المصادر:  


خنس (لسان العرب) [287]


الخُنُوس: الانقباضُ والاستخفاء. خَنَسَ من بين أَصحابه يَخْنِسُ ويَخْنُسُ، بالضم، خُنُوساً وخِناساً وانْخَنَس: انقبض وتأَخر، وقيل: رجع. غيره: خَلَّفَه ومَضَى عنه.
وفي الحديث: الشيطان يُوَسْوِسُ إِلى العبد فإِذا ذكَرَ اللَّه خَنَسَ أَي انقبض منه وتأَخر. قال الأَزهري: وكذا قال الفراء في قوله تعالى: من شر الوسواس الخناس؛ قال: إِبليس يوسوس في صدور الناس، فإِذا ذكر اللَّه خَنَسَ، وقيل: إِن له رأْساً كرأْس الحية يَجْثُمُ على القلب، فإِذا ذكر اللَّه العبد تنحى وخنَسَ، وإِذا ترك ذكر اللَّه رجع إِلى القلب يوسوس، نعوذ باللَّه منه.
وفي حديث جابر: أَنه كان له نخل فَخَنَسَت . . . أكمل المادة النخلُ أَي تأَخرت عن قبول التلقيح فلم يؤثر فيها ولم تحمل تلك السنة.
وفي حديث الحجاج: إن الإِبل ضُمَّزٌ خُنَّسٌ ما جُشِّمَتْ جَشِمَتْ؛ الخُنَّسُ جمع خانس أَي متأَخر، والضُمَّزٌ جمع ضامز، وهو الممسك عن الجِرَّة، أَي أَنها صوابر على العطش وما حَمَّلْتَها حَمَلَتْه؛ وفي كتاب الزمخشري: حُبُسٌ، بالحاء والباء الموحدة بغير تشديد. الأَزهري: خَنَسَ في كلام العرب يكون لازماً ويكون متعدياً. يقال: خَنَسْتُ فلاناً فَخَنَسَ أَي أَخرته فتأَخر وقبضته فانقبض وخَنَسْته أَكثر.
وروى أَبو عبيد عن الفراء والأُمَوِيِّ: خَنَسَ الرجل يَخْنِسُ وأَخْنَسْتُه، بالأَلف، وهكذا قال ابن شميل في حديث رواه: يخرج عُنُقٌ من النار فَتَخْنِسُ بالجبارين في النار؛ يريد تدخل بهم في النار وتغيبهم فيها. يقال: خَنَسَ به أَي واراه.
ويقال: يَخْنِسُ بهم أَي يغيب بهم. الرجل إِذا توارى وغاب. أَنا أَي خَلَّفْتُه؛ قال الراعي: إِذا سِرْتُمُ بين الجُبَيْلَيْنِ ليلةً، وأَخْنَسْتُمُ من عالِجٍ كَدَّ أَجْوَعا الأَصمعي: أَخنستم خَلَّفْتُم، وقال أَبو عمرو: جُزْتم، وقال: أَخَّرْتُمْ.
وفي حديث كعب: فتَخْنِسُ بهم النارُ.
وحديث ابن عباس: أَتيتُ النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، وهو يصلي فأَقامني حذاءة فلما أَقبل على صلاته انْخَنَسْتُ. حديث أَبي هريرة: أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، لقيه في بعض طُرُق المدينة قال: فانْخَنَسْتُ منه، وفي رواية: اخْتَنَسْتُ، على المطاوعة بالنون والتاء، ويروى: فانْتَجَشْتُ، بالجيم والشين.
وفي حديث الطُّفَيْل: فَخَنَسَ عني أَو حَبَسَ، قال: هكذا جاء بالشك.
وقال الفراء: أَخْنَسْتُ عنه بعضَ حقه، فهو مُخنَسٌ، أَي أَخَّرْته؛ وقال البعِيثُ: وصَهْباء من طُولِ الكَلالِ زَجَرْتُها، وقد جَعَلَتْ عنها الأَخيرَةُ تَخْنِسُ قال الأَزهري: وأَنشدني أَبو بكر الإِيادي لشاعر قدم على النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، فأَنشده من أَبيات: وإِن دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعفُ تَكَرُّماً، وإِن خَنَسُوا عنك الحديثَ فلا تَسَلْ وهذا حجَّة لمن جعل خَنَس واقعاً. قال: ومما يدل على صحة هذه اللغة ما رويناه عن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، أَنه قال: الشهر هكذا وهكذا، وخَنَسَ إِصْبَعَه في الثالثة أَي قَبَضَها يعلمهم أَن الشهر يكون تسعاً وعشرين؛ وأَنشد أَبو عبيد في أَخْنَسَ وهي اللغة المعروفة: إِذا ما القَلاسي والعَمائِمُ أُخْنِسَتْ، ففيهن عن صَلْعِ الرجالِ حُسُورُ الأَصمعي: سمعت أَعرابيّاً من بني عُقَيْلٍ يقول لخادم له كان معه في السفر فغاب عنهم: لِمَ خَنَسْتَ عنا؟ أَراد: لم تأَخرت عنا وغبت ولِمَ تواريْت؟ والكواكبُ الخُنَّسُ: الدَّراري الخمسةُ تَخْنُسُ في مَجْراها وترجع وتَكْنِسُ كما تَكْنِسُ الظباء وهي: زُحَلٌ والمُشْتَرِي والمِرِّيخ والزُّهَرَة وعُطارِدُ لأَنها تَخْنِس أَحياناً في مَجْراها حتى تخفى تحت ضوء الشمس وتَكْنِسُ أَي تستتر كما تَكْنِسُ الظِّباء في المَغارِ، وهي الكِناسُ، وخُنُوسها استخفاؤها بالنهار، بينا نراها في آخر البرج كَرَّتْ راجعةً إِلى أَوّله؛ ويقال: سميت خُنَّساً لتأَخرها لأَنها الكواكب المتحيرة التي ترجع وتستقيم؛ ويقال: هي الكواكب كلها لأَنها تَخْنِسُ في المَغِيب أَو لأَنها تخفى نهاراً؛ ويقال: هي الكواكب السَّيَّارة منها دون الثابتة. الزجاج في قوله تعالى: فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ الجَوارِ الكُنَّسِ؛ قال: أَكثر أَهل التفسير في الخُنَّسِ أَنها النجوم وخُنُوسُها أَنها تغيب وتَكْنِسُ تغيب أَيضاً كما يدخل الظبي في كناسِهِ. قال: والخُنَّسُ جمع خانس.
وفرس خَنُوسٌ: وهو الذي يعدل، وهو مستقيم في حُضْرِه، ذات اليمين وذات الشمال، وكذلك الأُنثى بغير هاء، والجمع خُنُسٌ والمصدر الخَنْسُ، بسكون النون. ابن سيده: فرس خَنُوس يستقيم في حُضْره ثم يَخْنِسُ كأَنه يرجع الَقهْقَرى. في الأَنف: تأَخره إِلى الرأْس وارتفاعه عن الشفة وليس بطويل ولا مُشْرِف، وقيل: الخَنَسُ قريب من الفَطَسِ، وهو لُصُوق القَصَبة بالوَجْنَةِ وضِخَمُ الأَرْنَبَةِ، وقيل: انقباضُ قَصَبَة الأَنف وعِرَض الأَرنبة، وقيل: الخَنَسُ في الأَنف تأَخر الأَرنبة في الوجه وقِصَرُ اَلأنف، وقيل: هو تأَخر الأَنف عن الوجه مع ارتفاع قليل في الأَرنبة؛ والرجل أَخْنَسُ والمرأَة خَنْساءُ، والجمع خُنْسٌ، وقيل: هو قِصَرُ الأَنف ولزوقه بالوجه، وأَصله في الظباء والبقر، خَنِسَ خَنَساً وهو أَخْنَسُ، وقيل: الأَخْنس الذي قَصُرَتْ قَصَبته وارتدَّت أَرنبته إِلى قصبته، والبقر كلها خُنْسٌ، وأَنف البقر أَخْنَسُ لا يكون إِلا هكذا، والبقرة خَنْساءُ، والتُّرك خُنْسٌ؛ وفي الحديث: تقاتلون قوماً خُنْسَ الآنُفِ، والمراد بهم الترك لأَنه الغالب على آنافهم وهو شِبْهُ الفَطَسِ؛ ومنه حديث أَبي المِنْهال في صفة النار: وعقارب أَمثال البغال الخُنُسِ. حديث عبد الملك بن عمير: واللَّه لفُطْسٌ خُنْسٌ، بزُبْدٍ جَمْسٍ، يغيب فيها الضَّرْسُ؛ أَراد بالفُطْسِ نوعاً من التمر تمر المدينة وشبهه في اكتنازه وانحنائه بالأُنوف الخُنْسِ لأَنها صغار الحب لاطِئَة الأَقْماعٍ؛ واستعاره بعضهم للنَّبْل فقال يصف درعاً: لها عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً، وتهْزَأْ بالمَعابِلِ والقِطاعِ ابن الأَعرابي: الخُنُسُ مأْوى الظباء، والخُنُسُ: الظباء أَنفُسُها. من ماله: أَخذَ. الفراء: الخِنَّوسُ، بالسين، من صفات الأَسد في وجهه وأَنفه، وبالصاد ولد الخنزير.
وقال الأَصمعي: ولد الخنزير يقال له الخِنَّوْسُ؛ رواه أَبو يعلى عنه. في القدم: انبساط الأَخْمَصِ وكثرة اللحم، قَدَمٌ خَنْساء. داء يصيب الزرع فَيَتَجَعثَنُ منه الحَرْثُ فلا يطول. وخُناسُ وخُناسى، كله: اسم امرأَة.
وخُنَيْس: اسم.
وبنو أَخْنَس: حَيّ.
والثلاث الخُنَّس: من ليالي الشهر، قيل لها ذلك لأَن القمر يَخْنِسُ فيها أَي يتأَخر؛ وأَما قول دُرَيْد بن الصِّمَّة: أَخُناسُ، قَدْ هامَ الفؤادُ بكُمْ، وأَصابه تَبْلٌ من الحُبِّ يعني به خَنْساء بنت عمرو بن الشَّرِيد فغيَّره ليستقيم له وزْنُ الشعر.

خنس (العباب الزاخر) [260]


خَنَسَ عنه يَخْنُسُ ويَخْنِسُ -بالضم والكسر-: أي تاخَّرَ، خَنْساً وخُنُوساً. والخَنّاس: الشيطان، قال الزجّاج في قولِهِ تعالى: (فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ): خُنُوْسُها أنَّها تغيب كما تَخْنُسُ الشياطين؛ يعني إذا ُّكِرَ اسم الله عزَّ وجَل. والخُنَّسُ الكواكِبُ كُلُّها لأنّها تَخْنُسُ في المغيب؛ أو لأنها تختفي نهاراً، وقيلَ: هي الكواكب السيّارَة دون الثابتة.
وقال الفرّاء في قوله تعالى: (فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ الجَوَارِ الكُنَّسِ): إنَّها النجوم الخمسة التي تَخْنِس في مَجْراها وتَرْجِع؛ وهي زحل والمشتري والمريخ والزُّهرَة وعُطارِد، لأنَّها تَخْنسُ في مجراها وتَكْنِس: أي تَسْتَتِرُ كما تستَتِرُ الظَّباء في كُنُسِها.
ويقال: سُمِّيَت خُنَّساً لتأخُّرِها، لأنها . . . أكمل المادة الكواكب المُتَحَيَّرة التي ترجِع وتستقيم. وفي حديث كعب الأحبار: تَخْرُجُ عنقٌ من النّار فَتَخْنسُ بالجَبّارينَ في النّار. أي تَغيفُ بهم وتَجْتَذْبَهُم. ويقال: خَنَسْتُه: أي اخّضرتُه؛ خَنْساً، ومنه قول العلاء بن الحَضْرَميِّ واسمُ الحَضْرَميِّ عبد الله -رضي الله عنه- قَدِمَ على النَّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- وأنشده:
وإنْ دَحَسوا بالشَّرِّ فاعْفُ تِكِـرُّمـا      وإن خَنَسوا عنكَ الحديثَ فلا تَسَلْ

وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: الشهر هكذا وهكذا وهكذا، ثمَّ قال: الشهرُ هكذا وهكذا وخَنَسَ إبْهامَه. أي قَبَضَها يُعْلِمُهُم أنَّ الشهرَ يكون تِسعاً وعشرين. وقال أبو عبيدة: فَرَسٌ خَنوسٌ: وهو الذي يَعْدِلُ وهو مستقيم في حُضرِه ذات اليمين وذات الشمال، وكذلك الأنثى بغير هاء. -بالتحريك-: تأخُرَ الأنفِ عن الوَجُهِ مع ارتفاع قليل في الأرنبَة.
وقال ابن دريد: الخَنَسُ: ارتفاع أرْنَبَة الأنف وانحطاط القصبة، والرجل أخْنَسُ. والأخنس بن شِهاب بن شَريق ثُمامَةَ بن أرقم بن عَدي بن معاوية بن عمرو بن غنم بن تَغْلِب. والأخْنَس بن غياث بن عِصْمَة؛ أحّد بني صَعْب بن وهب بن جُلَيِّ بن أحْمَسَ ابن ضُبَيعَة بن ربيعة بن نزار. والأخْنَس بن العبّاس بن خُنَيس بن عبد العُزّى بن عائذ بن عُمَيس بن بلال بن تَيْمِ الله بن ثعلَبَة. والأخْنَس بن بعجة بن عَديِّ بن كعب بن عُلَيم بن جَناب الكَلْبي. شعراء. ولُقِّبَ الأخْنَس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة؛ لأنَّهُ خَنَسَ ببَني زُهرة يوم بدر، وكان حليفَهُم مُطاعاً فيهِم، فلم يَشْهَدْها منهم أحَدٌ. والأخْنَس القُرَاد. والأخْنَس الأسد. وقال أبو سعيد الحسن بن الحسين السُّكَّري في قول أبي عامر بن أبي الأخْنَس الفَهْمِيِّ:
أقائدَ هذا الجيش لسنا بِطُرْقَةٍ      وليس علينا جِلْدُ أخنَسَ قَرْثَعِ

قال أبو عمرو: القَرْثَع: الأسد؛ وَصَفَه بالخَنَس، يقول: لسنا نُهْزَةً ولكننا أشدّاء كالأُسدِ. وخَنساءُ بنت خِذاء بن خالد الأنصارية، وخنساء بني رئاب بن النُّعمان- رضي الله عنهما-: لهما صُحبة. وخنساء الشاعرة: هي أخت صخر ابْنا عمرو بن الشريد. والخنساء فرس عميرة بن طارق اليَربوعي، وهو القائل فيها:
كَرَرْتُ له الخنساءَ آثَرْتُهُ بها      أوائلُه مِمّا عَلِمْت ويَعْلَـمُ

والخنساء:
البقرة الوحشيَّة، صفة لها، قال لبيد رضي الله عنه:
خنساءُ ضيَّعت الفَرير فَلَـم يَرِم      عُرْضَ الشقائق طَوْفُها وبُغامُها


وخُنْاس -بالضم-: من مخاليف اليمن. وخَناس في قوله:
أخُناسُ قد هامَ الفؤادُ بِكُم      وأصابَهُ تَبُلٌ من الحُبِّ

هي خنساء بنت عمرو بن الشريد. وقال ضِرار بن الخطّاب:
ألَّمَت خُناسُ وإلمامُهـا      أحاديثُ نَفْسٍ وأسقامُها

أراد امرأةً اسمها خنساء. ويَزيد ومَعقِل ابنا المُنذر بن سَرْح بن خُناس بن سنان بن عُبَيد بن عَدِيِّ وعبد الله بن النعمان بن بَلْدَمة بن خُناس، وأُُمَّ خُناس -رضي الله عنهم-: لهم صُحبة. وهَمّام بن خُناس المَرْوَزي: من التابعين. وخُنَيْسٌ -مُصغّراً- في الأعلام واسع. والبقر كلُّها خُنْس، قال المُرَّقِش الأصغر، واسمه عمرو بن حرملة، وهو عمُّ طَرَفَة بن العبد:
تُزجي بها خُنْسُ النِّعاجِ سِخالَها      جآذِرُها بالجَوِّ وَرْدٌ وأصبَـحُ

وقال ابن الأعرابي: الخُنْس: موضِع الظِّباء -أيضاً-، كما أنَّها الظِّباء أنفُسُها. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً خُنْسَ الأنفِ كأنَّ وجوهَهُم المَجَانُّ المُطْرَقَة. والخِنَّوْسُ -مثال عِجَّوْل-: من صفات الأسد. وأخْنَسْتُه أي أخَّرْتُه، وهذا أكثر من خَنَسْتُه. وأخْنَسْتُه -أيضاً-: أي خَلَّفتُه.
وقال الفَرّاء: أخْنَسْتُ عنه بعض حقِّه. قال الأزهري: أنشد أبو عُبَيد في أخْنَسَ وهي اللغة المعروفة:
إذا ما القلاسي والعمائِمُ أُخْنِسَـتْ      ففيهِنَّ عن صُلْعِ الرجالِ حُسُوْرُ

وقال أبو عمرو في قول الراعي:
فَسوموا بغاراتٍ فقد كان عـاسِـمٌ      من الحيِّ مَرْأىً من عُلَيمٍ ومَسْمَعا


ويُروى "إذا سرتُم بين الجبلين ليلةُ". أي جُزتُم، وقال الأصمعي: أي خَلَّفْتُم. وانْخَنَسَ الرجل: أي تأخَّرَ وتخلَّف. وتَخَنَّسَ بهم: أي تَغَيَّبَ. والتركيب يدل على استِخفاءٍ وتَسَتُّرٍ.

خَنَسَ (القاموس المحيط) [227]


خَنَسَ عنه يَخْنِسُ ويَخْنُسُ خَنْساً وخُنُوساً: تأخَّر،
كانْخَنَسَ،
و~ زَيْداً: أخَّرَهُ،
كأخْنَسَهُ،
و~ الإِبهامَ: قَبَضَها،
و~ بِفُلانٍ: غابَ به،
كتَخَنَّسَ به.
والخَنَّاسُ: الشيطانُ.
والخُنَّسُ، كرُكَّعٍ: الكَواكِبُ كُلُّها، أو السَّيَّارَةُ أو النُّجُومُ الخَمسةُ: زُحَلُ، والمُشْتَرِي، والمِرِّيخُ، والزُّهَرَةُ، وعُطارِدُ.
وخُنُوسُها: أنَّها تَغيبُ، كما يَخْنِسُ الشيطانُ إذا ذُكِرَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ.
والخَنَسُ، محركةً: تأخُّرُ الأنْفِ عن الوَجْهِ، مع ارْتِفاعٍ قَليلٍ في الأرْنَبَةِ، وهو أخْنَسُ، وهي خَنْساءُ. والأَخْنَسُ: القُرادُ، والأَسَدُ،
كالخِنَّوسِ، كسِنَّوْرٍ، وابنُ غِياثِ بنِ عِصْمَةَ، وابنُ العباسِ بنِ خُنَيْسٍ، وابنُ نَعْجَةَ بنِ عَدِيٍّ: شُعراءُ، وابنُ شِهابِ بنِ شَريقٍ، . . . أكمل المادة وابنُ جَنَّابٍ السُّلَمِيُّ: صحابيَّانِ.
وأبو عامِرِ بنُ أبي الأَخْنَسِ: شاعِرٌ. بنتُ خِذامٍ، وبنتُ عَمْرِو بنِ الشَّريدِ: صحابيَّتانِ، وبنتُ عَمْرٍو، أُخْتُ صَخْرٍ: شاعرةٌ، ويقالُ لها: خُناسٌ أيضاً.
والخنساءُ: البَقَرَةُ الوَحْشِيَّةُ، صِفَةٌ لها، وفرسُ عُمَيْرَةَ بنِ طارِقٍ اليَرْبُوعِيّ.
وكغُرابٍ: ع باليمن، وجَدُّ المُنْذِرِ بنِ سَرْحٍ، وابْناهُ: يَزيدُ ومَعْقِلٌ.
وعبدُ الله بنُ النُّعْمَانِ بنِ بَلذَمَةَ بنِ خُناسٍ، وأُمُّ خُناسٍ: لهم صُحْبَةٌ.
وهَمَّامُ ابنُ خُناسٍ: تابعيٌّ.
وكزُبَيْرٍ: ابنُ خالِدٍ، وابنُ أبي السائِبِ، وابنُ حُذافَةَ، وأبو خُنَيْسٍ الغِفارِيُّ: صحابيُّونَ.
والخُنُسُ، بضمتينِ: الظِّباءُ، ومَوْضِعُها أيضاً، والبَقَرُ.
وانْخَنَسَ: تأخَّر، وتَخَلَّفَ.
وتَخَنَّسَ بهم: تَغَيَّبَ.

خنس (المعجم الوسيط) [223]


 خنسا وخنوسا وخناسا تَأَخّر وَيُقَال خنس الطَّرِيق عَنْهُم جازوه وخلفوه وَرَاءَهُمْ وخنس فلَان من بَينهم وخنس فلَانا أَخّرهُ (لَازم ومتعد) وَالرجل تخلف وتوارى وَيُقَال خنس بِهِ واراه وخنس بِهِ غَابَ بِهِ وخنس الْكَوْكَب توارى فَهُوَ خانس (ج) خنس والنخلة تَأَخَّرت عَن قبُول التلقيح وَمن مَاله أَخذ وإصبعه قبضهَا خنس:  خنسا انخفضت قَصَبَة أَنفه مَعَ ارْتِفَاع قَلِيل فِي طرف الْأنف والقدم انبسط أخمصها فَهُوَ أخنس وَهِي خنساء (ج) خنس 

خنس (الصّحّاح في اللغة) [220]


خَنَسَ عنه يَخْنُسُ بالضم، أي تأخَّر. غيره، إذا خلَّفه ومضى عنه. تأخُّر الأنف عن الوجه مع ارتفاعٍ قليل في الأرنبة.
والرجل أَخْنَسُ، والمرأةُ خَنْساءُ. كلُّها خُنْسٌ. الشيطان لأنّه يَخْنِسُ إذا ذُكر الله عزّ وجلّ. الكواكب كلُّها، لإنّها تَخْنِسُ في المغيب أو لأنَّها تَخْفى بالنهار.
ويقال: هي الكواكب السّيارةُ منها دونَ الثابتة.
ويقال سمِّيت خُنَّساً لتأخرها، لأنَّها الكواكبُ المتحيِّرة التي ترجع وتستقيم.

خ ن س (المصباح المنير) [219]


 خَنِسَ: الأنف "خَنَسًا" من باب تعب انخفضت قصبته فالرجل "أَخْنَسُ" والمرأة "خَنْسَاءُ" و "خَنَسْتُ" الرجل "خَنْسًا" من باب ضرب: أخّرته أو قبضته وزويته "فَانْخَنَسَ" مثل كسرته فانكسر، ويستعمل لازما أيضا فيقال "خَنَسَ" هو، ومن المتعدي في لفظ الحديث: "وخَنَسَ إِبْهَامُهُ" أي قبضها ومن الثاني "الخَنَّاسُ" في صفة الشيطان؛ لأنه اسم فاعل للمبالغة؛ لأنه يخنس إذا سمع ذكر الله تعالى أي ينقبض، ويعدّى بالألف أيضا. 

خنس (مقاييس اللغة) [217]



الخاء والنون والسين أصلٌ واحد يدلُّ على استخفاءٍ وتستُّر. قالوا: الخَنْس الذهاب في خِفْية. يقال خَنسْتُ عنه. عنه حقَّه. النُّجوم تَخْنِس في المَغيب.
وقال قوم: سُمِّيت بذلك لأنّها تَخفَى نهاراً وتطلُع ليلاً.
والخنّاس في صِفة الشَّيطان؛ لأنّه يَخْنِسُ إذا ذُكر الله تعالى.
ومن هذا الباب الخَنَسُ في الأنف. انحِطاط القصَبة.
والبقرُ كلُّها خُنْسٌ.

خ - س - ن (جمهرة اللغة) [213]


والبقر كلها خُنْس، فلذلك سمِّيت البقرة خَنْساء. وخَنَسَ الرجلُ عن القوم، إذا مضى في خُفْيَة فهو خانس. وفسّروا قوله جلّ وعزّ: " فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ " ، فقالوا: النجوم التي تَخْنِس في المغيب هكذا قال أبو عُبيدة، أي تدخل فيه، والله أعلم. وسُمِّي الأخْنَس بن شَرِيق الثَّقفي حليفَ بني زُهْرَة لأنه خَنَس ببني زُهْرَة يومَ بدر وكان حليفَهم مطاعاً فيهم فلم يشهدها منهم أحد. وزعم قوم من المفسِّرين أن قوله عزّ وجلّ: " وقالوا لولا نُزِّلَ هذا القرآنُ على رَجُلٍ من القَرْيَتَيْنِ عظيم " ، الوليد بن المغيرة والأخنس بن شَرِيق . . . أكمل المادة هذا، والله أعلم. وقد سمَّت العرب أَخنَسَ وخُنَيْساً. وبنو خُنَيْس: قبيلة من العرب. سَخُنَ الماءُ سخانةً وسخوناً وسَخَناً أيضاً. فأما سَخِنَتْ عينُه سَخَناً، وهو ضدّ قَرَّتْ، فليس إلاّ بكسر الخاء، وهكذا يقول بعض أهل اللغة. ويوم ساخِن وسَخْنان: شديد الحر. والسَّخينة: مثل الخَزيرة، طعام يُلبك بشحم كانت قريش وبنو مُجاشِج تعيَّر به في الجاهلية. قال كعب بن مالك: جاءت سَخينةُ كي تغالبَ رَبَّها ... ولَيُغْلَبَن مُغالِبُ الغَلاّبِ ويقال: شربت سَخوناً، وهو كل ما شربته حارًّا مثل الحساء وغيره. والسُّخْن: الحارّ من كل شيء. قال الشاعر: سُخْنَة في الشتاء باردةُ الصي ... فِ سِراجٌ في الليلة الظلْماء ويقول الرجل: أجِدْ سُخْنَةً من حُمَّى، أي حرًّا منها. والسِّخِّين بلغة عبد القيس، والجمع سخاخين: مسحاة منقلبة على هيئة القَدُوم. والتَّساخين: المَراجل، لا أعرف لها واحداً من لفظها، إلاّ أنه قد قيل تِسْخان، وما أدري ما حقيقة ذلك. وفي الحديث: " أُمِرْنا أن نَمْسَحَ على المشاوذِ والتَساخين " ، فالمشاوذ: العمائم، والتَّساخين: الخِفاف في هذا الحديث. والسِّنْخ: الأصل، وأصل كل شيء سِنْخه، والجمع سُنوخ وأسناخ. وسِنْخ النَّصل: الحديدة التي تدخل في رأس السهم. وسِنْخ السّيف: سِيلانُه. والسَّناخة: الوسخ وآثار الدِّباغ وما أشبه ذلك إذا كان في البيت. قال الشاعر: فدخلتُ بيتاً غيرَ بيت سَناخةٍ ... وازْدَرْتُ مُزْدارَ الكريم المُفْضِلِ ازْدَرْت: افتعلتُ من الزيارة. والنَّخْس: نَخْسُكَ البعيرَ وغيره بالعصا نخسته أنخَسه نَخْساً. ويقال: نَخَسَ بنو فلان بفلان، إذا طردوه ونخسوا بَعيره. قال الشاعر: الناخِسين بمَرْوانٍ بذي خُشُبِ ... والدّاخلين على عثَمانَ في الدّارِ والناخِس: ضاغط يصيب البعير في إبطه بعير به ناخس، إذا احتكّ إبطه بزَوْره، والناكت والناخس والضاغط قريب بعضه من بعض. والنَخّاس: بيّاع الرقيق، عربي صحيح، والاسم النِّخاسة والنَّخاسة بكسر النون وفتحها. والنَّخيسة: لبن يصبّ على الإهالة ويُشرب. والنَّسْخ: نَسْخُك كتاباً عن كتاب. وكل شيء خَلَفَ شيئاً فقد انتسخه: انتسختِ الشمسُ الظلَّ، وانتسخ الشيبُ الشبابَ. ونَسخَ أيضاً ينسَخ، مثل انتسخ. ؟

خنسه (المعجم الوسيط) [10]


 أخنسه 

الخنس (المعجم الوسيط) [9]


 الْكَوَاكِب السيارة دون الثَّابِتَة والدراري الْخَمْسَة زحل وَالْمُشْتَرِي والمريخ والزهرة وَعُطَارِد وَالْكَوَاكِب كلهَا والليالي الخنس ثَلَاث فِي آخر الشَّهْر لَا يظْهر فِيهَا الْقَمَر 

تخنس (المعجم الوسيط) [6]


 مُطَاوع خنسه وَبِه غَابَ بِهِ 

قاع (المعجم الوسيط) [6]


 فلَان قوعا خنس ونكص 

كنس (لسان العرب) [7]


الكَنْسُ: كَسْحُ القُمام عن وجه الأَرض. كَنَسَ الموضع يَكْنُسُه، بالضم، كَنْساً: كَسَح القُمامَة عنه.
والمِكْنَسَة: ما كُنِس به، والجمع مَكانِس.
والكُناسَة: ما كُنِسَ. قال اللحياني: كُناسَة البيت ما كُسِحَ منه من التراب فأُلقي بعضه على بعض.
والكُناسة أَيضا: مُلْقَى القُمَامِ.
وفَرَسٌ مَكْنوسَة: جَرْداء.
والمَكْنِسُ (* قوله «والمكنس» هكذا في الأصل مضبوطاً بكسر النون، وهومقتضى قوله بعد البيت وكنست الظباء والبقر تكنس بالكسر، ولكن مقتضى قوله قبل البيت وهو من ذلك لأنها تكنس الرمل أَن تكون النون مفتوحة وكذا هو مقتضى قوله جمع مكنس مفعل الآتي في شرح حديث زياد حيث ضبطه بفتح العين.): مَوْلِجُ الوَحْشِ من الظِّباء والبَقر تَسْتَكِنُّ فيه من الحرِّ، وهو . . . أكمل المادة الكِناسُ، والجمع أَكْنِسَة وكُنْسٌ، وهو من ذلك لأَنها تَكْنُسُ الرمل حتى تصل إِلى الثَّرَى، وكُنُسَات جمع كطُرُقاتٍ وجُزُرات؛ قال: إِذا ظُبَيُّ الكُنُساتِ انْغَلاَّ، تَحْت الإِرانِ، سَلَبَتْه الطَّلاَّ (* قوله «سلبته الطلا» هكذا في الأصل، وفي شرح القاموس: سلبته الظلا.) وكَنَسَتِ الظِّباء والبقر تَكْنِسُ، بالكسر، وتَكَنَّسَتْ واكْتَنَسَتْ: دخلت في الكِناس؛ قال لبيد: شاقَتُكَ ظُعْنُ الحَيِّ يوم تَحَمَّلُوا، فَتَكَنَّسُوا قُطْناً تَصِرُّ خِيامُها أَي دخَلوا هَوادِجَ جُلِّلَتْ بثياب قُطْن.
والكَانِسُ: الظبي يدخل في كِناسِهِ، وهو موضع في الشجر يَكْتَنُّ فيه ويستتر؛ وظِباء كُنَّسٌ وكُنُوس؛ أَنشد ابن الأَعرابي: وإِلا نَعاماً بها خِلْفَةً، وإِلاَّ ظِباءً كُنُوساً وذِيبَا وكذلك البقر؛ أَنشد ثعلب: دارٌ لليلى خَلَقٌ لَبِيسُ، ليس بها من أَهلِها أَنِيسُ إِلا اليَعافِيرُ وإِلاَّ العِيسُ، وبَقَرٌ مُلَمَّعٌ كُنُوسُ وكَنَسَتِ النجوم تَكْنِسُ كُنُوساً: استمرَّت في مَجاريها ثم انصرفت راجعة.
وفي التنزيل: فلا أُقْسِمُ بالخُنْسِ الجَوارِ الكُنَّسِ؛ قال الزجاج: الكُنَّسُ النجوم تطلع جارية، وكُنُوسُها أَن تغيب في مغاربها التي تغِيب فيها، وقيل: الكُنَّسُ الظِّباء.
والبقر تَكْنِس أَي تدخل في كُنُسِها إِذا اشتدَّ الحرُّ، قال: والكُنَّسُ جمع كانِس وكانِسَة.
وقال الفراء في الخُنَّسِ والكُنَّسِ: هي النجوم الخمسة تُخْنُِسُ في مَجْراها وترجِع، وتَكْنِسُ تَسْتَتِر كما تَكْنِسُ الظِّباء في المَغار، وهو الكِناسُ، والنجوم الخمسة: بَهْرام وزُحَلُ وعُطارِدٌ والزُّهَرَةُ والمُشْتَرِي، وقال الليث: هي النجوم التي تَسْتَسِرُّ في مجاريها فتجري وتَكْنِسُ في مَحاوِيها فَيَتَحَوَّى لكل نجم حَوِيّ يَقِف فيه ويستدِيرُ ثم ينصرف راجعاً، فكُنُوسُه مُقامُه في حَويِّه، وخُنُوسُه أَن يَخْنِسَ بالنهار فلا يُرى. الصحاح: الكُنَّسُ الكواكِب لأَنها تَكْنِسُ في المَغيب أَي تَسْتَسِرُّ، وقيل: هي الخُنَّسُ السَّيَّارة.
وفي الحديث: أَنه كان يقرأ في الصلاة بالجَوارِي الكُنَّسِ؛ الجَوارِي الكواكب، والكُنَّسُ جمع كانِس، وهي التي تغيب، من كَنَسَ الظَّبْيُ إِذا تغيَّب واستتر في كِناسِه، وهو الموضع الذي يَأْوِي إِليه.
وفي حديث زياد: ثم أَطْرَقُوا وَراءكم في مَكانِسِ الرِّيَبِ؛ المَكانِسُ: جمع مَكْنَس مَفْعَل من الكِناس، والمعنى اسْتَترُوا في موضع الرِّيبَة.
وفي حديث كعب: أَول من لَبسَ القَباءَ سليمان، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، لأَنه كان إِذا أَدخل رأْسه لِلُبْسِ الثَّياب كَنَسَتْ الشياطين استهزاء. يقال: كَنَسَ أَنفه إِذا حَرَّكه مستهزٍئاً؛ ويروى: كنَّصت، بالصاد. يقال: كنَّصَ في وجه فلان إِذا استهزأَ به.
ويقال: فِرْسِنٌ مَكْنُوسَة وهي المَلْساء الجَرْداء من الشعَر. قال أَبو منصور: الفِرْسِنُ المَكْنُوسَة المَلْساء الباطن تُشَبِّهُها العرب بالمَرايا لِمَلاسَتِها.
وكَنِيسَةُ اليهود وجمعها كَنائِس، وهي معرَّبة أَصلها كُنِشْتُ. الجوهري: والكنِيسَة للنصارى.
ورَمْلُ الكِناس: رمل في بلاد عبد اللَّه بن كلاب، ويقال له أَيضاً الكِناس؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: رَمَتْني، وسِتْرُ اللَّه بَيْني وبَيْنها، عَشِيَّة أَحْجار الكِناس، رَمِيمُ (* قوله «رميم» هو اسم امرأة كما في شرح القاموس.) قال: أَراد عشية رَمْل الكِناس فلم يستقم له الوزن فوضع الأَحجار موضع الرمل.
والكُناسَةُ: اسم موضع بالكوفة.
والكُناسَة والكانِسيَّة: موضعان؛ أَنشد سيبويه: دارٌ لِمَرْوَةَ إِذْ أَهْلي وأَهْلُهُمُ، بالكانِسِيَّة تَرْعى اللَّهْوَ والغَزَلا

أخنسه (المعجم الوسيط) [6]


 خَلفه وَمضى عَنهُ وَيُقَال أخنس عني حَقي أَخّرهُ وغيبه 

عطرد (الصّحّاح في اللغة) [5]


العَطَرَّدُ بتشديد الراء: الطويلُ. يقال: يومٌ عَطَرَّدٌ، وبناءٌ عَطَرَّدُ.
وعُطارِدٌ: نجمٌ من الخُنَّس.

زحل (الصّحّاح في اللغة) [5]


زَحَل عن مكانه زُحولاً، وتَزَحَّلَ: تنحّى وتباعد، فهو زَحِلٌ وزِحْليلٌ.
والمَزْحَلُ: الموضع يُزْحَلُ إليه.
وقد يكون مصدراً، يقال: إنَّ لي عنك لَمَزْحلاً، أي مُنْتَدَحاً.
وزُحَلُ: نجمٌ من الخُنَّسِ، لا ينصرف.

الخنوس (المعجم الوسيط) [5]


 الْأسد وَيُقَال أَسد خنوس ولد الْخِنْزِير الخنوس:  فرس خنوس يَسْتَقِيم فِي حَضَره ثمَّ يعدل ذَات الْيَمين وَذَات الشمَال كَأَنَّهُ يرجع الْقَهْقَرَى (للذّكر وَالْأُنْثَى) (ج) خنس 

قعم (لسان العرب) [6]


قُعِمَ الرجل وأُقْعِمَ: أَصابه طاعون أَو داء فمات من ساعته.
وأَقْعَمتْه الحيةُ: لدغته فمات من ساعته.
والقَعَمُ: ردّة مَيَلٍ في الأَنف وطمأْنينة في وسطه، وقيل: هو ضِخَم الأَرنبة ونُتوءُها وانخفاض القصبة في الوجه، وهوأَحسن من الخَنَس والفَطَس، قَعِم قَعَماً، فهو أَقْعم، والأُنثى قَعْماء.
وحكى ابن بري عن ابن الأَعرابي: القَعَمُ كالخَنَس أَو أَحسن منه.
ويقال: في فمه قَعَمٌ أي عَوَجٌ، وفي أَسنانه قَعَم: وهو دخول أَعلاها إلى فمه.
وخُفٌّ أََقْعمُ ومُقْعَمٌ ومُقَعَّمٌ: متطامن الوسط مرتفع الأنف؛ قال: عَلَيَّ خُفّانِ مُهَدَّمانِ، مُشْتَبها الآنُفِ مُقْعَمانِ والقَيْعَمُ: السِّنَّور.
والقَعْمُ: صُياح السنور. الأَصمعي: لك قُعْمةُ هذا المال وقُمْعَتُه أي خِياره وأَجْوَدُه.

كنس (الصّحّاح في اللغة) [4]


الكانِسُ: الظبيُ يدخل في كِناسِهِ، وهو موضعه في الشجر يَكتَنُّ فيه ويستتر.
وقد كنَسَ الظبيُ يَكْنِسُ بالكسر.
وتَكَنَّسَ مثله.
وكَنَسْتُ البيت أكْنُسُهُ بالضم كَنْساً.
والمِكْنَسَةُ: ما يُكْنَسُ به.
والكُناسَةُ: القمامة.
والكَنيسةُ للنصارى.
والكُنَّسُ: الكواكبُ. قال أبو عبيدة: لأنها تَكْنِسُ في المغيب، أي تستتر.
ويقال هي الخُنَّسُ السيَّارة.

العَطَرَّدُ (القاموس المحيط) [4]


العَطَرَّدُ، كعَمَلَّسٍ:
العَطَوَّدُ في معانِيهِ.
وعُطارِدُ: نَجْمٌ من الخُنَّسِ في السماءِ السادسةِ، يُصْرَفُ ويُمْنَعُ، ورجلٌ من بني تَميمٍ رَهْط أبي رَجاءٍ عِمْرانَ بنِ مِلْحانَ، وابنُ حاجِبِ بنِ زُرارةَ صاحِبُ الحُلَّةِ التي رآها عُمَرُ تُباعُ في السُّوقِ، فقالَ للنبي صلى الله عليه وسلم: اشْتَرِها تَلْبَسها يومَ الجُمْعَةِ.
وعَطْرِدْهُ لنا،
واجْعَلْهُ لنا عُطْروداً، بالضم: صَيِّرْهُ لنا عِندَكَ كالعِدَّة، أو كالعُدَّة والعَتادِ.

عطرد (لسان العرب) [4]


ناقة عَطَرَّدَةٌ: مرتفعة.
ورجل عَطَرَّد، بتشديد الراء: طويل.
وسير عَطَرَّد: كعطوَّد.
ويوم عطرَّدٌ وعطوَّدٌ: طويل.
وطريق عطرَّد: ممتدّ طويل، وشأْوٌ عَطَرَّدٌ.
ويقال: عَطْرِدْ لنا عندك هذا يا فلان أَي صَيِّره لنا عندك كالعِدَة واجعله لنا عُطْروداً مِثْلُه؛ قال: ومنه اسم عُطارِدٍ.
وعُطارِدٌ: كوكب لا يفارق الشمس. قال الأَزهري: وهو كوكبُ الكتاب.
وقال الجوهري: هو نجم من الخُنَّسِ. حَيٌّ من سَعْد، وقيل: عُطارِدٌ بطنٌ من تَميمٍ رَهْطُ أَبي رَجاءٍ العُطاردي.

مرخ (الصّحّاح في اللغة) [4]


المَرْخُ: شجرٌ سريعُ الوَرْيِ.
وفي المثل: "في كلِّ شجرٍ نار، واستمجد المَرْخُ والعَفار" والعَفارُ: الزند وهو الأعلى، والمَرْخُ: الزَنْدَةُ وهي الأسفل. قال الشاعر:
وضُنُّ بقِدْرٍ فلم تُـعْـقَـبِ      إذا المَرْخُ لم يورِ تحت العَفار

ومَرَخْتُ جسدي بالدهن مَرْخاً، ومَرَّخْتُهُ تَمْريخاً.
وأمْرَخْتُ العجينَ، إذا أكثرت ماءه حتَّى رَقَّ.
والمِرِّيخُ: سهمٌ طويلٌ له أربع قُذَذٌ يُغْلى به. قال الشماخ:
كما سَطَعَ المِرِّيخُ شَمَّرَهُ الغالي      أرِقْتُ له القَوْمَ والصُبْحُ ساطِـعٌ

أي أرسله.
والمِرِّيخُ: نجمٌ من الخُنَّس.

قاعَ (القاموس المحيط) [3]


قاعَ الفَحْلُ قَوْعاً وقِياعاً: نَزَا،
و~ الكَلْبُ قَوَعاناً، محرَّكَةً: ظَلَعَ،
و~ فلانٌ: خَنَسَ ونَكَصَ.
والقَوْعُ: المِسْطَحُ يُلْقَى فيه التَّمْرُ أو البُرُّ،
ج: أقواعٌ.
والقاعُ: أرضٌ سَهْلَةٌ مُطْمَئِنَّةٌ، قد انْفَرَجَتْ عنها الجِبالُ والآكامُ،
ج: قِيعٌ وقِيعَةٌ وقِيعانٌ، بكسرهنّ، وأقْواعٌ وأقْوُعٌ،
و~ : أُطُمٌ بالمدينةِ، على ساكِنِها الصلاةُ والسلامُ،
وع قُرْبَ زُبالَةَ، ويومُ القاعِ: من أيَّامِهِم، وفيه أسَرَ بَسْطامُ بنُ قَيْسٍ أوسَ بنَ حُجْرٍ.
وقاعُ البَقيعِ: بِدِيارِ سُلَيْمٍ،
وقاعُ مَوْحوشٍ: باليَمامَةِ.
وتَقُوعُ، كتَكُونُ: ة بالقُدْسِ يُنْسَبُ إليها العَسَلُ.
وقاعَةُ الدارِ: ساحَتُها.
والقُواعُ، كغُرابٍ: الأرْنَبُ، وهي: بهاء.
وكشَدَّادٍ: . . . أكمل المادة الذِّئْبُ الصَّيَّاحُ.
وتَقَوَّعَ: مالَ في مِشْيَتِهِ كالماشِي في مَكانٍ شائِكٍ،
و~ الحِرْباءُ الشَّجَرَةَ: عَلاها.

زَحَلَ (القاموس المحيط) [3]


زَحَلَ عن مَقَامِهِ، كمنَعَ: زالَ،
كَتَزَحْوَلَ، وأعْيا،
و~ عنْ مَكانِهِ زُحولاً: تَنَحَّى،
كتَزَحَّلَ، فهو زَحِلٌ وزِحْليلٌ،
و~ الناقةُ: تأخَّرَتْ في سَيْرِهَا.
وناقةٌ زَحولٌ: إذا وَرَدَتِ الحَوْضَ فَضَرَبَ الزائِدُ وَجْهَها، فَوَلَّتْ عَجُزَها، ولم تَزَلْ تَزْحَلُ حتى تَرِدَ.
ورَجُلٌ زُحَلٌ، كصُرَدٍ: يَزْحَلُ عن الأُمورِ، وهي: بهاءٍ.
وعقبَةٌ زَحولٌ: بَعيدَةٌ.
وزُحَلُ، كَزُفَرَ مَمْنُوعاً: كَوْكَبٌ من الخُنَّسِ، وغُلامُ زُحَلَ: أبو القاسِمِ المُنَجِّمُ، م.
والزِحْليل، بالكسر: المَكانُ الضَّيِّقُ الزَّلِقُ من الصَّفا،
كالزُّحْلُولِ، والسَّريعُ.
وأزْحَلَهُ إليه: ألْجَأَهُ، وأبعدَهُ،
كَزَحَّلَهُ تَزْحِيلاً.
وكهُمَزَةٍ: دابَّةٌ تَدْخُلُ (في) جُحْرِها من قِبَلِ اسْتِها، والرَّجُلُ لا يَسيحُ في . . . أكمل المادة الأرضِ.
وازْحَأَلَّ: مَقْلُوبُ احْزَأَلَّ.
والزِحَلُّ، كخِدَبٍّ: الجَمَلُ يُزَحِّلُ الإِبِلَ يُزاحِمُها في الوِرْدِ حتى يُنَحِّيَها فَيَشْرَبَ.
والزَّيْحَلَةُ: مِشْيَةُ خُيَلاءَ.

برجس (لسان العرب) [3]


البِرْجِسُ والبِرْجِيسُ: نجم قيل هو المُشتري.
وهو قيل: المِرِّيخُ، والأَعرف البِرْجِيسُ.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، سئل عن الكواكب الخُنَّسِ، فقال: هي البِرْجِيسُ وزُحَلُ وبَهْرَامُ وعُطارِدُ والزُّهَرَةُ؛ البِرْجيسُ: المُشْتَرِي، وبَهْرام: المِرِّيخ.
والبُرْجاسُ: غَرَض في الهواء يرمى به؛ قال الجوهري: وأَظنه مولِّداً. شمر: البُرْجاسُ شبه الأَمارَةِ تنصب من الحجارة. غيره: المِرْجاسُ حجر يرمى به في البئر ليطيب ماؤُها وتفتح عيونها؛ وأَنشد: إِذا رَأَوْا كَريهَةً يَرْمُونَ بي، رَمْيَكَ بالمِرْجاسِ في قَعْرِ الطَّوِي قال: ووجدت هذا في أَشعار الأَزْد بالبُرْجاس في قعر الطَّوي، والشعر لسعد بن المنتحر (* قوله «لسعد بن المنتحر» كذا بالأصل بالحاء المهملة وفي شرح القاموس بالحاء . . . أكمل المادة المعجمة.) البارقي، رواه المُؤَرِّجُ، وناقة بِرْجِيسٌ أَي غزيرة.

المَرْخُ (القاموس المحيط) [3]


المَرْخُ: شَجَرٌ سَريعُ الوَرْيِ.
ومَرَخَ، كمَنَعَ: مَزَحَ،
و~ جَسَدَه: دَهَنَه بالمَرُوخِ، وهو: ما يُمْرَخُ به البَدَنُ من دُهْنٍ وغيره،
كمَرَّخَه.
وأمْرَخَ العَجينَ: رَقَّقَه.
وذُو المَمْروخِ: ع.
وكسِكِّينٍ: المُرْداسَنْجُ، والأَحْمَقُ، وسَهْمٌ طويلٌ له أرْبَعُ قُذَذٍ، ونَجْمٌ من الخُنَّس. القَرْنُ في جوفِ القَرْنِ.
وككَتِفٍ من الشَّجَرِ: اللَّيِّنُ،
كالمِرِّيخِ، كسِكِّينٍ،
و~ من الناسِ: الكثيرُ الادِّهانِ.
ومارِخةُ: امرأةٌ كانتْ تَتَخَفَّزُ، ثم وجَدوها تَنْبِشُ قَبْراً، فقيل: "هذا حَياءُ مارِخَةَ".
والمُرْخَة، بالضم: البَلَحَةُ، والبُسْرَةُ،
ج: مُرَخٌ.
وثَوْرٌ أمْرَخُ: به نُقَطٌ بيضٌ وحُمْرٌ.
وكسُكَّرٍ: الذَّنَبُ.
وكزُبَيْرٍ: فَرَسُ الحارِثِ بنِ دُلَفَ.
والمارِخُ: الجاري، والمُجْري.
والمَرْخاءُ: الناقةُ المُسْرِعَةُ نشاطاً.
ومَرْخٌ ومَرْخَتانِ، ومَرَخٌ، محرَّكةً: مواضِعُ.
ومَرَخاتٌ، كعَرفاتٍ: مَرْسًى ببحْر اليمنِ.
وذُو . . . أكمل المادة مَرَخٍ، محرَّكةً: وادٍ بالحجاز.
وذُو مراخٍ، كسحابٍ: وادٍ.

كَنَسَ (القاموس المحيط) [3]


كَنَسَ الظَّبْيُ يَكْنِسُ: دَخَلَ في كِناسِهِ،
كتَكَنَّسَ، وهو مُسْتَتَرُهُ في الشجرِ، لأنه يَكْنِسُ الرمْلَ حتى يَصِلَ
ج: كُنُسٌ وكُنَّسٌ، كرُكَّعٍ، وع.
والجَواري الكُنَّسُ: هي الخُنَّسُ، لأنها تَكْنِسُ في المَغِيبِ، كالظِّبَاء في الكُنُسِ، أو هي كُلُّ النُّجُومِ، لأنها تَبْدُو ليلاً وتَخْفَى نَهاراً، أو الملائكةُ، أو بَقَرُ الوَحْشِ وظِبَاؤُهُ.
والكُنَاسَةُ، بالضم: القُمَامَةُ،
وع بالكوفة.
وسَمَّوْا: كُنَاسَةَ.
والكَنِيسَةُ: مُتَعَبَّدُ اليَهُودِ أو النصارى أو الكُفَّارِ، ومَرْسًى ببحرِ اليمنِ مما يَلِي زَبِيدَ، والمرأةُ الحَسْنَاء.
والكَنيسةُ السَّوداء: د بثَغْرِ المَصِيصَةِ.
والكُنَيِّسَةُ، تصغيرُ الكَنيسةِ: سبعةُ مَواضِعَ، سِتَّةٌ بمصْرَ،
ود قربَ عَكَّاء.
وفِرْسِنٌ مَكْنُوسَةٌ، أي: مَلْساءُ الباطِنِ، أو جَرْداءُ الشَّعَرِ.
ومِكْنَاسَةُ الزَّيْتُونِ، بالكسر: د بالمغرب.
ومِكْناسَةُ: . . . أكمل المادة حِصْنٌ بالأنْدَلُس.
وتَكَنَّسَ: دَخَلَ الخَيْمَةَ،
و~ المرأةُ: دَخَلَتِ الهَوْدَجَ.

ذلف (لسان العرب) [3]


الذَّلَفُ، بالتحريك: قِصَرُ الأَنفِ وصِغَرُه، وقيل: قصر القصَبة وصغر الأَرْنبة، وقيل: هو كالخَنَس، وقيل: هو غِلَظ واسْتِواء في طرَف الأَرنبة، وقيل: هو كالهامةِ فيه ليس بِحَدٍّ غليظ وهو يعتري الملاحة، وقيل: هو قصر في الأَرنبة واستِواء في القصبة من غير نتوء، والفَطَسُ لُصوق القصبة بالأَنف مع ضِخَم الأَرنبة، ذَلِفَ ذَلَفاً؛ وقال أَبو النجم: لِلَّثْمِ عِنْدي بَهْجةٌ ومَزِيّةٌ، وأُحِبُّ بَعضَ مَلاحَةِ الذَّلْفاء وفي الصحاح: هو صغر الأَنف واستواء الأَرنبة، تقول: رجل أَذْلَفُ بَيِّنُ الذَّلَفِ، وقد ذَلَف، وامرأَة ذَلْفاء من نِسْوة ذُلْفٍ ومنه سميت المرأة؛ قال الشاعر: إنما الذَّلْفاءُ ياقُوتةٌ، أُخْرِجَتْ من كِيسِ دِهْقان وفي الحديث: لا تَقومُ الساعةُ . . . أكمل المادة حتى تُقاتلُوا قوماً صِغارَ الأَعْيُنِ ذُلْفَ الآنُفِ؛ الذَّلَفُ، بالتحريك: قصر الأَنف وانْبِطاحُه، وقيل: ارْتِفاعُ طرَفِه مع صغر أَرْنَبَتِه.
والذُّلْفُ، بسكون اللام: جمع أَذْلَف كأَحمر وحُمْرٍ، والآنُفُ: جمع قلة للأَنْف وُضِعَ مَوْضع جمع الكثرة؛ قال ابن الأَثير: ويحتمل أَنه قللها لصغرها.
والذَّلَفُ كالدَّكِّ من الرِّمالِ: وهو ما سَهُلَ منه، والدَّكُّ عن أَبي حنيفة.

نجش (لسان العرب) [4]


نَجَشَ الحديثَ يَنْجُشُه نَجْشاً: أَذاعَه.
ونَجَشَ الصيدَ وكلَّ شيء مستور يَنْجُشُه نَجْشاً: استثاره واستخرجه.
والنَّجاشِيّ: المستخرجُ للشيء؛ عن أَبي عبيد، وقال الأَخفش: هو النَّجاشِيُّ والناجِشُ الذي يُثِير الصيدَ ليمُرّ على الصيّاد.
والناجِشُ: الذي يَحُوش الصيد.
وفي حديث ابن المسيّب: لا تطلُع الشمسُ حتى يَنْجُشَها ثلثمائة وستون ملَكاً أَي يَسْتَثِيرها. التهذيب: النَّجاشِيُّ هو الناجِشُ الذي يَنْجُش نَجْشاً فيستخرجه. شمر: أَصلُ النَّجْشِ البحثُ وهو استخراج الشيء.
والنَّجْشُ: اسْتِثارةُ الشيء؛ قال رؤبة: والخُسْرُ قولُ الكَذِب المَنْجُوشِ ابن الأَعرابي: مَنْجُوشٌ مُفْتَعَلٌ مَكْذوب.
ونَجشوا عليه الصيد كما تقول حاشوا.
ورجل نَجُوش ونجَّاش ومِنْجَشٌ ومِنْجاشٌ، مُثِيرٌ للصيد.
والمِنْجَشُ والمِنْجاشُ: الوَقَّاعُ في الناس.
والنَّجْشُ والتَّناجُشُ: الزيادةُ في السِّلْعة أَو المَهْرِ لِيُسْمَع بذلك فيُزاد فيه، . . . أكمل المادة وقد كُرِه، نَجَشَ يَنْجُشُ نَجْشاً.
وفي الحديث: نَهى رسولُ اللَّه، صلى اللّه عليه وسلم، عن النَّجْش في البيع وقال: لا تَناجَشُوا، هو تَفاعُل من النَّجْش؛ قال أَبو عبيد: هو أَن يَزيدَ الرجلُ ثمنَ السِّلعة وهو لا يريد شراءها، ولكن ليسمعه غيرُه فيَزيد بزيادته، وهو الذي يُرْوَى فيه عن أَبي الأَوفى: الناجِشُ آكلُ رِباً خائنٌ. أَبو سعيد: في التَّناجُش شيءٌ آخرُ مباح وهي المرأَة التي تزوَّجت وطُلِّقت مرة بعد أُخرى، أَو السِّلعةُ التي اشْتُرِيت مرة بعد مرة ثم بيعت. ابن شميل: النَجْشُ أَن تمدح سِلعةَ غيرِك ليبيعها أَو تَذُمَّها لئلا تَنْفُق عنه؛ رواه ابن أَبي الخطاب. الجوهري: النَّجْشُ أَن تُزايدَ في البيع ليقع غيرُك وليس من حاجتك، والأَصل فيه تَنْفيرُ الوحش من مكان إِلى مكان.
والنَّجْشُ: السَّوق الشديد.
ورجل نَجَّاشٌ: سوّاق؛ قال: فما لها، اللَّيلةَ، من إِنْفاشِ غيرَ السُّرَى وسائقٍ نَّجَّاشِ ويروى: والسائق النجاش. قال أَبو عمرو: النجَّاشُ الذي يسوق الرِّكابَ والدواب في السُّوق يستخرج ما عندها من السير.
والنَّجَاشةُ: سرعةُ المشي، نَجَشَ يَنْجُشُ نَجْشاً. قال أَبو عبيد: لا أَعرف النِّجاشةَ في المشي.
ومَرَّ فلان ينْجُش نَجْشاً أَي يُسْرع.
وفي حديث أَبي هريرة قال: إِن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، لَقِيَه في بعض طرق المدينة وهو جُنُبٌ قال فانْتَجَشْتُ منه؛ قال ابن الأَثير: قد اختُلف في ضبطها فرُوي بالجيم والشين المعجمة من النَّجْش الإِسراعٍ، ورُوِي فانْخَنَسْت واخْتَنَسْت، بالخاء المعجمة والسين المهملة، من الخُنُوسِ التأَخُّرَ والاختفاء. يقال: خَنَس وانخَنَس واخْتَنَس.
ونَجَشَ الإِبلَ يَنْجُشُها نجْشاً: جَمَعها بعد تَفْرقة.
والمِنْجاش: الخيطُ الذي يجمع بين الأَدِيمَين ليس بخَرْز جيد.
والنَّجاشيّ والنِّجاشِيّ: كلمةٌ للحبَش تُسَمي بها ملوكها: قال ابن قتيبة: هو بالنَّبَطِيَّة أَصْحَمَة أَي عَطِيَّة. الجوهري: النَّجَاشيّ، بالفتح، اسم ملك الحبشة وورد ذكره في الحديث في غير موضع؛ قال ابن الأَثير: والياء مشددة، قال: وقيل الصواب تخفيفها.

حَجَزَهُ (القاموس المحيط) [3]


حَجَزَهُ: يَحْجُزُهُ ويَحْجِزُهُ حَجْزَاً وحِجِّيزَى وحِجَازَةً: مَنَعَهُ، وكفَّهُ، فانْحَجَزَ،
و~ بينهما: فَصَلَ،
و~ البعيرَ: أناخَهُ، ثم شَدَّ حَبْلاً في أصلِ خُفَّيْهِ من رِجْلَيْهِ، ثم رَفَعَ الحَبْلَ من تَحْتِهِ، فَشَدَّهُ على حَقْوَيْهِ، لِيُدَاوِيَ دَبَرَتَهُ.
وذلك الحَبْلُ، وكلُّ ما تَشُدُّ به وسَطَكَ لِتُشَمِّرَ ثِيَابَكَ: حِجَازٌ.
والحَجَزَةُ: الظَّلَمَةُ الذينَ يَمْنَعُونَ بعضَ الناسِ من بعضٍ، ويَفْصِلُونَ بينهم بالحقِّ، جمعُ حاجِزٍ.
والمَحْجُوزُ: المُصابُ في مُحْتَجَزِهِ ومُؤْتَزَرِهِ، والمَشْدُودُ بالحِجَازِ.
والحُجْزَةُ، بالضم: مَعْقِدُ الإِزار،
و~ من السَّراوِيلِ: مَوْضِعُ التِّكَّةِ،
و~ من الفرسِ: مَرْكَبُ مُؤَخَّرِ الصِّفَاقِ بالحَقْوِ.
والحِجْزُ، بالكسر ويُضَمُّ: الأصلُ، والعشيرَةُ، والناحيةُ، وبالتحريك: الزَّنَجُ لِمَرَضٍ في المِعَى، والفِعْلُ كفَرِحَ.
وحِجْزَى، كذِكْرَى: ة بِدِمَشْقَ، وهو حِجْزاوِيُّ.
والحِجَازُ: . . . أكمل المادة مكةُ والمدينةُ والطائِفُ ومخَالِيفُهَا، لأنها حَجَزَت بينَ نَجْدٍ وتِهامَةَ، أو بينَ نَجْدٍ والسَّراةِ، أو لأنَّها احْتُجِزَتْ بالحِرارِ الخَنْسِ، حَرَّةِ بني سُلَيْمٍ وواقِمٍ ولَيْلَى وشَوْرَانَ والنارِ.
واحْتَجَز: أتاهُ،
كانْحَجَزَ وأحْجَزَ، واجْتَمَعَ، وَحَمَلَ الشيء في حُجْزَتِهِ،
و~ بإِزارِهِ: شَدّهُ على وَسَطِهِ.
والمُحْتَجِزَةُ: النَّخْلَةُ تكونُ عُذُوقُها في قَلْبِهَا.
والمُحَاجَزَةُ: المُمَانَعَةُ.
وتَحاجَزَا: تمَانَعَا.
والحَجَائزُ: ع باليمامة.
وحَجَازَيْكَ، بالفتح، أي:
احْجُزْ بَيْنَ القومِ حَجْزاً بعدَ حَجْزٍ.
وشِدَّةُ الحُجْزَةِ: كِنَايَةٌ عن الصَّبْرِ.
وهو داني الحُجْزَةِ، أي مُمْتَلِئ الكَشْحَيْنِ، وهو عَيْبٌ.
ويقالُ: وَرَدَتِ الإِبِلُ ولها حُجَزٌ، أي: شِبَاعاً عِظَامَ البُطُونِ.

ز - ل - م (جمهرة اللغة) [3]


همُ مَنعوا الشيخَ المَنافيَّ بعدما ... رأى حُمَةَ الإزميل فوق البَراجمِ يعني بالمنافيّ أبا لهب. وقد سمّت العرب زاملاً وإزُمَيْلاً وزَوْمَلاً وزَمَلاً. وزَوْمَل: اسم امرأة. وقد قالوا أيضاً: رجل زُمَيْلَة، في معنى زُمَّيْل. ولَزِمْتُ الشيءَ ألزَمه لَزْماً ولزوماً، إذا لم تفارقه، ولازمتُه ملازمة ولِزاماً. ويقال: ليس هذا الأمر ضربةَ لازمٍ ولازبٍ، وقد قال بعض أهل اللغة: ليس اللُّزوب كاللّزوم؛ اللّزوب: تداخل الشيء بعضه في بعض، واللّزوم: المماسّة والملاصقة. واللِّزام: الفَيْصل؛ هكذا يقول أبو عبيدة في قوله جلّ وعزّ: " فسوف يكونُ لِزاماً " ، قال: فيصلاً: كأنه عنده من الأضداد، واحتجّ بقول الشاعر: لا زِلْتَ محتملاً عليّ ضغينةً ... حتى المماتِ . . . أكمل المادة تكون منك لِزاما قال: فيصلاً. ورجل لُزَمَة لُذَمَة، إذا لزم الشيءَ ولم يفارقه. واللَّمْز من قولهم لَمَزْتُه بكذا وكذا، أي عِبته أو لقّبته؛ ومنه الهُمَزَة واللُّمَزَة، فُسِّر في التنزيل يلمِز الناس ويهمِزُهم، أي يقع فيهم وينال من أعراضهم. وأنشد أبو عُبيدة وذكر أنه المغتاب: إذا لَقِيتُك عن شَحْطٍ تُكاشِرني ... وإن تغيّبتُ كنتَ الهامزَ اللُّمَزَهْ والمَلْز لغة في المَلْس؛ مَلَزَ عنّي ومَلَسَ، إذا خَنَسَ عنك، وقد قالوا: امَّلز وامّلس.

فطس (لسان العرب) [3]


الفَطَس: عِرَضُ قَصَبَة الأَنف وطُمَأْنِينَتُها، وقيل: الفَطَس، بالتحريك، انخِفاضُ قَصَبَة الأَنف وتَطامُنها وانتِشارُها، والاسم الفَطَسَة لأَنها كالعاهة، وقد فَطِسَ فَطَساً، وهو أَفطَس، والأُنثى فطساء.
والفَطَسة: موضع الفَطَس من الأَنف.
وفي حديث أَشراط الساعة: تُقاتِلون قَوْماً فُطْس الأُنوف؛ الفَطَس: انخِفاض قَصَبَة الأَنف وانفِراشُها.
وفي الحديث في صفة نَمْرَةِ العَجُوزِ: فُطْسٌ خُنْسٌ أَي صغار الحب لاطئة الأَقْماع.
وفُطْس: جمع فَطْساء.
والفِطِّيسة والفِنْطِيسَة: خَطْم الخنزير.
ويقال لِخَطْم الخنزير: فَطَسَة؛ وروي عن أَحمد ابن يحيى قال: هي الشفة من الإِنسان، ومن ذات الخف المِشْفَر، ومن السباع الخَطْم والخُرْطُوم، ومن الخنزير الفِنْطِيسة؛ كذا رواه على فِنْعِيلة، والنون زائدة: الجوهري: فِطِّيسة الخنزير أَنفه، وكذلك الفِنْطِيسة.
والفِطِّيس، مثال الفِسِّيق: المِطْرَقَة العظيمة . . . أكمل المادة والفَأْس العظيمة.
والفَطْسُ: حبُّ الآس، واحدته فَطْسة.
والفَطْس: شدّة الوطء.
وفَطَس يَفْطِس فُطُوساً إِذا مات؛ وقيل: مات من غير داء ظاهر.
وطَفَسَ أَيضاً: مات، فهو طافِس وفاطِس؛ أَنشد ابن الأَعرابي: تَتْرُكُ يَرْبُوعَ الفَلاةِ فاطِسا والفَطْسَة، بالتسكين: خَرَزَة يؤخَّذ بها؛ يقولون (* قوله «يقولون أَخذته إلخ» عبارة القاموس وشرحه: يقولون: أَخذته بالفطسة بالثؤبا والعطسة بقصر الثؤباء مراعاة لوزن المنهوك.) : أَخَّذْتُه بالفَطْسَةِ بالثُّؤَبَا والعَطْسَةِ قال الشاعر: جَمَّعْنَ من قَبَلٍ لَهُنَّ وفَطْسةٍ والدَّرْدَبِيسِ، مُقابَلاً في المَنْظَمِ

جمس (لسان العرب) [2]


الجامِسُ من النبات: ما ذهبت غُضُوضَتُه ورُطوبته فَوَلَّى وَجَسا.
وجَمَسَ الوَدَكُ يَجْمُسُ جَمْساً وجُمُوساً وجَمُس: جَمَدَ، وكذا الماءُ، والماءُ جامِسٌ أَي جامد، وقيل: الجُمُوسُ للودك والسمن والجُمُودُ للماء؛ وكان الأَصمعي يعيب قول ذي الرمة: ونَقْري عَبِيطَ اللَّحْمِ والماءُ جامِسُ ويقول: إِنما الجُموس للودك.
وسئل عمر، رضي اللَّه عنه، عن فأْرَة وقعت في سمن، فقال: إِن كان جامِساً أُلْقيَ ما حوله وأُكلَ، وإِن كان مائعاً أُريقَ كله؛ أَراد أَن السمن إِن كان جامداً أُخِذَ منه ما لَصِقَ الفأْرُ به فَرُمِيَ وكان باقيه طاهراً، وإِن كان ذائباً حين مات فيه نَجُسَ كله.
وجَمَس وجَمَدَ بمعنى واحد.
ودَمٌ جَمِيسٌ: يابس.
وصخرة جامسة: يابسة لازمة لمكانها مقشعرّة.
والجُمْسَةُ: . . . أكمل المادة القطعة اليابسة من التمر.
والجُمْسَةُ: الرُّطَبَة التي رَطُبَتْ كلها وفيها يُبْسٌ. الأَصمعي: يقال للرُّطَبة والبُسْرَة إِذا دخلها كلها الإِرْطابُ وهي صُلْبَة لم تنهضم بَعْدُ فهي جُمْسَة، وجمعها جُمْسٌ.
وفي حديث ابن عمير: لَفُطْسٌ خُنْسٌ بزُبْدٍ جُمْسٍ؛ إِن جعلتَ الجُمْسَ من نعت الفُطْسِ وتريد بها التمر كان معناه الصُّلْبَ العَلِكَ، وإِن جعلته من نعت الزُّبْد كان معناه الجامد؛ قال ابن الأَثير: قاله الخطابي، قال: وقال الزمخشري الجَمْسُ، بالفتح، الجامد، وبالضم: جمع جُمْسَة، وهي البُسْرَة التي أَرْطَبت كلُّها وهي صُلْبَةٌ لم تنهضم بَعْدُ.
والجاموس: الكَمْأَةُ. ابن سيده: والجَمامِيسُ الكمأَة، قال: ولم أَسمع لها بواحد؛ أَنشد أَبو حنيفة عن الفراء: ما أَنا بالغادي، وأَكْبَرُ هَمِّه جَمامِيسُ أَرْضٍ، فَوْقَهُنَّ طُسُومُ والجامُوسُ: نوع من البَقر، دَخيلٌ، وجمعه جَوامِيسُ، فارسي معرّب، وهو بالعجمية كَوامِيشُ.

قهد (لسان العرب) [2]


القَهْدُ: النَّقِيُّ اللوْنِ.
والقَهْدُ: الأَبيض، وخص بعضهم به البِيضَ من أَولاد الظِّباءِ والبَقَر.
والقَهْدُ: من أَولاد الضأْنِ يَضْرِبُ إِلى البياض، ويقال لولد البقرة قَهد أَيضاً.
والساجِسِيَّةُ: غنم تكون بالجزيرة؛ وأَنشد: نَقُودُ جِيادَهُنَّ ونَفْتَلِيها، ولا نَعْدُو التُّيُوسَ ولا القِهادا وقيل: القِهادُ شاءٌ حِجازية سُكُّ الأَذناب؛ وأَنشد الأَصمعي للحطيئة: أَتَبْكي أَن يُساقَ القَهْدُ فِيكُم؟ فَمَنْ يَبْكي لأَهْلِ السَّاجِسيِّ؟ وقيل: القَهْدُ الصغير من البقر اللطيفُ الجسم؛ ويقال: القهد القصير الذنب، وقيل: القَهْدُ غنم سُود باليمن وهي الخرف (* قوله «وهي الخرف» كذا في الأصل بالخاء المعجمة والراء.
وفي القاموس الخذف قال شارحه بفتح الخاء وسكون الذال المعجمتين وآخره فاء، هكذا في النسخ وفي بعضها خرف . . . أكمل المادة بالراء بدل الذال ومثله في اللسان وكل ذلك ليس بوجه والصواب الحذف بالمهملة ثم المعجمة محركة كما هو نص الصاغاني.) والقَهْدُ: ضرب من الضأْن يعلوهن حمرة وتَصْغُر آذانهن، وقيل: القهد من الضأْن الصغير الأُحَيْمِر الأُكَيْلِفُ الوجهِ من شاءِ الحجاز.
وقال ابن جبلة: القَهد الذي لا قرن له.
والقهد: الجُؤْذَرُ؛ عن أَبي عبيدة؛ قال الراعي: وساقَ النِّعاجَ الخُنْسَ، بَيْني وبينَها بِرَعْنِ أَشاءٍ، كلُّ ذي جُدَدٍ قَهْد وقيل: القَهْدُ ولد الضأْن إِذا كان كذلك، وجمع كل ذلك قِهاد. الجوهري: القَهْد مثل القَهْب وهو الأَبيض الكَدِر.
وقال أَبو عبيد: أَبيض وقَهْب وقَهْد بمعنى واحد؛ وقال لبيد: لمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تَنازَعَ شِلْوَه غُبْسٌ كواسِبُ، لا يُمَنُّ طَعامُها وصَف بقرةً وحشية أَكلت السباعُ ولدَها فجعله قَهْداً لبياضه. التهذيب: قَهَد في مشيه إِذا قارب خَطْوَه ولم ينبسط في مشيه، وهو من مَشْيِ القِصار.
والقَهْدُ: النَّرْجِسُ إِذا كان جُنْبذاً لم يَتَفَتَّحْ، فإِذا تَفَتَّح فهي التفاتيحُ والتفاقيحُ والعُيون.
والقِهادُ: اسم موضع.

أشي (لسان العرب) [2]


أَشى الكلامَ أَشْياً: اخْتَلَقَه.
وأَشِيَ إليه أَشْىاً: اضْطُرَّ.
والأَشاءُ، بالفتح والمد: صِغار النَّخْل، وقيل: النخل عامَّةً، واحدته أَشاءَةٌ، والهمزة فيه منقلبة من الياء لأَن تصغيرها أُشَيٌّ، وذهب بعضهم إلى أَنه من باب أَجَأَ، وهو مذهب سيبويه.
وفي الحديث: أَنه انطلق إلى البَراز فقال لرجل كان معه ائتِ هاتَيْنِ الأَشاءَتَيْنِ فقُلْ لهما حتى تجتمعا فاجتمعتا فقَضى حاجتَه، هو من ذلك.
ووادي الأَشاءَيْنِ (* قوله «ووادي الاشاءين» هكذا ضبط في الأصل بلفظ التثنية، وتقدم في ترجمة أشر أشائن وهو الذي في القاموس في ترجمة أشا، والذي سبق في ترجمة زهف أشائين بزنة الجمع): موضع؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: لِتَجْرِ المَنِيَّةُ بَعْدَ امْرِئٍ، بوادي أَشاءَيْن، أَذْلالَها . . . أكمل المادة ووادي أُشَيّ وأَشِيّ: موضع؛ قال زيادُ بنُ حَمْد، ويقال زياد بن مُنْقِدٍ: يا حَبَّذا، حِينَ تُمْسي الرِّيحُ بارِدَةً، وادي أُشَيٍّ وفِتِيانٌ به هُضُمُ ويقال لها أَيضاً: الأَشاءَة؛ قال أَيضاً فيها: يا لَيْتَ شِعْريَ عنْ جَنْبَيْ مُكَشَّحَةٍ، وحَيْثُ يُبْنى مِن الحِنَّاءَةِ الأُطُمُ عَنِ الأَشاءَة هَلْ زالَتْ مَخارِمُها؟ وهَلْ تَغَيَّرَ من آرامِها إرَمُ؟ وجَنَّةٍ ما يَذُمُّ الدَّهْرَ حاضِرُها، جَبَّارُها بالنَّدى والحَمْلِ مُحْتَزِمُ وأَورد الجوهري هذه الأَبيات مستشهداً بها على أَن تصغير أَشاء أُشَيٌّ، ثم قال: ولو كانت الهمزة أَصلية لقال أُشَيءٌ، وهو واد باليمامة فيه نخيل. قال ابن بري: لام أَشاءَة عند سيبويه همزة، قال: أَما أُشَيّ في هذا البيت فليس فيه دليل على أَنه تصغير أَشاء لأَنه اسم موضع.
وقد ائْتَشى العَظْمُ إذا بَرَأَ من كَسْرٍ كان به؛ هكذا أَقرأَه أَبو سعيد في المصنَّف؛ وقال ابن السكيت: هذا قول الأَصمعي، وروى أَبو عمرو والفراء: انْتَشى العَظْمُ، بالنون.
وإشاء: جبل؛ قال الراعي: وساقَ النِّعاجَ الخُنْسَ بَيْني وبَيْنَها، برَعْنِ إشاءٍ، كلُّ ذي جُدَدٍ قَهْد

سَرَقَ (القاموس المحيط) [2]


سَرَقَ منه الشيءَ يَسْرِقُ سَرَقاً، مُحرَّكةً، وككتِفٍ، وسَرَقَةً، مُحرَّكةً، وكفَرِحَةٍ، وسَرْقاً، بالفتحِ،
واسْتَرَقَهُ: جاءَ مُسْتتِراً إلى حِرْزٍ، فأَخَذَ مالاً لِغَيْرِهِ، والاسْمُ:
السَّرْقَةُ، بالفتحِ، وكفَرِحَةٍ وكَتِفٍ.
وسَرِقَ، كفَرِحَ: خَفِيَ.
والسَّرَقُ، مُحرَّكةً: شُقَقُ الحَريرِ الأبْيَضِ، أو الحَريرُ عامَّةً، الواحدَةُ: بهاءٍ.
وسَرِقَتْ مَفاصِلُهُ، كفَرِحَ: ضَعُفَتْ،
كانْسَرَقَتْ،
و~ الشيءُ: خَفِيَ.
وسَرَقَةُ، مُحرَّكةً: أقْصى ماءٍ بالعالِيَةِ.
ومَسْروقُ بنُ الأجْدَعِ: تابِعِيٌّ، وابنُ المَرْزُبانِ: مُحدِّثٌ.
وكسُكَّرٍ: ع بسِنْجارَ، وكُورَةٌ بالأهْوازِ، وابنُ أسَدٍ الجُهَنِيُّ: صَحابِيٌّ، وكان اسْمُه الحُبابَ، فابْتاعَ من بَدَويٍّ راحِلَتَيْنِ، ثم أجْلَسَه على بابِ دارٍ ليَخْرُجَ إليه بِثَمَنِهما، فَخَرَجَ من البابِ الآخَرِ، وهَرَبَ بهما، فأُخْبِرَ به . . . أكمل المادة النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، فقالَ: "التَمِسُوهُ"، فلما أُتيَ به، قال له: "أنتَ سُرَّقٌ"، وكانَ يقولُ: لا أُحِبُّ أن أُدْعَى بغيرِ ما سَمَّانِي به رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم.
وأحمدُ بنُ سُرَّقٍ المَرْوَزيُّ: أخْباريٌّ.
والسَّوارِقيَّةُ: ة بينَ الحَرَمَيْنِ.
والسِرْقينُ، (وقد يُفْتَحُ) مُعَرَّبُ: سِرْكين.
والسَّوارِقُ: الجَوامِعُ، جَمْعُ سارِقَةٍ، والزوائِدُ في فَرَاشِ القُفْلِ.
وساروقُ: ة بالرومِ.
وسُراقَةُ، كثُمامَةٍ، ابنُ كعْبٍ، وابنُ عَمْرٍو، وابنُ الحَارِثِ، وابنُ مالِكٍ المُدْلِجِيُّ، وابنُ أبي الحُبابِ، وابنُ عَمْرٍو (ذو النونِ): صَحابيُّونَ.
وقولُ الجَوهرِيِّ: ابنُ جُعْشُمٍ، وهَمٌ، (وإنما هو جَدُّهُ).
وسَمَّوا: سارِقاً وسَرَّاقاً.
والتَّسْريقُ: النِسْبَةُ إلى السَّرِقَةِ.
والمُسْتَرِقُ: الناقِصُ الضَّعيفُ الخَلْقِ، والمُسْتَمِعُ مُخْتَفِياً.
ومُسْتَرِقُ العُنُقِ: قَصيرُها.
وهو يُسارِقُ النَّظَرَ إليه، أي: يَطْلُبُ غَفْلَةً لِيَنْظُرَ إليه.
وانْسَرَقَ: فَتَرَ وضَعُفَ،
و~ عنهم: خَنَسَ لِيَذْهَبَ.
وتَسَرَّقَ: سَرَقَ شيئاً فشيئاً.
والإِسْتَبْرَقُ: للغَليظِ من الديباجِ في: ب ر ق.

زحل (لسان العرب) [2]


زَحَل الشيءُ عن مَقامه يَزْحَل زَحْلاً وزُحُولاً وتَزَحْوَلَ، كلاهما: زَلَّ عن مكانه، وزَحْوَلَهُ هو: أَزَلَّه وأَزاله؛ ومنه قول لبيد:لو يَقومُ الفِيلُ أَو فَيَّاله، زَلَّ عن مثل مَقامِي وزَحَل وفي حديث أَبي موسى: أَتاه عبد الله يَتَحَدَّث عنده، فلما أُقيمت الصلاة زَحَلَ وقال: ما كنت أَتَقَدَّم رَجُلاً من أَهل بَدْر، أَي تأَخر ولم يَؤُمَّ القوم، وفي حديث الخدري: فلما رآه زَحَلَ له وهو جالس إِلى جنب الحسين؛ ومنه حديث ابن المسيَّب: قال لقتادة ازْحَلْ عَنِّي فقد نَزَحْتَني أَي أَنْفَدْت ما عندي. الجوهري: تَزَحَّلَ تَنَحَّى وتَبَاعد، فهو زَحِلٌ وزِحْلِيلٌ.
وفي الحديث: غَزَوْنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فكان رجل . . . أكمل المادة من المشركين يَدُقُّنا ويُزَحِّلنا من ورائنا أَي يُنَحَّينا، ويروى يَزْجُلنا، بالجيم، أَي يَرْمِينا، ويروى يَدُفُّنا، بالفاء، من الدَّفِّ السَّيْرِ.
وزَحَلَ الرجلُ كزَحَف إِذا أَعيا.
وزَحَلَت الناقةُ: تأَخرت في سيرها تَزْحَل؛ وأَنشد: قد جَعَلَتْ نابُ دُكَيْنٍ تَزْحَلُ أُخْراً، وإِنْ صَاحُوا به وحَلْحَلوا والمَزْحَل: الموضع الذي تَزْحَل إِليه، وقد يكون مصدراً. يقال: إِنَّ لي عنك مَزْحَلاً أَي مُنْتَدَحاً؛ وقال الأَخطل: يَكُنْ عن قريش مُسْتَمازٌ ومَزْحَل وناقة زَحُولٌ إِذا وَرَدت الحوض فضرب الذّائِدُ وَجْهَها فَوَلَّتْه عَجْزُها ولم تَزَلْ تَزْحَل حتى تَرِدَ الحَوْضَ. قال ابن السكيت: قيل لابنة الخُسِّ أَيُّ الجِمال أَفْرَهُ في الوِرْد؟ فقالت: السِّبَحْل الزِّحَلّ، (* قوله «الزحل» فسره في التهذيب فقال: الزحل الذي يزحل الابل يزحمها في الورد حتى ينحيها فيشرب، حكاه عن بهدل الدبيري) الراحِلةُ الفحلُ.
ورجل زُحَلٌ: يَزْحَلُ عن الأَمر، قبيحاً كان أَو حسناً، والأُنثى بالهاء.
وعُقْبَة زَحُولٌ: بعيدة.
وزُحَلُ: اسم كوكب من الخُنَّس؛ سئل محمد بن يزيد المبرد عن صرفه فقال: لا ينصرف لأَن فيه العلتين المعرفة والعُدول مثل عُمَر، وقيل للكوكب زُحَل لأَنه زَحَلَ أَي بَعُد، ويقال: إِنه في السماء السابعة.
والزِّحْلِيل: السريع؛ مَثَّلَ به سيبويه وفَسَّره السيرافي؛ قال ابن جني: قال أَبو علي زِحْلِيلٌ من الزَّحْل كسِحْتِيت من السَّحْت.
والزِّحْلِيل: المكان الضَّيِّق الزَّلِق من الصَّفا وغيره، وكذلك الزِّحْلِيف.

جمس (العباب الزاخر) [2]


الجاموس: واحد من الجواميس، فارسيّ معرّب، وهو بالفارسية كاوْمِيْشْ، وقد تكلّمَت به العَرب، قال رُؤبة:
لَيثٌ يَدُقَّ الأسدَ الهَمـوسـا      والأقْهَبَيْنِ الفيلَ والجاموسا

وقال جرير:
تدعوكَ تَيْمٌ وتَيْمٌ في قرى سـبـأٍ      قد عضَّ أعناقَهُم جِلدُ الجواميسِ

والأنثى: جاموسة، قال أبو الطوق الأعرابي في امرأتِهِ شَغْفَر:
جاموسَةٌ وفيلَةٌ ووخَنْـزَرُ      وكُلُّهُنَّ في الجمال شَغْفَرُ

وجُمُوْسُ الوَدَكِ: جُمُودُه.
وقال ابن دريد: كان الأصمعي يقولُ: أكثر ما تستعمل العرب في الماء: جَمَدَ؛ وفي السَّمن وغيره: جَمَسِ، وكان يعيب على ذي الرُّمَّةِ قوله:
نغار إذا ما الرّضوعُ أبدى عن البُرى      ونَقْري سَدِيْفَ الشَّحْمِ والماءُ جامِسُ

ويقول: لا يقال للماء إلاّ جامِد. وقال الدِّيْنَوَريُّ: الجامِس من النَّبات: ما . . . أكمل المادة ذَهَبَت غُضُوْضَتُه ورُطوبَتُهُ وجَسَأ، وجُمُوْسُه: صُمُوْلُه. وصخرة جامِسَة: إذا كانت قد لَزِمَت موضِعها وهي يابسة مُقشَعِرَّة، قال الفرزدق يَصِف القدور:
قُعُوداً وخلفَ القاعدينَ سُطُورُهُم      قيامٌ وأيديهم جُمُوسٌ ونُطَّـفُ


وسُئلَ ابن عمر -رضي الله عنهما- عن فأرةٍ وَقَعَت في سَمْنٍ فقال: إن كان مائعاً فالقِهِ كَلَّه، وإن كان جامِساً فألقِ الفأرَةَ وما حولَها وكلُّ ما بَقِيَ. وقول عبد الملك بن عُمَير: وقال المَدَني: والله لَفُطْسٌ خُنْسٌ؛ بِزُبدٍ جَمْسٍ؛ يغيب فيها الضِّرْسُ؛ أطيب من هذا. قولُه: "جَمْس" أي جامِس، ويجوز أن يُروى: "جُمْس" بالضّم صفةً للتَّمر؛ جمع جُمسَة: وهي البُسرَة التي أرطب كُلُّها وهي صُلبَة لم تنهضم بَعْدُ.
وقد ذُكِرَ الحديث بتمامه في تركيب ع ش ر. ويقال: مرَّت بنا جُمْسَة من الإبلِ: أي قطعة منها. وتقول العرب: إذا طَلَعَتِ العَقرَبُ جَمَسَ المُذَنِّبُ. وقال ابن دريد: الجُمْسَة: القطعة اليابسة من التمر، يقال: أتانا بِجُمسة: أي بقطعة. وقال ابن عبّاد: الجمْسَة -بالفتح-: النّار؛ بلغة هذيل. وقال الفرّاء: ليلة جُماسِيَّة -بالضم-: أي باردة يَجْمُسُ فيها الماء. وقال الدَّينَوري: الجماميس: جنس من الكَمأةِ؛ لم أسمع لها بواحدة، وأنشد الفَرّاء:
وما أنا والعاوي وأكبر هَـمِّـه      جماميسُ أرضٍ فوقهنَّ طُسُوْمُ

والتركيب يدل على جمود الشيء.

وسس (لسان العرب) [2]


الوَسْوَسَة والوَسْواس: الصوت الخفي من ريح.
والوَسْواس: صوت الحَلْي، وقد وسْوَس وَسْوَسَة ووِسْواساً، بالكسر.
والوَسْوَسة والوِسْواس: حديث النفس. يقال: وَسوَسَتْ إِليه نفسه وَسْوسة ووِسْواساً، بكسر الواو، والوَسْواسُ، بالفتح، الاسم مثل الزِّلْزال والزَّلْزال، والوِسْواس، بالكسر، المصدر.
والوَسْواس، بالفتح: هو الشيطان.
وكلُّ ما حدَّثك ووَسْوس إِليك، فهو اسم.
وقوله تعالى: فوَسْوَس لهما الشيطان؛ يريد إِليهما ولكن العرب توصل بهذه الحروف كلها الفعل.
ويقال لِهَمْس الصائد والكلاب وأَصواتِ الحلي: وَسْواس؛ وقال الأَعشى: تَسْمَع للحَلْي وَسْواساً، إِذا انْصَرفت، كما اسْتَعان بِريح عِشْرِقٌ زَجل والهَمْس: الصوت الخفيّ يهز قَصَباً أَو سِبّاً، وبه سمي صوت الحلي وَسْواساً؛ قال ذو الرمة: فَباتَ يُشْئِزُه ثَأْدٌ، ويُسْهِرهُ تَذَوُّبُ الرِّيح، والوَسْواسُ والهِضَبُ يعني بالوَسْواس . . . أكمل المادة همس الصياد وكلامه. قال أَبو تراب: سمعت خليفة يقول الوَسْوسة الكلام الخفي في اختلاط.
وفي الحديث: الحمد لله الذي ردّ كَيْده إِلى الوَسْوَسة؛ هي حديث النفس والأَفكار.
ورجل مُوَسْوِس إِذا غلبت عليه الوَسْوسة.
وفي حديث عثمان، رضي اللَّه عنه: لما قُبِض رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، وُسْوِسَ ناسٌ وكنت فيمن وُسْوِس؛ يريد أَنه اختلط كلامه ودُهش بموته، صلى اللَّه عليه وسلم.
والوَسْواس: الشيطان، وقد وَسْوَس في صدره ووَسْوَس إِليه.
وقوله عز وجل: من شر الوَسْواس الخَنَّاس؛ أَراد ذي الوَسْواس وهو الشيطان الذي يُوَسوس في صدور الناس، وقيل في التفسير: إِن له رأْساً كرأْس الحية يَجْثِمُ على القلب، فإِذا ذكر العبدُ اللَّه خَنس، وإِذا ترك ذكر اللَّه رجع إِلى القلب يُوَسوس.
وقال الفرّاء: الوِسْواس، بالكسر، المصدر.
وكل ما حدّث لك أَو وَسْوس، فهو اسم.
وفلان المُوَسْوِس، بالكسر: الذي تعتريه الوَساوِس. ابن الأَعرابي: رجل مُوَسْوِس ولا يقال رجل مُوَسْوَس. قال أَبو منصور: وإِنما قيل مُوَسْوِس لتحديثه نفسه بالوَسْوسة؛ قال اللَّه تعالى: ونعلم ما تُوَسْوِسُ به نفسه؛ وقال رؤبة يصف الصياد: وَسْوَسَ يَدْعُو مُخْلِصاً ربَّ القَلَقْ يقول: لما أَحَسَّ بالصيد وأَراد رميه وَسْوس نفسه بالدعاء حذر الخيبة.
وقد وَسْوَسَتْ إِليه نفسه وَسْوَسة ووِسْواساً، بالكسر، ووَسْوس الرجلَ: كلَّمه كلاماً خفيّاً.
ووَسْوس إِذا تكلم بكلام لم يبينه.

ضمز (لسان العرب) [2]


ضَمَزَ البعيرُ يَضْمِزُ ضَمْزاً وضُمازاً وضُموزاً: أَمسكَ جِرَّتَه في فِيهِ ولم يَجْتَرّ من الفزع، وكذلك الناقة.
وبعير ضامِزٌ: لا يَرْغُو.
وناقة ضامِزٌ: لا تَرْغو.
وناقة ضامِزٌ وضَمُوز: تضم فاها لا تَسْمَع لها رُغاء.
والحمار ضامِزٌ: لأَنه لا يَجْتَرّ؛ قال الشماخ يصف عَيْراً وأُتُنَه: وهنَّ وقُوفٌ يَنْتَظِرْنَ قَضاءَه، بِضاحِي غَداةٍ أَمْرُه، وهو ضامِزُ وقال ابن مقبل: وقد ضَمَزَتْ بِجِرَّتِها سُلَيمٌ مَخافَتَنا، كما ضَمَز الحِمارُ ونسب الجوهري هذا البيت إِلى بشر بن أَبي خازم الأَسدي؛ معناه قد خضعت وذلَّت كما ضَمَزَ الحمار لأَن الحمار لا يَجْتَرُّ وإِنما قال ضَمَزَتْ بِجِرَّتها على جهة المَثَل أَي سكتوا فما يتحركون ولا ينطقون.
ويقال: قد ضَمَزَ بِجِرَّته وكَظَم بِجِرَّتِهِ . . . أكمل المادة إِذا لم يَجْتَرّ، وقَصَعَ بِجِرَّته إِذا اجْتَرَّ، وكذلك دَسَعَ بِجِرَّته.
وفي حديث عليّ، كرم الله تعالى وجهه: أَفواههم ضامِزَةٌ وقلوبهم قَرِحَةٌ؛ الضامِزُ: المُمْسِك؛ ومنه قول كعب: منه تَظَلُّ سِباع الجَوِّ ضامِزَةً، ولا تَمَشَّى بِوَادِيهِ الأَراجِيلُ أَي ممسكة من خوفه؛ ومنه حديث الحجاج: إِن الإِبل ضُمُز خُنُسٌ أَي ممسكة عن الجِرّةِ، ويروى بالتشديد، وهما جمع ضامِزٍ.
وفي حديث سُبَيْعَة: فَضَمَزَ لي بعضُ أَصحابه؛ قال ابن الأَثير: قد اختلف في ضبط هذه اللفظة، فقيل هي بالضاد والزاي، من ضَمَزَ إِذا سكت وضَمَزَ غيره إِذا سَكَّته، قال: ويروى فَضَمَّزَني أَي سَكَّتَني، قال: وهو أَشبه، قال: وقد روي بالراء والنون والأَوّل أَشْبَهُهُما.
وضَمَزَ يَضْمِزُ ضَمْزاً فهو ضامزٌ: سكت ولم يتكلم، والجمع ضُمُوز، ويقال للرجل إِذا جَمَع شِدْقيه فلم يتكلم: قد ضَمَزَ. الليث: الضَّامِزُ الساكت لا يتكلم.
وكل من ضَمَزَ فاهُ، فهو ضامزٌ، وكلُّ ساكتٍ ضامِزٌ وضَمُوزٌ. ضَمَزَ فلانٌ على مالي جَمَدَ عليه ولَزِمه.
والضَّمُوز من الحيَّات: المُطْرِقة، وقيل الشديدة، وخص بعضهم به الأَفاعي؛ قال مُساوِرُ بن هند العَنْسِي ويقال هو لأَبي حَيَّان الفَقْعَسِي:يا رَيَّها يوم تُلاقي أَسْلَما، يومَ تُلاقِي الشَّيْظَم المُقَوَّما عَبْلَ المُشاشِ فَتَراهُ أَهْضَما، تَحْسَبُ في الأُذْنَيْنِ منه صَمَما قد سَالَمَ الحَيَّاتُ منه القَدَما، الأُفْعُوانَ والشُّجاعَ الشَّجْعَما وذاتَ قَرنَيْنِ ضمُوزاً ضِرْزَما قوله: يا رَيَّها نادى الرَّيَّ كأَنه حاضر على جهة التعجب من كثرة استقائه.
وأَسْلم: اسم راعٍ.
والشيظم: الطويل والمقوَّم الذي ليس فيه انحناء.
وعبل المشاش: غليظ العظام.
والأَهضم: الضامر البطن، ونسبه إِلى الصمم أَي لا يكادُ يجيب أَحداً في أَوّل ندائه لكونه مشتغلاً في مصلحة الإِبل فهو لا يسمع حتى يكرر عليه النداء.
ومسالمة الحيات قدمَه لغلظها وخشونتها وشدة وطئها.
والأُفْعُوان: ذكر الأَفاعي، وكذلك الشجاع هو ذكر الحيات، ويقال هو ضرب معروف من الحيات.
والشجعم: الجريء.
والضِّرزم: المسنة، وهو أَخبث لها وأَكثر لِسَمِّها.
وامرأَة ضَمُوز: على التشبيه بالحية الضَّمُوز.والضَّمْزَة: أَكَمَةٌ صغيرة خاشعة، والجمع ضَمْز، والضُّمَّز من الآكام؛ وأَنشد: مُوفٍ بها على الإِكام الضُّمَّزِ ابن شميل: الضَّمْزُ جبل من أَصاغر الجبال منفرد وحجارته حُمْر صِلاب وليس في الضَّمْز طين، وهو الضَّمْزَز أَيضاً.
والضَّمْز من الأَرض: ما ارتفع وصَلُبَ، وجمعه ضُمُوز.
والضَّمْز: الغلظ من الأَرض؛ قال رؤبة: كم جاوَزَتْ من حَدَبٍ وفَرْزِ، ونَكَّبَتْ من جُوءَةٍ وضَمْزِ أَبو عمرو: الضَّمْزُ المكان الغليظ المجتمع.
وناقة ضَمُوز: مُسِنَّة.
وضَمَز يَضْمِز ضَمْزاً: كَبَّر اللُّقَم.
والضَّمُوز: الكَمَرة.

وضح (لسان العرب) [3]


الوَضَحُ: بياضُ الصبح والقمرُ والبَرَصُ والغرةُ والتحجيلُ في القوائم وغير ذلك من الأَلوان. التهذيب: الوَضَحُ بياض الصُّبْح؛ قال الأَعشى: إِذْ أَتَتْكُمْ شَيْبانُ، في وَضَحِ الصُّـ ـبحِ، بكبشٍ تَرَى له قُدَّاما والعرب تسمي النهار الوَضَّاحَ، والليلَ الدُّهْمانَ؛ وبِكْرُ الوَضَّاحِ: صلاةُ الغَداة، وثِنْيُ دُهْمانَ: العِشاءُ الآخرة؛ قال الراجز:لو قِسْتَ ما بينَ مَناحِي سَبَّاحْ، لِثِنْيِ دُهْمانَ وبِكْرِ الوَضَّاح، لَقِسْتَ مَرْتاً مُسْبَطِرَّ الأَبْداحْ سبَّاح: بعيره.
والأَبْداحُ: جوانبه، والوَضَحُ: بياض غالب في أَلوان الشاء قد فشا في جميع جسدها، والجمع أَوضاح؛ وفي التهذيب: في الصدر والظهر والوجه، يقال له: تَوْضيح شديد، وقد تَوَضَّح.
ويقال: بالفرس وَضَحٌ إِذا كانت به شِيَةٌ، وقد يكنى به عن البَرَصِ، . . . أكمل المادة ومنه قيل لِجَذِيمَةَ الأَبْرَشِ: الوَضَّاحُ؛ وفي الحديث: جاءه رجل بكَفِّه وَضَح أَي بَرَصٌ.وقد وَضَحَ الشيءُ يَضِحُ وُضُوحاً وَضَحَةً وضِحَةً واتَّضَحَ: أَي بان، وهو واضع ووَضَّاح.
وأَوضَحَ وتَوَضَّح ظهر؛ قال أَبو ذؤيب: وأَغْبَرَ لا يَجْتازُه مُتَوَضِّحُ الر جالِ، كفَرْق العامِرِيِّ يَلُوحُ أَراد بالمُتَوَضِّح من الرجال: الذي يظهر نفسه في الطريق ولا يدخل في الخَمَرِ.
ووَضَّحه هو وأَوضَحَه وأَوضَحَ عنه وتَوَضَّح الطريقُ أَي استبان.
والوَضَحُ: الضَّوْءُ والبياضُ.
وفي الحديث: أَنه كان يرفع يديه في السجود حتى يَبينَ وَضَحُ إبْطَيْهِ أَي البياضُ الذي تحتهما، وذلك للمبالغة في رفعهما وتجافيهما عن الجنبين.
والوَضَحُ: البياضُ من كل شيء؛ ومنه حديث عمر: صوموا من الوَضَح إِلى الوَضَحِ أَي من الضَّوء إِلى الضوء؛ وقيل: من الهلال إِلى الهلال؛ قال ابن الأَثير: وهو الوجه لأَن سياق الحديث يدل عليه، وتمامه: فإِن خَفِيَ عليكم فأَتِمُّوا العِدَّة ثلاثين يوماً؛ وفي الحديث: غَيِّرُوا الوَضَحَ أَي الشَّيْب يعني اخْضِبُوه.
والواضحةُ: الأَسْنانُ التي تبدو عند الضحك، صفة غالبة؛ وأَنشد: كلُّ خَليلٍ كنتُ صافَيْتُه، لا تَرَكَ الله له واضِحه كلُّهمُ أَرْوَغُ من ثَعْلَبٍ، ما أَشْبَه الليلةَ بالبارِحه وفي الحديث: حتى ما أَوضَحُوا بضاحكة أَي ما طَلَعوا بضاحكة ولا أَبْدَوْها، وهي إِحدى ضواحِكِ الإِنسان التي تبدو عند الضحك.
وإِنه لواضح الجَبينِ إِذا ابيضَّ وحَسُنَ ولم يكن غليظاً كثير اللحم.
ورجل وَضَّاحٌ: حَسَنُ الوجه أَبيضُ بَسَّامٌ.
والوَضَّاحُ: الرجلُ الأَبيضُ اللون الحَسَنُه.
وأَوضَحَ الرجلُ والمرأَة: وُلِدَ لَهما أَولادٌ وُضَّحٌ بيضٌ؛ وقال ثعلب: هو منكَ أَدنى واضحةٍ إِذا وَضَحَ لك وظهر حتى كأَنه مُبْيَضُّ.
ورجل واضحُ الحَسَبِ ووَضَّاحُه: ظاهره نَقِيُّه مبيضه، على المثل.
ودرهم وَضَحٌ: نَقِيّ أَبيض، على النسب.
والوَضَحُ: الدِّرْهم الضحيح.
والأَوضاحُ: حَلْيٌ من الدراهم الصحاح.
وحكى ابن الأَعرابي: أَعطيته دراهم أَوضاحاً، كأَنها أَلبانُ شَوْلٍ رَعَتْ بدَكْداكِ مالكٍ؛ مالك: رمل بعينه وقلما ترعى الإِبل هنالك إِلا الحَلِيَّ وهو أَبيض، فشبه الدراهم في بياضها بأَلبان الإِبل التي لا ترعى إِلا الحَلِيِّ.
ووَضَحُ القَدَم: بياضُ أَخْمَصِه؛ وقال الجُمَيْحُ: والشَّوْكُ في وَضَحِ الرجلينِ مَرْكُوزُ وقال النضر: المتوضِّحُ والواضح من الإِبل الأَبيض، وليس بالشديد البياض، أَشدُّ بياضاً من الأَعْيَصِ والأَصْهَبِ وهو المتوضِّحُ الأَقْراب؛ وأَنشد: مُتَوَضِّحُ الأَقْرابِ، فيه شُهْلَةٌ، شَنِجُ اليدين تَخالُه مَشْكُولا والأَواضِحُ: الأَيامُ البيض، إِما أَن يكون جمعَ الواضح فتكون الهمزة بدلاً من الواو الأُولى لاجتماع الواوين، وإِما أَن يكون جمع الأَوْضَح.
وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، أَمر بصيام الأَواضِحِ؛ حكاه الهروي في الغريبين. قال ابن الأَثير: وفي الحديث أَمر بصيام الأَوْضاحِ يريد أَيامَ الليالي الأَواضِح أَي البيض جمع واضحة، وهي ثالث عشر ورابع عشر وخامس عشر، والأَصل وَواضِح، فقلبت الواو الأُولى همزة.
والواضِحة من الشِّجاج: التي تُبْدي وَضَحَ العظم؛ ابن سيده: والمُوضِحةُ من الشِّجاج التي بلغت العظم فأَوضَحَتْ عنه؛ وقيل: هي التي تَقْشِر الجلدةَ التي بين اللحم والعظم أَو تشقها حتى يبدو وَضَحُ العظم، وهي التي يكون فيها القصاص خاصة، لأَنه ليس من الشجاج شيء له حدَّ ينتهي إِليه سواها، وأَما غيرها من الشجاج ففيها ديتها، وذكر المُوضِحة في أَحاديث كثيرة وهي التي تبدي العظم أَي بَياضَه، قال: والجمع المَواضِح؛ والتي فُرِضَ فيها خمس من الإِبل: هي ما كان منها في الرأْس والوجه، فأَما المُوضِحة في غيرهما ففيها الحكومة، ويقال للنَّعَم: وَضِيحةٌ ووَضائِحُ؛ ومنه قول أَبي وَجْزَة: لقَوْمِيَ، إِذ قَوْمي جميعٌ نَواهُمُ، وإِذ أَنا في حَيٍّ كثير الوَضائِح والوَضَحُ: اللبنُ؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي: عَقَّوْا بسَهْمٍ فلم يَشْعُرْ به أَحدٌ، ثم اسْتَفاؤوا وقالوا: حَبَّذا الوَضَحُ أَي قالوا: اللبنُ أَحبُّ إِلينا من القَوَد، فأَخبر أَنهم آثَرُوا إِبل الدية وأَلبانها على دم قاتل صاحبهم؛ قال ابن سيده: وأُراه سمي بذلك لبياضه؛ وقيل: الوَضَحُ من اللبن ما لم يُمْذَقْ؛ ويقال: كثر الوَضَحُ عند بني فلان إِذا كَثُرَت أَلبانُ نَعَمِهم. أَبو زيد: من أَين وَضَحَ الراكبُ؟ أَي من أَين بدا؛ وقال غيره: من أَين أَوضَح، بالأَلف. ابن سيده: وَضَحَ الراكبُ طَلَع.
ومن أَين أَوضَحْتَ، بالأَلف، أَي من أَين خرجت، عن ابن الأَعرابي؛ التهذيب: من أَين أَوضَح الراكبُ، ومن أَين أَوضَعَ، ومن أَين بدا وضَحُك؟ وأَوضَحْتُ قوماً: رأَيتهم.
واستوضَحَ عن الأَمر: بحث. أَبو عمرو: استوضَحْتُ الشيءَ واستشرفْته واستكفَفْتُه وذلك إِذا وضعت يدك على عينيك في الشمس تنظر هل تراه، تُوَقّي بكفك عينَك شُعاعَ الشمس؛ يقال: اسْتَوْضِحْ عنه يا فلان.
واستوضَحْتُ الأَمرَ والكلامَ إِذا سأَلته أَن يُوَضِّحَه لك.
ووَضَحُ الطريق: مَحَجَّتُه ووَسَطُه.
والواضحُ: ضدّ الخامل لوُضُوح حاله وظهور فضله؛ عن السَّعْدي.
والوَضَحُ: حَلْيٌ من فضة، والجمع أَوضاح، سميت بذلك لبياضها، واحدها وَضَح؛ وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَقاد من يهودي قَتَلَ جُوَيْرِيةً على أَوْضاح لها؛ وقيل: الوَضَحُ الخَلْخالُ، فَخَصَّ.
والوُضَّحُ: الكواكبُ الخُنَّسُ إِذا اجتمعت مع الكواكب المضيئة من كواكب المنازل؛ الليث: إِذا اجتمعت الكواكب الخنس مع الكواكب المضيئة من كواكب المنازل سُمِّين جميعاً الوُضَّحَ؛ اللحياني: يقال فيها أَوْضاحٌ من الناس وأَوْباش وأَسْقاطٌ يعني جماعات من قبائل شَتَّى؛ قالوا: ولم يُسْمَعْ لهذه الحروف بواحد. قال الأَصمعي: يقال في الأَرض أَوضاح من كَلإٍ إِذا كان فيها شيء قد ابيضَّ؛ قال الأَزهري: وأَكثر ما سمعتهم يذكرون الوَضَحَ في الكلإ للنَّصِيِّ والصِّلِّيانِ الصَّيْفِيِّ الذي لم يأْت عليه عامٌ ويَسْوَدُّ.
ووَضَحُ الطريقة من الكلإِ: صغارها؛ وقال أَبو حنيفة: هو ما ابيض منها، والجمع أَوضاحٌ؛ قال ابن أَحمر ووصف إِبلاً: تَتَبَّعُ أَوْضاحاً بسُرَّةِ يَذْبُلٍ، وتَرْعى هَشِيماً، من حُلَيْمةَ، بالِيا وقال مرة: هي بقايا الحَلِيّ والصِّلِّيان لا تكون إِلاّ من ذلك.
ورأَيت أَوضاحاً أَي فِرَقاً قليلة ههنا وههنا، لا واحد لها.
وتُوضِحُ: موضع معروف.
وفي حديث المبعث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يلعب وهو صغير مع الغلمان بعَظْمِ وَضَّاحٍ؛ وهي لُعْبَة لصبيان الأَعراب يَعْمِدُون إِلى عظم أَبيض فيرمونه في ظلمة الليل، ثم يتفرّقون في طلبه، فمن وجده منهم فله القَمْرُ؛ قال: ورأَيت الصبيان يصغرونه فيقولون عُظَيْمُ وَضَّاحٍ؛ قال: وأَنشدني بعضهم: عُظَيْم وَضَّاحٍ ضِحَنَّ الليله، لا تَضِحَنَّ بعدها من لَيْله قوله: ضِحَنَّ أَمرٌ من وَضَحَ يَضِحُ، بتثقيل النون المؤَكدة، ومعناه اظْهِرَنَّ كما تقول من الوصل: صِلَنّ.
ووَضَّاحٌ: فَعَّال من الوُضوح، الظهور.

قنطر (لسان العرب) [1]


القَنْطَرة، معروفة: الجِسْرُ؛ قال الأَزهري: هو أَزَجٌ يبنى بالآجُرّ أَو بالحجارة على الماء يُعْبَرُ عليه؛ قال طَرَفَةُ: كقَنْطَرَةِ الرُّومِيِّ أَقْسَمَ رَبُّها لَتُكْتَنَفَنْ، حتى تُشادَ بِقَرْمَدِ وقيل: القَنْطَرة ما ارتفع من البنيان.
وقَنْطَرَ الرجلُ: ترك البَدْوَ وأَقام بالأَمصار والقُرَى، وقيل: أَقام في أَيّ موضع قام.
والقِنْطارُ: مِعْيارٌ، قيل: وَزْنُ أَربعين أُوقية من ذهب، ويقال: أَلف ومائة دينار، وقيل: مائة وعشرون رطلاً، وعن أَبي عبيد: أَلف ومائتا أُوقية، وقيل: سبعون أَلف دينار، وهو بلغة بَرْبَر أَلف مثقال من ذهب أَو فضة، وقال ابن عباس: ثمانون أَلف درهم، وقيل: هي جملة كثيرة مجهولة من المال، وقال السُّدِّيّ: مائة رطل من ذهب أَو فضة، . . . أكمل المادة وهو بالسُّريانية مِلءُ مَسْك ثَوْر ذهباً أَو فضة، ومنه قولهم: قَناطِيرُ مُقَنْطَرةٌ.
وفي التنزيل العزيز: والقَناطِيرِ المُقَنْطَرةِ.
وفي الحديث: من قامَ بأَلف آية كُتِبَ من المُقَنْطِرِينَ؛ أَي أُعْطِيَ قِنْطاراً من الأَجْر.
وروى أَبو هريرة عن النبي،صلى الله عليه وسلم، قال: القِنْطارُ اثنا عشر أَلف أُوقية، الأُوقية خير مما بين السماء والأَرض.
وروى ابن عباس عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: من قرأَ أَربعمائة آية كتب له قِنْطارٌ؛ القِنْطارُ مائة مثقال، المثقال عشرون قيراطاً، القيراط مثل واحد. أَبو عبيدة: القَناطِير واحدها قِنْطار، قال: ولا نجد العرب تعرف وزنه ولا واحد له من لفظه، يقولون: هو قَدْرُ وَزْنِ مَسْكِ ثور ذهباً.
والمُقَنْطَرة: مُفَنْعَلة من لفظه أَي مُتَمَّمة، كما قالوا أَلف مُؤَلَّفة مُتَمَّمة، ويجوز القناطير في الكلام، والمُقَنْطَرةُ تسعة، والقناطير ثلاثة، ومعنى المُقَنْطَرة المُضَعَّفة. قال ثعلب: اختلف الناس في القنطار ما هو، فقالت طائفة: مائة أُوقية من ذهب، وقيل: مائة أُوقية من الفضة، وقيل: أَلف أُوقية من الذهب، وقيل: أَلف أُوقية من الفضة، وقيل: مِلْءُ مَسْك ثور ذهباً، وقيل: ملء مسك ثور فضة، ويقال: أَربعة آلاف دينار، ويقال: أَربعة آلاف درهم، قال: والمعمول عليه عند العرب الأَكثر أَنه أَربعة آلاف دينار. قال: وقوله المُقَنْطرة، يقال: قد قَنْطَرَ زيدٌ إِذا ملك أَربعة آلاف دينار، فإِذا قالوا قَناطِيرُ مُقَنْطَرة فمعناها ثلاثة أَدْوارٍ دَوْرٌ ودَوْرٌ ودَوْرٌ، فمحصولها اثنا عشر أَلف دينار.
وفي الحديث: أَن صَفْوان بنَ أُمَيَّة قَنْطَر في الجاهلية وقَنْطَر أَبوه؛ أَي صار له قِنْطارٌ من المال. ابن سيده: قَنْطَر الرجلُ ملك مالاً كثيراً كأَنه يوزن بالقِنْطار.
وقِنْطار مُقَنْطَر: مَكَمَّل.
والقِنْطارُ: العُقْدة المُحْكَمة من المال.
والقِنْطارُ: طِلاءٌ (* قوله« والقنطار طلاء» عبارة القاموس وشرحه: والقنطار، بالكسر، طراء لعود البخور). هكذا في سائر النسخ، وفي اللسان طلاء لعود البخور. لعُود البَخُور.
والقِنْطِيرُ والقِنْطِر، بالكسر: الداهية؛ قال الشاعر: إِنَّ الغَرِيفَ يَجُنُّ ذاتَ القِنْطِرِ الغريف: الأَجَمَةُ.
ويقال: جاء فلان بالقِنْطِير، وهي الداهية؛ وأَنشد شمر: وكلُّ امرئٍ لاقٍ من الأَمر قِنْطِرا وأَنشد محمد بن إِسحق السَّعْدي: لَعَمْري لقد لاقَى الطُّلَيْلِيُّ قِنْطِراً من الدَّهْرِ، إِنَّ الدَّهْرَ جَمُّ قَناطِرُه أَي دواهيه.
والقِنْطِرُ: الدُّبْسِيُّ من الطير؛ يمانية.
وبنو قَنْطُوراءَ: هم التُّرْكُ، وذكرهم حذيفة فيما روي عنه في حديثه فقال: يُوشِكُ بنو قَنْطُوراءَ أَن يُخْرِجُوا أَهْل العراق من عِراقهم، ويُرْوَى: أَهلَ البَصْرة منها، كأَني بهم خُزْرَ العُيُون خُنْسَ الأُنُوف عِراضَ الوجوه، قال: ويقال إِن قَنْطوراء كانت جارية لإِبراهيم، على نبينا وعليه السلام، فولدت له أَولاداً، والترك والصين من نسلها.
وفي حديث ابن عمرو بن العاص: يُوشكُ بنو قَنْطُوراء أَن يُخْرِجوكم من أَرض البَصْرة.
وفي حديث أَبي بَكْرة: إِذا كان آخِرُ الزمان جاء بنو قَنْطُوراء، وقيل: بنو قَنْطوراء هم السُّودانُ.

عفق (لسان العرب) [1]


عَفَقَ: الرجلُ يَعْفِقُ عَفْقاً: ركب رَأْسه فمضى.
وعَفَقَت الإِبل تَعْفِقُ عَفْقاً وعُفُوقاً: أُرْسلت في المرعى فَمرَّت على وجوهها، وعَفَقَتْ عن المَرْعى إِلى الماء: رجعت.
وكل ذاهب راجعٍ عافِقٌ، وكل واردٍ صادرٍ راجعٍ مختلفٍ كذلك. عَفَقَ يَعْفِق عَفْقاً وعَفَقاناً وعَفَقَتِ الإِبل تَعْفِقُ عَفْقاً إِذا كان يرجع إِلى الماء كل يوم أَو كل يومين.
وإِنه ليَعْفِقُ أَي يكثر الرجوع.
ويقال: إِنه ليَعَفِّقُ الغنمَ بعضها على بعض تَعْفِيقاً أَي يردها على وجهها.
والعَفْقُ: سرعة الإِيرادِ وكثرته، يقال: إِنك لتَعْفِقُ أَي تكثر الرجوع؛ قال الراجز: تَرْعى الغَضا من جانِبَيْ مُشَفِّقِ غِبّاً، ومَنْ يَرْعَ الحُموضَ يَعْفِقِ أَي من يرعى الحمض تعطش ماشيته سريعاً فلا يجد بُداًّ من العَفْقِ، . . . أكمل المادة ويروى يَغْفِقِ، بالغين المعجمة؛ قال ابن بري: ومثله لأَبي النجم حتى إِذا ما انْصَرَفَتْ لم تَعْفِقِ وانْعَفَقَ القوم في حاجتهم أَي مَضَوْا وأَسرعوا. عَفَقَ الرجلُ إِذا أَكثر الذهاب والمجيء في غير حاجة.
وعافَقَ الذئبُ الغنمَ إِذا عاثَ فيها ذاهباً وجائياً.
ورجل مِعْفاقُ الزيارة أَي لا يزال يجيء ويذهب زائراً؛ قال الشاعر: ولا تَكُ مِعْفاقَ الزيارة واجْتَنِبْ، إِذا جِئْتَ، إِكْثارَ الكلامِ المُعَيَّبا وفي النوادر: والاعْتِفاقُ انثناءُ الشيء بعد اتْلِئْبابِه وهو صرف (* كذا بياض بالأصل) عن رأْيه.
والعَفْقُ: الإِقبالُ والإدبار والعَفَقُ: السرعة في العَدْوِ.
والعُفُوق والعِفَاق: شبه الخُنُوس، عَفَقَ يَعْفِقُ أَي خنس وارتدّ ورجع؛ ومنه قول لقمان في حديث فيه طُول: خُذِي مِني أَخي ذا العِفاقِ، صَفّاقٌ أَفّاقٌ يَعْمِلُ البَكْرة والساق؛ يصفه بالسير في آفاق الأَرض راكباً وماشياً على ساقه.
وقد عَفَقَ يَعْفق عَفْقاً وعِفَاقاً إِذا ذهب ذهاباً سريعاً.
والعَفْقَةُ: الغَيْبة، عَفَقَ الرجل أَي غاب، يقال: لا يزال فلان يَعْفِقُالعَفْقَةَ أَي يغيب الغيبة. قال ابن بري: والعِفاق السرعة؛ وقال: قال ذو الخِرَق الطُّهَويّ يخاطب الذئب: عَلَيْكَ الشَّاءَ، شَاءَ بني تميمٍ، فَعَافِقْه، فإِنك ذو عِفَاقِ والعَفْقُ: العطف.
والمُنْعَفَقُ: المُنَعَطَفُ، ويقال المُنْصَرَف عن الماء.
وعَفَقَ يَعْفِقُ عَفْقاً: ضرط، وقيل: هي الضرطة الخفية يقال للرجل وغيره: عَفَقَ بها وخَبَجَ بها إِذا ضرط.
والعُفُق: الضراطون في المجالس.
وكذبت عَفَّاقَتُهُ أَي اسْتُه إِذا حَبَقَ والعَفّاقة: الاست.
والعَفْقُ: ا لأَسْتاء.
والعَفَّاقُ (* قوله «والعفاق» هو بهذا الضبط في الأصل، وفي شرح القاموس ككتاب): الفرج لكثرة لحمه.
وعَفَق الرجل: نام قليلاً ثم استيقظ ثم استيقظ ثم نام.
وعَفَقَهُ عَفَقَاتٍ:ضربه ضربات.
واعْتَفَقَ القومُ بالسيوف إِذا اجتلدوا.
وعَفَق الشيءَ يَعْفِقُه عَفْقاً: جمعه أَو ضَمه إِليه.
وعافَقَهُ معافَقَةٌ وعِفاقاً: عالجه وخادعه؛ قال قُرْطٌ يصف الذئب: عليك الشاءَ، شاءَ بني تميمٍ، فعافِقْهُ، فإِنك ذو عِفاقِ وأَورد ابن سيده هذا البيت هنا على هذه الصورة.
والعُفُق: الذئاب التي لا تنام ولا تُنِيم من الفساد، واعْتَفَقَ الأَسد فَرِيستَه: عطف عليها فأَفرسها؛ وقال: وما أَسَدٌ من أُسودِ العريـ ـنِ يَعْتَفِقُ السائلين اعْتِفاقَا وتَعَفّقَ فلان بفلان إِذا لاذَ به.
وتَعَفَّقَ الوحشي بالأَكمَةِ لاذ بها من خوف كلب أَو طائر؛ قال علقمة: تَعَفَّقُ بالأَرْطَى لها، وأَرَادَها رجالٌ، فبَذَّتْ نَبْلَهمْ وكَلِيبُ أَي تَعَوَّذَ بالأَرْطى من المطر والبرد. قال الأَزهري:سمعت العرب تقول للذي يثير الصيد ناجِشٌ، وللذي يَثْني وجهه ويرده عافق. يقال: اعْفِقْ عليّ الصيد أَي اثنِها واعطفها؛ قال رؤبة: فما اشْتَلاها صَفْقَةً للمُنْصفَقَ، حتى تَرَدَّى أَرْبعٌ في المُنْعَفَقْ يعني عَيْراً أَورد أُتنه الماء فرماها الصيَّاد فصَفقَها العَيْر لينجو بها، فرماها الصياد في مُنْعَفَقها أَي في مكان عَفْقِ العير إِياها.
وعَفَقَ العَيْر الأَتانَ يَعْفِقُها عَفْقاً: سَفَدها، وعَفَقَها عَفْقاً إِذا أَتاها مرة بعد مرة. يقال للحمار: بَاكَهَا يَبُوكُها بَوْكاً، وللفرس كَامَها كَوْماً وعَفَقَ الرجل جاريته إِذا جامعها.
والعَفْقُ: كثرة الضِّراب وعِفَاقٌ وعَفَّاقٌ ومِعْفَق: أَسماء.
وعِفَاق اسم رجل أَكلته باهلة في قحط أَصابهم؛ قال الشاعر: فلو كان البكاء يَرُدّ شيئاً، بَكَيْتُ على يَزِِيدٍ أَو عِفَاقِ هما المَرْآن، إِذ ذهبا جميعاً لشأْنهما بحُزْنٍ واحْتِراقِ قال ابن بري: البيتان لُمتَمِّمِ بن نُوَبْرَة، وصوابه بكيت على بُجَيْرٍ، وهو أَخو عِفاقٍ، ويقال غفاق، بغين معجمة، وهو ابن مُلَيْكَ، ويقال ابن أَبي مليك، وهو عبد الله بن الحرث بن عاصم، وكان بِسْطامُ بن قيس أَغار على بني يَرْبوع فقتل عِفاقاً، وقتل بُجَيْراً أُخاه بعد قتله عفاقاً في العام الأَول وأَسر أَباهما أَبا مليك، ثم أَعتقه وشرط عليه أَن لا يُغِيرَ عليه؛ قال ابن بري: ويقوي قول من قال إِن باهلة أَكلته قول الراجز:إِن عِفاقاً أَكَلَتْه باهِلَهْ، تَمَشَّشوا عِظامَه وكاهِلَهْ والعَفَقَةُ: لعبة يجمع فيها التراب.
والعَيْفَقَانُ: نبت يشبه العَرْفَجَ.

مرخ (لسان العرب) [1]


مرَخَه بالدهن يمرُخُه (* قوله «يمرخه» هو في خط المؤلف، بضم الراء، وقال في القاموس ومرخ كمنع). مرخاً ومرَّخه تمريخاً: دهنه.
وتمرَّخ به: ادّهن.
ورجل مَرَخٌ ومِرِّيخ: كثير الادّهان. ابن الأَعرابي: المَرْخُ المزاح، وروي عن عائشة، رضي الله عنها: أَن النبيّ، صلى الله عليه وسلم، كان عندها يوماً وكان متبسطاً فدخل عليه عمر، رضي الله عنه، فَقَطَّبَ وتَشَزَّن له، فلما انصرف عاد النبي، صلى الله عليه وسلم، إِلى انبساطه الأَوّل، قالت: فقلت يا رسول الله كنت متبسطاً فلما جاء عمر انقبضت، قالت فقال لي: يا عائشة إِن عمر ليس ممن يُمْرَخُ معه أَي يمزح؛ وروي عن جابر بن عبدالله . . . أكمل المادة قال: كانت امرأَة تغني عند عائشة بالدف فلما دخل عمر جعلت الدفّ تحت رجلها، وأَمرت المرأَة فخرجت، فلما دخل عمر قال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم، هل لك يا ابن الخطاب في ابنة أَخيك فعلت كذا وكذا؟ فقال عمر: يا عائشة؛ فقال: دع عنك ابنة أَخيك. فلما خرج عمر قالت عائشة: أَكان اليوم حلالاً فلما دخل عمر كان حراماً؟ فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ليس كل الناس مُرَخّاً عليه؛ قال الأَزهري: هكذا رواه عثمان مرخّاً، بتشديد الخاء، يمرخ معه؛ وقيل: هو من مَرَخْتُ الرجل بالدهن إِذا دهنت به ثم دلكته.
وأَمْرَخْتُ العجين إِذا أَكثرت ماءه؛ أَراد ليس ممن يستلان جانبه.
والمَرْخُ: من شجر النار، معروف.
والمَرْخُ: شجر كثير الوَرْي سريعه.
وفي المثل: في كلِّ شَجَرٍ نار، واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفَار؛ أَي دهنا بكثرة ذلك (* قوله «أي دهنا بكثرة دلك» هكذا في نسخة المؤلف).
واسْتمجَد: استفضل؛ قال أَبو حنيفة: معناه اقتدح على الهوينا فإِن ذلك مجزئ إِذا كان زنادك مرخاً؛ وقيل: العفار الزند، وهو الأَعلى، والمرخ: الزندة، وهو الأَسفل؛ قال الشاعر: إِذا المَرْخُ لم يُورِ تحتَ العَفَارِ، وضُنَّ بقدْر فلم تُعْقبِ وقال أَعرابي: شجر مرِّيخ ومَرِخ وقطِف، وهو الرقيق اللين.
وقالوا: أَرْخِ يَدَيْكَ واسْتَرْخْ إِنَّ الزنادَ من مَرْخْ؛ يقال ذلك للرجل الكريم الذي لا يحتاج أَن تكرّه أَو تلجّ عليه؛ فسره ابن الأَعرابي بذلك؛ وقال أَبو حنيفة؛ المَرْخ من العضاه وهو ينفرش ويطول في السماء حتى يستظلّ فيه؛ وليس له ورق ولا شوك، وعيدانه سلِبة قضبان دقاق، وينبت في شعب وفي خَشب، ومنه يكون الزناد الذي يقتدح به، واحدته مرخة؛ وقول أَبي جندب: فلا تَحْسِبَنْ جاري لَدَى ظلّ مَرْخَةٍ؛ ولا تَحْسِبَنْه نَقْعَ قاعٍ بقَرْقَرِ خص المرخة لأَنها قليلَة الورق سخيفة الظل.
وفي النوادر: عود مِتِّيخٌ ومِرِّيخٌ طويل ليِّن؛ والمِرِّيخ: السهم الذي يغالى به؛ والمرِّيخ: سهم طويل له أَربع قذذ يقتدر به الغِلاء؛ قال الشماخ: أَرِقْتُ له في القَوْم، والصُّبْحُ ساطع، كما سَطَعَ المرِّيخُ شَمَّرَه الغَالي قال ابن برّي: وصف رفيقاً معه في السفر غلبه النعاس فأَذن له في النوم، ومعنى شمَّره أَي أَرسَلَه، والغالي الذي يغلو به أَي ينظر كَمْ مَدَى ذهابه؛ وقال الراجز: أَو كمرِّيخ على شِرْيانَةٍ أَي على قوس شريانة؛ وقال أَبو حنيفة، عن أَبي زياد: المِرِّيخ سهم يضعه آل الخفة وأَكثر ما يُغلُون به لإِجراء الخيل إِذا استبقوا؛ وقول عمرو ذي الكلب: يا لَيتَ شعري عنْكَ، والأَمرُ عَمَمْ، ما فَعَل اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنمْ؟ صَبَّ لها في الرِّيحِ مرِّيخٌ أَشَمْ إِنما يريد ذئباً فكنى عنه بالمرِّيخ المحدّد، مثله به في سرعته ومضائه؛ أَلا تراه يقول بعد هذا: فاجْتَالَ منها لَجْبَةً ذاتَ هزَمْ اجتال: اختار، فدل ذلك على أَنه يريد الذئب لأَنَّ السهم لا يختار.
والمرِّيخ: الرجل الأَحمق، عن بعض الأَعراب. أَبو خيرة: المرِّيخ والمرِّيجُ، بالخاء والجيم جميعاً، القَرْن ويجمعان أَمْرِخَةً وأَمْرُجة؛ وقال أَبو تراب: سأَلت أَبا سعيد عن المريخ والمريج فلم يعرفهما، وعرف غيره المرّيخ والمرّيج: كوكب من الخُنَّس في السماءِ الخامسة وهو بَهرام؛ قال:فعندَ ذاك يطلُعُ المرِّيخُ بالصُّبْح، يَحكي لَوْنَه زَخِيخُ، من شُعْلَةٍ ساعَدَها النَّفِيخُ قال ابن الأَعرابي: ما كان من أَسماء الدراري فيه أَلف ولام، وقد يجيء بغير أَلف ولام، كقولك مرِّيخ في المرِّيخ، إِلا أَنك تنوي فيه الأَلف واللام.
وأَمْرَخَ العجينَ إِمْراخاً: أَكثَرَ ماءَه حتى رق.
ومَرِخ العَرْفَجُ مَرَخاً، فهو مَرِخٌ: طاب ورقَّ وطالت عيدانه.
والمَرِخ: العَرْفج الذي تظنه يابساً فإِذا كسرته وجدت جوفه رطباً.
والمُرْخَة: لغة في الرُّمْخَةِ، وهي البَلَحة.
والمرِّيخُ: المرْدَاسَنْجُ.
وذو المَمْرُوخِ: موضع.
وفي الحديث ذكر ذي مُراخٍ، هو بضم الميم، موضع قريب من مزدلفة؛ وقيل: هو جبل بمكة، ويقال بالحاء المهملة.
ومارخَة: اسم امرأَة.
وفي أَمثالهم: هذا خِباءُ مارخَةَ (* قوله «هذا خباء مارخة» بخاء معجمة مكسورة ثم باء موحدة، وقوله كانت تتفخر بفاء ثم خاء معجمة كذا في نسخة المؤلف.
والذي في القاموس مع الشرح: ومارخة اسم امرأَة كانت تتخفر ثم وجدوها تنبش قبراً، فقيل هذا حياء مارخة فذهبت مثلاً إلخ.
وتتخفر بتقديم الخاء المعجمة على الفاء من الخفر، وهو الحياء، وقوله هذا حياء إلخ، بالحاء المهملة ثم المثناة التحتية). قال: مارخة اسم امرأَة كانت تتفخر ثم عثر عليها وهي تنبش قبراً.

مها (لسان العرب) [1]


المَهْوُ من السيوف: الرَّقِيق؛ قال صخر الغي: وصارِم أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُه، أَبْيَض مَهْو في مَتْنِهِ رُبَدُ وقيل: هو الكثير الفِرِنْد، وزنه فَلْعٌ مقلوب من لفظ ماه؛ قال ابن جني: وذلك لأَنه أُرِقَّ حتى صار كالماء.
وثوب مَهْوٌ: رَقِيق، شبّه بالماء؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد لأَبي عطاء: قَمِيصٌ من القُوهِيِّ مَهْوٌ بَنائِقُهْ ويروى: زَهْوٌ ورَخْفٌ، وكل ذلك سواء. الفراء: الأَمْهاء السُّيوف الحادة.
ومَهْوُ الذهَب: ماؤه والمَهْوُ: اللبن الرقيق الكثير الماء، وقد مَهُوَ يَمْهُو مَهاوَةً وأَمْهَيْتُه أَنا.
والمُهاة، بضم الميم: ماء الفحل في رحم الناقة، مقلوب أَيضاً، والجمع مُهْيٌ؛ حكاه سيبويه في باب ما لا يُفارق واحدَه إِلا بالهاء وليس عنده بتكسير؛ قال ابن . . . أكمل المادة سيده: وإِنما حمله على ذلك أَنه سمع العرب تقول في جمعه هو المُها، فلو كان مكسراً لم يَسُغْ فيه التذكير، ولا نظير له إِلا حُكاةٌ وحُكًى وطُلاةٌ وطُلًى، فإِنهم قالوا هو الحُكَى وهو الطُّلَى، ونظيره من الصحيح رُطبَةٌ ورُطَب وعُشَرةٌ وعُشَرٌ. أَبو زيد: المُهَى ماء الفحل، وهو المُهْيةُ.
وقد أَمْهَى إِذا أَنزل الماء عند الضِّراب.
وأَمْهَى السمْنَ: أَكثر ماءه، وأَمْهَى قِدْرَهُ إِذا أَكثر ماءَها، وأَمْهَى الشَّرابَ: أَكثر ماءه، وقد مَهُوَ هو مَهاوَةً فهو مَهْوٌ، وأَمْهَى الحَدِيدة: سَقاها الماء وأَحَدَّها؛ قال امرؤ القَيس: راشَه مِنْ رِيش ناهِضَةٍ، ثم أَمْهاهُ على حَجَرِهْ وأَمْهَى النَّصْلَ على السِّنان إِذا أَحدَّه ورقَّقه.
والمَهْيُ: تَرْقيق الشَّفْرة، وقد مَهاها يَمْهِيها.
وأَمْهَى الفَرَس: طَوَّلَ رَسَنَه، والاسمُ المَهْيُ على المعاقبة.
ومَها الشيءَ يَمْهاهُ ويَمْهِيه مَهْياً معاقبة أَيضاً: مَوَّهَه.
وحَفَر البئر حتى أَمْهَى أَي بلغ الماء، لغة في أَماه على القلب، وحَفَرْنا حتى أَمْهَيْنا. أَبو عبيد: حَفَرْتُ البئر حتى أَمَهْتُ وأَمْوَهْتُ، وإِن شئت حتى أَمْهَيتُ، وهي أَبعد اللغات، كلها إِذا انتهيت إِلى الماء؛ قال ابن هرمة: فإِنَّكَ كالقَرِيحةِ عامَ تُمْهَى، شَرُوبَ الماءِ ثُمَّ تعُودُ ماجَا ابن بُزُرْج في حَفْرِ البِئرِ: أَمْهَى وأَماهَ، ومَهَتِ العَيْنُ تَمْهُو؛ وأَنشد: تَقولُ أُمامةُ عندَ الفِرا قِ، والعَيْنُ تَمْهُو على المَحْجَرِ قال: وأَمْهَيْتها أَسَلْت دَمْعَها. ابن الأَعرابي: أَمْهى إِذا بَلَغ من حاجَته ما أَراد، وأَصله أَن يبلُغَ الماءَ إِذا حَفَر بِئراً.
وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، أَنه قال لعُتْبة بن أَبي سفيان وقد أَثنى عليه فأَحْسَن: أَمْهَيْتَ يا أَبا الوليدِ أَمْهَيْت أَي بالغْتَ في الثناء واسْتَقْصَيْت، من أَمْهَى حافِرُ البئرِ إِذا اسْتَقْصَى في الحَفْرِ وبَلَغَ الماءَ.
وأَمْهَى الفَرسَ إِمهاءً: أَجْراه ليَعْرَقَ. أَبو زيد: أَمْهَيْتُ الفَرَس أَرْخَيت له من عنانه، ومثله أَمَلْت به يَدِي إِمالَةً إِذا أَرْخَى له من عِنانه.
واسْتَمْهَيت الفَرَس إِذا اسْتَخْرَجْت ما عِنْدَه من الجَرْيِ؛ قال عَدِيّ: هُمْ يَسْتَجِيبُونَ للدَّاعِي ويُكْرِهُهمْ حَدُّ الخَمِيس، ويَسْتَمْهُونَ في البُهَمِ والمَهْوُ: شدَّةُ الجَرْيِ.
وأَمْهَى الحَبْلَ: أَرْخاه.
وأَمْهَى في الأَمرِ حَبْلاً طَويلاً على المثل. الليث: المَهْيُ إِرْخاءُ (* قوله« المهى إلخ» هكذا في الأصل والتهذيب.)الحَبل ونحوِه؛ وأَنشد لطرفَة. لَكا لطِّوَلِ المُمْهَى وثِنْياهُ في اليَدِ الأُموي: أَمْهَيْت إِذا عَدَوْتَ، وأَمْهَيْت الفرسَ إِذا أَجْرَيْته وأَحْمَيْته.
وأَمْهَيت السَّيفَ: أَحْدَدْته.
والمَهاةُ: الشمسُ؛ قال أُمَيَّةُ بن أَبي الصلْب: ثُمَّ يَجْلُو الظَّلامَ رَبُّ رَحِيمٌ بمَهاةٍ، شُعاعُها مَنْشُور واستشهد ابن بري في هذا المكان ببيت نسبه إِلى أَبي الصَّلْتِ الثَّقَفِي: ثمَّ يَجْلُو الظَّلامَ رَبٌ قَديرُ بمَهاةٍ ، لهَا صَفاءٌ ونُورُ ويقال للكَواكب: مَهاً؛ قال أُمية: رَسَخَ المَها فيها، فأَصْبَحَ لَوْنُها في الوارِساتِ، كأَنَّهُنَّ الإِثْمِدُ وفي النوادر: المَهْوُ البَرَدُ.
والمَهْو: حصًى أَبيض يقال له بُصاقُ القَمَر.
والمَهْوُ: اللُّؤْلُؤُ.ويقال للثغر النَّقِيِّ إِذا ابيضَّ وكثر ماؤه: مَهاً؛ قال الأَعشى: ومَهاً تَرِفُّ غُروبُه، يَشْفِي المُتَيَّمَ ذا الحَرارهْ والمَهاة: الحِجارة (* قوله« والمهاة الحجارة» هي عبارة التهذيب.) البيض التي تَبْرُق، وهي البلَّوْرُ.
والمَهاةُ: البلَّوْرة التي تَبِصُّ لشدَّة بياضها، وقيل: هي الدُّرَّةُ، والجمع مَهاً ومَهَواتٌ ومَهَياتٌ؛ وأَنشد الجوهري للأَعشى: وتَبْسِمُ عَن مَهاً شَبِمٍ غَرِيٍّ، إِذا تُعْطي المُقَبِّلَ يَسْتَزيدُ وفي حديث ابن عبد العزيز: أَن رجلاً سأَل ربُه أَن يُرِيَه مَوْقِع الشيطان من قَلْب ابنِ آدمَ فرأَى فيما يَرى النائمُ جَسَدَ رجُلٍ مُمَهًّى يُرى داخِلُه من خارجه؛ المَها: البِلَّوْرُ، ورَأَى الشيطانَ في صورة ضِفْدع له خُرطُوم كخُرطومِ البَعُوضة قد أَدْخَله في مَنْكِبه الأَيسر، فإِذا ذكَر اللهَ عز وجل خَنَسَ. شيءٍ صُفِّيَ فأَشبه المها فهو مَمَهًّى.
والمَهاةُ: بَقرةُ الوحش، سُمِّيت بذلك لبياضها على التشبيه بالبِلَّورْة والدُّرَّة، فإِذا شُبِّهت المرأَة بالمَهاةِ في البَياض فإِنما يُعنى بها البِلَّوْرة أَو الدُّرَّة، فإِذا شُبهت بها في العينين فإِنما يُعنى بها البقرة، والجمع مَهاً ومَهَوات، وقد مَهَتْ تَمْهُو مَهاً في بياضها.
وناقةٌ مِمْهاء: رَقِيقة اللَّبن.
ونُطْفة مَهْوةٌ: رَقِيقة.
وسَلَحَ سَلْحاً مَهْواً أَي رقِيقاً.
والمَهاء، بالمدّ: عيب أَو أَوَدٌ يكون في القِدْحِ؛ قال: يقِيمُ مَهاءهُنَّ بإِصْبَعَيْهِ ومَهَوْت الشيءَ مَهْواً: مثل مَهَيْتُه مَهْياً.
والمَهْوَةُ من التمر: كالمَعْوةِ؛ عن السيرافي، والجمع مَهْوٌ.
وبنو مَهْوٍ: بَطْن من عبد القيس. أَبو عبيد: من أَمثالهم في باب أَفْعَل: إِنه لأَخْيَبُ مِن شيخ مَهْوٍ صَفْقةً؛ قال: وهم حيّ مِن عبد القَيْس كانت لهم في المَثَل قصة يَسْمُج ذِكرها.
والمِمْهى: اسم موضع؛ قال بشر بن أَبي خازم: وباتَتْ لَيلةً وأَدِيمَ لَيْل، على المِمْهى، يُجَزُّ لها الثَّغامُ

خزر (لسان العرب) [1]


الخَزَرُ، بالتحريك: كسْرُ العين بَصَرَها خِلْقَةً وقيل: هو ضيق العين وصفرها، وقيل: هو النظر الذي كأَنه في أَحد الشَّقَّينِ، وقيل: هو أَن يفتح عينه ويغمضها، وقيل: الخَزَرُ هو حَوَلُ إِحدى العينين، والأَحْوَلُ: الذي حَوِلَتْ عيناه جَميعاً، وقيل: الأَخْزَرُ الذي أَقبلت حَدَقَتاه إِلى أَنفه، والأَحول: لذي ارتفعت حدقتاه إِلى حاجبيه؛ وقد خَزِرَ خَزَراً، وهو أَخْزَرُ بَيِّنُ الخَزَرِ، وقوم خُزْرٌ؛ ويقال: هو أَن يكون الإِنسان كأَنه ينظر بمُؤْخُرِها؛ قال حاتم: ودُعيتُ في أُولى النَّدِيِّ، ولم يُنْظَرْ إِلَيِّ بِأَعْيُنٍ خُزْرِ وتَخازَرَ: نظر بمُؤْخُرِ عينه.
والتَّخازُرُ: استعمالُ الخَزَرِ على ما استعمله سيبويه في بعض قوانين تَفاعَلَ؛ قال: إِذا تَخازَرْتُ وما بي مِنْ خَزَرْ . . . أكمل المادة فقوله وما بي من خَزَرٍ يدلك على أَن التَّخازُرَ ههنا إِظهار الخَزرِ واستعماله.
وتَخازَرَ الرجلُ إِذا ضَيَّقَ جَفْنَهُ لِيُحَدِّدَ النظر، كقولك: تعامَى وتَجاهَلَ. ابن الأَعرابي: الشيخ يُخَزِّرُ عينيه ليجمع الضوء حتى كأَنهما خِيطَتَا، والشابُّ إِذا خَزَّرَ عينيه فإِنه يَتَداهَى بذلك؛ قال الشاعر: يا وَيْحَ هذا الرأْسِ كيف اهْتَزَّا، وحِيصَ مُوقاهُ وقادَ العَنْزَا؟ ويقال للرجل إِذا انحنى من الكِبَرِ: قادَ العَنْزَ، لأَن قائدها ينحني.
والخَزَرُ: جِيلٌ خُزْرُ العيون.
وفي حديث حذيفة: كأَني بهم خُنْسُ الأُنُوف خُزْرُ العيون.
والخُزْرَةُ: انقلابُ الحدقة نحو اللِّحاظ، وهو أَقبح الحَوَلِ؛ ورجل خَزَرِي وقوم خُزْرٌ.
وخَزَرَهَ يَخْزُرُه خَزْراً: نظره بِلِحاظِ عينه؛ وأَنشد: لا تَخْزُرِ القومَ شَزْراً عن مُعارَضَةٍ وعدوٌّ أَخْزَرُ العين: ينظر عن معارضة كالأَخْزَرِ العين. أَبو عمرو: الخازِرُ الداهية من الرجال. ابن الأَعرابي: خَزَر (* قوله: «ابن الأَعرابي خزر إلخ» الأَولى من باب كتب، والثانية من باب فرح لا كما يقتضيه صنيع القاموس من أَنهما من باب كتب، فقد نقل شارحه عن الصاغاني ما ذكرنا). إِذا تَداهَى، وخَزِرَ إِذا هَرَبَ.
والخِنْزِيرُ: من الوحش العادي معروف، مأْخوذ من الخَزَرِ لأَن ذلك لازم له؛ وقيل: هو رباعي، وسنذكره في ترجمته.
والخَزِيرَةُ والخَزِيرُ: اللحم الغابُّ يؤْخذ فيقطع صغاراً في القِدْرِ ثم يطبخ بالماء الكثير والملح، فإِذا أُميت طَبْخاً ذرَّ عليه الدقيق فَعُصِدَ به ثم أُدِمَ بأَيِّ أَدَامٍ شِيءَ، ولا تكون الخَزِيرَةُ إِلا وفيها لحم، فإِذا لم يكن فيها لحم فهي عَصِيدَة، قال جرير: وُضِعَ الخَزِيرُ فقيل: أَيْنَ مُجاشِعُ؟ فَشَحَا جَحافِلَهُ جُرافٌ هِبْلَعُ وقيل: الخَزِيرَةُ مَرَقَة، وهي أَن تُصَفَّى بُلالَةُ النُّخالة ثم تُطْبَخَ، وقيل: الخَزِيرَةُ والخَزِيرُ الحَسَا من الدسم والدقيق، وقيل: الحَسَا من الدَّسَمِ؛ قال: فَتَدْخُلُ أَيْدٍ في حَناحِرَ أُقْنِعَتْ، لِعادَتِها، من الخَزِيرِ المُعَرَّفِ أَبو الهيثم: أَنه كتب عن أَعرابي قال: السَّخِينَةُ دقيق يلقى على ماء أَو على لبن فيطبخ ثم يؤكل بتمر أَو بحَساً، وهو الحَسَاء، قال: وهي السَّخُونَةُ أَيضاً، وهي النَّفِيتَةُ والحُدْرُقَّةُ والخَزِيرَةُ، والحَرِيرَةُ أَرَقُّ منها.
وفي حديث عِتْبان (* قوله: «عتبان» هو ابن مالك، كان إمام قومه فأَنكر بصره، فسأَل النبي، صلى الله عليه وسلم، أن يصلي في مكان من بيته يتخذه مصلى، ففعل وحبسه على خزيرة صنعها له، كذا بهامش النهاية): أَنه حَبَسَ النبي، صلى الله عليه وسلم، على خَزِيرَةٍ تُصْنَعُ له، وهو ما فسرناه، وقيل: إِذا كانت من لحم فهي خزيرة، وقيل: إِن كانت من دقيق فهي حَرِيرَةٌ، وإِن كانت من نخالة فهي خَزِيرَةٌ.
والخُزرَةُ، مثل الهُمَزة، وذكره ابن السكيت في باب فُعَلةٍ: داء يأْخذ في مُسْتَدَقِّ الظهر بِقَفْرَةِ القَطَنِ؛ قال يصف دلواً: دَاوِ بها ظَهْرَكَ من تَوْجاعِه، من خُزَراتٍ فيه وانْقِطَاعِه وقال: بها يعني الدلو، أَمره أَن ينزع بها على إِبله، وهذا لعب منه وهزؤ.والخَيْزَرَى والخَوْزَرَى والخَيْزَلى والخَوْزَلى: مِشْيَةٌ فيها ظَلَعٌ أَو تَفَكُّكٌ أَو تَبَخْتُرٌ؛ قال عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ: والنَّاشِئات المَاشِيات الخَوْزَرَى، كَعُنُقِ الآرامِ أَوْفَى أَوْ صَرَى معنى أَوفى: أَشرف، وصَرَى: رفع رأْسه.
والخَيْزُرانُ: عُودٌ معروف. قال ابن سيده: الخَيْزُرَانُ نبات لَيِّنُ القُضْبَانِ أَمْلَسُ العيدان لا ينبت ببلاد العرب إِنما ينبت ببلاده الروم؛ ولذلك قال النابعة الجعدي: أَتَاني نَصْرُهُمْ، وهُمُ بَعِيدٌ، بِلادُهُمُ بِلادُ الخَيْزُرانِ وذلك أَنه كان بالبادية وقومه الذين نصروه بالأَرياف والحواضر، وقيل: أَراد أَنهم بعيد منه كبعد بلاد الروم، وقيل: كلُّ عُودٍ لَدْنٍ مُتَثَنٍّ خَيْزُرانٌ، وقيل: هو شجر، وهو عروق القَنَاةِ، والجمع الخَيازِرُ.
والخَيْزُرانُ: القصب؛ قال الكميت يصف سحاباً: كأَنَّ المَطافِيلَ المَوالِيهَ وَسْطَهُ، يُجاوِبُهُنَّ الخَيْزُرانُ المُثَقَّبُ وقد جعله الراجز خَيْزُوراً فقال: مُنْطَوِياً كالطَّبقِ الخَيْزُورِ والخَيْزُرانُ: الرماح لتثنِّيها ولينها؛ أَنشد ابن الأَعرابي: جَهِلْتُ من سَعْدٍ ومن شُبَّانِها، تَخْطِرُ أَيْدِيها بِخَيْزُرانها يعني رماحها.
وأَراد جماعة تخطر أَو عصبة تخطر فحذف الموصوف وأَقام الصفة مقامه.
والخَيْزُرانَةُ: السُّكَّانُ؛ قال النابغة يصف الفُراتَ وَقْتَ مَدَّهِ: يَظَلُّ من جَوْفِهِ المَلاَّحُ مُعْتَصِماً بالخَيْزُرانَةِ، بعدَ الأَيْنِ والنَّجَدِ أَبو عبيد: الخَيْزُرانُ السُّكَّانُ، وهو كَوْثَلُ السفينة.
وفي الحديث: أَن الشيطان لما دخل سفينة نوح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، قال: اخْرُجْ يا عَدُوَّ اللهِ من جَوْفِها فَصَعِدَ على خَيْزُرانِ السفينة؛ هو سُكَّانُها، ويقال له خَيْزُرانَةٌ، وكلُّ غُصْنٍ مُتَثَنٍّ: خَيْزُرانٌ؛ ومنه شعر الفرزدق في علي بن الحسين زين العابدين، عليه السلام:في كَفِّه خَيْزُرانٌ، رِيحُهُ عَبِقٌ من كَفِّ أَرْوَعَ، في عِرْنِينِهِ شَمَمُ المُبَرِّدُ: الخَيْزُرانُ المُرْدِيُّ؛ وأَنشد في صفة المَلاَّحِ: والخَيْزُرانَةُ في يَدِ المَلاَّحِ يعني المُرْدِيَّ. قال المبرد: والخَيْزُرانُ كُلُّ غُصْنٍ لَيِّنٍ يَتَثَنَّى. قال: ويقال للمُرْدِيِّ خَيْزُران إِذا كان يتثنى؛ وقال أَبو زبيد، فجعل المِزمار خَيْزُراناً لأَنه من اليراع، يصف الأَسد: كأَنَّ اهْتِزامَ الرَّعْدِ خالَطَ جَوْفَهُ، إِذا جَنَّ فيه الخَيْزُرانُ المُثَجَّرُ والمُثَجَّرُ: المُثَقَّبُ المُفَجَّرُ؛ يقول: كأَنَّ في جوفه المزامير.
وقال أَبو الهيثم: كل لين من كل خشبة خَيْزُران. قال عمرو بن بَحْرٍ: الخَيْزُرانُ لجام السفينة التي بها يقوم السكان، وهو في الذنب.
وخَيْزَرٌ: اسم.
وخَزَارَى: اسم موضع؛ قال عمرو بن كلثوم: ونَحْنُ غَداةَ أُوقِدَ في خَزَارَى، رَفَدْنا فوقَ رَفْدِ الرَّافِدِينا (* ويروى: خَزازي في معلقة عمرو بن كلثوم).
وخاِزرٌ: كانت به وقعة بين إِبراهيم بن الأَشتر وبين عبيدالله بن زياد، ويومئذ قتل ابن زياد.

ضغط (العباب الزاخر) [1]


رجل ضفيط بين الضفاطة: أي ضعيف الرأي والعقل، قال ابو حزام غالبُ بن الحارث العكلي.
تعادت بالجنان على المزجى      ويخفي بالبدء الضـفـيط

يخفي: يظهرُ، والبدء: الداهية، وقد ضفط -بالضم-، وبلغ عمر -رضى الله عنه- أن رجلا استأذن فقال: إني لا أراه ضفيطاً، لأنه كان ينكر قول من قال: إذا قعد إليك رجل فلا تقم حتى تستأذنه. وقال الليثُ: الضفيط: العذيوط الذي يبدي إذا جامع أهله. وعن ابن سيرين: أنه شهد نكاحاً فقال: أين ضفاطتكم، أراد الدف لأنه لعب ولهو فهو راجع إلى ملا يحققُ فيه صاحبه. وفي حديث عمر -رضى الله عنه-: أنه سمع رجلا يتعوذ من الفتن فقال: اللهم إني أعوذ بك . . . أكمل المادة من الضفاطة، أتسأل ربك إلا يرزقك أهلا ومالا. ذهبَ إلى قوله تعالى: (إنما أموالُكم وأولادُكم فتنة) وكره التعوذ منها. وفي حديث ابن عباس -رضى الله عنهما-: لم يطلب الناس بدم عثمان لرموا بالحجارة من السماء، فقيل له: أتقولُ هذا وأنت عامل لفلان، فقال: إن في ضفطات وهذه إحدى ضفطاتي الضفطة للمرة كالحمقة، والجمع الضفط ضفطى؛ كصريعه وصرعى.
وفي الحديث عمر رضى الله عنه-: أن صاحب محمد صلى الله عليه وسلم-: تذاكروا الوتر، فقال أبو بكر برضى الله عنه-: أما أنا فأبدوا الوتر، وقال عمر -رضى الله عنه-: لكني أوتر حين ينام الضفى: همُ الحمقى والنوكى. والضفيط -أيضا- من فحول الإبل: السريس. والضفيط: السخي:وهو من الاضداد. والضَّفَّاطة -بالتشديد-: شبيهة بالدجاجة؛ وهي الرفقة العظيمة. والضفاط: الذي يكري الإبل من قرية إلى قرية أخرى.
وقال ابن الأعرابي: الضفاط: الجمال وروي: أن ضفاطة -ويروي: ضفاطتين- قدموا المدينة. وقيل: الضفاطةُ: رذال الناس، وكذلك الضفاط، قال بن القطيب:
ليست به شمائل الضفاط     

وقال ابن شميل: الضفاطة: الأنباط كانوا يقدمون المدينة بالدرمك والزيت وقال ابن المبارك: الضفاط: الجالب من الأصل والمقاط: الحاملُ من قريةُ إلى قرية. وقيل: الضفاط: الذي يكري من منزل إلى منزل أو من ماء إلى ماء، قال: وما كنت ضفاطاً ولكن راكباً. وذاةُ أنواطٍ: اسم شجرة كلان يُنَاطُ بها السلاح وتعبد من دون الله، ومنه الحديث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ابْصَرَ في بعض أسفاره شجرة دَفْوَاءَ ذاةَ أنوَاطٍ. الدَّفْوَاءُ: العظيمة الطويلة الفروع والأغصان الجَثَلةُ الظليلةُ. سُمي المَنُوطُ بالنَّوِط وهو مصدر؛ ثم جمع- ومنه قولهم لِمزد الراكب الذي يَنُوطه: نَوطٌ والنَّوُطُ والنَّوْطَةُ: جُلة صغيرة فيها ثمر تعلق من البعير، وفي الحديث أنه أهْدي إلى النبي -صلى الله عليه ويلم- نَوْطُ من تَعْضوض هجر أهداه "له" وفد عبد القيس. "والنَّوْطُ": العلاوة بين "العدْلَيِنِ".
وأصله الجُلَّةُ. إذا تلكأ في السير بصر.
والإلحاح على البعير، وأنشد ابن دريد:
فَعَلَّق النَّوْطَ أبا مَحْـبُـوبِ      إنَّ الغّضّا ليس بذي تَذنُوبِ

وقال أبو عمر: النّوْطَةُ: البئر بين الجبلين. والنَّوْطَةُ: الحَوصَلةُ، قال النابغة الذبياني يصف القَطَاةَ:
حَذّاءُ مُدْبِرَةً سَـكّـاءُ مُـقْـبـلَةً      للماءِ في النَّحْرِ منها نَوْطَةُ عَجَبُ

والنَّوْطَةُ -أيضاً-: وَرَمٌ في نَحْرِ البعير وأرفاغه، وقال ابن دريد: النَّوْطَةُ: غُدَّةٌ تصيب البعير في بطنه فلا أن تقتله، يقال: نِيْطَ البعير: إذا أصابه ذلك. والنَّوْطَةُ -أيضاً- الحِقْدُ، قال عمرو بن أحمر الباهلي:
وما عِلْمُنا ما نَوْطَةٌ مُسْتَـكِـنَّة      ولا أيُّ ما قارَفتُ أسقى سِقائيا

يقول: وما ادري أي ذنوبي فعل بي هذا.
ويروى: "ولا أي من قارَفْتُ".
وقوله: أسقى سِقائيا: أي أوعى جوفي هذا الدّاء الذي أجده. والنَّوءطُ: ما بين العجز والمتن. والأنْوَاطُ: ما عُلق على البعير إذا أوقِرَ.
وكل عُلق من شيءٍ فهو نَوْطُ. ويقال: نَوْطَةٌ من صلح، كما يقال: عِيصٌ من سِدرٍ وايكةٌ من أثلٍ وفرشٌ من عُرفُطٍ ووهط من عُشر وغال من سلم وسليل من سَمرٍ وقصيمة من غَضَاً ومن رمث وصريمة من غضا ومن سلم وحرجة من شجر. وقال ابن الأعرابي: النَّوْطُ: المكان فيه شجر في وسطه وطرفاه لا شجر فيهما؛ وهو مرتفع في السيل، يقال: أصابنا مطر وإنا لَبِنَوطةٍ.
وقال ابن شُميل: النَّوْطَةُ ليست بواد ضخم ولا بتلعة؛ هي بين ذلك. والتَّنْوَاطُ: ما يتلعق من الهودج يزين به.
ويقال: فلان منَّي مَنَاطَ الثُريا: أي في البعد.
وهذا الشيء مَنُوْطٌ بفلان. وقال الخليل: المَدّاتُ الثلاث مَنُوْطاتُ بالهمز، قال: ولذلك قابل بعضهم في افْعَلي وافْعَلا وافْعَلوا في الوقوف: افْعَلِىء وافْعَلا وافْعَلُوا، ولذلك يهمزون "لا" إذا وقفوا فيقولون: لا. ويقال: رجل مَنُطُ بالقوم: أي ليس منهم، وقيل: دَعِيُّ، قال حسان بن ثابت يهجو أبا سفيان -رضي الله عنهما-:
وكْنت دَعِيّاً نشيْطَ فـي آلِ هـاشـمٍ      كما نِيْطَ خَلْفَ الرّاكِبِ القَدَحُ الفَرْدُ

والنَّيَاطُ: ما يعلق به الشيء، يقال: نُطْتُ القربة بِنياطها: أي علقتها من محمل ونحوه. ونِيَاطُ المفازة: بعد طريقها فكأنها نِيْطَتْ بمفازةٍ أخرى لا تكاد تنقطع، قال العجاج:
وبَـلْـدَةٍ بَـعِـيْدِة الـنَّـيَاطِ      مجْهولةٍ تَغتال خَطْوَ الخاطي

والنَّيَاطُ: كوكبان بينهما قلب العقرب. والنَّيَاط: عرق عُلق به القلب من الوترين فإذا قُطع مات صاحبه.
ويقال للأرنب: المُقطعة النَّيِاط والمقطعة الأسحار والمقطعة السحور على التفاؤل؛ أي نِيَاطُها يقطع على هذا الاسم. في ال. من يكسر الطاء؛ أي سرعتها وشدة عَدوها كأنها تُقطع نِياطَها، وقيل: تُقطع نِيَاطَ الكلاب من شدة عدوها. وكذلك النَّيْطُ، قال أبو سعيد: القياس: النَّوْطُ، لأنه من ناطَ يَنُوطُ، غير أن الياء تعاقب الواو في حروف كثيرة، ويجوز أن يقال أصله نَيطُّ؛ فخفف؛ كميت وهين ولين في ميتٍ وهين ولينٍ. ويقال: رُمي في نَيْطِه وطعن في جنازته: إذا مات، ومنه حديث عليّ -رضي الله عنه- أنه قال: لودَّ معاوية أنه ما بقى من بني هاشم نافخ ضرمةٍ الا طُعن في نَيْطِه. ويقال: رماه الله بالنَّيِط: أي بالموت. ونِيَاطُ القوس: مُعلقها. والنّاءطُ: عرق في الصلب ممتد بعالج المصفور بقطعه، قال العجاج يصف ثوراً طعن الكلاب:
وبَجَّ كلَّ عِانـدٍ نَـعُـورِ      أجْوَفَ ذي فَوّارَةٍ ثَوورِ

قَضْبَ الطبيب نائطَ المَصْفُوِر ؤالنّائطَةُ: الحَوصَلةُ. وقال ابن عباد النَّيَّطَةُ: "البعير يرسله مع ناسٍ يمتارون" ليحمل له عليه. وقال ابن الأعرابي: بئر نَيُطٌ -على فعيل-: إذا حفرت فأتي الماء من جانب منها فسال الى قعرها ولم تعن من قعرها بشيءٍ، وأنشد:
لا تَسْتَقي دِلاؤها من نَيّطِ      ولا بَعِيدٍ قَعرُها مُخْرَوط

وقال أبو الهيثم: النَّيَّطُ: العين في البئر قبل أن تصل إلى القعر، ومنه حديث الحجاج: أنه أمر رجلاً له عضيدة أن يحفر بالشجي بئراً فحفرها؛ فقال: يا عُضيدة أأخسفت أم أوشلت ويروى: أمْ أعلمت- فقال: لا واحد منهما ولكن نَيَّطاً بين المائين، قال: وما يبلغ ماؤها؟ قال: وردت عَلَيَّ رفقة فيها خمسة وعشرون بعيراً؛ فرويت الإبل ومن عليها، فقال الحجاج: الإبل حفرتها إن الإبل ضُمزٌ خُنُس ما جشمت. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: وسبب ذلك أن رفقةً ماتت من العطش بالشجي. فقال الحجاج: أني أظنهم قد دعوا الله حين بلغهم الجهد؛ فاحفروا في مكانهم الذي ماتوا فيه لعل الله يسقي الناس، فقال رجل من جلسائه: قد قال الشاعر:
تَرَاءَتْ له بَيْنَ الَّـلـوى وعُـنَـيْزَةٍ      وبَيْنَ الشَّجِي مّماِ أحالَ على الوادي

ما تَراءت له إلا وهو على ماءٍ، فأمر الحجاج رجلاً له عُضيدة أن يحفر في الشَّجي بئراً؛ فحفرها؛ فلما أنْيَطَ حمل معه قربتين من مائها إلى الحجاج بواسطٍ، فلما طلع قال له: يا عضيدة لقد تخطيت بها ماء عذاباً أأخسفت. الحديث. وقال بعضهم: إن كان الحرف على ما روي "فهو من" ناطَه يَنُوْطُه: إذا "عَلَّقَه؛ أراد": أن الماء وَ"سَط بين المائين": كأنه معلق بينهما.
وإن كانت الرواية لكن نَبَطاً بالباء الموحدة- "فإنَّه" يقال "للرَّكِيَّة" إذا استخرج ماؤها. والتَّنضوُّطُ والتُّنَويطُ: طائر، قال الأصمعي، سمي بذلك لأنه يُدلي خيوطها من شجرةٍ ثم يفرخ فيها، الواحدة: تَنَوُّطَةٌ وتُنَوَّطَةٌ. وقال "حَمْزَةُ" في قولهم: أصنع من تَنَوطٍ: هو طائر يركب عشه تركيباً بين عودين من أعواد الشجر فينسجه كقارورة الدهن ضيق الفم واسع الداخل فيودعه بيضه فلا يوصل إليه حتى تدخل اليد فيه إلى المعصم. وقال أبو عمرو: أناطَتِ الإبل: أصابها وَرَمٌ في نحورها؛ مثل نِيْطَتْ.
وقال ابن عباد: نَوَّطْت القربة تَنْوِيْطاً: إذا أثقلتها لتدهنها. وانْتَاطَ المكان: بَعُدَ. وقال أبو عمرو: انْتَاطَ من قولهم: أني أريد أن أسْتَنِطَكَ ناقتي: إذا دفعها إليه ليمتار له "عليها، فيقول" الرجل: أنا أنْتَاطُها لك. والتركيب يدل على تعليق شيءٍ بشيء إذا علقته به، وقد شَذَّ عن هذا التركيب قولهم: بئر نَيُّطٌ.

جرا (لسان العرب) [1]


الجِرْوُ والجرْوةُ: الصغير من كل شيء حتى من الحَنْظل والبطيخ والقِثَّاء والرُّمان والخيار والباذِنجان، وقيل: هو ما استدار من ثمار الأَشجار كالحنظل ونحوه، والجمع أَجْرٍ.
وفي الحديث: أُهْديَ إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قِناعٌ من رُطَبٍ وأَجرٍ زُغْبٍ؛ يعني شَعارِيرَ القِثَّاء.
وفي حديث آخر: أَنه، صلى الله عليه وسلم، أُتِيَ بقِناع جِرْوٍ، والجمع الكثير جِراءٌ، وأَراد بقوله أَجْرٍ زُغْبٍ صغارَ القِثَّاء المُزْغِب الذي زِئبَرُه عليه؛ شُبِّهت بأَجْرِي السّباع والكلاب لرطوبتها، والقِناع: الطبق.
وأَجْرَت الشجرةُ: صار فيها الجِراءُ. الأَصمعي: إذا أَخرج الحنظلُ ثمره فصغاره الجِرَاءُ، واحدها جِرْوٌ، ويقال لشجرته قد أَجْرَتْ.
وجِرْوُ الكلب والأَسد والسباع وجُرْوُه وجَرْوُه كذلك، والجمع أَجْرٍ وأَجْرِيَةٌ؛ . . . أكمل المادة هذه عن اللحياني، وهي نادرة، وأَجْراءٌ وجِراءٌ، والأُنثى جِرْوَة.
وكَلْبة مُجْرٍ ومُجْرِية ذات جِرْوٍ وكذلك السَّبُعة أَي معها جِرَاؤُها؛ وقال الهذلي: وتَجُرُّ مُجْرِيةٌ لَها لَحْمَى إلى أَجْرٍ حَواشِبْ أَراد بالمجْرِية ههنا ضَبُعاً ذات أَولاد صغار، شبهها بالكلبة المُجْرِية؛ وأَنشد الجوهري للجُمَيْحِ الأَسَدِيّ واسمه مُنْقِذ: أَمَّا إذا حَرَدَتْ حَرْدِي، فَمُجْرِيَةٌ ضَبْطاءُ، تَسْكُنُ غِيلاً غَيْرَ مَقْرُوبِ الجوهري في جمعه على أَجْرٍ قال: أَصله أَجْرُوٌ على أَفْعُلٍ، قال: وجمع الجِراء أَجْرِيَةٌ.
والجِرْوُ: وِعاءُ بِزْرِ الكَعابير، وفي المحكم: بِزر الكعابير التي في رؤوس العِيدان.
والجِرْوَة: النَّفْسُ.
ويقال للرجل إذا وَطَّنَ نَفْسَه على أَمرٍ: ضَرَب لذلك الأَمرِ جِرْوَتَه أَي صَبَر لَه ووَطَّنَ عليه، وضَرَب جِرْوَةَ نَفْسه كذلك؛ قال الفرزدق: فضَرَبْتُ جِرْوَتها وقُلْتُ لها: اصْبِري، وشَدَتُ في ضَنْكِ المُقامِ إزَارِي ويقال: ضربت جِرْوتي عنه وضربت جِرْوتي عليه أَي صبرت عنه وصبرت عليه.
ويقال: أَلقى فلان جِرْوته إذا صَبَر على الأَمر.
وقولهم: ضرب عليه جِرْوَته أَي وطَّن نفسه عليه. قال ابن بري: قال أَبو عمرو يقال ضربت عن ذلك الأَمر جِرْوَتي أَي اطْمأَنَّت نفسي؛ وأَنشد: ضَرَبْتُ بأَكْنافِ اللِّوَى عَنْكِ جِرْوَتي، وعُلِّقْتُ أُخْرى لا تَخُونُ المُواصِلا والجِروة: الثمرة أَوَّلَ ما تَنْبُت غَضَّةً؛ عن أَبي حنيفة.
والجُرَاويُّ: ماءٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: ألا لا أَرَى ماءَ الجُراوِيِّ شافِياً صَدَايَ، وإن رَوَّى غَلِيلَ الرَّكائِب وجِرْوٌ وجُرَيٌّ وجُرَيَّةُ: أَسماء: وبنو جِرْوة: بطنٌ من العرب، وكان ربيعة بن عبد العُزَّى بن عبد شمس بن عبد مناف يقال له جِرْوُ البَطْحاءِ.
وجِرْوةُ: اسم فرس شدّادٍ العَبْسيّ أَبي عَنْتَرَةَ؛ قال شدّاد: فَمنْ يَكُ سائلاً عَنِّي، فإنِّي وجِرْوَة لا تَرُودُ ولا تُعارُ وجِرْوةُ أَيضاً: فرس أَبي قتادة شهد عليه يوم السَّرْحِ.
وجَرَى الماءُ والدمُ ونحوه جَرْياً وجَرْيةً وجَرَياناً، وإنه لحَسَنُ الجِرْيةِ، وأَجْراه هو وأَجْريته أَنا. يقال: ما أَشدَّ جِرْيةَ هذا الماء، بالكسر.
وفي الحديث: وأَمسك الله جِرْيةَ الماء؛ هي، بالكسر: حالة الجريان؛ ومنه: وعالَ قَلَمُ زَكَرِيَّا الجِرْيَةَ.
وجَرَت الأَقْلامُ مع جِرْيَةِ الماء، كلُّ هذا بالكسر.
وفي حديث عمر: إذا أَجْرَيْتَ الماءَ على الماءِ أَجْزَأَ عنك؛ يريد إذا صببت الماء على البول فقد طَهُر المحلُّ ولا حاجة بك إلى غسله ودَلْكه.
وجَرَى الفرسُ وغيرُه جَرْياً وجِراءً: أَجْراه؛ قال أَبو ذؤيب: يُقَرِّبُه للمُسْتضيفِ، إذا دَعا، جِراءٌ وشَدٌّ، كالحَرِيقِ، ضَرِيجُ أَراد جرْيَ هذا الرجل إلى الحَرْب، ولا يَعْني فَرَساً لأَن هُذَيْلاً إنَّما همْ عَراجِلَةٌ رَجّالة.
والإجْرِيّا: ضرب من الجَرْيِ؛ قال: غَمْرُ الأَجارِيِّ مِسَحّاً مِهْرَجا وقال رؤبة: غَمْرُ الأَجارِيِّ كَرِيم السِّنْح، أَبْلَج لَمْ يُولَدْ بِنَجْمِ الشُّحِّ أَراد السِّنْخَ، فأَبدل الخاء حاء.
وجَرَت الشمسُ وسائرُ النجومِ: سارت من المشرق إلى المغرب.
والجاربة: الشمس، سميت بذلك لجَرْيِها من القُطر إلى القُطْر. التهذيب: والجاريةُ عين الشمس في السماء، قال الله عز وجل: والشمسُ تَجْري لمُسْتَقَرٍّ لها.
والجاريةُ: الريح؛ قال الشاعر: فَيَوْماً تَراني في الفَرِيقِ مُعَقَّلاً، ويوماً أُباري في الرياح الجَوَارِيَا وقوله تعالى: فلا أقسم بالخُنَّسِ الجَواري الكُنَّسِ؛ يعني النجومَ.
وجَرَتِ السفينةُ جَرْياً كذلك.
والجاريةُ: السفينة، صفة غالبة.
وفي التنزيل: حَمَلْناكم في الجَارِية، وفيه: وله الجَوارِ المُنْشَآتُ في البحر، وقوله عز وجل: بسم الله مُجْراها ومُرْساها؛ هما مصدران من أُجْرِيت السفينةُ وأُرْسِيَتْ، ومَجْراها ومَرْساها، بالفتح، من جرَتِ السفينةُ ورَسَتْ؛ وقول لبيد: وغَنِيتُ سبتاً قبل مَجْرَى داحِسٍ، لو كان للنفسِ اللَّجُوجِ خُلُودُ ومَجْرى داحِسٍ كذلك. الليث: الخَيْلُ تَجْرِي والرِّياح تَجْرى والشمسُ تَجْرِي جَرْياً إلا الماء فإنه يَجْرِي جِرْيَةً، والجِراء للخيل خاصّةً؛ وأَنشد: غَمْر الجِراء إذا قَصَرْتَ عِنانَهُ وفرس ذو أَجارِيَّ أَي ذو فُنون في الجَرْيِ.
وجاراه مُجاراةً وجِراءً أَي جَرَى معه، وجاراه في الحديث وتَجَارَوْا فيه.
وفي حديث الرياء: من طَلَبَ العِلْمَ ليُجارِيَ به العُلَماءَ أَي يَجْري معهم في المُناظرة والجِدال ليُظْهِرَ علمه إلى الناس رياء وسُمْعةً.
ومنه الحديث: تَتَجارَى بهم الأَهْواءُ كما يَتَجارَى الكَلَبُ بصاحِبهِ أَي يَتَواقَعُون في الأَهْواء الفاسدة ويَتَدَاعَوْنَ فيها، تشبيهاً بِجَرْيِ الفرس؛ والكَلَب، بالتحريك: داء معروف يَعْرِضُ للكَلْب فمن عَضَّه قَتَله. ابن سيده: قال الأَخفش والمَجْرَى في الشِّعْرِ حركة حرف الرويّ فتْحَتُه وضَمَّتُه وكَسْرتُه، وليس في الرويّ المقيد مَجْرىً لأَنه لا حركة فيه فتسمى مَجْرىً، وإنما سمي ذلك مَجْرىً لأَنه موضع جَرْيِ حركات الإعراب والبناء.
والمَجارِي: أَواخِرُ الكَلِم، وذلك لأَن حركات الإعراب والبناء إنما تكون هنالك؛ قال ابن جني: سمي بذلك لأَن الصوت يبتدئ بالجَرَيان في حروف الوصل منه، ألا ترى أَنك إذا قلت: قَتِيلان لم يَعْلم لنا الناسُ مَصْرَعا فالفتحة في العين هي ابتداء جريان الصوت في الأَلف؛ وكذلك قولك: يا دارَ مَيَّةَ بالعَلْياءِ فالسَّندِ تَجِدُ كسرة الدال هي ابتداء جريان الصوت في الياء؛ وكذا قوله: هُرَيْرةَ ودَّعْها وإنْ لامَ لائِمُ تجد ضمة الميم منها ابتداءَ جَرَيانِ الصوت في الواو؛ قال: فأَما قول سيبويه هذا باب مَجارِي أَواخر الكَلِم من العربية، وهي تَجْرِي على ثمانية مَجارٍ، فلم يَقْصُر المَجارِيَ هنا على الحركات فقط كما قَصَر العروضيون المَجْرَى في القافية على حركة حرف الرويّ دون سكونه، لكنْ غَرَضُ صاحب الكتاب في قوله مَجاري أَواخر الكلم أَي أَحوال أَواخر الكلم وأَحكامها والصُّوَرِ التي تتشكل لها، فإذا كانت أَحوالاً وأَحكاماً فسكونُ الساكن حال له، كما أَن حركة المتحرّك حال له أَيضاً، فمن هنا سَقَط تَعَقُّبُ من تَتَبَّعه في هذا الموضع فقال: كيف ذَكَرَ الوقف والسكون في المجاري، وإنما المجاري فيما ظَنَّه الحركاتُ، وسبب ذلك خَفاءُ غرض صاحب الكتاب عليه، قال: وكيف يجوز أَن يُسَلط الظنُّ على أَقل أَتباع سيبويه فيما يلطف عن هذا الجليّ الواضح فضلاً عنه نفسِه فيه؟ أَفتراه يريد الحركة ويذكر السكون؟ هذه غَباوة ممن أَوردها وضعف نظر وطريقة دَلَّ على سلوكه إياها، قال: أَوَلَمْ يَسْمَعْ هذا المتتبع بهذا القدر قولَ الكافة أَنت تَجْرِي عندي مَجْرَى فلان وهذا جارٍ مَجْرَى هذا؟ فهل يراد بذلك أَنت تتحرك عندي بحركته، أَو يراد صورتك عندي صورته، وحالُك في نفسي ومُعْتَقَدِي حالُه؟ والجارية: عينُ كل حيوان.
والجارية: النعمة من الله على عباده.
وفي الحديث: الأَرْزاق جاريةٌ والأَعطياتُ دارَّة متصلة؛ قال شمر: هما واحد يقول هو دائم. يقال: جَرَى له ذلك الشيءُ ودَرَّ له بمعنى دام له؛ وقال ابنُ حازم يصف امرأَة: غَذَاها فارِضٌ يَجْرِي عليها، ومَحْضٌ حينَ يَنْبَعِثُ العِشارُ قال ابن الأَعرابي: ومنه قولك أَجْرَيْتُ عليه كذا أَي أَدَمْتُ له.
والجِرَايةُ: الجارِي من الوظائف.
وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال إذا ماتَ الإنسانُ انْقَطَعَ عَمَلُه إلا من ثلاثٍ صَدَقةٍ جاريةٍ أَي دارَّة متصلة كالوُقُوفِ المُرْصَدَةِ لأَبواب البِرِّ.
والإجْرِيَّا والإجْرِيَّاءُ: الوَجْهُ الذي تأَخذ فيه وتَجْرِي عليه؛ قال لبيد يصف الثور: ووَلَّى، كنَصْلِ السَّيْفِ، يَبْرُقُ مَتْنُه على كلِّ إجْرِيَّا يَشُقُّ الخَمائلا وقالوا: الكَرَمُ من إجْرِيَّاهُ ومن إجْرِيَّائه أَي من طَبيعته؛ عن اللحياني، وذلك لأَنه إذا كان الشيء من طبعه جَرَى إليه وجَرَنَ عليه.
والإجْرِيَّا، بالكسر: الجَرْيُ والعادة مما تأْخذ فيه؛ قال الكميت: ووَلَّى بإجْرِيَّا وِلافٍ كأَنه، على الشَّرَفِ الأَقْصَى، يُساطُ ويُكْلَبُ وقال أَيضاً: على تِلْكَ إجْرِيَّايَ، وهي ضَريبَتي، ولو أَجْلَبُوا طُرّاً عَلَيَّ وأَحْلَبُوا وقولهم: فعلتُ ذلك من جَرَاكَ ومن جَرَائِكَ أَي من أَجلك لغة في جَرَّاكَ؛ ومنه قول أَبي النجم: فاضَتْ دُمُوعُ العينِ من جَرَّاها ولا تقل مَجْراكَ.
والجَرِيُّ: الوكيلُ: الواحد والجمع والمؤنث في ذلك سواء.
ويقال: جَرِيُّ بَيِّنُ الجَرَايةِ والجِرايةِ.
وجَرَّى جَرِيّاً: وكَّلَه. قال أَبو حاتم: وقد يقال للأُنثى جَرِيَّة، بالهاء، وهي قليلة؛ قال الجوهري: والجمع أَجْرِياءُ.
والجَرِيُّ: الرسول، وقد أَجْراه في حاجته؛ قال ابن بري: شاهده قول الشماخ: تقَطَّعُ بيننا الحاجاتُ، إلاَّ حَوائجَ يُحْتَمَلْنَ مع الجَريّ وفي حديث أُم إسمعيل، عليه السلام: فأَرْسَلُوا جَرِيّاً أَي رسولاً.
والجَرِيُّ: الخادِمُ أَيضاً؛ قال الشاعر: إذا المُعْشِياتُ مَنَعْنَ الصَّبُو حَ، حَثَّ جَرِيُّكَ بالمُحْصَنِ قال: المُحْصَنُ: المُدَّخَرُ للجَدْب.
والجَرِيُّ: الأَجير؛ عن كراع. ابن السكيت: إنِّي جَرَّيْتُ جَرِيّاً واسْتَجْرَيْتُ أَي وكلت وكيلاً.
وفي الحديث: أَنتَ الجَفْنةُ الغَرّاء، فقال قُولوا بقَوْلكم ولا يَسْتَجْرِيَنَّكُم الشيطانُ أَي لا يَسْتَغْلِبَنَّكُم؛ كانت العرب تَدْعُو السيدَ المِطْعامَ جَفْنةً لإِطعامه فيها، وجعلوها غَرَّاءَ لما فيها من وَضَحِ السَّنامِ، وقوله ولا يستجرينكم من الجَرِيِّ، وهو الوكيل. تقول: جَرَّيْتُ جَرِيّاً واستجريتُ جَرِيّاً أَي اتخذت وكيلاً؛ يقول: تَكَلَّموا بما يَحْضُركم من القول ولا تتَنَطَّعُوا ولا تَسْجَعُوا ولا تتكلفوا كأَنكم وكلاء الشيطان ورُسُلُه كأَنما تنطقون عن لسانه؛ قال الأَزهري: وهذا قول القتيبي ولم أَر القوم سَجَعُوا في كلامهم فنهاهم عنها، ولكنهم مَدَحُوا فكَرِهَ لهم الهَرْفَ في المَدْحِ فنهاهم عنه، وكان ذلك تأْديباً لهم ولغيرهم من الذين يمدحون الناس في وجوههم، ومعنى لا يستجرينكم أَي لا يَسْتتبعنكم فيتخذكم جَرِيَّه ووكِيلَه، وسمي الوكيلُ جَرِيّاً لأَنه يَجْري مَجْرَى مُوَكِّله.
والجَرِيُّ: الضامنُ، وأَما الجَرِيءُ المِقْدامُ فهو من باب الهمز.
والجارِيَةُ: الفَتِيَّةُ من النساء بيِّنةُ الجَرَاية والجَرَاءِ والجَرَى والجِراء والجَرَائِيَةِ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي. أَبو زيد: جاريةٌ بَبِّنة الجَرايةِ والجَراء، وجَرِيّ بيِّنُ الجَرَايَةِ؛ وأَنشد الأَعشى: والبِيضُ قد عَنَسَتْ وطالَ جِرَاؤُها، ونَشَأْنَ في قِنٍّ وفي أَذْوادِ ويروى بفتح الجيم وكسرها؛ قال ابن بري: صواب إِنشاده والبيضِ، بالخفضِ، عطف على الشَّرْبِ في قوله قبله: ولقد أُرَجِّلُ لِمَّتي بعَشِيَّةٍ للشَّرْبِ، قبل سَنابِك المُرْتادِ أَي أَتزين للشَّرْبِ وللبِيضِ.
وقولهم: كان ذلك في أَيام جَرَائها، بالفتح، أَي صِباها.
والجِرِّيُّ: ضرب من السمك.
والجِرِّيَّة: الحَوْصَلة، ومن جعلهما ثنائيين فهما فِعْلِيٌّ وفِعْلِيَّة، وكل منهما مذكور في موضعه. الفراء: يقال أَلْقِه في جِرِّيَّتِكَ، وهي الحَوْصلة. أَبو زيد: هي القِرِّيَّةُ والجِرِّيَّةُ والنَّوْطَةُ لحوصلة الطائر؛ هكذا رواه ثعلب عن ابن نَجْدَةَ بغير همز، وأَما ابنُ هانئ: فإِنه الجرِيئَةُ، مهموز، لأَبي زيد.

وقع (لسان العرب) [1]


وقَع على الشيء ومنه يَقَعُ وَقْعاً ووُقُوعاً: سقَطَ، ووَقَعَ الشيءُ من يدي كذلك، وأَوْقَعَه غيرُه ووَقَعْتُ من كذا وعن كذا وَقْعاً، ووَقَعَ المطرُ بالأَرض، ولا يقال سَقَطَ؛ هذا قول أَهل اللغة، وقد حكاه سيبويه فقال: سَقَط المطرُ مكانَ كذا فمكانَ كذا.
ومَواقِعُ الغيثِ: مَساقِطُه.
ويقال: وقَع الشيءُ مَوْقِعَه، والعرب تقول: وقَعَ رَبِيعٌ بالأرض يَقَعُ وُقُوعاً لأَوّلِ مطر يقع في الخَرِيفِ. قال الجوهري: ولا يقال سَقَطَ.
ويقال: سمعت وَقْعَ المطرِ وهو شدّةُ ضَرْبِه الأَرضَ إِذا وَبَلَ.
ويقال: سمعت لحَوافِرِ الدّوابِّ وقْعاً ووُقُوعاً؛ وقول أَعْشَى باهِلةَ:وأَلْجَأَ الكلبَ مَوْقُوعُ الصَّقِيعِ به، وأَلْجَأَ الحَيَّ من تَنْفاخِها الحَجرُ إِنما هو مصدر كالمَجْلُودِ والمَعْقُول.
والمَوْقِعُ والمَوْقِعةُ: موضِعُ الوُقُوع؛ حكى . . . أكمل المادة الأَخيرةَ اللحياني.
وَوِقاعةُ السّترِ، بالكسر: مَوْقِعُه إِذا أُرسل.
وفي حديث أُم سلمةَ أَنها قالت لعائشة، رضي الله عنهما: اجْعَلي بَيْتَكِ حِصْنَكِ وَوِقاعةَ السِّتْرِ قَبْرَكِ؛ حكاه الهرويّ في الغريبين، وقال ابن الأَثير: الوِقاعةُ، بالكسر، موضعُ وُقُوعِ طَرَفِ الستْرِ على الأَرض إِذا أُرْسِلَ، وهي مَوْقِعُه ومَوْقِعَتُه، ويروى بفتح الواو، أَي ساحةَ الستْرِ.
والمِيقَعةُ: داءٌ يأْخذ الفصيل كالحَصْبةِ فيَقَعُ فلا يكاد يقوم.
ووَقْعُ السيفِ ووَقْعَتُه ووُقُوعُه: هِبَّتُه ونُزُولُه بالضَّرِيبة، والفعل كالفعل، ووَقَعَ به ماكر يَقَعُ وُقُوعاً ووَقِيعةً: نزل.
وفي المثل: الحِذارُ أَشدُّ من الوَقِيعةِ؛ يضرب ذلك للرجل يَعْظُمُ في صَدْرِه الشيءُ، فإِذا وقع فيه كان أَهْوَنَ مما ظنّ، وأَوْقَعَ ظَنَّه على الشيء ووَقَّعَه، كلاهما: قَدَّرَه وأَنْزَلَه.
ووَقع بالأَمر: أَحدثه وأَنزله.
ووَقَعَ القولُ والحكْمُ إِذا وجَب.
وقوله تعالى: وإِذا وَقَعَ القولُ عليهم أَخرجنا لهم دابةً؛ قال الزجاج: معناه، والله سبحانه أَعلم، وإِذا وجب القول عليهم أَخرجنا لهم دابة من الأَرض، وأَوْقَعَ به ما يَسُوءُهُ كذلك.
وقال عز وجل: ولَمّا وقَع عليهم الرِّجْزُ، معناه أَصابَهم ونزَلَ بهم.
ووَقَعَ منه الأَمْرُ مَوْقِعاً حسَناً أَو سَيِّئاً: ثبت لديه، وأَمّا ما ورد في الحديث: اتَّقُوا النارَ ولو بِشِقّ تمرة فإِنها تَقَعُ من الجائِعِ مَوْقِعَها من الشبْعانِ، فإِنه أَراد أَنَّ شقّ التمرةِ لا يَتَبَيَّنُ له كبيرُ مَوْقِعٍ من الجائع إِذا تناوَلَه كما لا يتبين على شِبَعِ الشبعانِ إِذا أَكله، فلا تعْجِزُوا أَن تتصدّقوا به، وقيل: لأَنه يسأَل هذا شقَّ تمرة وذا شق تمرة وثالثاً ورابعاً فيجتمع له ما يَسُدُّ به جَوْعَتَه.
وأَوْقَعَ به الدهرُ: سَطا، وهو منه.
والوَقِعةُ: الدّاهِيةُ.
والواقِعةُ: النازِلةُ من صُرُوف الدهرِ، والواقعةُ: اسم من أَسماء يوم القيامة.
وقوله تعالى: إِذا وقعَتِ الواقِعةُ ليس لِوَقْعَتِها كاذبةٌ، يعني القيامةَ. قال أَبو إِسحق: يقال لكل آت يُتَوَقَّعُ قد وقَعَ الأَمْرُ كقولك قد جاء الأَمرُ، قال: والواقِعةُ ههنا الساعةُ والقيامةُ.
والوَقْعةُ والوَقِيعةُ: الحْربُ والقِتالُ، وقيل: المَعْرَكةُ، والجمع الوَقائِعُ.
وقد وقَعَ بهم وأَوْقَعَ بهم في الحرب والمعنى واحد، وإِذا وقَعَ قومٌ بقوم قيل: واقَعُوهم وأَوْقَعُوا بهم إِيقاعاً.
والوَقْعةُ والواقِعةُ: صَدْمةُ الحرب، وواقَعُوهم في القتالِ مُواقَعةً وَوِقاعاً.
وقال الليث: الوقْعَةُ في الحرب صَدْمةٌ بعد صَدْمةٍ.
ووَقائِعُ العرب: أَيّامُ حُرُوبِهم.
والوِقاعُ: المُواقَعةُ في الحَرْبِ؛ قال القطامي: ومَنْ شَهِدَ المَلاحِمَ والوِقاعا والوَقْعةُ: النَّوْمة في آخِرِ اليل.
والوَقْعةُ: أَن يَقْضِيَ في كلّ يومٍ حاجةً إِلى مثل ذلك من الغَدِ، وهو من ذلك.
وتَبَرَّزَ الوَقْعةَ أَي الغائِطَ مَرَّةً في اليوم. قال ابن الأَعرابي ويعقوب: سئل رجل عن سَيْرِه كيف كان سَيْرُكَ؟ قال: كنت آكُل الوجْبةَ، وأَنْجو الوَقْعةَ، وأُعَرِّسُ إِذا أَفْجَرْتُ، وأَرْتَحِلُ إثذا أَسْفَرْتُ، وأَسِيرُ المَلْعَ والخَبَبَ والوَضْعَ، فأَتَيْتُكم لِمُسْيِ سَبْع؛ الوَجْبةُ: أَكْلة في اليوم إِلى مثلها من الغَدِ، ابن الأَثير: تفسيره الوَقْعةُ المرّةُ من الوُقُوعِ السُّقُوطِ، وأَنْجُو من النَّجْو الحَدَثِ أَي آكُلُ مرَّةً واحدة وأُحْدِثُ مرة في كل يومٍ، والمَلْعُ فوقَ المَشْيِ ودُونَ الخَبَبِ، والوَضْعُ فوق الخبب؛ وقوله لِمُسْي سبع أَي لِمَساء سبع. الأَصمعي: التوْقِيعُ في السير شبيه بالتلقيف وهو رفعه يدَه إِلى فوق.
ووَقَّعَ القومُ تَوْقِيعاً إِذا عَرَّسوا؛ قال ذو الرمة: إِذا وقَّعُوا وهْناً أَناخُوا مَطِيَّهُمْ وطائِرٌ واقِعٌ إِذا كان على شجر أَو مُوكِناً؛ قال الأَخطل: كأَنّما كانُوا غُراباً واقِعا، فطارَ لَمّا أَبْصَرَ الصَّواعِقا (* قوله« الصواعقا» كذا بالأصل هنا، وتقدم في صقع: الصواقعا شاهداً على أنها لغة لتميم في الصواعق.) ووَقَعَ الطائِرُ يَقَعُ وُقُوعاً، والاسم الوَقْعةُ: نزلَ عن طَيَرانِه، فهو واقِعٌ.
وإِنه لَحَسَنُ الوِقْعةِ، بالكسر.
وطير وُقَّعٌ ووُقُوعٌ: واقِعةٌ؛ وقوله: فإِنَّك والتَّأْبِينَ عُرْوةَ بَعْدَما دَعاكَ، وأَيْدِينا إِليه شَوارِعُ، لَكَالرَّجُلِ الحادِي، وقد تَلَعَ الضُّحَى، وطَيْرُ المَنايا فوْقَهُنَّ أَواقِعُ إِنما أَراد وواقِعٌ جَمْعَ واقِعةٍ فهمز الواو الأُولى.
ووَقِيعةُ الطائِر ومَوْقَعَتُه، بفتح القاف: موضع وُقُوعه الذي يَقَعُ عليه ويَعْتادُ الطائِرُ إِتْيانَه، وجمعها مَواقِعُ.ومِيقَعةُ البازِي: مكان يأْلَفُه فيقع عليه؛ وأَنشد: كأَنَّ مَتْنَيْهِ من النَّفِيّ مَواقِع الطَّيْرِ على الصُّفِيّ شبه ما انتشر من ماء الاستقاء بالدلو على متنيه بمواقع الطير على الصَّفا إِذا زَرَقَتْ عليه.
وقال الليث: المَوْقِعُ موضع لكل واقِعٍ. تقول: إِنَّ هذا الشيء لَيَقَعُ من قلبِي مَوْقِعاً، يكون ذلك في المَسرّةِ والمَساءةِ.
والنَّسْرُ الواقِعُ: نَجْمٌ سمي بذلك كأَنه كاسِرٌ جناحَيْه من خلفه، وقيل: سمي واقِعاً لأَنّ بِحِذائِه النَّسْرَ الطائر، فالنسرُ الواقِعُ شامِيٌّ، والنَّسْرُ الطائرُ حَدّه ما بين النجوم الشامية واليمانية، وهو مُعْتَرِضٌ غير مستطيل، وهو نَيِّرٌ ومعه كوكبان غامِضان، وهو بينهما وقّاف كأَنهما له كالجناحين قد بسَطَهما، وكأَنه يكاد يطير وهو معهما مُعْتَرِضٌ مُصْطَفّ، ولذلك جعلوه طائراً، وأَمّا الواقِعُ فهو ثلاثةُ كواكِبُ كالأَثافي، فكوكبان مختلفان ليسا على هيئة النسر الطائر، فهما له كالجناحين ولكنهما منضمان إِليه كأَنه طائِرٌ وقَعَ.
وإِنه لواقِعُ الطيْرِ أَي ساكِنٌ لَيِّنٌ.
ووَقَعَتِ الدّوابُّ ووَقَّعَتْ: رَبَضَتْ.
ووَقَعَتِ الإِبلُ ووَقَّعَتْ: بَرَكَتْ، وقيل: وَقَّعَتْ، مشدّدة، اطمأَنت بالأَرض بعد الريّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: حتى إِذَا وَقَّعْنَ بالأَنْباتِ، غيرَ خَفِيفاتِ ولا غِراثِ وإِنما قال غير خفيفات ولا غِراث لأَنها قد شَبِعَتْ ورَوِيَتْ فَثَقُلَتْ.
والوَقِيعةُ في الناس: الغِيبةُ، ووَقَعَ فيهم وُقُوعاً ووَقِيعةً: اغْتابهم، وقيل: هو أَن يذكر في الإِنسان ما ليس فيه.
وهو رجل وَقّاعٌ ووَقّاعةٌ أَي يَغْتابُ الناسَ.
وقد أَظْهَرَ الوقِيعةَ في فلان إِذا عابَهُ.
وفي حديث ابن عمر: فوَقَعَ بي أَبي أَي لامَنِي وعَنَّقَنِي. يقال: وقَعْت بفلان إِذا لُمْتَه ووَقَعْتُ فيه إِذا عِبْتَه وذَمَمْتَه؛ ومنه حديث طارقٍ: ذهَب رجل ليَقَعَ في خالد أَي يَذُمَّه ويَعِيبَه ويَغْتابَه.
ووَقاعِ: دائِرةٌ على الجاعِرَتَيْن أَو حيثُما كانت عن كَيٍّ، وقيل: هي كَيّةٌ تكون بين القَرْنَيْن قَرْنَي الرأْسِ؛ قال عوفُ بن الأَحوص: وكتُ، إِذا مُنِيتُ بخَصْمِ سَوْءٍ، دَلَفْتُ له فأَكْوِيهِ وَقاعِ وهذا البيت نسبه الأَزهري لقيس بن زهير. قال الكسائي: كوَيْتُه وقاعِ، قال: ولا تكون إِلا دارةً حيث كانت يعني ليس لها موضع معلوم.
وقال شمر: كَواهُ وَقاعِ إِذا كَوَى أُمّ رأْسِه. يقال: وَقَعْتُه أَقَعُه إِذا كَوَيْتَه تلك الكَيّةَ، ووَقَعَ في العَمَلِ وُقُوعاً: أَخذ.
وواقَعَ الأُمورَ مُواقَعةً ووِقاعاً: داناها؛ قال ابن سيده وأَرى قول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي: ويُطْرِقُ إِطْراقَ الشُّجاعِ وعِنْدَه، إِذا عُدَّتِ الهَيْجا، وِقاعُ مُصادِفِ إِنما هو من هذا، قال: وأَما ابن الأَعرابي فلم يفسره.
والوِقاعُ: مُواقَعةُ الرجلِ امرأَتَه إِذا باضَعَها وخالَطَها.
وواقَعَ المرأَة ووَقَعَ عليها. جامَعَها؛ قال ابن سيده: وأَراهما عن ابن الأَعرابي.
والوَقائِعُ: المنَاقِعُ؛ أَنشد ابن بري: رَشِيفَ الغُرَيْرِيّاتِ ماءَ الوَقائِعِ والوَقِيعُ: مناقع الماء، وقال أَبو حنيفة: الوَقِيعُ من الأَرضِ الغليظُ الذي لا يُنَشِّفُ الماء ولا يُنْبِتُ بَيِّنُ الوَقاعةِ، والجمع وُقُعٌ.
والوَقِيعةُ: مكان صْلْبٌ يُمْسِكُ الماء، وكذلك النُّقْرةُ في الجبل يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ، وجمعها وَقائِعُ؛ قال: إِذا ما اسْتَبالُوا الخيلَ كانتْ أَكُفُّهُمْ وَقائِعَ للأَبْوالِ، والماءُ أَبْرَدُ يقول: كانوا في فَلاةٍ فاسْتَبالُوا الخيلَ في أَكفهم فشربوا أَبواها من العطش.
وحكى ابن شميل: أَرضٌ وَقِيعةٌ لا تكاد تُنَشِّفُ الماءَ من القِيعانِ وغيرها من القفافِ والجبالِ، قال: وأَمْكِنةٌ وُقُعٌ بَيِّنةُ الوَقاعةِ، قال: وسمعت يعقوب بن مَسْلَمَةَ الأَسدِيّ يقول: أَوْقَعَتِ الروضةُ إِذا أَمْسَكَتِ الماءَ؛ وأَنشدني فيه: مُوقِعة جَثْجاثُها قد أَنْوَرا والوَقِيعةُ: نُقْرةٌ في متن حجر في سَهْل أَو جبل يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ، وهي تصغر وتعظم حتى تُجاوِزَ حَدَّ الوَقِيعةِ فتكون وَقِيطاً؛ قال ابن أَحمر: الزَّاجِرُ العِيسَ في الإِمْلِيسِ أَعْيُنُها مِثْلُ الوَقائِعِ، في أَنْصافِها السَّمَلُ والوَقْعُ، بالتسكين: المكان المرتفع من الجبل، وفي التهذيب: الوَقْعُ المكان المرتفع وهو دون الجبل. الحصَى الصِّغارُ، واحدتها وَقْعةٌ.
والوَقْعُ، بالتحريك: الحجارةُ، واحدتها وَقَعةٌ؛ قال الذبياني: بَرَى وَقَعُ الصَّوانِ حَدَّ نُسُورِها، فَهُنَّ لِطافٌ كالصِّعادِ الذَّوائِدِ (* قوله« الذوائد» بهامش الأصل صوابه: الذوابل.) والتوْقِيعُ: رَمْيٌ قريب لا تُباعِدُه كأَنك تريد أَن تُوقِعَه على شيء، وكذلك توْقِيعُ الأَرْكانِ.
والتوْقِيعُ: الإِصابة؛ أَنشد ثعلب: وقد جَعَلَتْ بَوائِقُ من أُمورٍ تُوَقِّعُ دُونَه، وتَكُفُّ دُوني والتَّوَقُّعُ: تَنَظُّرُ الأَمْرِ، يقال: تَوَقَّعْتُ مَجِيئَه وتَنَظَّرْتُه.
وتَوَقَّعَ الشيءَ واسْتَوْقَعَه: تَنَظَّرَه وتَخَوَّفَه.والتوْقِيعُ: تَظَنِّي الشيءِ وتَوهُّمُه، يقال: وَقِّعْ أَي أَلْقِ ظَنَّكَ على شيء، والتوْقِيعُ بالظنّ والكلام والرَّمْيِ يَعْتَمِدُه ليَقَعَ عليه وَهْمُه.
والوَقْعُ والوَقِيعُ: الأَثَرُ الذي يخالفُ اللوْنَ.
والتوقيعُ: سَحْجٌ في ظهر الدابةِ، وقيل: في أَطرافِ عظامِ الدّابّةِ من الركوب، وربما انْحَصَّ عنه الشعَرُ ونَبَتَ أَبيضَ، وهو من ذلك.
والتوْقِيعُ: الدَّبَرُ.
وبعير مُوَقَّعُ الظهرِ: به آثارُ الدَّبَرِ، وقيل: هو إِذا كان به الدَّبَرُ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للحكم بن عَبْدَلٍ الأَسدِيّ: مِثْل الحِمارِ المُوَقَّعِ الظَّهْرِ، لا يُحْسِنُ مَشْياً إِلاَّ إِذا ضُرِبا وفي الحديث: قَدِمَتْ عليه حلمةُ فشَكَتْ إِليه جَدْبَ البلادِ، فلكم لها خديجةَ فَأَعْطَتْها أَربعين شاةً وبعيراً مُوَقَّعاً للظَّعِينةِ؛ المُوَقَّعُ: الذي بظَهْرِه آثار الدِّبر لكثرة ما حُمِلَ عليه ورُكِبَ، فهو ذَلُولٌ مجرّبٌ، والظَّعِينةُ: الهُوْدَجُ ههنا؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: مَنْ يَدُلُّني على نَسِيجِ وحْدِه؟ قالوا: ما نعلمه غيرَكَ، فقال: ما هي إِلا إِبلٌ مُوَقَّعٌ ظُهُورُها أَي أَنا مِثْلُ الإِبلِ المُوَقَّعةِ في العيْبِ بدَبَر ظهورها؛ وأَنشد الأَزهري: ولم يُوَقَّعْ بِرُكُوبٍ حَجَبُهْ والتوْقِيعُ: إِصابةُ المَطر بعضَ الأَرضِ وإِخطاؤه بعضاً، وقيل: هو إِنباتُ بعضها، دون بعض؛ قال الليث: إِذا أَصابَ الأَرضَ مطر متفرّق أَصاب وأَخْطأَ، فذلك تَوْقِيعٌ في نَبْتِها.
والتوْقِيعُ في الكتابِ: إِلْحاقُ شيء فيه بعد الفراغِ منه، وقيل: هو مُشْتَقٌّ من التوْقِيعِ الذي هو مخالفةُ الثاني للأَوّلِ. قال الأَزهري: تَوْقِيعُ الكاتِب في الكتاب المَكْتُوبِ أَن يُجْمِلَ بين تَضاعِيفِ سُطُوره مَقاصِدَ الحاجة ويَحْذِفَ الفُضُولَ، وهو مأْخوذ من تَوْقِيعِ الدَّبَرِ ظهرَ البعير، فكأَنّ المُوَقِّع في الكتاب يُؤَثِّر في الأَمر الذي كُتِبَ الكتابُ فيه ما يُؤَكِّدُه ويُوجبه.
والتوْقِيعُ: ما يُوَقَّعُ في الكتابِ.
ويقال: السُّرُورُ تَوْقِيع جائزٌ.
ووَقَعَ الحدِيدَ والمُدْيةَ والسيفَ والنصلَ يَقَعُها وَقْعاً: أَحَدَّها وضَرَبَها؛ قال الأَصمعي: يقالُ ذلك إِذا فعلته بين حجرين؛ قال أَبو وجزة العسدي: حَرَّى مُوَقَّعة ماجَ البَنانُ بها على خِضَمٍّ، يُسَقَّى الماءَ، عجَّاجِ أَراد بالحَرَّى المِرْماةَ العَطْشَى.
ونَصْلٌ وقِيعٌ: محدّد، وكذلك الشَّفْرةُ بغير هاء؛ قال عنترة: وآخَرُ مِنْهُمُ أَجْرَرْتُ رُمْحِي، وفي البَجْلِيّ مِعْبَلةٌ وقِيعُ هذا البيت رواه الأَصمعي: وفي البَجَلِيّ، فقال له أَعرابي كان بالمِرْبَدِ: أَخْطَأْتَ (* قوله« أخطأت إلخ» في مادة بجل من الصحاح: وبجلة بطن من سليم والنسبة اليهم بجلي بالتسكين، ومنه قول عنترة: وفي البجلي إلخ.) يا شيخُ ما الذي يَجْمَعُ بين عَبْسٍ وبَجِيةَ؟ والوَقِيعُ من السيوف: ما شُحِذَ بالحجر.
وسكِّينٌ وقِيعٌ أَي حدِيدٌ وُقِعَ بالميقَعةِ، يقال: قَعْ حَدِيدك؛ قال الشماخ: يُباكِرْنَ العِضاه بمُقْنَعاتٍ، نَواجِذُهُنَّ كالحَدَإِ الوَقِيعِ ووَقَعْتُ السِّكِّينَ: أَحْدَدْتُها.
وسكين مُوَقَّعٌ أَي مُحَدَّدٌ.
واسْتَوْقَعَ السيفُ: احتاجَ إِلى الشَّحْذِ.
والمِيقَعةُ: ما وُقِعَ به السيف، وقيل: المِيقَعةُ المِسَنُّ الطويل.
والتوْقِيعُ: إِقْبالُ الصَّيْقَلِ على السيف بِمِيقَعَتِه يُحَدّده، ومِرْماةٌ مُوَقَّعةٌ.
والمِيقَعُ والمِيقَعةُ، كلاهما: المِطْرَقةُ.
والوَقِيعةُ: كالمِيقَعةِ، شاذٌّ لأَنها آلة، والآلةُ إِنما تأْتي على مِفْعل؛ قال الهذلي: رَأَى شَخْصَ مَسْعُودِ بن سَعْدٍ، بكَفِّه حدِيدٌ حدِيثٌ، بالوَقِيعةِ مُعْتَدِي وقول الشاعر: دَلَفْتُ له بأَبْيَضَ مَشْرَفِيّ، كأَنَ، على مَواقِعِه، غُبارا يعني به مَواقِعَ المِيقَعةِ وهي المِطْرَقةُ؛ وأَنشد الجوهري لابن حِلِّزة: أَنْمِي إِلى حَرْفٍ مُذَكَّرةٍ، تَهِصُ الحَصى بمَواقِعٍ خْنْسِ ويروى: بمنَاسِمٍ مُلْسِ.
وفي حديث ابن عباس: نَزَل مع آدم، عليه السلام، المِيقَعةُ والسِّنْدانُ والكَلْتبانِ؛ قال: المِيقَعةُ المِطْرقةُ، والجمع المَواقِع، والميم زائدة والياء بدل من الواو قلبت لكسرة الميم.
والمِيقَعةُ: خشبة القَصّارِ التي يَدُقُّ عليها. يقال: سيف وَقِيعٌ وربما وُقِّعَ بالحجارة.
وفي الحديث: ابنُ أَخي وَقِعٌ أَي مريضٌ مُشْتَكٍ، وأَصل الوَقَعِ الحجارةُ المحَددة.
والوَقَعُ: الحَفاءُ؛ قال رؤبة: لا وَقَعٌ في نَعْلِه ولا عَسَمْ والوَقِعُ: الذي يشتكي رجله من الحجارة، والحجارةُ الوَقَعُ.
ووَقِعَ الرجلُ والفرسُ يَوْقَعُ وقَعاً، فهو وَقِعٌ: حَفِيَ من الحجارة أَو الشوْك واشتكى لحمَ قدميه، زاد الأَزهري: بعد غَسْلٍ من غِلَظِ الأَرض والحجارة.
وفي حديث أُبَيٍّ: قال لرجل لو اشتريْتَ دابة تَقِيكَ الوَقَعَ؛ هو بالتحريك أَن تُصيب الحجارةُ القَدَمَ فتُوهِنَها. يقال: وَقِعْتُ أَوْقَعُ وَقَعاً؛ ومنه قول أَبي المِقْدامِ واسمه جَسّاسُ ابن قُطَيْبٍ: يا لَيْتَ لي نَعْلَيْنِ من جِلْدِ الضَّبُعْ، وشُرُكاً مِنَ اسْتِها لا تَنْقَطِعُ، كلَّ الحِذاءِ يَحْتَذِي الحافي الوَقِعْ قال الأَزهري: معناه أَنَّ الحاجةَ تَحْمِلُ صاحبَها على التعلق بكل شيء قَدَرَ عليه، قال: ونحوٌ منه قولهم الغَرِيقُ يتعلقُ بالطُّحْلُبِ.
ووقِعَتِ الدابةُ تَوْقَعُ إِذا أَصابها داء ووَجَعٌ في حافرها من وَطْء على غِلظٍ، والغِلظ هو الذي يَبرِي حَدَّ نُسورِها، وقد وَقَّعه الحجرُ تَوْقِيعاً كما يُسَنُّ الحديد بالحجارة.
ووَقَّعَتِ الحجارةُ الحافِرُ فقطعت سنابِكَه تَوْقِيعاً، وحافر وَقِيعٌ: وَقَعَتْه الحجارةُ فغَضَّتْ منه.
وحافر مَوْقوعٌ: مثل وَقِيعٍ؛ ومنه قول رؤْبة: لأْم يَدُقُّ الحَجَرَ المُدَمْلَقا، بكلِّ موْقُوعِ النُّسورِ أَخْلَقا (* قوله« لأم إلخ» عكس الجوهري البيت في مادة دملق وتبعه المؤلف هناك.) وقدم موْقوعةٌ: غليظةٌ شديدة؛ وقال الليث في قول رؤبة: يَرْكَبُ قَيْناه وقِيعاً ناعِلا الوقِيعُ: الحافرُ المحَدَّد كأَنه شُحِذَ بالأَحجار كما يُوقَعُ السيفُ إِذا شُحِذ، وقيل: الوقِيعُ الحافرُ الصُّلْبُ، والناعِلُ الذي لا يَحْفى كأَنَّ عليه نعْلاً.
ويقال: طريق مُوَقَّعٌ مُذَلَّلٌ، ورجل مُوَقَّعٌ مُنَجَّذٌ، وقيل: قد أَصابته البلايا؛ هذه عن اللحياني، وكذلك البعير؛ قال الشاعر: فما مِنْكُمُ، أَفْناءَ بَكْرِ بنِ وائِلٍ، بِغارَتِنا، إِلا ذَلُولٌ مُوَقَّعُ أَبو زيد: يقال لغِلافِ القارورةِ الوَقْعةُ والوِقاعُ، والوِقْعةُ للمجمع.
والواقِعُ: الذي يَنْفُرُ الرَّحى وهم الوَقَعةُ.
والوَقْعُ: السحابُ الرَّقيق، وأَهل الكوفة يسمون الفِعْل المتعدِّي واقِعاً.
والرِيقاعُ: من إِيقاعِ اللحْنِ والغِناءِ وهو أَن يوقع الأَلحانَ ويبنيها، وسمى الخليل، رحمه الله، كتاباً من كتبه في ذلك المعنى كتاب الإِيقاعِ.
والوَقَعةُ: بَطْنٌ من العرب، قال الأَزهري: هم حيّ من بني سعد بن بكر؛ وأَنشد الأَصمعي: من عامِرٍ وسَلولٍ أَوْ مِنَ الوَقَعهْ ومَوْقوعٌ: موضع أَو ماء.
وواقِعٌ: فرسٌ لربيعة ابنِ جُشَمَ.

حمم (لسان العرب) [1]


قوله تعالى: حم؛ الأزهري: قال بعضهم معناه قضى ما هو كائن، وقال آخرون: هي من الحروف المعجمة، قال: وعليه العَمَلُ.
وآلُ حامِيمَ: السُّوَرُ المفتتحة بحاميم.
وجاء في التفسير عن ابن عباس ثلاثة أقوال: قال حاميم اسم الله الأعظم، وقال حاميم قَسَم، وقال حاميم حروف الرَّحْمَنِ؛ قال الزجاج: والمعنى أن الر وحاميم ونون بمنزلة الرحمن، قال ابن مسعود: آل حاميم دِيباجُ القرآنِ، قال الفراء: هو كقولك آلُ فُلانٍ كأَنه نَسَبَ السورةَ كلها إلى حم؛ قال الكميت: وَجَدْنا لكم في آلِ حامِيمَ آيةً، نأَوَّلَها مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ قال الجوهري: وأَما قول العامة الحَوامِيم فليس من كلام العرب. قال أَبو عبيدة: الحَواميم سُوَرٌ . . . أكمل المادة في القرآن على غير قياس؛ وأَنشد: وبالطَّواسِين التي قد ثُلِّثَثْ، وبالحَوامِيم التي قد سُبِّعَتْ قال: والأَولى أن تجمع بذَواتِ حاميم؛ وأَنشد أَبو عبيدة في حاميم لشُرَيْحِ بن أَوْفَى العَبْسِيّ: يُذَكِّرُني حاميمَ، والرُّمْحُ شاجِرٌ، فهلاَّ تَلا حامِيمَ قبلَ التَّقَدُّمِ قال: وأنشده غيره للأَشْتَرِ النَّخْعِيّ، والضمير في يذكرني هو لمحمد بن طَلْحَة، وقتله الأَشْتَرُ أَو شُرَيْحٌ.
وفي حديث الجهاد: إذا بُيِّتُّمْ فقولوا حاميم لا يُنْصَرون؛ قال ابن الأثير: قيل معناه اللهم لا يُنْصَرُون، قال: ويُرِيدُ به الخَبرَ لا الدُّعاء لأَنه لو كان دعاء لقال لا يُنصروا مجزوماً فكأنه قال والله لا يُنصرون، وقيل: إن السُّوَر التي أَوَّلها حاميم لها شأْن، فَنبَّه أن ذكرها لشرف منزلتها مما يُسْتَظهَرُ به على استنزال النصر من الله، وقوله لا يُنصرون كلام مستأْنف كأنه حين قال قولوا حاميم، قيل: ماذا يكون إذا قلناها؟ فقال: لا يُنصرون. قال أبو حاتم: قالت العامة في جمع حم وطس حَواميم وطَواسين، قال: والصواب ذَواتُ طس وذَواتُ حم وذواتُ أَلم.
وحُمَّ هذا الأمرُ حَمّاً إذا قُضِيَ.
وحُمَّ له ذلك: قُدِّرَ؛ قأَما ما أَنشده ثعلب من قول جَميل: فَلَيْتَ رجالاً فيكِ قد نذَرُوا دَمِي وحُمُّوا لِقائي، يا بُثَيْنَ، لَقوني فإنه لم يُفَسِّرْ حُمُّوا لِقائي. قال ابن سيده: والتقدير عندي للِقائي فحذف أَي حُمَّ لهم لِقائي؛ قال: وروايتُنا وهَمُّوا بقتلي.
وحَمَّ اللهُ له كذا وأَحَمَّهُ: قضاه؛ قال عمرو ذو الكلب الهُذَليُّ: أَحَمَّ اللهُ ذلك من لِقاءٍ أُحادَ أُحادَ في الشهر الحَلال وحُمَّ الشيءُ وأُحِمَّ أَي قُدِّرَ، فهو مَحْموم؛ أَنشد ابن بري لخَبَّابِ بن غُزَيٍّ: وأَرْمي بنفسي في فُروجٍ كثيرةٍ، وليْسَ لأَمرٍ حَمَّهُ الله صارِفُ وقال البَعيثُ: أَلا يا لَقَوْمِ كلُّ ما حُمَّ واقِعُ، وللطَّيْرِ مَجْرى والجُنُوب مَصارِعُ والحِمامُ، بالكسر: قضاء الموت وقَدَرُه، من قولهم حُمَّ كذا أي قُدِّرَ.
والحِمَمُ. المَنايا، واحدتها حِمَّةٌ.
وفي الحديث ذكر الحِمام كثيراً، وهو الموت؛ وفي شعر ابن رَواحةَ في غزوة مُؤْتَةَ: هذا حِمامُ الموتِ قد صَلِيَتْ أي قضاؤه، وحُمَّهُ المنية والفِراق منه: ما قُدِّرَ وقُضِيَ. يقال: عَجِلَتْ بنا وبكم حُمَّةُ الفِراق وحُمَّةُ الموت أي قَدَرُ الفِراق، والجمع حُمَمٌ وحِمامٌ، وهذا حَمٌّ لذلك أي قَدَرٌ؛ قال الأَعشى: تَؤُمُّ سَلاَمَةَ ذا فائِشٍ، هو اليومَ حَمٌّ لميعادها أي قَدَرٌ، ويروى: هو اليوم حُمَّ لميعادها أَي قُدِّر له.
ونزل به حِمامُه أي قَدَرُهُ وموتُه.
وَحَّمَ حَمَّهُ: قَصَدَ قَصْدَه؛ قال الشاعر يصف بعيره: فلما رآني قد حَمَمْتُ ارْتِحالَهُ، تَلَمَّكَ لو يُجْدي عليه التَّلَمُّكُ وقال الفراء: يعني عَجَّلْتُ ارتحاله، قال: ويقال حَمَمْتُ ارتحال البعير أي عجلته.
وحامَّهُ: قارَبه.
وأَحَمَّ الشيءُ: دنا وحضر؛ قال زهير:وكنتُ إذا ما جِئْتُ يوماً لحاجةٍ مَضَتْ، وأَحَمَّتْ حاجةُ الغَد ما تَخْلو معناه حانَتْ ولزمت، ويروى بالجيم: وأَجَمَّتْ.
وقال الأَصمعي: أَجَمَّتِ الحاجةُ، بالجيم، تُجِمُّ إجْماماً إذا دنَتْ وحانت، وأَنشد بيت زهير: وأَجَمَّتْ، بالجيم، ولم يعرف أَحَمَّتْ،بالحاء؛ وقال الفراء: أَحَمَّتْ في بيت زهير يروى بالحاء والجيم جميعاً؛ قال ابن بري: لم يرد بالغَدِ الذي بعد يومه خاصةً وإنما هو كناية عما يستأْنف من الزمان، والمعنى أَنه كلَّما نال حاجةً تطلَّعتْ نفسه إلى حاجة أُخرى فما يَخْلو الإنسان من حاجة.
وقال ابن السكيت: أَحَمَّت الحاجةُ وأَجَمَّت إذا دنت؛ وأَنشد: حَيِّيا ذلك الغَزالَ الأَحَمَّا، إن يكن ذلك الفِراقُ أَجَمَّا الكسائي: أَحَمَّ الأمرُ وأَجَمَّ إذا حان وقته؛ وأَنشد ابن السكيت للبَيد: لِتَذودَهُنَّ.
وأَيْقَنَتْ، إن لم تَذُدْ، أن قد أَحَمَّ مَعَ الحُتوفِ حِمامُها وقال: وكلهم يرويه بالحاء.
وقال الفراء: أَحَمَّ قُدومُهم دنا، قال: ويقال أَجَمَّ، وقال الكلابية: أَحَمَّ رَحِيلُنا فنحن سائرون غداً، وأَجَمَّ رَحيلُنا فنحن سائرون اليوم إذا عَزَمْنا أن نسير من يومنا؛ قال الأَصمعي: ما كان معناه قد حانَ وُقوعُه فهو أَجَمُّ بالجيم، وإذا قلت أَحَمّ فهو قُدِّرَ.
وفي حديث أبي بكر: أن أَبا الأَعور السُّلَمِيَّ قال له: إنا جئناك في غير مُحِمَّة؛ يقال: أَحَمَّت الحاجة إذا أَهَمَّتْ ولزمت؛ قال ابن الأثير: وقال الزمخشري المُحِمَّةُ الحاضرة، من أَحَمَّ الشيءُ إذا قرب دنا.
والحَمِيمُ: القريب، والجمع أَحِمَّاءُ، وقد يكون الحَمِيم للواحد والجمع والمؤنث بلفظ واحد.
والمْحِمُّ: كالحَمِيم؛ قال: لا بأْس أني قد عَلِقْتُ بعُقْبةٍ، مُحِمٌّ لكم آلَ الهُذَيْلِ مُصِيبُ العُقْبَةُ هنا: البَدَلُ.
وحَمَّني الأَمرُ وأَحَمَّني: أَهَمَّني.
واحْتَمَّ له: اهْتَمَّ. الأَزهري: أَحَمَّني هذا الأَمر واحْتَمَمْتُ له كأنه اهتمام بحميم قريب؛ وأَنشد الليث: تَعَزَّ على الصَّبابةِ لا تُلامُ، كأَنَّكَ لا يُلِمُّ بك احْتِمامُ واحْتَمَّ الرجلُ: لم يَنَمْ من الهم؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: عليها فتىً لم يَجعل النومَ هَمَّهُ ولا يُدْرِكُ الحاجاتِ إلا حَمِيمُها يعني الكَلِفَ بها المُهْتَمَّ.
وأَحَمَّ الرجلُ، فهو يُحِمُّ إحْماماً، وأمر مُحِمٌّ، وذلك إذا أخذك منه زَمَعٌ واهتمام.
واحْتَمَّتْ عيني: أَرِقتْ من غير وَجَعٍ.
وما له حُمٌّ ولا سُمٌّ غيرك أي ما له هَمٌّ غيرُك، وفتحهما لغة، وكذلك ما له حُمٌّ ولا رُمّ، وحَمٌّ ولا رَمٌّ، وما لك عن ذلك حُمٌّ ولا رُمٌّ، وحَمٌّ ولا رَمٌّ أَي بُدٌّ، وما له حَمٌّ ولا رَمٌّ أي قليل ولا كثير؛ قال طرفة: جَعَلَتْهُ حَمَّ كَلْكَلَها من ربيعٍ ديمةٌ تَثِمُهْ وحامَمْتُه مُحامَّةً: طالبته. أَبو زيد: يقال أَنا مُحامٌّ على هذا الأمر أي ثابت عليه.
واحْتَمَمْتُ: مثل اهتممت.
وهو من حُمَّةِ نفسي أي من حُبَّتها، وقيل: الميم بدل من الباء؛ قال الأزهري: فلان حُمَّةُ نفسي وحُبَّة نفسي.
والحامَّةُ: العامَّةُ، وهي أيضاً خاصَّةُ الرجل من أهله وولده. يقال: كيف الحامَّةُ والعامة؟ قال الليث: والحَميمُ القريب الذي تَوَدُّه ويَوَدُّكَ، والحامَّةُ خاصةُ الرجل من أهله وولده وذي قرابته؛ يقال: هؤلاء حامَّتُه أي أَقرِباؤه.
وفي الحديث: اللهمَّ هؤلاء أهلُ بيتي وحامَّتي أَذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطَهِّرْهم تطهيراً؛ حامَّة الإنسان: خاصتُه ومن يقرب منه؛ ومنه الحديث: انصرف كلُّ رجلٍ من وَفْد ثَقيف إلى حامَّته.
والحَمِيمُ القَرابةُ، يقال: مُحِمٌّ مُقْرِبٌ.
وقال الفراء في قوله تعالى: ولا يسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً؛ لا يسأَل ذو قرابة عن قرابته، ولكنهم يعرفونهم ساعةً ثم لا تَعارُفَ بعد تلك الساعة. الجوهري: حَميمكَ قريبك الذي تهتم لأمره.
وحُمَّةُ الحَرِّ: معظمُه؛ وأَنشد ابن بري للضِّباب بن سُبَيْع: لعَمْري لقد بَرَّ الضِّبابَ بَنُوه، وبَعْضُ البنين حُمَّةٌ وسُعالُ وحَمُّ الشيء: معظمه.
وفي حديث عمر: إذا التقى الزَّحْفانِ وعند حُمَّةِ النَّهْضات أي شدتها ومعظمها.
وحُمَّةُ كل شيء: معظمه؛ قال ابن الأَثير: وأَصلها من الحَمِّ الحرارة ومن حُمَّة ِ السِّنان.، وهي حِدَّتُه.
وأَتيته حَمَّ الظَّهيرةِ أي في شدة حرها؛ قال أَبو كَبير: ولقد ربَأْتُ، إذا الصِّحابُ تواكلوا، حَمَّ الظَّهيرةِ في اليَفاع الأَطْولِ الأزهري: ماء مَحْموم ومَجْموم ومَمْكُول ومَسْمول ومنقوص ومَثْمود بمعنى واحد.
والحَمِيمُ والحَمِيمةُ جميعاً: الماء الحارّ.
وشربتُ البارحة حَميمةً أي ماء سخناً.
والمِحَمُّ، بالكسر: القُمْقُمُ الصغير يسخن فيه الماء.
ويقال: اشربْ على ما تَجِدُ من الوجع حُسىً من ماء حَمِيمٍ؛ يريد جمع حُسْوَةٍ من ماء حارّ.
والحَمِيمَةُ: الماء يسخن. يقال: أَحَمُّوا لنا الماء أي أَسخنوا.
وحَمَمْتُ الماء أي سخنته أَحُمُّ، بالضم.
والحَمِيمةُ أَيضاً: المَحْضُ إذا سُخِّنَ.
وقد أَحَمَّهُ وحَمَّمَه: غسله بالحَمِيم.
وكل ما سُخِّنَ فقد حُمِّمَ؛ وقول العُكْلِيِّ أنشده ابن الأَعرابي: وبِتْنَ على الأَعْضادِ مُرْتَفِقاتِها، وحارَدْنَ إلا ما شَرِبْنَ الحَمائِما فسره فقال: ذهبتْ أَلْبانُ المُرْضِعاتِ إذ ليس لهن ما يأَكلْنَ ولا ما يشربْنَ إلا أَن يُسَخِّنَّ الماء فيشربنه، وإنما يُسَخِّنَّهُ لئلا يشربْنه على غير مأْكول فيَعْقِرَ أَجوافهن، فليس لهن غِذاءٌ إلا الماء الحارُّ، قال: والحَمائِمُ جمع الحَمِيم الذي هو الماء الحارُّ؛ قال ابن سيده: وهذا خطأٌ لأن فَعِيلاً لا يجمع على فَعائل، وإنما هو جمع الحَمِيمَةِ الذي هو الماء الحارُّ، لغة في الحَميم، مثل صَحيفةٍ وصَحائف.
وفي الحديث أَنه كان يغتسل بالحَميم، وهو الماء الحارُّ. الجوهري: الحَمّامُ مُشدّد واحد الحَمّامات المبنية؛ وأنشد ابن بري لعبيد بن القُرْطِ الأَسديّ وكان له صاحبان دخلا الحَمّامَ وتَنَوَّرا بنُورةٍ فأَحْرقتهما، وكان نهاهما عن دخوله فلم يفعلا: نَهَيْتُهما عن نُورةٍ أَحْرقَتْهما، وحَمَّامِ سوءٍ ماؤُه يَتَسَعَّرُ وأنشد أبو العباس لرجل من مُزَيْنَةَ: خليليَّ بالبَوْباة عُوجا، فلا أرى بها مَنْزِلاً إلا جَديبَ المُقَيَّدِ نَذُقْ بَرْدَ نَجْدٍ، بعدما لعِبَت بنا تِهامَةُ في حَمَّامِها المُتَوَقِّدِ قال ابن بري: وقد جاءَ الحَمَّامُ مؤنثاً في بيت زعم الجوهري أنه يصف حَمّاماً وهو قوله: فإذا دخلْتَ سمعتَ فيها رَجَّةً، لَغَط المَعاوِلِ في بيوت هَدادِ قال ابن سيده: والحَمَّامُ الدِّيماسُ مشتق من الحَميم، مذكر تُذَكِّرُه العرب، وهو أَحد ما جاء من الأسماء على فَعّالٍ نحو القَذَّافِ والجَبَّانِ، والجمع حَمَّاماتٌ؛ قال سيبويه: جمعوه بالألف والتاء وإن كان مذكراً حين لم يكسَّر، جعلوا ذلك عوضاً من التكسير؛ قال أبو العباس: سألت ابن الأَعرابي عن الحَمِيم في قول الشاعر: وساغَ لي الشَّرابُ، وكنتُ قِدْماً أكادُ أَغَصُّ بالماء الحَميمِ فقال: الحَميم الماء البارد؛ قال الأزهري: فالحَميم عند ابن الأعرابي من الأضداد، يكون الماءَ البارد ويكون الماءَ الحارَّ؛ وأَنشد شمر بيت المُرَقِّش: كلُّ عِشاءٍ لها مِقْطَرَةٌ ذاتُ كِباءٍ مُعَدٍّ، وحَميم وحكى شمر عن ابن الأعرابي: الحَمِيم إن شئت كان ماء حارّاً، وإن شئت كان جمراً تتبخر به.
والحَمَّةُ: عين ماء فيها ماء حارّ يُسْتَشْفى بالغسل منه؛ قال ابن دريد: هي عُيَيْنَةٌ حارَّةٌ تَنْبَعُ من الأرض يَستشفي بها الأَعِلاَّءُ والمَرْضَى.
وفي الحديث مَثَلُ العالم مثَلُ الحَمَّةِ يأْتيها البُعَداءُ ويتركها القُرَباءُ، فبينا هي كذلك إذ غار ماؤُها وقد انتفع بها قوم وبقي أقوام يَتَفَكَّنون أي يتندَّمون.
وفي حديث الدجال: أَخبروني عن حَمَّةِ زُغَرَ أي عينها، وزُغَرُ: موضع بالشام.
واسْتَحَمَّ إذا اغتسل بالماء الحَميم، وأَحَمَّ نفسَه إذا غسلها بالماء الحار.
والاستِحْمامُ: الاغتسال بالماء الحارّ، هذا هو الأصل ثم صار كلُّ اغتسال اسْتِحْماماً بأي ماء كان.
وفي الحديث: لا يبولَنَّ أَحدُكم في مُسْتَحَمِّه؛ هو الموضع الذي يغتسل فيه بالحَميم، نهى عن ذلك إذا لم يكن له مَسْلَكٌ يذهب منه البول أو كان المكان صُلْباً، فيوهم المغتسل أنه أَصابه منه شيء فيحصل منه الوَسْواسُ؛ ومنه حديث ابن مُغَغَّلٍ: أنه كان يكره البولَ في المُسْتَحَمِّ.
وفي الحديث: أن بعضَ نسائه اسْتَحَمَّتْ من جَنابةٍ فجاء النبي، صلى الله عليه وسلم، يَسْتَحِمُّ من فضلها أي يغتسل؛ وقول الحَذْلَمِيّ يصف الإبل:فذاكَ بعد ذاكَ من نِدامِها، وبعدما اسْتَحَمَّ في حَمَّامها فسره ثعلب فقال: عَرِقَ من إتعابها إياه فذلك اسْتحمامه.
وحَمَّ التَّنُّورَ: سَجَرَه وأَوقده.
والحَمِيمُ: المطر الذي يأْتي في الصيف حين تَسْخُن الأرض؛ قال الهُذَليُّ: هنالك، لو دَعَوْتَ أتاكَ منهم رِجالٌ مثل أَرْمية الحَمِيمِ وقال ابن سيده: الحَمِيم المطر الذي يأْتي بعد أَن يشتد الحر لأنه حارّ.
والحَمِيمُ: القَيْظ.
والحميم: العَرَقُ.
واسْتَحَمَّ الرجل: عَرِقَ، وكذلك الدابة؛ قال الأَعشى: يَصِيدُ النَّحُوصَ ومِسْحَلَها وجَحْشَيْهما، قبل أن يَسْتَحِم قال الشاعر يصف فرساً: فكأَنَّه لما اسْتَحَمَّ بمائِهِ، حَوْلِيُّ غِرْبانٍ أَراح وأَمطرا وأنشد ابن بري لأَبي ذؤيب: تأْبَى بدِرَّتها، إذا ما اسْتُكْرِهَتْ، إلا الحَمِيم فإنه يَتَبَضَّعُ فأَما قولهم لداخل الحمَّام إذا خرج: طاب حَمِيمُك، فقد يُعْنى به الاستحْمامُ، وهو مذهب أبي عبيد، وقد يُعْنَى به العَرَقُ أي طاب عرقك، وإذا دُعِيَ له بطيب عَرَقِه فقد دُعِي له بالصحة لأن الصحيح يطيب عرقُه. الأزهري: يقال طاب حَمِيمُك وحِمَّتُكَ للذي يخرج من الحَمَّام أي طاب عَرَقُك.والحُمَّى والحُمَّةُ: علة يسْتَحِرُّ بها الجسمُ، من الحَمِيم، وأما حُمَّى الإبلِ فبالألف خاصة؛ وحُمَّ الرجلُ: أصابه ذلك، وأَحَمَّهُ الله وهو مَحْمُومٌ، وهو من الشواذ، وقال ابن دريد: هو مَحْمُوم به؛ قال ابن سيده: ولست منها على ثِقَةٍ، وهي أحد الحروف التي جاء فيها مَفْعُول من أَفْعَلَ لقولهم فُعِلَ، وكأَنَّ حُمَّ وُضِعَتْ فيه الحُمَّى كما أن فُتِنَ جُعِلَتْ فيه الفِتْنةُ، وقال اللحياني: حُمِمْتُ حَمّاً، والاسم الحُمَّى؛ قال ابن سيده: وعندي أن الحُمَّى مصدر كالبُشْرَى والرُّجْعَى.والمَحَمَّةُ: أرض ذات حُمَّى.
وأرض مَحَمَّةٌ: كثيرة الحُمَّى، وقيل: ذات حُمَّى.
وفي حديث طَلْقٍ: كنا بأَرض وَبِئَةٍ مَحَمَّةٍ أي ذات حُمَّى، كالمأْسَدَةِ والمَذْأَبَةِ لموضع الأُسود والذِّئاب. قال ابن سيده: وحكى الفارسي مُحِمَّةً، واللغويون لا يعرفون ذلك، غير أَنهم قالوا: كان من القياس أَن يقال، وقد قالوا: أَكْلُ الرطب مَحَمَّةٌ أي يُحَمُّ عليه الآكلُ، وقيل: كل طعام حُمَّ عليه مَحَمَّةٌ، يقال: طعامٌ مَحَمَّةٌ إذا كان يُحَمُّ عليه الذي يأْكله، والقياس أَحَمَّتِ الأرضُ إذا صارت ذات حُمِّى كثيرة.
والحُمامُ، بالضم: حُمَّى الإبل والدواب، جاء على عامة ما يجيء عليه الأَدواءُ. يقال: حُمَّ البعيرُ حُماماً، وحُمَّ الرجل حُمَّى شديدة. الأزهري عن ابن شميل: الإبل إذا أكلت النَّدى أَخذها الحُمامُ والقُماحُ، فأَما الحُمامُ فيأْخذها في جلدها حَرٌّ حتى يُطْلَى جسدُها بالطين، فتدع الرَّتْعَةَ ويَذهَبُ طِرْقها، يكون بها الشهرَ ثم يذهب، وأما القُماحُ فقد تقدم في بابه.
ويقال: أخذ الناسَ حُمامُ قُرٍّ، وهو المُومُ يأْخذ الناس.والحَمُّ: ما اصطَهَرْتَ إهالته من الأَلْيَةِ والشحم، واحدته حَمَّةٌ؛ قال الراجز: يُهَمُّ فيه القومُ هَمَّ الحَمِّ وقيل: الحَمُّ ما يَبقى من الإهالة أي الشحم المذاب؛ قال: كأَنَّما أصواتُها، في المَعْزاء، صوتُ نَشِيشِ الحَمِّ عند القَلاَّء الأصمعي: ما أُذيب من الأَلْيَةِ فهو حَمٌّ إذا لم يبق فيه وَدَكٌ، واحدتها حَمَّة، قال: وما أُذيب من الشحم فهو الصُّهارة والجَمِيلُ؛ قال الأزهري: والصحيح ما قال الأصمعي، قال: وسمعت العرب تقول لما أُذيب من سنام البعير حَمّ، وكانوا يسمُّون السَّنام الشحمَ. الجوهري: الحَمُّ ما بقي من الألية بعد الذَّوْب.
وحَمَمْتُ الأَليةَ: أذبتها.
وحَمَّ الشحمةَ يَحُمُّها حَمّاً: أَذابها؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: وجارُ ابن مَزْرُوعٍ كُعَيْبٍ لَبُونُه مُجَنَّبَةٌ، تُطْلَى بحَمٍّ ضُروعُها يقول: تُطْلَى بَحمٍّ لئلا يرضعها الراعي من بخله.
ويقال: خُذْ أَخاك بحَمِّ اسْتِهِ أي خذه بأَول ما يسقط به من الكلام.
والحَمَمُ: مصدر الأَحَمّ، والجمعُ الحُمُّ، وهو الأَسود من كل شيء، والاسم الحُمَّةُ. يقال: به حُمَّةٌ شديدة؛ وأَنشد: وقاتمٍ أَحْمَرَ فيه حُمَّةٌ وقال الأَعشى: فأما إذا رَكِبوا للصَّباحِ فأَوجُههم، من صدىَ البَيْضِ، حُمُّ وقال النابغة: أَحْوَى أَحَمّ المُقْلَتَيْن مُقَلَّد ورجل أَحَمُّ بيِّن الحَمَم، وأَحَمَّهُ الله: جعله أَحَمَّ، وكُمَيْتٌ أَحَمُّ بيِّن الحُمَّة. قال الأصمعي: وفي الكُمْتة لونان: يكون الفرس كُمَيْتاً مْدَمّىً، ويكون كُمَيْتاً أَحَمَّ، وأَشدُّ الخيل جُلوداً وحوافرَ الكُمْتُ الحُمُّ؛ قال ابن سيده: والحمَّةُ لون بين الدُّهْمَة والكُمْتة، يقال: فرس أَحَمُّ بَيِّنُ الحُمَّة، والأَحَمُّ الأَسْود من كل شيء.
وفي حديث قُسّ: الوافد في الليل الأَحَمِّ أي الأَسود، وقيل: الأَحَمّ الأَبيض؛ عن الهَجَريّ؛ وأَنشد: أَحَمُّ كمصباح الدُّجى وقد حَمِمْتُ حَمَماً واحمَوْمَيْتُ وتَحَمَّمْتُ وتَحَمْحَمْتُ؛ قال أبو كبير الهُذَلي: أحَلا وشِدْقاه وخُنْسَةُ أَنْفِهِ، كحناء ظهر البُرمة المُتَحَمِّم (* قوله «كحناء ظهر» كذا بالأصل، والذي في المحكم: كجآء).
وقال حسان بن ثابت: وقد أَلَّ من أعضادِه ودَنا له، من الأرض، دانٍ جَوزُهُ فَتَحَمْحَما والاسم الحُمَّة؛ قال: لا تَحْسِبَنْ أن يدي في غُمَّهْ، في قَعْرِ نِحْيٍ أَسْتَثِيرُ حُمَّهْ، أَمْسَحُها بتُرْبةٍ أو ثُمََّهْ عَنَى بالحُمَّة ما رسَب في أَسفل النِّحيِ من مُسْوَدّ ما رسَب من السَّمن ونحوه، ويروي خُمَّه، وسيأتي ذكرها.
والحَمَّاءُ، على وزن فَعْلاء: الاسْتُ لِسَوادها، صفة غالبة. الجوهري: الحَمَّاء سافِلَةُ الإنسان، والجمع حُمٌّ.
والحِمْحِمُ والحُماحِمُ جميعاً: الأَسْود. الجوهري: الحِمْحِمُ، بالكسر، الشديدُ السوادِ.
وشاةٌ حِمْحِم، بغير هاء: سوداء؛ قال: أَشَدُّ من أُمّ عُنُوقٍ حِمْحِمِ دَهْساءَ سَوْداءَ كلَوْن العِظْلِمِ، تَحْلُبُ هَيْساً في الإِناء الأَعْظَمِ الهَيْسُ، بالسين غير المعجمة: الحَلْبُ الرُّوَيْد.
والحُمَمُ: الفَحْمُ، واحدته حُمَمَةٌ.
والحُمَمُ: الرَّماد والفَحْم وكلُّ ما احترق من النار. الأَزهري: الحُمَم الفَحْم البارد، الواحدة حُمَمَةٌ، وبها سمي الرجل حُمَمة.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: إِن رجلاً أَوصى بَنيه عند موته فقال: إِذا أَنا مُتُّ فأَحْرِ قُوني بالنار، حتى إِذا صِرْتُ حُمَماً فاسْحَقوني، ثم ذَرُّوني في الريح لعلي أَضِلُّ اللهَ؛ وقال طَرَفَةُ: أَشَجاك الرَّبْعُ أَم قِدَمُهْ، أَم رَمادٌ دارِسٌ حُمَمُه؟ وحَمَّت الجَمْرةُ تَحَمُّ، بالفتح، إِذا صارت حُمَمةً.
ويقال أَيضاً: حَمَّ الماءُ أَي صار حارّاً.
وحَمَّم الرجل: سَخَّم وجْهَه بالحُمَم، وهو الفحمُ.
وفي حديث الرَّجْم: أَنه أَمَرَ بيهودي مُحَمَّم مَجْلود أَي مُسْوَدّ الوجه، من الحُمَمَة الفَحْمةِ.
وفي حديث لقمان بن عاد: خُذي مِنِّي أَخي ذا الحُمَمة؛ أَراد سَوادَ لَونه.
وجارية حُمَمَةٌ: سوداء.
واليَحْموم من كل شيء، يفعول من الأَحَمِّ؛ أَنشد سيبويه: وغير سُفْعٍ مُثَّلٍ يَحامِم باختلاسِ حركةِ الميم الأُولى، حذف الياء للضرورة كما قال: والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسا وأَظهر التضعيف للضرورة أَيضاً كما قال: مهْلاً أَعاذِلَ، قد جَرَّبْتِ مِنْ خُلُقي أَني أَجودُ لأَقْوامٍ، وإِنْ ضَنِنوا واليَحْمومُ: دخان أَسود شديد السواد؛ قال الصَّبَّاح بن عمرو الهَزَّاني: دَعْ ذا فكَمْ مِنْ حالكٍ يَحْمومِ، ساقِطةٍ أَرْواقُه، بَهيمِ قال ابن سيده: اليَحْمومُ الدخانُ.
وقوله تعالى: وظِلٍّ من يَحْمومٍ، عَنى به الدخان الأَسود، وقيل أَي من نار يُعَذَّبون بها، ودليل هذا القول قوله عز وجل: لهم من فوقهم ظُلَلٌ من النار ومن تحتهم ظُلَلٌ؛ إِلا أَنه موصوف في هذا الموضع بشدة السواد، وقيل: اليَحْمومُ سُردِق أَهل النار، قال الليث: واليَحْمومُ الفَرَس، قال الأَزهري: اليَحْمومُ اسم فرس كان للنعمان بن المنذر، سمي يَحموماً لشدة سواده؛ وقد ذكره الأَعشى فقال: ويأْمُرُ للْيَحْمومِ كلَّ عَشِيَّةٍ بِقَتٍّ وتَعْليقٍ، فقد كاد يَسْنَقُ وهو يَفْعولٌ من الأَحَمِّ الأَسْودِ؛ وقال لبيد: والحارِثانِ كلاهما ومُحَرِّقٌ، والتُّبَّعانِ وفارِسُ اليَحْمومِ واليَحْمومُ: الأَسْود من كل شيء. قال ابن سيده: وتسميته بالَيحْمومِ تحتمل وجهين: إِما أَن يكون من الحَميمِ الذي هو العَرَق، وإِما أَن يكون من السَّواد كما سميت فرس أُخرى حُمَمة؛ قالت بعض نساء العرب تمدح فرس أَبيها: فرس أَبي حُمَمةُ وما حُمَمةُ.
والحُمَّةُ دون الحُوَّةِ، وشفة حَمَّاء، وكذلك لِثَةٌ حَمَّاءُ.
ونبت يَحْمومٌ: أَخضرُ رَيَّانُ أَسودُ.
وحَمَّمَتِ الأَرضُ: بدا نباتُها أَخضرَ إِلى السواد.
وحَمَّمَ الفرخُ: طلَع ريشُه، وقيل: نبت زَغَبُهُ؛ قال ابن بري: شاهده قول عمر بن لَجَإٍ: فهو يَزُكُّ دائمَ التَّزَعُّمِ، مِثْلَ زَكيكِ الناهِضِ المُحمِّمِ وحَمَّم رأْسُه إِذا اسْوَدَّ بعد الحَلْق؛ قال ابن سيده: وحَمَّمَ الرأْسُ نبت شَعَرُه بعدما حُلِق؛ وفي حديث أَنس: أَنه كان إِذا حَمَّمَ رأْسُه بمكة خرج واعتمر، أَي اسْوَدَّ بعد الحلْق بنبات شعره، والمعنى أَنه كان لا يؤخر العمرة إِلى المُحَرَّمِ، وإِنما كان يخرج إِلى الميقات ويعتمر في ذي الحِجَّة؛ ومنه حديث ابن زِمْلٍ: كأَنما حُمِّمَ شعره بالماء أَي سُوِّدَ، لأَن الشعر إِذا شَعِثَ اغْبَرَّ، وإِذا غُسِل بالماء ظهر سواده، ويروى بالجيم أَي جُعل جُمَّةً.
وحَمَّمَ الغلامُ: بدت لحيته.
وحَمَّمَ المرأَةَ: متَّعها بشيء بعد الطلاق؛ قال: أَنتَ الذي وَهَبْتَ زَيداً، بعدما هَمَمْتُ بالعجوز أَن تُحَمَّما هذا رجل وُلِدَ له ابنٌ فسماه زيداً بعدما كان هَمّ بتطليق أُمِّه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: وحَمَّمْتُها قبل الفراق بِطعنةٍ حِفاظاً، وأَصحابُ الحِفاظِ قليل وروى شمر عن ابن عُيَيْنَةَ قال: كان مَسْلمَةُ بن عبد الملك عربيّاً، وكان يقول في خُطبته: إِن أَقلَّ الناس في الدنيا هَمّاً أَقلُّهم حَمّاً أَي مالاً ومتاعاً، وهو من التَّحْميمِ المُتْعَةِ؛ وقال الأَزهري: قال سفيان أَراد بقوله أَقلُّهم حَمّاً أَي مُتْعةً، ومنه تَحْمِيم المطلَّقة.
وقوله في حديث عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنه: إِنه طلق امرأَته فمتَّعها بخادمٍ سَوْداءَ حَمَّمَها إِياها أَي مَتَّعها بها بعد الطلاق، وكانت العرب تسمِّي المُتْعةَ التَّحْميمَ، وعَدَّاه إِلى مفعولين لأَنه في معنى أَعطاها إِِياها، ويجوز أَن يكون أَراد حَمَّمَها بها فحذف وأَوصَل.
وثِيابُ التَّحِمَّة: ما يُلْبِس المطلِّقُ المرأَةَ إِذا مَتَّعها؛ ومنه قوله: فإِنْ تَلْبَسي عَنّي ثيابَ تَحِمَّةٍ، فلن يُفْلِحَ الواشي بك المُتَنَصِّحُ الأَزهري: الحَمامة طائر، تقول العرب: حمامَةٌ ذكرٌ وحمامة أُنثى، والجمع الحَمام. ابن سيده: الحَمام من الطير البَرّيُّ الذي لا يأْلَف البيوت، قال: وهذه التي تكون في البيوت هي اليَمام. قال الأَصمعي: اليَمام ضرب من الحمام برِّيّ، قال: وأَما الحمام فكلُّ ما كان ذا طَوْق مثل القُمْريّ والفاخِتة وأَشباهِها، واحِدته حَمامة، وهي تقع على المذكر والمؤنث كالحَيّة والنَّعامة ونحوها، والجمع حَمائم، ولا يقال للذكر حَمام؛ فأَما قوله: حَمامَيْ قفرةٍ وَقَعا فطارا فعلى أَنه عَنى قطيعين أَو سِرْبين كما قالوا جِمالان؛ وأَما قول العَجَّاج: ورَبِّ هذا البلدِ المُحَرَّمِ، والقاطِناتِ البيت غيرِ الرُّيَّمِ، قواطناً مكةَ من وُرْقِ الحَمي فإِنما أَرد الحَمام، فحذف الميم وقلب الأَلف ياء؛ قال أَبو إِسحق: هذا الحذفُ شاذ لا يجوز أَن يقال في الحِمار الحِمي، تريد الحِمار، فأَما الحَمام هنا فإِنما حذف منها الأَلف فبقيت الحَمَم، فاجتمع حرفان من جنس واحد، فلزمه التضعيف فأَبدل من الميم ياء، كما تقول في تظنَّنْت تظنَّيْت، وذلك لثقل التضعيف، والميم أَيضاً تزيد في الثقل على حروف كثيرة.
وروى الأَزهري عن الشافعي: كلُّ ما عَبَّ وهَدَر فهو حَمام، يدخل فيها القَمارِيُّ والدَّباسِيُّ والفَواخِتُ، سواء كانت مُطَوَّقة أَو غير مطوَّقة، آلِفةً أَو وحشية؛ قال الأَزهري: جعل الشافعي اسم الحَمام واقعاً على ما عَبَّ وهَدَر لا على ما كان ذا طَوْقٍ، فتدخل فيه الوُرْق الأَهلية والمُطَوَّقة الوحشية، ومعنى عبّ أَي شرب نَفَساً نَفَساً حتى يَرْوَى، ولم يَنْقُر الماء نَقْراً كما تفعله سائر الطير.
والهَدير: صوت الحمام كله، وجمعُ الحَمامة حَمامات وحَمائم، وربما قالوا حَمام للواحد؛ وأَنشد قول الفرزدق: كأَنَّ نِعالَهن مُخَدَّماتٍ، على شرَك الطريقِ إِذا استنارا تُساقِطُ رِيشَ غادِيةٍ وغادٍ حَمامَيْ قَفْرةٍ وقَعا فطارا وقال جِرانُ العَوْد: وذَكَّرَني الصِّبا، بعد التَّنائي، حَمامةُ أَيْكةٍ تَدْعو حَماما قال الجوهري: والحَمام عند العرب ذوات الأَطواق من نحو الفَواخِت والقَمارِيّ وساقِ حُرٍّ والقَطا والوَراشِين وأَشباه ذلك، يقع على الذكر والأُنثى، لأَن الهاء إِنما دخلته على أَنه واحد من جنس لا للتأْنيث، وعند العامة أَنها الدَّواجِنُ فقط، الواحدة حَمامة؛ قال حُمَيْد بن ثوْرٍ الهلالي: وما هاجَ هذا الشَّوْقَ إِلاَّ حمامةٌ دَعَتْ ساقَ حُرٍّ، تَرْحةً وتَرَنُّما والحَمامة ههنا: قُمْرِيَّةٌ؛ وقال الأَصمعي في قول النابغة: واحْكُمْ كحُكْمِ فتاة الحيّ، إِذ نَظَرتْ إِلى حَمامٍ شِراعٍ وارِدِ الثَّمَدِ (* وفي رواية أخرى: سِراعٍ) هذه زَرْقاء اليمامة نظرت إِلى قَطاً؛ أَلا ترى إلى قولها: لَيت الحَمامَ لِيَهْ إِلى حمامَتِيَهْ، ونِصْفَه قَدِيَهْ، تَمَّ القَطاةُ مِيَهْ قال: والدَّواجن التي تُسْتَفْرَخ في البيوات حَمام أَيضاً، وأَما اليَمام فهو الحَمامُ الوحشيّ، وهو ضَرْب من طير الصحراء، هذا قول الأَصمعي، وكان الكسائي يقول: الحَمام هو البرّيّ، واليمام هو الذي يأْلف البيوت؛ قال ابن الأَثير: وفي حديث مرفوع: أَنه كان يُعْجبه النظر إِلى الأُتْرُجِّ والحَمام الأَحْمَر؛ قال أَبو موسى: قال هلال بن العلاء هو التُّفَّاحُ؛ قال: وهذا التفسير لم أَرَهُ لغيره.
وحُمَة العقرب، مخففة الميم: سَمُّها، والهاء عوض؛ قال الجوهري: وسنذكره في المعتل. ابن الأَعرابي: يقال لِسَمّ العقرب الحُمَّة والحُمَةُ، وغيره لا يجيز التشديد، يجعل أَصله حُمْوَةً.
والحَمامة: وسَطُ الصَّدْر؛ قال:إِذا عَرَّسَتْ أَلْقَتْ حَمامةَ صَدْرِها بتَيْهاء، لا يَقْضي كَراها رقيبها والحَمامة: المرأَة؛ قال الشَّمَّاخ: دارُ الفتاةِ التي كُنَّا نَقُولُ لها: يا ظَبْيَةٌ عُطُلاً حُسّانَةَ الجيدِ تُدْني الحمامةَ منها، وهي لاهِيةٌ، من يانِعِ الكَرْمِ غرْبانَ العَناقيدِ ومن ذهب بالحَمامةِ هنا إِلى معنى الطائر فهو وجْهٌ؛ وأَنشد الأَزهري للمُؤَرِّج: كأَنَّ عينيه حَمامتانِ أَي مِرآتانِ.
وحَمامةُ: موضع معروف؛ قال الشمَّاخ: ورَوَّحَها بالمَوْرِ مَوْرِ حَمامةٍ على كلِّ إِجْرِيَّائِها، وهو آبِرُ والحَمامة: خِيار المال.
والحَمامة: سَعْدانة البعير.
والحَمامة: ساحة القصر النَّقِيَّةُ.
والحَمامةُ: بَكَرة الدَّلْو.
والحَمامة: المرأَة الجميلة.
والحمامة: حَلْقة الباب.
والحَمامةُ من الفَرَس: القَصُّ.
والحَمائِم: كرائم الإِبل، واحدتها حَميمة، وقيل: الحَميمة كِرام الإِبل، فعبر بالجمع عن الواحد؛ قال ابن سيده: وهو قول كراع. يقال: أَخذ المُصَدِّقُ حَمائِمَ الإِبل أَي كرائمها.
وإِبل حامَّةٌ إِذا كانت خياراً.
وحَمَّةُ وحُمَّةُ: موضع؛ أَنشد الأَخفش: أَأَطْلالَ دارٍ بالسِّباع فَحُمَّةِ سأَلْت، فلما اسْتَعْجَمَتْ ثم صَمَّتِ ابن شميل: الحَمَّةُ حجارة سود تراها لازقة بالأَرش، تقودُ في الأَرض الليلةَ والليلتين والثلاثَ، والأَرضُ تحت الحجارة تكون جَلَداً وسُهولة، والحجارة تكون مُتدانِية ومتفرقة، تكون مُلْساً مثل الجُمْع ورؤوس الرجال، وجمعها الحِمامُ، وحجارتها مُتَقَلِّعٌ ولازقٌ بالأَرض، وتنبت نبتاً كذلك ليس بالقليل ولا بالكثير.
وحَمام: موضع؛ قال سالم بن دارَة يهجو طَريفَ بن عمرو: إِني، وإِن خُوِّفْتُ بالسِّجن، ذاكِرٌ لِشَتْمِ بني الطَّمَّاح أَهلِ حَمام إِذا مات منهم مَيِّتٌ دَهَنوا اسْتَهُ بِزيت، وحَفُّوا حَوْله بِقِرام نَسَبهم إِلى التَّهَوُّدِ.
والحُمَامُ: اسم رجل. الأَزهري: الحُمام السيد الشريف، قال: أُراه في الأَصل الهُمامَ فقُلبت الهاء حاء؛ قال الشاعر:أَنا ابنُ الأَكرَمينَ أَخو المَعالي، حُمامخ عَشيرتي وقِوامُ قَيْسِ قال اللحياني: قال العامري قلت لبعضهم أَبَقِيَ عندكم شيءٌ؟ فقال: هَمْهامِ وحَمْحامِ ومَحْماحِ وبَحْباح أَي لم يبق شيء.
وحِمَّانُ: حَيٌّ من تميم أَحد حَيَّيْ بني سعد بن زيد مَناةَ؛ قال الجوهري: وحَمَّانُ، بالفتح، اسم رجل (* قوله «وحمان بالفتح اسم رجل» قال في التكملة:؛ المشهور فيه كسر الحاء).
وحَمُومةُ، بفتح الحاء: ملك من ملوك اليمن؛ حكاه ابن الأَعرابي، قال: وأَظنه أَسود يذهب إِلى اشتقاقه من الحُمَّة التي هي السواد، وليس بشيء.
وقالوا: جارا حَمومةَ، فَحَمومةُ هو هذا الملك، وجاراه: مالك بن جعفر ابن كلاب، ومعاوية بن قُشَيْر.
والحَمْحَمة: صوت البِرْذَوْن عند الشَّعِير (* قوله «عند الشعير» أي عند طلبه، أفاده شارح القاموس).
وقد حَمْحَمَ، وقيل: الحَمْحَمة والتَّحَمْحُم عَرُّ الفرس حين يُقَصِّر في الصَّهيل ويستعين بنفَسه؛ وقال الليث: الحَمْحَمة صوت البِرْذَوْنِ دون الصوت العالي، وصَوتُ الفرس دونَ الصَّهيل، يقال: تَحَمْحَمَ تَحَمْحُماً وحَمْحَمَ حَمْحَمةً؛ قال الأَزهري: كأَنه حكاية صوته إِذا طلب العَلَفَ أَو رأَى صاحبه الذي كان أَلِفه فاستأْنس إِليه.
وفي الحديث: لا يجيء أَحدُكم يوم القيامة بفرس له حَمْحَمةٌ. الأَزهري: حَمْحَم الثورُ إِذا نَبَّ وأَراد السِّفادَ.
والحِمْحِمُ: نَبْتٌ، واحدتُه حِمْحِمةٌ. قال أَبو حنيفة: الحِمْحِم والخِمْخِم واحد. الأَصمعي: الحِمْحِم الأَسْود، وقد يقال له بالخاء المعجمة؛ قال عنترة: وَسْطَ الديارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِم قال ابن بري: وحُماحِمٌ لون من الصِّبغ أَسود، والنَّسبُ إِليه حُماحِمِيٌّ.
والحَماحِم: رَيْحانة معروفة، الواحدة حَماحِمَةٌ.
وقال مرة: الحَماحِم بأَطراف اليمن كثيرة وليست بَبرّية وتَعْظُم عندهم.
وقال مرة: الحِمْحِم عُشْبةٌ كثيرة الماء لها زغَبٌ أَخشنُ يكون أَقل من الذراع.
والحُمْحُمُ والحِمْحِم جميعاً: طائر. قال اللحياني: وزعم الكسائي أَنه سمع أَعرابّياً من بني عامر يقول: إِذا قيل لنا أَبَقِيَ عندكم شيء؟ قلنا: حَمْحامِ.
واليَحْموم: موضع بالشام؛ قال الأَخطل: أَمْسَتْ إِلى جانب الحَشَّاك جيفَتُهُ، ورأْسُه دونَهُ اليَحْمُوم والصُّوَرُ وحَمُومةُ: اسم جبل بالبادية.
واليَحاميمُ: الجبال السود.

الخنس (المعجم الوسيط) [0]


 الظباء ومأواها