَجْرُدُها جَرْداً: احْتَنَكَ ما عليها من النبات فلم يُبق منه شيئاً؛ وقيل: إِنما سمي جَراداً بذلك؛ قال ابن سيده: فأَما ما حكاه أَبو عبيد من قولهم أَرضٌ مجرودةٌ، من الجراد، فالوجه عندي أَن يكون مفعولةً من جَرَدَها الجرادُ كما تقدم، وللآخر أَن يعني بها كثرةَ الجراد، كما قالوا أَرضٌ موحوشةٌ كثيرةُ الوحش، فيكون على صيغة مفعول من غير فعل إِلا بحسب التوهم كأَنه جُردت الأَرض أَي حدث فيها الجراد، أَو كأَنها رُميَتْ بذلك، فأَما الجرادةُ اسم فرس عبدالله بن شُرَحْبيل، فإِنما سميت بواحد الجراد على التشبيه لها بها، كما سماها بعضهم خَيْفانَةً.
وجَرادةُ العَيَّار: اسم فرس كان في الجاهلية.
والجَرَدُ: أَن يَشْرَى جِلْدُ الإِنسان من أَكْلِ الجَرادِ.
وجُردَ الإِنسانُ، بصيغة ما لم يُسَمَّ فاعلهُ، إِذا أَكل الجرادَ فاشتكى بطنَه، فهو مجرودٌ.
وجَرِدَ الرجلُ، بالكسر، جَرَداً، فهو جَرِدٌ: شَرِيَ جِلْدُه من أَكل الجرادِ.
وجُرِدَ الزرعُ: أَصابه الجرادُ.
وما أَدري أَيُّ الجرادِ عارَه أَي أَيُّ الناس ذهب به.
وفي الصحاح: ما أَدري أَيُّ جَرادٍ عارَه.
وجَرادَةُ: اسمُ امرأَةٍ ذكروا أَنها غَنَّتْ رجالاً بعثهم عاد إِلى البيت يستسقون فأَلهتهم عن ذلك؛ وإِياها عنى ابن مقبل بقوله: سِحْراً كما سَحَرَتْ جَرادَةُ شَرْبَها، بِغُرورِ أَيامٍ ولَهْوِ ليالِ والجَرادَتان: مغنيتان للنعمان؛ وفي قصة أَبي رغال: فغنته الجرادَتان. التهذيب: وكان بمكة في الجاهلية قينتان يقال هما الجرادتان مشهورتان بحسن الصوت والغناء.
وخيلٌ جريدة: لا رَجَّالَةَ فيها؛ ويقال: نَدَبَ القائدُ جَريدَةً من الخيل إِذا لم يُنْهِضْ معهم راجلاً؛ قال ذو الرمة يصف عَيْراً وأُتُنَه:يُقَلِّبُ بالصَّمَّانِ قُوداً جَريدةً، تَرامَى به قِيعانُهُ وأَخاشِبُه قال الأَصمعي: الجَريدةُ التي قد جَرَدَها من الصِّغار؛ ويقال: تَنَقَّ إِبلاً جريدة أَي خياراً شداداً. أَبو مالك: الجَريدةُ الجماعة من الخيل.والجاروديَّةُ: فرقة من الزيدية نسبوا إِلى الجارود زياد بن أَبي زياد.ويقال: جَريدة من الخيل للجماعة جردت من سائرها لوجه.
والجَريدة: سَعفة طويلة رطبة؛ قال الفارسي: هي رطبةً سفعةٌ ويابسةً جريدةٌ؛ وقيل: الجريدة للنخلة كالقضيب للشجرة، وذهب بعضهم إِلى اشتقاق الجريدة فقال: هي السعفة التي تقشر من خوصها كما يقشر القضيب من ورقه، والجمع جَريدٌ وجَرائدُ؛ وقيل: الجريدة السعَفة ما كانت، بلغة أَهل الحجاز؛ وقيل: الجريد اسم واحد كالقضيب؛ قال ابن سيده: والصحيح أَن الجريد جمع جريدة كشعير وشعيرة، وفي حديث عمر: ائْتني بجريدة.
وفي الحديث: كتب القرآن في جَرائدَ، جمع جريدة؛ الأَصمعي: هو الجَريد عند أَهل الحجاز، واحدته جريدة، وهو الخوص والجردان. الجوهري: الجريد الذي يُجْرَدُ عنه الخوص ولا يسمى جريداً ما دام عليه الخوص، وإِنما يسمى سَعَفاً.
وكل شيء قشرته عن شيء، فقد جردته عنه، والمقشور: مجرود، وما قشر عنه: جُرادة.
وفي الحديث: القلوب أَربعة: قلب أَجرَدُ فيه مثلُ السراج يُزْهِرُ أَي ليس فيه غِلٌّ ولا غِشٌّ، فهو على أَصل الفطرة فنور الإِيمان فيه يُزهر.
ويومٌ جَريد وأَجْرَدُ: تامّ، وكذلك الشهر؛ عن ثعلب.
وعامٌ جَريد أَي تامّ.
وما رأَيته مُذْ أَجْرَدانِ وجَريدانِ ومُذْ أَبيضان: يريدُ يومين أَو شهرين تامين.
والمُجَرَّدُ والجُردانُ، بالضم: القضيب من ذوات الحافر؛ وقيل: هو الذكر معموماً به، وقيل هو في الإِنسان أَصل وفيما سواه مستعار؛ قال جرير: إِذا رَوِينَ على الخِنْزِير من سَكَرٍ، نادَيْنَ: يا أَعظَمَ القِسَّين جُرْدانا الجمع جَرادين.
والجَرَدُ في الدواب: عيب معروف، وقد حكيت بالذال المعجمة، والفعل منه جَرِدَ جَرَداً. قال ابن شميل: الجَرَدُ ورم في مؤَخر عرقوب الفرس يعظم حتى يمنعَه المشيَ والسعيَ؛ قال أَبو منصور: ولم أَسمعه لغيره وهو ثقة مأْمون.
والإِجْرِدُّ: نبت يدل على الكمأَة، واحدته إِجْرِدَّةٌ؛ قال: جَنَيْتُها من مُجْتَنىً عَويصِ، من مَنْبِتِ الإِجْرِدِّ والقَصيصِ النضر: الإِجْرِدُّ بقل يقال له حب كأَنه الفلفل، قال: ومنهم من يقول إِجْرِدٌ، بتخفيف الدال، مثل إِثمد، ومن ثقل، فهو مثل الإِكْبِرِّ، يقال: هو إِكْبِرُّ قومه.
وجُرادُ: اسم رملة في البادية.
وجُراد وجَراد وجُرادَى: أَسماء مواضع؛ ومنه قول بعض العرب: تركت جَراداً كأَنها نعامة باركة.
والجُراد والجُرادة: اسم رملة بأَعلى البادية.
والجارد وأُجارد، بالضم: موضعان أَيضاً، ومثله أُباتر.
والجُراد: موضع في ديار تميم. يقال: جَرَدُ القَصِيم والجارود والمجرد وجارود أَسماء رجال.
ودَرابُ جِرْد: موضع. فأَما قول سيبويه: فدراب جرد كدجاجة ودراب جردين كدجاجتين فإِنه لم يرد أَن هنالك دراب جِرْدين، وإِنما يريد أَن جِرْد بمنزلة الهاء في دجاجة، فكما تجيء بعلم التثنية بعد الهاء في قولك دجاجتين كذلك تجيء بعلم التثنية بعد جرد، وإِنما هو تمثيل من سيبويه لا أَن دراب جردين معروف؛ وقول أَبي ذؤيب: تدلَّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطَةٍ بِجَرْداءَ، مِثْلِ الوَكْفِ يَكْبُو عُرابُها يعني صخرة ملساء؛ قال ابن بري يصف مشتاراً للعسل تدلى على بيوت النحل.
والسبّ: الحبل.
والخيطة: الوتد.
والهاء في قوله عليها تعود على النحل.
وقوله: بجرداء يريد به صخرة ملساء كما ذكر.
والوكف: النطع شبهها به لملاستها، ولذلك قال: يكبو غرابها أَي يزلق الغراب إِذا مشى عليها؛ التهذيب: قال الرياشي أَنشدني الأَصمعي في النون مع الميم: أَلا لها الوَيْلُ على مُبين، على مبين جَرَدِ القَصِيم قال ابن بري: البيت لحنظلة بن مصبح، وأَنشد صدره: يا رِيَّها اليومَ على مُبين مبين: اسم بئر، وفي الصحاح: اسم موضع ببلاد تميم.
والقَصِيم: نبت.
والأَجاردة من الأَرض: ما لا يُنْبِتُ؛ وأَنشد في مثل ذلك: يطعُنُها بخَنْجَرٍ من لحم، تحت الذُّنابى في مكانٍ سُخْن وقيل: القَصيم موضع بعينه معروف في الرمال المتصلة بجبال الدعناء.
ولبن أَجْرَدُ: لا رغوة له؛ قال الأَعشى: ضَمِنَتْ لنا أَعجازَه أَرماحُنا، مِلءَ المراجِلِ، والصريحَ الأَجْرَدا

حمر (لسان العرب) [1]


الحُمْرَةُ: من الأَلوان المتوسطة معروفة. لونُ الأَحْمَرِ يكون في الحيوان والثياب وغير ذلك مما يقبله، وحكاه ابن الأَعرابي في الماء أَيضاً.
وقد احْمَرَّ الشيء واحْمَارَّ بمعنًى، وكلُّ افْعَلَّ من هذا الضرب فمحذوف من افْعَالَّ، وافْعَلْ فيه أَكثر لخفته.
ويقال: احْمَرَّ الشيءُ احْمِراراً إِذا لزم لَوْنَه فلم يتغير من حال إِلى حال، واحْمارَّ يَحْمارُّ احْمِيراراً إِذا كان عَرَضاً حادثاً لا يثبت كقولك: جَعَلَ يَحْمارُّ مرة ويَصْفارُّ أُخْرَى؛ قال الجوهري: إِنما جاز إِدغام احْمارَّ لأَنه ليس بملحق ولو كان له في الرباعي مثال لما جاز إِدغامه كما لا يجوز إِدغام اقْفَنْسَسَ لما كان ملحقاً باحْرَنْجَمَ.
والأَحْمَرُ من الأَبدان: ما كان لونه الحُمْرَةَ. الأَزهري . . . أكمل المادة في قولهم: أَهلك النساءَ الأَحْمرانِ، يعنون الذهب والزعفران، أَي أَهلكهن حب الحلى والطيب. الجوهري: أَهلك الرجالَ الأَحمرانِ: اللحم والخمر. غيره: يقال للذهب والزعفران الأَصفران، وللماء واللبن الأَبيضان، وللتمر والماء الأَسودان.
وفي الحديث: أُعطيت الكنزين الأَحْمَرَ والأَبْيَضَ؛ هي ما أَفاء الله على أُمته من كنوز الملوك.
والأَحمر: الذهب، والأَبيض: الفضة، والذهب كنوز الروم لأَنه الغالب على نقودهم، وقيل: أَراد العرب والعجم جمعهم الله على دينه وملته. ابن سيده: الأَحمران الذهب والزعفران، وقيل: الخمر واللحم فإِذا قلت الأَحامِرَةَ ففيها الخَلُوقُ؛ وقال الليث: هو اللحم والشراب والخَلُوقُ؛ قال الأَعشى:إِن الأَحامِرَةَ الثَّلاثَةَ أَهْلَكَتْ مالي، وكنتُ بها قديماً مُولعَا ثم أَبدل بدل البيان فقال: الخَمْرَ واللَّحْمَ السَّمينَ، وأَطَّلِي بالزَّعْفَرانِ، فَلَنْ أَزَاَلُ مُوَلَّعَا (* قوله: «فلن أزال مولعا» التوليع: البلق، وهو سواد وبياض؛ وفي نسخة بدله مبقعاً؛ وفي الأَساس مردّعاً). جعل قولَه وأَطَّلي بالزعفران كقوله والزعفران.
وهذا الضرب كثير، ورواه بعضهم: الخمر واللحم السمين أُدِيمُهُ والزعفرانَ . . . . . . . . . .
وقال أَبو عبيدة: الأَصفران الذهب والزعفران؛ وقال ابن الأَعرابي: الأَحمران النبيذ واللحم؛ وأَنشد: الأَحْمَرينَ الرَّاحَ والمُحَبَّرا قال شمر: أَراد الخمر والبرود.
والأَحمرُ الأَبيض: تَطَيُّراً بالأَبرص؛ يقال: أَتاني كل أَسود منهم وأَحمر، ولا يقال أَبيض؛ معناه جميع الناس عربهم وعجمهم؛ يحكيها عن أَبي عمرو بن العلاء.
وفي الحديث: بُعِثْتُ إِلى الأَحمر والأَسود.
وفي حديث آخر عن أَبي ذر: أَنه سمع النبي، صلى الله عليه وسلم، يقول: أُوتيتُ خَمْساً لم يؤتَهُن نبيّ قبلي، أُرسلت إِلى الأَحمر والأَسود ونصرت بالرعب مسيرة شهر؛ قال شمر: يعني العرب والعجم والغالب على أَلوان العرب السُّمرة والأُدْمَة وعلى أَلوان العجم البياض والحمرة، وقيل: أَراد الإِنس والجن، وروي عن أَبي مسحل أَنه قال في قوله بعثت إِلى الأَحمر والأَسود: يريد بالأَسود الجن وبالأَحمر الإِنس، سمي الإِنس الأَحمر للدم الذي فيهم، وقيل أَراد بالأَحمر الأَبيض مطلقاً؛ والعرب تقول: امرأَة حمراء أَي بيضاء.
وسئل ثعلب: لم خَصَّ الأَحمرَ دون الأَبيض؟ فقال: لأَن العرب لا تقول رجل أَبيض من بياض اللون، إِنما الأَبيض عندهم الطاهر النقيُّ من العيوب، فإِذا أَرادوا الأَبيض من اللون قالوا أَحمر: قال ابن الأَثير: وفي هذا القول نظر فإِنهم قد استعملوا الأَبيض في أَلوان الناس وغيرهم؛ وقال عليّ، عليه السلام، لعائشة، رضي الله عنها: إِياك أَن تَكُونيها يا حُمَيْراءُ أَي يا بيضاء.
وفي الحديث: خذوا شَطْرَ دينكم من الحُمَيْراءِ؛ يعني عائشة، كان يقول لها أَحياناً تصغير الحمراء يريد البيضاء؛ قال الأَزهري: والقول في الأَسود والأَحمر إِنهما الأَسود والأَبيض لأَن هذين النعتين يعمان الآدميين أَجمعين، وهذا كقوله بعثت إِلى الناس كافة؛ وقوله: جَمَعْتُم فأَوْعَيْتُم، وجِئْتُم بِمَعْشَرٍ تَوافَتْ به حُمرانُ عَبْدٍ وسُودُها يريد بِعَبْدٍ عَبْدَ بنَ بَكْرِ بْنِ كلاب؛ وقوله أَنَشده ثعلب: نَضْخَ العُلوجِ الحُمْرِ في حَمَّامِها إِنما عنى البيضَ، وقيل: أَراد المحَمَّرين بالطيب.
وحكي عن الأَصمعي: يقال أَتاني كل أَسود منهم وأَحمر، ولا يقال أَبيض.
وقوله في حديث عبد الملك: أَراكَ أَحْمَرَ قَرِفاً؛ قال: الحُسْنُ أَحْمَرُ، يعني أَن الحُسْنَ في الحمرة؛ ومنه قوله: فإِذا ظَهَرْتِ تَقَنَّعي بالحُمْرِ، إِن الحُسْنَ أَحْمَر قال ابن الأَثير: وقيل كنى بالأَحمر عن المشقة والشدة أَي من أَراد الحسن صبر على أَشياء يكرهها. الجوهري: رجل أَحمر، والجمع الأَحامر، فإِن أَردت المصبوغ بالحُمْرَة قلت: أَحمر، والجمع حُمْر.
ومُضَرُ الحَمْراءِ، بالإِضافة: نذكرها في مضر.
وبَعير أَحمر: لونه مثل لون الزعفران إِذا أُجْسِدَ الثوبُ به، وقيل بعير أَحمر إِذا لم يخالط حمرتَه شيءٌ؛ قال: قام إِلى حَمْراءَ من كِرامِها، بازِلَ عامٍ أَو سَدِيسَ عامِها وهي أَصبر الإِبل على الهواجر. قال أَبو نصر النَّعامِيُّ: هَجَّرْ بحمراء، واسْرِ بوَرْقاءَ، وصَبَّح القومَ على صَهْباء؛ قيل له: ولِمَ ذلك؟ قال: لأَن الحمراء أَصبر على الهواجر، والورقاء أَصبر على طول السُّرى، والصهباء أَشهر وأَحسن حين ينظر إِليها.
والعرب تقول: خير الإِبل حُمْرها وصُهْبها؛ ومنه قول بعضهم: ما أُحِبُّ أَنَّ لي بمعاريض الكلم حُمْرَ النَّعَمِ.
والحمراء من المعز: الخالصة اللون.
والحمراء: العجم لبياضهم ولأَن الشقرة أَغلب الأَلوان عليهم، وكانت العرب تقول للعجم الذين يكون البياض غالباً على أَلوانهم مثل الروم والفرس ومن صاقبهم: إنهم الحمراء؛ ومنه حديث علي، رضي الله عنه، حين قال له سَرَاةٌ من أَصحابه العرب: غلبتنا عليك هذه الحمراء؛ فقال: لنضربنكم على الدين عَوْداً كما ضربتموهم عليه بَدْءاً؛ أَراد بالحمراء الفُرْسَ والروم.
والعرب إِذا قالوا: فلان أَبيض وفلانة بيضاء فمعناه الكرم في الأَخلاق لا لون الخلقة، وإِذا قالوا: فلان أَحمر وفلانة حمراء عنوا بياض اللون؛ والعرب تسمي المَوَاليَ الحمراء.
والأَحامرة: قوم من العجم نزلوا البصرة وتَبَنَّكُوا بالكوفة.
والأَحمر: الذي لا سلاح معه.
والسَّنَةُ الحمراء: الشديدة لأَنها واسطة بين السوداء والبيضاء؛ قال أَبو حنيفة: إِذا أَخْلَفَتِ الجَبْهَةُ فهي السنة الحمراءُ؛ وفي حديث طَهْفَةَ: أَصابتنا سنة حمراء أَي شديدة الجَدْبِ لأَن آفاق السماء تَحْمَرُّ في سِنِي الجدب والقحط؛ وفي حديث حليمة: أَنها خرجت في سنة حمراء قَدْ بَرَتِ المال الأَزهري: سنة حمراء شديدة؛ وأَنشد: أَشْكُو إِليكَ سَنَواتٍ حُمْرَا قال: أَخرج نعته على الأَعوام فذكَّر، ولو أَخرجه على السنوات لقال حَمْراواتٍ؛ وقال غيره: قيل لِسِني القحط حَمْراوات لاحمرار الآفاق فيه ومنه قول أُمية: وسُوِّدَتْ شْمْسُهُمْ إِذا طَلَعَتْ بالجُِلبِ هِفّاً، كأَنه كَتَمُ والكتم: صبغ أَحمر يختضب به.
والجلب: السحاب الرقيق الذي لا ماء فيه.
والهف: الرقيق أَيضاً، ونصبه على الحال.
وفي حديث علي، كرم الله تعالى وجهه، أَنه قال: كنا إِذا احْمَرَّ البَأْس اتَّقينا برسول الله، صلى الله عليه وسلم، وجعلناه لنا وقاية. قال الأَصمعي: يقال هو الموت الأَحمر والموت الأَسود؛ قال: ومعناه الشديد؛ قال: وأُرى ذلك من أَلوان السباع كأَنه من شدته سبع؛ قال أَبو عبيد: فكأَنه أَراد بقوله احْمَرَّ البأْسُ أَي صار في الشدة والهول مثل ذلك.
والمُحْمِّرَةُ: الذين علامتهم الحمرة كالمُبَيِّضَةِ والمُسَوِّدَةِ، وهم فرقة من الخُرَّمِيَّةِ، الواحد منهم مُحَمِّرٌ، وهم يخالفون المُبَيِّضَةَ. التهذيب: ويقال للذين يُحَمِّرون راياتِهم خلاف زِيٍّ المُسَوِّدَةِ من بني هاشم: المُحْمِّرَةُ، كما يقال للحَرُورَيَّة المُبَيِّضَة، لأَن راياتهم في الحروب كانت بيضاً.
ومَوْتٌ أَحمر: يوصف بالشدَّة؛ ومنه: لو تعلمون ما في هذه الأُمة من الموت الأَحمر، يعني القتل لما فيه من حمرة الدم، أَو لشدّته. يقال: موت أَحمر أَي شديد.
والموت الأَحمر: موت القتل، وذلك لما يحدث عن القتل من الدم، وربما كَنَوْا به عن الموت الشديد كأَنه يلْقَى منه ما يلْقَى من الحرب؛ قال أَبو زبيد الطائي يصف الأَسد: إِذا عَلَّقَتْ قِرْناً خطاطِيفُ كَفِّهِ، رَأَى الموتَ رَأْيَ العَيْنِ أَسْوَدَ أحْمَرا وقال أَبو عبيد في معنى قولهم: هو الموت الأَحمر يَسْمَدِرُّ بَصَرُ الرجلِ من الهول فيرى الدنيا في عينيه حمراء وسوداء، وأَنشد بيت أَبي زبيد. قال الأَصمعي: يجوز أَن يكون من قول العرب وَطْأَةٌ حمراء إِذا كانت طرية لم تدرُس، فمعنى قولهم الموت الأَحمر الجديد الطري. الأَزهري: ويروى عن عبدالله بن الصامت أَنه قال: أَسرع الأَرض خراباً البصرة، قيل: وما يخربها؟ قال: القتل الأَحمر والجوع الأَغبر.
وقالوا: الحُسْنُ أَحْمرُ أَي شاقٌّ أَي من أَحب الحُسْنَ احتمل المشقة.
وقال ابن سيده أَي أَنه يلقى منه ما يلقى صاحب الحَرْبِ من الحَرْب. قال الأَزهري: وكذلك موت أَحمر. قال: الحُمْرَةُ في الدم والقتال، يقول يلقى منه المشقة والشدّة كما يلقى من القتال.
وروى الأَزهري عن ابن الأَعرابي في قولهم الحُسْنُ أَحمر: يريدون إن تكلفتَ الحسن والجمال فاصبر فيه على الأَذى والمشقة؛ ابن الأَعرابي: يقال ذلك للرجل يميل إِلى هواه ويختص بمن يحب، كما يقال: الهوى غالب، وكما يقال: إِن الهوى يميلُ باسْتِ الراكبِ إِذا آثر من يهواه على غيره.
والحُمْرَةُ: داءٌ يعتري الناس فيحمرّ موضعها، وتُغالَبُ بالرُّقْيَة. قال الأَزهري: الحُمْرَةُ من جنس الطواعين، نعوذ بالله منها. الأَصمعي: يقال هذه وَِطْأَةٌ حَمْراءُ إِذا كانت جديدة، وَوَطْأَةٌ دَهْماء إِذا كانت دارسة، والوطْأَة الحَمْراءُ: الجديدة.
وحَمْراءُ الظهيرة: شدّتها؛ ومنه حديث عليّ، كرم الله وجهه: كنا إِذا احْمَرَّ البأْسُ اتقيناه برسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، فلم يكن أَحدٌ أَقربَ إِليه منه؛ حكى ذلك أَبو عبيد، رحمه الله، في كتابه الموسوم بالمثل؛ قال ابن الأَثير: معناه إِذا اشتدّت الحرب استقبلنا العدوّ به وجعلناه لنا وقاية، وقيل: أَراد إِذا اضطرمت نار الحرب وتسعرت، كما يقال في الشر بين القوم: اضطرمت نارهم تشبيهاً بحُمْرة النار؛ وكثيراً ما يطلقون الحُمْرَة على الشِّدّة.
وقال أَبو عبيد في شرح الحديث الأَحمرُ والأَسودُ من صفات الموت: مأْخوذ من لون السَّبعُ كأَنه من شدّته سَبُعٌ، وقيل:شُبه بالوطْأَة الحمراءِ لجِدَّتها وكأَن الموت جديد.
وحَمارَّة القيظ، بتشديد الراء، وحَمارَتُه: شدّة حره؛ التخفيف عن اللحياني، وقد حكيت في الشتاء وهي قليلة، والجمع حَمَارٌّ.
وحِمِرَّةُ الصَّيف: كَحَمَارَّتِه.
وحِمِرَّةُ كل شيء وحِمِرُّهُ: شدّنه.
وحِمِرُّ القَيْظِ والشتاء: أَشدّه. قال: والعرب إذا ذكرت شيئاً بالمشقة والشدّة وصفَته بالحُمْرَةِ، ومنه قيل: سنة حَمْرَاء للجدبة. الأَزهري عن الليث: حَمَارَّة الصيف شدّة وقت حره؛ قال: ولم أَسمع كلمة على تقدير الفَعَالَّةِ غير الحمارَّة والزَّعارَّة؛ قال: هكذا قال الخليل؛ قال الليث: وسمعت ذلك بخراسان سَبارَّةُ الشتاء، وسمعت: إِن وراءك لَقُرّاً حِمِرّاً؛ قال الأَزهري: وقد جاءت أَحرف أُخر على وزن فَعَالَّة؛ وروى أَبو عبيد عن الكسائي: أَتيته في حَمارَّة القَيْظِ وفي صَبَارَّةِ الشتاء، بالصاد، وهما شدة الحر والبرد. قال: وقال الأُمَوِيُّ أَتيته على حَبَالَّةِ ذلك أَي على حِين ذلك، وأَلقى فلانٌ عَلَيَّ عَبَالَّتَهُ أَي ثِقْلَه؛ قاله اليزيدي والأَحمر.
وقال القَنَاني (* قوله: «وقال القناني» نسبة إِلى بئر قنان، بفتح القاف والنون، وهو أَستاذ الفراء: انظر ياقوت). أَتوني بِزِرَافَّتِهِمْ أَي جماعتهم، وسمعت العرب تقول: كنا في حَمْرَاءِ القيظ على ماءِ شُفَيَّة (* قوله: «على ماء شفية إلخ» كذا بالأَصل.
وفي ياقوت ما نصه: سقية، بالسين المهملة المضمومة والقاف المفتوحة، قال: وقد رواها قوم: شفية، بالشين المعجمة والفاء مصغراً أَيضاً، وهي بئر كانت بمكة، قال أَبو عبيدة: وحفرت بنو أَسد شفية، قال الزبير وخالفه عمي فقال إِنما هي سقية).
وهي رَكِيَّةٌ عَذْبَةٌ.
وفي حديث عليّ: في حَمارَّةِ القيظ أَي في شدّة الحر.
وقد تخفف الراء.
وقَرَبٌ حِمِرٌّ: شديد.
وحِمِرُّ الغَيْثِ: معظمه وشدّته.
وغيث حِمِرٌّ، مثل فِلِزٍّ: شديد يَقْشِرُ وجه الأَرض.
وأَتاهم الله بغيث حِمِرٍّ: يَحْمُرُ الأَرضَ حَمْراً أَي يقشرها.
والحَمْرُ: النَّتْقُ.
وحَمَرَ الشاة يَحْمُرُها حَمْراً: نَتَقَها أَي سلخها. الخارزُ سَيْرَه يَحْمُره، بالضم، حَمْراً: سَحَا بطنه بحديدة ثم لَيَّنَه بالدهن ثم خرز به فَسَهُلَ.
والحَمِيرُ والحَمِيرَةُ: الأُشْكُزُّ، وهو سَيْرٌ أَبيض مقشور ظاهره تؤكد به السروج؛ الأَزهري: الأُشكز معرّب وليس بعربي، قال: وسميت حَمِيرة لأَنها تُحْمَرُ أَي تقشر؛ وكل شيء قشرته، فقد حَمَرْتَه، فهو محمور وحَمِيرٌ.
والحَمْرُ بمعنى القَشْر: يكون باللسان والسوط والحديد.
والمِحْمَرُ والمِحْلأُ: هو الحديد والحجر الذي يُحْلأُ به الإِهابُ وينتق به.
وحَمَرْتُ الجلد إذا قشرته وحلقته؛ وحَمَرَتِ المرأَةُ جلدَها تَحْمُرُه.
والحَمْرُ في الوبر والصوف، وقد انْحَمَر ما على الجلد.
وحَمَرَ رأْسه: حلقه.والحِمارُ: النَّهَّاقُ من ذوات الأَربع، أَهليّاً كان أَو وحْشِيّاً.
وقال الأَزهري: الحِمارُ العَيْرُ الأَهْلِيُّ والوحشي، وجمعه أَحْمِرَة وحُمُرٌ وحَمِيرٌ وحُمْرٌ وحُمُورٌ، وحُمُرَاتٌ جمع الجمع، كَجُزُراتٍ وطُرُقاتٍ، والأُنثى حِمارة.
وفي حديث ابن عباس: قدَمْنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ليلةَ جَمْعٍ على حُمُرَاتٍ؛ هي جمع صحةٍ لحُمُرٍ، وحُمُرٌ جمعُ حِمارٍ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: فأَدْنَى حِمارَيْكِ ازْجُرِي إِن أَرَدْتِنا، ولا تَذْهَبِي في رَنْقِ لُبٍّ مُضَلَّلِ فسره فقال: هو مثل ضربه؛ يقول: عليك بزوجكِ ولا يَطْمَحْ بَصَرُك إِلى آخر، وكان لها حماران أَحدهما قد نأَى عنها؛ يقول: ازجري هذا لئلاَّ يلحق بذلك؛ وقال ثعلب: معناه أَقبلي عليَّ واتركي غيري.
ومُقَيَّدَةُ الحِمَارِ: الحَرَّةُ لأَن الحمار الوحشي يُعْتَقَلُ فيها فكأَنه مُقَيَّدٌ.
وبنو مُقَيَّدَةِ الحمار: العقارب لأَن أَكثر ما تكون في الحَرَّةِ؛ أَنشد ثعلب: لَعَمْرُكَ ما خَشِيتُ على أُبَيٍّ رِماحَ بَنِي مُقَيِّدَةِ الحِمارِ ولكِنِّي خَشِيتُ على أُبَيٍّ رِماحَ الجِنِّ، أَو إِيَّاكَ حارِ ورجل حامِرٌ وحَمَّارٌ: ذو حمار، كما يقال فارسٌ لذي الفَرَسِ.
والحَمَّارَةُ: أَصحاب الحمير في السفر.
وفي حديث شريح: أَنه كان يَرُدُّ الحَمَّارَةَ من الخيل؛ الحَمَّارة: أَصحاب الحمير أَي لم يُلْحِقْهم بأَصحاب الخيل في السهام من الغنيمة؛ قال الزمخشري فيه أَيضاً: إِنه أَراد بالحَمَّارَةِ الخيلَ التي تَعْدُو عَدْوَ الحمير.
وقوم حَمَّارَة وحامِرَةٌ: أَصحاب حمير، والواحد حَمَّار مثل جَمَّال وبَغَّال، ومسجدُ الحامِرَةِ منه.
وفرس مِحْمَرٌ: لئيم يشبه الحِمَارَ في جَرْيِه من بُطْئِه، والجمع المَحامِرُ والمَحامِيرُ؛ ويقال للهجين: مِحْمَرٌ، بكسر الميم، وهو بالفارسية بالاني؛ ويقال لمَطِيَّةِ السَّوْءِ مِحْمَرٌ. التهذيب: الخيل الحَمَّارَةُ مثل المَحامِرِ سواء، وقد يقال لأَصحاب البغال بَغَّالَةٌ، ولأَصحاب الجمال الجَمَّالَة؛ ومنه قول ابن أَحمر: شَلاًّ كما تَطْرُدُ الجَمَّالَةُ الشَّرَدَا وتسمى الفريضة المشتركة: الحِمَارِيَّة؛ سميت بذلك لأَنهم قالوا: هَبْ أَبانا كان حِمَاراً.
ورجل مِحْمَرٌ: لئيم؛ وقوله: نَدْبٌ إِذا نَكَّسَ الفُحْجُ المَحامِيرُ ويجوز أَن يكون جمع مِحْمَرٍ فاضطرّ، وأَن يكون جمع مِحْمارٍ.
وحَمِرَ الفرس حَمَراً، فهو حَمِرٌ: سَنِقَ من أَكل الشعير؛ وقيل: تغيرت رائحة فيه منه. الليث: الحَمَرُ، بالتحريك، داء يعتري الدابة من كثرة الشعير فَيُنْتِنُ فوه، وقد حَمِرَ البِرْذَوْنُ يَحْمَرُ حَمَراً؛ وقال امرؤ القيس:لعَمْرِي لَسَعْدُ بْنُ الضِّبابِ إِذا غَدا أَحَبُّ إِلينا مِنكَ، فَا فَرَسٍ حَمِرْ يُعَيِّره بالبَخَرِ، أَراد: يا فا فَرَسٍ حَمِرٍ، لقبه بفي فَرَسٍ حَمِرٍ لِنَتْنِ فيه.
وفي حديث أُمِّ سلمة: كانت لنا داجِنٌ فَحَمِرَتْ من عجين: هو من حَمَرِ الدابة.
ورجل مِحْمَرٌ: لا يعطِي إِلاَّ على الكَدِّ والإِلْحاحِ عليه.
وقال شمر: يقال حَمِرَ فلان عليّ يَحْمَرُ حَمَراً إِذا تَحَرَّقَ عليك غضباً وغيظاً، وهو رجل حَمِرٌ من قوم حَمِرينَ.
وحِمَارَّةُ القَدَمِ: المُشْرِفَةُ بين أَصابعها ومفاصلها من فوق.
وفي حديث عليّ: ويُقْطَعُ السارقُ من حِمَارَّةِ القَدَمِ؛ هي ما أَشرف بين مَفْصِلِها وأَصابعها من فوق.
وفي حديثه الآخر: أَنه كان يغسل رجله من حِمَارَّةِ القدم؛ قال ابن الأَثير: وهي بتشديد الراء. الأَصمعي: الحَمائِرُ حجارة تنصب حول قُتْرَةِ الصائد، واحدها حِمَارَةٌ، والحِمَارَةُ أَيضاً: الصخرة العظيمة. الجوهري: والحمارة حجارة تنصب حول الحوض لئلا يسيل ماؤه، وحول بيت الصائد أَيضاً؛ قال حميد الأَرقط يذكر بيت صائد: بَيْتُ حُتُوفٍ أُرْدِحَتْ حَمَائِرُهْ أُردحت أَي زيدت فيها بَنِيقَةٌ وسُتِرَتْ؛ قال ابن بري: صواب انشاد هذا البيت: بيتَ حُتُوفٍ، بالنصب، لأَن قبله: أَعَدَّ لِلْبَيْتِ الذي يُسامِرُهْ قال: وأَما قول الجوهري الحِمَارَةُ حجارة تنصب حول الحوض وتنصب أَيضاً حول بيت الصائد فصوابه أَن يقول: الحمائر حجارة، الواحد حِمَارَةٌ، وهو كل حجر عريض.
والحمائر: حجارة تجعل حول الحوض تردّ الماء إِذا طَغَى؛ وأَنشد: كأَنَّما الشَّحْطُ، في أَعْلَى حَمائِرِهِ، سَبائِبُ القَزِّ مِن رَيْطٍ وكَتَّانِ وفي حديث جابر: فوضعته (* قوله: «فوضعته إلخ» ليس هو الواضع، وإنما رجل كان يبرد الماء لرسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، على حمارة، فأرسله النبي يطلب عنده ماء لما لم يجد في الركب ماء. كذا بهامش النهاية). على حِمارَةٍ من جريد، هي ثلاثة أَعواد يُشَدَّ بعض ويخالَفُ بين أَرجلها تُعَلَّقُ عليها الإِداوَةُ لتُبَرِّدَ الماءَ، ويسمى بالفارسية سهباي، والحمائر ثلاث خشبات يوثقن ويجعل عليهنّ الوَطْبُ لئلا يَقْرِضَه الحُرْقُوصُ، واحدتها حِمارَةٌ؛ والحِمارَةُ: خشبة تكون في الهودج.والحِمارُ خشبة في مُقَدَّم الرجل تَقْبِضُ عليها المرأَة وهي في مقدَّم الإِكاف؛ قال الأَعشى:وقَيَّدَنِي الشِّعْرُ في بَيْتهِ، كما قَيَّدَ الآسِراتُ الحِمارا الأَزهري: والحِمارُ ثلاث خشبات أَو أَربع تعترض عليها خشبة وتُؤْسَرُ بها.
وقال أَبو سعيد: الحِمارُ العُود الذي يحمل عليه الأَقتاب، والآسرات: النساء اللواتي يؤكدن الرحال بالقِدِّ ويُوثِقنها.
والحمار: خشبة يَعْمَلُ عليها الصَّيْقَلُ. الليث: حِمارُ الصَّيْقَلِ خشبته التي يَصْقُلُ عليها الحديد.
وحِمَار الطُّنْبُورِ: معروف.
وحِمارُ قَبَّانٍ: دُوَيْبِّةٌ صغيرة لازقة بالأَرض ذات قوائم كثيرة؛ قال: يا عَجَبا لَقَدْ رَأَيْتُ العَجَبا: حِمَارَ قَبَّانٍ يَسُوقُ الأَرْنَبا والحماران: حجران ينصبان يطرح عليهما حجر رقيق يسمى العَلاةَ يجفف عليه الأَقِطُ؛ قال مُبَشِّرُ بن هُذَيْل بن فَزارَةَ الشَّمْخِيُّ يصف جَدْبَ الزمان: لا يَنْفَعُ الشَّاوِيِّ فيها شاتُهُ، ولا حِماراه ولا عَلاَتُه يقول: إِن صاحب الشاء لا ينتفع بها لقلة لبنها، ولا ينفعه حماراه ولا عَلاَته لأَنه ليس لها لبن فيُتخذ منه أَقِط.
والحمَائر: حجارة تنصب على القبر، واحدتها حِمارَةٌ.
ويقال: جاء بغنمه حُمْرَ الكُلَى، وجاء بها سُودَ البطون، معناهما المهازيل.
والحُمَرُ والحَوْمَرُ، والأَوَّل أَعلى: التمر الهندي، وهو بالسَّراةِ كثير، وكذلك ببلاد عُمان، وورقه مثل ورق الخِلافِ الذي قال له البَلْخِيّ؛ قال أَبو حنيفة: وقد رأَيته فيما بين المسجدين ويطبخ به الناس، وشجره عظام مثل شجر الجوز، وثمره قرون مثل ثمر القَرَظِ.
والحُمَّرَةُ والحُمَرَةُ: طائر من العصافير.
وفي الصحاح: الحُمَّرة ضرب من الطير كالعصافير، وجمعها الحُمَرُ والحُمَّرُ، والتشديد أَعلى؛ قال أَبو المهوش الأَسدي يهجو تميماً: قَدْ كُنْتُ أَحْسِبُكُمْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ، فإِذا لَصَافٍ تَبِيضُ فيه الحُمَّرُ يقول: قد كنت أَحسبكم شجعاناً فإِذا أَنتم جبناء.
وخفية: موضع تنسب إِليه الأُسد.
ولصاف: موضع من منازل بني تميم، فجعلهم في لصاف بمنزلة الحُمَّر، متى ورد عليها أَدنى وارد طارت فتركت بيضها لجبنها وخوفها على نفسها. الأَزهري: يقال للحُمَّرِ، وهي طائر: حُمَّرٌ، بالتخفيف، الواحدةُ حُمَّرَة وحُمَرَة؛ قال الراجز: وحُمَّرات شُرْبُهُنَّ غِبُّ وقال عمرو بن أَحْمَر يخاطب يحيى بن الحَكَم بن أَبي العاص ويشكو إِليه ظلم السُّعاة: إِن نَحْنُ إِلاَّ أُناسٌ أَهلُ سائِمَةٍ؛ ما إِن لنا دُونَها حَرْثٌ ولا غُرَرُ الغُرَرُ: لجمع العبيد، واحدها غُرَّةٌ. مَلُّوا البلادَ ومَلَّتْهُمْ، وأَحْرَقَهُمْ ظُلْمُ السُّعاةِ، وبادَ الماءُ والشَّجَرُ إِنْ لا تُدارِكْهُمُ تُصْبِحْ مَنازِلُهُمْ قَفْراً، تَبِيضُ على أَرْجائها الحُمَرُ فخففها ضرورة؛ وفي الصحاح: إِن لا تلافهم؛ وقيل: الحُمَّرَةُ القُبَّرَةُ، وحُمَّراتٌ جمع؛ قال: وأَنشد الهلالي والكِلابِيُّ بيتَ الراجز:عَلَّقَ حَوْضِي نُغَرٌ مُكِبُّ، إِذا غَفِلْتُ غَفْلَةً يَغُبُّ، وحُمَّراتٌ شُرْبُهُنَّ غِبُّ قال: وهي القُبَّرُ.
وفي الحديث: نزلنا مع رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، فجاءت حُمَّرَةٌ؛ هي بضم الحاء وتشديد الميم وقد تخفف، طائر صغير كالعصفور.
واليَحْمُورُ: طائر.
واليحمور أَيضاً: دابة تشبه العَنْزَ؛ وقيل: اليحمور حمار الوحش.
وحامِرٌ وأُحامِر، بضم الهمزة: موضعان، لا نظير له من الأَسماء إِلاَّ أُجارِدُ، وهو موضع.
وحَمْراءُ الأَسد: أَسماء مواضع.
والحِمَارَةُ: حَرَّةٌ معروفة.
وحِمْيَرٌ: أَبو قبيلة، ذكر ابن الكلبي أَنه كان يلبس حُلَلاً حُمْراً، وليس ذلك بقوي. الجوهري: حِمْيَر أَبو قبيلة من اليمن، وهو حمير بن سَبَأ بن يَشْجُب بن يَعْرُبَ بن قَحْطَانَ، ومنهم كانت الملوك في الدهر الأَوَّل، واسم حِمْيَر العَرَنْجَجُ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: أََرَيْتَكَ مَوْلايَ الذي لسْتُ شاتِماً ولا حارِماً، ما بالُه يَتَحَمَّرُ فسره فقال: يذهب بنفسه حتى كأَنه ملك من ملوك حمير. التهذيب: حِمْيَرٌ اسم، وهو قَيْلٌ أَبو ملوك اليمن وإِليه تنتمي القبيلة، ومدينة ظَفَارِ كانت لحمير.
وحَمَّرَ الرجلُ: تكلم بكلام حِمْيَر، ولهم أَلفاظ ولغات تخالف لغات سائر العرب؛ ومنه قول الملك الحِمْيَرِيِّ مَلِك ظَفارِ، وقد دخل عليه رجل من العرب فقال له الملك: ثِبْ، وثِبْ بالحميرية: اجْلِسْ، فَوَثَبَ الرجل فانْدَقَّتْ رجلاه فضحك الملك وقال: ليستْ عندنا عَرَبِيَّتْ، من دخل ظَفارِ حَمَّر أَي تَعَلَّم الحِمْيَرِيَّةَ؛ قال ابن سيده: هذه حكاية ابن جني يرفع ذلك إِلى الأَصمعي، وأَما ابن السكيت فإِنه قال: فوثب الرجل فتكسر بدل قوله فاندقت رجلاه، وهذا أَمر أُخرج مخرج الخبر أَي فلْيُحَمِّرْ. ابن السكيت: الحُمْرة، بسكون الميم، نَبْتٌ. التهذيب: وأُذْنُ الحِمَار نبت عريض الورق كأَنه شُبِّه بأُذُنِ الحمار.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: ما تَذْكُر من عَجُوزٍ حَمْراءَ الشِّدقَيْنِ؛ وصفتها بالدَّرَدِ وهو سقوط الأَسنان من الكِبَرِ فلم يبق إِلاَّ حُمْرَةُ اللَّثَاةِ.
وفي حديث عليّ: عارَضَه رجل من الموالي فقال: اسكت يا ابْنَ حْمْراء العِجانِ أَي يا ابن الأَمة، والعجان: ما بين القبل والدبر، وهي كلمة تقولها العرب في السَّبِّ والذمِّ.
وأَحْمَرُ ثَمُودَ: لقب قُدارِ بْنِ سالِفٍ عاقِرِ ناقَةِ صالح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام؛ وإِنما قال زهير كأَحمر عاد لإِقامة الوزن لما لم يمكنه أَن يقول كأَحمر ثمود أَو وهم فيه؛ قال أَبو عبيد: وقال بعض النُّسَّابِ إِن ثموداً من عادٍ.
وتَوْبَةُ بن الحُمَيِّرِ: صاحب لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةِ، وهو في الأَصل تصغير الحمار.
وقولهم: أَكْفَرُ من حِمَارٍ، هو رجل من عاد مات له أَولاد فكفر كفراً عظيماً فلا يمرّ بأَرضه أَحد إِلاَّ دعاه إِلى الكفر فإِن أَجابه وإِلاَّ قتله.
وأَحْمَرُ وحُمَيْرٌ وحُمْرانُ وحَمْراءُ وحِمَارٌ: أَسماء.
وبنو حِمِرَّى: بطن من العرب، وربما قالوا: بني حِمْيَريّ.
وابنُ لِسانِ الحُمَّرةِ: من خطباء العرب.
وحِمِرُّ: موضع.

رقب (لسان العرب) [0]


في أَسماءِ اللّه تعالى: الرَّقِـيبُ: وهو الحافظُ الذي لا يَغيبُ عنه شيءٌ؛ فَعِـيلٌ بمعنى فاعل.
وفي الحديث: ارْقُبُوا مُحَمَّداً في أَهل بيته أَي احفَظُوه فيهم.
وفي الحديث: ما مِن نَبـيٍّ إِلاَّ أُعْطِـيَ سبعةَ نُجَباءَ رُقَباءَ أَي حَفَظَة يكونون معه.
والرَّقيبُ: الـحَفِـيظُ.
ورَقَبَه يَرْقُبُه رِقْبةً ورِقْباناً، بالكسر فيهما، ورُقُوباً، وترَقَّبَه، وارْتَقَبَه: انْتَظَرَه ورَصَدَه.
والتَّرَقُّبُ: الانتظار، وكذلك الارْتِقابُ.
وقوله تعالى: ولم تَرْقُبْ قَوْلي؛ معناه لم تَنتَظِرْ قولي.
والتَّرَقُّبُ: تَنَظُّرُ وتَوَقُّعُ شيءٍ. ورَقِـيبُ الجَيْشِ: طَلِـيعَتُهم.
ورَقِـيبُ الرجُلِ: خَلَفُه من ولدِه أَو عَشِـيرتِه.
والرَّقِـيبُ: الـمُنْتَظِرُ.
وارْتَقَبَ: أَشْرَفَ وعَلا.
والـمَرْقَبُ والـمَرْقَبةُ: الموضعُ الـمُشْرِفُ، يَرْتَفِعُ عليه الرَّقِـيبُ، وما أَوْفَيْتَ عليه من عَلَمٍ أَو رابِـيةٍ لتَنْظُر من بُعْدٍ.وارْتَقَبَ المكانُ: عَلا وأَشْرَف؛ قال: بالجِدِّ حيثُ ارْتَقَبَتْ . . . أكمل المادة مَعْزاؤُه أَي أَشْرَفَتْ؛ الجِدُّ هنا: الجَدَدُ من الأَرض. شمر: الـمَرْقَبة هي الـمَنْظَرةُ في رأْسِ جبلٍ أَو حِصْنٍ، وجَمْعه مَراقِبُ.
وقال أَبو عمرو: الـمَراقِبُ: ما ارتَفَعَ من الأَرض؛ وأَنشد: ومَرْقَبةٍ كالزُّجِّ، أَشْرَفْتُ رأْسَها، * أُقَلِّبُ طَرْفي في فَضاءِ عَريضِ ورَقَبَ الشيءَ يَرْقُبُه، وراقَبَه مُراقَبةً ورِقاباً: حَرَسَه، حكاه ابن الأَعرابي، وأَنشد: يُراقِبُ النَّجْمَ رِقابَ الـحُوتِ يَصِفُ رَفِـيقاً له، يقول: يَرْتَقِبُ النَّجْمَ حِرْصاً على الرَّحِـيلِ كحِرْصِ الـحُوتِ على الماءِ؛ ينظر النَّجْمَ حِرْصاً على طُلوعِه، حتى يَطْلُع فيَرْتَحِلَ.
والرِّقْبةُ: التَّحَفُّظُ والفَرَقُ.
ورَقِـيبُ القومِ: حارِسُهم، وهو الذي يُشْرِفُ على مَرْقَبةٍ ليَحْرُسَهم.
والرَّقِـيبُ: الحارِسُ الحافِظُ.
والرَّقَّابةُ: الرجُل الوَغْدُ، الذي يَرْقُب للقوم رَحْلَهم، إِذا غابُوا.
والرَّقِـيبُ: الـمُوَكَّل بالضَّريبِ.
ورَقِـيبُ القِداحِ: الأَمِـينُ على الضَّريبِ؛ وقيل: هو أَمِـينُ أَصحابِ الـمَيْسِرِ؛ قال كعب بن زهير: لها خَلْفَ أَذْنابِها أَزْمَلٌ، * مكانَ الرَّقِـيبِ من الياسِرِينا وقيل: هو الرجُلُ الذي يَقُومُ خَلْفَ الـحُرْضَة في الـمَيْسِرِ، ومعناه كلِّه سواءٌ، والجمعُ رُقَباءُ. التهذيب، ويقال: الرَّقِـيبُ اسمُ السَّهْمِ الثالِثِ من قِدَاحِ الـمَيْسِرِ؛ وأَنشد: كَـمَقَاعِدِ الرُّقَباءِ للضُّـ * ـرَباءِ، أَيْديهِمْ نَواهِدْ قال اللحياني: وفيه ثلاثةُ فُروضٍ، وله غُنْمُ ثلاثةِ أَنْصِـباء إِن فَازَ، وعليه غُرْمُ ثلاثةِ أَنْصِـباءَ إِن لم يَفُزْ.
وفي حديث حَفْرِ زَمْزَم: فغارَ سَهْمُ اللّهِ ذي الرَّقِـيبِ؛ الرَّقِـيبُ: الثالِثُ من سِهام الميسر.
والرَّقِـيبُ: النَّجْمُ الذي في الـمَشْرِق، يُراقِبُ الغارِبَ.
ومنازِلُ القمرِ، كل واحدٍ منها رَقِـيبٌ لِصاحِـبِه، كُـلَّما طَلَع منها واحِدٌ سقَطَ آخر، مثل الثُّرَيَّا، رَقِـيبُها الإِكلِـيلُ إِذا طَلَعَتِ الثُّرَيَّا عِشاءً غَابَ الإِكليلُ وإِذا طَلَع الإِكليلُ عِشاءً غابَت الثُّرَيَّا.
ورَقِـيبُ النَّجْمِ: الذي يَغِـيبُ بِطُلُوعِه، مثل الثُّرَيَّا رَقِـيبُها الإِكليلُ؛ وأَنشد الفراء: أَحَقّاً، عبادَ اللّهِ، أَنْ لَسْتُ لاقِـياً * بُثَيْنَةَ، أَو يَلْقَى الثُّرَيَّا رَقِـيبُها؟ وقال المنذري: سمعت أَبا الهيثم يقول: الإِكليلُ رَأْسُ العَقْرَبِ.
ويقال: إِنَّ رَقِـيبَ الثُرَيَّا من الأَنْواءِ الإِكليلُ، لأَنه لا يَطْلُع أَبداً حتى تَغِـيبَ؛ كما أَنَّ الغَفْرَ رَقِـيبُ الشَّرَطَيْنِ، لا يَطْلُع الغَفْرُ حتى يَغِـيبَ الشَّرَطانِ؛ وكما أَن الزُّبانيَيْن رَقِـيبُ البُطَيْنِ، لا يَطْلُع أَحدُهما إلا بِسُقُوطِ صاحِـبِه وغَيْبُوبَتِه، فلا يَلْقَى أَحدُهما صاحبَه؛ وكذلك الشَّوْلَةُ رَقِـيبُ الـهَقْعَةِ، والنَّعائِمُ رَقِـيبُ الـهَنْعَةِ، والبَلْدَة رَقِـيبُ الذِّرَاعِ.
وإِنما قيلَ للعَيُّوق: رَقِـيبُ الثُّرَيَّا، تَشْبِـيهاً برَقِـيبِ الـمَيْسِرِ؛ ولذلك قال أَبو ذؤيب: فوَرَدْنَ، والعَيُّوقُ مَقْعَد رابـئِ الضُّـ * ـرَباءِ، خَلْفَ النَّجْمِ، لا يَتَتَلَّع النَّجْمُ ههنا: الثُّرَيَّا، اسمٌ عَلَم غالِبٌ.
والرَّقِـيب: نَجْمٌ من نُجومِ الـمَطَرِ، يُراقبُ نَجْماً آخَر.
وراقبَ اللّهَ تعالى في أَمرِهِ أَي خافَه.
وابنُ الرَّقِـيبِ: فَرَسُ الزِّبْرقانِ بن بَدْرٍ، كأَنه كان يُراقِبُ الخَيْلَ أَن تَسْبِقَه.
والرُّقْبى: أَن يُعْطِـيَ الإِنسانُ لإِنسانٍ داراً أَو أَرْضاً، فأَيـُّهما ماتَ، رَجَعَ ذلك المالُ إِلى وَرَثَتِهِ؛ وهي من الـمُراقَبَة، سُمِّيَتْ بذلك لأَن كلَّ واحدٍ منهما يُراقِبُ مَوْتَ صاحبِه.
وقيل: الرُّقْبَـى: أَن تَجْعَلَ الـمَنْزِلَ لفُلانٍ يَسْكُنُه، فإِن ماتَ، سكَنه فلانٌ، فكلُّ واحدٍ منهما يَرْقُب مَوْتَ صاحبِه.
وقد أَرْقَبه الرُّقْبَـى، وقال اللحياني: أَرْقَبَه الدارَ: جَعَلَها لَه رُقْبَـى، ولِعَقبِه بعده بمنزلةِ الوقفِ.
وفي الصحاح: أَرْقَبْتُه داراً أَو أَرضاً إِذا أَعطيتَه إِياها فكانت للباقي مِنْكُما؛ وقُلْتَ: إِن مُتُّ قَبْلَك، فهي لك، وإِن مُتَّ قَبْلِـي، فهي لِـي؛ والاسمُ الرُّقْبى.
وفي حديث النبي، صلى اللّه عليه وسلم، في العُمْرَى والرُّقْبَـى: انها لمن أُعْمِرَها، ولمن أُرْقِـبَها، ولوَرَثَتِهِما من بعدِهِما. قال أَبو عبيد: حدثني ابنُ عُلَيَّة، عن حَجَّاج، أَنه سأَل أَبا الزُّبَيْرِ عن الرُّقْبَـى، فقال: هو أَن يقول الرجل للرجل، وقد وَهَبَ له داراً: إِنْ مُتَّ قَبْلِـي رَجَعَتْ إِليَّ، وإِن مُتُّ قَبْلَك فهي لك. قال أَبو عبيد: وأَصلُ الرُّقْبَـى من الـمُراقَبَة، كأَنَّ كلَّ واحدٍ منهما، إِنما يَرْقُبُ موت صاحِـبِه؛ أَلا ترى أَنه يقول: إِنْ مُتَّ قَبْلي رَجَعَتْ إِليَّ، وإِنْ مُتُّ قَبْلَك فهي لك؟ فهذا يُنْبِـئك عن الـمُراقَبة. قال: والذي كانوا يُريدون من هذا أَن يكون الرَّجُلُ يُريدُ أَنْ يَتَفَضَّل على صاحِـبِه بالشيءِ، فَيَسْتَمْتِـعَ به ما دامَ حَيّاً، فإِذا ماتَ الموهوبُ له، لم يَصِلْ إِلى وَرَثَتِهِ منه شيءٌ، فجاءَتْ سُنَّةُ النَّبِـيِّ، صلى اللّه عليه وسلّم، بنَقْضِ ذلك، أَنه مَنْ مَلَك شيئاً حَيَاتَه، فهُو لوَرَثَتِهِ من بَعْدِه. قال ابن الأَثير: وهي فُعْلى من الـمُراقَبَةِ.
والفُقهاءُ فيها مُختَلِفون: منهم مَنْ يَجْعَلُها تَمْلِـيكاً، ومنهم مَنْ يَجْعَلُها كالعارِيَّة؛ قال: وجاء في هذا الباب آثارٌ كثيرةٌ، وهي أَصْلٌ لكُلِّ مَنْ وَهَبَ هِـبَةً، واشترط فيها شرطاً أَنَّ الـهِبَة جائزةٌ، وأَنَّ الشرط باطِلٌ.
ويقال: أَرْقَبْتُ فلاناً داراً، وأَعْمَرْتُه داراً إِذا أَعْطَيْته إِيَّاها بهذا الشرط، فهو مُرْقَب، وأَنا مُرْقِبٌ.
ويقال: وَرِثَ فلانٌ مالاً عن رِقْبَةٍ أَي عن كلالةٍ، لم يَرِثْهُ عن آبائِه؛ وَوَرِثَ مَجْداً عن رِقْبَةٍ إِذا لم يكن آباؤُهُ أَمْجاداً؛ قال الكميت: كان السَّدَى والنَّدى مَجْداً ومَكْرُمَةً، * تلك الـمَكارِمُ لم يُورَثْنَ عن رِقَبِ أَي وَرِثَها عن دُنًى فدُنًى من آبائِهِ، ولم يَرِثْهَا من وراءُ وَراءُ. والـمُراقَبَة، في عَرُوضِ الـمُضارِعِ والـمُقْتَضَبِ، أَن يكون الجُزْءُ مَرَّةً مَفاعِـيلُ ومرَّة مفاعِلُنْ؛ سمي بذلك لأَن آخرَ السَّببِ الذي في آخِرِ الجزءِ، وهو النُّونُ من مَفاعِـيلُن، لا يثبت مع آخِر السَّببِ الذي قَبْلَه، وهو الياءُ في مَفاعِـيلُن، وليست بمعاقَبَةٍ، لأَنَّ الـمُراقَبَة لا يَثْبُت فيها الجزآن الـمُتراقِـبانِ، وإِنما هو من الـمُراقَبَة الـمُتَقَدّمة الذِّكْر، والـمُعاقَبة يَجْتمعُ فيها الـمُتعاقِـبانِ. التهذيب، الليث: الـمُراقَبَة في آخِرِ الشِّعْرِ عند التَّجْزِئَة بين حَرْفَيْنِ، وهو أَن يَسْقُط أَحدهما، ويَثْبُتَ الآخَرُ، ولا يَسْقُطانِ مَعاً، ولا يَثْبُتان جَمِـيعاً، وهو في مَفَاعِيلُن التي للـمُضارع لا يجوز أَن يتمَّ، إِنما هو مَفاعِـيلُ أَو مَفاعِلُنْ.
والرَّقِـيبُ: ضَرْبٌ من الـحَيَّاتِ، كأَنه يَرْقُب مَن يَعَضُّ؛ وفي التهذيب: ضَرْبٌ من الـحَيَّاتِ خَبيث، والجمعُ رُقُبٌ ورقِـيباتٌ.
والرَّقِـيب والرَّقُوبُ مِنَ النِّساءِ: التي تُراقِبُ بَعْلَها لِـيَمُوت، فَتَرِثَه.
والرَّقُوبُ مِنَ الإِبِل: التي لا تَدْنُو إِلى الحوضِ من الزِّحامِ، وذلك لكَرَمِها، سُميت بذلك، لأَنها تَرْقبُ الإِبِلَ، فإِذا فَرَغْنَ مِنْ شُرْبِهنّ، شَربَت هي.
والرَّقُوبُ من الإِبل والنِّساءِ: التي لا يَبْقَى لها وَلَدٌ؛ قال عبيد: لأَنها شَيْخَةٌ رَقُوبُ وقيل: هي التي ماتَ وَلَدُها، وكذلك الرجُل؛ قال الشاعر: فلم يَرَ خَلْقٌ قَبْلَنا مثلَ أُمـِّنا، * ولا كَأَبِـينا عاشَ، وهو رَقُوبُ وفي الحديث أَنه قال: ما تَعُدُّون الرَّقُوبَ فيكم؟ قالوا: الذي لا يَبْقى لَه وَلَد؛ قال: بل الرَّقُوبُ الذي لم يُقَدِّم من وَلَدِهِ شيئاً. قال أَبو عبيد: وكذلك معناه في كلامِهِم، إِنما هو عَلى فَقْدِ الأَوْلادِ؛ قال صخر الغيّ: فَمَا إِنْ وَجْدُ مِقْلاتٍ، رَقُوبٍ * بوَاحِدِها، إِذا يَغْزُو، تُضِـيفُ قال أَبو عبيد: فكان مَذْهَبُه عندهم على مَصائِب الدنيا، فَجَعَلها رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، على فَقْدِهِم في الآخرة؛ وليس هذا بخلافِ ذلك في المعنى، ولكنه تحويلُ الموضع إِلى غيرِه، نحو حديثه الآخر: إِنَّ الـمَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دينَه؛ وليس هذا أَن يكونَ من سُلِبَ مالَه، ليس بمحْروبٍ. قال ابن الأَثير: الرَّقُوبُ في اللغة: الرجل والمرأَة إِذا لم يَعِشْ لهما ولد، لأَنه يَرْقُب مَوْتَه ويَرْصُدُه خَوفاً عليه، فنَقَلَه النبيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى الذي لم يُقَدِّم من الولد شيئاً أَي يموتُ قبله تعريفاً، لأَن الأَجرَ والثوابَ لمن قَدَّم شيئاً من الولد، وأَن الاعتِدادَ به أَعظم، والنَّفْعَ به أَكثر، وأَنَّ فقدَهم، وإِن كان في الدنيا عظيماً، فإِنَّ فَقْدَ الأَجرِ والثوابِ على الصبرِ، والتسليم للقضاءِ في الآخرة، أَعظم، وأَنَّ المسلم وَلَدُه في الحقيقة من قَدَّمه واحْتَسَبَه، ومن لم يُرزَق ذلك، فهو كالذي لا وَلدَ له؛ ولم يقله، صلى اللّه عليه وسلم، إِبطالاً لتفسيره اللغوي، إِنما هو كقولِه: إِنما الـمَحْروبُ مَن حُرِبَ دينَه، ليس على أَن من أُخِذَ مالُه غيرُ مَحْروبٍ.
والرَّقَبَةُ: العُنُقُ؛ وقيل: أَعلاها؛ وقيل: مُؤَخَّر أَصْلِ العُنُقِ، والجمعُ رَقَبٌ ورَقَباتٌ، ورِقابٌ وأَرْقُبٌ، الأَخيرة على طَرْح الزائِدِ؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: تَرِدْ بنا، في سَمَلٍ لم يَنْضُبِ * منها، عِرَضْناتٌ، عِظامُ الأَرْقُبِ وجعلَه أَبو ذُؤَيْب للنحلِ، فقال: تَظَلُّ، على الثَّمْراءِ، منها جَوارِسٌ، * مَراضيعُ، صُهْبُ الريشِ، زُغْبٌ رِقابُها والرَّقَب: غِلَظُ الرَّقَبة، رَقِبَ رَقَباً.
وهو أَرْقَب: بَيِّنَ الرَّقَب أَي غليظُ الرَّقَبة، ورَقَبانيٌّ أَيضاً على غير قياسٍ.
والأَرْقَبُ والرَّقَبانيُّ: الغليظُ الرَّقَبَة؛ قال سيبويه: هو من نادِرِ مَعْدُولِ النَّسَب، والعَربُ تُلَقِّبُ العَجَمَ بِرِقابِ الـمَزاوِد لأَنهم حُمْرٌ.
ويقال للأَمَةِ الرَّقَبانِـيَّةِ: رَقْباءُ لا تُنْعَتُ به الـحُرَّة.
وقال ابن دريد: يقال رجلٌ رَقَبانٌ ورَقَبانيٌّ أَيضاً، ولا يقال للمرأَة رَقَبانِـيَّة.
والـمُرَقَّبُ: الجلدُ الذي سُلِـخَ من قِبَلِ رَأْسِه ورَقَبتِه؛ قال سيبويه: وإِنْ سَمَّيْتَ بِرَقَبة، لم تُضِفْ إِليه إِلاَّ على القياسِ.
ورَقَبَه: طَرَحَ الـحَبْلَ في رَقَبَتِه.
والرَّقَبةُ: المملوك.
وأَعْتَقَ رَقَبةً أَي نَسَمَةً.
وفَكَّ رقَبةً: أَطْلَق أَسيراً، سُمِّيت الجملة باسمِ العُضْوِ لشرفِها. التهذيب: وقوله تعالى في آية الصدقات: والـمُؤَلَّفةِ قلوبُهم وفي الرقابِ؛ قال أَهل التفسير في الرقابِ إِنهم الـمُكاتَبون، ولا يُبْتَدَأُ منه مملوك فيُعْتَقَ.
وفي حديث قَسْم الصَّدَقاتِ: وفي الرِّقابِ، يريدُ الـمُكاتَبين من العبيد، يُعْطَوْنَ نَصِـيباً من الزكاةِ، يَفُكون بهِ رِقابَهم، ويَدفعونه إِلى مَوالِـيهم. الليث يقال: أَعتق اللّهُ رَقَبَتَه، ولا يقال: أَعْتَقَ اللّه عُنُقَه.
وفي الحديث: كأَنما أَعْتَقَ رَقَبةً. قال ابن الأَثير: وقد تكَرَّرَتِ الأَحاديث في ذكر الرَّقَبة، وعِتْقِها وتحريرِها وفَكِّها، وهي في الأَصل العُنُق، فجُعِلَتْ كِنايةً عن جميع ذاتِ الإِنسانِ، تَسْمية للشيءِ ببعضِه، فإِذا قال: أَعْتِقْ رَقَبةً، فكأَنه قال: أَعْتِقْ عبداً أَو أَمَة؛ ومنه قولُهم: دَيْنُه في رَقَبَتِه.
وفي حديث ابنِ سِـيرين: لَنا رِقابُ الأَرضِ، أَي نَفْس الأَرضِ، يعني ما كان من أَرضِ الخَراجِ فهو للمسلمين، ليس لأَصحابهِ الذين كانوا فيه قَبْلَ الإِسلامِ شيءٌ، لأَنها فُتِحَتْ عَنْوَةً.
وفي حديث بِلالٍ: والرَّكائِب الـمُناخَة، لكَ رِقابُهُنَّ وما عليهِنَّ أَي ذَواتُهنَّ وأَحمالُهنّ.
وفي حديث الخَيْلِ: ثم لمْ يَنْسَ حَقَّ اللّه في رِقابِها وظُهورِها؛ أَراد بحَقِّ رِقابِها الإِحْسانَ إِليها، وبحَقِّ ظُهورِها الـحَمْلَ عليها.
وذُو الرُّقَيْبة: أَحدُ شُعراءِ العرب، وهو لَقَب مالِكٍ القُشَيْرِيِّ، لأَنه كان أَوْقَصَ، وهو الذي أَسَرَ حاجبَ بن زُرارة يَوْمَ جَبَلَة.
والأَشْعَرُ الرَّقَبانيُّ: لَقَبُ رجلٍ من فُرْسانِ العَرَب.
وفي حديث عُيَينة بنِ حِصْنٍ ذِكْرُ ذي الرَّقِـيبة وهو، بفتح الراءِ وكسرِ القافِ، جَبَل بخَيْبَر.